إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بل فجر!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بل فجر!!

    1)على حين غرة...
    صعق أهل المدينة بخبر رحيل الفجر عن أجوائها..
    هكذا وبكل صمت..رحل الفجر مخلفا أكواما من التساؤل المضني..و الدهشة المتنامية..وبعض الحنين!!
    أخذ أهل المدينة يتداولون التساؤلات فيما بينهم..
    لم يا ترى قرر الفجر الرحيل هكذا؟!
    مالذي ألم به..وماهي دوافعه؟!

    (2)غصت باحة التجمعات بجمهرة من الناس..واحتوش الصحفيون المسؤولين..ينشدون جوابا منهم..وتعليلا منطقيا..
    فالحياة مهما امتدت لا يمكن أن تستمر دونما فجر تستطيع به الشمس شحذ همتها لتنثر أسناءها على المدينة..
    بل يبدو أن الأمور ستأخذ شأوا أبعد من ذلك..فالديك على سبيل المثال سيفقد وظيفته..وسيزدرد الورد حبات الندى ..وسيرقل الصباح خطاه حتى يناله الونى ..
    "لا أسباب مبررة لرحيل الفجر.."
    ردد المسؤول هذه الكلمات بتحفظ ..وهو يجيب على أسئلة أحد الصحفيين.
    "ولكن..مالعمل..ليس من حق الفجر أن يرحل هكذا.."
    تذمر البعض.
    أخذ أحد الرجال يتمتم بسخط:
    "إننا بعد هذه الفجيعة لن نستطيع أن نأخذ قسطا وافرا من النوم"
    آه..كم للنوم من مكانة مرموقة لديه!!
    توسط شيخ الباحة بوقار ثم ردد بصوت كابد أن يكون مسموعا:
    "أيها الناس تريثوا..
    ثمة أمر أحب أن أقول له لكم قبل أن تمطروا الفجر بسهام التثريب..
    إن الفجر ماكان لغاديكم..لولا تفريطكم به..
    لقد تركتم الصلاة ..
    وخرس الأذان ليملأ المدينة فديد الغطيط!!!
    فلا تلوموه..بل اغمروا رؤوسكم في غمرات السدم.."
    اقتربت من الشيخ عجوز درداء قائلة:
    "وماذا عني؟!
    فأنا من المصلين..وليس من حقه أن يؤاخذني بجريرة غيري"
    وتعالى صوت شاب أرمج:
    "وأنا كذلك ..ما غلبني الوسن أبدا في فجر الأيام.."
    ورددت فتاة زينت الأبراد محياها:
    "فاسأل أوراد الفجر عني يا شيخ"
    فأجاب الشيخ بانفعال:
    " على رسلكم..ليس لكم في الاطراء نصيب..إنما ستزداد تبعاتكم يا أولي النهي..يامن عرفتم حق الفجر ..ولكنكم كتمتموه..
    ولم تدعوا له..
    ولن تأمروا به
    ولم توعوا الغافلين..."
    استخذى الجميع بوجوم..راحلين عن الباحة..

    (3)
    لكل الناس في الفجر مأرب ممقوت..
    إلا هذه الفتاة التي أعياها اللهف..
    "ماذا سأفعل دونما فجر؟! لمن سأبث لوعاتي وأشجاني..كيف بي دونما زاده الذي يغمر مني الفؤاد كل يوم..
    أولست أعيش به؟! بتراتيله العذبه ونجاويه المتلألأة
    حقيق بي أن أجزع ترحا.."
    توضأت ..وشاطرت المياسين تنهداتها..ووقفت لأداء الصلاة..
    تبث لله عز وجل شوقها لفجر الذي استوهبه من ساعات الفردوس..وأعطاه إلى الدنيا التي زهدت به ..وجهلت حق قدره"
    فرغت من صلاتها..
    وكانت دمعة..وأمل!!

    4)
    تجمعت حبات الندى على جبين الحاج"ساجد"..بعد ليلة قضاها بعد شد وجدب..
    في دوامة من التيه المادي..
    ثم أغمض عينيه..ليرحل عن هذه الدنيا مخلفا قصة طويلة ترويها الجدات للأحفاد ليلا..
    كم كان يتمنى أن يتخذ من الفجر الراحل براقا للعروج إلى البرزخ..لكنما رحيل الفجر وقف سدا في وجه أمنيته المستحيلة..

    ومنذ ذلك اليوم!!
    جثمت الكوابيس على أهل تلك المدينة..بدأت الجموع تشكو من الأرق والقلق..
    بل بدأت الكوابيس تأخذ قوالب حقيقية تعبث بالوجدان..

    رحلت السكينة..رحل الأمان ..الأرض التي ألفت الهدوء والاستقرار باتت مرتعا لجرائم الإرهاب والإلهاب..
    أين وشائج الأمان التي كانت تلتف حول الخوافق؟! هاقد استحالت اليوم إلى شر رشى..تصفد الابتسامة وتمحق قرة الكرى..
    فمالذي يحمله الغد؟!

    5)
    هذا القلب الذي يؤرقه الزمن..
    يكتب على سويدائه طلاسم الأسى والأمض..
    يتساءل بشجى:
    "أو يرحل الفجر؟!
    بعد أن أعددت العدة لوصاله..
    بعد أن سحرني رواقه الموضون بألق التسامي...
    بعد أن زهدت صخب الخفافيش..وهرعت لمنبعه التليد...
    لتطربني شنشنة سربال الطهر الجديد؟!
    بعدما انبلج في قلبي فجر...يتركني ويرحل الفجر"
    إنه نعم...
    فمنذ أن آب الشاب"ضيغم"لروضة التقى..وترك سمت الهوى.. أحس بنداوة الإيمان تسري في أوصاله..فاشتاق للصلاة..والابتهال..وهجر حياته الماضية ..متخذا الفجر براقا للعروج إلى شأوه المعشوق..
    فعشق الفجر..كما عشقه كل من أحب الله عز وجل واحب سبيله..
    وباتت كراه تنتظر الفجر مثل كل قلب يترقب الوصال مع الرب الحبيب..إنما هوى خبر رحيل الفجر كصاعقة..ترمي نذر الغضب المطلولة..
    فالأمر لم يعد يتوقف على الأشواق...إنما امتد ليشمل الأرزاق..ومن ثم الأعناق!!!!
    وهاهي البركات تمحق من الأرض..بعد أن جافتها ساعة الجنان..
    وهاهو نجيع الفتنة يفرصد الأفناء..وهاهو الوبد يكبل النفوس فلا تسكن:..
    في باحة التجمعات ذاتها..هرج ومرج..
    المسؤولون في توتر ..وفي وضع حرج ..عليهم تجاوز عنق الزجاجة وإلا كان الدمار والهلاك..
    الجموغ ساخطة غاضبة :
    نريد الفجر..
    أفصحوا عن سبب رحيله الحقيقي...
    لقد جشمنا أن لنا في رحيله المر نصيب ..لكننا نوقن أن ثمة أسباب لم نعرفها بعد..أسباب تتعلق بكم أيها الساسة الكرام!!!
    الجدل يشتاط ..المسؤولون يأكدون أن الفجر مارحل إلا بسبب استخفاف الناس به وولوجهم في الوسن..
    والناس مع اقرارهم بهذه الحقيقة يصرون على وجود شيء أكبر..
    فثمة أحاديث تروج أن الفجر لم يرحل!!!
    إنما انتزع من أرضه انتزاعا..
    كان هذا مابدأ ينشره الشاب "ضيغم"..ويعريه أمام الناس لتسفر حقائق اقفلت عليها الادراج برتاج التعسف..
    لقد آل ضيغم على نفسه ان يوضح للناس حقيقة رحيل الفجر.. لعل الواقع المر يتغير ..وهو بلا ريب يملك من الأدلة ما يفحم به العارفين..و يدمغ به المناوئين..ويوقظ به الغافلين..
    "أيها الناس...اسمعوا"
    رفع بها ضيغم صوته مخاطبا الجموع التي امتلأت بها الباحة...
    "أيها الناس
    لدي ما أقوله لكم...
    لقد هددوا الفجر
    حاولوا قتله!!!
    لأنه يفجر الحقائق ويبدي وحوش الليل...
    لأنه أسفر حقائقا تهز عروش الظالمين..
    لأنه بين رأس الظلم والفتنة...
    لأنه..."
    احتوشه رجال من كل جانب...يريدون اسكاته ..وانفرد أحد وعاظ السلاطين قائلا:
    إنها فتنة أيها الطيبون..فتنة لا تشعلوها...
    الأحداث تمر سراعا...ولم يعد يفطن أحد ما يدور ...
    إلى أن عم المساء....ولكن!

  • #2
    (6)

    هناك..
    في تلك الردهات البكماء..
    ثمة مزيج من احساسين يعتملان في صدر الشاب ضيغم..الذي تلاحقت أنفاسه سراعا مثلما تلاحقت الأحداث عليه..
    إحساس بالطمئنينة التي تنبعث من إيمانه العميق..واحساس بالأسف على عدم تمكنه من اتمام ما شحذ همته له..
    إنه نعم!
    قد سجن ضيغم بين قضبان القمع..وقد أخذ في رابعة النهار..وبين جمع من ذويه وأهل وطنه الذين هجرهم الفجر..والذين لم يحركوا ساكنا إزاء الظلم الذي وقع عليه..بل كل رمقه بغضب لاذع..وسخط !!
    إنه يتكلم في ما لا تحمد عقباه..ويعرض نفسه بتهور لخطر سيلحق به وبجميع من يعرف..ويوردهم موارد الوبال والهلاك..
    هكذا آمن الجميع..
    وإن كان ثمة من وخط الحزن الغضب في قلوبهم..لأن ضيغم على حد تعبيرهم..ضحى بمستقبل زاهر كان ينتظره..لما أسفرت بكور نشأته...
    ولكن لا..
    ليس للحزن في قلب ضيغم نصيب فإن أولياء الله "لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"..ومن قدم نفسه قربانا للحقيقة العظيمة لا تضيره ترهات الجبناء..ولا يحزنه ضياع مستقبل دنيوي ..
    ضيغم سجن..ولكن روحه حرة ..وإن كان يتمنى أن يهزم ألأغلال ليكمل دربه الذي بدأ به..مذ أحب الفجر..
    ومذ آل على نفسه أن يبين للغافلين -وهم كثر- سبب رحيله..لا لشيء
    سوى أن في ذلك صلاح وجودهم بأكمله!
    وبنفس هذا الفلك المتلألأ..كانت قلوب أبناء الحاج ساجد تدور..
    وقد اجتمعوا في عصر جمعة بعد زيارة قبر أبيهم الذي لطالما أبدى إعجابه بضيغم..وسط ذهور أبنائه الذين يعلمون أن ضيغما ليس الشاب الذي يعجب أباهم..أو ربما كان كذلك حقا..قبل أن يعشق الفجر..
    ولكنهم اليوم..يدركون أن أباهم رحمه الله كان ذو بصيرة نافذة وفراسة إيمانية..تعلم بالقلوب الطاهرة وإن أعاق طهرها صدأ الذنوب الذي لا يجلى إلا بالتوبة والإياب..
    الواقع أنهم اجتمعوا في هذا العصر الباكي..وهم يحاولون انقاذ ضغيم..بأية وسيلة كانت.
    قال أكبرهم وهو "أحمد":
    -أستغرب حقا موقف شر الفئام ..يطلبون لرحيل الفجر سببا..وهم يدركون أنهم هو..
    يرد عليه"طاهر" معقبا:
    -الغريب أنهم خافوا عندما أحسوا بالدمار يأتي على أرزاقهم وأعناقهم..وعندما أتى من يحاول أنقاذهم نغروا واستشاطوا..ورفضوا النجاة..
    ويتمتم عبد الله حردا:
    - فليصمتوا حتى تتحول ديارهم ليباب..
    -المهم..أن ننقذ ضيغما..
    أكد طاهر ..
    رفع أحمد عينيه للسماء قائلا:
    يارب..إن كان يرجو دربك اللاحب حقا..فأنقذه يالله..
    يرسل الأخوان نداءات القلب للسماء..وهما يشاركان أخاهما..بل كل الملكوت..

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة زينب در الفردوس
      1)على حين غرة...
      صعق أهل المدينة بخبر رحيل الفجر عن أجوائها..
      هكذا وبكل صمت..رحل الفجر مخلفا أكواما من التساؤل المضني..و الدهشة المتنامية..وبعض الحنين!!
      أخذ أهل المدينة يتداولون التساؤلات فيما بينهم..
      لم يا ترى قرر الفجر الرحيل هكذا؟!
      مالذي ألم به..وماهي دوافعه؟!

      (2)غصت باحة التجمعات بجمهرة من الناس..واحتوش الصحفيون المسؤولين..ينشدون جوابا منهم..وتعليلا منطقيا..
      فالحياة مهما امتدت لا يمكن أن تستمر دونما فجر تستطيع به الشمس شحذ همتها لتنثر أسناءها على المدينة..
      بل يبدو أن الأمور ستأخذ شأوا أبعد من ذلك..فالديك على سبيل المثال سيفقد وظيفته..وسيزدرد الورد حبات الندى ..وسيرقل الصباح خطاه حتى يناله الونى ..
      "لا أسباب مبررة لرحيل الفجر.."
      ردد المسؤول هذه الكلمات بتحفظ ..وهو يجيب على أسئلة أحد الصحفيين.
      "ولكن..مالعمل..ليس من حق الفجر أن يرحل هكذا.."
      تذمر البعض.
      أخذ أحد الرجال يتمتم بسخط:
      "إننا بعد هذه الفجيعة لن نستطيع أن نأخذ قسطا وافرا من النوم"
      آه..كم للنوم من مكانة مرموقة لديه!!
      توسط شيخ الباحة بوقار ثم ردد بصوت كابد أن يكون مسموعا:
      "أيها الناس تريثوا..
      ثمة أمر أحب أن أقول له لكم قبل أن تمطروا الفجر بسهام التثريب..
      إن الفجر ماكان لغاديكم..لولا تفريطكم به..
      لقد تركتم الصلاة ..
      وخرس الأذان ليملأ المدينة فديد الغطيط!!!
      فلا تلوموه..بل اغمروا رؤوسكم في غمرات السدم.."
      اقتربت من الشيخ عجوز درداء قائلة:
      "وماذا عني؟!
      فأنا من المصلين..وليس من حقه أن يؤاخذني بجريرة غيري"
      وتعالى صوت شاب أرمج:
      "وأنا كذلك ..ما غلبني الوسن أبدا في فجر الأيام.."
      ورددت فتاة زينت الأبراد محياها:
      "فاسأل أوراد الفجر عني يا شيخ"
      فأجاب الشيخ بانفعال:
      " على رسلكم..ليس لكم في الاطراء نصيب..إنما ستزداد تبعاتكم يا أولي النهي..يامن عرفتم حق الفجر ..ولكنكم كتمتموه..
      ولم تدعوا له..
      ولن تأمروا به
      ولم توعوا الغافلين..."
      استخذى الجميع بوجوم..راحلين عن الباحة..

      (3)
      لكل الناس في الفجر مأرب ممقوت..
      إلا هذه الفتاة التي أعياها اللهف..
      "ماذا سأفعل دونما فجر؟! لمن سأبث لوعاتي وأشجاني..كيف بي دونما زاده الذي يغمر مني الفؤاد كل يوم..
      أولست أعيش به؟! بتراتيله العذبه ونجاويه المتلألأة
      حقيق بي أن أجزع ترحا.."
      توضأت ..وشاطرت المياسين تنهداتها..ووقفت لأداء الصلاة..
      تبث لله عز وجل شوقها لفجر الذي استوهبه من ساعات الفردوس..وأعطاه إلى الدنيا التي زهدت به ..وجهلت حق قدره"
      فرغت من صلاتها..
      وكانت دمعة..وأمل!!

      4)
      تجمعت حبات الندى على جبين الحاج"ساجد"..بعد ليلة قضاها بعد شد وجدب..
      في دوامة من التيه المادي..
      ثم أغمض عينيه..ليرحل عن هذه الدنيا مخلفا قصة طويلة ترويها الجدات للأحفاد ليلا..
      كم كان يتمنى أن يتخذ من الفجر الراحل براقا للعروج إلى البرزخ..لكنما رحيل الفجر وقف سدا في وجه أمنيته المستحيلة..

      ومنذ ذلك اليوم!!
      جثمت الكوابيس على أهل تلك المدينة..بدأت الجموع تشكو من الأرق والقلق..
      بل بدأت الكوابيس تأخذ قوالب حقيقية تعبث بالوجدان..

      رحلت السكينة..رحل الأمان ..الأرض التي ألفت الهدوء والاستقرار باتت مرتعا لجرائم الإرهاب والإلهاب..
      أين وشائج الأمان التي كانت تلتف حول الخوافق؟! هاقد استحالت اليوم إلى شر رشى..تصفد الابتسامة وتمحق قرة الكرى..
      فمالذي يحمله الغد؟!

      5)
      هذا القلب الذي يؤرقه الزمن..
      يكتب على سويدائه طلاسم الأسى والأمض..
      يتساءل بشجى:
      "أو يرحل الفجر؟!
      بعد أن أعددت العدة لوصاله..
      بعد أن سحرني رواقه الموضون بألق التسامي...
      بعد أن زهدت صخب الخفافيش..وهرعت لمنبعه التليد...
      لتطربني شنشنة سربال الطهر الجديد؟!
      بعدما انبلج في قلبي فجر...يتركني ويرحل الفجر"
      إنه نعم...
      فمنذ أن آب الشاب"ضيغم"لروضة التقى..وترك سمت الهوى.. أحس بنداوة الإيمان تسري في أوصاله..فاشتاق للصلاة..والابتهال..وهجر حياته الماضية ..متخذا الفجر براقا للعروج إلى شأوه المعشوق..
      فعشق الفجر..كما عشقه كل من أحب الله عز وجل واحب سبيله..
      وباتت كراه تنتظر الفجر مثل كل قلب يترقب الوصال مع الرب الحبيب..إنما هوى خبر رحيل الفجر كصاعقة..ترمي نذر الغضب المطلولة..
      فالأمر لم يعد يتوقف على الأشواق...إنما امتد ليشمل الأرزاق..ومن ثم الأعناق!!!!
      وهاهي البركات تمحق من الأرض..بعد أن جافتها ساعة الجنان..
      وهاهو نجيع الفتنة يفرصد الأفناء..وهاهو الوبد يكبل النفوس فلا تسكن:..
      في باحة التجمعات ذاتها..هرج ومرج..
      المسؤولون في توتر ..وفي وضع حرج ..عليهم تجاوز عنق الزجاجة وإلا كان الدمار والهلاك..
      الجموغ ساخطة غاضبة :
      نريد الفجر..
      أفصحوا عن سبب رحيله الحقيقي...
      لقد جشمنا أن لنا في رحيله المر نصيب ..لكننا نوقن أن ثمة أسباب لم نعرفها بعد..أسباب تتعلق بكم أيها الساسة الكرام!!!
      الجدل يشتاط ..المسؤولون يأكدون أن الفجر مارحل إلا بسبب استخفاف الناس به وولوجهم في الوسن..
      والناس مع اقرارهم بهذه الحقيقة يصرون على وجود شيء أكبر..
      فثمة أحاديث تروج أن الفجر لم يرحل!!!
      إنما انتزع من أرضه انتزاعا..
      كان هذا مابدأ ينشره الشاب "ضيغم"..ويعريه أمام الناس لتسفر حقائق اقفلت عليها الادراج برتاج التعسف..
      لقد آل ضيغم على نفسه ان يوضح للناس حقيقة رحيل الفجر.. لعل الواقع المر يتغير ..وهو بلا ريب يملك من الأدلة ما يفحم به العارفين..و يدمغ به المناوئين..ويوقظ به الغافلين..
      "أيها الناس...اسمعوا"
      رفع بها ضيغم صوته مخاطبا الجموع التي امتلأت بها الباحة...
      "أيها الناس
      لدي ما أقوله لكم...
      لقد هددوا الفجر
      حاولوا قتله!!!
      لأنه يفجر الحقائق ويبدي وحوش الليل...
      لأنه أسفر حقائقا تهز عروش الظالمين..
      لأنه بين رأس الظلم والفتنة...
      لأنه..."
      احتوشه رجال من كل جانب...يريدون اسكاته ..وانفرد أحد وعاظ السلاطين قائلا:
      إنها فتنة أيها الطيبون..فتنة لا تشعلوها...
      الأحداث تمر سراعا...ولم يعد يفطن أحد ما يدور ...
      إلى أن عم المساء....ولكن!

      ..........................................

      تعليق


      • #4
        (7)

        يبسم...
        رغم الونى المحيق ..والقيد الوثيق..
        وينخرط في ابتهالات تتسامى من قلبه الذي اعتاد الجميل من ربه الحنون
        ثم يسجد لله شكرا..لأنه عز وجل انتقاه من بين العباد ليجهر بما يعيق بزوغ الفجر..يتمتم وعبراته تغسل خافقه الآمل:
        "رباه..لك الحمد والمنة والفضل..إن كان ماأعانيه اليوم فيك..فما أطيبه وما أعذبه..وإلا..أسألك الرشد.. أسألك الدرب يا رباه..مرضاتك وحسب..فهي مناهل النور..فهي مناهل النور"
        يستمع لصوت وقع أقدام أحدهم..يترقب..ولا يتوجل..ثمة قوة أكبر من كل شيء قوة ركن لها فوقبت إلى أعماقه لتمده بالرساسة ..ويدخل عليه أحد المسؤولين بخطوات متجبرة
        يسأله:
        -كيف قضيت أسبوعك بيننا يا ضيغم؟!
        يجيب عليه بتؤدة:
        -قضيته ما كتب الله وقدر..
        -وكيف تتخيل مآلك؟
        -أتخيل؟! إنه اليقين يا حضرة المسؤول..
        -أي يقين يا بطل؟! أو تحسب أن هذه الزنزانة المظلمة..الرطبة..العفنة هي كل شيء..؟! أم تحسب أن مداعبة سوط الجلاد لظهرك هي أقصى ما نملك؟!أفق يا ضيغم وانتخب صلاحك ونجاتك..قبل الندم ..أنصت إلي..أنا أعدك إن ثبت إلى رشدك وكففت لسانك وانشغلت بما ينشغل به العقلاء أن أوفر لك ما تحب..
        -وما أدراك أنت بما أحب؟! أتساوميني يا هذا..تريد مني ابتياع مبادئي ؟مقابل ماذا؟! مقابل أن أقف أمام ربي ملطخا بشنار الإنسلاخ؟!وحينها ولات حين مندم..إسمع يا هذا ..افعل ما بدا لك..فلن يضيرني تهديدك..
        يبتسم المسؤول:
        -حسنا يا بطل..سترى ما تحب ..ستراه حتما!
        ويولي خارجا ..بينما يقف ضيغم متحديا وعيده بركعات للجبار!!

        تعليق


        • #5
          (8)
          في هذه المدينة الفيفاء..يأتي الضياء على حين غرة..!
          بلا تحاياتُتداول بين ضوء الفجر الفضي والسماء..
          بلا إمارة يرتل فيها الكُعيت ابتهال الصلاة...
          وبلا سكينة!!

          وبكل عنجهية يقبل الضياء الصلف..!
          نعم صلف..لأنه ضياء بلا نور!!
          بلا وقار..
          بلا طمأنينة..
          بلا فجر!!

          الطرقات في سجى المنون..والسماء في صخب الجنون.. والبيوت في دنف الظنون ..
          والكل في شرنقة من الترقب والوجل..بالأمس كانوا يصرخون لعودة فجرهم ..ولكنهم اليوم .وبعد ما جرى لضيغم..آثر كلهم أن ينطوي على صرخته ليئدها بين جدران داره..فليس الكل يرتضي أن يعيش كما يعيش أبناء الحاج ساجد الذين وصموا بوصمة التمرد..ولاقوا من المسؤولين تضييقا ونكالا..وتوعدا بمستقبل مريع كضيغم الذي انقطعت أخباره عن المدينة ..إلا من إشاعات تروج بين البعض..مفادها أنه رُحل إلى المنفى!!
          وإن كان أبناء الحاج ساجد يصبرون على الوبد والسغب..فإن غيرهم لا يصبر..ولا يريد أن يصبر...حتى وإن رأى احتضار أشجار المدينة وهي تذرف أمطار السفير على تراب الرماد..
          كان هذا المنظر الأخير يُدهش" طاهرا"..وهو يسير بخطوات وجلة إلى داره بعد يوم شاق ..تكبد فيه أمرا جليلا..!
          نعم!
          لقد هاجم طاهر وأخواه ورهط هُذام من شباب المدينة..عربة النقل التي كانت تضم "ضيغما" في رحلة نقله إلى المنفى..
          ولأن الإيمان الرسيس الذي تعتمره الحنايا المؤمنة يتفوق دوما على القوى المادية..فإن العملية كُللت بالنجاح..
          واستطاع الجمع المبارك أن يخلص "ضيغما"..ويرفده إلى رُحبة بعيدة..
          حيث يبلج الفجر..
          ولكن...
          ضيغم نآى إلى الفجر ...
          فهل سيذر القوم دونه وهم إليه عطاشى؟!
          لا..
          سيعود ضيغم..مع الفجر الأكبر..مع الظهور الأعظم..ليحرر الأرض قاطبة..
          وحينهالن تخرس البلابل..
          لن تعبل الأشجار..
          لن يصمت الودق..
          وسيصدح الكون..بتراتيل الحقيقة الكبرى..
          ليعود الفجر!!
          (تمت)

          تعليق


          • #6
            شكرا لكي اختي العزيزة على الموضوع

            تحياتي

            تعليق


            • #7
              وأنا أشكرك على مرورك أختي الكريمة
              "عاشقة أهل العترة"..

              تعليق


              • #8
                لا شكر على واجب غاليتي

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                x

                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                صورة التسجيل تحديث الصورة

                اقرأ في منتديات يا حسين

                تقليص

                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                يعمل...
                X