إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الأخ (( الهاوي)) ايهم افضل السيدة الزهراء عليها السلام أم السيدة عائشة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    فضل الزهراء (عليها السلام)
    الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) هو أفضل رجل في العالم، حيث إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق كالرسول إنساناً، بل هو (صلى الله عليه وآله) أفضل مخلوق في الكون، لأن الله لم يخلق أفضل منه إطلاقاً، كما تواترت بذلك الروايات(1).
    والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أفضل امرأة في العالم، بل لم يخلق الله عزوجل امرأة أفضل من الزهراء (سلام الله عليها)، ولا مخلوقاً أفضل منها بالنسبة إلى جنس النساء بما فيهنّ الحور، وهذا مما تواترت به الروايات أيضاً (2).
    ولا عجب فان الله سبحانه وتعالى فياض مطلق، يعطي الفيض لكل شيء قابل، ولسنا نريد بالقابل المهيّة التي لها مكانة في الذهن أو ما أشبهها، بل نريد أن الله سبحانه وتعالى يخلق الشيء صاحب المائة، والشيء صاحب الخمسين، والشيء صاحب الواحد وهكذا.
    وفي القرآن الحكيم: (أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا)(3)، وتفصيل الموضوع مرتبط بالحكمة مما لا يسعه المقام..
    وإنما الكلام في أن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) موجودة عالية رفيعة المقام جداً، فوق ما يمكن أن نتصوره، وذلك لما ثبت من أن المحدود الضيق لا يمكن أن يستوعب ما هو أكبر منه، حتى إن بعض العلماء قالوا: إن فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين علياً (عليهما السلام) حسب بعض الروايات في كفّتي ميزان، فهما بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حدّ سواء في الفضل، وان كانا الأفضل من سائر الأئمة (عليهم السلام)، وذلك لروايات الكفوية وغيرها.
    قال الإمام الصادق (عليه السلام): (لولا أن أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفو على وجه الأرض إلى يوم القيامة آدم فمن دونه)(4).
    وفي الحديث القدسي عن جبرئيل قال: (يا محمد إن الله جل جلاله يقول لو لم أخلق علياً لما كان لفاطمة ابنتك كفو على وجه الأرض، آدم فمن دونه)(5).
    ولا شك أن فاطمة (عليها الصلاة والسلام) أفضل من أولادها (عليهم السلام)، فقد قال الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء لأخته زينب (عليها السلام): (أبي خير منّي، وأمي خير منّي، وأخي خير مني) الحديث(6).
    فالإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وفاطمة الزهراء (عليها السلام) خير من الإمامين الحسن والحسين (عليهما الصلاة والسلام).
    وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الحسن والحسين فاضلان في الدنيا والآخرة وأبوهما أفضل منهما)(7).
    ثم إن الإمام الحسن (عليه السلام) أفضل من الإمام الحسين(عليه السلام)، والإمام الحسين (عليه السلام) أفضل من سائر الأئمة (عليهم السلام) حتى من الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه).
    وفي بعض الروايات ان الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) أفضل من الأئمة بعد الإمام الحسين (عليه السلام) يعني: الإمام السجاد(عليه السلام)، والباقر(عليه السلام)، والصادق(عليه السلام)... إلى الإمام العسكري(عليهم السلام).
    وكيف كان فالمعصومون الأربعة عشر (عليهم السلام) أفضل خلق الله، وسلسلة المراتب بينهم ـ حسب المستفاد من الروايات ـ هكذا:
    الرسول(صلى الله عليه وآله) أولاً.
    ثم أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وفاطمة الزهراء (عليها السلام).
    ثم الإمام الحسن (عليه السلام).
    ثم الإمام الحسين (عليه السلام).
    ثم الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه).
    ثم بقية الأئمة (عليهم السلام).
    نعم في الروايات (حسب اطلاعنا) لم يرد شيء على أفضليّة بعض هؤلاء الأئمة (عليهم السلام) على بعض، يعني الإمام السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا إلى العسكري (عليهم أفضل الصلاة والسلام).


    طينة الزهراء (عليها السلام)
    إن الله تعالى قد شرف فاطمة الزهراء (عليها السلام) منذ خلقتها، حيث فضل ذاتها على غيرها من النساء، فطينتها أرفع من طينة سائر الناس بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) والإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كما يستفاد من حديث التفاحة وغيرها..
    ولا مانع من ذلك حيث إن الله سبحانه وتعالى يخلق الأفضل والفاضل والأقل فضلاً، كما في المياه حيث خلق العذب والمالح، وكما في الأرض حيث خلق التربة الجيّدة والتربة غير الجيدة، وكما في المعادن حيث خلق الأثمن كالذهب، والأقل قيمة كالفضّة.
    وفي الحديث: (الناس معادن، كمعادن الذهب والفضّة)(8).
    ففطرة الزهراء (عليها السلام) وطينتها لا يمكن أن تتسامى إليها امرأة في العالم، حتى إن مريم وآسية وخديجة وحوّاء ومن أشبه من سيدات النساء (عليهن الصلاة والسلام) لا يصلن إلى فضيلة فاطمة الزهراء الذاتيّة والتي ترتبط بطينتها وخلقتها.
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لما أسري بي دخلت الجنة فناولني جبرئيل تفاحة فأكلتها فصارت نطفة وفاطمة منها وكلما اشتقت إلى ريح الجنة قبلتها)(9).
    وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكثر من تقبيل فاطمة (عليها السلام) فأنكر عليه بعض نسائه ذلك، فقال (صلى الله عليه وآله): إنه لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني تفاحة فأكلتها، فحول الله ذلك في ظهري ماءً، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فكلما اشتقت إلى الجنة قبلتها، وما قبلتها إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها فهي حوراء إنسية)(10).
    وفي حديث آخر: (إن هذه التفاحة خلقها الله بيده وادخرها لنبيه وأعطاه في ليلة المعراج)(11).
    هذا بالنسبة إلى خلقتها حسب ما ورد في الروايات وتفسير الآيات المباركة..
    آيات في الزهراء (عليها السلام)
    وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم نزلت في حق فاطمة الزهراء(عليها السلام) وهي تدل على عظم شأنها وكبر شخصيّتها وارتفاع مقامها نشير إلى بعضها(12):

    سورة هل أتى
    منها: سورة (هل أتى)(13) وقد نزلت في أمير المؤمنين علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم الصلاة والسلام) لمّا منحوا طعام فطورهم للفقير واليتيم والأسير، في قصّة مشهورة، رواها الفريقان، فأنزل الله:(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً)(14).
    روى الشيخ الصدوق (رحمة الله عليه) في أماليه عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام) في قوله عزَّ وجلّ: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ).
    قال: مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما صبيّان صغيران، فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع بعض أصحابه، فقيل: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذراً إن الله عافاهما.
    فقال: أصوم ثلاثة أيام شكراً لله عزَّ وجلّ، وكذلك قالت فاطمة (عليها السلام)، وقال الصبيّان: ونحن أيضاً نصوم ثلاثة أيام، وكذلك قالت جاريتهم فضّة.
    فألبسهما الله عافيته، فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام، فانطلق عليٌّ (عليه السلام) إلى جار له من اليهود يقال له: شمعون، يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطيني جزّة من صوف تغزلها لك ابنة محمّد بثلاثة أصوع(15) من شعير؟.
    قال: نعم، فأعطاه، فجاء بالصوف والشعير، وأخبر فاطمة(عليها السلام) فقبلت وأطاعت.
    ثمّ عمدت فغزلت ثلث الصوف، ثم أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمس أقراص، لكلّ واحد قرصاً.
    وصلّى عليّ (عليه السلام) مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) (صلى الله عليه وآله) المغرب، ثم أتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليٌّ (عليه السلام) إذا مسكين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة.
    فوضع (عليه السلام) اللقمة من يده ثمّ قال:
    فاطم ذات المجد واليقين***يا بنت خير الناس أجمعين
    أما ترين البائس المسكين***جاء إلى الباب له حنين
    يشكو إلى الله ويستكين***يشكو إلينا جائعاً حزين
    كلّ امرئ بكسبه رهين***من يفعل الخير يقف سمين
    موعده في جنّة رهين***حرّمها الله على الضنين
    وصاحب البخل يقف حزين***تهوي به النار إلى سجّين
    شرابـه الحميـم والغسليـن
    فأقبلت فاطمة (عليها السلام) تقول:
    أمرك سمعٌ يا بن عم وطاعة ***ما بيَ من لؤم ولا وضاعة(16)
    غذيت باللبّ وبالبراعة***أرجو إذا أشبعت من مجاعة
    أن ألحق الأخيار والجماعة***وأدخل الجنّة في شفاعة
    وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين، وباتوا جياعاً وأصبحوا صياماً لم يذوقوا إلاّ الماء القراح.
    ثمّ عمدت (عليها السلام) إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته، ثم أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقرصة لكلّ واحد قرصاً..
    وصلّى عليّ (عليه السلام) المغرب مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) .. ثم أتى منزله، فلمّا وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ(عليه السلام) إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني ممّا تأكلون، أطعمكم الله على موائد الجنّة.
    فوضع عليٌّ (عليه السلام) اللّقمة من يده ثمّ قال:
    فاطم بنت السيّد الكريم***بنت نبيّ ليس بالزنيم
    قد جاءنا الله بذا اليتيم***من يرحم اليوم هو الرحيم
    موعده في جنّة النعيم***حرّمها الله على اللّئيم
    وصاحب البخل يقف ذميم***تهوي به النار إلى الجحيم
    شرابها الصديـد والحميـم
    فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول:
    فسوف أعطيه ولا أبالي***وأؤثر الله على عيالي
    أمسوا جياعاً وهم أشبالي***أصغرهم يقتل في القتال
    بكربلا يقتل باغتيال***لقاتليه الويل مع وبال
    يهوي به النار إلى سفال***كبوله زادت على الأكبال
    ثمّ عمدت (عليها السلام) فأعطته جميع ما على الخوان، وباتوا جياعاً لم يذوقوا إلاّ الماء القراح(17)، وأصبحوا صياماً.
    وعمدت فاطمة (عليها السلام) فغزلت الثلث الباقي من الصوف، وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد قرصاً، وصلّى علي (عليه السلام) المغرب مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) .. ثمّ أتى منزله، فقرّب إليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ (عليه السلام) إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، تأسروننا وتشدّوننا ولا تطعموننا؟.
    فوضع عليِّ (عليه السلام) اللقمة من يده ثمّ قال:
    فاطم يا بنت النبيّ أحمد***بنت النبيّ سيّد مسوّد
    قد جاءكِ الأسير ليس يهتدي***مكبّلاُ في غلّه مقيّد
    يشكو إلينا الجوع قد تقدّد***من يطعم اليوم يجده في غد
    عند العليّ الواحد الموحَّد***ما يزرع الزارع سوف يحصد
    فاعطني(18) لا تجعليه ينكد
    فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول:
    لم يبق ممّا كان غير صاع***قد دبّرت كفي مع الذراع
    شبلاي والله هما جياع ***يا ربّ لا تتركهما ضياع (19)
    أبوهما للخير ذو اصطناع ***عبل الذراعين طويل الباع (20)
    وما على رأسي من قناع***إلاّ عباً نسجتها بصاع
    وعمدوا إلى ما كان على الخوان فآتوه (21) وباتوا جياعاً، وأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء.
    قال شعيب في حديثه: وأقبل عليٌّ بالحسن والحسين (عليهما السلام) نحو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهما يرتعشان كالفراخ من شدّة الجوع، فلمّا بصر بهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: يا أبا الحسن شدّ ما يسوؤني ما أرى بكم، انطلق إلى ابنتي فاطمة.
    فانطلقوا إليها (عليها السلام) وهي في محرابها، قد لصق بطنها بظهرها من شدّة الجوع وغارت عيناها(22)، فلمّا رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضمّها إليه وقال: واغوثاه بالله، أنتم منذ ثلاث فيما أرى.
    فهبط جبرائيل فقال: يا محمّد خذ ما هيأ الله لك في أهل بيتك.
    قال: وما آخذ يا جبرائيل؟.
    قال: (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ) حتّى إذا بلغ (إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَّشْكُوراً) (23).
    فوثب النبيّ (صلى الله عليه وآله) حتّى دخل منزل فاطمة (عليها السلام) فرأى ما بهم فجمعهم ثمّ انكب عليهم يبكي ويقول: أنتم منذ ثلاث فيما أرى..
    فهبط عليه جبرائيل بهذه الآيات:
    (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأَسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً* عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفجِيراً). قال: هي عين في دار النبيّ(صلى الله عليه وآله) يفجّر إلى دور الأنبياء والمؤمنين.
    (يُوفُون بِالنَّذْرِ) يعني عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وجاريتهم.
    (وَيَخَافُونَ يَوْمَاً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) يقولون عابساً كلوحاً (24).
    (وَيُطْعِمُونَ الطْعَامَ عَلَى حُبِّهِ) يقول: على شهوتهم للطعام وإيثارهم له.
    (مِسْكِيناً) من مساكين المسلمين،(وَيَتِيماً) من يتامى المسلمين،(وَأَسِيراً) من أسارى المشركين.
    ويقولون إذا أطعموهم: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءٌ وَلاَ شُكُوراً) قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنّهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله بإضمارهم، يقولون: لا نريد جزاءً تكلِّفوننا(25) به ولا شكوراً تثنون علينا به، ولكنا إنّما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.
    قال الله (تعالى ذكره): (فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً) في الوجوه (وَسُرُوراً) في القلوب (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً) يسكنونها (وَحَرِيراً) يفرشونه ويلبسونه(مُتَّكِئينَ فِيهَا عَلَى الآرَائِكِ) والأريكة: السرير عليه الحجلة (لاَيَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَزَمْهَرِيراً) (26).
    قال ابن عبّاس: فبينا أهل الجنّة في الجنّة إذ رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان، فيقول أهل الجنّة: يا ربّ إنّك قلت في كتابك: (لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً)؟
    فيرسل الله جلّ اسمه إليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه بشمس ولكنّ علياً وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما، ونزلت (هَلْ أَتَى) فيهم إلى قوله تعالى: (وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَّشْكُوراً) (27).

    سورة الكوثر
    كما نزلت فيها (عليها السلام) سورة (الكوثر):
    قال تعالى: ( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ * إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ) (28).
    فقد صرح العديد من المفسرين بأن (الكوثر) يراد به فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام)(29).
    وهناك تفاسير أخرى ولا مانع من الجمع، فان الآيات القرآنية كالشمس ـ حسب المروي عن الإمام الصادق (عليه الصلاة والسلام) ـ تنطبق في كل يوم منذ نزولها إلى يوم القيامة على مختلف الأفراد بحسب أعمالهم، نعم هناك من تنطبق عليه الآيات انطباقاً كفرد أفضل، وهناك من تنطبق عليه كفرد متوسط أو كفرد في أول الطريق..
    مثلاً: (المؤمن) الوارد في القرآن الحكيم ينطبق على سلمان(رحمة الله عليه) كفرد ثان، وينطبق على المعصومين (عليهم السلام) كفرد أول، وينطبق على المؤمن العادي كفرد ثالث، إلى غير ذلك من الأمثلة.

    آية التطهير
    وكذلك نزلت في شأن فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) وأبيها وبعلها وبنيها (صلوات الله عليهم أجمعين) آية التطهير، قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (30).
    فهم (عليهم السلام) أطهار ذاتاً، لا لأنهم لا يقتربون المعاصي أو لا يفكرون فيها فحسب، بل لأن طينتهم طاهرة، فلا يقترفون معصية كبيرة ولاصغيرة، ولا يفعلون مكروها، بل كل ما يفعلونه أو يتركونه من قول أو فعل أو تقرير يكون برضاية الله سبحانه، وفي سبيله عزوجل، وفي سبيل أفضل طاعاته تعالى.
    وقد صرح الفريقان بنزول آية التطهير فيهم (عليهم السلام) ، قال الفيروز آبادي: عن الطحاوي الحنفي في كتاب (مشكل الآثار) بسنده عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام): (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (31).
    وأورد أيضاً عن (أبي داود الطيالسي) في مسنده بإسناده عن أنس عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه (صلى الله عليه وآله) كان يمرّ على باب فاطمة شهراً قبل صلاة الصبح فيقول: الصلاة يا أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) (32).

    آية المباهلة
    ونزلت فيها (عليها السلام) وفي أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي أمير المؤمنين علي والحسن والحسين (عليهم السلام) آية المباهلة، قال تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (33).
    فقد اجمع المؤرخون والمفسرون وأصحاب الحديث(34) ـ إلا من شذّ ـ وتواترت الروايات على أن المراد من (نسائنا) فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام)..
    فان الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يذهب مع امرأة إلى المباهلة إلا مع ابنته فاطمة (عليها الصلاة والسلام)، مع العلم انه كانت هنالك نساء مؤمنات من زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله) مضافاً إلى أقربائه وصحابياته وسائر النساء المؤمنات، ومن الواضح أن المباهلة جهاد معنوي كبير.
    وقد ورد في تفسير هذه الآية:
    عن أبي عبد الله (عليه السلام): إنّ نصارى نجران لمّا وفدوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان سيّدهم الأهتم والعاقب والسيد، وحضرت صلاتهم فاقبلوا يضربون بالناقوس وصلّوا.
    فقال أصحاب رسول الله: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا في مسجدك؟.
    فقال(صلى الله عليه وآله): دعوهم.
    فلمّا فرغوا دنوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: إلى ما تدعون؟.
    فقال(صلى الله عليه وآله): إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنّ عيسى (عليه السلام) عبد مخلوق يأكل ويشرب ويُحدث.
    قالوا: فمن أبوه؟.
    فنزل الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: قل لهم: ما تقول في آدم؟. أكان عبداً مخلوقاً يأكل ويشرب وينكح؟.
    فسألهم النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: نعم.
    فقال: فمن أبوه؟.
    فبهتوا.. فبقوا ساكتين.
    فأنزل الله: (إنّ مَثَلَ عيسى عندَ الله كَمَثَلِ آَدَمَ) الآية إلى قوله: (فَنَجعَل لَّعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبينَ) (35).
    فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فباهلوني، فإن كنت صادقاً أُنزلت اللعنة عليكم، وإن كنت كاذباً نزلت عليَّ.
    فقالوا: أنصفت..
    فتواعدوا للمباهلة، فلمّا رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم: السيّد والعاقب والأهتم، إن باهَلَنا بقومه باهلناه، فإنّه ليس بنبيّ، وإن باهلنا بأهل بيته خاصّة فلا نباهله فإنّه لا يقدم على أهل بيته إلاّ وهو صادق.
    فلمّا أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين(عليهما السلام) فقال النصارى: من هؤلاء؟.
    فقيل لهم: هذا ابن عمّه ووصيّه وختنه عليّ بن أبي طالب، وهذه بنته فاطمة، وهذان ابناه الحسن والحسين.
    فعرفوا وقالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله): نعطيك الرضا فاعفنا عن المباهلة..
    فصالحهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الجزية وانصرفوا (36).
    اعتراف عائشة بفضلها (عليها السلام)
    وقد اعترفت عائشة على أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي أفضل نساء البشر، كما ورد في شعر لها، حيث قالت:
    فاطمة خير نساء البشر***ومن لها وجه كوجه القمر
    فضلك الله على كل الورى***بفضل من خص بآي الزمر
    زوجك الله فتى فاضلاً***أعني علياً خير من في الحضر
    فسرت جاراتي بها انها ***ريمة بنت عظيم الخطر(37)
    افضل امرأة
    كانت فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) هي الفضلى من بين نساء العالم بأجمعهن من الأولين والآخرين، وذلك في كل المراحل الحياتية وغيرها، وفي جميع ما يرتبط بها بنتاً، وزوجة، وأمّا.

    أم أبيها
    كانت (عليها السلام) تساعد أباها الرسول (صلى الله عليه وآله) في أيام المحنة ـ ولا يخفى أن كل أيام الرسول (صلى الله عليه وآله) بعد البعثة محن ـ في مكة وفي المدينة وفي الشعب وإلى أن التحق (صلى الله عليه وآله) بالرفيق الأعلى، وقد قال (صلى الله عليه وآله): (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت)(38).
    فكانت فاطمة (عليها الصلاة والسلام) أم أبيها، يعني كانت له كالأم الحنون لأولادها حيث إنّها تقوم بشؤون الأولاد خير قيام، فإن والدة الرسول آمنة (عليها السلام) توفّيت منذ صغره (صلى الله عليه وآله)، فكانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) بمنزلة الأم له (صلى الله عليه وآله)، ولذا كنيت (بأم أبيها).

    خير زوجة
    وكذلك كانت (عليها السلام) خير زوجة لأمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فقد قالت (عليها السلام) في كلمة لها وهي الصادقة المصدقة ـ وقد صدقها أمير المؤمنين علي (عليه الصلاة والسلام) ـ :
    (يا بن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني، فقال علي (عليه السلام): معاذ الله أنتِ اعلم بالله وأبرّ واتقى وأكرم وأشد خوفاً من الله أن أوبخك غداً بمخالفتي)(39).
    نعم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ربّى فاطمة الزهراء (عليها السلام) أفضل تربية صالحة حتى لم تكذب في حياتها ولا مرّة واحدة، قبل زواجها أو بعده، لأن فاطمة الزهراء (عليها السلام) معصومة، ولا يحصر عدم كذبها وعدم خيانتها بحال الزواج ولم تحصرها في ذلك، بل قالت: (فما عهدتني) يعني منذ ان أدركت أنت يا علي وعرفتني، ما عهدت مني كذبة واحدة، ولا خيانة واحدة، حتى خيانة في شيء قليل من المال، أو في نظرة إلى من هو غير محرم أو ما أشبه، مما يشمله لفظ الخيانة، وحاشا لبنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك.

    خير أم
    وكذلك كانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) لأطفالها: الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم (عليهم السلام) خير أم، فكانت تقوم بشؤونهم، وتغذيهم بالفضيلة والتقوى، وتربيهم بأحسن ما يكون، وقد ورد: إنها كانت تحثهم على إحيائهم ليالي الجُمع من أول الليل إلى الصباح، وكذلك ليالي القدر، فكانت (عليها الصلاة والسلام) تأمرهم بالنوم نهاراً حتى يتمكنوا من إحياء الليل، وبمثل هذه التربية الرفيعة ربت الزهراء (عليها السلام) أولادها، فكانت خير أم عرفتها البشرية جمعاء.
    وقد ورد: إن الإمام الحسن (عليه الصلاة والسلام) عندما كان يرجع من مسجد جده رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان طفلاً صغيراً، كانت فاطمة الزهراء(عليها السلام) تستفسره عن كلام الرسول (صلى الله عليه وآله) وخطبته في المسجد.
    وكانت تربي ابنتها العقيلة زينب خير تربية وتعلمها على الصبر، وتبين لها مواقفها المستقبلية، وقد قالت لزينب (عليها الصلاة والسلام) : إذا أدركت يوم كربلاء فقبّلي عنّي نحر الحسين (عليه الصلاة والسلام) ساعة يأتي للوداع الأخير..
    فكانت تهيأ هؤلاء الأولاد الميامين (عليهم السلام) لمختلف ميادين العبادة والجهاد والفضيلة والتقوى، إلى جنب تهيئتها لهم ما يحتاجه كل طفل جسمياً وعاطفياً وغير ذلك.
    وكانت (عليها السلام) تقوي روحهم المباركة، كما تعتني بخدمتهم الجسدية من غسل وكنس وطبخ ونسج وغير ذلك.

    المرأة المثالية
    وهكذا كانت فاطمة الزهراء (عليها السلام) امرأة مثالية تفوق جميع نساء العالم من الأولين والآخرين وهي أسوة لجميع النساء، وهل هنالك امرأة تتمكن ان تدعي مثل هذا الادعاء؟
    فهي (عليها السلام) السباقة إلى كل الفضائل وجميع الحسنات، فعلى النساء ان يقتدين بها ان أردن الله ورسوله واليوم الآخر.
    راجع علل الشرائع: ص124 باب العلة التي من أجلها صار النبي (صلى الله عليه وآله) أفضل الأنبياء.
    راجع الخصال: ص205، باب افضل نساء أهل الجنة أربع، مضافاً إلى ما دل على أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.
    سورة الرعد: 17.
    الامالي للشيخ الصدوق: ص592 المجلس 86 ح18، وعلل الشرائع: ص178.
    عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج1 ص225.
    الارشاد: ج2 ص93، وراجع مثير الأحزان: ص49 وإعلام الورى: 239، وفيها: (وان أبي خير مني وأخي خير مني).
    راجع الامالي للشيخ الصدوق: ص437 المجلس 67.
    مشكاة الأنوار: ص260، الفصل الخامس في الحقائق والنجابة.
    الصراط المستقيم: ج1 ص170 الفصل الخامس.
    10ـ تأويل الآيات: ص240 سورة الرعد.
    11ـ تأويل الآيات: ص241.
    12ـ للتفصيل راجع كتاب (فاطمة الزهراء (عليها السلام) في القرآن) للفقيه المحقق آية الله السيد صادق الشيرازي (دام ظله).
    13ـ سورة الإنسان.
    14ـ سورة الإنسان: 8 ـ 9.
    15ـ الصاع: ما يقارب الثلاثة كيلو.
    16ـ في بعض النسخ: ولا ضراعة.
    17ـ القراح، بفتح القاف: الماء الخالص.
    18ـ وفي بحار الأنوار: (فأعطيه)، وفي بعض النسخ: (فاعطنه).
    19ـ الضياع، بفتح الضاد: الهلاك.
    20ـ الباع: قدر مد اليدين. ويقال: فلان طويل الباع ورحب الباع: أي كريم وواسع الخلق ومقتدر.
    21ـ في بحار الأنوار: فأعطوه.
    22ـ غارت عينه: دخلت في الرأس وانخسفت.
    23ـ سورة الإنسان: 1-22.
    24ـ كلح وجهه: عبس فأفرط في تعبسه.
    25ـ في بحار الأنوار: تكافوننا.
    26ـ سورة الإنسان: 5 ـ 13.
    27ـ أمالي الصدوق: ص212 ح11، منه البحار: ج35 ص237.
    28ـ سورة الكوثر: 1ـ 3.
    29ـ وقد أخرج ذلك عديد من مفسري العامة أيضا:
    منهم: البيضاوي في تفسيره، عند تفسير كلمة: (الكوثر) قال: (وقيل: أولاده)(أنوار التنـزيل وأسرار التأويل: مخطوط ص1156).
    ومنهم: الفخر الرازي، في تفسيره الكبير، قال: (الكوثر أولاده (صلى الله عليه وآله) لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً على من عابه بعدم الأولاد، فالمعنى: أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فأنظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من بني أميّة في الدنيا أحد يعبأ به)(التفسير الكبير: ج30 تفسير سورة الكوثر).
    ومنهم: شيخ زاده في حاشيته على تفسير البيضاوي عند تفسير سورة الكوثر، قال: (إنّ المفسرين ذكروا في تفسير الكوثر أقوالاً كثيرة (منها): أنّ المراد بالكوثر: أولاده(صلى الله عليه وآله)، ويدل عليه أن هذه السورة نزلت رداً على من قال في حقّه (صلى الله عليه وآله): إنّه أبتر ليس له من يقوم مقامه)(الحاشية على تفسير البيضاوي: ج9 ص341).
    ومنهم: شهاب الدين في حاشيته على تفسير البيضاوي (حاشية الشهاب المسمّاة بـ (عناية القاضي): ص403).
    ومنهم: العلاّمة أبو بكر الحضرمي في كتابه (القول الفصل)(القول الفصل: ص457).
    30ـ سورة الأحزاب: 33.
    31ـ فضائل الخمسة: ج2 ص219.
    32ـ فضائل الخمسة: ج2 ص219.
    33ـ للتفصيل راجع الخرائج والجرائح: ص85، وأعلام الورى: ص49 الفصل السادس في ذكر إسرائه (صلى الله عليه وآله) إلى بيت المقدس ودخوله بعد ذلك في شعب أبي طالب. سورة آل عمران: 61.
    34ـ انظر كتاب (فاطمة الزهراء في القرآن) لآية الله المحقق السيد صادق الشيرازي (دام ظله).
    35ـ سورة آل عمران: 59-61.
    36ـ تفسير القمي: ج1 ص104.
    37ـ المناقب: ج3 ص355.
    38ـ كشف الغمة: ج2 ص537.
    39ـ روضة الواعظين: ص151.

    تعليق


    • #92
      جهاد الزهراء (عليها السلام)
      وقد اشتركت فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) في الجهاد في سبيل الله بالمعنى الأعم، أي الجهاد الذي كان عليها، مثل الجهاد في الشعب، حيث حصر المشركون الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهله في شعب أبي طالب (رضي الله عنه) ثلاث سنوات، وكان ذلك من أعظم الجهاد، وكانت تلفحهم الشمس نهاراً ويؤذيهم البرد ليلاً.

      الهجرة المباركة
      واشتركت فاطمة الزهراء (عليها السلام) أيضاً في الهجرة بأتعابها المعروفة، فقد هاجرت من مكّة المكرمة إلى المدينة المنوّرة.
      وقد ورد في قصة الهجرة النبوية: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام): (ثم إني استخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربي عليكما، وأمره أن يبتاع رواحل له وللفواطم ومن يهاجر معه من بني هاشم، وقال لعلي: إذا أبرمت ما أمرتك به فكن على أهبة الهجرة إلى الله ورسوله وسر إليّ لقدوم كتابي عليك..
      وانطلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) يؤم المدينة... فنزل بقبا وأرادوه على الدخول إلى المدينة فقال: ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي وابنتي يعني علياً وفاطمة..
      وكتب النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) يأمره بالتوجه إليه، فلما وصله الكتاب تهيأ للخروج والهجرة وخرج بالفواطم: فاطمة بنت محمد(صلى الله عليه وآله)، وفاطمة بنت أسد أمه، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب، وخرج معه ايمن بن أم ايمن مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجماعة من ضعفاء المؤمنين، ولحقهم جماعة من قريش فقتل (عليه السلام) منهم فارساً وعادوا عنه...) القصة (1).

      حجة الوداع
      وشاركت فاطمة الزهراء(عليها السلام) مع أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع، وكانت معه، في تلك السفرة (2).

      غزوة أحد
      وساهمت (عليها السلام) أيضاً في قصة أحد، كما هو معروف، حينما جاءت إلى جسد عمّها حمزة (عليه السلام) الذي قتل في أحد(3).

      يوم الغدير
      وكذلك ساهمت (عليها السلام) في قصّة الغدير، حيث كانت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)

      في غدير خم.
      وكلما ذكرناه جهاد بالمعنى الأعم كما لا يخفى.

      خطبة المسجد
      وهكذا خطبت (عليها السلام) في المسجد، وكانت الخطابة أمام الظالمين جهاداً كبيراً، حيث دافعت عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وتحملت ما تحملت حتى اُسقط جنينها واُنبت المسمار في صدرها، وكسر جنبها، وسوّد وجهها من اللطم، وصار في عضدها كمثل الدملج من اثر السياط، وبقيت الآثار إلى يوم شهادتها (صلوات الله عليها)(4).

      خطبة الدار
      وخطبت (عليها السلام) في رجال المهاجرين والأنصار الذين زاروها بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قصة مشهورة، وكانت الخطبة جهادية، وكذلك خطبت في نساء المهاجرين والأنصار لما زاروها في مرضها الذي توفّيت فيه شهيدة مظلومة.

      الجهاد بالبكاء
      وكذلك جاهدت في بكائها (عليها السلام) ليل نهار في فراق رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وكان قصدها من هذا الجهاد ان تفضح الذين آذوها، وغصبوا حقّ بعلها، وارتقوا منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بغير حق.



      المسيرة الجهادية
      وجاهدت (عليها السلام) أيضاً حينما كانت تذهب في بعض الأيام إلى قبر عمها حمزة (عليه السلام) مع كسر ضلعها ومرضها حتى تعلن للناس أنها ساخطة.
      وجاهدت (عليها السلام) أيضاً في ذهابها إلى أقصى البقيع تحت ظلّ شجرة تندب أباها (صلى الله عليه وآله) ، ثم في بيت الأحزان المشهور الذي بناه أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) ظلاً لها عن الشمس..
      لكن الذين آذوها أرسلوا من قطع الشجرة وهدم ذلك البيت في قصّة معروفة.

      إخفاء قبرها
      ثم إنها (عليها السلام) استخدمت الجهاد السلبي مع أعدائها أيضاً ، حيث وصت بإخفاء قبرها بعد موتها، وقد بقي قبرها مخفياً إلى هذا اليوم، حتّى يظهر صاحب الزمان (عليه الصلاة والسلام) ويكشف عن هذه الحقيقة..
      لكن من الواضح أن بعد ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) تعود الزهراء(عليها السلام) إلى الحياة، كما يعود الرسول وعلي والحسن والحسين وسائر الأئمة (عليهم السلام) على ما دلّت على ذلك روايات الرجعة، وانّما يعرف الناس أن قبرها (عليها الصلاة والسلام) كان في مكان كذا قبل ابتعاثها في أيام الرجعة.
      وقد ورد في تفسير علي بن إبراهيم القمي: (سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن قوله (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً)(5) فقال: ما يقول الناس فيها؟
      قلت يقولون: إنها في القيامة.
      فقال أبو عبد الله: يحشر الله في يوم القيامة من كل أمة فوجاً ويذر الباقين؟ إن ذلك في الرجعة، فأما آية القيامة فهذه: (وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً * وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً) إلى قوله (مَوْعِداً ) (6))(7).
      وفي حديث آخر عنه (عليه السلام) قال: (وقوله (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا))(8) وهو في الرجعة إذا رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام))(9).
      كشف الغمة: ج1 ص405 ـ 406.
      للتفصيل عن حجة الوداع راجع كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم) ج2.
      للتفصيل عن غزوة احد راجع كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم).
      راجع كتاب سليم بن قيس: ص84 وص134.
      سورة النمل: 83.
      سورة غافر: 51.
      تفسير القمي: ج2 ص36 سورة الكهف.
      سورة غافر: 51.
      تفسير القمي: ج2 ص258 سورة المؤمن.

      تعليق


      • #93
        ذُرية بعضها من بعضٍ واللهُ سميعٌ عليمٌ) / 34
        الإمام زين العابدين (عليه السلام) قال في حديث: إنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أهدى إلى ابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام) خادمة وأوصاها بها... إلى أن قال: فقالت فاطمة: يا رسول الله، عليّ يوم وعليها يوم.
        ففاضت عينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالبكاء، وقال: (الله أعلم حيث يجعل رساته).

        (إن الله يرزقُ من يشاءُ بغير حسابٍ) / 37
        روى العلامة السيوطي، في تفسير هذه الآية، قال: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أقام أيّاماً لم يطعم طعاماً حتى شقّ ذلك عليه، فطاف في منازل أزواجه، فلم يجد عند واحدة منهنّ شيئاً، فأتى فاطمة، فقال: يا بنية، هل عندك شيء آكله فإنّي جائع. فقالت: لا والله. فلما خرج من عندها، بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم، فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وقالت: والله لأوثرنّ بهذا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على نفسي ومن عندي، وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبعة طعام.
        فبعثت حسناً أو حسيناً إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فرجع إليها. فقالت له: بأبي أنت وأمي، قد أتى الله تعالى بشيء قد خبأته لك.
        قال: هلمّي يا بنية بالجفنة. فكشف عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً، فلمّا نظرت إليها بهتت وعرفت أنها بركة من الله تعالى، فحمدت الله تعالى وقدّمته إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
        قال: من أين لك هذا يا بنية؟
        قالت: يا أبتا (يا أبة) هو من عند الله، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب.
        فحمد الله سبحانه ثم قال: الحمد لله الذي جعلك شبيه سيّدة نساء بني إسرائيل، فإنها كانت إذا رزقها الله تعالى رزقاً، فسئلت عنه قالت: هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب(1).

        سورة الأنعام

        (اللهُ أعلمُ حيثُ يجعلُ رسالتهُ) / 124

        جاء في كتاب (تزويج فاطمة بنت الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للإمام الباقر (عليه السلام) في حديث طويل جاء فيه:
        أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أهدى خادمة إلى ابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام) وأوصاها بها، إلى أن قال:
        فقالت فاطمة: يا رسول الله، عليّ يوم، وعليها يوم.
        ففاضت عينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالبكاء وقال: (الله أعلم حيث يجعل رسالة) (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)(2).

        سورة الإسراء

        (واتِ ذا القُربى حقّهُ) / 26

        روى العلامة البحراني عن الثعلبي ـ في تفسيره ـ في تفسير هذه الآية قال: عني بذلك قرابة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
        وقال: ثم قال الثعلبي: قال علي بن الحسين (رضي الله عنه) لرجل من أهل الشام: أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: فما قرأت في بني إسرائيل (وآت ذا القربى حقّه)؟ قال: وإنكم القرابة التي أمر الله تعالى أن يؤتى حقه؟ قال: نعم(3).
        وروى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو سعد السعدي (بإسناده المذكور) عن أبي سعيد الخدري قال: لمّا نزلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (وآت ذا القربى حقّه) دعا فاطمة فأعطاها فدكاً والعوالي، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): هذا قسم قسمه الله لك ولعقبك(4).
        قال ياقوت الحموي في (معجمه): فدك، وهي قرية تبعد عن المدينة مسافة يومين أو ثلاثة أرضها زراعية خصبة فيها عين فوارة ونخيل كثيرة(5).

        سورة المؤمنون

        (فإذا نُفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون) / 101

        روى العلامة المناوي في (فيض القدير) عن عمر بن الخطاب عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال: كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي(6).
        وروى الحافظ الحسكاني الحنفي قال: أخبرنا عقيل بن الحسين (بإسناده المذكور) عن عطاء، عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): كل حسب ونسب يوم القيامة منقطع إلاّ حسبي ونسبي إن شئتم اقرأوا: (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون)(7).
        فالسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي سيّدة الحسب والنسب المتصلين برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فهي طليعة المستثنين من هذه الآية الكريمة.

        سورة الروم

        (فآتِ ذا القُربى حقّهُ) / 38

        روى الحاكم الحسكاني الحنفي عن ابن عباس قال: لمّا أنزل الله: (فآت ذا القربى حقّه) دعا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فاطمة وأعطاها فدكاً لصلة القرابة(8).

        سورة الكوثر

        (إنّا أعطيناك الكوثر) / 1

        أخرج أصحاب العديد من التفاسير نزول هذه السورة بشأن فاطمة الزهراء بنت الرسول (سلام الله عليه وعليها) وإليك عدداً منهم:
        منهم: البيضاوي في تفسيره، عند تفسير كلمة (الكوثر) قال: (وقيل أولاده)(9).
        ومنهم: الفخر الرازي، في تفسيره الكبير، قال: (الكوثر أولاده (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأن هذه السورة إنما نزلت ردّاً على من عابه (عليه السلام) بعدم الأولاد، فالمعنى: أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فانظركم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من بني أميّة في الدنيا أحد يعبأ به)(10).
        ومنهم: شيخ زاده في حاشيته على تفسير البيضاوي عند تفسير سورة الكوثر: (إنّ المفسرين ذكروا في تفسير الكوثر أقوالاً كثيرة منها: أنّ المراد بالكوثر: أولاده (عليه الصلاة والسلام)، ويدل عليه أن هذه السورة نزلت ردّاً على من قال في حقّه (عليه الصلاة والسلام): أنّه أبتر ليس له من يقوم مقامه)(11).
        ومنهم: شهاب الدين في حاشيته على تفسير البيضاوي(12).
        ومنهم عثمان بن حسن المشتهر بـ(كوسة زادة) في كتاب له في تفسير بعض آيات من القرآن أسماه بـ(المجالس)(13).
        ومنهم: العلامة أبو بكر الحضرمي في كتابه (القول الفصل)(14).
        ومنهم: غير هؤلاء...

        الهوامش
        1 ـ الدرّ المنثور 2: 20.
        2 ـ كتاب تزويج فاطمة بنت الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ص58.
        3 ـ غاية المرام: 323.
        4 ـ شواهد التنزيل 1: 340 ـ 341.
        5 ـ معجم البلدان: مادة (فدك).
        6 ـ فضائل الخمسة: ج2.
        7 ـ شواهد التنزيل 1: 407.
        8 ـ شواهد التنزيل 1: 443.
        9 ـ أنوار التنزيل وأسرار التأويل (مخطوط): ص1156.
        10 ـ التفسير الكبير: ج30، تفسير سورة الكوثر.
        11 ـ ج9، ص341.
        12 ـ حاشية الشهاب المسمّاة بـ(عناية القاضي): ص403.
        13 ـ المجالس لكوسة زادة: 222.
        14 ـ القول الفصل: 457.

        تعليق


        • #94
          روى الخوارزمي بإسناده عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو كان الحُسن شخصاً لكان فاطمة، بل هي أعظم، انّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً)(1).

          روى السمهودي بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفاطمة: (ان الله غير معذبك ولا ولدك، وفي رواية أخرى: ولا أحداً من ولدك)(2).

          روى الشيخ عبد الله البحراني بإسناده عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : (ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين)(3).

          وروى عنه انه قال (ص) : (حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون... وأفضلهنّ فاطمة)(4).


          وروى عنه عن النبي (ص) انه قال: (يا علي انّ فاطمة بضعة منّي وهي نور عيني وثمرة فؤادي يسوؤني ما ساءها ويسرّني ما سرّها)(5).


          وروى عنه عن النبي (ص) انه قال: (انّ فاطمة شجنة منّي يؤذيني ما آذاها، ويسرني ما سرّها، وانّ الله تبارك وتعالى يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها)(6).


          روى ابن شهر آشوب بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس، وعن أبي ثعلبة الخشني وعن نافع عن ابن عمر قالوا: (كان النبي إذا أراد سفراً كان آخر الناس عهداً بفاطمة، وإذا قدم كان أول الناس عهداً بفاطمة، ولو لم يكن لها عند الله تعالى فضل عظيم لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفعل معها ذلك إذ كانت ولده، وقد أمر الله بتعظيم الولد للوالد ولا يجوز أن يفعل معها ذلك وهو بضد ما أمر به أمته عن الله تعالى)(7).


          روى البدخشي بإسناده عن ابن مسعود: ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (إن فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها الله وذرّيتها على النار)(8).


          روى الخوارزمي بإسناده عن سلمان قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يا سلمان، من أحبّ فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي، ومن أبغضها فهو في النار، يا سلمان حبّ فاطمة ينفع في مائة من المواطن، أيسر تلك المواطن: الموت، والقبر، والميزان، والمحشر، والصراط، والمحاسبة فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة، رضيت عنه، ومن رضيت عنه (رضي الله عنه)، ومن غضبت عليه ابنتي فاطمة غضبت عليه، ومن غضبت عليه غضب الله عليه، يا سلمان، ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين عليا، وويل لمن يظلم ذرّيتها وشيعتها)(9).


          وروى الأربلي بإسناده عنه قال: (قال رسول الله (ص) ان فاطمة (عليها السلام) شعرة منّي فمن آذى شعرة مني فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله لعنه ملء السماوات والأرض)(10).


          روى أبو نعيم بإسناده عن أنس قال: (قال رسول الله (ص): ما خير للنّساء؟ فلم ندر ما نقول فسار عليّ إلى فاطمة، فأخبرها بذلك، فقالت: فهلا قلت له خيرٌ لهنّ أن لا يرين الرجال ولا يرونهنّ فرجع فأخبره بذلك، فقال له: من علّمك هذا؟ قال: فاطمة، قال: انّها بضعة مني)(11).


          روى الحضرمي بإسناده عن أنس (ان بلالاً أبطأ عن صلاة الصبح فقال له النبي (ص) : ما حبسك؟ فقال: مررت بفاطمة والصبي يبكي، فقلت لها: ان شئت كفيتك الصبي وكفيتيني الرحا فقالت: أنا أرفق بابني منك، فذاك الذي حبسني قال: فرحمتها رحمك الله)(12).

          روى الوصابي بإسناده عن بريدة (رضي الله عنه) (ان رسول الله (ص) قال لعلي وفاطمة ليلة البناء: اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك نسلهما)(13).

          روى أحمد بإسناده عن المسور، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما قبضها، وأنه تنقطع يوم القيامة الأنساب والأسباب الا نسبي وسببي)(14).


          روى النسائي بإسناده عن المسور بن مخرمة، قال: (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو على المنبر يقول: (فإنّما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها، ومن آذى رسول الله فقد حبط عمله)(15).


          روى الحمويني بإسناده عن أبي هريرة قال: (لما أسرى بالنبي (ص) ثم هبط إلى الأرض مضى لذلك زمان، ثم إن فاطمة (عليها السلام) أتت النبي (ص) فقالت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما الذي رأيت لي؟ فقال لي: يا فاطمة، أنت خير نساء البرية، وسيدة نساء أهل الجنة قالت: فما لعلي؟ قال: رجل من أهل الجنة، قالت: يا ابة فما الحسن والحسين؟ فقال: هما سيدا شباب أهل الجنة.


          روى ابن حجر بإسناده عن أبي هريرة قال : قال (ص) : (أتاني جبرئيل فقال: يا محمد، ان ربّك يحبّ فاطمة فاسجد، فسجدت، ثم قال: ان الله يحب الحسن والحسين فسجدت، ثم قال: ان الله يحبّ من يحبهما)(16).


          روى النسائي بإسناده عنه، قال: (أبطأ علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوماً صبور النهار فلمّا كان العشى قال له قائلنا: يا رسول الله قد شقّ علينا لم نرك اليوم، قال : إنّ ملكاً من السماء لم يكن زارني، فاستأذن الله في زيارتي فاخبرني وبشّرني، انّ فاطمة بنتي سيدة نساء أمتي، وانّ

          حسناً وحسيناً سيدا شباب أهل الجنة)(17).

          روى الإربلي عنه قال: (إنما سميت فاطمة لأن الله عز وجل فطم من أحبّها من النار)(18).


          روى البحراني بإسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أول شخص يدخل الجنة فاطمة)(19).


          روى الطيالسي بإسناده عن أسامة، قال: (مررت بعلي والعباس، وهما قاعدان في المسجد فقالا: يا أسامة، استأذن لنا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا علي والعباس يستأذنان، فقال: أتدري ما جاء بهما؟ قلت: لا والله ما أدري، قال: لكني أدري ما جاء بهما قال: فإذن لهما، فدخلا فسلما، ثم قعدا، فقالا: يا رسول الله : أيّ أهلك أحبّ إليك؟ قال: فاطمة بنت محمد)(20).


          روى الحاكم النيسابوري بإسناده عن عائشة: (ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال - وهو في مرضه الذي توفي فيه - : يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين)(21).


          روى البدخشي بإسناده عنها قالت: (قال رسول الله (ص) لفاطمة، يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء المؤمنين، وسيدة نساء هذه الأمة)(22).


          روى الهيثمي بإسناده عن عائشة، قالت: (ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها قالت: وكان بينهما شيء، فقالت: يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب)(23).


          وروى بإسناده عن عائشة، أنها سألت: (أي الناس أحبّ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالت: فاطمة، وقيل: من الرجال؟ قالت: زوجها ان كان ما علمت صواماً قوّاماً، أخرجه الترمذي وقال: حسن)(24).


          وروى بإسناده عنها، قالت: (ما رأيت أصدق لهجة من فاطمة، الا أن يكون الذي ولدها (ص) )(25).


          روى الحضرمي بإسناده عن أسماء بنت عميس (رضي الله عنها)، قالت: (قبلت فاطمة بالحسن فلم أر لها دماً، فقلت: يا رسول الله انّي لم أر لفاطمة دماً في حيض ولا نفاس، فقال رسول الله (ص) أن ابنتي طاهرة مطهّرة لا ترى لها دماً في طمث ولا ولادة)(26).


          روى الخوارزمي بإسناده عن حذيفة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (نزل ملك من السماء فاستأذن الله تعالى أن يسلم عليّ، لم ينزل قبلها، فبشرّني ان فاطمة سيدة نساء أهل الجنة)(27).


          روى الترمذي بإسناده عن زيد بن أرقم: (ان رسول الله (ص) قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسين: أنا حربٌ لمن حاربتم، وسلمٌ لمن سالمتم)(28).


          روى ابن الصبّاغ المالكي عن مجاهد، قال: (خرج النبي (صلى الله عليه وآله) وهو آخذٌ بيد فاطمة فقال: من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد وهي بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله)(29).


          قال الشيخ عبد الله البحراني: (سأل بزل الهروي الحسين بن روح (رضي الله عنه) فقال: كم بنات رسول الله (ص)؟ فقال: أربع، فقال: أيتهنّ أفضل؟ فقال: فاطمة، قال: ولم صارت أفضل وكانت أصغرهنّ سنّاً وأقلّهنّ صحبة لرسول الله (ص)؟ قال: لخصلتين خصّها الله بهما: انّها ورثت رسول الله (ص) ونسل رسول الله (ص) منها ولم يخصّها بذلك إلاّ بفضل اخلاص عرفه من نيّتها.


          وقال المرتضى (رضي الله عنه): (التفضيل هو كثرة الثواب بأن يقع إخلاص ويقين ونيّة صافية ولا يمتنع من أن تكون (عليها السلام) قد فضلت على اخواتها بذلك، ويعتمد على أنها (عليها السلام) أفضل نساء العالمين بإجماع الإمامية وعلى أنه قد ظهر من تعظيم الرسول (ص) لشأن فاطمة (عليها السلام) وتخصيصها من بين سائرهنّ ما ربما لا يحتاج إلى الاستدلال عليه)(30).

          الهوامش
          1 - مقتل الحسين : ج 1 ، ص 60.
          2 - جواهر العقدين، العقد الثاني، الذكر الثاني: ص 216.
          عوالم العلوم : ص 44 رقم 1.
          3 - نفس المصدر السابق: ص 46 رقم 5.
          4 - عوالم العلوم : ص 53 : رقم 5.
          5 - عوالم العلوم : ص 53 رقم 5.
          6 - المناقب: ج 3، ص 333.
          7 - نزل الأبرار ص 47، ورواه الحضرمي في (وسيلة المآل) الباب الثالث : ص 150، والشنقيطي في (كفاية الطالب) ص 82 والسخاوي في (استجلاب ارتقاء الغرف) باب بشارتهم بالجنة ص 76، والسمهودي في (جواهر العقدين) العقد الثاني الذكر الثاني : ص 109.
          8 - مقتل الحسين (عليه السلام) : ج 1، ص 59، ورواه القندوزي في (ينابيع المودة) : ص 263 مع فرق.
          9 - كشف الغم: ج 1، ص 467.
          10 - حلية الأولياء: ج 2، ص 40.
          11 - وسيلة المآل: ص 175.
          12 - أسنى المطالب الباب الثاني عشر : ص 75 رقم 15.
          13 - مسند أحمد: ج 4، ص 332.
          14 - الخصائص : ص 36.
          16 - لسان الميزان: ج 3، ص 275.
          17 - الخصائص : ص 34.
          18 - مجمع الزوائد : ج 9 ص 201.
          19 - عوالم العلوم: ص 66 رقم 5.
          20 - مسند الطيالسي: ص 88 ج 2 رقم 633.
          21 - المستدرك على الصحيحين: ج 3، ص 156.
          22 - ينابيع المودة: ص 260.
          23 - مجمع الزوائد : ج 9، ص 201.
          24 - وسيلة المآل: ص 151.
          25 - وسيلة المآل : ص 154.
          26 - وسيلة المآل، الباب الثالث: ص 151.
          27 - وسيلة المآل، الباب الثالث: ص 176.
          28 - سنن الترمذي : ج 5، أبواب المناقب ما جاء في فضل فاطمة (عليها السلام) ص 360 رقم 3962.
          29 - الفصول المهمة : ص 146، ورواه الشبلنجي في (نور الأبصار) ص 53.
          30 - عوالم العلوم : ص 51 رقم 16.

          تعليق


          • #95
            بسم الله الرحمن الرحيم الاخ الهاوي هل هذا رد علمي على ما نذكره لك ؟؟؟،، ارجوا منك ان تدقق فيما نكتب وتكتب ردود علمية مؤصلة لا أن تكتب ترهات ـ واعذرني على هذا القول ـ وتدعي انها تقعيد لقواعد وتأصيل لاصول عامة ليس لك في آلياتها ناقة ولا جمل بل ولا عصفور ....

            تعليق


            • #96
              للرفع

              تعليق


              • #97
                للرفع


                رفع الله الموالين على أعدائهم الحاقدين

                تعليق


                • #98

                  ===================
                  أقول:
                  ===================

                  الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  لا أدري لماذا كل هذا القص و اللزق من قبل العضو " السيد أحمد العلوي " !!!!؟؟؟

                  هذه العناوين التي وضعا

                  1- فضل الزهراء (عليها السلام)

                  من أنكر فضلها رضي الله عنها

                  و على العموم - هذا الموضوع لا يبحث أفضلية فاطمة رضي الله عنه

                  بل هو عن المفاضلة بينها و بين أمهات المؤمنين رضي الله عنهن


                  مرة أخرى - نحن لا نحاول في هذا الموضوع أن ننفي أفضلية فاطمة رضي الله عنها


                  2- طينة الزهراء (عليها السلام)

                  هذا أيضا ليس موضوعنا

                  لا أعتقد بشيء أسمه " طينة "

                  فكلنا من طينة أبونا آدم و لله الحمد والمنة


                  3- آيات في الزهراء (عليها السلام)

                  من كل الآيات التي وضعتها لم أجد أي آية قطعية الدلالة بحقها !!!؟؟؟

                  على العموم - سنأتي لهذه الآيات - لاحقا ( عند نقاش السنة النبوية )


                  و كثير الكثير من العناوين التي لم نتعرض لها إلي الآن !!!


                  المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                  بسم الله الرحمن الرحيم الاخ الهاوي هل هذا رد علمي على ما نذكره لك ؟؟؟،، ارجوا منك ان تدقق فيما نكتب وتكتب ردود علمية مؤصلة لا أن تكتب ترهات ـ واعذرني على هذا القول ـ وتدعي انها تقعيد لقواعد وتأصيل لاصول عامة ليس لك في آلياتها ناقة ولا جمل بل ولا عصفور ....
                  إن شاء الله - التدقيق واجب على كل محاور

                  و لكن إلي الآن - لم أطلب إلا آيات قرآنية

                  و تأصيلها - لا يأتي إلا من القرآن الكريم

                  فأي ترهات - عندما نتحدث عن القرآن الكريم !!!! و العياذ بالله


                  أذكر - إلي الآن - كل أسئلتي حول الآيات القرآنية

                  فإن كان لك إي إعتراض على ما قد ذكر

                  فبينه لنا مشكوار قبل المضي



                  على العموم - لم أجد ردك على الأسئلة التي طرحتها عليك !!!

                  لعلك لم تراها من كثرت " القص و النسخ " من قبل الزميل " السيد أحمد العلوي "

                  نعيدها لك



                  /////////////////////////////////////////////////

                  تعليق


                  • #99

                    ===================
                    أقول:
                    ===================
                    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    هذا تعليقي السابق مرة أخرى

                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    1ـ الأخ الهاوي يشترط علينا في أسئلته للحكم بالأفضلية اسم السيدة الزهراء عليها افضل الصلاة والسلام والصفات المميزة للاسم فقط بالنظر للقرآن الكريم دون النظر إلى السنة النبوية المعتبرة التي هي المصدر الثاني في عملية الإجتهاد والتي لا يمكن غض النظر عنها في عملية الاستنباط ،وهذا الأشتراط لا يجد له دليل قرآني صريح كما قال ، وأنا أضيف أنه لا يجد لهذا الإشتراط دليل قرآني غير صريح أيضا.

                    أنا يا أخي لم أنكر السنة النبوية

                    و سنأتي لها بعد الإنتهاء من القرآن الكريم

                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    2ـ كون القرآن الكريم هو المصدر الأول وأن ما يخالفه يضرب به عرض الحائط مما لا خلاف فيه، لكن ورود التفضيل في السنة المتواترة التي تفيد العلم واليقين أو المستفيضة والمجمع عليها بين الأمة مع عدم ورودها في القرآن الكريم صراحة أو تلميحا لا تعارض بينهما ليضرب بالسنة عرض الحائط إن كان لك بعض واكرر بعض من المعرفة في بحث التعارض في علم الأصول.
                    يا أخي " ناجي " أنا هنا أرسي قواعد عامة

                    فالتواتر في السنة لا يرتقي إلي النص القرآني مهما وصل هذا التواتر

                    فالهيمنة ستكون للقرآن الكريم

                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    3ـ أنت لم تفهم سؤالنا بشكل جيد، وللتوضيح أقول: أنت لك رأي في التفضيل تخالف فيه تصريح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتخالف فيه تصريح وتلميح علماءكم وتخالف فيه الأمة التي ترى أن فاطمة الزهراء عليها أفضل الصلاة وأتم التسليم أفضل من زوجات الرسول صلى الله عليه وآله سلم الذين اعتمدوا في قولهم على السنة المطهرة المعتبرة والآيات الكريمة التي تشمل ولا تختص السيدة الزهراء عليها السلام بالفضيلة ؛؛؛؛ وكل ذلك بادعاء اجتهاد لا تفرق بينه وبين البحث ولا تفرق بين آلياته وأدلته إضافة إلى اعترافك بعدم الأهلية له ،
                    التصريح في السنة النبوية - ليس فيه عن الأفضلية

                    و أيضا

                    عندما يكون عندنا نصوص قرآنية و روايات - قد يفهم من ظاهرها التناقض

                    فإن العلماء - يحاولون التوفيق بين النص القرآني و بين الرواية

                    و إذا لم يجدوا اي وسيلة لكي يوفقوا بينهما

                    فأن الهيمنة - طبعا - للنص القرآني


                    أما بخصوص الإجتهاد و البحث في هذه المسألة

                    فالأمر هين

                    فصحح و بين لي الخطأ الذي وقعت فيه من إستخدام أي من آليات الإجتهاد - و أنا سأتراجع عنه


                    أما باقي كلامك فهو على العين والراس

                    ولكني أخالفك فيه


                    فأنا سأثبت من القرآن الكريم أن نساء النبي رضي الله عنهن - هن أفضل من فاطمة رضي الله عنها

                    و هذا هو موضوعي يا أخ " ناجي "


                    فكلامك كله صحيح لو انني لن أستطيع إثبات أفضليتهن

                    و إن شاء الله لن نتبع الظن - بل اليقين

                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    وفي الأخير لا بد من طرح سؤال أرجأته وهو:
                    هل من الصحيح أن نعتقد برأي بمجرد البحث عنه في القرآن الكريم دون النظر إلى ما في السنة المطهرة ؟
                    أأريحك من الجواب اختصارا أم اترك لك حرية تحرير الجواب؟
                    طبعا يجب النظر إلي المصدرين

                    و لكن المصدر الأول " القرآني " هو المهيمن كما بينت سابقا

                    و أكرر أنني لست ناكرا للسنة النبوية


                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    أتعرف أن استعمال منهجك عند الجواب النقضي يهد كل مذهبك؟!!!!

                    لا يا أخي - لن يستطيع هذا المنهج أن يهد اي شيء - هداك الله

                    و لكن - هذا المنهج - سيهد الكثير الكثير من ..............................



                    على العموم - ليس هذا موضوعنا



                    قال الهاوي : (هل يوجد خطاب رباني مباشر لاي من المسلمين في القرآن الكريم خلال فترة البعثة الـ 23 سنة ؟؟؟؟)

                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    الجواب: لا يوجد بحسب علمي
                    قال الهاوي : (هل يوجد خطاب آلهي قرآني مباشر للنبي عليه الصلاة و السلام فيه......)

                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    الأخ الهاوي سيستعجل التعقيب بعد جوابنا ويقول: لكن الله تعالى قال : ( يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب) وقال: ( يا نساء النبي لستن كاحد من النساء ) والخطاب في هذا القول مباشر وهذا يدل على تفضيلهن على السيدة الزهراء عليها الصلاة والسلام
                    ولكن سيكون جوابنا عبر النقاط التالية :
                    لماذا تستبق الأحداث !!!

                    لماذا لا ننتظر قليلا حتى نفرغ من الإجابة على الأسئلة المطروحة - هداك الله


                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    1ـ أن الاقتصار على فترة البعثة ( 23 سنة) في الخطاب المباشر للدلالة على التفضيل مما لا دليل عليه لا من القرآن الكريم ولا من السنة ولا من الاجماع ولا من العقل و... الخ. وإلا فاين الدليل على التفصيل بين قبل البعثة وبعد البعثة في أمة محمد صلى لله عليه وآله وسلم و الأمم الأخرى؟

                    نحن هنا بصدد فترة البعثة فقط - و بين نساء عاشوا هذه الحقبة

                    نساء النبي و فاطمة رضي الله عنهن أجمعين


                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    2- أن النظر إلى ذات الخطاب المباشر دون النظر إلى ذات المخاطب لا يدل على التفضيل، فالله سبحانه وتعالى خاطب خليفته آدم ( يا آدم أنبئهم باسمائهم ..) وخاطب ابليس عليه لعنة الله تعالى عندما قال ( يا ابليس ما منعك أن تسجد ..) وخطاب إبليس لا يدل مساوته مع النبي آدم عليه السلام أو تفضيله على من لم يخاطبهم من الصحابة الكرام لان ذات الخطاب لا يدل على التفضيل دون النظر إلى المخاطب وعمله

                    لا يهمني الآن - أو في هذه المرحلة إلا أن أثبت بأن هناك خطاب رباني مباشر لهن في فترة البعثة النبوية


                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    3ـ إن الإلتزام بالتفضيل لمجرد الخطاب المباشر لنساء النبي صلى الله وآله وسلم يلزمك بالقول أن زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من الشيخين ولا جاهل فضلا عن عالم منكم يلتزم بهذا القول إلا إذا كان لك أيضا إجتهاد مبتدع يخالف علمائكم قاطبة بأن تقول أن زوجات النبي أفضل من الشيخين أيضا

                    نحن نتكلم عن النساء فقط

                    و الرجال لهم موضوع منفصل

                    فالله سبحانه و تعالى يفرق بين النساء و بين الرجال في قرآنه

                    و لكنه بالتأكدي قد وضع " نساء النبي " رضي الله عنهن في مكانة - لا يشاركهن أحد

                    الشيخين رضي الله عنهم و غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم هم أفضل البشر بعد الأنبياء و الرسل و لكن هذا ليس موضوعنا


                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    4ـ إن كنت تقصد بالخطاب المباشر دون واسطة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلا نسلم لك بان الخطاب مباشر، لان المبلغ للنساء الاية الكريمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وإن كنت تقصد بواسطة النبي غاية ما هناك جاء مباشرا لقربهم من البني صلى الله عليه وآله وسلم لا لذاتهم فنعم الخطاب مباشر ومشروط بالتقوى والعمل الصالح
                    يا أخي " ناجي "

                    كل آية في القرآن الكريم جاءت عن طريق النبي عليه الصلاة والسلام

                    و لكن أنا أتكلم عن خطاب رباني موجه لنساء النبي رضي الله عنهن دون غيرهن


                    فهنا في هذه الآية الكريمة

                    { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }

                    لا يوجد خطاب مباشر لأزواج ....... النبي عليه الصلاة والسلام

                    و لكن هذه الآية

                    { يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }

                    الخطاب مباشر لهن دون وساطة

                    هذا هو ما قصدته


                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    5ـ أن ذات الخطاب المباشر إن سلمنا أنه له دلالة على التفضيل فدلالته ظنية لا قطعية لانه ليس صريحا وعند التعارض بين القطعي والظني يقدم القطعي لان رتبته متقدمة على الظني كما ذكرنا ذلك في تعقيبنا (74).
                    هذا ما سنبحثه - بإذن الله


                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    6ـ أن الخطاب للمؤمن والمؤمنة( يا ايها الذين آمنوا ) وإن كان عاما يصدق على كل إنسان تلبس بصفة المؤمن أدل في التفضيل في رأيي على الخطاب المباشر بـ( يا نساء النبي ) لان (يا ايها الذين امنوا ) تدل على الوصف بالايمان وهو دلالة على التفضيل بينما قوله تعالى (يا نساء النبي ) تدل على نسبة الاضافة للنبي ، ولو كانت للافضلية لم يذكر القران الشرط ( إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول ).

                    هذا رأيك أنت

                    ولكن كما قلت هذا ما سنبحثه معا بإذن الله


                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الاخ الهاوي نحن في الانتظارواما بالنسبة لسؤال الاخ فهو نقضي لا حلي بمعنى انكم تعتقدون بافضلية ابي بكر مع انه لم يذكر في القران الكريم ولو كان الافضل لابد من ذكر اسمه في القران والا لم يكن افضل هذا بحسب المنهج الذي تتبعه انت ...
                    لا يا أخي الكريم - كن منصفا

                    هل موضوعنا هنا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه !!!

                    فهناك موضوع خاص آخر بإسم "موضوع المفاضلة بيني و بين " حسين فور أفر " حول المفاضلة

                    و لكن لا ادري لماذا تكرر هذه الجملة!!!


                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    افضل لابد من ذكر اسمه في القران

                    لو كان هذا هو إجتهادي

                    إذن - لإنتهى إجتهادي بأن نساء النبي رضي الله عنهن الأفضل - أليس كذلك ؟؟؟


                    هناك أمور غيرها - تضاف لهذه الميزة - و صفات تضاف حتى نستخلص من هو الأفضل

                    فالرجاء التركيز على ما أقوله و ما أحاول بحثه هنا


                    المشاركة الأصلية بواسطة ناجي
                    انته تريد اية بالاسم وهذا شي غير معقول
                    اذا لا توجد الا السنة لنذهب الى هناك
                    ما هو رأيكم

                    ما قال لكم أني اريد الإسم !!!؟؟؟

                    لو كان الأمر هكذا لكان " زيد " رضي الله عنه هو الأفضل من بين الصحابة رضوان الله عليهم

                    فالرجاء التركيز


                    *-*-*-*---*-*-*-*-*-*-*

                    الآن - السؤال الجديد :

                    هل يوجد في القرآن الكريم من خلال آياته الكريمة

                    آيات قطعية الدلالة صريحة و اضحة الدلالة يفهم منها أنه هناك

                    اي بمعنى آخر

                    لو أن أي عربي فصيح اللسان - ( غير مسلم أو لم يقرأ السنة النبوية أو غير ملم بها )

                    إذا أخذ القرآن الكريم

                    ثم قرئه من أوله إلي آخره

                    فهل سيستطيع أن يكمل الفراغات التي بالأسفل !!!!


                    ضع لي الآية القرآنية تحت الطلب إن وجدت :


                    1- أن النبي عليه الصلاة و السلام له زوجات ؟؟؟
                    الآية : ..........................................

                    2- صفة مميزة لهن :
                    ( " المسيح " صفة لإسم عيسى عليه السلام و " النبي الأمي " صفة لإسم محمد عليه الصلاة والسلام )
                    الآية : ..........................................

                    3- توجيه خطاب آلهي رباني مباشر لهن :
                    الآية : ..........................................

                    4- مدح خاص أو ثناء خاص لهن :
                    الآية : ..........................................

                    5- تمييز لهن عن بقية النساء :
                    الآية : ..........................................

                    6_ وجوب طاعتهن :
                    الآية : ..........................................

                    7_ وجوب مودتهن :
                    الآية : ..........................................

                    8- قانون خاص بهن :
                    الآية : ..........................................

                    9- دور أو مهمة لهن :
                    الآية : ..........................................

                    10- تكليف خاص لهن :
                    الآية : ..........................................

                    11- أهمية لهن أو أهيمتهن للدين الإسلامي :
                    الآية : ..........................................

                    12- وعد لهن الأجر العظيم :
                    الآية : ..........................................

                    .................الخ

                    الأخ " ناجي " قد أتغيب لبعض الأيام - و ذلك للسفر و بعض الأشغال ( من 20 إلي 24 الشهر الحالي ) أي غدا بإذن الله تعالى


                    /////////////////////////////////////////////////

                    تعليق


                    • الاستاذ الهاوي....يا ريت لو تزيد رقم 13 عندك :

                      الوعيد بمضاعفة العذاب لمن تأتي بفاحشه مبينه:

                      الآيه:............................................ ..................

                      تعليق


                      • المشاركة الأصلية بواسطة محبه ال الحكيم
                        يحفظك الله ياr3d من كل مكره يا فاضل يا ابن الفاضلين فاطمه الزهراء سيده نساء العالمين من رحم وصلب طاهر ولم تنجسها الجاهليه بانجاسها ولم يرى ضلها يوما حتى بوفاتها لم يعلم به احد ولا يعلم قبرها ولم تخرخ بمعركه الجمل للتحارب علي بن ابي طالب وتتهمه بمقتل عثمان يا فاضل ترى المساله مساله تاريخ مو مساله شخصيه


                        السلام عليكم
                        انا منون منكم يامحبة ال الحكيم
                        والزهراء عليها السلام بنصوص اكثر اهل السنه مفدها وتؤيلها انها معصومه بنص نقله البخاري واحمد وبن حجر والعسقلاني والبغدادي وغيرهم .............ينقلون رواية عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم انه يرضا ليرضاها ، والقران يشير الى ان الرسول ما ينطق عن الهوى ......... اي ان الرسول معصوم والعصمه هنا مطلقه وليست مقيده على ماذهب به اخواننا السنه ، والان نفهم ان الزهراء معصومه من كلام الرسول بحقها هذ ا يستفاد من الحديث ، وهناك احاديث وادله يصعب علي نقلها جميعا وهي من الفريق الثاني تدل على عصمتها، اذن ازهراء عليها السلام تفوق كل النسا ء بالعصمه ومنهم عائشه ، والحديث معروف هي سيدة نساء العالمين وهي ام ابيها ، كان المفترض ان يغير السوال ويطرح بشك اخر يعني ان يقول الطارح والذي اشكل عليه لعدة اسباب نحن في غنا عنها الان كلاتي (( اين الثرى من الثريا اين عائشه من الزهراء عليها السلام )) والحديث ذو شجون يا ختي .

                        تعليق


                        • الاستاذ الهاوي....يا ريت لو تزيد رقم 13 عندك :

                          الوعيد بمضاعفة العذاب لمن تأتي بفاحشه مبينه:

                          الآيه:............................................ ..................

                          ===================
                          أقول:
                          ===================

                          الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )

                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                          طيب - أجب على الأسئلة ثم ضع رقم 13 !!!!!


                          على العموم - هذا يدخل من ضمن سؤال رقم 8

                          - قانون خاص بهن :



                          الشاهد - لا بأس بإضافة أي شيء

                          نريد الإجابة على كل الأسئلة و ليس فقط - إجوبة مزاجية



                          /////////////////////////////////////////////////

                          تعليق


                          • من ينظر الى أسئلتك يظن نفسه في جلسة تحقيق....

                            الأنوار مطفئه و هناك كشاف واحد مسلّط على رجل قد أُشبع ضربا بانتظار اجابته....

                            أنا الحقيقه لم أتابع الموضوع من أوله فلا أعلم بأي اتجاه يسير الحوار.....الا أن المقارنه باطله من الأساس....

                            فمن هي عائشه حتى نقارنها بالزهراء البتول صلوات الله عليها و على أبيها ؟؟؟؟

                            ألا يكفي قول رسول الله صلى الله عليه و آله: "كمل من الرجال الكثير و لم يكمل من النساء سوى أربع..." فلم يعدّ من بينهن

                            عائشه و انما عدّ من بينهن الزهراء "ع".......و قوله روحي فداه : "أن خير نساء أهل الجنه أربع" و لم يعدّ عائشه

                            منهن....و انما عدّ من بينهن الزهراء "ع"....


                            و يكفي عائشه خبالا عصيانها لأمر ربها و خروجها من بيتها و قيامها على امام زمانها....

                            فأي مقارنه تصح بين المعصومه و العاصيه ؟؟
                            التعديل الأخير تم بواسطة Malik13; الساعة 20-11-2005, 01:03 PM.

                            تعليق


                            • تتهرب كثيرا


                              انك لست اهلا للنقاش

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                              ردود 2
                              17 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X