فلسفة هدم البيوت على رؤوس أهلها في العراق
عندما استولى الحجاج ابن يوسف الثقفي على العراق بعد أن نصبته الدولة الأموية كوالي لها مبسوط اليد واللسان ،انتهج سياسة خاصة مع أهل العراق ، وأسلوبا تعسفيا لإخضاعهم ، وقد ترجمته إلى واقع ملموس خطبته الأولى المشهورة فيهم : التي تحمل في طياتها أسلوب التهديد والإذلال ونبزهم بالنفاق والشرك والختل والمكر ...الخ
فكان عصر الحجاج مليئا بالظلم والتعسف وإلا جرام وإرهاب
الدولة، فأباد الألوف وشرد الألوف وسجن ألألوف رجال ونساء في معتقل واحد من غير سقف وهم عراة، إلى أن انتكث فتله ، وأجهز عليه عمله ،ومات شر ميتة بعد أن نتن من مرضه ، فكان عبرة لغيره من طغاة الحكام واذنابهم .
نحن الآن في العراق نعاني وللأسف من فترة حجاجية ، ومذ استولى على بلادنا اليانكي الأمريكي ومن سار في فلكه من الأتباع بريطانيين ويابانيين وايطاليين ، ومن أحفاد أبو رغال ، فمثلا لما نقول إن هذا احتلال لبلادنا ودمار لثوابتنا يأتيك الرد السريع بتهمة جاهزة ومعلبة ويتهموك بأنك من أيتام صدام ومن فلول حزب البعث ، ولما نقول إن ديننا الحنيف يرفض العمالة والولاء وتولي الكفار والمحتلين : يردوا ويتهموك بالوهابية والإرهاب والولاء للقاعدة ؟؟؟؟
أما الأخطر من هذا كله فأنك عندما تمتنع عن المشاركة في المشروع الأمريكي أو تهاجمه وتعزف عن المشاركة في انتخابات المحتل الأمريكي أو المشاركة في التصويت على دستوره المستورد : فستضحي أنت وقريتك ومدينتك أو محافظتك بؤرة للإرهابيين والتكفيريين والعبثيين بنظرهم ،فلا مناص لهم عندها من هدمها على رؤوس أهلها ، واعتقال شبابها، ونساءها وأطفالها ، كما أفتى بذلك حجاج العراق وزير الدفاع العراقي الدليمي ، فدمر ت القائم ومن قبلها تلعفر والموصل ، وقبل ذلك مدينة الصدر والعمارة والبصرة والنجف الشرف وكربلاء المقدسة ،واما الذي اشد على النفس مضاضة فهو مقاتلة الجندي جنبا إلى جنب مع الجندي الأمريكي المحتل ليقتل أبناء شعبه ؟؟؟؟؟؟؟؟
ولا ندري إلى متى هذه الفلسفة التدميرية الحجاجية الفاشية التي تنتهجها الحكومات العراقية المتعاقبة ؟؟؟؟؟
هل هم حكام لطائفة واحدة في العراق ، أم للعراق كله ؟
إلى متى هذه المهزلة ، اليوم القائم ، وغدا البصرة ، والعمارة ، والسماوة ، والمدن الآمنة !!!
ولا نملك إلا أن نقول للحكومة العراقية من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ونذكرهم بوصية الإمام علي (ع) لمالك الشتر عندما أرسله واليا لمصر:
# وإياك والدماء وسفكها بغير حلها ، فأنه ليس شيء ادعى لنقمة ، ولا أعظم لتبعة ،ولا أحرى لزوال نعمة وانقطاع مدة من سفك الدماء بغير الحق #
تعليق