لم أكن ضمن المدعوين مساء الأربعاء الماضي (إلى صلاة الجماعة) و(الإفطار) في منزل (السفير الأمريكي ويليام مونرو)، كي لا يخالطني نفس الشعور الذي خرج به (معارض سياسي إسلامي سابق)، ودفعه كما قال (ان يراجع نفسه)، ويساوي بين الإسلام وامريكا!!!، (وراجعت نفسي وتساءلت فيما إذا كانت امريكا أصبحت تتخطى كل الحواجز القومية، تماما كما تخطى الإسلام كل الحواجز الاثنية والقبلية، وتمدد في كل مكان لأنه حمل رسالة تتخطى كل الحدود التي (يستطنعها)، وربما كان قصده يصطنعها الإنسان لنفسه.. الخ).
ما شاء الله.. كل هذا بسبب تأثير مائدة الإفطار الفاخرة، وربما كان أكثرها لذة أطباق الحلاوة الأمريكية التي يغلب عليها اللون الأخضر. ولكني عوضت الإفطار على مائدة سعادة السفير الأمريكي بإفطار أهم، مع (بوش وميليس) مساء الثلاثاء الماضي، حيث لم يسمح لي الوقت بمشاهدة مقابلة الرئيس الأمريكي (جورج بوش) مع فضائية العربية التي اذيعت يوم الثلاثاء في وقت سابق، وخشية ان تفوتني، فقد دبرت أمر تسجيلها، وبدأت مشاهدتها قبيل الإفطار، مما سبب لي فقدا للشهية مع إحساسي بالجوع، فتناولت - بخلاف العادة - شيئا يسيرا، وعدت لمتابعة التسجيل، فشعرت بحالة غثيان شديد، وعسر في الهضم، وكان أظرف تعليق سمعته من العزيزة (أم حسين) وهي تطلب من الجميع الهدوء، وتتمتم: «حسبي الله على بوش وميليس، لقد خربوا مزاج أبوحسين، حتى في الشهر الفضيل ما نسلم من بلاويهم«!!! تأملت في كلمات العزيزة (أم حسين)، فوجدتها رغم عفويتها وبساطتها، فهي تعكس الموقف العربي، الرسمي والشعبي مما يتهددنا جميعا كعرب ومسلمين من أخطار محدقة، بسبب (بوش وميليس)، وأضيف لهما (لارسن)، فكل ما يهمها، ألا يتعكر مزاج (ابوحسين)، وكأنها توافق النظام الرسمي العربي، في مسألة الأمن القومي، ولسان حاله المتعدد يقول: «انا ومن خلفي الطوفان«. كانت تصريحات (بوش) نارية، وهي أقرب الى لغة البلاغات والتهديدات العسكرية، منها الى اللغة الدبلوماسية، فقد أجاب عندما سئل عن تقرير فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة بشأن واقعة الاغتيال، والذي أورد اسماء مسئولين سوريين كمشتبه فيهم، ان الخيار العسكري «هو دائما الخيار الأخير بالنسبة الى أي رئيس«، ولكن ما لم يتحدث عنه الرئيس (بوش)، هو التحضيرات السياسية الأمريكية الممهدة لضرب سوريا، والتي بدأت منذ وقت طويل، وسبقت عملية تفجير موكب الرئيس الحريري، وأوشكت ان تكتمل. ونقلا عن وكالة رويترز، التي حصلت على نص مكتوب لمقابلة (بوش) التي أجرتها في واشنطن يوم الاثنين قناة العربية، والتي تتخذ من دبي مقرا لها، فقد حدد بوش بمنتهى الوضوح المطلوب من سوريا، فقال: «ان سوريا لابد ان تنفذ طلبات المجتمع الدولي، بما في ذلك طرد النشطاء الفلسطينيين، ومنع المسلحين من عبور حدودها الى العراق لمحاربة القوات الأمريكية هناك، وإنهاء التدخل السوري في لبنان« وأردف قائلا: «لا يريد أحد ان تكون هناك مواجهة، ومن ناحية أخرى لابد من ممارسة ضغوط حقيقية«. وأردف موضحا: «بمعنى آخر لابد ان تكون هناك بعض المطالب الواضحة من العالم. وهذا التقرير، من الأمم المتحدة، كما اقول له تداعيات خطيرة على سوريا، ولابد ان تأخذ الحكومة السورية مطالب العالم بجدية بالغة«. وكان قد أفاد تقرير الأمم المتحدة، الذي أعده المحقق الألماني (ديتليف ميليس) ان قرار قتل الحريري: «ما كان ليتخذ دون موافقة من مسئولين أمنيين سوريين على مستوى عال، وبالتواطؤ مع نظرائهم في لبنان«. من جانب آخر فقد رفضت سوريا التقرير بقوة، ووصفته بأنه مسيس، وأكدت ان الاتهامات باطلة، والملاحظ ان مقابلة الرئيس (بوش) قد جرى توقيتها قبل عرض (ميليس) نتائج تحقيقه المثير للجدل، على مجلس الأمن الذي يضم 15 دولة خلال جلسة علنية، والذي استمر ثلاثة شهور، ومن ناحية أخرى فقد سرب دبلوماسيون ان الولايات المتحدة وحلفاءها بحثوا يوم الاثنين الماضي مشروع قرار يطالب سوريا بالتعاون فورا مع التحقيق، ورفض بوش خلال اللقاء الكشف عما ستفعله واشنطن إذا لم تتعاون سوريا وقال: «بالقطع آمل ان يلقي الناس نظرة متأنية على تقرير ميليس... هناك إشارات واضحة الى تورط سوريين في مقتل زعيم أجنبي. والولايات المتحدة مستعدة لتقديم العون والعمل مع دول أخرى وسنفعل ذلك لنضمن ان تخرج من الأمم المتحدة رسالة واضحة«. وحين سئل عما اذا كان سيؤيد دعوة سعد الحريري ابن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق لمحاكمة قتلة والده امام محكمة دولية، أجاب الرئيس الأمريكي: ان القرار يرجع الى الأمم المتحدة. ولكنه أضاف: «حسنا نحن نريد ان يحاسب الناس. وسأكون سعيدا بالتحدث مع زعماء آخرين، لنتفق ما إذا كان هذا هو الطريق الأمثل أم لا، لكن بالقطع يجب محاسبة الناس، والتحرك الأول هو الذهاب الى الأمم المتحدة«. بقيت كلمة أخيرة، فصاحب التقرير نفسه، وهو رئيس لجنة التحقيق يعترف بأن تقريره غير مكتمل، ويريد مزيدا من الوقت ليستكمله، ورغم ذلك فسفراء امريكا الذين قرروا مؤخرا تنظيم صلوات الجماعة، ودعوات الإفطار، كتقليد دبلوماسي جديد، في عجلة من أمرهم للفتك بسوريا.
ما شاء الله.. كل هذا بسبب تأثير مائدة الإفطار الفاخرة، وربما كان أكثرها لذة أطباق الحلاوة الأمريكية التي يغلب عليها اللون الأخضر. ولكني عوضت الإفطار على مائدة سعادة السفير الأمريكي بإفطار أهم، مع (بوش وميليس) مساء الثلاثاء الماضي، حيث لم يسمح لي الوقت بمشاهدة مقابلة الرئيس الأمريكي (جورج بوش) مع فضائية العربية التي اذيعت يوم الثلاثاء في وقت سابق، وخشية ان تفوتني، فقد دبرت أمر تسجيلها، وبدأت مشاهدتها قبيل الإفطار، مما سبب لي فقدا للشهية مع إحساسي بالجوع، فتناولت - بخلاف العادة - شيئا يسيرا، وعدت لمتابعة التسجيل، فشعرت بحالة غثيان شديد، وعسر في الهضم، وكان أظرف تعليق سمعته من العزيزة (أم حسين) وهي تطلب من الجميع الهدوء، وتتمتم: «حسبي الله على بوش وميليس، لقد خربوا مزاج أبوحسين، حتى في الشهر الفضيل ما نسلم من بلاويهم«!!! تأملت في كلمات العزيزة (أم حسين)، فوجدتها رغم عفويتها وبساطتها، فهي تعكس الموقف العربي، الرسمي والشعبي مما يتهددنا جميعا كعرب ومسلمين من أخطار محدقة، بسبب (بوش وميليس)، وأضيف لهما (لارسن)، فكل ما يهمها، ألا يتعكر مزاج (ابوحسين)، وكأنها توافق النظام الرسمي العربي، في مسألة الأمن القومي، ولسان حاله المتعدد يقول: «انا ومن خلفي الطوفان«. كانت تصريحات (بوش) نارية، وهي أقرب الى لغة البلاغات والتهديدات العسكرية، منها الى اللغة الدبلوماسية، فقد أجاب عندما سئل عن تقرير فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة بشأن واقعة الاغتيال، والذي أورد اسماء مسئولين سوريين كمشتبه فيهم، ان الخيار العسكري «هو دائما الخيار الأخير بالنسبة الى أي رئيس«، ولكن ما لم يتحدث عنه الرئيس (بوش)، هو التحضيرات السياسية الأمريكية الممهدة لضرب سوريا، والتي بدأت منذ وقت طويل، وسبقت عملية تفجير موكب الرئيس الحريري، وأوشكت ان تكتمل. ونقلا عن وكالة رويترز، التي حصلت على نص مكتوب لمقابلة (بوش) التي أجرتها في واشنطن يوم الاثنين قناة العربية، والتي تتخذ من دبي مقرا لها، فقد حدد بوش بمنتهى الوضوح المطلوب من سوريا، فقال: «ان سوريا لابد ان تنفذ طلبات المجتمع الدولي، بما في ذلك طرد النشطاء الفلسطينيين، ومنع المسلحين من عبور حدودها الى العراق لمحاربة القوات الأمريكية هناك، وإنهاء التدخل السوري في لبنان« وأردف قائلا: «لا يريد أحد ان تكون هناك مواجهة، ومن ناحية أخرى لابد من ممارسة ضغوط حقيقية«. وأردف موضحا: «بمعنى آخر لابد ان تكون هناك بعض المطالب الواضحة من العالم. وهذا التقرير، من الأمم المتحدة، كما اقول له تداعيات خطيرة على سوريا، ولابد ان تأخذ الحكومة السورية مطالب العالم بجدية بالغة«. وكان قد أفاد تقرير الأمم المتحدة، الذي أعده المحقق الألماني (ديتليف ميليس) ان قرار قتل الحريري: «ما كان ليتخذ دون موافقة من مسئولين أمنيين سوريين على مستوى عال، وبالتواطؤ مع نظرائهم في لبنان«. من جانب آخر فقد رفضت سوريا التقرير بقوة، ووصفته بأنه مسيس، وأكدت ان الاتهامات باطلة، والملاحظ ان مقابلة الرئيس (بوش) قد جرى توقيتها قبل عرض (ميليس) نتائج تحقيقه المثير للجدل، على مجلس الأمن الذي يضم 15 دولة خلال جلسة علنية، والذي استمر ثلاثة شهور، ومن ناحية أخرى فقد سرب دبلوماسيون ان الولايات المتحدة وحلفاءها بحثوا يوم الاثنين الماضي مشروع قرار يطالب سوريا بالتعاون فورا مع التحقيق، ورفض بوش خلال اللقاء الكشف عما ستفعله واشنطن إذا لم تتعاون سوريا وقال: «بالقطع آمل ان يلقي الناس نظرة متأنية على تقرير ميليس... هناك إشارات واضحة الى تورط سوريين في مقتل زعيم أجنبي. والولايات المتحدة مستعدة لتقديم العون والعمل مع دول أخرى وسنفعل ذلك لنضمن ان تخرج من الأمم المتحدة رسالة واضحة«. وحين سئل عما اذا كان سيؤيد دعوة سعد الحريري ابن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق لمحاكمة قتلة والده امام محكمة دولية، أجاب الرئيس الأمريكي: ان القرار يرجع الى الأمم المتحدة. ولكنه أضاف: «حسنا نحن نريد ان يحاسب الناس. وسأكون سعيدا بالتحدث مع زعماء آخرين، لنتفق ما إذا كان هذا هو الطريق الأمثل أم لا، لكن بالقطع يجب محاسبة الناس، والتحرك الأول هو الذهاب الى الأمم المتحدة«. بقيت كلمة أخيرة، فصاحب التقرير نفسه، وهو رئيس لجنة التحقيق يعترف بأن تقريره غير مكتمل، ويريد مزيدا من الوقت ليستكمله، ورغم ذلك فسفراء امريكا الذين قرروا مؤخرا تنظيم صلوات الجماعة، ودعوات الإفطار، كتقليد دبلوماسي جديد، في عجلة من أمرهم للفتك بسوريا.