عنوان الإستشارة : أوقعتها في حبي فكيف أتخلص من ذنبي
الســؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر التاسعة عشر، كنت في فترة من الفترات ألاحق الفتيات عن طريق الإنترنت وغيره، وقد تعرفت إلى إحداهن وقامت بيننا علاقة حب!! الفتاة تحبني حبا شديدا لا يوصف ولا تريد التخلي عني بأي شكل من الأشكال! قام أحد الإخوان ـ جزاه الله خيرا ـ بنصحي، والحمدلله أحاول أن أزيد في إيماني يوما بعد يوم، لكني لا أستطيع أن أتركها، فأنا أعلم ما ستفكر به من إيذاء نفسها ومن حالة نفسية ستقع فيها إذا تركتها!
أعلم أن علاقتي بها محرمة، ووالله إني أحاول أن أتجنبها لكني لا أستطيع فأنا المذنب لأنني كنت أرسم لها أحلاما وأعطيها الوعود بأنني أنا فارس أحلامها وسأقف بجانبها مهما حدث! والآن أنا عاجز أن أساعد نفسي! أشعر بالذنب ـ يا إخواني في الله ـ ووالله إني لو أستطيع الزواج منها لفعلت ذلك كيلا تكون علاقتي بها محرمة!
حاولت معها أن أهديها بعض النصائح عن طريق الكلام أو التسجيلات عسى أن تحس هي بالذنب وتطلب مني أن نتوقف عن هذه العلاقة، لكن لا فائدة تذكر، طلبت من إحدى النساء من محارمي أن تقوم بالحديث إليها عن طريق المسنجر بعد أن تعرفا إلى بعضهما وتحاول نصحها ولكن الله يهدي من يشاء!
أنا الآن أحادثها عن طريق الهاتف، وأسأل الله أن تعينوني، فوالله إن هذا الأمر يستعصي علي وأنا حلال المشاكل كما ينادونني في منطقتنا!
جزاكم الله كل خير.
الجـــواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الساعي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
في البداية نحمد الله تعالى على ما وفقك إليه من الهداية، وما فتح عليك به من طاعته، ونُهنئك على هذه التوبة، والتي نسأل الله تعالى أن يجعلها توبةً صادقة خالصة، وقد قال الله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون}، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له، التائب من الذنب حبيب الرحمن).
ومما ينبغي أن تعلمه علماً جيداً واضحاً، أنك بحمد الله طالما تُبت من أعمالك الماضية، فإن الله يغفر ذنوبك، حتى ولو كانت آثار هذه الذنوب لا زالت باقية ولها أثر في الناس، فإن الواجب على كل مذنب هو التوبة، وإذا تاب العبد توبةً صادقة خالصة غفر الله له ذنوبه التي فعلها وندم عليها، ولا يكلفه الله تعالى بأكثر من ذلك، إلا أن يكون هنالك حقوق خاصة كالأموال والأمانات ونحو ذلك فإن الواجب عليه إعادتها إلى أصحابها.
وأنت الآن ينطبق عليك هذا الكلام إن شاء الله، فإذا تُبت توبة صادقة فليس عليك ذنب ولو بقيت هذه الفتاة متعلقةٌ بك، بل الواجب عليك فوراً هو قطع هذه العلاقة، لتكون توبتك توبةً كاملة من هذه الذنوب.
وأما عن قولك إنها قد تؤذي نفسها ونحو هذا الكلام، فالظاهر أن هذا الأمر هو حيلةٌ من الشيطان لتبقى هذه العلاقة المحرمة قائمة بينكما، والسؤال هنا إلى متى هذه العلاقة ستستمر؟!
إنك لو تأملت لوجدت أنك ببقائك على علاقة مع هذه الفتاة، إنما تزيد الأمر من سوءٍ إلى أسوأ، لأنك كلما تماديت معها في هذه العلاقة كلما ازداد تعلقها بك وتعلقك بها، إذن فيجب عليك أن تكون واضحاًَ وجدياً، وأن تبادر إلى قطع هذه العلاقة، وبكل وضوح يجب أن تعلم هذه الفتاة أنك تركت هذه العلاقة المحرمة؛ لأن الله أمر بذلك، ولأنها علاقة تُغضب الله.
ولا بد أن يكون شعارك الذي ترفعه دائماً: (إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم).
وأما عن مصير الفتاة، فينبغي أن تعلم أن الله جل وعلا يصبر الإنسان على المصائب ولو كانت عظيمة، فكم من فتاةٍ مات أبوها أو زوجها أو ماتت أمها، فماذا يحصل بعد ذلك!! فعليك أن تكون حازماً في أمرك، عبداً لله لا يرضى أن يعصيه، ولو كانت الداوعي كثيرة.
والله ولي الهداية والتوفيق
تعليق