الاخوه و الاخوات الكرام /
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندما نقوم بتصفح مواضيع المنتدى و قراءة الآراء الموجوده فى مختلف المواضيع فبالطبع نجد كثيرا ما لا يتوافق مع آراءنا و قناعاتنا و كثيرا ما أدى ذلك الى اقامة حروب بين الأعضاء بسبب هذا الخلاف و كثيرا ما ساءت العلاقه و روح الاخوه بين عضوين لخلافهما حول رأى أو مسأله فقهيه ما ..
و اذا حاولنا معرفة السبب وراء ذلك و محاولة وضع حل أو أسلوب فى التفكير يمنع هذا التشاحن و يحافظ على روح الأخوه فى الله التى هى فريضه اسلاميه و يجب أن تكون مقدمه على أى خلاف سياسي او فقهى . سنجد أننا يمكن أن نقسم الأعضاء الى قسمين يتصرف كل منهما بشكل مختلف عندما يرى رأيا مخالفا
القسم الأول
عندما يرى العضو رأيا مخالفا يكون تفكيره بالتسلسل التالى
1- يفترض سوء النيه عند كاتبه و يفترض سعى قائله الى نشر الضلال او ان يفرق شيعة آل محمد
2- يحدث نفسه على أن من واجبه حفظ مذهب آل البيت من الضلال فيبدأ مشاركته بقوله : " أنت مخطىء تماما و سأثبت لك بالدليل القطعى من أقوال العلماء خطأ قولك و انك من اتباع ابن تيمية وعبد الوهاب وانك ممن يتاجرون بدمائنا وانك عميل لفلان وفلان ....
3- الآن تصور معى شعور الطرف الآخر الذى تتهمه بهذا الكلام ..
هل تتوقع أن يتنازل عن رأيه و يقول لنفسه : " هذه الأدله قويه و أنا بالفعل مخطىء و سأتنازل عن رأيى "
اذا كنت تتوقع ذلك فأنت واهم
فقد علمتنا التجارب أن أى فرد فى الأغلب لديه القدره و الاستعداد على التنازل عن رأيه و الاعتراف بخطأه بسهوله و لكن هذه القدره و هذا الاستعداد ينتهى تماما اذا قيل له : " أنت مخطىء "
لماذا ؟
لأن الناس فى الأغلب ليسوا أهل منطق و لكنهم أهل عاطفه .. و لذلك فالفرد يستقبل كلمة : " أنت مخطىء " بمعنى " أنت جاهل " و بالتالى يضع كرامته و كبريائه مع رأيه الخاطىء فى كفه واحده و يعتبر التنازل عن رأيه فيه تنازل عن كرامته أيضا .
ماذا يحدث عند ذلك ؟
بالتأكيد لن يقتنع بأدلتك التى تتعب فى ايرادها . هذا اذا قرأها أصلا و بالتأكيد سيقول لنفسه : " ان هذا الرجل قليل الأدب و متعصب و لابد أن أوقفه عند حده "
و بالتأكيد سيرد اساءتك اليه بأسوأ منها ...و بالتأكيد سينمو عنده شعور بالكراهيه لك لسوء أدبك معه ... و بالتالى يتزايد الخلاف بينكم فى اى موضوع آخر و تزداد الحروب على أرض المنتدى و نحن نعرف بالطبع ما سيحدث بعد ذلك
القسم الآخر :
عندما يرى العضو رأيا مخالفا لقناعته يكون تفكيره بالتسلسل التالى :
1- يفترض حسن النيه لدى المخالف له في الرأي و يفترض سعى قائله الى نشر ما يرى أنه الحق الا أنه مخطىء فى ذلك .
2- يحدث نفسه أن من واجبه أن يرد بما يرى أنه الحق مستعدا للتحاور الهادىء لأنه يرى أنه يتحاور مع أخ له و ليس مع ناشر للبدع و للضلال كما يرى القسم الأول
3- و بالتالى يبدأ حواره بالسلام و بالمجامله الرقيقه ثم يقول : " أقدر لك يا أخى الفاضل رأيك و اسلوبك المتميز فى عرضه الا أننى أختلف معك فى .........."
4- الآن تصور معى شعور الطرف الآخر الذى يقرأ هذا الكلام : انه بالتأكيد يقول لنفسه : " انه يقول أن أسلوبى متميز ....يبدو أنه يعرف ما يتحدث عنه و يقدر الموهبه حين يراها ... لنرى ماذا يريد هذا الأخ الفاضل "
5- و بالتأكيد سيقرأ كل حرف كتبته له حتى لو أرهقه ذلك ... و بالتأكيد سيقرأ بعقل متفتح للحق لأنه لا يحمل تحفزا ضدك و لا تصيدا لأخطائك
6- و بالتالى فى الغالب سيقتنع برأيك و سيعلن خطأه . و ان لم يفعل ذلك فيكفى أنكم ستحافظون على فريضة الأخوه بين المسلمين واتباع آل البيت و توادهم و تآلفهم و ثق أنه سيفكر كثيرا قبل أن يكتب ما يرى أنه يزعجك حرصا على صداقته معك التى بدأت تتكون و سيكون بالتأكيد حريصا عليها
هل ترون معى الفارق الأساسى بين الطريقتين فى التفكير ؟
هل ترون معى ما هو السبب الرئيسى فى هذه المشاكل ؟
انه افتراض سوء النيه .
و اننى أتعجب حقا اذا لم توجد الثقه و حسن الظن و الحب فى الله بين شباب ملتزم يحمل هم الاسلام ويحمل حب رسول الاسلام وينادي بمظلومية اهل بيته و يريد نصرة دينه و أمته ومذهبه فأين توجد اذن ؟
لماذا نفترض دائما أن مخالفنا هو شخص سىء و يسعى لنشر الضلال
لماذا نصر على أن آرائنا هى الحق الذى لا يقبل الخطأ بل و لا يقبل النقاش أصلا ؟
أعرف بالطبع أن هذه الخلافات لن تنتهى الا أننى أتمنى أن يتوقف البعض عن افتراض سوء النيه و عن ترصد الأخطاء للآخرين
بالله عليكم اختلفوا و لكن بأدب .... اختلفوا لكن برفق ... اختلفوا و لكن محتفظين بحب اخوانكم و تقديركم لهم و بحسن الظن الذى هو من الايمان
بالله عليكم الرفق باخوانكم
الرفق يا مؤمنين يا موالين و تذكروا دائما أن تكونوا أعزة على الكافرين أذله على المؤمنين
أعزة على الكافرين .. أذلة على المؤمنين
اعذروني يا اخوان فأنا اقل من ان اوجه لكم النصيحة
انما هي كلمة حق
خذوها او اضربوا بها عرض الحائط
رمضان كريم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندما نقوم بتصفح مواضيع المنتدى و قراءة الآراء الموجوده فى مختلف المواضيع فبالطبع نجد كثيرا ما لا يتوافق مع آراءنا و قناعاتنا و كثيرا ما أدى ذلك الى اقامة حروب بين الأعضاء بسبب هذا الخلاف و كثيرا ما ساءت العلاقه و روح الاخوه بين عضوين لخلافهما حول رأى أو مسأله فقهيه ما ..
و اذا حاولنا معرفة السبب وراء ذلك و محاولة وضع حل أو أسلوب فى التفكير يمنع هذا التشاحن و يحافظ على روح الأخوه فى الله التى هى فريضه اسلاميه و يجب أن تكون مقدمه على أى خلاف سياسي او فقهى . سنجد أننا يمكن أن نقسم الأعضاء الى قسمين يتصرف كل منهما بشكل مختلف عندما يرى رأيا مخالفا
القسم الأول
عندما يرى العضو رأيا مخالفا يكون تفكيره بالتسلسل التالى
1- يفترض سوء النيه عند كاتبه و يفترض سعى قائله الى نشر الضلال او ان يفرق شيعة آل محمد
2- يحدث نفسه على أن من واجبه حفظ مذهب آل البيت من الضلال فيبدأ مشاركته بقوله : " أنت مخطىء تماما و سأثبت لك بالدليل القطعى من أقوال العلماء خطأ قولك و انك من اتباع ابن تيمية وعبد الوهاب وانك ممن يتاجرون بدمائنا وانك عميل لفلان وفلان ....
3- الآن تصور معى شعور الطرف الآخر الذى تتهمه بهذا الكلام ..
هل تتوقع أن يتنازل عن رأيه و يقول لنفسه : " هذه الأدله قويه و أنا بالفعل مخطىء و سأتنازل عن رأيى "
اذا كنت تتوقع ذلك فأنت واهم
فقد علمتنا التجارب أن أى فرد فى الأغلب لديه القدره و الاستعداد على التنازل عن رأيه و الاعتراف بخطأه بسهوله و لكن هذه القدره و هذا الاستعداد ينتهى تماما اذا قيل له : " أنت مخطىء "
لماذا ؟
لأن الناس فى الأغلب ليسوا أهل منطق و لكنهم أهل عاطفه .. و لذلك فالفرد يستقبل كلمة : " أنت مخطىء " بمعنى " أنت جاهل " و بالتالى يضع كرامته و كبريائه مع رأيه الخاطىء فى كفه واحده و يعتبر التنازل عن رأيه فيه تنازل عن كرامته أيضا .
ماذا يحدث عند ذلك ؟
بالتأكيد لن يقتنع بأدلتك التى تتعب فى ايرادها . هذا اذا قرأها أصلا و بالتأكيد سيقول لنفسه : " ان هذا الرجل قليل الأدب و متعصب و لابد أن أوقفه عند حده "
و بالتأكيد سيرد اساءتك اليه بأسوأ منها ...و بالتأكيد سينمو عنده شعور بالكراهيه لك لسوء أدبك معه ... و بالتالى يتزايد الخلاف بينكم فى اى موضوع آخر و تزداد الحروب على أرض المنتدى و نحن نعرف بالطبع ما سيحدث بعد ذلك
القسم الآخر :
عندما يرى العضو رأيا مخالفا لقناعته يكون تفكيره بالتسلسل التالى :
1- يفترض حسن النيه لدى المخالف له في الرأي و يفترض سعى قائله الى نشر ما يرى أنه الحق الا أنه مخطىء فى ذلك .
2- يحدث نفسه أن من واجبه أن يرد بما يرى أنه الحق مستعدا للتحاور الهادىء لأنه يرى أنه يتحاور مع أخ له و ليس مع ناشر للبدع و للضلال كما يرى القسم الأول
3- و بالتالى يبدأ حواره بالسلام و بالمجامله الرقيقه ثم يقول : " أقدر لك يا أخى الفاضل رأيك و اسلوبك المتميز فى عرضه الا أننى أختلف معك فى .........."
4- الآن تصور معى شعور الطرف الآخر الذى يقرأ هذا الكلام : انه بالتأكيد يقول لنفسه : " انه يقول أن أسلوبى متميز ....يبدو أنه يعرف ما يتحدث عنه و يقدر الموهبه حين يراها ... لنرى ماذا يريد هذا الأخ الفاضل "
5- و بالتأكيد سيقرأ كل حرف كتبته له حتى لو أرهقه ذلك ... و بالتأكيد سيقرأ بعقل متفتح للحق لأنه لا يحمل تحفزا ضدك و لا تصيدا لأخطائك
6- و بالتالى فى الغالب سيقتنع برأيك و سيعلن خطأه . و ان لم يفعل ذلك فيكفى أنكم ستحافظون على فريضة الأخوه بين المسلمين واتباع آل البيت و توادهم و تآلفهم و ثق أنه سيفكر كثيرا قبل أن يكتب ما يرى أنه يزعجك حرصا على صداقته معك التى بدأت تتكون و سيكون بالتأكيد حريصا عليها
هل ترون معى الفارق الأساسى بين الطريقتين فى التفكير ؟
هل ترون معى ما هو السبب الرئيسى فى هذه المشاكل ؟
انه افتراض سوء النيه .
و اننى أتعجب حقا اذا لم توجد الثقه و حسن الظن و الحب فى الله بين شباب ملتزم يحمل هم الاسلام ويحمل حب رسول الاسلام وينادي بمظلومية اهل بيته و يريد نصرة دينه و أمته ومذهبه فأين توجد اذن ؟
لماذا نفترض دائما أن مخالفنا هو شخص سىء و يسعى لنشر الضلال
لماذا نصر على أن آرائنا هى الحق الذى لا يقبل الخطأ بل و لا يقبل النقاش أصلا ؟
أعرف بالطبع أن هذه الخلافات لن تنتهى الا أننى أتمنى أن يتوقف البعض عن افتراض سوء النيه و عن ترصد الأخطاء للآخرين
بالله عليكم اختلفوا و لكن بأدب .... اختلفوا لكن برفق ... اختلفوا و لكن محتفظين بحب اخوانكم و تقديركم لهم و بحسن الظن الذى هو من الايمان
بالله عليكم الرفق باخوانكم
الرفق يا مؤمنين يا موالين و تذكروا دائما أن تكونوا أعزة على الكافرين أذله على المؤمنين
أعزة على الكافرين .. أذلة على المؤمنين
اعذروني يا اخوان فأنا اقل من ان اوجه لكم النصيحة
انما هي كلمة حق
خذوها او اضربوا بها عرض الحائط
رمضان كريم
تعليق