هل خطر حزب الله على إسرائيل حقيقة؟
السيدحسن نصر الله: هناك كلام عن نزع.. أخذ.. نزع سلاح المقاومة، إن أي تفكيرٍ بنزعِ سلاح المقاومة هو جنون.
المكان: جنوب لبنان.
الزمان: مايو أيار 2000
الحدث: انسحاب الجيش الإسرائيلي.
والسبب...
رغم أننا لم نكن في حاجةٍ إلى تصريحٍ خاص لدخول الجنوب اللبناني، لكن: وراء تلك التلال والهضاب عيونٌ ترصد القاصيَ والداني، فهذه منطقة نفوذ حزب الله، فهنا دارت معارك المقاومة اللبنانية، وهنا هُزمت إسرائيل، ومن هنا أيضاً استمدّ الحزب قوةً سُرعان ما أصبحت موضع جدلٍ على الساحة اللبنانية والدولية، شقَقْنا طريقنا نحو الحدود اللبنانية الإسرائيلية لنقترب أكثر من الواقع، ونرى على مرمى البصر من كان لسنواتٍ يصول ويجول في أرضٍ عربية. الكل هنا في لبنان اعترف بدور حزب الله في تحرير الجنوب اللبناني، ولكن بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وبعد الضغوط الأميركية والدولية على سوريا من أجل الانسحاب الكامل من لبنان، هل لم يعد للمقاومةِ أي دور؟ وهل سيدفع حزب الله ثمن تحرير الجنوب بالتخلّي عن أسلحته طبقاً للقرار 1559؟ عندما ذهبت للقاء قائد منطقة الجنوب اللبناني الشيخ نبيل قاووق، قلت: ربما كغيري ممن اختلط عليهم الإعجاب بعلامات الاستفهام: من أين يأتي حزب الله بكل هذه الثقة؟ وهل يمكن حقاً لأميركا تجريده من سلاحه؟
الشيخ نبيل قاووق (قائد منطقة الجنوب): لبنان ليس أوكرانيا، لبنان ليس جورجيا، وليس أفغانستان، المعادلة هنا مختلفة، نقاط القوة عند حزب الله أكثر مما يتصوّرون، ونعرف تماماً نقاط ضعفهم، أنا أؤكد أنهم أخطؤوا في الحسابات، قد يستطيعون أن يُخرجوا الجيش السوري، ولكن بعيداً جداً عليهم أن ينالوا من دور لبنان في المقاومة.
ريتشارد بيرل (رئيس لجنة سياسة الدفاع سابقاً- البنتاغون): لدى حزب الله سجّل إرهابي وسوف يلجأ إلى العنف ويقتل مدنيين، ولذا فقد احتل مكانه لدينا في قائمة الإرهابيين، قد يكون حقيقياً أن حزب الله قد أنشأ مؤسسات تزود العامة بالخدمات الفعلية، يجب على الحكومة أن تقوم بهذا وليس منظمة خاصة لديها جذور في أعمال الإرهاب، ولأسباب عملية تقع بشكل تحت سيطرة قوة أجنبية لها مصالحها الخاصة وليست مصالح الشعب اللبناني، ولذا آمل في حال أي نقاش مفتوح أن يتلقى حزب الله دعماً ضئيلاً من المواطنين العاديين في لبنان.
الشيخ نبيل قاووق (قائد منطقة الجنوب): نحن معتادون على هذه الأجواء، ولا نُؤخذ بالتصنيفات الأميركية، فليقولوا أننا إرهابيون إلى ما شاء الله، نحن هذا لا يغيّر بشيءٍ من حقنا، متمسكون بكل حقوقنا، بالدفاع عن أرضنا، بالدفاع عن كل حبة تراب من أرضنا، وكل نقطة ماء من مياهنا، والإسرائيليون أعرف تماماً أن عندهم عُقدة نفسية وعسكرية في مواجهة حزب الله، وهم عندما يلجؤون إلى الـ 1559 إنما يريدون أن يعوّضوا عن واقع هزيمتهم أمام حزب الله.
فارس سعيد (نائب لبناني سابق): هل هناك مقاومة سورية بقرب من الجولان؟ هل هناك مقاومة أردنية؟ هل هناك مقاومة مصرية؟ هل هناك مقاومة من كل البلاد العربية التي هي البلاد الطّوق لإسرائيل؟ هذا كلام يستعمله حزب الله للتضليل، إن وجود سلاح حزب الله لا يفرض تواجد رعب مع إسرائيل كما يدّعي حزب الله، الذي يلجُم إسرائيل ويجبر إسرائيل على عدم عدوانها ضد لبنان هي موازين قِوى دولية، وليست وجود مقاومة ومقاومة بالشكل الذي يتمتع به حزب الله اليوم والذي يأخذه حزب الله اليوم.
طلال عتريس (محلل سياسي): طبعاً هناك من يفكّر بأن حزب الله حرّر الجنوب وأن دوره انتهى، هذا أمر أيضاً غير منطقي، وهذا الأمر تنقصه الأخلاقية إذا صحّ التعبير، لأن في كل تجارب الشعوب من يحرّر الأرض يحصل على الثمن السياسي، يأخذ السلطة عادةً.
ميشال عون (رئيس التيار الحر): مجرّد وجود سلاح بالمجتمع بيعطيك إذا ما إنت كان عندك النزعة للسيطرة عليه أن توحي للناس.. الناس بتخضع فيه هيدا المجتمع اللبناني، فإذاً السيطرة على المجتمع من خلال تواجد السلاح مع فئة معينة نتيجة طبيعية مش نتيجة إنت بتتعلق بس بإرادتك إنك ما تستعمله، بدك تصفّي محور سلطوي إن شئت أم أبيت، وهيدا شي بيُعيق ببعض المناطق الحرية المطلقة للناس اللّي نحنا بدنا نمارسها بالتوازن وبالتساوي على كل المناطق اللبنانية.
هل ينزع سلاح حزب الله بدون مقابل؟
كريم بقرادوني (رئيس حزب الكتائب المسيحي): أنا كلبناني: لماذا أريد أن أتخلّى عن ورقة اسمها حزب الله بدون مقابل، وأنا أعتقد أن المنطق الأميركي الناظر إلى حزب الله كمنظمةٍ إرهابيةٍ هو منطق خاطئ، نحن ننظر إلى حزب الله كمنظمة مقاومة ومنظمة تحرير، وبالتالي لا تجريد حزب الله يجب أن يكون له ثمن لبناني، وبالتالي أنا لست مع الطلب من حزب الله تسليم سلاحه دون قيد أو شرط، وبدون مقابل، بس إكراماً للهجمة الأميركية، أو ترييحاً أو إراحةً لإسرائيل على حدودها.
عبد الرحيم مراد (وزير الدفاع اللبناني السابق): للأسف الشديد هذا الانحياز الكامل من الولايات المتحدة الأميركية اتجاه إسرائيل عمْ بخلّي تفوّق كبير عسكري للعدو الصهيوني علينا، وهذا يعني مش سر هي من الأسرار، نحنا نتفوق عليها بشغلة وحدة: حب الاستشهاد، سواءً داخل الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة عمْ تتفوّق على الجيش الصهيوني بحب الاستشهاد، ونفس القصة بجنوب لبنان، يعني حب الاستشهاد عاملة نوع من التوازن بالقنابل البشرية مع هذا العدو.
رعنان غيسين (المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية): الآن لو أراد حزب الله أن يشارك في النظام اللبناني السياسي والحياة السياسية فأول شيء يجب أن يفعله كشرطٍ مبدئي: أن يتجرّد من أسلحته، وأن يفكك 13 ألف نظام صاروخي، وأن يرسل الحرس الثوري الإيراني إلى ديارهم، فلا يوجد سبب لوجودهم هناك، وبالمناسبة لم يعد هناك تهديد إسرائيلي للبنان، ولذا فليس هناك مبرّر لنشر قوات حزب الله على الحدود.
حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله – في كلمة له في مهرجان): قوة هذه الصواريخ ليس في عددها، هنّ بيقولوا 12 ألف، هنّ بيحكوا عن 12 ألف صاروخ، هلأ بالإذن من الإخوان بالقيادة وبعدين بدن يحاسبونا معليشي (ممكن)، أكثر من 12 ألف صاروخ، قيمة وقوة هذه الصواريخ.. قيمة وقوة هذه الصواريخ أين؟ عندما تكون في أيدينا، أين؟ إن الصهاينة لا يعرفون لا عددها، ولا مكانها، ولا مكان تموضعها، هم يقاتلون قوة مخفية مُخبأة قد تُفاجئهم في أي يومٍ من الأيام بهذا العدد الضخم من الصواريخ.
أحمد عبد الله: حزب الله ليس مؤسسةً عسكريةًَ وحسب، بل هو مؤسسةٌ كاملةٌ متكاملة يعتبرها البعض دولةً داخل دولة، أكثر من 200 ألف عضو في مؤسساته المدنية والعسكرية حسب بعض الإحصاءات، لكن الانضمام إلى عضوية الحزب ليس أمراً سهلاً، فهناك قواعد وإجراءاتٌ صارمة، وفترةُ تأهيلٍ وتدريبٍ والتأكد من الهوية والالتزام قد تصل إلى أكثر من عام، فما هي هيكلية الحزب الذي يعتمد في تركيبته وتكوينه نظاماً هرمياً؟
حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله – في كلمة له في مهرجان لبناني): من لديه الجُهوزية ومن لديه الاستعداد لكيل الصّاع وللردّ وللمواجهة وللدفاع...
أحمد عبد الله: الجهاز الأمني والعسكري يحتلُ أهميةً قُصوى ويتبع القيادة بشكلٍ مباشر، وبينما تعمل فرق الأمن على تأمين الداخل وتوفير السلامة للقيادة، فهناك أجهزة دعمٍ وبناء تعمل بشكلٍ مستقل عن الحكومة اللبنانية في كثيرٍ من الأحيان، بالإضافة إلى جهازٍ إعلاميٍ ضخم لترويج أفكار الحزب ومبادئه، أما فرق القتال فتنقسم إلى: الاستشهاديين، القوات الخاصة، مقاتِلين مدرَّبين على استعمال قاذفات الصواريخ، وأخيراً: مقاتلين عاديين، وفِرق دعمٍ لوجستي وطبي. منذ تأسيسه في بدايةِ الثمانينات تمكّن حزب الله بدعمٍ إيراني من تشكيل جيشٍ غير نظامي، تصفه أميركا وإسرائيل بالإرهاب، لكن أساليبه في المقاومة فاقت كلّ التوقّعات، جيشٌ كاملٌ متكامل، لكنه يعمل في الخفاء، هكذا تكمُن قوة حزب الله كما يقول المحللون، فهذه فِرقٌ يعود أفرادها إلى بيوتهم ووظائفهم بعد قيامهم بالمهام العسكرية، فكيف يمكن تدميرها؟ نعم، لو دمَّرت إسرائيل أحياء بالكامل بكل من فيها من مدنيين. الضاحية أحد أحياء بيروت، نموذجٌ لنفوذ حزب الله، الذي يحظى بدعم حوالي مليون ونصف لبناني شيعي على الأقل، ذهبنا إلى الضاحية التي لا يدخلها غريبٌ إلا وعيونٌ تراقبه، اصطَحبنا أحدُ أعضاء الحزب إلى إحدى المستشفيات المزوَّدة بأجهزةٍ طبيةٍ حديثة التي كما يقول تفتح أبوابها لجميع اللبنانيين بأسعارٍ رمزيةٍ وخدماتٍ عالية المستوى. مدارس المهدي المنتشرة في بعض مناطق لبنان هي مؤسسةٌ تربوية تعدّ أجيال المستقبل، مرةً أخرى اصطُحبنا لنتعرّف على نفوذ وشعبية مؤسسات حزب الله داخل لبنان، 14 ألف طالبٍ وطالبة وعدد طلابها في كل الفروع، وزارةٌ داخل وزارة، ونظام إسلاميٌ شيعي هو منهج الحياة، وهذا هو ما تخشاه أميركا وإسرائيل، مناهج تحرّض على الجهاد أو إلى كراهية الآخر، على حدّ قولهم.
محمد زيعور (مدير في مدارس المهدي): يعني نحن لا ندرّس المقاومة كمنهج مستقل عن.. المقاومة هي موجودة في كل الشعوب، في كل.. في فكر كل إنسان يرى الظلم بأم عينه، ينشأ طبعاً ببعض التوعية والإرشاد، ينشأ مجتمع مقاوم بكل ما للكلمة.. لماذا؟ لأن هذا الجيل شاهد الظلم الذي يعيشه وطنه والذي تعيشه أمته، وبالضرورة لا بدّ أن ينشأ حتى لو لم تعلّمه المقاومة به.
حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله – في كلمة له في مهرجان لبناني): لهذا العدو نقول له مجدداً ودائماً وأبداً: لا مكان لك عندنا، ولا حياة لك بيننا، الموت لإسرائيل.
الجمهور يردد معاً: الموت لإسرائيل.. الموت لإسرائيل.. الموت لإسرائيل..
أحمد عبد الله: "الموت لإسرائيل" هل هذه العبارة تدرَّس هنا في المدارس؟
محمد زيعور (مدير في مدارس المهدي): لا طبعاً، لا.. لا تدرَّس، لكن التلميذ يراها في التلفاز، يراها في حياته، يراها في كل شيء، لماذا يراها؟ لأنه يرى الأصل، بأن ماذا تفعل إسرائيل ماذا تفعل أميركا، فعندما يرى وهو قد بُني بناءً متيناً بناءً صالحاً، بناءً إذا بدّك وطنياً، طبعاً والدين أساس في هذا المجال، لوحده سيصرخ، ربما قبل أن يصرخ الأمين العام يعني.
السيدحسن نصر الله: هناك كلام عن نزع.. أخذ.. نزع سلاح المقاومة، إن أي تفكيرٍ بنزعِ سلاح المقاومة هو جنون.
المكان: جنوب لبنان.
الزمان: مايو أيار 2000
الحدث: انسحاب الجيش الإسرائيلي.
والسبب...
رغم أننا لم نكن في حاجةٍ إلى تصريحٍ خاص لدخول الجنوب اللبناني، لكن: وراء تلك التلال والهضاب عيونٌ ترصد القاصيَ والداني، فهذه منطقة نفوذ حزب الله، فهنا دارت معارك المقاومة اللبنانية، وهنا هُزمت إسرائيل، ومن هنا أيضاً استمدّ الحزب قوةً سُرعان ما أصبحت موضع جدلٍ على الساحة اللبنانية والدولية، شقَقْنا طريقنا نحو الحدود اللبنانية الإسرائيلية لنقترب أكثر من الواقع، ونرى على مرمى البصر من كان لسنواتٍ يصول ويجول في أرضٍ عربية. الكل هنا في لبنان اعترف بدور حزب الله في تحرير الجنوب اللبناني، ولكن بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وبعد الضغوط الأميركية والدولية على سوريا من أجل الانسحاب الكامل من لبنان، هل لم يعد للمقاومةِ أي دور؟ وهل سيدفع حزب الله ثمن تحرير الجنوب بالتخلّي عن أسلحته طبقاً للقرار 1559؟ عندما ذهبت للقاء قائد منطقة الجنوب اللبناني الشيخ نبيل قاووق، قلت: ربما كغيري ممن اختلط عليهم الإعجاب بعلامات الاستفهام: من أين يأتي حزب الله بكل هذه الثقة؟ وهل يمكن حقاً لأميركا تجريده من سلاحه؟
الشيخ نبيل قاووق (قائد منطقة الجنوب): لبنان ليس أوكرانيا، لبنان ليس جورجيا، وليس أفغانستان، المعادلة هنا مختلفة، نقاط القوة عند حزب الله أكثر مما يتصوّرون، ونعرف تماماً نقاط ضعفهم، أنا أؤكد أنهم أخطؤوا في الحسابات، قد يستطيعون أن يُخرجوا الجيش السوري، ولكن بعيداً جداً عليهم أن ينالوا من دور لبنان في المقاومة.
ريتشارد بيرل (رئيس لجنة سياسة الدفاع سابقاً- البنتاغون): لدى حزب الله سجّل إرهابي وسوف يلجأ إلى العنف ويقتل مدنيين، ولذا فقد احتل مكانه لدينا في قائمة الإرهابيين، قد يكون حقيقياً أن حزب الله قد أنشأ مؤسسات تزود العامة بالخدمات الفعلية، يجب على الحكومة أن تقوم بهذا وليس منظمة خاصة لديها جذور في أعمال الإرهاب، ولأسباب عملية تقع بشكل تحت سيطرة قوة أجنبية لها مصالحها الخاصة وليست مصالح الشعب اللبناني، ولذا آمل في حال أي نقاش مفتوح أن يتلقى حزب الله دعماً ضئيلاً من المواطنين العاديين في لبنان.
الشيخ نبيل قاووق (قائد منطقة الجنوب): نحن معتادون على هذه الأجواء، ولا نُؤخذ بالتصنيفات الأميركية، فليقولوا أننا إرهابيون إلى ما شاء الله، نحن هذا لا يغيّر بشيءٍ من حقنا، متمسكون بكل حقوقنا، بالدفاع عن أرضنا، بالدفاع عن كل حبة تراب من أرضنا، وكل نقطة ماء من مياهنا، والإسرائيليون أعرف تماماً أن عندهم عُقدة نفسية وعسكرية في مواجهة حزب الله، وهم عندما يلجؤون إلى الـ 1559 إنما يريدون أن يعوّضوا عن واقع هزيمتهم أمام حزب الله.
فارس سعيد (نائب لبناني سابق): هل هناك مقاومة سورية بقرب من الجولان؟ هل هناك مقاومة أردنية؟ هل هناك مقاومة مصرية؟ هل هناك مقاومة من كل البلاد العربية التي هي البلاد الطّوق لإسرائيل؟ هذا كلام يستعمله حزب الله للتضليل، إن وجود سلاح حزب الله لا يفرض تواجد رعب مع إسرائيل كما يدّعي حزب الله، الذي يلجُم إسرائيل ويجبر إسرائيل على عدم عدوانها ضد لبنان هي موازين قِوى دولية، وليست وجود مقاومة ومقاومة بالشكل الذي يتمتع به حزب الله اليوم والذي يأخذه حزب الله اليوم.
طلال عتريس (محلل سياسي): طبعاً هناك من يفكّر بأن حزب الله حرّر الجنوب وأن دوره انتهى، هذا أمر أيضاً غير منطقي، وهذا الأمر تنقصه الأخلاقية إذا صحّ التعبير، لأن في كل تجارب الشعوب من يحرّر الأرض يحصل على الثمن السياسي، يأخذ السلطة عادةً.
ميشال عون (رئيس التيار الحر): مجرّد وجود سلاح بالمجتمع بيعطيك إذا ما إنت كان عندك النزعة للسيطرة عليه أن توحي للناس.. الناس بتخضع فيه هيدا المجتمع اللبناني، فإذاً السيطرة على المجتمع من خلال تواجد السلاح مع فئة معينة نتيجة طبيعية مش نتيجة إنت بتتعلق بس بإرادتك إنك ما تستعمله، بدك تصفّي محور سلطوي إن شئت أم أبيت، وهيدا شي بيُعيق ببعض المناطق الحرية المطلقة للناس اللّي نحنا بدنا نمارسها بالتوازن وبالتساوي على كل المناطق اللبنانية.
هل ينزع سلاح حزب الله بدون مقابل؟
كريم بقرادوني (رئيس حزب الكتائب المسيحي): أنا كلبناني: لماذا أريد أن أتخلّى عن ورقة اسمها حزب الله بدون مقابل، وأنا أعتقد أن المنطق الأميركي الناظر إلى حزب الله كمنظمةٍ إرهابيةٍ هو منطق خاطئ، نحن ننظر إلى حزب الله كمنظمة مقاومة ومنظمة تحرير، وبالتالي لا تجريد حزب الله يجب أن يكون له ثمن لبناني، وبالتالي أنا لست مع الطلب من حزب الله تسليم سلاحه دون قيد أو شرط، وبدون مقابل، بس إكراماً للهجمة الأميركية، أو ترييحاً أو إراحةً لإسرائيل على حدودها.
عبد الرحيم مراد (وزير الدفاع اللبناني السابق): للأسف الشديد هذا الانحياز الكامل من الولايات المتحدة الأميركية اتجاه إسرائيل عمْ بخلّي تفوّق كبير عسكري للعدو الصهيوني علينا، وهذا يعني مش سر هي من الأسرار، نحنا نتفوق عليها بشغلة وحدة: حب الاستشهاد، سواءً داخل الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة عمْ تتفوّق على الجيش الصهيوني بحب الاستشهاد، ونفس القصة بجنوب لبنان، يعني حب الاستشهاد عاملة نوع من التوازن بالقنابل البشرية مع هذا العدو.
رعنان غيسين (المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية): الآن لو أراد حزب الله أن يشارك في النظام اللبناني السياسي والحياة السياسية فأول شيء يجب أن يفعله كشرطٍ مبدئي: أن يتجرّد من أسلحته، وأن يفكك 13 ألف نظام صاروخي، وأن يرسل الحرس الثوري الإيراني إلى ديارهم، فلا يوجد سبب لوجودهم هناك، وبالمناسبة لم يعد هناك تهديد إسرائيلي للبنان، ولذا فليس هناك مبرّر لنشر قوات حزب الله على الحدود.
حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله – في كلمة له في مهرجان): قوة هذه الصواريخ ليس في عددها، هنّ بيقولوا 12 ألف، هنّ بيحكوا عن 12 ألف صاروخ، هلأ بالإذن من الإخوان بالقيادة وبعدين بدن يحاسبونا معليشي (ممكن)، أكثر من 12 ألف صاروخ، قيمة وقوة هذه الصواريخ.. قيمة وقوة هذه الصواريخ أين؟ عندما تكون في أيدينا، أين؟ إن الصهاينة لا يعرفون لا عددها، ولا مكانها، ولا مكان تموضعها، هم يقاتلون قوة مخفية مُخبأة قد تُفاجئهم في أي يومٍ من الأيام بهذا العدد الضخم من الصواريخ.
أحمد عبد الله: حزب الله ليس مؤسسةً عسكريةًَ وحسب، بل هو مؤسسةٌ كاملةٌ متكاملة يعتبرها البعض دولةً داخل دولة، أكثر من 200 ألف عضو في مؤسساته المدنية والعسكرية حسب بعض الإحصاءات، لكن الانضمام إلى عضوية الحزب ليس أمراً سهلاً، فهناك قواعد وإجراءاتٌ صارمة، وفترةُ تأهيلٍ وتدريبٍ والتأكد من الهوية والالتزام قد تصل إلى أكثر من عام، فما هي هيكلية الحزب الذي يعتمد في تركيبته وتكوينه نظاماً هرمياً؟
حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله – في كلمة له في مهرجان لبناني): من لديه الجُهوزية ومن لديه الاستعداد لكيل الصّاع وللردّ وللمواجهة وللدفاع...
أحمد عبد الله: الجهاز الأمني والعسكري يحتلُ أهميةً قُصوى ويتبع القيادة بشكلٍ مباشر، وبينما تعمل فرق الأمن على تأمين الداخل وتوفير السلامة للقيادة، فهناك أجهزة دعمٍ وبناء تعمل بشكلٍ مستقل عن الحكومة اللبنانية في كثيرٍ من الأحيان، بالإضافة إلى جهازٍ إعلاميٍ ضخم لترويج أفكار الحزب ومبادئه، أما فرق القتال فتنقسم إلى: الاستشهاديين، القوات الخاصة، مقاتِلين مدرَّبين على استعمال قاذفات الصواريخ، وأخيراً: مقاتلين عاديين، وفِرق دعمٍ لوجستي وطبي. منذ تأسيسه في بدايةِ الثمانينات تمكّن حزب الله بدعمٍ إيراني من تشكيل جيشٍ غير نظامي، تصفه أميركا وإسرائيل بالإرهاب، لكن أساليبه في المقاومة فاقت كلّ التوقّعات، جيشٌ كاملٌ متكامل، لكنه يعمل في الخفاء، هكذا تكمُن قوة حزب الله كما يقول المحللون، فهذه فِرقٌ يعود أفرادها إلى بيوتهم ووظائفهم بعد قيامهم بالمهام العسكرية، فكيف يمكن تدميرها؟ نعم، لو دمَّرت إسرائيل أحياء بالكامل بكل من فيها من مدنيين. الضاحية أحد أحياء بيروت، نموذجٌ لنفوذ حزب الله، الذي يحظى بدعم حوالي مليون ونصف لبناني شيعي على الأقل، ذهبنا إلى الضاحية التي لا يدخلها غريبٌ إلا وعيونٌ تراقبه، اصطَحبنا أحدُ أعضاء الحزب إلى إحدى المستشفيات المزوَّدة بأجهزةٍ طبيةٍ حديثة التي كما يقول تفتح أبوابها لجميع اللبنانيين بأسعارٍ رمزيةٍ وخدماتٍ عالية المستوى. مدارس المهدي المنتشرة في بعض مناطق لبنان هي مؤسسةٌ تربوية تعدّ أجيال المستقبل، مرةً أخرى اصطُحبنا لنتعرّف على نفوذ وشعبية مؤسسات حزب الله داخل لبنان، 14 ألف طالبٍ وطالبة وعدد طلابها في كل الفروع، وزارةٌ داخل وزارة، ونظام إسلاميٌ شيعي هو منهج الحياة، وهذا هو ما تخشاه أميركا وإسرائيل، مناهج تحرّض على الجهاد أو إلى كراهية الآخر، على حدّ قولهم.
محمد زيعور (مدير في مدارس المهدي): يعني نحن لا ندرّس المقاومة كمنهج مستقل عن.. المقاومة هي موجودة في كل الشعوب، في كل.. في فكر كل إنسان يرى الظلم بأم عينه، ينشأ طبعاً ببعض التوعية والإرشاد، ينشأ مجتمع مقاوم بكل ما للكلمة.. لماذا؟ لأن هذا الجيل شاهد الظلم الذي يعيشه وطنه والذي تعيشه أمته، وبالضرورة لا بدّ أن ينشأ حتى لو لم تعلّمه المقاومة به.
حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله – في كلمة له في مهرجان لبناني): لهذا العدو نقول له مجدداً ودائماً وأبداً: لا مكان لك عندنا، ولا حياة لك بيننا، الموت لإسرائيل.
الجمهور يردد معاً: الموت لإسرائيل.. الموت لإسرائيل.. الموت لإسرائيل..
أحمد عبد الله: "الموت لإسرائيل" هل هذه العبارة تدرَّس هنا في المدارس؟
محمد زيعور (مدير في مدارس المهدي): لا طبعاً، لا.. لا تدرَّس، لكن التلميذ يراها في التلفاز، يراها في حياته، يراها في كل شيء، لماذا يراها؟ لأنه يرى الأصل، بأن ماذا تفعل إسرائيل ماذا تفعل أميركا، فعندما يرى وهو قد بُني بناءً متيناً بناءً صالحاً، بناءً إذا بدّك وطنياً، طبعاً والدين أساس في هذا المجال، لوحده سيصرخ، ربما قبل أن يصرخ الأمين العام يعني.
تعليق