أعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد واله أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
( مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار ) ( والذين أتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل أليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن اعبد الله ولا أشرك به إليه ادعوا واليه مآب ) ( وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا واق ).
اللهم صلي على محمد رسول الله وعلي ولي الله وفاطمة بنت رسول الله والحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة وعلى ائمه المسلمين علي السجاد ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري والحجة القائم.
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
بسم الله الرحمن الرحيم
في خطبه سابقه قد أعطينا بعض التفاصيل التي تتعلق بالصلاة وما فيها من معاني ظاهريه وباطنية على حد سواء, وفي هذه الخطبة أحببت أن أعطيكم بعض معاني عباده أخرى الا وهي الصوم, تلك العبادة الروحية والجسدية التي تزيل كل الآثام والأدران, فهي تلك العبادة التي لا يطلع عليها احد الا الله ما لم يقصد الرياء فيها, ولذا ورد: الصوم لي وأنا اجزي به, فهي عباده خالصة لله سبحانه وتعالى, وهي لتقتضي الفعل بل الترك, أي ترك الطعام والشراب وباقي المفطرات عموما.
ولذا يعرف الصوم في الكتب الفقهية او الاستدلالية, بأنه الكف عن المفطرات او تركها, وبطبيعة الحال فان الترك يمكن أن لا يطلع عليه احد, على عكس الفعل فان إطلاع الآخرين عليه أسهل أكيدا, لذا فهو عباده يقل فيها الرياء الا لمن تعمده, وسيذهب بكل الثواب الدنيوي والأخروي على حد سواء.
واعلم أن الجسد على طوال أيام السنة يتغذى على أنواع الطعام والشراب ولا يتركن شيئا من المفطرات لو صح التعبير –وبما أن الإنسان غير معصوم عن الخطأ والنسيان والسهو والغفلة فقد ناله من هذه الدنيا الدنية بعض محرمات الطعام والشراب, فلذا يحتاج إلى تصفية جسده من هذه الأدران والآثام التي إن تراكمت تتراكم معها الآثار السلبية والنتائج التسافليه, وما من مزيل لها على الإطلاق. وليس هذا فقط فأن الإنسان وكما أثبته العلم الحديث بحاجه إلى التبديل وإزالة الروتين اليومي الذي يسير عليه طول السنة من أكثر من ناحية, فتبديل هذا النمط اليومي فيه فوائد صحية واجتماعيه جمة لا يطلع عليها الا ذوو الاختصاص وأهل الخبرة, فسألوهم لعلكم تهتدون.
أضافه إلى أن الإنسان يحتاج إلى الاختبار بين الحين والأخر, سواء في ذلك الاختبارات الجسدية او المعنوية او الباطنية, وعلى الصعيد الدنيوي والأخروي, لذا فانه بحاجه إلى الصيام, فهو اختبار للمتعلق بالدنيا او قل للمتعلق بالطعام والشراب وباقي المفطرات – لو صح التعبير – او قل بمعنى من المعاني: إن الإنسان لكثرة انغماسه بالطعام والشراب قد يتعود على هذا النمط الدنيوي, فالصوم يذكره باخرته وان الدنيا ليست كل شئ, فيوما للطعام ويوما للصيام او يوما للدنيا ويوما الاخره, فمن استطاع إن يجعل أيام الاخره أكثر من أيام الدنيا فطوبى له وحسن مآب.
أي يمكننا القول أن الصيام تذكير واختبار أخروي , مضافا إلى فوائده الدنيوية والجسمانيه والصحية على حد سواء , فان أردت الدنيا ففيه فوائد دنيوية وان أردت الاخره ففيه فوائد اخرويه , وبخ وبخ لمن طلب الاخره وترك الدنيا .
هذا ولا يفوتنا إن نذكر أن الصيام يمكن أن يكون تذكير للغني بما يمر به الفقير, الذي لا يملك الطعام والشراب, ولذا فان الصدقة مستحبة فيه وخصوصا في ليالي شهر رمضان المبارك, هذا وان شهر رمضان شهر الصيام إنما سمي بذلك للتذكير بالرمضاء وهو الحر الشديد او كثرة الحر, او قل بمعنى من المعاني كثرة البلاء ومنه شدة الجوع أيضا, أي يكون مذكرا ببلاء الاخره وبلاء الدنيا معا.
كل هذه صفات وميزات جمعتها تلك العبادة المقدسة التي تدفع كثيرا من بلاء الدنيا وعقوباتها وتعطيك ثوابا وأجرا عظيما, واعلموا إن هذه ألعباده تبعد الكثير من المحرمات وتجنبك إياها, فيا شباب المسلمين لا تهجروا تلك العبادة المقدسة فان فيها الفضل الكبير, والا لما جعلها الله جنه من النار, وهو كما ورد: الصوم جنه من النار, أي تحميك نار حاميه, فاتقوا الله وأطيعوه تهتدوا.
وانظروا إلى الشعائر المتعلقة والمتداخلة مع الصوم فكثرة الدعاء والتسبيح والإعمال العامة والخاصة في ليالي القدر بل أكثر من ذلك, فان الكثير من الأمور الدنيوية تكون عباده, الم تسمع ما ورد: نوم الصائم عباده, وأنفاسه تسبيح, فأي خير أكثر من ذلك, فبدلا من أن تثقل على نفسك الا ماره بالسوء وتسبح او تذكر الله, فان الله بفضله ورحمته ولطفه جعل نومك عباده وأنفاسك تسبيح, فماذا تبغي بعد ذلك.
وهذا وهناك متعلقات أخرى لهذه العبادة مثل الاعتكاف المشروط بالصيام, فلا اعتكاف الا به, وكل هذه الأمور ومعلقاتها أن دلت على شيء إنما تدل على أهمية هذه ألعباده وان دلت على شيء إنما تدل على محبوبية الصوم عند الله سبحانه وتعالى, فما كان محبوبا عنده كان مرغوبا عند المؤمنين, لكن مع شديد الأسف فإننا نرى المجتمع قد اقترب إلى أمور دنيوية وابتعد عن أمور عباديه اخرويه, فكل العبادات باتت مجهولة متروكة وأنا لله وأنا إليه راجعون, وكل هذا يؤدي إلى تفكك المجتمع وانغماسه في الدنيا الدنية.
هذا ولا يفوتنا أن نقول أن ما يمر به المجتمع بل المجتمعات عموما من شدة البلاء وعصف الفتن الصراعات إنما هو نتيجة لهجران ذكر الله وترك العبادات والطاعات والتقرب إلى الله وبات التزلف إلى الحكام وكبار المجتمع هو الطابع العام, متناسين أن لا اكبر من الله شيء, فمهما كبرت ومهما علوت, فانك بحاجه إلى صله مع الله ولا صله الا مع العبادة إن قطعتها قطعت الصلة وان أدمتها دامت, ومعها تدوم ألطاف الله وبركاته ورحمته وفيوضا ته.
عموما أورد لك أمرا مهما, فانك إن لم تسمع قول الشاعر فها أنا أخبرك به, حيث قال:
لو أن عبدا أتى بالصالحات غدا وود كل نبي مرسل وولي
وعاش ما عاش آلافا مؤلفه خلى من الذنب معصوما من الزلل
وقام ما قام قواما بلا كسل وصام ما صام صوما بلا ملل
.........إلى أن يقول........
فليس ذلك يوم البعث ينفعه الا بحب أمير المؤمنين علي
صلوا على محمد وال محمد..............
فنفهم من هذا علاقة حب آل البيت بقبول العبادة, وان التقرب إلى الله وصفاء النية ومحبة الرسول وأهل بيته من مقومات العبادة أيا كانت فلا فرق بين عباده وأخرى من هذه الناحية, فأصحاب الكساء ما خلقت سما ولا ارض إلى من اجلهم سلام الله عليهم أبدا ما بقينا وبقي الليل والنهار هم أمناء الله في البلاد, فتمسكوا بحبهم ونهجهم إلى يوم الدين.
(( سورة الكوثر))
مقتدى الصدر
توكلت على الله رب العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد واله أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
( مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار ) ( والذين أتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل أليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن اعبد الله ولا أشرك به إليه ادعوا واليه مآب ) ( وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا واق ).
اللهم صلي على محمد رسول الله وعلي ولي الله وفاطمة بنت رسول الله والحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة وعلى ائمه المسلمين علي السجاد ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري والحجة القائم.
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
بسم الله الرحمن الرحيم
في خطبه سابقه قد أعطينا بعض التفاصيل التي تتعلق بالصلاة وما فيها من معاني ظاهريه وباطنية على حد سواء, وفي هذه الخطبة أحببت أن أعطيكم بعض معاني عباده أخرى الا وهي الصوم, تلك العبادة الروحية والجسدية التي تزيل كل الآثام والأدران, فهي تلك العبادة التي لا يطلع عليها احد الا الله ما لم يقصد الرياء فيها, ولذا ورد: الصوم لي وأنا اجزي به, فهي عباده خالصة لله سبحانه وتعالى, وهي لتقتضي الفعل بل الترك, أي ترك الطعام والشراب وباقي المفطرات عموما.
ولذا يعرف الصوم في الكتب الفقهية او الاستدلالية, بأنه الكف عن المفطرات او تركها, وبطبيعة الحال فان الترك يمكن أن لا يطلع عليه احد, على عكس الفعل فان إطلاع الآخرين عليه أسهل أكيدا, لذا فهو عباده يقل فيها الرياء الا لمن تعمده, وسيذهب بكل الثواب الدنيوي والأخروي على حد سواء.
واعلم أن الجسد على طوال أيام السنة يتغذى على أنواع الطعام والشراب ولا يتركن شيئا من المفطرات لو صح التعبير –وبما أن الإنسان غير معصوم عن الخطأ والنسيان والسهو والغفلة فقد ناله من هذه الدنيا الدنية بعض محرمات الطعام والشراب, فلذا يحتاج إلى تصفية جسده من هذه الأدران والآثام التي إن تراكمت تتراكم معها الآثار السلبية والنتائج التسافليه, وما من مزيل لها على الإطلاق. وليس هذا فقط فأن الإنسان وكما أثبته العلم الحديث بحاجه إلى التبديل وإزالة الروتين اليومي الذي يسير عليه طول السنة من أكثر من ناحية, فتبديل هذا النمط اليومي فيه فوائد صحية واجتماعيه جمة لا يطلع عليها الا ذوو الاختصاص وأهل الخبرة, فسألوهم لعلكم تهتدون.
أضافه إلى أن الإنسان يحتاج إلى الاختبار بين الحين والأخر, سواء في ذلك الاختبارات الجسدية او المعنوية او الباطنية, وعلى الصعيد الدنيوي والأخروي, لذا فانه بحاجه إلى الصيام, فهو اختبار للمتعلق بالدنيا او قل للمتعلق بالطعام والشراب وباقي المفطرات – لو صح التعبير – او قل بمعنى من المعاني: إن الإنسان لكثرة انغماسه بالطعام والشراب قد يتعود على هذا النمط الدنيوي, فالصوم يذكره باخرته وان الدنيا ليست كل شئ, فيوما للطعام ويوما للصيام او يوما للدنيا ويوما الاخره, فمن استطاع إن يجعل أيام الاخره أكثر من أيام الدنيا فطوبى له وحسن مآب.
أي يمكننا القول أن الصيام تذكير واختبار أخروي , مضافا إلى فوائده الدنيوية والجسمانيه والصحية على حد سواء , فان أردت الدنيا ففيه فوائد دنيوية وان أردت الاخره ففيه فوائد اخرويه , وبخ وبخ لمن طلب الاخره وترك الدنيا .
هذا ولا يفوتنا إن نذكر أن الصيام يمكن أن يكون تذكير للغني بما يمر به الفقير, الذي لا يملك الطعام والشراب, ولذا فان الصدقة مستحبة فيه وخصوصا في ليالي شهر رمضان المبارك, هذا وان شهر رمضان شهر الصيام إنما سمي بذلك للتذكير بالرمضاء وهو الحر الشديد او كثرة الحر, او قل بمعنى من المعاني كثرة البلاء ومنه شدة الجوع أيضا, أي يكون مذكرا ببلاء الاخره وبلاء الدنيا معا.
كل هذه صفات وميزات جمعتها تلك العبادة المقدسة التي تدفع كثيرا من بلاء الدنيا وعقوباتها وتعطيك ثوابا وأجرا عظيما, واعلموا إن هذه ألعباده تبعد الكثير من المحرمات وتجنبك إياها, فيا شباب المسلمين لا تهجروا تلك العبادة المقدسة فان فيها الفضل الكبير, والا لما جعلها الله جنه من النار, وهو كما ورد: الصوم جنه من النار, أي تحميك نار حاميه, فاتقوا الله وأطيعوه تهتدوا.
وانظروا إلى الشعائر المتعلقة والمتداخلة مع الصوم فكثرة الدعاء والتسبيح والإعمال العامة والخاصة في ليالي القدر بل أكثر من ذلك, فان الكثير من الأمور الدنيوية تكون عباده, الم تسمع ما ورد: نوم الصائم عباده, وأنفاسه تسبيح, فأي خير أكثر من ذلك, فبدلا من أن تثقل على نفسك الا ماره بالسوء وتسبح او تذكر الله, فان الله بفضله ورحمته ولطفه جعل نومك عباده وأنفاسك تسبيح, فماذا تبغي بعد ذلك.
وهذا وهناك متعلقات أخرى لهذه العبادة مثل الاعتكاف المشروط بالصيام, فلا اعتكاف الا به, وكل هذه الأمور ومعلقاتها أن دلت على شيء إنما تدل على أهمية هذه ألعباده وان دلت على شيء إنما تدل على محبوبية الصوم عند الله سبحانه وتعالى, فما كان محبوبا عنده كان مرغوبا عند المؤمنين, لكن مع شديد الأسف فإننا نرى المجتمع قد اقترب إلى أمور دنيوية وابتعد عن أمور عباديه اخرويه, فكل العبادات باتت مجهولة متروكة وأنا لله وأنا إليه راجعون, وكل هذا يؤدي إلى تفكك المجتمع وانغماسه في الدنيا الدنية.
هذا ولا يفوتنا أن نقول أن ما يمر به المجتمع بل المجتمعات عموما من شدة البلاء وعصف الفتن الصراعات إنما هو نتيجة لهجران ذكر الله وترك العبادات والطاعات والتقرب إلى الله وبات التزلف إلى الحكام وكبار المجتمع هو الطابع العام, متناسين أن لا اكبر من الله شيء, فمهما كبرت ومهما علوت, فانك بحاجه إلى صله مع الله ولا صله الا مع العبادة إن قطعتها قطعت الصلة وان أدمتها دامت, ومعها تدوم ألطاف الله وبركاته ورحمته وفيوضا ته.
عموما أورد لك أمرا مهما, فانك إن لم تسمع قول الشاعر فها أنا أخبرك به, حيث قال:
لو أن عبدا أتى بالصالحات غدا وود كل نبي مرسل وولي
وعاش ما عاش آلافا مؤلفه خلى من الذنب معصوما من الزلل
وقام ما قام قواما بلا كسل وصام ما صام صوما بلا ملل
.........إلى أن يقول........
فليس ذلك يوم البعث ينفعه الا بحب أمير المؤمنين علي
صلوا على محمد وال محمد..............
فنفهم من هذا علاقة حب آل البيت بقبول العبادة, وان التقرب إلى الله وصفاء النية ومحبة الرسول وأهل بيته من مقومات العبادة أيا كانت فلا فرق بين عباده وأخرى من هذه الناحية, فأصحاب الكساء ما خلقت سما ولا ارض إلى من اجلهم سلام الله عليهم أبدا ما بقينا وبقي الليل والنهار هم أمناء الله في البلاد, فتمسكوا بحبهم ونهجهم إلى يوم الدين.
(( سورة الكوثر))
مقتدى الصدر
تعليق