للاسف الشديد يتشدق بعض العرب بالشعارات الامريكية حول الديمقراطية والحرية وهم لا يفهمون من مفهوم الديمقراطية شيء الا انها تتضمن الحرية ولو سالتهم عن معنى الديمقراطية وتاريخ النشاة وكيف المفكرين الغرب يتنقدون هذه الديمقراطية التي هي ليست يدبمقراطية بل هي باب تولج به امريكا الى المنطقة لشن الحروب وقتل الابرياء
وانقل اليكم بعض الامور عن ما يوصف بالديمقراطية ولا يعني رفضنا لهذا الشعار الامريكي اننا مع الديكتتاتورية العربية التي هي وليدة امريكا
الديمقراطية بوصفها وسيلة من وسائل انتقال وتداول السلطة تعد ـ كما يتصور بعض العرب ـ أنسب الوسائل الظرفية للممارسات السياسية، في ظل تفاقم الديكتاتورية العربية، وتفشي الأنظمة الشمولية.
وقبل أن نقدم الديمقراطية كحلٍ أمثل، حبذا لو فهمناها كما ينبغي، وعرفنا شيئا من تاريخها وصيرورتها، ومن هذه النافذة أحب أن أقدم بعض التأملات حول الديمقراطية:
ويقول المفكر العلماني العربي (خلدون حسن النقيب):
"التيار الليبرالي لا يختلف كثيرا في الولايات المتحدة عن التيار الرجعيّ، في قبوله بالتمييز العنصري ضد السود أو ضد الأمريكيين من أصل أيرلندي أو ضد النساء
إن من أفضل الأمثلة على هذا اللعب، أو سمّه "لعب الكبار" ما تفعله أمريكا بالعرب.. فشارون السفاح القاتل (رجل سلام)!!.. وما فعله بالفلسطينيين من قتل وذبح وسحل وتدمير منازل واغتيالات وسجن وعذاب، كل ذلك له مصطلح غريب في القاموس الإعلامي الغربي ألا وهو (استخدام مفرط للقوة)!!!
وأما مقاومة الفلسطينيين فهي إرهاب وتعدٍّ على حقوق الإنسان!!.. وفي نهاية المطاف يسمى (أريل شارون) رجل السلام!
ومثال آخر: أمريكا بلد الديمقراطية تدعم ثوار الكونترا ضد حكم شرعي ديمقراطيّ، لأنّ النظام لا يدور في فلكها!
وبريطانيا بعد الحرب العالمية تبيع (بولندا) الديمقراطية للاتحاد السوفييتي الشيوعيّ، مقابل مصالح مشتركة استعمارية في (اليونان)!
وحقا ما قاله (فريدريكو روميرو) الخبير في شؤون السياسة الخارجية الأمريكية والعلاقات الدولية:
"إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد جمهورية ليبرالية ديمقراطية، ولكنها أصبحت بجدارة إمبراطورية عالمية حديثة على مستوى الكون، لم يشهد لها تاريخ البشرية مثيلا".
ففي حين ينشط العلمانيون العرب في سلخ الأمّة العربيّة من عروبتها وأصالتها ودينها، نجد الديمقراطية الغربية قائمة على تلك الأحزاب الدينية بل والمتطرفة.
وإذا ما أخذنا بريطانيا كدراسة حالة، عن طريق دراسة ساهجال ويوفال- ديفيز، نجد الملكة هي الرئيس الرمزيّ للكنيسة الإنجليزية.. بل إن هيئة الكنيسة العليا تساهم في مجلس اللوردات بشكل فعال، وهناك قوانين الكفر (التجديف) Blasphemy law التي تمنع التعرض للكنيسة والمذهب الأنجليكاني المسيحي، بينما تبيح هذه القوانين هذا الأمر ضد الديانات الأخرى!!
ولذلك وفي أغلب دول أوروبا الغربية الأخرى ـ غير بريطانيا وفرنسا ـ فإن التيار السياسي السائد فيها هو التيار المسيحي الديمقراطيّ.. وبعد الحرب العالمية الثانية استطاعت الأحزاب المسيحية أن تفوز في الانتخابات في أغلب دول أوروبا الغربية، ولم تقلّ هذه الأحزاب عن ثلث أصوات الناخبين!
ومبدأ هذه الأحزاب المسيحية يقوم على الشخصانية (personalism) الذي يقول: بأن الإنسان يحقق طموحه من خلال قيامه بمسؤولياته تجاه الأسرة والجماعة الوطنية، وهو ما يتعارض مع مبادئ الحرية الليبرالية المبنية على الحرية الشخصية!!.. وأما بقية مبادئ هذه الأحزاب الدينية فهي مستمدة من تعاليم الكنيسة الكاثوليكية!
فهذه الأحزاب الدينية تجعل الحرّيّة في ترابط الأسرة وتضامن المرأة مع الرجل، هذا في حين يسعى العلمانيّ العربيّ إلى تمرد المرأة العربية في وجه الأسرة والمجتمع!
هذا هو النموذج الغربي العلمانيّ الديمقراطيّ، يحمل طابعا دينيا ورجعيا، مما يجعل أحلام السيد (فوكوياما) تتبدّد، لأن النموذج الذي تنبأ بأنه سوف يعمّ العالم ليس إلا نموذجا تجريديا مثاليا لم يُطبق لحظة على وجه الأرض!.. لأن الأحزاب التي تشارك في الحكم الآن في أوروبا معادية للديمقراطية، أو متمسكة بها ولكن عبر صيغ ليبرالية محافظة أو متدينة مسيحية، تتبنى ضمنا أو صراحة روح التمييز بين المواطنين على أساس الدين والمنشأ والمعتقد.. هذه الأحزاب الدينية في أوروبا هي الحاكمة، والتي يتمثلها العلمانيّ العربيّ "المتحذلق المغفل" لاهثا وراء السيد الغربيّ، و لو دخلوا جحر ضب لدخله!
ولذلك الآن في أوروبا يثبّت اليمين الديني أقدامه على الساحة السياسية شرقها وغربها، وتتلاحم صفوفه من اليمين المحافظ الرجعي العنصري إلى يمين الوسط، في حين تتفتت قوى اليسار وتتوزع على ألوان الطيف السياسيّ.
ولذلك لا نستغرب أن يصل (بوش) للحكم في أمريكا، فمع فرط ذكائه وعبقريته(!!) ومع وجود زمرة شريرة تحيط به تحرّضه على تدمير العالم، إلا إنه صعد، لأنه مارس لعبة الكبار، بواسطة دعم اللوبيات الصهيونية التي تملك رأس المال، وشاشة التلفاز وزمام الإعلام.
يقول (جوهان جالتونغ) الخبير الاستراتيجي الأمريكي:
"الولايات المتحدة متحالفة مع الله، والبلدان الأخرى متحالفة مع الولايات المتحدة.. ويتصف هذا التحالف بعلاقات خضوع المحيط للمركز: خضوع دول الغرب للولايات المتحدة وخضوع الولايات المتحدة لله.. هذا هو سر اللاهوت الغامض للسياسة الدولية للولايات المتحدة"!!
وانقل اليكم بعض الامور عن ما يوصف بالديمقراطية ولا يعني رفضنا لهذا الشعار الامريكي اننا مع الديكتتاتورية العربية التي هي وليدة امريكا
الديمقراطية بوصفها وسيلة من وسائل انتقال وتداول السلطة تعد ـ كما يتصور بعض العرب ـ أنسب الوسائل الظرفية للممارسات السياسية، في ظل تفاقم الديكتاتورية العربية، وتفشي الأنظمة الشمولية.
وقبل أن نقدم الديمقراطية كحلٍ أمثل، حبذا لو فهمناها كما ينبغي، وعرفنا شيئا من تاريخها وصيرورتها، ومن هذه النافذة أحب أن أقدم بعض التأملات حول الديمقراطية:
ويقول المفكر العلماني العربي (خلدون حسن النقيب):
"التيار الليبرالي لا يختلف كثيرا في الولايات المتحدة عن التيار الرجعيّ، في قبوله بالتمييز العنصري ضد السود أو ضد الأمريكيين من أصل أيرلندي أو ضد النساء
إن من أفضل الأمثلة على هذا اللعب، أو سمّه "لعب الكبار" ما تفعله أمريكا بالعرب.. فشارون السفاح القاتل (رجل سلام)!!.. وما فعله بالفلسطينيين من قتل وذبح وسحل وتدمير منازل واغتيالات وسجن وعذاب، كل ذلك له مصطلح غريب في القاموس الإعلامي الغربي ألا وهو (استخدام مفرط للقوة)!!!
وأما مقاومة الفلسطينيين فهي إرهاب وتعدٍّ على حقوق الإنسان!!.. وفي نهاية المطاف يسمى (أريل شارون) رجل السلام!
ومثال آخر: أمريكا بلد الديمقراطية تدعم ثوار الكونترا ضد حكم شرعي ديمقراطيّ، لأنّ النظام لا يدور في فلكها!
وبريطانيا بعد الحرب العالمية تبيع (بولندا) الديمقراطية للاتحاد السوفييتي الشيوعيّ، مقابل مصالح مشتركة استعمارية في (اليونان)!
وحقا ما قاله (فريدريكو روميرو) الخبير في شؤون السياسة الخارجية الأمريكية والعلاقات الدولية:
"إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد جمهورية ليبرالية ديمقراطية، ولكنها أصبحت بجدارة إمبراطورية عالمية حديثة على مستوى الكون، لم يشهد لها تاريخ البشرية مثيلا".
ففي حين ينشط العلمانيون العرب في سلخ الأمّة العربيّة من عروبتها وأصالتها ودينها، نجد الديمقراطية الغربية قائمة على تلك الأحزاب الدينية بل والمتطرفة.
وإذا ما أخذنا بريطانيا كدراسة حالة، عن طريق دراسة ساهجال ويوفال- ديفيز، نجد الملكة هي الرئيس الرمزيّ للكنيسة الإنجليزية.. بل إن هيئة الكنيسة العليا تساهم في مجلس اللوردات بشكل فعال، وهناك قوانين الكفر (التجديف) Blasphemy law التي تمنع التعرض للكنيسة والمذهب الأنجليكاني المسيحي، بينما تبيح هذه القوانين هذا الأمر ضد الديانات الأخرى!!
ولذلك وفي أغلب دول أوروبا الغربية الأخرى ـ غير بريطانيا وفرنسا ـ فإن التيار السياسي السائد فيها هو التيار المسيحي الديمقراطيّ.. وبعد الحرب العالمية الثانية استطاعت الأحزاب المسيحية أن تفوز في الانتخابات في أغلب دول أوروبا الغربية، ولم تقلّ هذه الأحزاب عن ثلث أصوات الناخبين!
ومبدأ هذه الأحزاب المسيحية يقوم على الشخصانية (personalism) الذي يقول: بأن الإنسان يحقق طموحه من خلال قيامه بمسؤولياته تجاه الأسرة والجماعة الوطنية، وهو ما يتعارض مع مبادئ الحرية الليبرالية المبنية على الحرية الشخصية!!.. وأما بقية مبادئ هذه الأحزاب الدينية فهي مستمدة من تعاليم الكنيسة الكاثوليكية!
فهذه الأحزاب الدينية تجعل الحرّيّة في ترابط الأسرة وتضامن المرأة مع الرجل، هذا في حين يسعى العلمانيّ العربيّ إلى تمرد المرأة العربية في وجه الأسرة والمجتمع!
هذا هو النموذج الغربي العلمانيّ الديمقراطيّ، يحمل طابعا دينيا ورجعيا، مما يجعل أحلام السيد (فوكوياما) تتبدّد، لأن النموذج الذي تنبأ بأنه سوف يعمّ العالم ليس إلا نموذجا تجريديا مثاليا لم يُطبق لحظة على وجه الأرض!.. لأن الأحزاب التي تشارك في الحكم الآن في أوروبا معادية للديمقراطية، أو متمسكة بها ولكن عبر صيغ ليبرالية محافظة أو متدينة مسيحية، تتبنى ضمنا أو صراحة روح التمييز بين المواطنين على أساس الدين والمنشأ والمعتقد.. هذه الأحزاب الدينية في أوروبا هي الحاكمة، والتي يتمثلها العلمانيّ العربيّ "المتحذلق المغفل" لاهثا وراء السيد الغربيّ، و لو دخلوا جحر ضب لدخله!
ولذلك الآن في أوروبا يثبّت اليمين الديني أقدامه على الساحة السياسية شرقها وغربها، وتتلاحم صفوفه من اليمين المحافظ الرجعي العنصري إلى يمين الوسط، في حين تتفتت قوى اليسار وتتوزع على ألوان الطيف السياسيّ.
ولذلك لا نستغرب أن يصل (بوش) للحكم في أمريكا، فمع فرط ذكائه وعبقريته(!!) ومع وجود زمرة شريرة تحيط به تحرّضه على تدمير العالم، إلا إنه صعد، لأنه مارس لعبة الكبار، بواسطة دعم اللوبيات الصهيونية التي تملك رأس المال، وشاشة التلفاز وزمام الإعلام.
يقول (جوهان جالتونغ) الخبير الاستراتيجي الأمريكي:
"الولايات المتحدة متحالفة مع الله، والبلدان الأخرى متحالفة مع الولايات المتحدة.. ويتصف هذا التحالف بعلاقات خضوع المحيط للمركز: خضوع دول الغرب للولايات المتحدة وخضوع الولايات المتحدة لله.. هذا هو سر اللاهوت الغامض للسياسة الدولية للولايات المتحدة"!!
تعليق