السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسس عامة في تربية الانثى
{ يا أيّها الناسُ إنا خلقناكُمِ منْ ذكرٍ واُنثى وجعلناكُم شعوباً وقبائلَ لتعارفُوا إنّ اكرمَكُم عند اللهِ أتقاكُم }. (الحجرات/13)
{ يا أيّها الناسُ اتّقوا ربَّكم الذي خلقكُمِ منْ نفسٍ واحدةٍ وخلقَ منها زوجَها وبثَّ مِنهُما رجالاً كثيراً ونساءً واتّقوا اللهَ الذي تساءلُونَ بهِ والأرحامَ إنَّ اللهَ كانَ عليكُم رقيباً }. (النساء/1)
{ ومنْ آياتهِ أنْ خلقَ لكم منْ أنفسكم أزواجاً لتسكنُوا إليها وجعلَ بينكُم موّدةً ورحمةً إنَّ في ذلكَ لآياتٍ لقومٍ يتفكرونَ }. (الروم/21)
{ وعاشروهنَّ بالمعروفِ }. (النساء/19)
{ ولهنَّ مثلُ الذي عليهنَّ بالمعروف }. (البقرة/228)
عندما يتحدث القرآن عن المرأة والرجل والانسان انما يتحدّث عن الجنس البشري الواحد. وان الرجل والمرأة هما نوعان في هذا الجنس يقومان على أساس التكامل ونظام الزوجية العام في عالم الطبيعة والحياة الذي شخّصه بقوله:
{ ومِنْ كلِّ شيءٍ خَلقْنا زوجين~ لعلّكم تذّكرون }. (الذاريات/49)
وهو في هذه الآيات يؤكد هذه الحقيقة العلمية الكبرى، وهي وحدة الجنس البشري بقوله:
{ خلقكم من نفس واحدة }.
{ خلق منها زوجها }.
{ وبث منها رجالاً كثيراً ونساء }.
{ خلق لكم من أنفسكم أزواجاً }.
ثم يتحدث عن طبيعة العلاقة الانسانية بين الرجل والمرأة، فيوضح أنها علاقة تبتني على أساس الاستقرار والودّ والرحمة والمعروف، والتساوي في احترام الحقوق والواجبات المتعلقة بهما.
وورد ذلك البيان في قوله تعالى:
{ لتسكنوا اليها }.
{ وجعل بينكم مودة ورحمة }.
{ عاشروهنّ بالمعروف }.
{ لهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف }.
ومما ينبغي ايضاحه في مجال التربية والاعداد النسوي هو ما أثبته العلم وما يحسه كل انسان من فوارق تختلف فيها المرأة والرجل. فالمرأة تختلف في تركيبها النفسي والعضوي ووظيفتها الحياتية كأُنثى تلد وترضع وتحمل غريزة الاُمومة والميل الاُنثوي، لذا فإن تربية الاُنثى وإعدادها ينبغي أن يتلاءم وتركيبها النفسي والجسدي ووظيفتها في الحياة.
وتأسيساً على ذلك، فإن هناك تربية مشتركة بين الجنسين، وهناك نمطاً تربوياً خاصّاً بكلّ واحد منهما يتلاءم وأوضاعه النوعية.
لذا نجد الدراسات العلمية تهتم بالفوارق بين الجنسين كأُسس لوضع المنهج التربوي ودراسة السلوك بشقّيه السوي والعُدواني.
وهذه الفوارق التربوية لا تقوم على أساس النيل من انسانية احدهما، أو تستهدف إضعافها، بل تستهدف اعداد الطبيعة الانسانية ضمن النوع والانتماء النوعي لتنسجم التربية والاعداد مع الطبيعة وقوانينها. وقد أكدت الدراسات العلمية التي أجراها العلماء المختصون في شؤون النفس والطب والاجتماع أن هناك فوارق نوعية بين الرجل والمرأة تؤثر في سلوك كل منهما على امتداد مراحل الحياة.
من هنا كانت التربية العلمية الناجحة هي التربية التي تراعي الفوارق النوعية بين الجنسين، وتعد كل منهما وفق طبيعته النفسية والعضوية.
وقد اهتمت التربية الاسلامية واعتنت بالاُنثى، وأكدت على الاهتمام بها بشكل يقوم على أساس المساواة في الحب والتعامل لاشعارها بإنسانيتها وبتساويها مع الرجل في الانسانية.
قال سعد بن سعد الاشعري: قلت للامام أبي الحسن الرضا: (الرجل تكون بناته أحبُ اليه من بنيه، فقال: البنات والبنون في ذلك سواء، انما هو بقدر ما ينزل الله عز وجل)(1).
عن حذيفة بن اليمان: قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(خير أولادكم البنات)(2).
عن محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: (بشّر النبي (صلى الله عليه وآله) بابنة، فنظر إلى وجوه أصحابه فرأى الكراهة فيهم، فقال: ما لكم؟ ريحانة أشمها، ورزقها على الله عز وجلّ، وكان (صلى الله عليه وآله) أبا بنات)(1).
وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: (إن الله تبارك وتعالى على الاناث أرأف منه على الذكور، وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة الاّ فرّحه الله تعالى يوم القيامة)(2).
وورد عن الامام الصادق (عليه السلام) :
(البنات حسنات والبنون نعمة، فإنّما يثاب على الحسنات ويسأل عن النعمة)(3).
وهكذا تحثّ التربية الاسلامية الوالد على حب البنت واكرامها لتمتلئ نفسها بهذا الاحساس وليشعر أخوها الذكر في البيت بهذه المساواة، وليستوحيها من أجواء التربية البيتية، ولتنشأ الاُنثى في ظل أجواء نفسية وتربوية تعدها لمستقبل الحياة الاجتماعية والتعامل مع الآخرين بوحي من تلك القيم.
ـــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــ
1 ـ الحر العاملي / وسائل الشيعة / ج7 / باب استحباب استرضاع الحسناء وكراهة استرضاع القبيحة / ص 189.
2 ـ الظئورة: الظئر: المرضع.
3 ـ المصدر السابق.
والسلام عليكم
أسس عامة في تربية الانثى
{ يا أيّها الناسُ إنا خلقناكُمِ منْ ذكرٍ واُنثى وجعلناكُم شعوباً وقبائلَ لتعارفُوا إنّ اكرمَكُم عند اللهِ أتقاكُم }. (الحجرات/13)
{ يا أيّها الناسُ اتّقوا ربَّكم الذي خلقكُمِ منْ نفسٍ واحدةٍ وخلقَ منها زوجَها وبثَّ مِنهُما رجالاً كثيراً ونساءً واتّقوا اللهَ الذي تساءلُونَ بهِ والأرحامَ إنَّ اللهَ كانَ عليكُم رقيباً }. (النساء/1)
{ ومنْ آياتهِ أنْ خلقَ لكم منْ أنفسكم أزواجاً لتسكنُوا إليها وجعلَ بينكُم موّدةً ورحمةً إنَّ في ذلكَ لآياتٍ لقومٍ يتفكرونَ }. (الروم/21)
{ وعاشروهنَّ بالمعروفِ }. (النساء/19)
{ ولهنَّ مثلُ الذي عليهنَّ بالمعروف }. (البقرة/228)
عندما يتحدث القرآن عن المرأة والرجل والانسان انما يتحدّث عن الجنس البشري الواحد. وان الرجل والمرأة هما نوعان في هذا الجنس يقومان على أساس التكامل ونظام الزوجية العام في عالم الطبيعة والحياة الذي شخّصه بقوله:
{ ومِنْ كلِّ شيءٍ خَلقْنا زوجين~ لعلّكم تذّكرون }. (الذاريات/49)
وهو في هذه الآيات يؤكد هذه الحقيقة العلمية الكبرى، وهي وحدة الجنس البشري بقوله:
{ خلقكم من نفس واحدة }.
{ خلق منها زوجها }.
{ وبث منها رجالاً كثيراً ونساء }.
{ خلق لكم من أنفسكم أزواجاً }.
ثم يتحدث عن طبيعة العلاقة الانسانية بين الرجل والمرأة، فيوضح أنها علاقة تبتني على أساس الاستقرار والودّ والرحمة والمعروف، والتساوي في احترام الحقوق والواجبات المتعلقة بهما.
وورد ذلك البيان في قوله تعالى:
{ لتسكنوا اليها }.
{ وجعل بينكم مودة ورحمة }.
{ عاشروهنّ بالمعروف }.
{ لهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف }.
ومما ينبغي ايضاحه في مجال التربية والاعداد النسوي هو ما أثبته العلم وما يحسه كل انسان من فوارق تختلف فيها المرأة والرجل. فالمرأة تختلف في تركيبها النفسي والعضوي ووظيفتها الحياتية كأُنثى تلد وترضع وتحمل غريزة الاُمومة والميل الاُنثوي، لذا فإن تربية الاُنثى وإعدادها ينبغي أن يتلاءم وتركيبها النفسي والجسدي ووظيفتها في الحياة.
وتأسيساً على ذلك، فإن هناك تربية مشتركة بين الجنسين، وهناك نمطاً تربوياً خاصّاً بكلّ واحد منهما يتلاءم وأوضاعه النوعية.
لذا نجد الدراسات العلمية تهتم بالفوارق بين الجنسين كأُسس لوضع المنهج التربوي ودراسة السلوك بشقّيه السوي والعُدواني.
وهذه الفوارق التربوية لا تقوم على أساس النيل من انسانية احدهما، أو تستهدف إضعافها، بل تستهدف اعداد الطبيعة الانسانية ضمن النوع والانتماء النوعي لتنسجم التربية والاعداد مع الطبيعة وقوانينها. وقد أكدت الدراسات العلمية التي أجراها العلماء المختصون في شؤون النفس والطب والاجتماع أن هناك فوارق نوعية بين الرجل والمرأة تؤثر في سلوك كل منهما على امتداد مراحل الحياة.
من هنا كانت التربية العلمية الناجحة هي التربية التي تراعي الفوارق النوعية بين الجنسين، وتعد كل منهما وفق طبيعته النفسية والعضوية.
وقد اهتمت التربية الاسلامية واعتنت بالاُنثى، وأكدت على الاهتمام بها بشكل يقوم على أساس المساواة في الحب والتعامل لاشعارها بإنسانيتها وبتساويها مع الرجل في الانسانية.
قال سعد بن سعد الاشعري: قلت للامام أبي الحسن الرضا: (الرجل تكون بناته أحبُ اليه من بنيه، فقال: البنات والبنون في ذلك سواء، انما هو بقدر ما ينزل الله عز وجل)(1).
عن حذيفة بن اليمان: قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(خير أولادكم البنات)(2).
عن محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: (بشّر النبي (صلى الله عليه وآله) بابنة، فنظر إلى وجوه أصحابه فرأى الكراهة فيهم، فقال: ما لكم؟ ريحانة أشمها، ورزقها على الله عز وجلّ، وكان (صلى الله عليه وآله) أبا بنات)(1).
وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: (إن الله تبارك وتعالى على الاناث أرأف منه على الذكور، وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة الاّ فرّحه الله تعالى يوم القيامة)(2).
وورد عن الامام الصادق (عليه السلام) :
(البنات حسنات والبنون نعمة، فإنّما يثاب على الحسنات ويسأل عن النعمة)(3).
وهكذا تحثّ التربية الاسلامية الوالد على حب البنت واكرامها لتمتلئ نفسها بهذا الاحساس وليشعر أخوها الذكر في البيت بهذه المساواة، وليستوحيها من أجواء التربية البيتية، ولتنشأ الاُنثى في ظل أجواء نفسية وتربوية تعدها لمستقبل الحياة الاجتماعية والتعامل مع الآخرين بوحي من تلك القيم.
ـــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــ
1 ـ الحر العاملي / وسائل الشيعة / ج7 / باب استحباب استرضاع الحسناء وكراهة استرضاع القبيحة / ص 189.
2 ـ الظئورة: الظئر: المرضع.
3 ـ المصدر السابق.
والسلام عليكم