إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحب الضائع،،،

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحب الضائع،،،

    صمتٌ مأتميٌ ثقيل يسير خطىً وئيدة في هذه الليلة الليلاء، اشعر بالكون يتضاءل في عيناي حتى يغدو بحجم ذراتٍ معدودةٍ من ذارات الهواء. أشتهي النوم، لكنه يعاصيني، جفناي يرتعشان، أود أن أطبقهما ولكن لا أستطيع، كأن النوم يسير مع الزمن ضدي، وكأنني أنا مهملة القيمة والرغبات. المطر يبدأ في الانهمار على أرضي العطشى، مفاصلي مثقلة بالهموم، لا أستطيع القيام، لكنني أتغلب على ضعفي وأنهض. أتجه ناحية الشرفة، أفتح الستارة فتطل على شارع طويل مزدحم بعربات البيع، أرنو إلى المقهى المرتكن في نهاية الشارع، فيبدأ شلام الذكريات يروي جفاف قلبي.
    ذلك اللقاء الأول والنظرة الأولى، كل شيء كان رائعا مبهجا ملونا بألوان الربيع، أما الآن فلم يتبق سوى سربٍ ترسمه زخات المطر على النافذة.
    خرجت في ذلك الصباح المتشح بالنور الذهبي، مررت بالمقهى كعادتي. دخل هو بهندامه الأنيق، وارتكن في الركن البعيد بجانب النافذة التراثية، كانت عيناه مخفيتان تحت النظارة السوداء، أزالها فأخفى بقية وجهه بعد أن أخرج الصحيفة كي يقرأها، لم يتبق منه شيئا ظاهرا سوى قبعة السوداء الصاعدة من رأسه نحو السماء، كأنه في مستوى أعلى من مستوى بقية الناس. أنهيت قهوتي، بينما هو لايزال يجلس نفس الجلسة، نظرت إلى الساعة فإذا بها تشير إلى الثامنة والربع صباحا. " ياإلهي تأخرت على العمل"، نهضت مسرعة لأدفع الفاتورة، وفجأة اصطدم معطفه الأسود بكتفي،فهمس بصوت خفيف " المعذرة لم أنتبه"، صمت لبرهة ثم قلت: " لا بأس لم يحدث شيئا". ومضى يسير بخفة خلف ظلال الناس المتعانقة في شارع حارتنا، ومضيت أنا متأخرة إلى عملي.
    في صباح اليوم التالي، مررت على المقهى كي القي التحية على صاحبها العجوز،كان هناك يرتكن نفس الركن، لم ينتبه لصوتي إلا بعد أن استدرت ذاهبة، ألقى علي التحية مبتسما، لم أتوقعه هكذا، كان شكله يوحي بأنه مغرور.مضيت ولم يأت الصباح التالي إلا والمرض قد أنهك عظامي طوال الليل، لم أستطع النوم، ذهبت إلى الطبيب فأخبرني بضرورة استئصال الورم، ولكن العملية مرهونة بقضاء الله تعالى وقدره، ظللت على هذا الحل لمدة أسبوع، لم أستطع النوم هانئة فيه، كان الوجع يحاصرني في كل مكان، يأسر قلبي ويهدم جدرانه ويغتال عاطفته. ذهبت في اليوم التالي إلى المقهى. أتى كي يستاذن للجلوس معي فسمحت له بذلك، تجاذبنا اطراف الحديث، تحادثنا في الأمورالاجتماعية العامة وتدرجنا إلى الخاصة نوعا ما، أخبرني بأنه يريد التعرف علي ليرى غمكانية الزواج من، استغربت من سرعة ذلك ولكنه بدا واثقا من نفسه.
    واعدني في المساء كي يشرح لي ظروفه الأسرية، أتيته مساء وإذا به متأنقا غير كل مرة، رائحة عطره تملأ المكان، ووجهه يتلألأ من شدة البياض. تحادثنا قليل ولكن الألم عاد ليحاصرني من جديد، اصفر وجهي، ولم أستطع النهوس بسهولة، ساعدني هو في ذلك، أراد أن يذهبني إلى الطبيب فرفضت، أوصلني إلى المنزل وأخذ رقم هاتفي كي يتصل لاحقا. دخلت المنزل وأنا لا أكاد أخطو سوى خطوات معدودة، دخلت غرفتي فارتمتي على السرير بقوة،احتضنته،وتناولت بعضا من الحبوب التي أعطاني إياها الطبيب كمهدئات. وفي المساء كان المنزل متوشحا بالسواد، رن جرس الهاتف فأيقظني من نوم وجعي، سأل عني وألح على ذهابي للطبيب للمرة الثانية، فأخبرته بأن الطبيب قد أخبرني بضرورة إجراء العملية، سكت قليلا ثم شجعني على إجرائها وأنهيت المكالمة.
    ظللت اتوجع أياما وليالي، لم أستطع الخروج منها من المنزل، وفي ذلك اليوم قرع جرس المنزل، مضيت فرأيته متبسما حاملا بيده باقة ورد ملونة عبقة الرائحة. قال:" الحمدلله على سلامتك".
    فقلت: " أهلا تفضل".
    تحادثنا قليلا ثم ذهب، هاتفت الطبيب كي أتفق معه على موعد إجراء العملية، وأخذت موعدا يوم الخميس، كنت خائفة، مرتبكة، أشعر أنني سائة نحو الموت. تغلبت على مشاعري المختلطة، وأجريت العملية عندما أفقت بعد ذلك هنأني الطبيب بنجاح العملية ولكنني شعرت بأنه كان يخفي شيئا نطقت به عينيه. طلب أحدا من اهلي فأخبرته بأنني أعيض في هذه القرية وحدي لظروف العمل. ألحيت علي كي يخبرني الحقيقة، ولإيمانه بأنه من أصول العلاج مصارحة المريض بحقيقة مرضه، فقد اخبرني بتلك الحقيقة المرة. العملية نجحت ولكن المرض كان منتشرا في جميع أجزاء جسدي، هذا مالم تثبته التحاليل السابقة طبعا. خرجت من المستشفى خائرة القوى، بالية العواطف، اتجرع الحقيقة على مضض، لم أستطع أن افعل أي شيء، حزمت أمتعتي للرحيل،كتبت له ورقة تركتها له في المقهى.
    " هكذا هي الحياة، تفعل بنا ما تشاء، ونظل نحن نتسكع فوق طرقات الوجع كما نشاء نحن".
    أخذ الورقة
    ومضى هو يسير في الزقاق المزدحمة بخطى الدموع...

    علياء الشهابي
    الأحد
    2/10/2005
    10:25 مساء

  • #2
    سالاحقكى وانا اسير بخطى الامل باحثا عنك لاجد نفسى واوجدك فى نفسك ولا ادع اعاصير هذه الحياة ان تتغلب على زهرات الامل
    الحب اكبر من اكون بائس مستسلم فاقد الامل او اشد الرحيل هاربا من مواجع الحياة
    هيهات لن اترككى حتى يجمع بيننا الرحيل متغلبين على قدر الحياة مستسلمين لامر الله


    الى الاخت العزيزه ريانةالعود
    انا لم اعلم بانك قد تسمحيلى بالرد او لا تسمحين ولكن احببت ان ارد على لسان الطرف الاخر بالقصه لانها جميله ومؤلمه فى نفس الوقت.مع خالص احترامى

    عماد

    تعليق


    • #3
      تسجيل حضور على رائعة من روائع ريانة العود

      شكرا جزيلا لك ولقلمك المبدع
      خيال واسع وتسلسل جميل
      نتمنى لك التوفيق
      دمت بعناية الله وحفظه

      تعليق


      • #4
        مشكورين اخواني عالرد

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X