قد جعل الله المحبة الخالصة بين المسلمين هي أوثق عرى المحبة في الله، وجمع المتحابين تحت ظلال عرشه، ووثق الإسلام بذلك بوجوب المحافظة على مال المسلم وعرضه ونفسه، بأن لا يصيبه أذى ولا يُمس بسوء.
ولكن تبحر بعض النفوس في مياه آسنة، تتشفّى ممن أنعم الله عليهم ورزقهم من خيره بالحقد والحسد، فيثمر ثمراً خبيثاً غيبةً ونميمةً واستهزاء وغيرها. ولا يخلو مجتمع من تلك النفوس الدنيئة.
لذلك كان لزاماً علينا معشر الدعاة أن نطرح مثل هذه المواضيع التي انتشرت في المجتمع الإسلامي بل في الأوساط الشبابية وحلق التحفيظ فقد يحسد الشاب أخاه على حسن صوته أو لحفظه الجيد أو لعبادته.
وسيكون عرض هذا الموضوع على طريقة السؤال والجواب لأنها أسرع للفهم والحفظ.
[grade="8B0000 8B0000 8B0000 8B0000"]تعريف الحسد[/grade]
هو تمني زوال النعمة عن صاحبها وإن لم يرد لنفسه .
أنواعه
1- كراهه للنعمة على المحسود مطلقاً وهذا هو الحسد المذموم.
2- أن يريد الإنسان ويتمنى من النعمه لنفسه مثل مالصاحبها ولم يرد زوالها عنه وهذه تسمى غبطه وهي محموده .
فعن الامام الصادق عليه السلام (إن المؤمن يغبط ولايحسد و والمنافق يحسد ولايغبط ) .
صفات الحاسد
1- عن الامام علي عليه السلام ( الحاسد يفرح بالشر ويغتم بالسرور ).
2- عن الامام علي عليه السلام ( الحاسد يرى أن زوال النعمه عمن يحسده نعمة عليه ).
3- عن الامام علي عليه السلام ( الحاسد يُظهر وده في أقواله , ويخفي بغضه في افعاله , فله أسم الصديق وصفة العدو ).
4- عن الامام علي عليه السلام (النصيحه من الحاسد محال ).
[grade="8B0000 8B0000 8B0000 8B0000"]الحسد في القرآن [/grade]
1- { ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم , من بعد ماتبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير }.البقره 109
لان الحقيقه كانت واضحه لهم , كانوا يرون إن الايمان برسول الله (ص فضيله ونعمة على المسلمين , وإن أحد آثارها اتحاد قلوب المسلمين . فلذلك كانوا يحسدون المسلمين ويعملون على سلب هذه النعمه منهم .
2- {إن الذين يكتمون ماأنزلنا من البينات والهدى من بعد مابيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون } البقره 159.
يتضح من هاتين الآيتين إن كل حق لشخص اوفضيله من الله بها عليه ولايستطيع شخص آخر ان يتحمل ذلك , ويتمنى زوال هذه النعمه عنه وينكر هذا الحق
او الفضيله حسداً أو يخفيه , فإن هذا الشخص يستحق العقوبة ولعنة الله .
إنكار حق أهل البيت (ع) حسداً .
فإن كثير من علماء المسلمين الذين كرهوا فضائل اهل البيت (ع) وانهم عليهم السلام حق ...... فأنكروا هذا الحق وهذه الفضائل حسداً وأخفوا ذلك ...بل وضعوا روايات كاذبه في فضائل اعدائهم .
في مجمع البيان : إن هذه الايه { إن الذين يكتمون ...} تدل على ان كتمان الحق من أكبر الكبائر .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من سئل عن علم يعلمه فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار .
[grade="8B0000 8B0000 8B0000 8B0000"]فتاوي فقهاء الاسلام :[/grade]
قال الشيخ المفيد : ولاتقبل شهادة الفاسق ولاذي الضغن والحسد .
وقال ابن ادريس في السرائر : الحسد حرام ووقاية النفس منه واجبه .
وقال العلامه الحلي : والحسد حرام وكذا بغض المؤمن والتظاهر بذلك قادح في العدالة .
وقال العلامه المجلسي في شرح الكافي وبحار الانوار : المشهور بين الفقهاء أن الحسد حرام مطلقاً اي سواءً أظهره الحاسد أم لم يظهره , وبعض الفقهاء حرموا أظهاره فقط بلحاظ بعض الاخبار المتواتره في ذم الحسد والنهي عنه , فإن العقل الصريح يحكم بقبحه , لان الحسد غضب على قضاء الله لآنه من على بعض عباده بزياده في هذا المجال أو ذاك , ولاذنب أشد خطراً من أن يتألم الإنسان لأن مسلماً مرتاح في حين أن راحته لاتشكل لذلك التعيس الحاسد اي ضرر , إلى غير ذلك من مفاسد الحسد الاخرى .
[grade="8B0000 8B0000 8B0000 8B0000"]جذور الحسد [/grade]
1- العداوه : حيث أن الحسد حالة نفسانيه عارضة , توجد في النفس فإن لوجودها اسباباً تجب معرفتها لتجتنب ...ولايبتلى الإنسان بمرض الحسد القاتل .
كلما أبتلى شخص بظلم ظالم , أو واجهه سبب آخر من أسباب البغض فإن هذه العداوة تصبح جذراً خصباً للحسد , لأن مثل هذا الشخص يتمنى دائماً زوال نعمة عدوه وينتظر حلول البلاء به ليفرح ويعتبر ان ابتلاءه تعويض إلهي وانتقام له من عدوه .
وإذا رآه يتقلب في النعمه تألم وضاق صدره وإذا كان "مؤمناً" عتب على ربه واشتكى منه بل ويغضب : كيف أنعم على عدوي ولم يقف الى جانبي .
أما اذا لم يكن مؤمناً فيعتبر ذلك من تقلب الدهر وجور الزمان والفلك .
[grade="8B0000 8B0000 8B0000 8B0000"]كيف تتخلص من الحسد [/grade]
الخطوة الأولى : أن نضع إصبعنا على موضع الداء ، أي نختبر أنفسنا لنكتشف هل أن داء الحسد قد تسرب إليها ، وكيف تتعامل مع تفوّق الآخرين واحترام الناس لهم وإعجابهم بما لديهم من مواهب وملكات .
الخطوة الثانية : أن نتحسّس مخاطر المرض وآثاره الوخيمة الداخلية والخارجية . فقد لا يذهب إلى الطبيب الذي لا يشعر بخطورة المرض أو يستسهله ، لكنّه إذا عرف أ نّه مرض خطير بادر إلى علاجه.
الخطوة الثالثة : دراسة أسباب الحسد في كلّ حالة ومناقشتها مناقشة علمية وصريحة ، فقد تختلف أسباب الحسد من حالة إلى أخرى . والغاية من دراسة الأسباب هو السعي لتجفيفها وردمها قبل أن تصبح حفرة عميقة يصعب الخروج منها .
الخطوة الرابعة : وصفة العلاج ، وهي وصفة تشتمل على بنود عديدة ، منها :
1 ـ أن نتذكّر دائماً أنّ النِّعَم هبات إلهية ولا تقاس بالاستحقاق وعدم الاستحقاق ، فحكمة الله أبلغ وأوسع من مداركنا (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )(1) .
2 ـ لنتذكّر أيضاً ، أنّ المحسود لا يقصد ـ في الأعمّ الأغلب ـ الإساءة إلينا ، أو إثارة حالة الحسد داخل نفوسنا ، فلِمَ نحاربُ إنساناً بريئاً أو نشهر العداوة ضدّه ؟!
3 ـ لنتعلّم .. أن نتطلّع إلى ما في أيدينا من نِعم ومواهب وخصائص ، ولا يكون أكبر همّنا أن نمدّ أعيننا إلى ما متّع الله به غيرنا .. فالعيون المتطلّعة إلى الأعلى تتعب((2)) .. أكثر النظر إلى مَنْ هم دونك ، فهو نظرٌ يحمل إليك الكثير من المشاعر الرضية الشكورة .
4 ـ أن نتذكّر أنّ امكانية السعي للحصول على ما لدى الغير أو بعضه أو أكثر منه ، متوافرة خاصّة إذا امتلكنا إرادتنا وعزمنا وتصميمنا على بلوغ ما نتمنّى . وهذه ليست وصفة تسكينية ، فلعلّك جربتَ في حياتك كيف أنّ الإرادة ـ كما يقال ـ تصنع المستحيل أو تقهره .
إنّ السعي بحد ذاته يخفّف من مشاعر الحسد وربّما يزيلها تماماً ، أو يقلبها إلى (منافسة شريفة) أي التنافس في الخيرات والإبداع والتنمية والتطوير .
5 ـ نمِّ ما لديك من نقاط إيجابية ومزايا طيبة ومواهب أوّلية حتى تكون مرموقة .
6 ـ لنتذكر دائماً .. مساوئ الحسد وأضراره وشروره وما فعله بالحسّاد من قبل ، وليردّد مَنْ يشعر بالحسد قول الشاعر :
لله درُّ الحسد ما أعدله***قد بدأ بصاحبهِ فقتله !
والعاقل ـ كما يقال ـ مَنْ اتّعظ بغيره ، فهل أرتضي لنفسي أن أكون طُعمة للحسد يأكلني ليلاً ونهاراً ، وأنا أتفرّج على مشهد افتراسي دون أن أضع حدّاً أو نهاية لاسترساله في نهش قلبي ومشاعري ؟!
7 ـ لنقرأ في عيون الناس وملامحهم وانطباعاتهم ومواقفهم من الحاسدين ، لنرى كيف أ نّهم ينبذون الحسود ويمقتونه ويهربون منه هروبهم من النار المحرقة . ولندِر البصر لنرى الحسّاد كيف يُحشرون في الزوايا الضيّقة .. مهملين .. محتقرين قد انفضّ الناس من حولهم .
8 ـ حاسب نفسك عند كلّ حالة حسد .. ولا تدعها تمرّ وأنت ساكت أو راض .. اعتبر ذلك حالة مشينة .. ربِّ في نفسك حالة التأنيب الداخلي ، فذلك سبيل مهم من سبل تطويق الحسد ومحاصرته تمهيداً لقتله .
وربّما كان نافعاً أيضاً أن تستثير في نفسك حالة الشعور بالإثم ، بأن تقول : هذه معصية .. هذه كبيرة .. هذا عملٌ يُسخط الله .. إلخ .
9 ـ راجع حالات الحسد التي تقدّم ذكرها في البداية .. ادرسها بنفسك .. حاول أن تواجه كلّ حالة بعكسها ، فإذا دعاك الحسد إلى طمس فضائل الآخرين .. خالفه وانشر تلك الفضائل .. وإذا حملكَ على التكبّر فجابهه بالتواضع .. وإذا دعاك إلى احتقار الآخر فقابله
بالاحترام والتقدير ، وإذا وسوس لك باغتيابه فأكثر من مدحه والثناء عليه ، وإذا ضغط عليك لتقاطعه أو تهجره فقابل ذلك بالألفة والتواصل .
فردود الأفعال هذه ستكون لها آثار إيجابية على نفسيتك ، وستجد أ نّك أكبر من خواطر شيطانية تريد أن تحبسك في زنزانة الحسد الضيقة .
10 ـ قوّ الحالة الإيمانية لديك .. التقوى والورع يمكن اكتسابهما
بالتربية الخاصّة ، والمفردات السابقة كلّها تزرع في داخلك هاتين الملكتين ، فإذا اتقيت الله في أخيك ولم تبغِ عليه بحسدك ، وإنّما تمنّيت له المزيد من التوفيق والنعم ، فإن ذلك سوف يحقق لك أكثر من مكسب ، فعلاوة على أ نّك تكسب مودّته ومحبّته وعرفانه بلطفك ، فإنّ الله سيرزقك مثله وزيادة ، وستعيش هانئاً قرير العين .
11 ـ راجع كتب الأخلاق والمواعظ التي قيلت في علاج الحسد ، والدراسات التي تضع خطوات عملية لمجابهته ، وستجد فيها ما يأخذ بيدك في طريق المكافحة .
12 ـ اعمل بنصيحة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأ نّها مجرّبة وذات أثر فعّال ، فلقد قال لأصحابه ذات يوم : «ألا إنّه قد دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم وهو الحسد ، ليس بحالق الشعر ، لكنّه حالق الدين ، وينجّي منه أن يكفّ الانسان يده ، ويخزن لسانه ، ولا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن» .
فالنبي (ص) هنا يقدِّم لنا وصفة علاجية ناجحة للحسد ، في قوله «وينجِّي منه» ، فالنجاة من الحسد ترتكز على ثلاث ركائز
:
أ . كفّ اليد : أي أن لا يتحرك الحسد من حالة نفسية داخلية إلى ممارسة للعنف مع المحسود في الخارج ، كما فعل (قابيل) مع (هابيل) فقد بسط إليه يده ليقتله .
ب . حبس اللسان : فلا يطفح الحسد من الداخل إلى اللسان بكلمات الفحش والبذاءة والتسقيط والسُّباب والتشهير والغيبة والبهتان ، فتلك روائح منتنة لا تنبعث إلاّ من القلب الآسن الذي تنمو فيه طحالب الخبث والسوء والرذيلة والتشفّي .
ج . لا تكن غمّازاً:والغمز هو الطعن في سمعة وقدرات ومواهب المحسود من أجل إسقاطه في نظر الآخرين،لأنّ الحاسد يريد أيضاً أن يؤلّب غيره على محسوده حتى لا يبدو الحاسد الوحيد.
وقد طرح النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) العلاج المذكور بصيغة أخرى في حديث آخر ، حيث يقول : «وإذا حسدت فلا تبغِ» أي يجب أن لا يتطوّر الحسد لديك إلى حالة بغي وعدوان ومكيدة وحقد أعمى .
الخطوة الخامسة : واظب على العلاج .. واحمل نفسك على تطبيقه .. ولا تضع الدواء على الرف دون أن تستخدم منه شيئاً ، وإلاّ مكنتَ داء الحسد من أن يكون عقدة مستحكمة .
* المصدر : البلاغ
(1) النساء / 54 .
(2) قد يقول شاب أو فتاة إذا أدمنا النظر إلى مَنْ هم دوننا فإنّنا سوف لن نتطوّر ، وهذا الكلام صحيح على صعيد الفضائل الخُلقية والإرتقاء بالمستوى العلمي وتطوير الأداء العملي أمّا الماديات والشكليات فمن طبيعتها أنّها ترهق كواهلنا النفسيّة
فلنحرص على تعطيل الملامح القاسية من قلوبنا وترك الأخلاق الضارة من أرواحنا حتى تظهر جوارحنا، فالذنوب هي مصدر الشقاء والتعب الداخلي للانسان. فهذه الشوائب الفاسدة تؤلم الروح التي تتنفس الهواء الملوث من مساماتها الشفافة فتشقى، بينما صلاح النية وصفاء السلوك يطهران الأرواح فنراها تزغرد كالعصور كل صباح وحتى آخر اليوم، خفيفة، رقيقة، هادئة، متوازنة، مسالمة. فلو جاء الموت لهؤلاء البشر وهم على هذه الشاكلة فسيلقون الله بوجه صبوح كله نور وسلام، ولن يخشوا الموت حتى لو كان بعد ساعة، أو دقيقة لأنهم انتهجوا النهج السليم المعافى.
ولكن تبحر بعض النفوس في مياه آسنة، تتشفّى ممن أنعم الله عليهم ورزقهم من خيره بالحقد والحسد، فيثمر ثمراً خبيثاً غيبةً ونميمةً واستهزاء وغيرها. ولا يخلو مجتمع من تلك النفوس الدنيئة.
لذلك كان لزاماً علينا معشر الدعاة أن نطرح مثل هذه المواضيع التي انتشرت في المجتمع الإسلامي بل في الأوساط الشبابية وحلق التحفيظ فقد يحسد الشاب أخاه على حسن صوته أو لحفظه الجيد أو لعبادته.
وسيكون عرض هذا الموضوع على طريقة السؤال والجواب لأنها أسرع للفهم والحفظ.
[grade="8B0000 8B0000 8B0000 8B0000"]تعريف الحسد[/grade]
هو تمني زوال النعمة عن صاحبها وإن لم يرد لنفسه .
أنواعه
1- كراهه للنعمة على المحسود مطلقاً وهذا هو الحسد المذموم.
2- أن يريد الإنسان ويتمنى من النعمه لنفسه مثل مالصاحبها ولم يرد زوالها عنه وهذه تسمى غبطه وهي محموده .
فعن الامام الصادق عليه السلام (إن المؤمن يغبط ولايحسد و والمنافق يحسد ولايغبط ) .
صفات الحاسد
1- عن الامام علي عليه السلام ( الحاسد يفرح بالشر ويغتم بالسرور ).
2- عن الامام علي عليه السلام ( الحاسد يرى أن زوال النعمه عمن يحسده نعمة عليه ).
3- عن الامام علي عليه السلام ( الحاسد يُظهر وده في أقواله , ويخفي بغضه في افعاله , فله أسم الصديق وصفة العدو ).
4- عن الامام علي عليه السلام (النصيحه من الحاسد محال ).
[grade="8B0000 8B0000 8B0000 8B0000"]الحسد في القرآن [/grade]
1- { ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم , من بعد ماتبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير }.البقره 109
لان الحقيقه كانت واضحه لهم , كانوا يرون إن الايمان برسول الله (ص فضيله ونعمة على المسلمين , وإن أحد آثارها اتحاد قلوب المسلمين . فلذلك كانوا يحسدون المسلمين ويعملون على سلب هذه النعمه منهم .
2- {إن الذين يكتمون ماأنزلنا من البينات والهدى من بعد مابيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون } البقره 159.
يتضح من هاتين الآيتين إن كل حق لشخص اوفضيله من الله بها عليه ولايستطيع شخص آخر ان يتحمل ذلك , ويتمنى زوال هذه النعمه عنه وينكر هذا الحق
او الفضيله حسداً أو يخفيه , فإن هذا الشخص يستحق العقوبة ولعنة الله .
إنكار حق أهل البيت (ع) حسداً .
فإن كثير من علماء المسلمين الذين كرهوا فضائل اهل البيت (ع) وانهم عليهم السلام حق ...... فأنكروا هذا الحق وهذه الفضائل حسداً وأخفوا ذلك ...بل وضعوا روايات كاذبه في فضائل اعدائهم .
في مجمع البيان : إن هذه الايه { إن الذين يكتمون ...} تدل على ان كتمان الحق من أكبر الكبائر .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من سئل عن علم يعلمه فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار .
[grade="8B0000 8B0000 8B0000 8B0000"]فتاوي فقهاء الاسلام :[/grade]
قال الشيخ المفيد : ولاتقبل شهادة الفاسق ولاذي الضغن والحسد .
وقال ابن ادريس في السرائر : الحسد حرام ووقاية النفس منه واجبه .
وقال العلامه الحلي : والحسد حرام وكذا بغض المؤمن والتظاهر بذلك قادح في العدالة .
وقال العلامه المجلسي في شرح الكافي وبحار الانوار : المشهور بين الفقهاء أن الحسد حرام مطلقاً اي سواءً أظهره الحاسد أم لم يظهره , وبعض الفقهاء حرموا أظهاره فقط بلحاظ بعض الاخبار المتواتره في ذم الحسد والنهي عنه , فإن العقل الصريح يحكم بقبحه , لان الحسد غضب على قضاء الله لآنه من على بعض عباده بزياده في هذا المجال أو ذاك , ولاذنب أشد خطراً من أن يتألم الإنسان لأن مسلماً مرتاح في حين أن راحته لاتشكل لذلك التعيس الحاسد اي ضرر , إلى غير ذلك من مفاسد الحسد الاخرى .
[grade="8B0000 8B0000 8B0000 8B0000"]جذور الحسد [/grade]
1- العداوه : حيث أن الحسد حالة نفسانيه عارضة , توجد في النفس فإن لوجودها اسباباً تجب معرفتها لتجتنب ...ولايبتلى الإنسان بمرض الحسد القاتل .
كلما أبتلى شخص بظلم ظالم , أو واجهه سبب آخر من أسباب البغض فإن هذه العداوة تصبح جذراً خصباً للحسد , لأن مثل هذا الشخص يتمنى دائماً زوال نعمة عدوه وينتظر حلول البلاء به ليفرح ويعتبر ان ابتلاءه تعويض إلهي وانتقام له من عدوه .
وإذا رآه يتقلب في النعمه تألم وضاق صدره وإذا كان "مؤمناً" عتب على ربه واشتكى منه بل ويغضب : كيف أنعم على عدوي ولم يقف الى جانبي .
أما اذا لم يكن مؤمناً فيعتبر ذلك من تقلب الدهر وجور الزمان والفلك .
[grade="8B0000 8B0000 8B0000 8B0000"]كيف تتخلص من الحسد [/grade]
الخطوة الأولى : أن نضع إصبعنا على موضع الداء ، أي نختبر أنفسنا لنكتشف هل أن داء الحسد قد تسرب إليها ، وكيف تتعامل مع تفوّق الآخرين واحترام الناس لهم وإعجابهم بما لديهم من مواهب وملكات .
الخطوة الثانية : أن نتحسّس مخاطر المرض وآثاره الوخيمة الداخلية والخارجية . فقد لا يذهب إلى الطبيب الذي لا يشعر بخطورة المرض أو يستسهله ، لكنّه إذا عرف أ نّه مرض خطير بادر إلى علاجه.
الخطوة الثالثة : دراسة أسباب الحسد في كلّ حالة ومناقشتها مناقشة علمية وصريحة ، فقد تختلف أسباب الحسد من حالة إلى أخرى . والغاية من دراسة الأسباب هو السعي لتجفيفها وردمها قبل أن تصبح حفرة عميقة يصعب الخروج منها .
الخطوة الرابعة : وصفة العلاج ، وهي وصفة تشتمل على بنود عديدة ، منها :
1 ـ أن نتذكّر دائماً أنّ النِّعَم هبات إلهية ولا تقاس بالاستحقاق وعدم الاستحقاق ، فحكمة الله أبلغ وأوسع من مداركنا (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )(1) .
2 ـ لنتذكّر أيضاً ، أنّ المحسود لا يقصد ـ في الأعمّ الأغلب ـ الإساءة إلينا ، أو إثارة حالة الحسد داخل نفوسنا ، فلِمَ نحاربُ إنساناً بريئاً أو نشهر العداوة ضدّه ؟!
3 ـ لنتعلّم .. أن نتطلّع إلى ما في أيدينا من نِعم ومواهب وخصائص ، ولا يكون أكبر همّنا أن نمدّ أعيننا إلى ما متّع الله به غيرنا .. فالعيون المتطلّعة إلى الأعلى تتعب((2)) .. أكثر النظر إلى مَنْ هم دونك ، فهو نظرٌ يحمل إليك الكثير من المشاعر الرضية الشكورة .
4 ـ أن نتذكّر أنّ امكانية السعي للحصول على ما لدى الغير أو بعضه أو أكثر منه ، متوافرة خاصّة إذا امتلكنا إرادتنا وعزمنا وتصميمنا على بلوغ ما نتمنّى . وهذه ليست وصفة تسكينية ، فلعلّك جربتَ في حياتك كيف أنّ الإرادة ـ كما يقال ـ تصنع المستحيل أو تقهره .
إنّ السعي بحد ذاته يخفّف من مشاعر الحسد وربّما يزيلها تماماً ، أو يقلبها إلى (منافسة شريفة) أي التنافس في الخيرات والإبداع والتنمية والتطوير .
5 ـ نمِّ ما لديك من نقاط إيجابية ومزايا طيبة ومواهب أوّلية حتى تكون مرموقة .
6 ـ لنتذكر دائماً .. مساوئ الحسد وأضراره وشروره وما فعله بالحسّاد من قبل ، وليردّد مَنْ يشعر بالحسد قول الشاعر :
لله درُّ الحسد ما أعدله***قد بدأ بصاحبهِ فقتله !
والعاقل ـ كما يقال ـ مَنْ اتّعظ بغيره ، فهل أرتضي لنفسي أن أكون طُعمة للحسد يأكلني ليلاً ونهاراً ، وأنا أتفرّج على مشهد افتراسي دون أن أضع حدّاً أو نهاية لاسترساله في نهش قلبي ومشاعري ؟!
7 ـ لنقرأ في عيون الناس وملامحهم وانطباعاتهم ومواقفهم من الحاسدين ، لنرى كيف أ نّهم ينبذون الحسود ويمقتونه ويهربون منه هروبهم من النار المحرقة . ولندِر البصر لنرى الحسّاد كيف يُحشرون في الزوايا الضيّقة .. مهملين .. محتقرين قد انفضّ الناس من حولهم .
8 ـ حاسب نفسك عند كلّ حالة حسد .. ولا تدعها تمرّ وأنت ساكت أو راض .. اعتبر ذلك حالة مشينة .. ربِّ في نفسك حالة التأنيب الداخلي ، فذلك سبيل مهم من سبل تطويق الحسد ومحاصرته تمهيداً لقتله .
وربّما كان نافعاً أيضاً أن تستثير في نفسك حالة الشعور بالإثم ، بأن تقول : هذه معصية .. هذه كبيرة .. هذا عملٌ يُسخط الله .. إلخ .
9 ـ راجع حالات الحسد التي تقدّم ذكرها في البداية .. ادرسها بنفسك .. حاول أن تواجه كلّ حالة بعكسها ، فإذا دعاك الحسد إلى طمس فضائل الآخرين .. خالفه وانشر تلك الفضائل .. وإذا حملكَ على التكبّر فجابهه بالتواضع .. وإذا دعاك إلى احتقار الآخر فقابله
بالاحترام والتقدير ، وإذا وسوس لك باغتيابه فأكثر من مدحه والثناء عليه ، وإذا ضغط عليك لتقاطعه أو تهجره فقابل ذلك بالألفة والتواصل .
فردود الأفعال هذه ستكون لها آثار إيجابية على نفسيتك ، وستجد أ نّك أكبر من خواطر شيطانية تريد أن تحبسك في زنزانة الحسد الضيقة .
10 ـ قوّ الحالة الإيمانية لديك .. التقوى والورع يمكن اكتسابهما
بالتربية الخاصّة ، والمفردات السابقة كلّها تزرع في داخلك هاتين الملكتين ، فإذا اتقيت الله في أخيك ولم تبغِ عليه بحسدك ، وإنّما تمنّيت له المزيد من التوفيق والنعم ، فإن ذلك سوف يحقق لك أكثر من مكسب ، فعلاوة على أ نّك تكسب مودّته ومحبّته وعرفانه بلطفك ، فإنّ الله سيرزقك مثله وزيادة ، وستعيش هانئاً قرير العين .
11 ـ راجع كتب الأخلاق والمواعظ التي قيلت في علاج الحسد ، والدراسات التي تضع خطوات عملية لمجابهته ، وستجد فيها ما يأخذ بيدك في طريق المكافحة .
12 ـ اعمل بنصيحة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأ نّها مجرّبة وذات أثر فعّال ، فلقد قال لأصحابه ذات يوم : «ألا إنّه قد دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم وهو الحسد ، ليس بحالق الشعر ، لكنّه حالق الدين ، وينجّي منه أن يكفّ الانسان يده ، ويخزن لسانه ، ولا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن» .
فالنبي (ص) هنا يقدِّم لنا وصفة علاجية ناجحة للحسد ، في قوله «وينجِّي منه» ، فالنجاة من الحسد ترتكز على ثلاث ركائز
:
أ . كفّ اليد : أي أن لا يتحرك الحسد من حالة نفسية داخلية إلى ممارسة للعنف مع المحسود في الخارج ، كما فعل (قابيل) مع (هابيل) فقد بسط إليه يده ليقتله .
ب . حبس اللسان : فلا يطفح الحسد من الداخل إلى اللسان بكلمات الفحش والبذاءة والتسقيط والسُّباب والتشهير والغيبة والبهتان ، فتلك روائح منتنة لا تنبعث إلاّ من القلب الآسن الذي تنمو فيه طحالب الخبث والسوء والرذيلة والتشفّي .
ج . لا تكن غمّازاً:والغمز هو الطعن في سمعة وقدرات ومواهب المحسود من أجل إسقاطه في نظر الآخرين،لأنّ الحاسد يريد أيضاً أن يؤلّب غيره على محسوده حتى لا يبدو الحاسد الوحيد.
وقد طرح النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) العلاج المذكور بصيغة أخرى في حديث آخر ، حيث يقول : «وإذا حسدت فلا تبغِ» أي يجب أن لا يتطوّر الحسد لديك إلى حالة بغي وعدوان ومكيدة وحقد أعمى .
الخطوة الخامسة : واظب على العلاج .. واحمل نفسك على تطبيقه .. ولا تضع الدواء على الرف دون أن تستخدم منه شيئاً ، وإلاّ مكنتَ داء الحسد من أن يكون عقدة مستحكمة .
* المصدر : البلاغ
(1) النساء / 54 .
(2) قد يقول شاب أو فتاة إذا أدمنا النظر إلى مَنْ هم دوننا فإنّنا سوف لن نتطوّر ، وهذا الكلام صحيح على صعيد الفضائل الخُلقية والإرتقاء بالمستوى العلمي وتطوير الأداء العملي أمّا الماديات والشكليات فمن طبيعتها أنّها ترهق كواهلنا النفسيّة
فلنحرص على تعطيل الملامح القاسية من قلوبنا وترك الأخلاق الضارة من أرواحنا حتى تظهر جوارحنا، فالذنوب هي مصدر الشقاء والتعب الداخلي للانسان. فهذه الشوائب الفاسدة تؤلم الروح التي تتنفس الهواء الملوث من مساماتها الشفافة فتشقى، بينما صلاح النية وصفاء السلوك يطهران الأرواح فنراها تزغرد كالعصور كل صباح وحتى آخر اليوم، خفيفة، رقيقة، هادئة، متوازنة، مسالمة. فلو جاء الموت لهؤلاء البشر وهم على هذه الشاكلة فسيلقون الله بوجه صبوح كله نور وسلام، ولن يخشوا الموت حتى لو كان بعد ساعة، أو دقيقة لأنهم انتهجوا النهج السليم المعافى.
تعليق