1)على حين غرة...
صعق أهل المدينة بخبر رحيل الفجر عن أجوائها..
هكذا وبكل صمت..رحل الفجر مخلفا أكواما من التساؤل المضني..و الدهشة المتنامية..وبعض الحنين!!
أخذ أهل المدينة يتداولون التساؤلات فيما بينهم..
لم يا ترى قرر الفجر الرحيل هكذا؟!
مالذي ألم به..وماهي دوافعه؟!
(2)غصت باحة التجمعات بجمهرة من الناس..واحتوش الصحفيون المسؤولين..ينشدون جوابا منهم..وتعليلا منطقيا..
فالحياة مهما امتدت لا يمكن أن تستمر دونما فجر تستطيع به الشمس شحذ همتها لتنثر أسناءها على المدينة..
بل يبدو أن الأمور ستأخذ شأوا أبعد من ذلك..فالديك على سبيل المثال سيفقد وظيفته..وسيزدرد الورد حبات الندى ..وسيرقل الصباح خطاه حتى يناله الونى ..
"لا أسباب مبررة لرحيل الفجر.."
ردد المسؤول هذه الكلمات بتحفظ ..وهو يجيب على أسئلة أحد الصحفيين.
"ولكن..مالعمل..ليس من حق الفجر أن يرحل هكذا.."
تذمر البعض.
أخذ أحد الرجال يتمتم بسخط:
"إننا بعد هذه الفجيعة لن نستطيع أن نأخذ قسطا وافرا من النوم"
آه..كم للنوم من مكانة مرموقة لديه!!
توسط شيخ الباحة بوقار ثم ردد بصوت كابد أن يكون مسموعا:
"أيها الناس تريثوا..
ثمة أمر أحب أن أقول له لكم قبل أن تمطروا الفجر بسهام التثريب..
إن الفجر ماكان لغاديكم..لولا تفريطكم به..
لقد تركتم الصلاة ..
وخرس الأذان ليملأ المدينة فديد الغطيط!!!
فلا تلوموه..بل اغمروا رؤوسكم في غمرات السدم.."
اقتربت من الشيخ عجوز درداء قائلة:
"وماذا عني؟!
فأنا من المصلين..وليس من حقه أن يؤاخذني بجريرة غيري"
وتعالى صوت شاب أرمج:
"وأنا كذلك ..ما غلبني الوسن أبدا في فجر الأيام.."
ورددت فتاة زينت الأبراد محياها:
"فاسأل أوراد الفجر عني يا شيخ"
فأجاب الشيخ بانفعال:
" على رسلكم..ليس لكم في الاطراء نصيب..إنما ستزداد تبعاتكم يا أولي النهي..يامن عرفتم حق الفجر ..ولكنكم كتمتموه..
ولم تدعوا له..
ولن تأمروا به
ولم توعوا الغافلين..."
استخذى الجميع بوجوم..راحلين عن الباحة..
(3)
لكل الناس في الفجر مأرب ممقوت..
إلا هذه الفتاة التي أعياها اللهف..
"ماذا سأفعل دونما فجر؟! لمن سأبث لوعاتي وأشجاني..كيف بي دونما زاده الذي يغمر مني الفؤاد كل يوم..
أولست أعيش به؟! بتراتيله العذبه ونجاويه المتلألأة
حقيق بي أن أجزع ترحا.."
توضأت ..وشاطرت المياسين تنهداتها..ووقفت لأداء الصلاة..
تبث لله عز وجل شوقها لفجر الذي استوهبه من ساعات الفردوس..وأعطاه إلى الدنيا التي زهدت به ..وجهلت حق قدره"
فرغت من صلاتها..
وكانت دمعة..وأمل!!
4)
تجمعت حبات الندى على جبين الحاج"ساجد"..بعد ليلة قضاها بعد شد وجدب..
في دوامة من التيه المادي..
ثم أغمض عينيه..ليرحل عن هذه الدنيا مخلفا قصة طويلة ترويها الجدات للأحفاد ليلا..
كم كان يتمنى أن يتخذ من الفجر الراحل براقا للعروج إلى البرزخ..لكنما رحيل الفجر وقف سدا في وجه أمنيته المستحيلة..
ومنذ ذلك اليوم!!
جثمت الكوابيس على أهل تلك المدينة..بدأت الجموع تشكو من الأرق والقلق..
بل بدأت الكوابيس تأخذ قوالب حقيقية تعبث بالوجدان..
رحلت السكينة..رحل الأمان ..الأرض التي ألفت الهدوء والاستقرار باتت مرتعا لجرائم الإرهاب والإلهاب..
أين وشائج الأمان التي كانت تلتف حول الخوافق؟! هاقد استحالت اليوم إلى شر رشى..تصفد الابتسامة وتمحق قرة الكرى..
فمالذي يحمله الغد؟!
5)
هذا القلب الذي يؤرقه الزمن..
يكتب على سويدائه طلاسم الأسى والأمض..
يتساءل بشجى:
"أو يرحل الفجر؟!
بعد أن أعددت العدة لوصاله..
بعد أن سحرني رواقه الموضون بألق التسامي...
بعد أن زهدت صخب الخفافيش..وهرعت لمنبعه التليد...
لتطربني شنشنة سربال الطهر الجديد؟!
بعدما انبلج في قلبي فجر...يتركني ويرحل الفجر"
إنه نعم...
فمنذ أن آب الشاب"ضيغم"لروضة التقى..وترك سمت الهوى.. أحس بنداوة الإيمان تسري في أوصاله..فاشتاق للصلاة..والابتهال..وهجر حياته الماضية ..متخذا الفجر براقا للعروج إلى شأوه المعشوق..
فعشق الفجر..كما عشقه كل من أحب الله عز وجل واحب سبيله..
وباتت كراه تنتظر الفجر مثل كل قلب يترقب الوصال مع الرب الحبيب..إنما هوى خبر رحيل الفجر كصاعقة..ترمي نذر الغضب المطلولة..
فالأمر لم يعد يتوقف على الأشواق...إنما امتد ليشمل الأرزاق..ومن ثم الأعناق!!!!
وهاهي البركات تمحق من الأرض..بعد أن جافتها ساعة الجنان..
وهاهو نجيع الفتنة يفرصد الأفناء..وهاهو الوبد يكبل النفوس فلا تسكن:..
في باحة التجمعات ذاتها..هرج ومرج..
المسؤولون في توتر ..وفي وضع حرج ..عليهم تجاوز عنق الزجاجة وإلا كان الدمار والهلاك..
الجموغ ساخطة غاضبة :
نريد الفجر..
أفصحوا عن سبب رحيله الحقيقي...
لقد جشمنا أن لنا في رحيله المر نصيب ..لكننا نوقن أن ثمة أسباب لم نعرفها بعد..أسباب تتعلق بكم أيها الساسة الكرام!!!
الجدل يشتاط ..المسؤولون يأكدون أن الفجر مارحل إلا بسبب استخفاف الناس به وولوجهم في الوسن..
والناس مع اقرارهم بهذه الحقيقة يصرون على وجود شيء أكبر..
فثمة أحاديث تروج أن الفجر لم يرحل!!!
إنما انتزع من أرضه انتزاعا..
كان هذا مابدأ ينشره الشاب "ضيغم"..ويعريه أمام الناس لتسفر حقائق اقفلت عليها الادراج برتاج التعسف..
لقد آل ضيغم على نفسه ان يوضح للناس حقيقة رحيل الفجر.. لعل الواقع المر يتغير ..وهو بلا ريب يملك من الأدلة ما يفحم به العارفين..و يدمغ به المناوئين..ويوقظ به الغافلين..
"أيها الناس...اسمعوا"
رفع بها ضيغم صوته مخاطبا الجموع التي امتلأت بها الباحة...
"أيها الناس
لدي ما أقوله لكم...
لقد هددوا الفجر
حاولوا قتله!!!
لأنه يفجر الحقائق ويبدي وحوش الليل...
لأنه أسفر حقائقا تهز عروش الظالمين..
لأنه بين رأس الظلم والفتنة...
لأنه..."
احتوشه رجال من كل جانب...يريدون اسكاته ..وانفرد أحد وعاظ السلاطين قائلا:
إنها فتنة أيها الطيبون..فتنة لا تشعلوها...
الأحداث تمر سراعا...ولم يعد يفطن أحد ما يدور ...
إلى أن عم المساء....ولكن!
صعق أهل المدينة بخبر رحيل الفجر عن أجوائها..
هكذا وبكل صمت..رحل الفجر مخلفا أكواما من التساؤل المضني..و الدهشة المتنامية..وبعض الحنين!!
أخذ أهل المدينة يتداولون التساؤلات فيما بينهم..
لم يا ترى قرر الفجر الرحيل هكذا؟!
مالذي ألم به..وماهي دوافعه؟!
(2)غصت باحة التجمعات بجمهرة من الناس..واحتوش الصحفيون المسؤولين..ينشدون جوابا منهم..وتعليلا منطقيا..
فالحياة مهما امتدت لا يمكن أن تستمر دونما فجر تستطيع به الشمس شحذ همتها لتنثر أسناءها على المدينة..
بل يبدو أن الأمور ستأخذ شأوا أبعد من ذلك..فالديك على سبيل المثال سيفقد وظيفته..وسيزدرد الورد حبات الندى ..وسيرقل الصباح خطاه حتى يناله الونى ..
"لا أسباب مبررة لرحيل الفجر.."
ردد المسؤول هذه الكلمات بتحفظ ..وهو يجيب على أسئلة أحد الصحفيين.
"ولكن..مالعمل..ليس من حق الفجر أن يرحل هكذا.."
تذمر البعض.
أخذ أحد الرجال يتمتم بسخط:
"إننا بعد هذه الفجيعة لن نستطيع أن نأخذ قسطا وافرا من النوم"
آه..كم للنوم من مكانة مرموقة لديه!!
توسط شيخ الباحة بوقار ثم ردد بصوت كابد أن يكون مسموعا:
"أيها الناس تريثوا..
ثمة أمر أحب أن أقول له لكم قبل أن تمطروا الفجر بسهام التثريب..
إن الفجر ماكان لغاديكم..لولا تفريطكم به..
لقد تركتم الصلاة ..
وخرس الأذان ليملأ المدينة فديد الغطيط!!!
فلا تلوموه..بل اغمروا رؤوسكم في غمرات السدم.."
اقتربت من الشيخ عجوز درداء قائلة:
"وماذا عني؟!
فأنا من المصلين..وليس من حقه أن يؤاخذني بجريرة غيري"
وتعالى صوت شاب أرمج:
"وأنا كذلك ..ما غلبني الوسن أبدا في فجر الأيام.."
ورددت فتاة زينت الأبراد محياها:
"فاسأل أوراد الفجر عني يا شيخ"
فأجاب الشيخ بانفعال:
" على رسلكم..ليس لكم في الاطراء نصيب..إنما ستزداد تبعاتكم يا أولي النهي..يامن عرفتم حق الفجر ..ولكنكم كتمتموه..
ولم تدعوا له..
ولن تأمروا به
ولم توعوا الغافلين..."
استخذى الجميع بوجوم..راحلين عن الباحة..
(3)
لكل الناس في الفجر مأرب ممقوت..
إلا هذه الفتاة التي أعياها اللهف..
"ماذا سأفعل دونما فجر؟! لمن سأبث لوعاتي وأشجاني..كيف بي دونما زاده الذي يغمر مني الفؤاد كل يوم..
أولست أعيش به؟! بتراتيله العذبه ونجاويه المتلألأة
حقيق بي أن أجزع ترحا.."
توضأت ..وشاطرت المياسين تنهداتها..ووقفت لأداء الصلاة..
تبث لله عز وجل شوقها لفجر الذي استوهبه من ساعات الفردوس..وأعطاه إلى الدنيا التي زهدت به ..وجهلت حق قدره"
فرغت من صلاتها..
وكانت دمعة..وأمل!!
4)
تجمعت حبات الندى على جبين الحاج"ساجد"..بعد ليلة قضاها بعد شد وجدب..
في دوامة من التيه المادي..
ثم أغمض عينيه..ليرحل عن هذه الدنيا مخلفا قصة طويلة ترويها الجدات للأحفاد ليلا..
كم كان يتمنى أن يتخذ من الفجر الراحل براقا للعروج إلى البرزخ..لكنما رحيل الفجر وقف سدا في وجه أمنيته المستحيلة..
ومنذ ذلك اليوم!!
جثمت الكوابيس على أهل تلك المدينة..بدأت الجموع تشكو من الأرق والقلق..
بل بدأت الكوابيس تأخذ قوالب حقيقية تعبث بالوجدان..
رحلت السكينة..رحل الأمان ..الأرض التي ألفت الهدوء والاستقرار باتت مرتعا لجرائم الإرهاب والإلهاب..
أين وشائج الأمان التي كانت تلتف حول الخوافق؟! هاقد استحالت اليوم إلى شر رشى..تصفد الابتسامة وتمحق قرة الكرى..
فمالذي يحمله الغد؟!
5)
هذا القلب الذي يؤرقه الزمن..
يكتب على سويدائه طلاسم الأسى والأمض..
يتساءل بشجى:
"أو يرحل الفجر؟!
بعد أن أعددت العدة لوصاله..
بعد أن سحرني رواقه الموضون بألق التسامي...
بعد أن زهدت صخب الخفافيش..وهرعت لمنبعه التليد...
لتطربني شنشنة سربال الطهر الجديد؟!
بعدما انبلج في قلبي فجر...يتركني ويرحل الفجر"
إنه نعم...
فمنذ أن آب الشاب"ضيغم"لروضة التقى..وترك سمت الهوى.. أحس بنداوة الإيمان تسري في أوصاله..فاشتاق للصلاة..والابتهال..وهجر حياته الماضية ..متخذا الفجر براقا للعروج إلى شأوه المعشوق..
فعشق الفجر..كما عشقه كل من أحب الله عز وجل واحب سبيله..
وباتت كراه تنتظر الفجر مثل كل قلب يترقب الوصال مع الرب الحبيب..إنما هوى خبر رحيل الفجر كصاعقة..ترمي نذر الغضب المطلولة..
فالأمر لم يعد يتوقف على الأشواق...إنما امتد ليشمل الأرزاق..ومن ثم الأعناق!!!!
وهاهي البركات تمحق من الأرض..بعد أن جافتها ساعة الجنان..
وهاهو نجيع الفتنة يفرصد الأفناء..وهاهو الوبد يكبل النفوس فلا تسكن:..
في باحة التجمعات ذاتها..هرج ومرج..
المسؤولون في توتر ..وفي وضع حرج ..عليهم تجاوز عنق الزجاجة وإلا كان الدمار والهلاك..
الجموغ ساخطة غاضبة :
نريد الفجر..
أفصحوا عن سبب رحيله الحقيقي...
لقد جشمنا أن لنا في رحيله المر نصيب ..لكننا نوقن أن ثمة أسباب لم نعرفها بعد..أسباب تتعلق بكم أيها الساسة الكرام!!!
الجدل يشتاط ..المسؤولون يأكدون أن الفجر مارحل إلا بسبب استخفاف الناس به وولوجهم في الوسن..
والناس مع اقرارهم بهذه الحقيقة يصرون على وجود شيء أكبر..
فثمة أحاديث تروج أن الفجر لم يرحل!!!
إنما انتزع من أرضه انتزاعا..
كان هذا مابدأ ينشره الشاب "ضيغم"..ويعريه أمام الناس لتسفر حقائق اقفلت عليها الادراج برتاج التعسف..
لقد آل ضيغم على نفسه ان يوضح للناس حقيقة رحيل الفجر.. لعل الواقع المر يتغير ..وهو بلا ريب يملك من الأدلة ما يفحم به العارفين..و يدمغ به المناوئين..ويوقظ به الغافلين..
"أيها الناس...اسمعوا"
رفع بها ضيغم صوته مخاطبا الجموع التي امتلأت بها الباحة...
"أيها الناس
لدي ما أقوله لكم...
لقد هددوا الفجر
حاولوا قتله!!!
لأنه يفجر الحقائق ويبدي وحوش الليل...
لأنه أسفر حقائقا تهز عروش الظالمين..
لأنه بين رأس الظلم والفتنة...
لأنه..."
احتوشه رجال من كل جانب...يريدون اسكاته ..وانفرد أحد وعاظ السلاطين قائلا:
إنها فتنة أيها الطيبون..فتنة لا تشعلوها...
الأحداث تمر سراعا...ولم يعد يفطن أحد ما يدور ...
إلى أن عم المساء....ولكن!
تعليق