لقاء مع كريمة الشيخ أحمد الوائلي (رحمه الله )

هي إحدى النساء في هذا البلد الطيب ... ممن ينتسبنّ الى رجال كان لأصواتهم رجع بعيد .. دخل كل المنازل ، نال احترام الجميع .. وجدناها في منزلها ، أم تحمل
في ثنايا القلب روحاً حانية ، شاعرة تحترق الكلمات في فكرها لتستحيل اشعاراً ... لا تخبو لديها شعلة الفكر لكن تتوهج ، انها السيدة فاطمة أحمد حسون الوائلي
كريمة الشيخ الجليل الدكتور أحمد الوائلي تغمد الله روحه برحمته الواسعة .
نبدأ اللقاء مع ضيفتنا فنسألها أولاً :
س / السيدة ( أم حيدر) نرجو ان تقدمي لنا بطاقتك الشخصية ?
· اسمي فاطمة أحمد حسون الوائلي ، من مواليد النجف الاشرف عام 1950 م في محلة العمارة متزوجة من السيد حسين أحمد الطالقاني مدرس رياضيات ، أكملت دراستي المتوسطة في متوسطة النجف تسلسلي بين أخواني الرابعة الكبيرة مائدة ( أم حسين) تسكن في بغداد ، واثنتان توفيتا وانا الرابعة أم لخمسة أولاد وبنت واحدة تزوجت في عمر السادسة عشر .
س/ كيف كان تأثير الوالد في حياة السيدة ( أم حيدر) ؟
· كان الاثر الفكري للوالد واضحاً في حياتنا رغم ان لقاءاتنا كانت قليلة بسبب انشغاله الدائم بالمجالس ومتابعاته العلمية المستمرة أ أنا تزوجت في سن السادسة عشر ولا أتذكر اني التقيت به كثيراً كان (رحمه الله) دائم السفر للعمل أو الدراسة ، وأقول ان الفترة الوحيدة التي كنت على مقربة من والدي كانت في فترة مرضهِ ، فقد قضيت معه مدة سبعة أشهر في مستشفى الجامعة الامريكية في بيروت ، كان يأخذ جرعات العلاج الكيمياوي في بيروت ثم نعود الى دمشق ، وأعتبر تلك الفترة من حيث لقائي المباشر مع الوالد من أجمل الفترات في عمري .
س / ما الذي أكتسبته السيدة فاطمة الوائلي من الوالد ؟
· كان الوالد بحق معيناً ثراً ، نهلت من علمه واخلاقه الكثير وأحسُ الى الآن اني بحاجة ماسة الى المزيد ، كان يُعينني كثيراً ، رغم لقاءاتنا القصيرة معه ، وغالباً ما تكون في أيام الجمع في الاسبوع اذ أكون في زيارة للاهل كان يفسر ويوضح لي ما يشكل عليّ من أمور وقضايا مختلفة كان محللاً مفسراً ، وهنا تكمل السيدة بألم : كان الوالد (رحمه الله ) مدرسة ! .
س / سيدتي الكريمة أم حيدر ما هي أهم نشاطاتكم ؟
· لم تكن الظروف في زمن الطغيان والظلم تسمح لنا بممارسة نشاطاتنا التي كنا نأمل ان نقوم بها ، فقد كانت المضايقات من رجال الامن مستمرة ، فالمنزل كان دائماً تحت المراقبة ، ولكننا رغم ذلك كنا نقدم دروساً دينية للاخوات المؤمنات ، فقد أفتتحت في منزلي دراسات للقرآن الكريم كانت الاخوات يحضرنّ المصاحف فنقرأ القرآن معاً ونفسّر أو نشرح كل ما يحتاج الى التفسير أو الشرح ، كما أقدم لهنّ اجابات على بعض الاسئلة الدينية والشرعية الخاصة بالمرأة ، وكذلك أحكام التلاوة بالاضافة الى المحاضرات الاخلاقية وكانت تلك الدروس تتركز في شهر رمضان .
س / متى بدأت رحلة الدروس ؟
· بدأت ما بين 1985 و 1986م .
س/ مع من مِن الشرائح النسوية كان يدور درسك ؟
· كانت النسوة اللائي يحضرن الدرس من شرائح مختلفة فيهنّ ربات البيوت وفيهن الطبيبة والمدرسة وجمع من النساء العوام فلم أكن أقتصر على شريحة معينة من النساء ...
س/ سمعنا ان لديك محاضرات أخلاقية دينية ؟ أين ومتى ؟
· نعم ، كانت لدي محاضرات في مدرسة دار الحكمة النسوية ، التابع لدائرة شؤون المرأة / مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي وهما في الواقع محاضرتين في الاسبوع وهي دروس أخلاقية أعتمد فيها على ( مرآة الرشاد ) اذ تجتمع الطالبات في قاعة كبيرة موحدة لألقي المحاضرة على الجميع لأن صحتي لا تحتمل أكثر من ذلك ثم طلبوا ان تكون المحاضرات يومية ولكل قسم منها ولكني أعتذرت لأسباب صحية ، فانا بحاجة الى إجراء عملية لعيني ، وكنت أتمنى ان أكون بصحة جيدة وكنت أتمنى لو كانت هذه الاجواء في زمن قبل هذا الزمن ، لأقدم من العطاء ما أتمكن لنساء شعبنا الجريح ، ولأولادي خدمة للاسلام والمجتمع ....
س/ سيدتي الفاضلة هل لديك مؤلفات ؟
· هنا تبتسم أم حيدر بهدوء وتجيب : الشيء الوحيد الذي أعاني منه انني لا أنظم أوراقي ولا أحبذ النشر ، وغالباً ما تمتد يدي الى أية قصاصة من ورق أو صحيفة اذا أحسست بحاجة الى الكتابة . وأقول لكم شيئاً لطيفاً : لدي صندوق مليء بالكتابات الشعرية والدينية والاخلاقية تسلط عليها فأر فأتلف كل ما فيها .
س/ سمعنا انك شاعرة ما حقيقة هذا القول ؟
· نعم لدي ميول شعرية ، كانت بدايتي عام 1976 م ، لدي كتابات أسميها محاولات شعرية ، أضع فيها غالباً ما يختلج في داخلي في لحظة شعورية خاصة .
س/ متى كانت البداية ؟
· كانت البداية في قصيدة اسميتها ( الغربة المقيتة) كتبتها في الجزائر أثناء سفري الى هناك مع زوجي في رحلة أيفاد لمدة أربع سنوات .
س/ أي نوع من الشعر تكتب السيدة فاطمة الوائلي ؟
· أجد نفسي في الشعر الشعبي ، أكثر مما أجده في المقفى والحر ، أرى الشعر الشعبي قريباً الى نفسي مؤدياً للغرض ،كما آراه معبراً صادقاً عن أفكاري ومشاعري .
س/ من الذي يساعدك في الكتابة ؟
· ما أكتبه هو محاولات شعرية ، أضع فيها ما يعتريني من أحاسيس مختلفة ، وليس هناك من يساعدني في الكتابة .
س/ من هو الرفيق الدائم للسيدة أم حيدر الوائلي ؟
· القرآن الكريم ، القلم والورق ، النصيحة ، مساعدة الفقراء ، كل ما آراه جميلاً أحاول مرافقته في حياتي .
س/ لننتقل الى عائلة السيدة أم حيدر فنسأل ما عدد افراد أسرتك؟ وما هو تحصيلهم العلمي ؟
· لدي خمسة أولاد وبنت واحدة ، الأولاد هم حيدر أكمل دراسته الجامعية في كلية التربية قسم الفيزياء في محافظة البصرة وقد رُقِّن قيده في زمن الطاغية بسبب انتماءه العائلي ، مضر اختصاص فقه خريج كلية الشريعة سابقاً ، نزار مهندس ، يسار كلية الصيدلة ، عمار كلية الآداب ، أما ابنتي صبا فلم تكمل دراستها اذ أكملت الدراسة المتوسطة ثم تزوجت في عمر السادسة عشر .
س / ماذا تقولين في المرأة ؟
· المرأة تمثل نصف المجتمع والركيزة الأولى ، وهي المدرسة التي تتخرج على يدها الأجيال وأتمنى من الأمهات والأخوات وغيرهنّ أن يقدّرن حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهن في تربية الأبناء وتوجيههم للسبل الكفيلة بحمايتهم من الأخلاق والممارسات المذمومة .
س/ ما هو رأيك في المرأة العاملة ؟
· لا يوجد فرق بين المرأة العاملة وغيرها فيما لو تمكنت من التوفيق بين مسؤوليتها في المنزل وخارجه . وأرى ان على المرأة اذا كان عملها خارج المنزل هامشياً ليس له دور اجتماعي مهم في حياتها أو حياة الاخرين عليها ان تكتفي بالعمل المنزلي ، فتسهر على تربية أبنائها وتنشئتهم نشأة حسنة يرتضيها الباري عزوجل ومؤسساتنا اليوم بحاجة الى نساء ذوات كفاءات عالية ينهضنّ بالواقع العراقي الحالي بما يناسب معطياتها وطبيعة تركيبتها الخاصة .
س / نصيحة تقدميها للمرأة العراقية ؟· على المرأة ان لا تنسى انها خُلقت أمرأة لها كينونتها الخاصة ، فاذا كان تواجدها في الساحة ضروري فيجب ان يكون ذلك بما يناسبها .
س / ( من أحضان المرأة يعرج الرجال الى السماء ) هذه مقولة للامام الخميني (قدس) ماذا تقولين فيها ؟
· ان مصداق هذا الكلام هو قولنا دائماً خلف كل رجل عظيم امرأة عظيمة ! وحقاً فمن حضن آمنة عرج الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) ومن حضن فاطمة عليها السلام عرج الحسن والحسين عليهما السلام ومن حضن فاطمة بنت أسد عرج الامام علي (عليه السلام) .
س/ ما هو تصورك عن مستقبل العراق ؟
· المستقبل مجهول فلا يعلم الغيب الا الباري عزوجل ، كما ان جروح الماضي ما زالت تنزف وقد ضيعت الكثير من الاحلام والامنيات الجميلة ، ولا يمكن ان ننسى اننا نعيش مرحلة احتلال أجنبي يفتقر الى جميع المفاهيم الانسانية النبيلة ، فهو يحاول الآن التسلط ونهب أكبر قدر ممكن من ثروات هذا البلد الجريح الذي عانى كل أنواع الظلم والاضطهاد ، والحقيقة يعز عليّ ان أرى بلدي محطماً بعد هذه الحروب التي تعرض لها ولكن أملنا كبير بأبنائه المخلصين المضحين وندعو من العلي القدير ان يوفقهم لأخذ مواقفهم المناسبة لخدمة الشعب ، كما يحزنني جداً ان أبناء الشيعة بالذات كانوا محاربين ولم يأخذوا دورهم في ادارة البلاد والآن نرجو من الباري عزوجل ان يجدوا ما يطمحون اليه .
س/ ما هو رأيكم بدور المرجعية الدينية في ظل الاوضاع الراهنة ؟
· انه دور مشرف ، لا ننسى ان الكثير من الامور الهامة والحساسة تخفى علينا نحن عامة الشعب ولكن المرجعية على علم بملابسات الامور لهذا فانهم دائماً يفكرون بطريقة تختلف احياناً عن تصورنا ولكن هذا برأيي نابع من تفكير عميق بعواقب الامور ، وأرى ان الشيء الجوهري والمهم الآن هو الحفاظ على الوحدة بين العلماء الاجلاء كما هو مهم جداً بين أبناء الشعب ، علينا جميعاً ان نكو يداً واحدة لدرء الخطر الذي يحيق بنا المتمثل بالمحتل والطامع ، الذي ستهيأ له الفرقة بيننا السبيل الى تنفيذ مخططاته المجحفة الجائرة .
س/ بماذا تتفاءل السيدة فاطمة الوائلي ؟
· بكل شيء جميل ، بابتسامة الطفل الصغير ، ببلدي وأنا أراه يحاول ان يلملم جراحه ويداويها ، حينما أراه ينفض عنه غبار الالم ويتطلع الى مستقبل أجمل، أتفاءل خيراً حينما ارى ان بناتي فتياتنا العزيزات في وطني الغالي يلتزمن الحشمة والوقار ويبحثنّ عن الثقافة الحقة التي تمثل سلاحاً وعلاجاً ناجحاً لكل الامراض العقلية والنفسية فتأخذ دورها الصحيح في حدود ما يرتضيه ديننا الحنيف ، ويثلج صدري حينما ارى وطني بخير ، افرح ممتنة للعزيز المعز الكريم حينما ارى الشيعة يأخذون موقعهم المناسب .
المصــــدر
هي إحدى النساء في هذا البلد الطيب ... ممن ينتسبنّ الى رجال كان لأصواتهم رجع بعيد .. دخل كل المنازل ، نال احترام الجميع .. وجدناها في منزلها ، أم تحمل
في ثنايا القلب روحاً حانية ، شاعرة تحترق الكلمات في فكرها لتستحيل اشعاراً ... لا تخبو لديها شعلة الفكر لكن تتوهج ، انها السيدة فاطمة أحمد حسون الوائلي
كريمة الشيخ الجليل الدكتور أحمد الوائلي تغمد الله روحه برحمته الواسعة .
نبدأ اللقاء مع ضيفتنا فنسألها أولاً :
س / السيدة ( أم حيدر) نرجو ان تقدمي لنا بطاقتك الشخصية ?
· اسمي فاطمة أحمد حسون الوائلي ، من مواليد النجف الاشرف عام 1950 م في محلة العمارة متزوجة من السيد حسين أحمد الطالقاني مدرس رياضيات ، أكملت دراستي المتوسطة في متوسطة النجف تسلسلي بين أخواني الرابعة الكبيرة مائدة ( أم حسين) تسكن في بغداد ، واثنتان توفيتا وانا الرابعة أم لخمسة أولاد وبنت واحدة تزوجت في عمر السادسة عشر .
س/ كيف كان تأثير الوالد في حياة السيدة ( أم حيدر) ؟
· كان الاثر الفكري للوالد واضحاً في حياتنا رغم ان لقاءاتنا كانت قليلة بسبب انشغاله الدائم بالمجالس ومتابعاته العلمية المستمرة أ أنا تزوجت في سن السادسة عشر ولا أتذكر اني التقيت به كثيراً كان (رحمه الله) دائم السفر للعمل أو الدراسة ، وأقول ان الفترة الوحيدة التي كنت على مقربة من والدي كانت في فترة مرضهِ ، فقد قضيت معه مدة سبعة أشهر في مستشفى الجامعة الامريكية في بيروت ، كان يأخذ جرعات العلاج الكيمياوي في بيروت ثم نعود الى دمشق ، وأعتبر تلك الفترة من حيث لقائي المباشر مع الوالد من أجمل الفترات في عمري .
س / ما الذي أكتسبته السيدة فاطمة الوائلي من الوالد ؟
· كان الوالد بحق معيناً ثراً ، نهلت من علمه واخلاقه الكثير وأحسُ الى الآن اني بحاجة ماسة الى المزيد ، كان يُعينني كثيراً ، رغم لقاءاتنا القصيرة معه ، وغالباً ما تكون في أيام الجمع في الاسبوع اذ أكون في زيارة للاهل كان يفسر ويوضح لي ما يشكل عليّ من أمور وقضايا مختلفة كان محللاً مفسراً ، وهنا تكمل السيدة بألم : كان الوالد (رحمه الله ) مدرسة ! .
س / سيدتي الكريمة أم حيدر ما هي أهم نشاطاتكم ؟
· لم تكن الظروف في زمن الطغيان والظلم تسمح لنا بممارسة نشاطاتنا التي كنا نأمل ان نقوم بها ، فقد كانت المضايقات من رجال الامن مستمرة ، فالمنزل كان دائماً تحت المراقبة ، ولكننا رغم ذلك كنا نقدم دروساً دينية للاخوات المؤمنات ، فقد أفتتحت في منزلي دراسات للقرآن الكريم كانت الاخوات يحضرنّ المصاحف فنقرأ القرآن معاً ونفسّر أو نشرح كل ما يحتاج الى التفسير أو الشرح ، كما أقدم لهنّ اجابات على بعض الاسئلة الدينية والشرعية الخاصة بالمرأة ، وكذلك أحكام التلاوة بالاضافة الى المحاضرات الاخلاقية وكانت تلك الدروس تتركز في شهر رمضان .
س / متى بدأت رحلة الدروس ؟
· بدأت ما بين 1985 و 1986م .
س/ مع من مِن الشرائح النسوية كان يدور درسك ؟
· كانت النسوة اللائي يحضرن الدرس من شرائح مختلفة فيهنّ ربات البيوت وفيهن الطبيبة والمدرسة وجمع من النساء العوام فلم أكن أقتصر على شريحة معينة من النساء ...
س/ سمعنا ان لديك محاضرات أخلاقية دينية ؟ أين ومتى ؟
· نعم ، كانت لدي محاضرات في مدرسة دار الحكمة النسوية ، التابع لدائرة شؤون المرأة / مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي وهما في الواقع محاضرتين في الاسبوع وهي دروس أخلاقية أعتمد فيها على ( مرآة الرشاد ) اذ تجتمع الطالبات في قاعة كبيرة موحدة لألقي المحاضرة على الجميع لأن صحتي لا تحتمل أكثر من ذلك ثم طلبوا ان تكون المحاضرات يومية ولكل قسم منها ولكني أعتذرت لأسباب صحية ، فانا بحاجة الى إجراء عملية لعيني ، وكنت أتمنى ان أكون بصحة جيدة وكنت أتمنى لو كانت هذه الاجواء في زمن قبل هذا الزمن ، لأقدم من العطاء ما أتمكن لنساء شعبنا الجريح ، ولأولادي خدمة للاسلام والمجتمع ....
س/ سيدتي الفاضلة هل لديك مؤلفات ؟
· هنا تبتسم أم حيدر بهدوء وتجيب : الشيء الوحيد الذي أعاني منه انني لا أنظم أوراقي ولا أحبذ النشر ، وغالباً ما تمتد يدي الى أية قصاصة من ورق أو صحيفة اذا أحسست بحاجة الى الكتابة . وأقول لكم شيئاً لطيفاً : لدي صندوق مليء بالكتابات الشعرية والدينية والاخلاقية تسلط عليها فأر فأتلف كل ما فيها .
س/ سمعنا انك شاعرة ما حقيقة هذا القول ؟
· نعم لدي ميول شعرية ، كانت بدايتي عام 1976 م ، لدي كتابات أسميها محاولات شعرية ، أضع فيها غالباً ما يختلج في داخلي في لحظة شعورية خاصة .
س/ متى كانت البداية ؟
· كانت البداية في قصيدة اسميتها ( الغربة المقيتة) كتبتها في الجزائر أثناء سفري الى هناك مع زوجي في رحلة أيفاد لمدة أربع سنوات .
س/ أي نوع من الشعر تكتب السيدة فاطمة الوائلي ؟
· أجد نفسي في الشعر الشعبي ، أكثر مما أجده في المقفى والحر ، أرى الشعر الشعبي قريباً الى نفسي مؤدياً للغرض ،كما آراه معبراً صادقاً عن أفكاري ومشاعري .
س/ من الذي يساعدك في الكتابة ؟
· ما أكتبه هو محاولات شعرية ، أضع فيها ما يعتريني من أحاسيس مختلفة ، وليس هناك من يساعدني في الكتابة .
س/ من هو الرفيق الدائم للسيدة أم حيدر الوائلي ؟
· القرآن الكريم ، القلم والورق ، النصيحة ، مساعدة الفقراء ، كل ما آراه جميلاً أحاول مرافقته في حياتي .
س/ لننتقل الى عائلة السيدة أم حيدر فنسأل ما عدد افراد أسرتك؟ وما هو تحصيلهم العلمي ؟
· لدي خمسة أولاد وبنت واحدة ، الأولاد هم حيدر أكمل دراسته الجامعية في كلية التربية قسم الفيزياء في محافظة البصرة وقد رُقِّن قيده في زمن الطاغية بسبب انتماءه العائلي ، مضر اختصاص فقه خريج كلية الشريعة سابقاً ، نزار مهندس ، يسار كلية الصيدلة ، عمار كلية الآداب ، أما ابنتي صبا فلم تكمل دراستها اذ أكملت الدراسة المتوسطة ثم تزوجت في عمر السادسة عشر .
س / ماذا تقولين في المرأة ؟
· المرأة تمثل نصف المجتمع والركيزة الأولى ، وهي المدرسة التي تتخرج على يدها الأجيال وأتمنى من الأمهات والأخوات وغيرهنّ أن يقدّرن حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهن في تربية الأبناء وتوجيههم للسبل الكفيلة بحمايتهم من الأخلاق والممارسات المذمومة .
س/ ما هو رأيك في المرأة العاملة ؟
· لا يوجد فرق بين المرأة العاملة وغيرها فيما لو تمكنت من التوفيق بين مسؤوليتها في المنزل وخارجه . وأرى ان على المرأة اذا كان عملها خارج المنزل هامشياً ليس له دور اجتماعي مهم في حياتها أو حياة الاخرين عليها ان تكتفي بالعمل المنزلي ، فتسهر على تربية أبنائها وتنشئتهم نشأة حسنة يرتضيها الباري عزوجل ومؤسساتنا اليوم بحاجة الى نساء ذوات كفاءات عالية ينهضنّ بالواقع العراقي الحالي بما يناسب معطياتها وطبيعة تركيبتها الخاصة .
س / نصيحة تقدميها للمرأة العراقية ؟· على المرأة ان لا تنسى انها خُلقت أمرأة لها كينونتها الخاصة ، فاذا كان تواجدها في الساحة ضروري فيجب ان يكون ذلك بما يناسبها .
س / ( من أحضان المرأة يعرج الرجال الى السماء ) هذه مقولة للامام الخميني (قدس) ماذا تقولين فيها ؟
· ان مصداق هذا الكلام هو قولنا دائماً خلف كل رجل عظيم امرأة عظيمة ! وحقاً فمن حضن آمنة عرج الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) ومن حضن فاطمة عليها السلام عرج الحسن والحسين عليهما السلام ومن حضن فاطمة بنت أسد عرج الامام علي (عليه السلام) .
س/ ما هو تصورك عن مستقبل العراق ؟
· المستقبل مجهول فلا يعلم الغيب الا الباري عزوجل ، كما ان جروح الماضي ما زالت تنزف وقد ضيعت الكثير من الاحلام والامنيات الجميلة ، ولا يمكن ان ننسى اننا نعيش مرحلة احتلال أجنبي يفتقر الى جميع المفاهيم الانسانية النبيلة ، فهو يحاول الآن التسلط ونهب أكبر قدر ممكن من ثروات هذا البلد الجريح الذي عانى كل أنواع الظلم والاضطهاد ، والحقيقة يعز عليّ ان أرى بلدي محطماً بعد هذه الحروب التي تعرض لها ولكن أملنا كبير بأبنائه المخلصين المضحين وندعو من العلي القدير ان يوفقهم لأخذ مواقفهم المناسبة لخدمة الشعب ، كما يحزنني جداً ان أبناء الشيعة بالذات كانوا محاربين ولم يأخذوا دورهم في ادارة البلاد والآن نرجو من الباري عزوجل ان يجدوا ما يطمحون اليه .
س/ ما هو رأيكم بدور المرجعية الدينية في ظل الاوضاع الراهنة ؟
· انه دور مشرف ، لا ننسى ان الكثير من الامور الهامة والحساسة تخفى علينا نحن عامة الشعب ولكن المرجعية على علم بملابسات الامور لهذا فانهم دائماً يفكرون بطريقة تختلف احياناً عن تصورنا ولكن هذا برأيي نابع من تفكير عميق بعواقب الامور ، وأرى ان الشيء الجوهري والمهم الآن هو الحفاظ على الوحدة بين العلماء الاجلاء كما هو مهم جداً بين أبناء الشعب ، علينا جميعاً ان نكو يداً واحدة لدرء الخطر الذي يحيق بنا المتمثل بالمحتل والطامع ، الذي ستهيأ له الفرقة بيننا السبيل الى تنفيذ مخططاته المجحفة الجائرة .
س/ بماذا تتفاءل السيدة فاطمة الوائلي ؟
· بكل شيء جميل ، بابتسامة الطفل الصغير ، ببلدي وأنا أراه يحاول ان يلملم جراحه ويداويها ، حينما أراه ينفض عنه غبار الالم ويتطلع الى مستقبل أجمل، أتفاءل خيراً حينما ارى ان بناتي فتياتنا العزيزات في وطني الغالي يلتزمن الحشمة والوقار ويبحثنّ عن الثقافة الحقة التي تمثل سلاحاً وعلاجاً ناجحاً لكل الامراض العقلية والنفسية فتأخذ دورها الصحيح في حدود ما يرتضيه ديننا الحنيف ، ويثلج صدري حينما ارى وطني بخير ، افرح ممتنة للعزيز المعز الكريم حينما ارى الشيعة يأخذون موقعهم المناسب .
المصــــدر