الإنتفاع بالإمام الغائب عليه السلام
لقد وردت أحاديثمتعددة تذكر فوائد وجود الإمام الغائب عليه السلام ووجه الإنتفاع به ، وفيما يلي نذكر بعضها بالمناسبة :
1- عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنمه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم : هل ينتفع الشيعة بالقائم عليه السلام في غيبته؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( إي والذي بعثني بالنبوة ، إنهم لينتفعون به ، ويستضيئون بنور ولايته في غيبته ، كإنتفاع الناس بالشمس وإن جلّلها
السحاب) [1]
2- عن سليمان الأعمش عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( لم تخل الأرض – منذ خلق الله آدم – من حجة لله فيها ، ظاهر مشهور ، أو غائب مستور ، ولا تخلو – إلى أن تقوم الساعة – من حجّة لله فيها ، ولولا ذلك لم يعبد الله ) .
قال سليمان : فقلت – لصادق عليه السلام : فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور ؟
قال : ( كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب ) [2]
3- وروي مثل هذا الكلام ، عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام [3]
4- وقد ذكر في التوقيع الصادر من ناحية الإمام المهدي عليه السلام – إلى إسحاق بن يعقوب - : ( ... وأمّا وجه الإنتفاع بي في غيبتي فكالإنتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب ...) إلى آخره [4]
أقول : ما أعمق هذا التشبيه !!
وما أجمل وأكمل هذا التعبير !!
إن كان الناس – فيما مضي – لا يعرفون عن الشمس إلاّ أنها جرم سماوي ، يشرق على الأرض ، ويبتدأ النهار بشروقها ، وينتهي بغروبها ، وأنها تجفف الأجسام الرطبة ، وتبخر الماء ، وتولد الحرارة في الجوّ ، وأمثال ذلك ، فإنّ العلم الحديث – اليوم – إكتشف للشمس فوائد عظيمة ومنافع مهمة جدا .
هذا والموضوع يتطلب شيئا من التفصيل والتوضيح فنقول :
لقد عرفت أنّ الحديث – التي مرت عليك قبل لحظات – كانت مروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن ثلاثة من أئمة أهل البيت عليهم السلام وكلها تؤكد على حقيقة واحدة ، وبمضمون واحد ، وكأنها صادرة من نبع واحد .
وعرفت – أيضا – أنّ النبي والأئمة عليهم السلام يشبهون الإمام المهدي الغائب ، بالشمس المستور بالسحاب .
ونتساءل : لماذا لم يشبهوه بالقمر المستور بالسحاب ؟ مع العلم أنّ القمر له تأثير كثيرة في الأرض ، كالمدّ والجزر في البحار وما شابه .
الجواب : من الواضح أنّ الشمس تمتاز على القمر من عدّة جهات :
1- إنّ نور الشمس نابع من ذاتها ، بينما القمر يكتسب نوره من الشمس .
2- إن في أشعة الشمس فوائد كثيرة ليست في أشعة القمر .
3- إنّ دور الشمس – في المجموعة الشمسية – دور قيادي رئيسي، بخلاف القمر ، فإنه واحد من الكواكب التي تسبح في المجموعة .
وهناك جهات أخرى لا داعي لذكرها .
ونعود لنتساءل – مرة أخرى - : لماذا شبّهوا الإمام الغائب ، بالشمس؟
الجواب : إنّ المقام يتطلب شيئا من البحث عن الشمس وتأثيرها في الكرة الأرضية- بمقدار ما وصل إليه العلم الحديث – ولكن المجال لا يتسع بالمناسبة – مع رعاية الإختصار – حتي نعرف وجه الشبه بين الشمس والإمام المهدي – أوّلا- ثم نعرف وجه الشبه بين الشمس المستور بالسحاب وافمام الغائب- ثانيا – فنقول :
توجد في هذا الفضاء آلاف أو ملايين المجموعات الشمسية التي تسبح في هذا الجوّ الواسع الشاسع ، ولكل مجموعة من هذه المجموعات الشمسية مركز [5]
وتدور كواكب تلك المجموعة – في مداراتها – حول ذلك المركز ، بسرعة مدبّرة ومقدّرة ، وفي نفس الوقت يبتعد كل واحد من الكواكب عن المركز بمسافة معينة .
ومجموعتنا الشمسية – التي هي واحدة من ملايين المجموعات – لها مركز أيضا ، وهي الشمس ، وتدور حولها الكواكب ، وقد اشتهر – في الأوساط العلمية – أنّ مجموعتنا عبارة عن تسعة كواكب هي عطارد ، الزهر ، الأرض ، والمريخ ، والمشتري ، وزحل ، أورانوس ،نبتون ، بلوتو [6]
والنظام العجيب البديع الموجود في هذه المجموعة الشمسية ، والذي يحافظ على بقائها : هي الجاذبية التي أودعها الله – الحكيم المدبر الذي هو على كل شيء قدير – في مركز المجموعة فالمركز يجذب كل ما يدور حوله من الكواكب ، والكواكب تحاول الإلات والإبتعاد عن المركز بكل قوّة [7]
ولهذا فإنّ بقاء هذه المجموعة وانتظامهت وسيرها بضورة مدهشة ، إنم هو بسبب الجاذبية الموجودة في الشمس ، ولولا الجاذبية لإختل النظام ، واضطربت المجموعة ، وانتثرت الكواكب ، واصطدم بعضها ببعض ، وتلاشت في هذا الفضاء – الذي لا يعلم حدوده إلاّ الل- - وهلكت الكائنات وتبدّل الوجود إلى العدم والفناء . فسبحان من أمسك السماوات والأرض أن تزولا .
والله تعالى الذي جعل القوّة الجاذبة في الشمس ، جعل القوة المانعة الطاردة في كواكب المجموعة الشمسية ، فكل كوكب يحاول أن يبتعد عن الشمس ، بقوّة خارجة عن التصور ، ولكن الجاذبة الموجودة في الشمس تمنعه عن الهرب ، فلولا القوة الطاردة لإقتربت الكواكب كم الشمس واحترقت ، ولولا القوة الجاذبة في الشمس لتفرقت الكواكب وتبعثرت ، وخرجت عم مداراتها ، واختل نظامها ، وانعدمت الحياة إلى الأبد .
فالشمس أمان للمجموعة الشمسية من الفناء والزوال .
هذه لمحة خاطفة ، وشرح موجز، لتأثير الشمس في الكواكب التي تدور حولها ، ومنها الأرض ومن عليها وما عليها .
فانظر إلى أهمية هذا النجم المشرق الذي نراه كتلة ملتهبة ، ترسل أشعتها النافعة المفيدة إلى الأرض ، وتتفاعل – بأنواع التفاعلات- في الإنسان والحيوان والنبات والهواء والماء والتراب والجماد .
ومن الواضح أنّ السحاب لا تغيّر شيئا من تأثير الشمس ،وإنما يحجب الشمس عن الرؤية – في المنطقة التي تخيّم عليها السحاب – فقط .
ومن الطبيعي أنّ السحاب لا يتكوّن إلاّ من إشراق الشمس ، وأمطار لا تهطل إلاّ من السحاب ، فلولا الشمس ما كان سحاب ولا مطر ، ولا زرع زلا ضرع ، وكان مصيلرة الحياة معلوما .
فالإمام المهدي عليه السلام – الذي شبّهه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإمامان : السجّأد والصادق عليهما السلام بالشمس من وراء السحاب – هو الذي بوجوده يتنعّم البشر ، وتنتظم حياته ، وكل ذلك من فضل الله تعالى على رسول محمد وأهل بيته الطاهرين عليهم أفضل السلام .
وهو الذب تتفجّر منه الخيرات والبركات والألطاف الخفية والفيوضات المعنوية إلى الناس .
وهو المهيمن على الكون – بإذن الله تعالى – من وراء ستار الغيبة والإختفاء ، فهو يتصرف في الكائنات بصورة مستمرة ، ويملك كافة الصلاحية التي فوّضها الله إليه ، ولسيت حياته حياة العاجز الضعيف ، والذي لا يملك حولا ولا قوة ، ويكتفي بصلاته وصيامه ، ويقضي أوقاته في الصحاري والبرارى ، منعزلا عن الناس ، لا يعرف شيئا عن العابد والبلاد ، كلا .. وألف كلآ .
إنّ الإمام المهدي عليه السلام – بالرغم من غيبته التي ارادها الله له – ييمتع بقدرة من الله تمكنه من كل ما يريد ، وتوفر له جميع الوسائل اللآزمة .
وممّا لا شك فيه أنّ تصرفات الإمام المهدي وإنجازاته ، كلها مطابقة للحكمة والمصلحة ، وليست تابعة للهوي والميول النفسانية ، فيعطي ويمنع ، وينصر ويخذل ، ويفعل ويترك ، ويدعوا الله تعالى لهذا وذاك ، ويرشد الضال ، ويبرء المريض ، ويطلق لسان الأخرس ، ويظهر نفسه لهذا وذاك ، وتارة في العراق ، وأخرى في إيران ، ورمة في طريق الحجّ ، وأخرى في مكة والمدينة ومنى وعرفات ، وفي بعض الأحيان يري نفسه – لبعض الأفراد – في البحرين ، وفي بلاد القفقاس ، وغيرها من بقاع العالم . كل ذلك بقدرة الله تعالى وإذنه.
ايها القارئ الكريم : بعد هذا كله ، يتضح لك شيء من معنى الأحاديث التي شبهت الإمام المهدي الغئب ، بالشمسس –أولا – والحجوبة بالسحاب – ثانيا.
نعم ... ذلك هو الإمام الذي يختاره الله تعالى ... لا الذي يجتاره الناس .
ذلك الإمام هو خليفة رسول الله حقا ... لا كل من يدعي الخلافة .
ذلك الإمام هو المنصوب من عند الله تعالى ، لا كل من يسمي بالإمام .
لا كل من استلم الحكم والزعامة والقيادة . لا ... لا ... لا.
بل هو الإمام الذي تتوفر فيه جميع المؤهلات بجميع معني الكلمة ، ويجتمع في كل ما يحتاج إليه البشر ، بل كل ما تحتاج إليه الحياة ، بل كل ما يحتاج إليه الكون .
الإمام – الموصوف بهذه الأوصاف – أمان لأهل الأرض ، ووجوده سبب لبقاء الأرض ومن عليها ( بيمنه رزق الورى ، وبوجوده ثبت الأرض والسماء) .
ولعل بعض الناس يتصور أنّ في هذا الكلام شيئا من المبالغة والغلو والإسراف ، ولكن هذا التصور يزول ويتبخر إذا عرف أنّ عشرات الأحاديث الصحيحة – التي تقبل الشك ، المروية في كتب الحديث بظرق متعددة ، المتفق عليها بين الطزائف والمذاهب الإسلامية – تؤكد هذه الحقيقة . وإليك بعض تلك الأحاديث :
1- عن أياس بن سلمة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمّتي ) [8]
2- عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( النجوم أمان لأهل السماء ،فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون ، وأهل بيتي أمان لأمتي ، فإذا ذهب أهل بيتي اتاهم ما يوعدون ) [9]
3- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا هلك أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون ) [10]
4- عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وىله وسلم : ( النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل الأرض ، وأهل بيني أمان لأهل الأرض ، فإذا هذب أهل بيتي ذهب أهل الأرض ) [11]
5- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنّ الله جعل النجوم أمان لأهل السماء ،وجعل أهل بيتي أمان لأهل الأرض [12]
وتوجد طائفة أخري من الأحاديث المروية عن أئمة أهل البيت ‘ليهم السلام توضح هذا المعني أكثر وأكثر ، وإليك بعض تلك الأحاديث :
1- ورد في رسالة الإمام المهدي عليه السلام – إلى إسحاق بن يعقوب - : ( ... وإني لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ... ) [13]
2- قال الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام : ( نحن أئمة المسلمين ، وحجج الله على العالمين ، وسادة المؤمنين ، ... ونحن أمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه ، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها ، وبنا ينزل الغيث ، وتنشر الرحمة ، وتخرج بركات الأرض ، ولولا ما في الأرض منّا لساخت بأهلها ) [14]
3- قال الإمام محمد الباقر عليه السلام : ( ونحن أئمة الهدي ، ونحن الذين بنا ينزل الله الرحمة ، وبنا يسقون الغيث ، ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب ، فمن عرفنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو منّا وزإلينا ) [15]
4- كتب محمد بن إبراهيم رسالة إلى امام جعفر الصادق عليه السلاو جاء فيها : أخبرنا فضلكم أهل البيت ؟
فكتب الإمام عليه السلام في الجواب - : ( إنّ الكواكب جعلت في السماء أمانا لأهل السماء ، فإذا ذهبت نجوم السماء جاء أهل السماء ما كانوا يوعدون . وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : جعل أهل بيتي أمانا لأمتي ، فإذا ذهب أهل بيتي جاء أمتي ما كانوا يوعدون ) [16]
5- قال الإمام علي الرضا عليه السلام : ( نحن حجج الله في خلقه ، ... بنا يمسك الله السماوات والأرض أن تزولا ، وبنا ينزل الغيث ، وينشر الرحمة ، ولا تخلو الأرض من قائم منّا ظاهر أو خاف ، لو خلت يوما بغير حجّة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله ) [17]
6- عن سليمان الجعفري ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام فقلت : أتخلوا الأرض من حجّة ؟ فقال : ( لو خلت طرفة عين لساخت بأهلها ) [18]
7- قال الإمام محمد الباقر عليه السلام : ( لو بقيت الأرض – يوما – بلا إمام منّا لساخت بأهلها ، ولعذبهم اله بأشدّ عذابه .
إنّ الله – تبارك وتعالى – جعلنا حجّة في أرضه ، وأمانا في الأرض لأهل الأرض ، لم يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الأرض ما دمنا بين أظهرهم ، فإذا اراد الله أن يهلكهم ثم لا يمهلهم ولا ينظرهم .. ذهب بنا من بيهن ورفعنا إليه ، ثم يفعل الله ما يشاء ويحب ) [19]
8- قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : ( لولا من على الأرض من حجج الله لنفضت الأرض ما فيها وألقت ما عليها ، إنّ الأرض لا تخلو ساعة من الحجّة ) [20]
9- قال الإمام محمد الباقر عليه السلام : ( لو أنّ الإمام رفع من الأرض ساعة ... لما جت الأرض بأهلها كما يموج البحر بأهله ) [21]
10- سئل الإمام محمد الباقر عليه السلام : ( لأي شيء يحتاج إلى النبي والإمام ؟
فقال : ( لبقاء العالم على صلاحه ، وذلك أن الله عزّوجل يرفع العذاب عن أهل الأرذ إذا كان فيهم نبي أو إمام ، قال الله عزّ وجل : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ... ) [22] وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهبت النجوم أتي أهل السماء ما يكرهون ، وإذا ذهب أهل بيتي أتي أهل الأرض ما يكرهون ) ، يعني بأهل بيته : الأئمة الذين قرن الله طاعتهم بطاعته فقال : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) [23] وهم المعصومون المطهرون ، الذين لايذنبون ولا يعصون ، وهو المؤيدون الموفقون المسددون ، بهم يرزق الله عبده ، وبهم يعمر بلاده ، وبهم ينزل القطر من السماء وبهم تخرج بركات الأرض ، وبهم يمهل أهل المعاصي ولا يعجّل عليهم بالعقوبة والعذاب ، لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونهه ، ولا يفارقهم القرآن ولا يفارقونه ، صلوت الله عليهم ) [24] .
نكتفي بهذا المقدار من الأحاديث الشريفة .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] وفي نسخة : ( وإن تجللها سحاب ) . إكمال الدين ج1 ص 253 ، طبع طهران سنة 1395هـ
[2] إكمال الدين ج1 ص 207 . وفرائد السمطين للجويني الشافعي ج1 ص 46 طبع لبنان 1398 هـ
[3] الإمامة لأحمد محمود صبحي ص 413
[4] إكمال الدين للشيخ الثدوق ج2 ص 485! وكتب الغيبة للشيخ الطوسي ص 177.
[5] ملاحظة : في علم الفضاء والفلك يعبر عن مركز المجموعة بـ ( النجم ) وهو الذي يضيء بذاته ويعبر عمّا يدور في المجموعة بـ ( الكوكب )
[6] ننبّه القارئ بأنّ هناك أجرام سماوية تدور حول بعض كواكب المجموعة ، ويعبر عنها – في علم الفلك بـ ( الأقمار التوابع ) ، كالقمر الذي يدور حول الأرض . ولا يأتي في عداد كواكب المجموعة .
[7] يعبّر عن هذ القوّة بـ ( القوة الطاردة ) .
[8] الجامع الصغير للسيوطي ج2 ص 189 ، ذخائر العقبي ص 17 طبع مصر 1356هـ ، منتخب كنز العمال للمتقي الهندي ج5 ص 92 ، فرائد السمطين للجويني ج2 ص 241 طبع لبنان 1400هـ ، الصواعق المحرقة لإبن حجر ص 185، وبحار الأنوار للمجلسي ج27 ص 309 وغيرها من عشرات المصادر .
[9] مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري الحنفي ج2ص 448، منتخب كنز العمال للمتقي المهندي
[10] الصواعق المحرقة لإبن حجر الهيثمي الشافعي ص 150
[11] الصواعق المحرقة ص 150 ، وارخجه أحمد بن حنبل في كتاب المناقب ، بحار الأنوار للشيخ المجلسي ج27 ص 310 نقلا عن إكمال الدين ، ورواه الطبري الشافعي في كتابه ( ذخائر العقبي ) ص 17 طبع مصر 1356 ، رشفة الصادي لأبي بكر الحضرمي ص 78، وغسعاف الراغبين للصبيان ص 144 فرائد السمطين ج2 ص 253 وغيرهم .
[12] مجمع البيان للطبرسي ، في تفسير الآية 16 من سورة النحل
[13] إكمال الدين ج2 ص 485 ، وكتاب الغيبة للطوسي ص 177 ، وكتب الإحتجاج للطبرسي ج2 ص 471 .
[14] فرائد السمطين للجويني الشافعي ج1 ص 45-463، طبع لبنان 1398 هـ ، ورواه القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص 21 ، والصدوق في إكمال الدين ج1 ص 207 ، والطبرسي في الإحتجاج ج2 ص 317 .
[15] إكمال الدين ج1 ص 205 ، فرائد السمطين للجزيبني الشافعي ج2 ص 253-254
[16] إكال الدين ج1 ص 205
[17] ماج : أضطرب . إكمال الدين ج1 ص 202-203
[18] إكمال الدين ج1 ص 204
[19] إكال الدين ج1 ص 204
[20] إكمال الدين ج1 ص 202
[21] إكمال الدين ج1 ص 202 ، كتاب أصول الكافي لشيخ الكليني ج1 ص 179، طبع طهران 1388هـ ، وكتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني ص 139، طبع طهران سنة 1397هـ .
[22] سورة الأنفال الآية 33
[23] سورة النساء الآية 59
[24] علل الشرائع للشيخ الصدوق ص 52
لقد وردت أحاديثمتعددة تذكر فوائد وجود الإمام الغائب عليه السلام ووجه الإنتفاع به ، وفيما يلي نذكر بعضها بالمناسبة :
1- عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنمه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم : هل ينتفع الشيعة بالقائم عليه السلام في غيبته؟
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( إي والذي بعثني بالنبوة ، إنهم لينتفعون به ، ويستضيئون بنور ولايته في غيبته ، كإنتفاع الناس بالشمس وإن جلّلها
السحاب) [1]
2- عن سليمان الأعمش عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( لم تخل الأرض – منذ خلق الله آدم – من حجة لله فيها ، ظاهر مشهور ، أو غائب مستور ، ولا تخلو – إلى أن تقوم الساعة – من حجّة لله فيها ، ولولا ذلك لم يعبد الله ) .
قال سليمان : فقلت – لصادق عليه السلام : فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور ؟
قال : ( كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب ) [2]
3- وروي مثل هذا الكلام ، عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام [3]
4- وقد ذكر في التوقيع الصادر من ناحية الإمام المهدي عليه السلام – إلى إسحاق بن يعقوب - : ( ... وأمّا وجه الإنتفاع بي في غيبتي فكالإنتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب ...) إلى آخره [4]
أقول : ما أعمق هذا التشبيه !!
وما أجمل وأكمل هذا التعبير !!
إن كان الناس – فيما مضي – لا يعرفون عن الشمس إلاّ أنها جرم سماوي ، يشرق على الأرض ، ويبتدأ النهار بشروقها ، وينتهي بغروبها ، وأنها تجفف الأجسام الرطبة ، وتبخر الماء ، وتولد الحرارة في الجوّ ، وأمثال ذلك ، فإنّ العلم الحديث – اليوم – إكتشف للشمس فوائد عظيمة ومنافع مهمة جدا .
هذا والموضوع يتطلب شيئا من التفصيل والتوضيح فنقول :
لقد عرفت أنّ الحديث – التي مرت عليك قبل لحظات – كانت مروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن ثلاثة من أئمة أهل البيت عليهم السلام وكلها تؤكد على حقيقة واحدة ، وبمضمون واحد ، وكأنها صادرة من نبع واحد .
وعرفت – أيضا – أنّ النبي والأئمة عليهم السلام يشبهون الإمام المهدي الغائب ، بالشمس المستور بالسحاب .
ونتساءل : لماذا لم يشبهوه بالقمر المستور بالسحاب ؟ مع العلم أنّ القمر له تأثير كثيرة في الأرض ، كالمدّ والجزر في البحار وما شابه .
الجواب : من الواضح أنّ الشمس تمتاز على القمر من عدّة جهات :
1- إنّ نور الشمس نابع من ذاتها ، بينما القمر يكتسب نوره من الشمس .
2- إن في أشعة الشمس فوائد كثيرة ليست في أشعة القمر .
3- إنّ دور الشمس – في المجموعة الشمسية – دور قيادي رئيسي، بخلاف القمر ، فإنه واحد من الكواكب التي تسبح في المجموعة .
وهناك جهات أخرى لا داعي لذكرها .
ونعود لنتساءل – مرة أخرى - : لماذا شبّهوا الإمام الغائب ، بالشمس؟
الجواب : إنّ المقام يتطلب شيئا من البحث عن الشمس وتأثيرها في الكرة الأرضية- بمقدار ما وصل إليه العلم الحديث – ولكن المجال لا يتسع بالمناسبة – مع رعاية الإختصار – حتي نعرف وجه الشبه بين الشمس والإمام المهدي – أوّلا- ثم نعرف وجه الشبه بين الشمس المستور بالسحاب وافمام الغائب- ثانيا – فنقول :
توجد في هذا الفضاء آلاف أو ملايين المجموعات الشمسية التي تسبح في هذا الجوّ الواسع الشاسع ، ولكل مجموعة من هذه المجموعات الشمسية مركز [5]
وتدور كواكب تلك المجموعة – في مداراتها – حول ذلك المركز ، بسرعة مدبّرة ومقدّرة ، وفي نفس الوقت يبتعد كل واحد من الكواكب عن المركز بمسافة معينة .
ومجموعتنا الشمسية – التي هي واحدة من ملايين المجموعات – لها مركز أيضا ، وهي الشمس ، وتدور حولها الكواكب ، وقد اشتهر – في الأوساط العلمية – أنّ مجموعتنا عبارة عن تسعة كواكب هي عطارد ، الزهر ، الأرض ، والمريخ ، والمشتري ، وزحل ، أورانوس ،نبتون ، بلوتو [6]
والنظام العجيب البديع الموجود في هذه المجموعة الشمسية ، والذي يحافظ على بقائها : هي الجاذبية التي أودعها الله – الحكيم المدبر الذي هو على كل شيء قدير – في مركز المجموعة فالمركز يجذب كل ما يدور حوله من الكواكب ، والكواكب تحاول الإلات والإبتعاد عن المركز بكل قوّة [7]
ولهذا فإنّ بقاء هذه المجموعة وانتظامهت وسيرها بضورة مدهشة ، إنم هو بسبب الجاذبية الموجودة في الشمس ، ولولا الجاذبية لإختل النظام ، واضطربت المجموعة ، وانتثرت الكواكب ، واصطدم بعضها ببعض ، وتلاشت في هذا الفضاء – الذي لا يعلم حدوده إلاّ الل- - وهلكت الكائنات وتبدّل الوجود إلى العدم والفناء . فسبحان من أمسك السماوات والأرض أن تزولا .
والله تعالى الذي جعل القوّة الجاذبة في الشمس ، جعل القوة المانعة الطاردة في كواكب المجموعة الشمسية ، فكل كوكب يحاول أن يبتعد عن الشمس ، بقوّة خارجة عن التصور ، ولكن الجاذبة الموجودة في الشمس تمنعه عن الهرب ، فلولا القوة الطاردة لإقتربت الكواكب كم الشمس واحترقت ، ولولا القوة الجاذبة في الشمس لتفرقت الكواكب وتبعثرت ، وخرجت عم مداراتها ، واختل نظامها ، وانعدمت الحياة إلى الأبد .
فالشمس أمان للمجموعة الشمسية من الفناء والزوال .
هذه لمحة خاطفة ، وشرح موجز، لتأثير الشمس في الكواكب التي تدور حولها ، ومنها الأرض ومن عليها وما عليها .
فانظر إلى أهمية هذا النجم المشرق الذي نراه كتلة ملتهبة ، ترسل أشعتها النافعة المفيدة إلى الأرض ، وتتفاعل – بأنواع التفاعلات- في الإنسان والحيوان والنبات والهواء والماء والتراب والجماد .
ومن الواضح أنّ السحاب لا تغيّر شيئا من تأثير الشمس ،وإنما يحجب الشمس عن الرؤية – في المنطقة التي تخيّم عليها السحاب – فقط .
ومن الطبيعي أنّ السحاب لا يتكوّن إلاّ من إشراق الشمس ، وأمطار لا تهطل إلاّ من السحاب ، فلولا الشمس ما كان سحاب ولا مطر ، ولا زرع زلا ضرع ، وكان مصيلرة الحياة معلوما .
فالإمام المهدي عليه السلام – الذي شبّهه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإمامان : السجّأد والصادق عليهما السلام بالشمس من وراء السحاب – هو الذي بوجوده يتنعّم البشر ، وتنتظم حياته ، وكل ذلك من فضل الله تعالى على رسول محمد وأهل بيته الطاهرين عليهم أفضل السلام .
وهو الذب تتفجّر منه الخيرات والبركات والألطاف الخفية والفيوضات المعنوية إلى الناس .
وهو المهيمن على الكون – بإذن الله تعالى – من وراء ستار الغيبة والإختفاء ، فهو يتصرف في الكائنات بصورة مستمرة ، ويملك كافة الصلاحية التي فوّضها الله إليه ، ولسيت حياته حياة العاجز الضعيف ، والذي لا يملك حولا ولا قوة ، ويكتفي بصلاته وصيامه ، ويقضي أوقاته في الصحاري والبرارى ، منعزلا عن الناس ، لا يعرف شيئا عن العابد والبلاد ، كلا .. وألف كلآ .
إنّ الإمام المهدي عليه السلام – بالرغم من غيبته التي ارادها الله له – ييمتع بقدرة من الله تمكنه من كل ما يريد ، وتوفر له جميع الوسائل اللآزمة .
وممّا لا شك فيه أنّ تصرفات الإمام المهدي وإنجازاته ، كلها مطابقة للحكمة والمصلحة ، وليست تابعة للهوي والميول النفسانية ، فيعطي ويمنع ، وينصر ويخذل ، ويفعل ويترك ، ويدعوا الله تعالى لهذا وذاك ، ويرشد الضال ، ويبرء المريض ، ويطلق لسان الأخرس ، ويظهر نفسه لهذا وذاك ، وتارة في العراق ، وأخرى في إيران ، ورمة في طريق الحجّ ، وأخرى في مكة والمدينة ومنى وعرفات ، وفي بعض الأحيان يري نفسه – لبعض الأفراد – في البحرين ، وفي بلاد القفقاس ، وغيرها من بقاع العالم . كل ذلك بقدرة الله تعالى وإذنه.
ايها القارئ الكريم : بعد هذا كله ، يتضح لك شيء من معنى الأحاديث التي شبهت الإمام المهدي الغئب ، بالشمسس –أولا – والحجوبة بالسحاب – ثانيا.
نعم ... ذلك هو الإمام الذي يختاره الله تعالى ... لا الذي يجتاره الناس .
ذلك الإمام هو خليفة رسول الله حقا ... لا كل من يدعي الخلافة .
ذلك الإمام هو المنصوب من عند الله تعالى ، لا كل من يسمي بالإمام .
لا كل من استلم الحكم والزعامة والقيادة . لا ... لا ... لا.
بل هو الإمام الذي تتوفر فيه جميع المؤهلات بجميع معني الكلمة ، ويجتمع في كل ما يحتاج إليه البشر ، بل كل ما تحتاج إليه الحياة ، بل كل ما يحتاج إليه الكون .
الإمام – الموصوف بهذه الأوصاف – أمان لأهل الأرض ، ووجوده سبب لبقاء الأرض ومن عليها ( بيمنه رزق الورى ، وبوجوده ثبت الأرض والسماء) .
ولعل بعض الناس يتصور أنّ في هذا الكلام شيئا من المبالغة والغلو والإسراف ، ولكن هذا التصور يزول ويتبخر إذا عرف أنّ عشرات الأحاديث الصحيحة – التي تقبل الشك ، المروية في كتب الحديث بظرق متعددة ، المتفق عليها بين الطزائف والمذاهب الإسلامية – تؤكد هذه الحقيقة . وإليك بعض تلك الأحاديث :
1- عن أياس بن سلمة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمّتي ) [8]
2- عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( النجوم أمان لأهل السماء ،فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون ، وأهل بيتي أمان لأمتي ، فإذا ذهب أهل بيتي اتاهم ما يوعدون ) [9]
3- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا هلك أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون ) [10]
4- عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وىله وسلم : ( النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل الأرض ، وأهل بيني أمان لأهل الأرض ، فإذا هذب أهل بيتي ذهب أهل الأرض ) [11]
5- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنّ الله جعل النجوم أمان لأهل السماء ،وجعل أهل بيتي أمان لأهل الأرض [12]
وتوجد طائفة أخري من الأحاديث المروية عن أئمة أهل البيت ‘ليهم السلام توضح هذا المعني أكثر وأكثر ، وإليك بعض تلك الأحاديث :
1- ورد في رسالة الإمام المهدي عليه السلام – إلى إسحاق بن يعقوب - : ( ... وإني لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ... ) [13]
2- قال الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام : ( نحن أئمة المسلمين ، وحجج الله على العالمين ، وسادة المؤمنين ، ... ونحن أمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه ، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها ، وبنا ينزل الغيث ، وتنشر الرحمة ، وتخرج بركات الأرض ، ولولا ما في الأرض منّا لساخت بأهلها ) [14]
3- قال الإمام محمد الباقر عليه السلام : ( ونحن أئمة الهدي ، ونحن الذين بنا ينزل الله الرحمة ، وبنا يسقون الغيث ، ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب ، فمن عرفنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو منّا وزإلينا ) [15]
4- كتب محمد بن إبراهيم رسالة إلى امام جعفر الصادق عليه السلاو جاء فيها : أخبرنا فضلكم أهل البيت ؟
فكتب الإمام عليه السلام في الجواب - : ( إنّ الكواكب جعلت في السماء أمانا لأهل السماء ، فإذا ذهبت نجوم السماء جاء أهل السماء ما كانوا يوعدون . وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : جعل أهل بيتي أمانا لأمتي ، فإذا ذهب أهل بيتي جاء أمتي ما كانوا يوعدون ) [16]
5- قال الإمام علي الرضا عليه السلام : ( نحن حجج الله في خلقه ، ... بنا يمسك الله السماوات والأرض أن تزولا ، وبنا ينزل الغيث ، وينشر الرحمة ، ولا تخلو الأرض من قائم منّا ظاهر أو خاف ، لو خلت يوما بغير حجّة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله ) [17]
6- عن سليمان الجعفري ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام فقلت : أتخلوا الأرض من حجّة ؟ فقال : ( لو خلت طرفة عين لساخت بأهلها ) [18]
7- قال الإمام محمد الباقر عليه السلام : ( لو بقيت الأرض – يوما – بلا إمام منّا لساخت بأهلها ، ولعذبهم اله بأشدّ عذابه .
إنّ الله – تبارك وتعالى – جعلنا حجّة في أرضه ، وأمانا في الأرض لأهل الأرض ، لم يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الأرض ما دمنا بين أظهرهم ، فإذا اراد الله أن يهلكهم ثم لا يمهلهم ولا ينظرهم .. ذهب بنا من بيهن ورفعنا إليه ، ثم يفعل الله ما يشاء ويحب ) [19]
8- قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : ( لولا من على الأرض من حجج الله لنفضت الأرض ما فيها وألقت ما عليها ، إنّ الأرض لا تخلو ساعة من الحجّة ) [20]
9- قال الإمام محمد الباقر عليه السلام : ( لو أنّ الإمام رفع من الأرض ساعة ... لما جت الأرض بأهلها كما يموج البحر بأهله ) [21]
10- سئل الإمام محمد الباقر عليه السلام : ( لأي شيء يحتاج إلى النبي والإمام ؟
فقال : ( لبقاء العالم على صلاحه ، وذلك أن الله عزّوجل يرفع العذاب عن أهل الأرذ إذا كان فيهم نبي أو إمام ، قال الله عزّ وجل : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ... ) [22] وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهبت النجوم أتي أهل السماء ما يكرهون ، وإذا ذهب أهل بيتي أتي أهل الأرض ما يكرهون ) ، يعني بأهل بيته : الأئمة الذين قرن الله طاعتهم بطاعته فقال : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) [23] وهم المعصومون المطهرون ، الذين لايذنبون ولا يعصون ، وهو المؤيدون الموفقون المسددون ، بهم يرزق الله عبده ، وبهم يعمر بلاده ، وبهم ينزل القطر من السماء وبهم تخرج بركات الأرض ، وبهم يمهل أهل المعاصي ولا يعجّل عليهم بالعقوبة والعذاب ، لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونهه ، ولا يفارقهم القرآن ولا يفارقونه ، صلوت الله عليهم ) [24] .
نكتفي بهذا المقدار من الأحاديث الشريفة .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] وفي نسخة : ( وإن تجللها سحاب ) . إكمال الدين ج1 ص 253 ، طبع طهران سنة 1395هـ
[2] إكمال الدين ج1 ص 207 . وفرائد السمطين للجويني الشافعي ج1 ص 46 طبع لبنان 1398 هـ
[3] الإمامة لأحمد محمود صبحي ص 413
[4] إكمال الدين للشيخ الثدوق ج2 ص 485! وكتب الغيبة للشيخ الطوسي ص 177.
[5] ملاحظة : في علم الفضاء والفلك يعبر عن مركز المجموعة بـ ( النجم ) وهو الذي يضيء بذاته ويعبر عمّا يدور في المجموعة بـ ( الكوكب )
[6] ننبّه القارئ بأنّ هناك أجرام سماوية تدور حول بعض كواكب المجموعة ، ويعبر عنها – في علم الفلك بـ ( الأقمار التوابع ) ، كالقمر الذي يدور حول الأرض . ولا يأتي في عداد كواكب المجموعة .
[7] يعبّر عن هذ القوّة بـ ( القوة الطاردة ) .
[8] الجامع الصغير للسيوطي ج2 ص 189 ، ذخائر العقبي ص 17 طبع مصر 1356هـ ، منتخب كنز العمال للمتقي الهندي ج5 ص 92 ، فرائد السمطين للجويني ج2 ص 241 طبع لبنان 1400هـ ، الصواعق المحرقة لإبن حجر ص 185، وبحار الأنوار للمجلسي ج27 ص 309 وغيرها من عشرات المصادر .
[9] مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري الحنفي ج2ص 448، منتخب كنز العمال للمتقي المهندي
[10] الصواعق المحرقة لإبن حجر الهيثمي الشافعي ص 150
[11] الصواعق المحرقة ص 150 ، وارخجه أحمد بن حنبل في كتاب المناقب ، بحار الأنوار للشيخ المجلسي ج27 ص 310 نقلا عن إكمال الدين ، ورواه الطبري الشافعي في كتابه ( ذخائر العقبي ) ص 17 طبع مصر 1356 ، رشفة الصادي لأبي بكر الحضرمي ص 78، وغسعاف الراغبين للصبيان ص 144 فرائد السمطين ج2 ص 253 وغيرهم .
[12] مجمع البيان للطبرسي ، في تفسير الآية 16 من سورة النحل
[13] إكمال الدين ج2 ص 485 ، وكتاب الغيبة للطوسي ص 177 ، وكتب الإحتجاج للطبرسي ج2 ص 471 .
[14] فرائد السمطين للجويني الشافعي ج1 ص 45-463، طبع لبنان 1398 هـ ، ورواه القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص 21 ، والصدوق في إكمال الدين ج1 ص 207 ، والطبرسي في الإحتجاج ج2 ص 317 .
[15] إكمال الدين ج1 ص 205 ، فرائد السمطين للجزيبني الشافعي ج2 ص 253-254
[16] إكال الدين ج1 ص 205
[17] ماج : أضطرب . إكمال الدين ج1 ص 202-203
[18] إكمال الدين ج1 ص 204
[19] إكال الدين ج1 ص 204
[20] إكمال الدين ج1 ص 202
[21] إكمال الدين ج1 ص 202 ، كتاب أصول الكافي لشيخ الكليني ج1 ص 179، طبع طهران 1388هـ ، وكتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني ص 139، طبع طهران سنة 1397هـ .
[22] سورة الأنفال الآية 33
[23] سورة النساء الآية 59
[24] علل الشرائع للشيخ الصدوق ص 52
تعليق