إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

اختلفت النيّة ( بغداديات )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اختلفت النيّة ( بغداديات )

    ( بغداديات )
    بتوقيع : بهلول الكظماوي



    يحكى انّه كانت توجد هناك في الماضي مدينة كبيرة تعيش حياة الرفاه الاجتماعي و
    الدعة و الطمأنينة و الامان,
    وكان يأتيها رزقها رغداً, اذ يتعاون الناس فيما بينهم, تضللهم رعاية السماء حيث
    يتعاملون فيما بينهم بالحسنى و بسماحة الدين الحنيف.
    وعلى حين غرّة غزى هذه المدينة جيش جرّار قادماً اليها من خارج الحدود , فسقطت
    كلّ المدينة في قبضته.
    و كان قائد هذا الجيش رجلاً ذا حنكة و دهاء, وله باع و تجربة في ممارسة حكم
    البلدان التي تسقط في امرتة, .... و بعد مرور وقت ليس بالقصير على حكم هذه
    البلدة , الا انه لم يصادف ان يأتي اليه احد ليشتكي من جاره او شريكه او صاحبه.
    ولم تحدث اية منازعات او خصومات لتطرح عليه.
    ارسل هذا القائد على وجوه القوم و زعماء القبائل و سألهم : كيف لهم ان يتدبروا
    كلّ شؤون مدينتهم الكبيرة هكذا و يعيشوا هذا الرغد و الدعة والامان فيما بينهم
    بحيث لا توجد شكاوات و لا خصومه و لا عداوات فيما بينهم ؟
    فأجابوه : نحن قوم اذا جاع فينا احد اشبعناه, واذا افتقر احد فينا اغنيناه,
    واذا ترمّل احدنا او كان اعزباً زوّجناه ..... يرحم كبيرنا صغيرنا, ويوقّر
    صغيرنا كبيرنا !!!
    فسألهم : مالي ارى ابوابكم مفتوحة حتى الصباح و بدون حراسة ( حتى اني لا اجد
    عندكم من يمتهن مهنة الحراسة ) ؟ اما تخافون السرقة ؟
    فأجابوه : لا يوجد فينا من هو بحاجة الى السرقة او اكل المال الحرام, واذا صادف
    ان وجد مثل هكذا معتوه او ناقص عقل فنحن نحرس بعضنا بعضاً!
    فسألهم : مالي ارى قبوركم امام بيوتكم ؟
    فأجابوه : لنتذكّر الموت بمشاهدتها فنزهد في الدنيا !!!
    فقال لهم : لقد جئت لمساعدتكم و انقاذكم و تنظيم اموركم وهذا قصري و مضافتي و
    سرايي مشرعة ابوابها لخدمتكم في كل الاوقات.
    فاجابوه : لنا قادتنا و زعمائنا و علمائنا و لا حاجة لنا بك!
    من كلّ ذلك حزّ في نفس هذا القائد و اراد ان يلقن هؤلاء القوم درساً يجعلهم
    يحتاجون اليه و يرضخون لسطوته , فقال لهم : انكم منّ الله عليكم بالخير و
    البركة في حال وجود مناطق فقيرة و محرومة من الجوار الواجب المساعدة وان لديه
    مشروعاً خيرياً لمساعدة هذه الدول و المدن الفقيرة و المنكوبة , و اقترح عليهم
    ان يساهم الجميع بهذه المساعدات وان يجلب كل واحد منهم بيضة وكف طحين .
    واصبح الصباح التالي فاتي كلّ واحد منهم جالباً معه بيضة وكف طحين الى مكان
    التجميع .
    و بعد فترة من التجميع رجع ليقول لهم : لقد انتنفت الحاجه الى بيضكم و طحينكم
    , فقد سبقكم الى نجدتهم قوماً غيركم , فهلمّوا ارجعوه اليكم فلا حاجة لهم به.
    و بالفعل رجع كل واحدمنهم ليسترجع بيضته من البيض الذي جلبوه و كفّاً من الطحين
    الذي جلبه .
    ولكن الذي حصل بعد ايام من ارجاعهم للبيض و الطحين ان بدأت المشاحنات و
    العداوات تنخر بمجتمعهم.
    اتدري لماذا حصل ذلك يا عزيزي القارئ الكريم:
    ذلك لان الحرام وسوء النوايا دخلت الى مجتمعهم, فذلك ان الذي اتى ببيضة كبيرة
    اذا استرجع لنفسه اصغر منها فقد ظلم نفسه, واذا استرجع اكبر منها فقد ظلم غيره
    , و كذلك الحال في كفّ الطحين .
    وهذا بالضبط ما حصل في زمن طاغية العراق صدام حسين الذي فرّق بين شعبنا العراقي
    ما بين الطوائف و الاعراق , لقد تعمّد هدام العراق بان جعل بعض العراقيين
    يأكلون السحت الحرام ابتداء ثم اجبر البعض الآخر اكراهاً , اكل البعض اموال من
    صودرت اموالهم و بيعت بالمزادات الخاصة ابتداءً ثم المزادات العامّة.
    استولى نظام هدام على ما نهبه من دول الجوار في حربيه الخليجيتن ( ايران و
    الكويت ) و باعها كغنائم حرب.
    فرّق الناس و جعلها شيعاً و احزاباً ,
    فالتفوق العلمي لا يؤهّل المواطن العراقي للدخول الى الجامعاات او الى الدراسات
    العليا بقدر ما هو اخلاصه للحزب الحاكم.
    التوضيف , الترقية , العلاوة و الحوافز و المكرمات كلها وفق التقييم عن مدى
    اخلاصه للحزب الفاشي الحاكم حتى اذا كان هذا الاخلاص يتمثل في تصفية الاخ او
    الصديق و القريب و الرفيق.
    من كل ذلك تشكلت احدى الاسباب التي جعلتنا نقف عاجزين عن ازاحة هذا الكابوس
    الذي نصّبه الغزات الغرباء ليجثوا على صدر شعبنا العراقي الذي جبل على التسامح
    و التآخي و التوحّد و التآزر , و المعروف ان حساب العاقل اضعاف حساب الجاهل , و
    عهدنا بشعبنا هو سيد العاقلين و العارفين .
    و شاءت ارادة الله جل و على ان اسياد هذا النظام وصلت بهم القناعة لتغييره و
    الاطاحة به لنفاذ مدّة صلاحيته.
    و اتيحت اليوم الفرصه لمعارضة هذا النظام الظالم باستلام مقاليد البلد , ( و
    تلك الايام نداولها بين الناس )..... و لو دامت لغيرك ما وصلت اليك !
    فيا ترى كم نحن بحاجة الى مراجعة انفسنا و هذا امام المتقين علي بن ابي طالب (
    ع ) يقول : ميدانكم الاول انفسكم فان قدرتم عليها كنتم على غيرها اقدر !
    ( حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا ... وزنوها قبل ان توزنوا ... فليس منا من بات
    و لم يحاسب نفسه ) .

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد
    بارك الله فيك أخي على موضوعك القيم هذا، و آسأل الله عز و جل أن يحفظ عراقنا الحبيب من كل سوء، إنه سميع مجيب.

    تعليق


    • #3
      و آسأل الله عز و جل أن يحفظ عراقنا الحبيب من كل سوء، إنه سميع مجيب
      الهم استجب بحق محمد وال محمد
      شكرا لكم كواكب
      لمروركم الكريم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
      ردود 2
      17 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
      استجابة 1
      12 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      يعمل...
      X