تويت
السلام عليكم :
طبيعة الحياة على هذه الأرض لاتخلو من الكوارث الطبيعية و تعرض بنيها للزلازل والعواصف.. وتتحطم على إثرها أسر ومدن بأسرها ..
وهكذا طبيعة الحياة حتى في المجال النفسي والروحي .. فلاتخلو الحياة من كوارث نفسية تزلزل الأفراد والمجتمعات وتتحطم على إثرها أسر ومدن بأسرها .. وعلى العاقل أن يأخذ حذره إذ لابدأن يتعرض الإنسان المؤمن للزلزال
النفسي والذي يتمحص به إيمانه ويتبين فيه حقيقة ثباته .. وتؤكد هذه الحقيقة الكثير من الآيات
القرآنية .. آمل أن يتحفنا بها الأحبة القراء ..
ومن خلال التجارب التي يمر بها الفرد ويسمع بها يجد تلك الحقيقة ماثلة في كل يوم يعيش به .. فكم
من مؤمنة مشهود لها بالتقوى والنشاط وإذا بها مع الأيام تتزلزل وتنقلب نتيجة موقف نفسي تعرضت
فيه لصدمة شديدة هزت كيانها بعدما إهتز في قلبها ذلك الجبل الذي تقف عليه وتستند إليه .. وكم
من مؤمن وجد نفسه في مهب العواصف تقذف به يمينا وشمالا بعدما خرج من بيته وهاجر إلى
الغرب..
وهناك أنواع أخرىمن تلك الهزات النفسية التي قد يتعرض لها الإنسان سواءا كان رجلا أو إمرأة
من ذلك إصابة أو موت عزيز .. لافجعكم الله بعزيز .. فمن يأمن تقلب الدهر وصروف الأيام والليالي .. ..
وقد تبدو بعض المواقف أقل شدة وعنفا إلا أنها تثير إحباطا وألما شديدا في قلب صاحبها إلا أنه قد ينقلب رأسا
على عقب ويتحطم نفسيا ويتغير سلوكه تبعا لذلك ..
ولايوجد أي شخص في مأمن من هذا الزلزال إلا من رحم ربي .. ففي هذا العصر الصعب فإن المرء يتعرض لهذه الزلازل والعواصف حتى وهو في قعر بيته .. فضغطة إزرار هنا أو هناك قد يجد المرء نفسه في جوف
زلزال خطير يقذف به في سحيق المهالك ..
وهكذا تتعدد المواقف وتتنوع وما أوردناه على سبيل المثال وليس الحصر فما أكثر
الفجائع والهزات التي على المرء أن يبصر قلبه بها .. ليصبر نفسه عليها .. تلك الهزات قد تتسبب في فقد الإنسان
عقله وإتزانه في لحظة ما.. أفلا يجب بعد كل ذلك أن يستعد المرء لتلك الهزات العنيفة للحياة وأن يكون أكثر
صلابة منها فلابد للمرء أن يسأل الله الثبات ويعزز من تماسك موقفه الإيماني وصلابته..
كيف تحمي نفسك من تلك الزلازل ..؟؟
لابد أولا من التعرف على سبل الوقاية من الزلازل الطبيعية .. وستجد عزيزي القاريء بأن ذات السبل
تلك مناسبة للوقاية من الزلازل النفسية .. وسأكتب ما يتبادر لذهني هنا من طرق مهمة يمكن للقراء
إثراء الموضوع بإضافاتهم لطرق أخرى من ذلك :
التأكد من صلابة القاعدة التي يقف عليها الإنسان ويبني عليها بناءه الإيماني والفكري ..
فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام :
من دخل الدين بالرجال أخرجه منه الرجال
ولهذه الكلمة أبعاد ومعان رائعة .. ولكن بعض ما يمكن فهمه من هذه المقولة أنه إذا كانت القاعدة
التي يقوم عليها البناء الفكري للفرد و يتمسك بالدين بناءا عليها نتيجة للظروف الإجتماعية المحيطة
به أو إعجابه بشخص ما حوله بنى في شخصيته تلك القاعدة الإيمانية .. فإنه سيكون عرضة للخروج
من هذا التدين الظرفي حينما تتلاشى تلك الظروف وتتهاوىتلك القاعدة ..
إذا .. لابد أن يراجع الإنسان نفسه .. ويبحث في صلابة القاعدة التي يقف عليها ويتساءل عن سبب
تدينه .. هل هو نتيجة أي ظرف إجتماعي حوله .. أم نتيجة قناعة شخصية بحتة راسخة في أعماقه
لاتستند على الرجال من حوله بحيث يشعر أن أساسه الفكري مصداقا
لتلك المقولة :
تتهدم الدنيا ولا يتهدم ..
وحتى يتعرف المرء على أصالة تلك الأسس الإيمانية لديه عليه أن
يتصور نفسه في مواقف تهاوت فيها وتلاشت تلك الظروف الإجتماعية التي ربما تأثر بها فكيف سيتوقع أن يكون ..؟؟
لابد عزيزي القارئ أن تعلم بأن إيماننا مالم يكن صادقا ومخلصا لله رب العالمين وحده لاشريك له
فقد نهتز يوما ما ولاتعجب .. ويعلم الله هل سنتمكن حينها من الوقوف مجددا علىأقدامنا أم سندفن
في الظلمات أعاذنا الله وإياك وسدد خطانا على الخير .. وهنا لابد أن نشيد بأصحاب النفس المطمئنة
والتي لاتزلزلها الأيام رغم قسوتها ولاتهزها العواصف رغم شدتها ولايتأتى ذلك إلا نتيجة الإصرار والإخلاص والمعرفة بأنه لايوجد
للنفس خيار آخر أفضل من الطريق الذي أراده الله وشرعه لهم .. ونبضات قلوبهم تردد سورة الإخلاص
مع كل دقة قلب آية .. ومنها يستمدون طاقتهم وثباتهم .. وطوبى للخاشعين في صلواتهم .. وأنفاسهم
تصعد معها آيات صلواتهم وتشهد جوارحهم بهوى قلوبهم ..
وحتى لاأطيل عليك عزيزي القاريء أتوقف هنا لأستمع إليك .. فإن وجدت إهتماما منك فلعلي أوفق في
الإستطراد لاحقا .. ولندعو معا :
ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وإنصرنا على القوم الكافرين ..
عاطر تحياتي
طبيعة الحياة على هذه الأرض لاتخلو من الكوارث الطبيعية و تعرض بنيها للزلازل والعواصف.. وتتحطم على إثرها أسر ومدن بأسرها ..
وهكذا طبيعة الحياة حتى في المجال النفسي والروحي .. فلاتخلو الحياة من كوارث نفسية تزلزل الأفراد والمجتمعات وتتحطم على إثرها أسر ومدن بأسرها .. وعلى العاقل أن يأخذ حذره إذ لابدأن يتعرض الإنسان المؤمن للزلزال
النفسي والذي يتمحص به إيمانه ويتبين فيه حقيقة ثباته .. وتؤكد هذه الحقيقة الكثير من الآيات
القرآنية .. آمل أن يتحفنا بها الأحبة القراء ..
ومن خلال التجارب التي يمر بها الفرد ويسمع بها يجد تلك الحقيقة ماثلة في كل يوم يعيش به .. فكم
من مؤمنة مشهود لها بالتقوى والنشاط وإذا بها مع الأيام تتزلزل وتنقلب نتيجة موقف نفسي تعرضت
فيه لصدمة شديدة هزت كيانها بعدما إهتز في قلبها ذلك الجبل الذي تقف عليه وتستند إليه .. وكم
من مؤمن وجد نفسه في مهب العواصف تقذف به يمينا وشمالا بعدما خرج من بيته وهاجر إلى
الغرب..
وهناك أنواع أخرىمن تلك الهزات النفسية التي قد يتعرض لها الإنسان سواءا كان رجلا أو إمرأة
من ذلك إصابة أو موت عزيز .. لافجعكم الله بعزيز .. فمن يأمن تقلب الدهر وصروف الأيام والليالي .. ..
وقد تبدو بعض المواقف أقل شدة وعنفا إلا أنها تثير إحباطا وألما شديدا في قلب صاحبها إلا أنه قد ينقلب رأسا
على عقب ويتحطم نفسيا ويتغير سلوكه تبعا لذلك ..
ولايوجد أي شخص في مأمن من هذا الزلزال إلا من رحم ربي .. ففي هذا العصر الصعب فإن المرء يتعرض لهذه الزلازل والعواصف حتى وهو في قعر بيته .. فضغطة إزرار هنا أو هناك قد يجد المرء نفسه في جوف
زلزال خطير يقذف به في سحيق المهالك ..
وهكذا تتعدد المواقف وتتنوع وما أوردناه على سبيل المثال وليس الحصر فما أكثر
الفجائع والهزات التي على المرء أن يبصر قلبه بها .. ليصبر نفسه عليها .. تلك الهزات قد تتسبب في فقد الإنسان
عقله وإتزانه في لحظة ما.. أفلا يجب بعد كل ذلك أن يستعد المرء لتلك الهزات العنيفة للحياة وأن يكون أكثر
صلابة منها فلابد للمرء أن يسأل الله الثبات ويعزز من تماسك موقفه الإيماني وصلابته..
كيف تحمي نفسك من تلك الزلازل ..؟؟
لابد أولا من التعرف على سبل الوقاية من الزلازل الطبيعية .. وستجد عزيزي القاريء بأن ذات السبل
تلك مناسبة للوقاية من الزلازل النفسية .. وسأكتب ما يتبادر لذهني هنا من طرق مهمة يمكن للقراء
إثراء الموضوع بإضافاتهم لطرق أخرى من ذلك :
التأكد من صلابة القاعدة التي يقف عليها الإنسان ويبني عليها بناءه الإيماني والفكري ..
فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام :
من دخل الدين بالرجال أخرجه منه الرجال
ولهذه الكلمة أبعاد ومعان رائعة .. ولكن بعض ما يمكن فهمه من هذه المقولة أنه إذا كانت القاعدة
التي يقوم عليها البناء الفكري للفرد و يتمسك بالدين بناءا عليها نتيجة للظروف الإجتماعية المحيطة
به أو إعجابه بشخص ما حوله بنى في شخصيته تلك القاعدة الإيمانية .. فإنه سيكون عرضة للخروج
من هذا التدين الظرفي حينما تتلاشى تلك الظروف وتتهاوىتلك القاعدة ..
إذا .. لابد أن يراجع الإنسان نفسه .. ويبحث في صلابة القاعدة التي يقف عليها ويتساءل عن سبب
تدينه .. هل هو نتيجة أي ظرف إجتماعي حوله .. أم نتيجة قناعة شخصية بحتة راسخة في أعماقه
لاتستند على الرجال من حوله بحيث يشعر أن أساسه الفكري مصداقا
لتلك المقولة :
تتهدم الدنيا ولا يتهدم ..
وحتى يتعرف المرء على أصالة تلك الأسس الإيمانية لديه عليه أن
يتصور نفسه في مواقف تهاوت فيها وتلاشت تلك الظروف الإجتماعية التي ربما تأثر بها فكيف سيتوقع أن يكون ..؟؟
لابد عزيزي القارئ أن تعلم بأن إيماننا مالم يكن صادقا ومخلصا لله رب العالمين وحده لاشريك له
فقد نهتز يوما ما ولاتعجب .. ويعلم الله هل سنتمكن حينها من الوقوف مجددا علىأقدامنا أم سندفن
في الظلمات أعاذنا الله وإياك وسدد خطانا على الخير .. وهنا لابد أن نشيد بأصحاب النفس المطمئنة
والتي لاتزلزلها الأيام رغم قسوتها ولاتهزها العواصف رغم شدتها ولايتأتى ذلك إلا نتيجة الإصرار والإخلاص والمعرفة بأنه لايوجد
للنفس خيار آخر أفضل من الطريق الذي أراده الله وشرعه لهم .. ونبضات قلوبهم تردد سورة الإخلاص
مع كل دقة قلب آية .. ومنها يستمدون طاقتهم وثباتهم .. وطوبى للخاشعين في صلواتهم .. وأنفاسهم
تصعد معها آيات صلواتهم وتشهد جوارحهم بهوى قلوبهم ..
وحتى لاأطيل عليك عزيزي القاريء أتوقف هنا لأستمع إليك .. فإن وجدت إهتماما منك فلعلي أوفق في
الإستطراد لاحقا .. ولندعو معا :
ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وإنصرنا على القوم الكافرين ..
عاطر تحياتي
تعليق