بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد
.jpg)
حظِيَت شهادة الإمام الحسين عليه السّلام بعنايةٍ إلهيّةٍ خاصّةٍ جدّاً، بحيث جعلها اللهُ تبارك وتعالى موضعَ توجّهٍ خاصٍّ عند الأنبياء والمرسلين عليهم السّلام، فتعاطفوا وتفاعلوا معها، وظهر منهم المواساة، ورفعَتْ أرواحُهم أحرَّ العزاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وها نحن أمام جملةٍ من الروايات نقلت لنا ذلك، نتأمّلها.. ففيها ما يكسر القلب ويبكيه، ويُجري عبراتِ النفس ودموعَها الساخنة.
ابراهيم عليه السلام
رُويَ أنّ إبراهيم عليه السّلام مرّ في أرض كربلاء وهو راكب، فعثرت به فرسُه وسقط إبراهيم وشُجّ رأسه وسال دمُه.. فأخذ في الاستغفار وقال: إلهي، أيُّ شيءٍ حدث منّي ؟ فنزل إليه جبرئيل عليه السّلام وقال: يا إبراهيم، ما حدث منك ذنب، ولكنْ هنا يُقتَل سبط خاتم الأنبياء، وابن خاتم الأوصياء، فسال دمُك موافقةً لدمه.
قال إبراهيم عليه السّلام: يا جبرئيل، ومَن يكون قاتلَه ؟! قال: لعين أهل السماوات والأرض، والقلم جرى على اللوح بلعنه، فأوحى الله تعالى إلى القلم أنّك استحققتَ الثناءَ بهذا اللعن. فرفع إبراهيم عليه السّلام يدَيه ولعن يزيدَ لعناً كثيرا..
• وفي قصّة أمر الله عزّوجلّ إبراهيمَ عليه السّلام أن يذبح ابنَه عليه السّلام، ثمّ فداه بذِبحٍ عظيم.. رويَ أنّ الله جلّ وعلا أوحى إليه: يا إبراهيم، مَن أحبُّ خَلْقي إليك ؟ فقال: يا ربّ، ما خلقتَ خَلْقاً هو أحبُّ إليّ من حبيبك محمّد. فأوحى الله تعالى إليه: أفهوَ أحبُّ إليك أم نفسُك ؟ قال: بل هو أحبُّ إليّ من نفسي، قال: فولَدُه أحبّ إليك أم ولدك ؟ قال: بل ولده، قال: فذَبحُ ولده ظلماً على أيدي أعدائه أوجعُ لقلبِك أو ذبحُ ولدك بيدك في طاعتي ؟ قال: يا ربّ، بل ذبحُه على أيدي أعدائه أوجعُ لقلبي.
قال: يا إبراهيم، فإنّ طائفةً تزعم أنّها مِن أُمّة محمّدٍ ستقتل الحسينَ ابنَه مِن بعده ظلماً وعدواناً.. ويستوجبون بذلك سخطي. فجزع إبراهيم عليه السّلام لذلك، وتوجّع قلبه وأقبل يبكي.. فأوحى الله عزّوجلّ: يا إبراهيم، قد فديتُ جزعك على ابنك إسماعيل ـ لو ذبحتَه بيدك ـ بجزعك على الحسين وقتلهِ، وأوجبتُ لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب - عيون أخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 - باب 17/1
إسماعيل عليه السّلام
رُويَ أنّ إسماعيل عليه السّلام كانت أغنامه ترعى بشطّ الفرات، فأخبره الراعي أنّها لا تشرب الماء في هذه المشرع منذ كذا يوم، فسأل إسماعيلُ ربَّه عزّوجلّ عن سبب ذلك، فنزل جبرئيلُ عليه السّلام وقال: يا إسماعيل، سَل غنمك فإنّها تُجيبك عن سبب ذلك.
ومُسَلّم أنّ الله تعالى جعل أنبياءه عليهم السّلام يعرفون منطق الطيور والحيوانات؛ لأنّهم عليهم السّلام حججُ الله على مخلوقاته جميعاً، كما أنّ الله عزّوجلّ بقدرته يُنطق مخلوقاته بأنواع النطق.. لذا:
سأل إسماعيل عليه السّلام غنمه: لِمَ لا تشربين من هذا الماء ؟ فأجابت بلسانٍ فصيح: قد بلَغَنا أنّ ولدَك الحسين عليه السّلام سبط محمّد يُقتَل هنا عطشاناً؛ فنحن لا نشرب من هذه المشرعة حزناً عليه
سليمان عليه السّلام
• كان من معاجزه بساطُه الذي يسير به في الهواء.. فمرّ به ذات يوم على أرض كربلاء، فأدارت الريح بساطه ثلاث دورات.. حتّى خشي السقوط، ثمّ سكنت الريح ونزل البساط في أرض كربلاء.
قال سليمان عليه السّلام للريح: لِمَ سكنتِ ؟ قالت: إنّ هنا يُقتَل الحسين عليه السّلام. فقال: ومَن قاتُله ؟ قالت: لعينُ أهل السماوات والأرض « يزيد »! فرفع سليمان عليه السّلام يدَيه ولعَنَه ودعا عليه، وأمّن على دعائه الإنس والجن، ثمّ هبّت الريح وسار البساط - وفي القرآن الكريم كلام في تسخير الله تعالى الريح لسليمان "ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين" الأنبياء 81
إسماعيل صادق الوعد عليه السّلام
قال الإمام الصادق عليه السّلام: إنّ إسماعيل الذي قال الله عزّوجلّ في كتابه: « واذْكُرْ في الكتابِ إسماعيلَ إنّه كان صادقَ الوعدِ وكان رسولاً نبيّا » مريم(54) لم يكن إسماعيلَ بن إبراهيم، بل كان نبيّاً من الأنبياء بعثه الله عزّوجلّ إلى قومه، فأخذوه فسلخوه فروةَ رأسه ووجهه، فأتاه مَلَك فقال: إنّ الله جلّ جلاله بعثني إليك، فمُرْني بما شئت. فقال: لي أُسوةٌ بما يُصنَع بالحسين عليه السّلام.
• وفي رواية ثالثة: ذاك إسماعيل بن حِزقيل النبيّ، بعثه الله إلى قومه فكذّبوه وقتلوه وسلخوا وجهه، فغضب الله عليهم له، فوجّه إليه مَلَك العذاب فقال له: يا إسماعيل، أنا مَلَك العذاب، وجّهَني ربُّ العزّة إليك لأعذّب قومك بألوان العذاب إن شئت، فقال له إسماعيل: لا حاجة لي في ذلك.
فأوحى الله إليه: فما حاجتك يا إسماعيل ؟! قال: يا ربّ، إنّك أخذتَ الميثاق لنفسك بالربوبيّة، ولمحمّدٍ بالنبوّة، ولأوصيائه بالولاية.. وأخبرتَ خلقَك بما تفعل أُمّتُه بالحسين بن عليّ مِن بعد نبيّها، وإنك وعدتَ الحسين أن تَكِرَّه إلى الدنيا ( أي بالرجعة ) حتّى ينتقم بنفسه ممّن فعل ذلك به، فحاجتي إليك يا ربّ أن تَكِرّني إلى الدنيا حتّى أنتقمَ ممّن فعل ذلك بي ما فعل.
فوعَدَ اللهُ إسماعيل بن حزقيل ذلك، فهو يكرّ مع الحسين بن عليّ عليه السّلام
نوح عليه السّلام
• ورُويَ أنّ نوحاً عليه السّلام لمّا ركب في السفينة طافت به جميع الدنيا .. فلمّا مرّت بكربلاء أخذته الأرض وخاف نوح الغرق، فدعا ربَّه وقال: إلهي، طغتُ جميعَ الأرض وما أصابني فزعٌ مِثْلَ ما أصابني في هذه الأرض! فنزل جبرئيل فقال: يا نوح، في هذا الموضع يُقتَل الحسينُ سبط محمّد خاتم الأنبياء، وابنُ خاتم الأوصياء.
فقال نوح: ومَن القاتل له يا جبرئيل ؟! قال: قاتلُه لعينُ أهل سبع سماواتٍ وسبع أرضين . فلعنه نوح أربع مرّات، فسارت السفينة حتّى بلغت الجوديَّ واستقرّت عليه
موسى عليه السّلام
• وروي أنّ موسى عليه السّلام كان ذاتَ يومٍ سائراً ومعه يُوشَع بن نون.. فلمّا جاء إلى أرض كربلاء انخرق نعلُه وانقطع شراكه ودخل الخسك في رِجلَيه وسال دمه، فقال: إلهي، أيُّ شيءٍ حدث منّي ؟ فأوحى الله إليه أنّ هنا يُقتَل الحسين، وهنا يُسفَك دمُه، فسال دمك موافقةً لدمه. فقال: ربِّ ومَن يكون الحسين ؟ فقيل له: هو سبط محمّدٍ المصطفى وابن عليٍّ المرتضى. فقال: ومَن يكون قاتله ؟ فقيل: هو لعينُ السَّمَك في البحار، والوحوش في القفار، والطير في الهواء! فرفع موسى عليه السّلام يديه ولعن يزيد ودعا عليه، وأمّن يُوشَع بن نون على دعائه، ومضى لشأنه.
وهكذا أُخبر الأنبياء عليهم السّلام وأخبروا بشهادة الإمام الحسين عليه السّلام، وصاغوا لنا الأخبار في ذلك حتّى لو بطرحهم سؤالاً يَكشف جوابُه عن قصّة الشهادة العظمى لسيد الشهداء عليه السّلام.
زكريا عليه السلام
عن الاحتجاج للشيخ أبي منصور أحمد بن عليّ الطبرسيّ ص 239.. عن سعد بن عبدالله أنّه سأل الإمام المهدي عليه السّلام عن تأويل « كهيعص » في سورة مريم وفيها قصّة زكريّا.. فقال عليه السّلام: هذه الحروف من أنباء الغيب، أطْلعَ اللهُ عليها عبدَه زكريّا، ثمّ قصّها على محمّدٍ ( صلّى الله عليه وآله )، وذلك أنّ زكريّا سأل اللهَ ربّه أن يعلمّه أسماء الخمسة، فأهبط عليه جبرئيلَ عليه السّلام فعلّمه إيّاها، فكان زكريّا إذا ذكَرَ محمّداً وعليّاً وفاطمة والحسن عليهم السّلام سُرّيَ عنه همُّه، وانجلى كَرْبُه، وإذا ذكر اسمَ الحسين خنقَتْه العبرة.. فقال عليه السّلام ذات يوم: إلهي، ما بالي إذا ذكرتُ أربعةً منهم تسلّيتُ بأسمائهم من همومي، وإذا ذكرت الحسينَ تدمع عيني وتثور زفرتي ؟! فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصّته، فقال: « كهيعص ».. فالكاف اسم كربلاء، والهاء هلاك العترة الطاهرة، والياء يزيد وهو ظالم الحسين، والعين عطشه ( عليه السّلام )، والصاد صبره ( عليه السّلام ).
فلمّا سمع ذلك زكريّا لم يفارق مسجده ثلاثة أيّام، ومنع فيهنّ الناسَ من الدخول عليه، وأقبل على البكاء والنحيب، وكان يرثيه: إلهي، أتُفجّع خيرَ جميعِ خَلْقِك بولده، إلهي أتُنزِل بلوى هذه الرزيّة بفِنائه، إلهي أتُلبس عليّاً وفاطمة ثيابَ هذه المصيبة، إلهي أتحلُّ كربةَ هذه المصيبة بساحتهما ؟!
ثمّ كان يقول: إلهي ارزقْني ولداً تَقرّ به عيني على الكِبَر، فإذا رزقتنيه فافتِنّي بحبّه، ثمّ أفجِعْني به كما تُفجّع محمّداً حبيبَك بولده. فرزقه الله يحيى وفجّعه به - بحار الانوار 44:223/ ج1 باب30
السلام عليك يا أبا عبدالله وعلى الارواح التي حلت بفنائك
عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار
ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد
.jpg)
حظِيَت شهادة الإمام الحسين عليه السّلام بعنايةٍ إلهيّةٍ خاصّةٍ جدّاً، بحيث جعلها اللهُ تبارك وتعالى موضعَ توجّهٍ خاصٍّ عند الأنبياء والمرسلين عليهم السّلام، فتعاطفوا وتفاعلوا معها، وظهر منهم المواساة، ورفعَتْ أرواحُهم أحرَّ العزاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وها نحن أمام جملةٍ من الروايات نقلت لنا ذلك، نتأمّلها.. ففيها ما يكسر القلب ويبكيه، ويُجري عبراتِ النفس ودموعَها الساخنة.
ابراهيم عليه السلام
رُويَ أنّ إبراهيم عليه السّلام مرّ في أرض كربلاء وهو راكب، فعثرت به فرسُه وسقط إبراهيم وشُجّ رأسه وسال دمُه.. فأخذ في الاستغفار وقال: إلهي، أيُّ شيءٍ حدث منّي ؟ فنزل إليه جبرئيل عليه السّلام وقال: يا إبراهيم، ما حدث منك ذنب، ولكنْ هنا يُقتَل سبط خاتم الأنبياء، وابن خاتم الأوصياء، فسال دمُك موافقةً لدمه.
قال إبراهيم عليه السّلام: يا جبرئيل، ومَن يكون قاتلَه ؟! قال: لعين أهل السماوات والأرض، والقلم جرى على اللوح بلعنه، فأوحى الله تعالى إلى القلم أنّك استحققتَ الثناءَ بهذا اللعن. فرفع إبراهيم عليه السّلام يدَيه ولعن يزيدَ لعناً كثيرا..
• وفي قصّة أمر الله عزّوجلّ إبراهيمَ عليه السّلام أن يذبح ابنَه عليه السّلام، ثمّ فداه بذِبحٍ عظيم.. رويَ أنّ الله جلّ وعلا أوحى إليه: يا إبراهيم، مَن أحبُّ خَلْقي إليك ؟ فقال: يا ربّ، ما خلقتَ خَلْقاً هو أحبُّ إليّ من حبيبك محمّد. فأوحى الله تعالى إليه: أفهوَ أحبُّ إليك أم نفسُك ؟ قال: بل هو أحبُّ إليّ من نفسي، قال: فولَدُه أحبّ إليك أم ولدك ؟ قال: بل ولده، قال: فذَبحُ ولده ظلماً على أيدي أعدائه أوجعُ لقلبِك أو ذبحُ ولدك بيدك في طاعتي ؟ قال: يا ربّ، بل ذبحُه على أيدي أعدائه أوجعُ لقلبي.
قال: يا إبراهيم، فإنّ طائفةً تزعم أنّها مِن أُمّة محمّدٍ ستقتل الحسينَ ابنَه مِن بعده ظلماً وعدواناً.. ويستوجبون بذلك سخطي. فجزع إبراهيم عليه السّلام لذلك، وتوجّع قلبه وأقبل يبكي.. فأوحى الله عزّوجلّ: يا إبراهيم، قد فديتُ جزعك على ابنك إسماعيل ـ لو ذبحتَه بيدك ـ بجزعك على الحسين وقتلهِ، وأوجبتُ لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب - عيون أخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 - باب 17/1
إسماعيل عليه السّلام
رُويَ أنّ إسماعيل عليه السّلام كانت أغنامه ترعى بشطّ الفرات، فأخبره الراعي أنّها لا تشرب الماء في هذه المشرع منذ كذا يوم، فسأل إسماعيلُ ربَّه عزّوجلّ عن سبب ذلك، فنزل جبرئيلُ عليه السّلام وقال: يا إسماعيل، سَل غنمك فإنّها تُجيبك عن سبب ذلك.
ومُسَلّم أنّ الله تعالى جعل أنبياءه عليهم السّلام يعرفون منطق الطيور والحيوانات؛ لأنّهم عليهم السّلام حججُ الله على مخلوقاته جميعاً، كما أنّ الله عزّوجلّ بقدرته يُنطق مخلوقاته بأنواع النطق.. لذا:
سأل إسماعيل عليه السّلام غنمه: لِمَ لا تشربين من هذا الماء ؟ فأجابت بلسانٍ فصيح: قد بلَغَنا أنّ ولدَك الحسين عليه السّلام سبط محمّد يُقتَل هنا عطشاناً؛ فنحن لا نشرب من هذه المشرعة حزناً عليه
سليمان عليه السّلام
• كان من معاجزه بساطُه الذي يسير به في الهواء.. فمرّ به ذات يوم على أرض كربلاء، فأدارت الريح بساطه ثلاث دورات.. حتّى خشي السقوط، ثمّ سكنت الريح ونزل البساط في أرض كربلاء.
قال سليمان عليه السّلام للريح: لِمَ سكنتِ ؟ قالت: إنّ هنا يُقتَل الحسين عليه السّلام. فقال: ومَن قاتُله ؟ قالت: لعينُ أهل السماوات والأرض « يزيد »! فرفع سليمان عليه السّلام يدَيه ولعَنَه ودعا عليه، وأمّن على دعائه الإنس والجن، ثمّ هبّت الريح وسار البساط - وفي القرآن الكريم كلام في تسخير الله تعالى الريح لسليمان "ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين" الأنبياء 81
إسماعيل صادق الوعد عليه السّلام
قال الإمام الصادق عليه السّلام: إنّ إسماعيل الذي قال الله عزّوجلّ في كتابه: « واذْكُرْ في الكتابِ إسماعيلَ إنّه كان صادقَ الوعدِ وكان رسولاً نبيّا » مريم(54) لم يكن إسماعيلَ بن إبراهيم، بل كان نبيّاً من الأنبياء بعثه الله عزّوجلّ إلى قومه، فأخذوه فسلخوه فروةَ رأسه ووجهه، فأتاه مَلَك فقال: إنّ الله جلّ جلاله بعثني إليك، فمُرْني بما شئت. فقال: لي أُسوةٌ بما يُصنَع بالحسين عليه السّلام.
• وفي رواية ثالثة: ذاك إسماعيل بن حِزقيل النبيّ، بعثه الله إلى قومه فكذّبوه وقتلوه وسلخوا وجهه، فغضب الله عليهم له، فوجّه إليه مَلَك العذاب فقال له: يا إسماعيل، أنا مَلَك العذاب، وجّهَني ربُّ العزّة إليك لأعذّب قومك بألوان العذاب إن شئت، فقال له إسماعيل: لا حاجة لي في ذلك.
فأوحى الله إليه: فما حاجتك يا إسماعيل ؟! قال: يا ربّ، إنّك أخذتَ الميثاق لنفسك بالربوبيّة، ولمحمّدٍ بالنبوّة، ولأوصيائه بالولاية.. وأخبرتَ خلقَك بما تفعل أُمّتُه بالحسين بن عليّ مِن بعد نبيّها، وإنك وعدتَ الحسين أن تَكِرَّه إلى الدنيا ( أي بالرجعة ) حتّى ينتقم بنفسه ممّن فعل ذلك به، فحاجتي إليك يا ربّ أن تَكِرّني إلى الدنيا حتّى أنتقمَ ممّن فعل ذلك بي ما فعل.
فوعَدَ اللهُ إسماعيل بن حزقيل ذلك، فهو يكرّ مع الحسين بن عليّ عليه السّلام
نوح عليه السّلام
• ورُويَ أنّ نوحاً عليه السّلام لمّا ركب في السفينة طافت به جميع الدنيا .. فلمّا مرّت بكربلاء أخذته الأرض وخاف نوح الغرق، فدعا ربَّه وقال: إلهي، طغتُ جميعَ الأرض وما أصابني فزعٌ مِثْلَ ما أصابني في هذه الأرض! فنزل جبرئيل فقال: يا نوح، في هذا الموضع يُقتَل الحسينُ سبط محمّد خاتم الأنبياء، وابنُ خاتم الأوصياء.
فقال نوح: ومَن القاتل له يا جبرئيل ؟! قال: قاتلُه لعينُ أهل سبع سماواتٍ وسبع أرضين . فلعنه نوح أربع مرّات، فسارت السفينة حتّى بلغت الجوديَّ واستقرّت عليه
موسى عليه السّلام
• وروي أنّ موسى عليه السّلام كان ذاتَ يومٍ سائراً ومعه يُوشَع بن نون.. فلمّا جاء إلى أرض كربلاء انخرق نعلُه وانقطع شراكه ودخل الخسك في رِجلَيه وسال دمه، فقال: إلهي، أيُّ شيءٍ حدث منّي ؟ فأوحى الله إليه أنّ هنا يُقتَل الحسين، وهنا يُسفَك دمُه، فسال دمك موافقةً لدمه. فقال: ربِّ ومَن يكون الحسين ؟ فقيل له: هو سبط محمّدٍ المصطفى وابن عليٍّ المرتضى. فقال: ومَن يكون قاتله ؟ فقيل: هو لعينُ السَّمَك في البحار، والوحوش في القفار، والطير في الهواء! فرفع موسى عليه السّلام يديه ولعن يزيد ودعا عليه، وأمّن يُوشَع بن نون على دعائه، ومضى لشأنه.
وهكذا أُخبر الأنبياء عليهم السّلام وأخبروا بشهادة الإمام الحسين عليه السّلام، وصاغوا لنا الأخبار في ذلك حتّى لو بطرحهم سؤالاً يَكشف جوابُه عن قصّة الشهادة العظمى لسيد الشهداء عليه السّلام.
زكريا عليه السلام
عن الاحتجاج للشيخ أبي منصور أحمد بن عليّ الطبرسيّ ص 239.. عن سعد بن عبدالله أنّه سأل الإمام المهدي عليه السّلام عن تأويل « كهيعص » في سورة مريم وفيها قصّة زكريّا.. فقال عليه السّلام: هذه الحروف من أنباء الغيب، أطْلعَ اللهُ عليها عبدَه زكريّا، ثمّ قصّها على محمّدٍ ( صلّى الله عليه وآله )، وذلك أنّ زكريّا سأل اللهَ ربّه أن يعلمّه أسماء الخمسة، فأهبط عليه جبرئيلَ عليه السّلام فعلّمه إيّاها، فكان زكريّا إذا ذكَرَ محمّداً وعليّاً وفاطمة والحسن عليهم السّلام سُرّيَ عنه همُّه، وانجلى كَرْبُه، وإذا ذكر اسمَ الحسين خنقَتْه العبرة.. فقال عليه السّلام ذات يوم: إلهي، ما بالي إذا ذكرتُ أربعةً منهم تسلّيتُ بأسمائهم من همومي، وإذا ذكرت الحسينَ تدمع عيني وتثور زفرتي ؟! فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصّته، فقال: « كهيعص ».. فالكاف اسم كربلاء، والهاء هلاك العترة الطاهرة، والياء يزيد وهو ظالم الحسين، والعين عطشه ( عليه السّلام )، والصاد صبره ( عليه السّلام ).
فلمّا سمع ذلك زكريّا لم يفارق مسجده ثلاثة أيّام، ومنع فيهنّ الناسَ من الدخول عليه، وأقبل على البكاء والنحيب، وكان يرثيه: إلهي، أتُفجّع خيرَ جميعِ خَلْقِك بولده، إلهي أتُنزِل بلوى هذه الرزيّة بفِنائه، إلهي أتُلبس عليّاً وفاطمة ثيابَ هذه المصيبة، إلهي أتحلُّ كربةَ هذه المصيبة بساحتهما ؟!
ثمّ كان يقول: إلهي ارزقْني ولداً تَقرّ به عيني على الكِبَر، فإذا رزقتنيه فافتِنّي بحبّه، ثمّ أفجِعْني به كما تُفجّع محمّداً حبيبَك بولده. فرزقه الله يحيى وفجّعه به - بحار الانوار 44:223/ ج1 باب30
السلام عليك يا أبا عبدالله وعلى الارواح التي حلت بفنائك
عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار
ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
اتمنى من الله العلي القدير ان تنال هذه المعلومات رضاكم
اخـــوكم
al7seen
14 - 2 - 2006
اخـــوكم
al7seen
14 - 2 - 2006
تعليق