[frame="1 80"]نرى في بعض الروايات إن ثمة خصال مذمومة في الرجال حسنة للنساء والخصال هي(1):
1ـ الزهو والتكبر.
2ـ الخوف.
3ـ البخل.
ولكن ما هو المراد بذلك، وكيف نكّيف هذه المعاني مع ظواهر السلوك الاجتماعي لحركة المرأة في الحياة؟ هل معنى زهو المرأة وتكبرها أن تجلس بين النساء تتفاخر عليهن، وتتجرأ على زوجها باللسان السليط؟ وهل معنى جبنها أن تخاف من القطة مثلاً؟ وأخيراً هل معنى بخلها أن تقتر على أطفالها وتحرمهم من الغذاء فيصابوا بأنواع الأمراض.
من المؤكد أن هذه المعاني لا تنطبق على مراد الرواية، لأنها تنافي ابسط قواعد الإسلام وآدابه.
ولكن المعني بالزهو والتكبر، أنها لا تلين أمام الأشخاص المحرمين عليها، لا بالقول ولا بالعمل، فيطمع الذي في قلبه مرض، وذلك قول الله سبحانه ﴿فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾.
أي عليها ما استطاعت أن تبتعد عن المخالطة غير الضرورية، وذا اضطرت إليها فينبغي لها أن تتعامل بحزم وقوة، من دون لين في الكلام ولا رقّة في التعامل مع المحرمين عليها شرعاً.
إن مثل هذا السلوك لا ينطلق إلا من فتاة أو امرأة تشعر بالزهو في شخصيتها، فتحرص على نفسها وعفتها ولا تمّكن منها أحداً.
وإلا فخلاف ذلك سيقود التهاون في طراز المحادثة واللين فيها والرقة الزائدة إلى ما لا تحمد عقباه، كما تؤكد ذلك التجربة الاجتماعية.
ومعنى الجبن أنها تخاف من كل ما يعرض لها. وتكون على حذر للحفاظ على عفتها وشخصيتها، فلا تخرج إلى الأماكن المشبوهة، ولا تذهب وحدها إلى المحلات الموبوءة، ولا تغادر بيتها في الليل المتأخر أو في الأوقات الشاذة والغريبة.
تعلمنا تجربة الحياة أن الإنسان الذي يملك درّاً ثميناً وجواهر غالية لا يضعها في متناول يد اللصوص والعابثين، بل يحرص على الحفاظ عليها في أماكن محصنة أمينة، فهو لا يضعها في جيبه ويخرج بها متنـزهاً ولا يصحبها في الأماكن الخطرة.
نفس الكلام ينطبق على المرأة التي تملك كنـزاً ثميناً من عفتها. إن شخصية المرأة تتناسب مع الحفاظ على عفتها، فكلما كانت شديدة في ذلك كلما تماسكت شخصيتها، ولكن أي تراخ أو إهمال في العفة تنعكس آثاره مباشرة على شخصيتها.
أما معنى البخل فيتمثل ـ كما تعلل ذلك الرواية ـ بحرصها على مالها ومال زوجها واقتصادها في ذلك.
وقد نستطيع أن نحمل صفة البخل دلالات اجتماعية أخرى في سلوك المرأة، إذ سيتسم سلوكها بالحرص على مفاتنها وجسمها والبخل به على الأجانب، وستكون بحيث لا توزع البسمات والكلام الدافئ لمن يطلب ويريد ولمن في قلوبهم مرض، ذلك أن هذه التصرفات الصغيرة تقود في حالة عدم الحذر منها إلى الانحرافات الكبيرة التي تهدر أول ما تهدر عفة المرأة فتنتهي شخصيتها وتذهب أدراج الرياح.
وآثار ذلك لن تقتصر على الفتاة أو المرأة المنحرفة وحسب، وإنما على عائلتها ومحيطها الأسري.
ثمة رواية أخرى تفيد الجميع، وبالأخص الفتيات والنساء، إذ جاء في الثر الشريف ((من بلغ الأربعين ولم يتعصَّ فقد عصى)).
الرواية وردت في كتاب (وسائل الشيعة) ولكن هل معناها أن الإنسان ينظر إليه عاصياً بعد الأربعين إذا لم يستخدم العصا؟
اذكر أن احد كبار العلماء من أساتذتنا، قرأ لنا الحديث في احد دروسه الأخلاقية وواضح لنا معناه بالشكل التالي: إن الإنسان بعد الأربعين يكون على حافة القبر، فقبل هذا العمر يمارس الحياة ورأسه مرفوع، أما بعد الأربعين فيكون رأسه باتجاه القبر، لذلك يخاطب الله (جل جلاله) ملائكته إذا تجاوز الإنسان الأربعين، بان يشددوا عليه بعد الآن، لان الإنسان في هذا العمر لا يستطيع أن يبرر معاصيه وإنحرفاته بالغفلة وفوران الشهوة وطغيانها، وما إلى ذلك.
لذلك على الإنسان بعد الأربعين أن يمارس حياته باحتياط شرعي كامل. يحافظ على الحدود الشرعية في كسبه وتجارته، ويترك الإهمال في ممارساته المختلفة ؛ عليه أن يكوم محتاطاً، إذ من الممكن أن يكون أي يوم هو اليوم الأول من وجوده في القبر.
الهوامش:
(1) الرواية عن الإمام علي في نهج البلاغة حيث يقول عليه السلام: ((خيار خصال النساء شرار خصال الرجال: الزهو، والجبن، والبخل. فإذا كانت المرأة ذات زهو لم تمكّن من نفسها، وإذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها، وإذا كنت جبانة فرقت من كل شيء يعرض لها)) بحار الأنوار 103: 238.
من كتاب التربية والطفل: المظاهري[/frame]منقول
1ـ الزهو والتكبر.
2ـ الخوف.
3ـ البخل.
ولكن ما هو المراد بذلك، وكيف نكّيف هذه المعاني مع ظواهر السلوك الاجتماعي لحركة المرأة في الحياة؟ هل معنى زهو المرأة وتكبرها أن تجلس بين النساء تتفاخر عليهن، وتتجرأ على زوجها باللسان السليط؟ وهل معنى جبنها أن تخاف من القطة مثلاً؟ وأخيراً هل معنى بخلها أن تقتر على أطفالها وتحرمهم من الغذاء فيصابوا بأنواع الأمراض.
من المؤكد أن هذه المعاني لا تنطبق على مراد الرواية، لأنها تنافي ابسط قواعد الإسلام وآدابه.
ولكن المعني بالزهو والتكبر، أنها لا تلين أمام الأشخاص المحرمين عليها، لا بالقول ولا بالعمل، فيطمع الذي في قلبه مرض، وذلك قول الله سبحانه ﴿فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾.
أي عليها ما استطاعت أن تبتعد عن المخالطة غير الضرورية، وذا اضطرت إليها فينبغي لها أن تتعامل بحزم وقوة، من دون لين في الكلام ولا رقّة في التعامل مع المحرمين عليها شرعاً.
إن مثل هذا السلوك لا ينطلق إلا من فتاة أو امرأة تشعر بالزهو في شخصيتها، فتحرص على نفسها وعفتها ولا تمّكن منها أحداً.
وإلا فخلاف ذلك سيقود التهاون في طراز المحادثة واللين فيها والرقة الزائدة إلى ما لا تحمد عقباه، كما تؤكد ذلك التجربة الاجتماعية.
ومعنى الجبن أنها تخاف من كل ما يعرض لها. وتكون على حذر للحفاظ على عفتها وشخصيتها، فلا تخرج إلى الأماكن المشبوهة، ولا تذهب وحدها إلى المحلات الموبوءة، ولا تغادر بيتها في الليل المتأخر أو في الأوقات الشاذة والغريبة.
تعلمنا تجربة الحياة أن الإنسان الذي يملك درّاً ثميناً وجواهر غالية لا يضعها في متناول يد اللصوص والعابثين، بل يحرص على الحفاظ عليها في أماكن محصنة أمينة، فهو لا يضعها في جيبه ويخرج بها متنـزهاً ولا يصحبها في الأماكن الخطرة.
نفس الكلام ينطبق على المرأة التي تملك كنـزاً ثميناً من عفتها. إن شخصية المرأة تتناسب مع الحفاظ على عفتها، فكلما كانت شديدة في ذلك كلما تماسكت شخصيتها، ولكن أي تراخ أو إهمال في العفة تنعكس آثاره مباشرة على شخصيتها.
أما معنى البخل فيتمثل ـ كما تعلل ذلك الرواية ـ بحرصها على مالها ومال زوجها واقتصادها في ذلك.
وقد نستطيع أن نحمل صفة البخل دلالات اجتماعية أخرى في سلوك المرأة، إذ سيتسم سلوكها بالحرص على مفاتنها وجسمها والبخل به على الأجانب، وستكون بحيث لا توزع البسمات والكلام الدافئ لمن يطلب ويريد ولمن في قلوبهم مرض، ذلك أن هذه التصرفات الصغيرة تقود في حالة عدم الحذر منها إلى الانحرافات الكبيرة التي تهدر أول ما تهدر عفة المرأة فتنتهي شخصيتها وتذهب أدراج الرياح.
وآثار ذلك لن تقتصر على الفتاة أو المرأة المنحرفة وحسب، وإنما على عائلتها ومحيطها الأسري.
ثمة رواية أخرى تفيد الجميع، وبالأخص الفتيات والنساء، إذ جاء في الثر الشريف ((من بلغ الأربعين ولم يتعصَّ فقد عصى)).
الرواية وردت في كتاب (وسائل الشيعة) ولكن هل معناها أن الإنسان ينظر إليه عاصياً بعد الأربعين إذا لم يستخدم العصا؟
اذكر أن احد كبار العلماء من أساتذتنا، قرأ لنا الحديث في احد دروسه الأخلاقية وواضح لنا معناه بالشكل التالي: إن الإنسان بعد الأربعين يكون على حافة القبر، فقبل هذا العمر يمارس الحياة ورأسه مرفوع، أما بعد الأربعين فيكون رأسه باتجاه القبر، لذلك يخاطب الله (جل جلاله) ملائكته إذا تجاوز الإنسان الأربعين، بان يشددوا عليه بعد الآن، لان الإنسان في هذا العمر لا يستطيع أن يبرر معاصيه وإنحرفاته بالغفلة وفوران الشهوة وطغيانها، وما إلى ذلك.
لذلك على الإنسان بعد الأربعين أن يمارس حياته باحتياط شرعي كامل. يحافظ على الحدود الشرعية في كسبه وتجارته، ويترك الإهمال في ممارساته المختلفة ؛ عليه أن يكوم محتاطاً، إذ من الممكن أن يكون أي يوم هو اليوم الأول من وجوده في القبر.
الهوامش:
(1) الرواية عن الإمام علي في نهج البلاغة حيث يقول عليه السلام: ((خيار خصال النساء شرار خصال الرجال: الزهو، والجبن، والبخل. فإذا كانت المرأة ذات زهو لم تمكّن من نفسها، وإذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها، وإذا كنت جبانة فرقت من كل شيء يعرض لها)) بحار الأنوار 103: 238.
من كتاب التربية والطفل: المظاهري[/frame]منقول
تعليق