بسم الله الرحمن الرحيم
(( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ))
اللهم صلي على محمد وآل محمد
أما بعد :
ارتفاع ضغط الدم،،
ويحافظ الجسم على قيم ضغط الدم عن طريق تفاعلات معقدة بين القلب والأوعية الدموية ( الأوردة و الشرايين ) والجهاز العصبي و الكليتين و مجموعة منالهرمونات ، كرد فعل على محرضات مختلفة.
ويميّز ضغط الدم بالضغط الانقباضي والضغط الانبساطي ويكون ضغط الدم مرتفعاً عند تجاوز واحد منهما أو كليهما عن معدل (140) للانقباضي و (90) للانبساطي ، ويقاس عادةبواسطة جهاز بسيط يعطي قراءةبمليمترات الزئبق ، أو بأجهزة إليكترونية تكون عادة أقل دقة وتحتاج إلى ضبط بصفةدورية.
ويعتبر ضغط الدم المرتفع من أكثر الأمراض انتشارا إذ تبلغ نسبةالمصابين به ما بين 15 ـ20% من السكان في المجتمعات المتقدمة ،علماً بأن نسبة كبيرةمنهم غير مشخصة طبياً لأسباب عدة يأتي في مقدمتها ندرة الأعراض التي تظهر علىالمصاب ولا يحس بها خاصة عندما يكون الارتفاع بسيطاً أو متوسطاً والذي ينطبق علىالكثير من المصابين وبالذات في المراحل الأولى للإصابة.
أنواع ضغط الدموأسباب ارتفاعه:
هناك نوعان: الأول ويعرف بارتفاع ضغط الدم الأولي وهوالأكثر شيوعاً إذا أن الوراثة والسمنة والإفراط في تناول ملح الطعام، والإرهاقالنفسي وقلة الحركة تساعد على ظهوره .
والنوع الثاني ويعرف بارتفاع ضغط الدم الثانويويعود إلى اعتلال الكلى في الغالب أو اضطراب بعض الهرمونات وأسباب أخرى نادرة وهذاالنوع يمكن علاجه عن طريق علاج الأسباب التي أدت إلى ذلك.
تشخيصارتفاع ضغط الدم:
إن التشخيص غاية في البساطة وعادة ما يكرر الطبيب قياسالضغط في أوقات مختلفة قبل التأكد من التشخيص، ويكمن دور الطبيب في تقصي الأسباب إنوجدت وتوعية المريض بالمرض ومضاعفاته والبحث عن الظواهر المرضية الكامنة الأخرى مثلالسكر وارتفاع كولسترول الدم ومن ثم يقدم للمريض البرنامج العلاجيالمناسب.
مضاعفات ضغط الدم المرتفع:
من المؤكد أن إهمال ضغطالدم المرتفع دون علاج له عواقب وخيمة قد تؤدي إلى الإعاقة في سن مبكر . كما أنالمحافظة على العلاج والاستمرار فيه يؤدي إلى الحيلولة دون ظهور هذه المضاعفات أوعلى الأقل تأجيلها لسنوات عديدة، ويخفف من حدتها في نفس الوقت، كما أن وجود مشاكلصحية أخرى مثل مرض السكري وارتفاع الكولسترول في الدم، والسمنة، والتدخين….الخ؛تؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي للمصابين وتجعلهم معرضين أكثر لحدوث هذه المضاعفاتوالتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
1-تضخم القلب وفشله في أداء وظائفه، وتصلبالشرايين التاجية وقصورها.
2-الفشل الكلوي.
3-تلف قاع العين والعصبالبصري، والنزيف الداخلي والتأثير السلبي على الأبصار.
4-تصلب الشرايين بصفةعامة ومبكرة خاصة عند من تتوافر لديهم العوامل مثل:التدخين وارتفاع نسبةالكلسترول.
5-الجلطة الدماغية
علاج ضغط الدمالمرتفع:
بعد التشخيص والتأكد من ارتفاع ضغط الدم عن المعدل الطبيعي ( حدأقصى 140/90) بعد ثلاث قراءات متتالية يلجأ الطبيب المعالج إلىما يلي:
أولاً: البحث عن السبب إن وجد خاصة عندما يشخص ارتفاع ضغط الدم للمرةالأولى في سن مبكرة – قبل الخامسة و الثلاثين - أو في سن متأخرة - بعد سن الستين- أو عندما لا يتجاوب الضغط المرتفع للعلاج كما هو متوقع حيث أن علاج ارتفاع ضغط الدمالثانوي يكمن في إزالة أسبابه بالإضافة إلى الأدوية المستخدمة في علاجه حتى يزالهذا السبب.
ثانياً : البحث عن العوامل التي تؤثر سلباً على ضغط الدم وتساعدعلى ظهور المضاعفات مثل ارتفاع نسبة الكولسترول، التدخين، السمنة….الخ، ومحاولةإزالتها أو على الأقل التخفيف من آثارها السلبية عن طريق إنقاصمعدلاتها.
ثالثاً: إذا كان ارتفاع ضغط الدم بسيط ولا يتجاوز(160/100) فان كلما يحتاج إليه المريض وهو إتباع النصائح الطبية دون اللجوء إلى الأدوية، وهذاالإجراء مفيد في كل الحالات ويمكن تلخيصه فيما يلي:
- الإقلال من تناول ملحالطعام بالتدريج حتى يتقبل المريض الطعام بأقل كمية من الملح.
- تخفيض الوزنإذا كان المريض يعاني من السمنة وذلك حسب توجيهات أخصائي التغذية.
- مزاولةالتمارين الرياضية مثل السباحة والجري بانتظام حسب توجيهات الطبيب المعالج على أنيبدأ فيها المريض بالتدريج إذا لم يسبق له التمرين من قبل.
- الإقلاع فوراًعن التدخين.
- - إيقاف تناول حبوب منع الحمل (للنساء) واللجؤ إلى استعمالوسائل أخرى إذا كانت المريضة في سن الإنجاب وخاصة إذا كانت من الفئة التي يزيدوزنها مع تناول حبوب منع الحمل. وهذه الفئة من النساء لديهن قابلية للإصابةبالمضاعفات ؛ ولذا يلزم متابعتهن من قبل الطبيب بانتظام.
- إتباع حمية خاصة(رجيم ) إذا لزم الأمر في حالة ارتفاع نسبة الكولسترول أو السكر فيالدم.
رابعاً: في حالة ارتفاع الضغط المتوسط أو الشديد يقوم الطبيب المعالجبوصف الدواء حسب حالة المريض بالإضافة إلى مراعاة العوامل التي سبق ذكرها ، ويحددكمية الدواء وفق معدل الضغط المطلوب.
ومن المهم الإلمام بمايلي:
- معظم الأدوية المتوفرة حديثاً جيدة ومضاعفاتها محدودة على خلافالأدوية القديمة وعلى كل حال فان مضاعفاتها إن وجدت وأخطارها أقل بكثير من ترك ضغطالدم مرتفعاً أعلى من المعدل الطبيعي.
- ارتفاع ضغط الدم الأولي متى وجد فهويشكل ظاهرة مستديمة ويلزم علاجها على الدوام إما وفق الأساليب الغير دوائية، أوبإضافة دواء أو أكثر حسب الحاجة.
وارتفاع ضغط الدم ليس له أعراض إلا نادراًوعندما يكون الارتفاع شديداً فان أعراضه قد تبدأ في الظهور وإذا لم تظهر الأعراضفهذا لا يعني عدم وجود ضغط مرتفع،ولا يمكن للمريض أن يعرف أن ضغطه مرتفعأو غير مرتفع بدون قياس للضغط ، ولذا وجب التنبيه حتى لا يفاجأ المريض بظهور إحدىالمضاعفات من حيث لا يدري.
هل يفيد القيام بالتمارين الرياضية؟
إن الناس الذين لا يمارسون أي تمارين وليست لديهم القدرة على ذلك هم أكثراستعدادا للنوبات القلبية ويكون شفاؤهم فيها أبطأ من غيرهم لذلك فإن ممارسةالتمارين بانتظام وحسب ما يقترحه طبيبك سوف يؤدي إلى :
-أن يضخ القلب الدمبطريقة أكثر كفاءة وسوف تتحسن الدورة الدموية وربما ينخفض ضغط الدم كذلك .
-ربما تنخفض نسبة الكوليسترول والدهون الأخرى وهذا قد يؤدي إلى تأجيلعملية تصلب الشرايين .
-سوف يتحسن أداء عضلاتك وقوة هذا الأداء وسوف يرتفعمعدل تحملك أيضا
-ربما تتحسن حالتك النفسية وقد يساعدك ذلك على التأقلم معالتوتر وسوف تسترخي بشكل أسرع وتنام أكثر هدوءا .
هذا وصلى الله على مـحــمــد وعلى آل مـحـمـد