إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

إشراق.."رواية في فصول" (موضوع مميز)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    فعلا أنت فخر المنتدى
    (موضوع مميز)
    بارك الله بك
    ودمتم...

    تعليق


    • #17
      الأستاذ الفاضل: العلي التيثاري..

      أسعدتموني حقا بتشريفكم روايتي هذه التي اعتقدت حقا أن لا قراء لها..
      أحسنتم..

      وفخر المنتدى حقا هو زهوره المبدعين..
      شكرا جزيلا لاطرائكم..

      تعليق


      • #18
        مشكوووووره اختي زينب ....

        على الموضوع

        مع تحياتي يا اهل البيت

        تعليق


        • #19
          المشاركة الأصلية بواسطة يا اهل البيت
          مشكوووووره اختي زينب ....

          على الموضوع

          مع تحياتي يا اهل البيت
          شكرا لكم ولمروركم..

          تعليق


          • #20
            (11)
            على شفير القبر جلست!
            تسكب اللوعة تلو اللوعة..تناجي أمها التي اعتمرت الجدث ظلما وقهرا ..بمقل حرقى..وقلب أضناه النصب..أي احساس تراه يجثم عليها؟! وهي حائرة بين السكوت وكتمان لواعجها ..وبين تفجير مافي حناياها من صرخات مكبوتة..أي سبيل ستسلك؟! أي طريق ستختار؟!
            اعتلى بؤاكها حتى خالت رفيقتاها أنها سيغشى عليها..
            تمتمت عيساء:

            -مالعمل يا حذام؟
            -لا أدري..
            -إنها تذوي يوما بعد آخر..
            -لا أدري ماهو السبيل لانتشالها مما هي فيه..
            أطبق السكوت على شفتي عيساء فلم تجر جوابا..بينما انحت حذام على رحاب قائلة:
            -هيا للمنزل يا رحاب..لقد قضيت من زيارة أمك وطرا..
            بصوت مخنوق تجيب:
            -دعيني يا حذام..
            وبإصرار تردف:
            -قلت لك هيا للديار..لا يصح بقاؤنا وحدنا هنا..هيا.
            -أنا أريد البقاء..عودي إن أحببت..
            -ماهذا يا رحاب؟! لم أخلك ضعيفة لهذا الحد!
            -أنا!!
            -نعم..أنت..لطالما بثثت فينا قيم الصبر والصمود..وأراك اليوم..
            -لا تكملي..أرجوك لا تكملي..فأنت لا تعلمين حقيقة الأمر
            -أعلميني إذا..
            -لا أستطيع..لا أستطيع..
            -وأنا لا أستطيع أن أتركك بهذا الحال الشنيع..مالخطب يا رحاب..أخبريني..
            -لا تضغطي علي ..أرجوك كفي عن هذا..
            ترمق عيساء حذاما مؤنبة:
            -كفى جدالا الآن..وهيا فلنعد للديار!


            وتصحبانها للدار الكئيبة التي انحنى الحزن على رواقها فوأد الابتسامة وخنق الضحكات..ورغم هذا ..فإن لسعادة الرضا رواقا أكبر أغدق نفحاته عليها..

            ودعت صاحبتيها لتخل إلى الدار ولتتجدد آهات ما برحت مهجتها ولتلتقي بصالح الذي بدا متوترا..غضبا ..مشتاطا..
            استجمعت من روحها زادا ..وتطلعت إليه:

            -ما لي أرك مقطب الجبين؟
            -مصيبة..بلاء عظيم يارحاب..
            -مالأمر؟! أفصح أرجوك..
            -لا أستطيع..كيف سأختار الكلمات؟! كيف سأطلعك على هو الكارثة؟!
            -أرجوك..تكلم يا صالح..
            زفر بحرقة:
            -السفلة!
            -تعني جوهرا ورهطه!
            -جوهرٌ ورهطه وكل الحاشية الملكية على ما يبدو!
            -ماذا اقترفوا مجددا؟!
            -لم نكن لنستوضح الأمر بسهولة..فهم يتكتمون عليه تكتما شديدا
            -............
            -بعد استقصاء للأمر..تبين أن الملك يؤسس مستعمرة للأطفال الرضع..
            بهتت:
            -الأطفال الر...ضع؟!
            -نعم..مجموعة من الاطفال يُنشؤون في مربى..أسسه الأوغاد خلف التل..يلقنونهم فيه الولاء المطلق للملك منذ الصغر..باختصار شديد..الملك يصنع من الأطفال الأبرياء عبيدا..يتحكم بقناعاتهم..ليحركهم مستقبلا وفق مايشاء..إنه استعباد الفكر والبدن..
            بتحفظ تسأل:
            - ومن هم هؤلاء الأطفال؟! هل هم لقطاء أم أيتام ..أم...
            -حسب ما أفاده عون..إنهم أطفال منتقون
            -منتقون؟!
            -أجل اختيروا خصيصا من أسر تميز أفرادها بصفات عالية..كالذكاء ..القوة..الشجاعة..
            -لماذا؟!
            -إنها ملحمة فكرية يا رحاب..الملك يريد صفحات بيضاء ليودع قناعاته السقيمة بها..
            -ولماذا لا يكون اختيار الأطفال عشوائيا؟!
            -وماذا يصنع الملك بصفحات مهترئة أو فاسدة؟! وما نفع الشجرة إن كانت فاسدة الجذور؟! الملك يريد عبيدا من نوع مميز..
            -وماذا عن ذوي أولئك الأطفال؟
            -آه..هذا ما لانعرفه بالتحديد..لكني أثق أن أساليب العتاة ليست شريفة حتما..


            وقعت على الأرض..تنتفض..تئن..تتبكي..
            دهش صالح:

            - مابك؟! ماذا حصل؟َ
            -صالح..لقد أخفيت عنك أمرا!
            - وأي أمر؟!
            -إن علاءا لم يمت!
            تقطعت الأحرف على شفتيه:
            -ماذا؟!
            -لقد..لقد أجبرني أبي على السكوت..
            -أوضحي يا رحاب..ماعدت أجشم شيئا!
            تجيب بحشرجات متقطعة:
            -جوهر..أخذ علاءا..
            -لماذا؟!..وكيف؟!
            -سلمهم أبي إياه في ذات الليلة التي زعم بها أن علاءا توفي..
            -ولماذا فعل ذلك؟!
            -صدقني لا أدري..لم يكن ليخبرني..
            أخذ يصرخ بانفعال:
            -كيف..كيف..؟!لا أصدق !
            -بل صدق ياصالح!
            أخذ ينهرها:
            -ولماذا كتمت علي الأمر؟!
            أصدرت آهة من أعماقها المتلظية:
            -أبي..أجبرني..
            -ماذا أسمع..ماذا أسمع؟! أنا ذاهب إلى الحانوت لمعرفة حقيقة الأمر..
            -تريث يا صالح..
            -أتريث بعد الذي سمعت؟! أتعين ما تقولين؟! لابد ان علاءا الآن محجوز في ذلك المكان اللعين..


            انطلق بكيان يتملكه الغضب..يسير بالطرقات بعقل مغيب..حتى وصل إلى الحانوت ليجد أباه قابعا في زاوية من الزوايا.. مطرق الرأس..
            سكن صالح عند عتبة الباب ..رمقه أبوه بنظرة هادئة..وابتدره بصوت رصين:

            -أرى شياطين الغضب تحوم حولك..
            يثور صالح:
            -انت من دفعتني إليه وصفدتني بأغلاله!
            -لا..لا ياصالح..أنت مخطئ!
            يقترب منه داخلا إلى جوف الحانوت..فينهره الأب:
            -لا تنظر إلي نظرة المدان!
            -يداك أمامي ملطختان يا أبي..بدمع أمي ودم اخي..
            -أدون بينة وأنت البار المنصف؟!
            -حسنا..استشفع يا أبي..فأنا مصغ إليك..وإنه ليسوؤني ما نحن فيه..
            -ويسوؤني أيضا..
            -إذا لماذا فعلت ذلك؟! لما سلمتهم علاءا؟!
            -حماية لك
            -مم؟
            -كان كبشا لك يا صالح!
            -سحقا! ماهذا الذي أسمع؟!
            -أوتخالني وضيع الهمة؟! لا أبذل روحي دونه؟! أم تخالني وضيع النفس أستبدله بحفنة من الدراهم؟! لا..لا يا صالح وأنت تدرك هذا جيدا..إعلم والحق أقول..أني سلمته إليهم مكرها.. مرغما ..عظيم الوجد..لحمايتك أنت..
            -لا أريد هذه الحماية!
            -لا تندفع..وحكم لبك..أنت نقطة في مواجهة إعصار..
            -هذا هو الفرق بيننا..أنا لا أخشى إلا من بقدرته يسير الملكوت.. لن يضيرني تهديدهم..ولن يجزعني مكرهم..
            -بني ! أنت لا تعرفهم..
            -سئمت هذا يا أبي ..سئمت هذا!
            -فامض على دربك ودعني أفعل تكليفي..
            -تكليفك! أن تشرد طفلك! ليصنعوا له مخالب وأنياب! لينصهر تحت بوتقتهم ويقتل الأبرياء؟! وما أدراك ..لعلي يوما أقتل بسيفه هو!
            -لا تشطط..
            -إنها الحقيقة يا أبي..الحقيقة التي ما حسبت لها حسابا..
            -لم يكن لدي خيار آخر..كهل وحيد في دار خاوية منك..وفيها أختك المذعورة..ورهط من الذئاب..
            -حسن..فلنذر مادارت عليه رحى الأيام..
            -إذا؟ً!
            -نسترجعه...
            -كيف؟!
            -بأية طريقة نسترجعه..
            -تريث يا صالح..لن أصبر على فراقك..لا تجعل مصيبتي في كليكما..
            -ستفارقني حتما يا أبي..عاجلا..أو آجلا..فدعني أمضي بدرب عطرته خضاب الشهادة..بعزة وكرامة وإباء..فلست أخالك ترتضي أن أموت موتة الفئران في ظلام الجحور..


            انطلق يلوي على أمر جليل..وشيعه أبوه بنظرات كسيرة..لكنها عزيزة..وقد لاح له كطود شامخ..لا تهزه سافيات الرياح..

            تعليق


            • #21
              (12)

              -لا تتهور يا صالح..ودع عنك خاطرك هذا..
              وجه عون كلماته السالفة إلى صالح بلهجة حادة..
              -وكيف تريدني أن أفعل؟! أخبرني يا عون!
              -تزن الأمور بالعقل..وتنتظر..
              -كيف أزنها..وإلى متى أنتظر؟! أ إلى أن يكبر الأطفال وتتفاقم المأساة؟!
              -بل إلى أن نعد أنفسنا إعدادا أفضل..
              -لا تأخذنك الأماني ياعون..
              -ولا تأخذنك العجلة..
              -لست متعجلا..لكن الأمور بلغت الذروة..ونستطيع بهذه العدة ان نفعل شيئا ولو بسيطا لكنه أفضل من الجمود على أي حال..
              -سنخسر حياتنا دون فائدة..
              -أراك..جبنت!
              يستشيط الأخير:
              -بل أنت الذي ثرت بمجرد أن مسّك الأمر..
              -ماذا تعني؟!
              -أعني انه ما اشعل جذوة حماسك إلا فقدك أخيك ..
              -عون!
              يصيح بهما زيد:
              -كفّا عن هذا؟! مالذي اعتراكما؟! هل فقدتما الصواب؟!
              يهتف عون باستياء:
              -سل صاحبك الذي يريد بنا أن نسلم رقابنا للسيف طوعا..


              يبرحهما صالح محتجا..
              يسري في ديجورالأرض الضريرة..قلبه ينوء بثقل الهموم
              تخالجه الخواطر:

              " أيعقل هذا؟! هل أصبحت في نظر عون أنانيا لهذه الدرجة؟!
              أم أنها الحقيقة ..يا..صالح..الحقيقة التي لا تود أن تصدقها؟!
              هل إن اختطاف علاء هو ما استفزني حقا؟!
              رباه..لم أعد أفهم شيئا..لم أعد أفهم نفسي..أحس بالضياع..
              أنقذني يا من عليه معولي.."



              سارت به قدماه إلى الباحة الكبيرة..استغرب وجود فوج من الجنود في هذه الساعة المتأخرة من الليل..
              اقترب من أحدهم مستفهما:

              -مالأمر؟!
              -هذا ليس من شأنك! وابتعد من هنا حالا..
              -حسنا لا تفقد أعصابك..أنا ذاهب..وغدا ينجلي الصباح عن الخبر اليقين..


              ابتعد يزفر بضيق..والكآبة تكبل كيانه..يرقب البدر الحزين الساهد ويسري بخطوات ثقيلة..حتى دنا من حيه الحقير..فترائى له شبح جوهر وهو يجوس الحي مع شرذمة من جلاوزته..
              ابتسم جوهر بدهاء قائلا:

              -صالح! كيف حالك يا بني؟!

              يرمقه شزرا ولا ينبس ببنت شفة..ويلج إلى داره مغموما..وقد ارتفع له من شذى التراب أمل!

              في ذات الوقت!
              انزوى عون في زاوية من زوايا الدار يتشاغل بمخطوطة بينما تعتمل في رأسه آلاف الهواجس..ويعصف في خافيه الأسف..
              يناجيه زيد:

              -عون..عون..عون!
              -مه؟
              -لماذا قسوت على صالح؟!
              -لم أقس عليه البتة..لقد بصرته بما تعامى عنه..
              -هل أنت واثق من قولك هذا؟!
              -ماذا تريد مني يازيد؟!..أما تراني عنك في شغل؟! أم تريدني أن أبرح دارك في هذا الدجى والبرد ينخر مني العظام؟!!!
              -هدأ من روعك! مابالك اليوم مشتاط هكذا..؟
              -........
              -أنا أرجو منك ألا تبهت صالحا وحسب..فمثلي لا يعرف مثلك شخصه..
              -أنا أعلم هذا..أعلم أن كل نبضة في فؤاده تخفق لمبادئه وقيمه.. لكنه متهور!
              -كونه متهورا لا يعطيك الحق بوصفه بما ذكرت..ثم قدر وضعه إنه بصر بالمأساة الحقيقة..وأدرك لوعة الأسر الفاقدة..فمن الطبيعي أن ألا يستطيع بعد ذلك صبرا..ومن البديهي أن يكابد ليقتل المأساة بالمهد..قبل أن تتفاقم وتقتل الأرض..
              -لم تعطي له التبريرات؟
              -..أنت تدرك أني لا أفعل!
              -حسن..حسن يازيد..أنا أخطأت في حقه..أيروقك هذا؟!
              ابتسم زيد:
              -لا يروقني سوى الوصول إلى الفردوس!
              -أوه..بدأت بسخريتك..هيا هيا لنخلد إلى النوم..
              -لا خلود في دنيا الرفات هذه..
              -زيد! أريد النوم!
              -إننا لن ننم ياعون..وأنت تعلم هذا..


              زفر عون بمضض..وأغمض عينيه وقد وعى إلى مرمى صاحبه..

              يتبع..

              تعليق


              • #22
                مشكورة اختي على القصة الروعة احسنت كتابتها

                لا تبخلي علينا بالبقية اسرعي في كتابتها

                تعليق


                • #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة شاعرة الشام
                  مشكورة اختي على القصة الروعة احسنت كتابتها

                  لا تبخلي علينا بالبقية اسرعي في كتابتها

                  أشكرك اختاه على مرورك وأتمنى أن اجد ملاحظاتك لتنير الصفحة..
                  وأسألك الداء

                  تعليق


                  • #24
                    أرجوك أختي اكملي القصة فأنا في شوق لمعرفة ما يحدث ...
                    و شكرا على هذه الكتابة الرائعة ...
                    سلمت يداك ...

                    تعليق


                    • #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة س.ع.ه
                      أرجوك أختي اكملي القصة فأنا في شوق لمعرفة ما يحدث ...
                      و شكرا على هذه الكتابة الرائعة ...
                      سلمت يداك ...
                      أهلا بكم..
                      هذا المرور يبعث في أوصالي التشجيع...
                      إن شاء الله سأوافيكم بالجزء التالي...

                      تعليق


                      • #26
                        (13)
                        لماذا تبدو الشمس واجدة؟!
                        تلملم أشعتها السنية محتجبة عن الأفق برداء من الغمام الأغبن؟!
                        ولماذا تغمغم الرياح بصفير حزين؟! وكأنها ثكلى ..ترثي ماض جميل؟! ولماذا يخطو الزمن بسأم..كشيخ يسري في سمت ضرير زهد الحياة ..فمضى يعد لنفسه جدثا في مفاوز القنوط؟!!
                        أين ارتحل الرضا؟! وكيف احتجب الدعاء؟!
                        أين تلك النجاوى العذبة في السحر؟! أين تلك الأهداب المختضلة بتراتيل الصلاة..لم فارق الناس التهجد؟! واستغرقوا في سبات مديد؟!
                        فلتحتجب الشمس إذا..ولتبكي الرياح..وليستلقي الزمن في قبره ..ولتنتظر الأرض أن يستيقظ الناس!

                        -هيا أمامي!
                        صاح كبير العسس بها وهو يزج رجلا معروفا إلى الباحة الكبيرة حيث نصبت مقصلة الإعدام..
                        الذهول يهيمن على الناس الذين تحلقوا حول المنصة ..كلهم يتساءل:
                        "مالخطب؟!"
                        بالأمس كان هذا الرجل..ذاته..وزيرا من الوزراء..واليوم يقاد مخفورا إلى مقصلة الإعدام!! مالذي غير الأمور؟!
                        كان من بين المتحلقين حول المقصلة..(صالح) الذي أثر في وجهه السهاد ..كان يحوقل باستمرار ويتذكر مواقف الوزير القاسية على الناس..
                        "ياه ما أحقر الإنسان..يخال أنه قد تبوأ الأعالي..وفي لحظة ..تجر عليه نفسه الدواهي.."
                        ألم يكن هو ذاته..ذلك المستأسد الشامخ..الذي طالما نهر أرباب العمل والاقطاعيين..وزمجر في وجوه الأبرياء والمساكين..وملأ السجون من المظلومين!!
                        هو عينه..من روع ربات الخدور والأطفال ..ماباله اليوم مصفد هكذا ؟!
                        كان صالح يطيل النظر إليه..ويخيل إليه أنه يبكي..لم يكن يدرك لماذا يشعر بالشفقة تجاهه!
                        احس بيد حطت علي كتفه..التفت إلى صاحبها..وإذا به (زيد)
                        ابتدر الأخير السلام قائلا:
                        \
                        -السلام عليكم..
                        -وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
                        -أمازلت حانقا علينا؟
                        ابتسم صالح بود:
                        -وهل لي أن أحنق عليه يا أخي؟!
                        -طيب..عرفت مقامي عندك..فماذا عن ذاك؟!
                        وأشار بيده إلى عون الذي كان يقف مبتعدا عنهما حتى لا يثير الشبهات..
                        اعتصم صالح بالصمت هنيهة ثم ردد:
                        -هو أخ على أي حال..وكل حال..
                        تلاقت أعينهما ..فأطرق كل منهما مكتنزا مشاعر متضاربة في أعماقه..
                        فجاة..دوى صوت جوهر في تلك الباحة قائلا:
                        " أيها الناس ..بأمر جلالة الملك..تقرر إعدام هذا الخائن الذي سلب حقوقكم"
                        "لا أصدق ما أسمع وأرى"
                        حدث صالح نفسه..
                        ويتابع جوهر:
                        "فليكن عبرة لمن يعتبر"
                        لا يدري صالح لماذا يركز جوهر النظر في عينيه؟!
                        أما لعلها خيالات تطوف برأسه هو فقط..
                        لحظ أن دموعا تنحدر من عيني الوزير.. هل يُعقل أن يلحظ الدموع وهو على هذه المسافة منه؟! التقط سمعه عبارات من المتجمهرين حول المقصلة:
                        "إنه يستحق هذه العاقبة"
                        "الله ينتقم من كل ظالم"
                        شقت الجمهور امرأة تولول!!
                        "لا تقتلوه.. أرجوكم"
                        اقتربت من جوهر.. انحنت أمامه.. تهتف بصوت ملؤه النحيب:
                        -جوهر.. إنه صاحبك لا تفعل به هذا أرجوك.. لا تيتم طفله
                        رفع جوهر صوته بنبرة عالية وقد راقه ما يجري:
                        -يا أختاه.. طفله طفلي وطفل مولانا الملك.. ولكني لا أملك أن أسامحه في حقوق هؤلاء
                        يشير بيديه إلى الناس المتحلقين حوله :
                        -لقد سرق زوجك حقوقهم ظلما.. وهذه نهاية الظلم..
                        الذهول يخيم على الناس.. لكأنهم يشهدون مشهدا مؤثرا.. يتألق فيه البطل جوهر!!
                        ويرتفع صوت الوزير متهدجا..
                        "عليك اللعنة يا جوهر.. يا محتال عليك اللعنة"
                        وبإشارة من جوهر.. يسكن الصوت.. وتخمد الأنفاس.. وينفض الناس هاتفين باسم الملك.. ولايبقى بجانب المعدم إلا امرأة تبكي بألم..
                        ويأخذ كل من زيد وصالح سمتهما متجهين معا إلى الديار.. يتساءل صالح:
                        -أين عون؟
                        -قفل راجعا إلى المدينة
                        -جيد أنه لم يقترب منا
                        -ولماذا؟
                        -حتى لا نثير شبهات عليه..
                        -أجل.. وخصوصا أنه عيننا في المدينة.. صحيح هل لحظت الشاب الذي كان يقف على يسار جوهر؟
                        -لا لم ألحظ أي شيء.. ولكن من هو على أي حال؟
                        -إنه شادن الدسيس الذي زج نفسه بين جوهر وزمرته..
                        -دسيس! أكره هذه الكلمة..
                        -عذرا! لم أجد كلمة أنسب يا سيدي!
                        -دع عنك هذا يا زيد وقل لي.. ألم تشعر بشيء غريب؟
                        -إزاء ماذا؟
                        -إزاء ماحصل اليوم من إعدام الوزير..
                        -وماهو الشعور الذي اعتراك أنت؟
                        -لا أدري.. فانا لا أستطيع أن أصدق أن الملك يعدم وزيرا لمجرد أنه سلب حقوق الناس!
                        -......
                        -أين هذا الحرص على حقوق الناس فيما مضى؟! ثم أن هناك ألاف المجرمين غيره.. وأولهم جوهر فلماذا لا يتم اعدامهم؟! أظن المسألة أكبر من ذلك بكثير
                        -إن كل ما أخشاه أن يكون الوزير.. مظلوما..
                        -لا تضحكني يا زيد.. أي مظلوم هو وكيف؟! هل نسيت ماضيه الأسود؟!
                        -في الحقيقة يا صالح.. لقد شعرت تجاهه بشيء من الشفقة..
                        -أنا أيضا اعتراني هذا الشعور.. ولكن..
                        -ولقد لحظت أنه يبكي ولا أدري.. لماذا خيل إلي أنه يبكي بكاء المظلومين..
                        -ياه!! هل لحظت ذلك حقا! لقد أقنعت نفسي أني أتوهم ذلك البكاء
                        -آه يا صالح لم أعد أفهم ما يدور..
                        -إنها لعبة قذرة.. هذا ما أستطيع فهمه وحسب!
                        -أشعر برغبة بالصراخ
                        -إنا لله وإنا إليه راجعون
                        يقتربان من حانوت أبي صالح.. الذي أقفره من المشترين..
                        يتساءل صالح:
                        -هل وجدت عملا يا زيد؟
                        -كلا.. والحمد لله على كل حال..
                        -فرج الله عنك يا أخي..
                        -.....
                        -سأدخل قليلا إلى الحانوت.. فلم أجد أبي ليوم من بين الناس في الباحة..
                        -حسنا سأذهب إذا إلى داري..
                        -بحفظ الله..
                        يدلف صالح إلى الحانوت.. ليصعق بجوهر.. يجلس على كرسي بجانب أبيه
                        يرتفع السلام من صالح.. ليرد الإثنان السلام بأحسن منه.. ويقف جوهر لصالح باحترام قائلا:
                        -مرحبا بك يا بني..
                        يرمقه صالح بقرف ويلوذ بالصمت..
                        يتابع جوهر..
                        -لعلك راض عما جرى اليوم؟
                        -وماذاك؟!
                        -أو تسألني.. وأنت الفطين؟! ألم نعدم من سلب حقوق الناس ومن كنت دائما تقف في وجهه؟!
                        يبتسم صالح..
                        -اسمع يا هذا لن تخدعني أبدا
                        -أنا أتقرب إليك بهذا.. أسمعتني.. أيروقك ما أقول.. أنا.. أتقرب.. إليك.. فما قولك؟
                        -وأنا أتقرب إلى الله ببغضك.. ومحاربتك.. والتصدي لبغيك
                        انتفض جوهر ملدوغا
                        -أيها الأبله!
                        -أو تخال أنك تخدعني؟ لا تتعب نفسك.. فأنا لن أنسى دمع أمي ولا دماء فضل النجاد ولا طرد زيد.. ولا سلب أخي علاء..ولا أي جريمة قمت بها.. هل اكتفيت؟! أم أزيدك؟!
                        وجه جوهر كلامه لأبي صالح:
                        -ويحك يا أبا صالح!! ويحك!! لم تحسن تربية ولدك!!
                        قهقه صالح ساخرا..بينما خرج جوهر حانقا مغتاظا
                        هنا.. أطال أبو صالح النظر إلى ولده فتساءل الأخير:
                        -لماذا تطيل النظر إلي يا أبي؟!

                        -لأملأ عيني منك.. فكأنك ذاهب دون رجعة!!

                        <<<<<<<

                        يتبع ...بعون الله..

                        تعليق


                        • #27
                          يسلمووووووووو وننتظر على احر من الجمر

                          تعليق

                          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                          حفظ-تلقائي
                          x

                          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                          صورة التسجيل تحديث الصورة

                          اقرأ في منتديات يا حسين

                          تقليص

                          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                          ردود 2
                          12 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                          بواسطة ibrahim aly awaly
                           
                          يعمل...
                          X