إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من خطب للإمام علي (ع) يذكر فيها عجيب خلقة الطاووس

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من خطب للإمام علي (ع) يذكر فيها عجيب خلقة الطاووس

    من خطب للإمام علي (ع) يذكر فيها عجيب خلقة الطاووس

    إبتدعهم خلقاً من حيوان وموات، وساكن وذي حركات. فأقام من شواهد البينات على لطيف صنعته وعظيم قدرته ما انقادت له العقول ومعترفة به .. ومسلمة له. ونعقدت في أسماعنا دلائله على وحدانيته وما ذرأ من مختلف الأطيار التي تسكنها أخاديد الأرض وخروق فجاجها، ورواسي أعلامها. من ذات أجنحة مختلفة، وهيئات متباينة، مصرّفة في زمام التسخير ومرفوفة بأجنحتها في مخارق الجوّ المنفسخ، والفضاء المنفرج. كوَّنها بعد أن لم تكن في عجائب صور ظاهرة، وركَّبها في حقاق مفاصل محتجبة. ومنع بعضها بعبالة خلقه أن يسمو في السماء خفوفاً، وجعله يدف دفيفاً. ونسقها على إختلافها في الأصابيغ بلطيف قدرته ودقيق صنعته. فمنها مغموس في قالب لون لا يشوبه غير لون ما غمس فيه. ومنها مغموس في لون صبغ قد طوق بخلاف ما صبغ به ومن أعجابها خلقاً: الطاووس الذي أقامه في أحكام تعديل، ونضد ألوانه في أحسن تنضيد، بجناح أشرج قصبه، وذنب أطال مسحبه، إذا درج إلى الأنثى نشره من طيه، وسما به مطلاً على رأسه وكأنه قلع داري عنجه نوتيه. يختال بألوانه، ويميس بزيفانه، يفضي كأفضاء الديكة، ويؤر بملاحقةٍ أَرّ الفحول المغتلمة في ضراب. ولو كان كزعم أنه يلقح بدمعة تسفحها مدامعه فتقف في ضفتي جفونه وأن أُنثاه تطعم ذلكن ثم تبيض لا من لقاح فحل سوى الدمع المنبجس لما كان ذلك بأعجب من مطاعمة الغرابـ تخال قصبه مداري من فضة وما أُنبت عليها من عجيب داراته وشموسه خالص العقبان وفلذ الزبرجد فإن شبهته بما أنبتت الأرض قلت جني جني من زهرة كل ربيع. وإن شاكلته بالحلي فهو كفصوص ذات ألوان قد نطقت باللجين المكلل، يمشي مشي المرح المختال، ويتصفح ذنبه وجناحيه فيقهقه ضاحكاً لجمال سرباله وأصابيغ وشاحه، فإذا رمى ببصره إلى قوائمه زقا معولاً بصوتٍ يكاد يبين من استغاثته، ويشهد بصادق توجعه، لأن قوائمه حمش قوائم الديكة الخلاسية وقد نجمت من ظنبوب ساقه صيصة خفية وله في موضع العرف قنزعة خضراء موشاة، ومخرج عنقه كالإبريق ومغرزها إلى حيث بطنه كصبغ الوسمة اليمانية، أو كحريرة ملبسة مرءاة ذات صقال وكأنه متلفع بمعجر أسحم، إلا انه يخيل لكثيرة مائه وشدة بريقه أن الخضرة الناظرة ممتزجة به. ومع فتق سمعه خط كمستدق القلم في لون الأقحوان أبيض يقق. فهو ببياضه في سواد ما هنالك يأتلق. وقلّ صبغ إلا وقد أخذ منه بقسط، وعلاه بكثرة صقاله وبريق وبصيص ديباجه ورونقه، فهو كالأزهير المبثوث لم تربها أمطار الربيع ولا شموس قيظ. وقد يتحسر من ريشه، ويعرى من لباسه، فبسقط تترى، وينبت تبعاً ... فينحت من قصبة إنحتات أوراق الأغصان، ثم يتلاحق نامياً حتى يعود كهيئه قبل سقوطه. لا يخالف سالفه ألوانه، ولا يقع لون في غير مكانه. وإذا تصفحت شعرة من شعرات قصبه أرتك حمرة وردية، وتارة خضرة زبرجدية، وأحياناً صفرة عسجدية فكيف تصل إلى صفة هذا عمائق الفطن، أو تبلغه قرائح العقول، أو تستنظم وصفه أقوال الواصفين وأقلّ أجزائه قد أعجز الأوهام أن تدركه، والألسنة أن تصفه. فسبحان الذي بهر العقول عن وصف خلق جلاه للعيون فأدركته محدوداً مكوناً، ومؤلفاً ملوناً. وأعجز الألسن عن تلخيص صفته، وقعد بها عن تأدية نعته. وسبحان من أدمج قوائم الذرة والهمجة إلى ما فوقها من خلق الحيتان والأفيلة. ووأى علة نفسه أن لا يضطرب شبح مما أولج فيه الروح إلا وجعل الحمام موعده والفناء غايته.



    ومنها خطبتان له صلوات الله عليه إحداهما بلا ألف والأخرى بلا نقط ( الأولى ) في المناقب روى الكلبي عن أبي صالح وأبو جعفر بن بويه قدس سره بإسناده عن الرضا(ع) عن آبائه عليهم السلام أنه اجتمعت الصحابة فتذكروا أن الألف أكثر دخولاً في الكلام فارتجل (ع) الخطبة المونقة وهي:

    حمدت من عظمت منته وسبغت نعمته وسبقت رحمته غضبه،وتمت كلمته، ونفذت مشيئته، وبلغت قضيته، حمدته حمد مُقرٍ بربوبيته، متخضع لعبوديته، متنصل من خطيئته، متفرد بتوحده، مؤمل منه مغفرة تنجيه يوم يشغل عن فصيلته وبنيه، ونستعينه ونسترشده ونستهديه، ونؤمن به ونتوكل عليه وشهدت له شهود مخلص موقن، وفردته تفريد مؤمن متيقن، ووحدته توحيد عبد مذعن، ليس له شريك في ملكه ولم يكن له ولي في صنعه، جلَّ عن مشير ووزير، وعن عون ومعين ونصير ونظير علم ولن يزول كمثله شيءٌ وهو بعد كل شيءٍ، رب معتزز بعزته، متمكن بقوته، متقدس بعلوّه متكبر بسموّه ليس يدركه بصر، ولم يحط به نظر قوي منيع، بصير سميع، رؤوف رحيم عجز عن وصفه من يصفه، وضل عن نعته من يعرفه، قرب فبعد و بَعُد فقرب، يجيب دعوة من يدعوه، ويرزقه ويحبوه، ذو لطف خفي، وبطش قوي، ورحمة موسعة، وعقوبة موجعة، رحمته جنة عريضة مونقة، وعقوبته جحيم ممدودة موبقة، وشهدت ببعث محمد رسوله وعبده وصفيه ونبيه ونجيه وحبيبه وخليله، بعثه في خير عصر، حين فترة، وكفر، رحمة لعبيد منة لمزيده، ختم به نبوته، وشيّد به حجته، فوعظ، ونصح وبلغ وكدح، رؤوف بكل مؤمن رحيم، رضي ولي زكي، عليه رحمة وتسليم وبركة وتكريم، من رب غفور رحيم قريب مجيب، وصيتكم معشر من حضرني بوصية ربكم وذّكرتكم بسنة نبيكم، فعليكم برهبة تسكن قلوبكم، وخشية تذري دموعكم، وتقية تنجيكم قبل يوم يبليكم ويذهلكم، يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته، وخف وزن سيئته ولتكن مسألتكم وتملقكم مسألة ذل وخضوع، وشكر وخشوع، بتوبة ونزع، وندم ورجوع، وليغتنم كل مغتنم منكم صحته قبل سقمه، وشيبته قبل هرمه، وسعته قبل فقره، وفرغته قبل شغله، وحضره قبل سفره، قبل تكبر وتهرم وتسقم، يملّه طبيبه ويعرض عنه حبيبه، ويقطع عمره ويتغير عقله، ثم قيل هو موعوك، وجسمه منهوك، ثم جد في نزع شديد، وحضره كل قريب وبعيد، فشخص بصره وطمح نظره، ورشح جبينه وعطف عرينه، وسكن حنينه، وحزنته نفسه، وبكته عرسه، وحفر رمسه، ويتم منه ولده، وتفرق منه عدده، وقسم جمعه، وذهب بصره وسمعه، ومدّد وجرّد وعري وغسّل، ونشف وسجّي، وبسط له وهيئَ، ونشر عليه كفنه، وشدَّ منه ذقنه، وقمّص وعمّم، وودّع وشلَّم، وحمَّل فوق سرير، وصُلي علي بتكبير، ونقل من دور مزخرفة، وقصور مشيدة، وحجر منجدة، وجعل في ضريح ملحود وضيق مرصود، بملبن منضود، مسقف بجلمود، وهيل عليه حفره، وحثي عليه قدره وتحقق حضره، ونسي خيره، ورجع عنه وليه، وصفيه ونديمه ونسيبه، وتبدل به قرينه وحبيبه، فهو حشو قبر، ورهين قفر، يسعى بجسمه دود قبره ويسيل صديده من منخره، يسحق برمته لحمه، وينشف دمه ويرم عظمه، حتى يوم حشره. فنشر من قبره حين ينفخ في صور، وجيء بكل نبي وصديق وشهيد، وتوحد للفصل قدير، بعبده خبير بصير، فكم من زفرة تضنيه، وحسرة تنضيه، في موقف مهول، ومشهد جليل، بين يدي ملك عظيم وبكل صغير وكبير عليم، فحينئذ يلجمه عرقه، ويحصره قلقه، عبرته غير مرحومة، وصرخته غير مسموعة وحجته غير مقبولة، زوال جريدته، ونشر صحيفته، نظر في سوء عمله، وشهدت عليه عينه بنظره، ويده ببطشه، ورجله بخطوه، وفرجه بلمسه، وجلده بمسه، فسلسل جيده، وغلت يده، وسيق فسحب وحده، فورد جهنم بكرب وشدة فظل يعذب في جحيم، ويسقى شربة من حميم، تشوي وجهه وتسلخ جلده، وتضربه زبنيته بمقمع من حديد، ويعود جلده بعد نضجه كجلد جديد، يستغيث فتعرض عنه خزنة جهنم، ويستصرخ فيلبث حقبة يندم، نعوذ برب قدير، من شر كل مصير، ونسأله عفو من رضي عنه، ومغفرة من قبله، فهو ولي مسألتي، ومنجح طلبتي، فمن زحزح عن تعذيب ربه جعل في حنته بعزته وخلَّد في قصور مشيدة، وملك بحور عين وحفدة، وطيف عليه بكؤوس وسكن حظيرة قدس، وتقلب في نعيم، وسقي في تسنيم، وشرب من عين سلسبيل، ومزج له بزنجبيل، مختم بمسك وعبير، مستديم للملك، مستشعر للسرور، يشرب من خمور في روض مغدق ليس يصدع من شربه، وليس ينزف، هذه منزلة من خشي ربه، وحذر نفسه معصيته، وتلك عقوبة من جحد مشيئته، وسولت له نفسه معصيته، فهو قول فصل، وحكم عدل، وخبر قصص قص، ووعظ نص، تنزيل من حكيم حميد، نزل به روح قدس مبين، على قلب نبي مهتد رشيد، صلت عليه رسل سفرة مكرمون بررة، عذت برب عليم رحيم كريم من شر كل عدو لعين رجيم، فليتضرع متضرعكم وليبتهل مبتهلكم ويستغفر كل مربوب منكم ولي ولكم وحسبي ربي وحده.

    ثم ارتجل الإمام عليه السلام خطبة أخرى خالية من النقط وهي على نسختين ( الأولى ):

    الحمد لله الملك المحمود، المالك الودود مصور كل مولد، ومآل كل مطرود، ساطح المهاد وموطد الأطواد، ومرسل الأمطار ومسهل الأوطار، عالم الأسرار ومدركها، ومدمر الأملاك ومهلكها، ومكور الدهور ومكررها، ومورد الأمور ومصدرها، عم سماحه وكمل ركامه، وهمل، طاول السؤال والأمل، وأوسع الرمل وأرمل، أحمده حمداً ممدوداً، وأوحده كما وحد الأواه، وهو الله لا إله للأمم سواه ولا صادع لما عدل له وسواه أرسل محمداً علماً للإسلام وإماماً للحكام مسدداً للرعاع ومعطل أحكام ود وسواع، أعلم وعلم، وحكم وأحكم، وأصل الأصول، ومهد وأكد الموعود وأوعد أوصل الله له الاكرام، وأودع روحه الإسلام، ورحم آله وأهله الكرام، ما لمع رائل وملع دال، وطلع هلال، وسمع إهلال، إعملوا رعاكم الله أصلح الأعمال واسلكوا مسالك الحلال، واطرحوا الحرام، ودعوه، واسمعوا أمر الله وعوه، واصلوا الأرحام وراعوها وعاصوا الأهواء واردعوها، وصاهروا أهل الصلاح والورع وصارموا رهط اللهو والطمع، ومصاهركم أطهر الأحرار مولداً وأسراهم سؤدداً، وأحلاهم مورداً، وهاهو أمكم وحل حرمكم مملكاً عروسكم المكرمه وما مهر لها كما مهر رسول الله أم سلمه، وهو اكرم صهر أودع الأولاد وملك ما أراد وما سهل مملكه ولا وهم ولا وكس ملاحمه ولا وصم، اسأل الله حكم أحماد وصاله، ودوام إسعاده، وأهلم كلاً إصلاح حاله والأعداد لمآله ومعاده وله الحمد السرمد والمدح لرسوله أحمد.

    (الثانية) : في المناقب روى الكلبي عن أبي صالح وأبو جعفر بن بابويه بإسناده عن الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ارتجل خطبة أخرى من غير نقط التي أولها : الحمد لله أهل الحمد مأواه وأوكد الحمد وأحلاه وأسرع الحمد وأسراه وأطهر الحمد وأسماه وأكرم الحمد وأولاه – إلى آخرها.

    ومنهم الشعراء وهو عليه السلام أشعرهم وذكر البلاذري في الأنساب الأشراف أن علياً عليه السلام أشعر الصحابة وأفصحهم وأكتبهم.

    في تاريخ البلاذري: كان أبو بكر يقول الشعر، وعمر يقول الشعر، وعثمان يقول الشعر، وكان علي عليه السلام أشعر الثلاثة.

    ومنهم الوعاظ وليس لأحد من الأمثال والعبر والزواجر وما له نحو قوله عليه السلام: (( من زرع العدوان حصد الخسران، من ذكر المنية نسي الأمنية، من قعد به العقل قام به الجهل، يا أهل الغرور ما ألهجكم بدار خيرها زهيد، وشرها عتيد، ونعيمها مسلوب، وعزيزها منكوب، ومسالمها محروب، ومالكها مملوك وتراثها متروك؟)).

    ومنهم الفلاسفة وهو عليه السلام أرجحهم، قال عليه السلام: أنا النقطة أنا الخط، أنا الخط انا النقطة، أنا النقطة والخط، فقال جماعة: إن القدرة هي الأصل، والجسم حجابه، والصورة حجاب الجسم، لأن النقطة هي الأصل، والخط حجابه ومقامه، والحجاب غير الجسد الناسوتي.

    وسئل عليه السلام عن العالم العلوي فقال: صور عارية من المواد، عالية عن القوة والاستعداد، تجلى لها فأشرقت، وطالعها فتلألأت، وألقى في هويتها مثاله فأظهر عنها أفعاله، وخلق الإنسان ذا نفس ناطقة. إن زكاها بالعلم فقد شابهت جواهر أوائل عللها، إذا اعتدل مزاجها وفارقت الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد.


  • #2
    أحسنت أخي حزب أحسنت
    وجعلك من الناشرين لعلوم أهل البيت عليهم السلام

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم

      العفو يا اخي ((مهدي)) هذا واجبنا تجاه اهل البيت
      وشكرا لك على الرد السريع

      تعليق


      • #4
        احسنت يا اخي
        سلام الله عليك يا مولاي ابا الحسن يامن عنده علم الكتاب

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X