“حــجـــاب” الـكـــــتّــاب
اذا صح ما قرأناه عن إعلان الكاتب المصري سيد القمني التوقف عن الكتابة والتحدث الى وسائل الإعلام والنشر في الصحف والمشاركة في الندوات، بل والتبرؤ من كل ما كتبه في السابق، لأنه ليس راغباً في الموت على هذه الطريقة ، بعد تلقيه تهديدات بالقتل من قبل بعض الإسلاميين... إذا صح ما قرأناه، فإن في وسعنا الادعاء أن ما فعله القمني يشبه في منطقه ما فعلته وتفعله الكثير من الفنانات المصريات في الآونة الأخيرة بارتدائهن الحجاب كتعبير ساطع عن إشهارهن التوبة ، وتحديداً ما فعلته الفنانة صفاء أبو السعود التي لم تكتف بارتداء الحجاب، بل تعدته إلى محاولة السطو على الأفلام التي ظهرت فيها في أوضاع غير محتشمة ، من أجل إتلافها، وحجبها عن أعين الرأي العام.
لم يكتف القمني - الذي اشتهر بصوته العالي في نقد الإسلاميين الظلاميين والتصدي لهم - بإعلان التوبة، بل قرر التكفير عن ماضيه من طريق التبرؤ منه.
إذاً، بعد فنانات مصر، يتحجّب كتّابها.
هكذا وبهذه السهولة ينسحب كاتبٌ راجياً الإسلاميين أن يقبلوا موقفه، ويعدلوا عن تهديده إياه ، في وقت تشهد مجتمعاتنا العربية ردة أصولية مخيفة لا تبدأ بمنع حركة حماس مهرجان فلسطين الدولي بسبب الاختلاط الفاضح ، ولا تنتهي بدعوة حزب الله إلى إنشاء لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
المؤكد أننا لا نستطيع معاملة خبر انسحاب القمني كغيره من أخبار الانسحابات: مثلاً، خبر استقالة أربعة من أعضاء اللجنة المسؤولة عن صياغة الدستور العراقي الجديد بعد يوم واحد من اغتيال ثلاثة من زملائهم في بغداد. من أجل مَن أُحرق جيوردانو برونو إذاً، وفي سبيل ماذا طُعن نجيب محفوظ في رقبته وحنجرته بالسكاكين؟ أيضاً، هل كسر سمير قصير قلمه وأعلن ندمه يوم كانوا يهددونه بالقتل ويطاردونه من مكان إلى آخر حتى لحظة استشهاده؟
آخر القول: هل يأتي يوم يكون فيه الحجاب واجباً شرعياً على الكتّاب والمثقفين، كما على النساء... وعلى قدم المساواة أيضاً؟
لم يكتف القمني - الذي اشتهر بصوته العالي في نقد الإسلاميين الظلاميين والتصدي لهم - بإعلان التوبة، بل قرر التكفير عن ماضيه من طريق التبرؤ منه.
إذاً، بعد فنانات مصر، يتحجّب كتّابها.
هكذا وبهذه السهولة ينسحب كاتبٌ راجياً الإسلاميين أن يقبلوا موقفه، ويعدلوا عن تهديده إياه ، في وقت تشهد مجتمعاتنا العربية ردة أصولية مخيفة لا تبدأ بمنع حركة حماس مهرجان فلسطين الدولي بسبب الاختلاط الفاضح ، ولا تنتهي بدعوة حزب الله إلى إنشاء لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
المؤكد أننا لا نستطيع معاملة خبر انسحاب القمني كغيره من أخبار الانسحابات: مثلاً، خبر استقالة أربعة من أعضاء اللجنة المسؤولة عن صياغة الدستور العراقي الجديد بعد يوم واحد من اغتيال ثلاثة من زملائهم في بغداد. من أجل مَن أُحرق جيوردانو برونو إذاً، وفي سبيل ماذا طُعن نجيب محفوظ في رقبته وحنجرته بالسكاكين؟ أيضاً، هل كسر سمير قصير قلمه وأعلن ندمه يوم كانوا يهددونه بالقتل ويطاردونه من مكان إلى آخر حتى لحظة استشهاده؟
آخر القول: هل يأتي يوم يكون فيه الحجاب واجباً شرعياً على الكتّاب والمثقفين، كما على النساء... وعلى قدم المساواة أيضاً؟
م.ش.د
تعليق