
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين
إخواني وأخواتي الموالين
السلام عليكم ورحمة و الله وبركاته
بما إننا نعيش هذه الأيام أيام مباركة بمولدة السيدة العقيلة السيدة زينب عليها السلام
فقد أحببت أن أنقل لكم خطبتها في مجلس يزيد اللعين ابن الطلقاء
وللمخالفين أطلب منهم القراءة الجيدة وللوهابية أن يتعلموا حقيقة أسيادهم والمدافعين عنهم
لما دخل علي بن الحسين عليهما السلام وحرمه على يزيد وجيء برأس الحسين عليه السلام ووضع بين يديه في طشت، وجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده وهو يقول:
ليت أشياخي ببدر شهدوا *** جـزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلّوا واستهلوا فرحا *** ولقالوا يا يزيد لا تشل
قد قتلنا القوم من ساداتهم *** وعدلناه ببدر فاعتدل
لعبت هاشم بالملك فلا *** خبر جاء ولا وحي نزل
لأهلّوا واستهلوا فرحا *** ولقالوا يا يزيد لا تشل
قد قتلنا القوم من ساداتهم *** وعدلناه ببدر فاعتدل
لعبت هاشم بالملك فلا *** خبر جاء ولا وحي نزل
فقامت زينب بنت علي بن أبي طالب، وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقالت:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسوله وآله أجمعين، صدق الله سبحانه حيث يقول:


أظننت يا يزيد – حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فاصبحنا نساق كما تساق الأُسراء- أنّ بنا هواناً على الله وبك عليه كرامة. وأنّ ذلك لعظم خطرك عنده، فشمخت بانفك ونظرت في عطفك، تضرب أصدريك فرحاً، وتنفض مذوريك مرحاً، جذلان مسروراً حين رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، فمهلاً مهلاً، أنسيت قول الله تعالى:


أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول الله سبايا، وقد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف، ليس معهنّ من رجالهنّ ولي، ولا من حماتهن حمي، وكيف يرتجى مراقبة ابن من لفظ فوه أكباد الأذكياء ونبت لحمه من دماء الشهداء ؟!
وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن، والأحن والأضغان ؟!
ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم.
ثم قـالوا يا يزيد لا تشل
لا هلوا واستهلوا فرحاً
ثم قـالوا يا يزيد لا تشل
لا هلوا واستهلوا فرحاً
منحنياً على ثنايا أبي عبد الله - سيد شباب أهل الجنة - تنكثها بمخصرتك وكيف لا تقول ذلك وقد نكأت القرحة ، واستأصلت االشافة ، باراقتك دماء ذرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ونجوم الأرض من آل عبد المطلب ، وتهتف باشياخك زعمت أنك تناديهم ، فلترددن وشيكاً موردهم ، ولتودن أنك شللت وبكمت ، ولم تكن قلت ما قلت ، وفعلت ما فعلت ، اللهم خذ لنا بحقنا ، وانتقم ممن ظلمنا ، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا ، وقتل حماتنا ، فو الله يا يزيد ما فريت إلا جلدك ، ولا حززت إلا لحمك ، ولتردن على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما تحملت من دماء ذريته ، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، حيث يجمع الله تعالى شملهم ، ويلم شعثهم ، ويـأخـذ بحقهم


وحسبك بالله حاكماً ، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم خصيماً ، وبجبرائيل ظهيراً ، وسيعلم من سول لك وأمكنك من رقاب المسلمين ، بئس للظالمين بدلاً ، وأيكم شر مكاناً وأضعف جنداً ، ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك ، إني لأستصغر قدرك ، وأستعظم تقريعك ، واستكثر توبيخك ، لكن العيون عبرى ، والصدور حرى ، ألا فالعجب كلً العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا والأفواه تتحلب من لحومنا، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعرفها أمهات الفراعل، ولئن اتخذتنا مغنماً لتجدنا وشيكاً مغرماً حين لا تجد إلا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد، وإلى الله المشتكى، وعليه المعول، فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا، ولا تدحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي: الا لعنة الله على الظالمين، فالحمد لله رب العالمين، الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة، ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب، ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة، إنه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وأدع الحكم لكم يا وهابية على بني أمية بعد هذه الخطبة من السيدة زينب عليها السلام بنت الصديقة فاطمة الزهراء روحي لها الفداء وابنة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وأخت سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهم السلام وحفيدة الرسول الأعظم صلوات ربي عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين
تعليق