الجواب
1- يظهر من كثير الأدلة أن معاوية بن أبي سفيان كان يريد أن يوقع أمير المؤمنين في ذم أبي بكر وعمر بشكل علني , وذلك ليستعملها كورقة في تشويه صورة أمير المؤمنين عند عامة المسلمين , ولذلك كان أمير المؤمنين– عليه السلام – يتحاشى الحديث عن الخليفتين بشكل مباشر في كثير من الحالات .
بعبارة واضحة : درج الناس في ذلك الوقت على تقديس الخلفاء السابقين, وقد عرفت أن أهل الشام خرجوا مطالبين بدم
+ رغم جميع ما قام به من أعمال ألبّت الناس ضده. وهذا نظير التقديس الموجود في كثير من الدول للحكام .
والشواهد على تقديس الخلفاء السابقين كثيرة , نذكر منها شاهدين :
الشاهد الأول : ترى أمير المؤمنين – عليه السلام- في كثير من المواضع لا يصرّح بأسماء , بل يقول "إذ عقدها لآخر بعد وفاته" , "متى اعترض فيّ الريب مع الأول " .
الشاهد الثاني : تمسك جند أمير المؤمنين بصلاة التراويح جماعة , وهي بدعة عمر بن الخطاب.
موثقة عمار، عن أبي عبد الله( عليه السلام ) ، قال : سألته عن الصلاة في رمضان في المساجد ؟ فقال : لما قدم أمير المؤمنين( عليه السلام ) الكوفة أمر الحسن بن علي أن ينادي في الناس : لا صلاة في شهر رمضان في المساجد جماعة ، فنادى في الناس الحسن بن علي بما أمره به أمير المؤمنين( عليه السلام ) فلما سمع الناس مقالة الحسن بن علي ( عليه السلام ) صاحوا : واعمراه ، واعمراه ، فلما رجع الحسن إلى أمير المؤمنين( عليه السلام ) قال له : ما هذا الصوت ؟ قال : يا أمير المؤمنين( عليه السلام ) الناس يصيحون : واعمراه، واعمراه، فقال أمير المؤمنين( عليه السلام : ) قل لهم صلوا .
المصدر : وسائل الشيعة 8 : 46 / أبواب نافلة شهر رمضان ب 10 ح 2 .
2- اعلم أن الشريف الرضي لم ينقل النص الكامل لكتاب أمير المؤمنين إلى معاوية بل ذكر شطراً منه في 3 : 8 , ولم يذكر فيها المقطع المذكور أعلاه .
3- سننقل لك بعض المصادر التي نقل هذا الكتاب كاملاً , وسيتضح لك الاختلاف الكبير في نقل المقطع المذكور .
4- قوله (وكان أفضلهم في الإسلام كما زعمت) يشعر بوضوح رفض الإمام أمير المؤمنين أن يكون الخليفة الأول والثاني هما الأفضل في الإسلام . ولذلك قال " كما زعمت " .
بل في تكلمة الكلام دليل على أن أمير المؤمنين يقول بأفضليته هو , ولذلك عقّب فقال ((ولعمر الله إني لأرجو إذا أعطى الله الناس على قدر فضائلهم في الإسلام ونصيحتهم لله ورسوله أن يكون نصيبنا الأوفر في ذلك )).
5- في تكملة نفس الكتاب إلى معاوية يذكر الإمام علي بن أبي طالب أنه أبطأ عن الخلفاء لأنه أحق بالخلافة منهم ويرفض أن يعتذر من ذلك, بل يذكر بعض الأدلة على أحقيته بالخلافة . فلاحظ جيداً ودقق النظر .
مصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) 4 : 29 (( فكان أفضلهم زعمت في الإسلام وأنصحهم لله ورسوله خليفة الأولى وخليفة الخليفة ولعمري إن مكانهما من الإسلام لعظيم وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد رحمهما الله وجزاهما بأحسن الجزاء وذكرت أن عثمان كان في الفضل ثالثا فإن يكن عثمان محسناً فسيجزيه الله بإحسانه, وإن يك مسيئاً فسيلقى رباً غفوراً لا يتعاظمه ذنب أن يغفره ولعمر الله إني لأرجو إذا أعطى الله الناس على قدر فضائلهم في الإسلام ونصيحتهم لله ورسوله أن يكون نصيبنا الأوفر في ذلك .............فذكرت حسدي الخلفاء وإبطائي عنهم و بغيي عليهم فأما البغي فمعاذ الله أن يكون.
وأما الإبطاء عنهم و الكراهة لأمرهم فلست أعتذر منه إلى الناس, لأنّ الله جلّ ذكره لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله قالت قريش منا أمير وقالت الأنصار منا أمير, فقالت قريش منا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله فنحن أحق بذلك الأمر, فعرفت ذلك الأنصار فسلمت لهم الولاية والسلطان, فإذا استحقوها بمحمد صلى الله عليه وآله دون الأنصار فإن أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله أحق بها منهم, وإلا فإنّ الأنصار أعظم العرب فيها نصيباً. فلا أدري أصحابي سلموا من أن يكونوا حقي أخذوا, أو الأنصار ظلموا. عرفت أن حقي هو المأخوذ وقد تركته لهم تجاوز الله عنهم .......وقد كان أبوك أتاني حين ولى الناس أبا بكر فقال أنت أحق بعد محمد صلى الله عليه وآله بهذا الأمر وأنا زعيم لك بذلك على من خالف ابسط يدك أبايعك. فلم أفعل وأنت تعلم أن أباك قد قال ذلك وأراده حتى كنت أنا الذي أبيت لقرب عهد الناس بالكفر مخافة الفرقة بين أهل الإسلام فأبوك كان أعرف بحقي منك فإن تعرف من حقي ما كان أ بوك يعرف تصب رشدك وإن لم تفعل فسيغنى الله عنك والسلام)) .
بحار الأنوار 33 : 110 (( فكان أفضلهم كما زعمت في الإسلام وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق وخليفة الخليفة الفاروق ولعمري ذكرت أمراً إن تم اعتزلك كله وإن نقص لم يلحقك ثلمه وما أنت والصديق ؟ فالصديق من صدق بحقنا وأبطل باطل عدونا ! وما أنت والفاروق ؟ فالفاروق من فرّق بيننا وبين أعدائنا. وذكرت أن عثمان كان في الفضل تالياً فإن يكن عثمان محسناً فسيجزيه الله بإحسانه وإن يكن مسيئاً سيلقى رباً غفوراً لا يتعاظمه ذنب أن يغفره . ولعمري إني لأرجو إذا أعطى الله الناس على قدر فضائلهم في الإسلام ونصيحتهم لله ولرسوله أن يكون نصيبنا في ذلك الأوفر ....... وذكرت حسدي الخلفاء وإبطائي عنهم وبغيي عليهم فأما البغي [ عليهم ] فمعاذ الله أن يكون .
الجواب منقول من موقع الشيخ : مرتضى علي الباشا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم يا منتقم...
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم يا منتقم...
الرد على ذلك :
1- يظهر من كثير الأدلة أن معاوية بن أبي سفيان كان يريد أن يوقع أمير المؤمنين في ذم أبي بكر وعمر بشكل علني , وذلك ليستعملها كورقة في تشويه صورة أمير المؤمنين عند عامة المسلمين , ولذلك كان أمير المؤمنين– عليه السلام – يتحاشى الحديث عن الخليفتين بشكل مباشر في كثير من الحالات .
بعبارة واضحة : درج الناس في ذلك الوقت على تقديس الخلفاء السابقين, وقد عرفت أن أهل الشام خرجوا مطالبين بدم
+ رغم جميع ما قام به من أعمال ألبّت الناس ضده. وهذا نظير التقديس الموجود في كثير من الدول للحكام .
والشواهد على تقديس الخلفاء السابقين كثيرة , نذكر منها شاهدين :
الشاهد الأول : ترى أمير المؤمنين – عليه السلام- في كثير من المواضع لا يصرّح بأسماء , بل يقول "إذ عقدها لآخر بعد وفاته" , "متى اعترض فيّ الريب مع الأول " .
الشاهد الثاني : تمسك جند أمير المؤمنين بصلاة التراويح جماعة , وهي بدعة عمر بن الخطاب.
موثقة عمار، عن أبي عبد الله( عليه السلام ) ، قال : سألته عن الصلاة في رمضان في المساجد ؟ فقال : لما قدم أمير المؤمنين( عليه السلام ) الكوفة أمر الحسن بن علي أن ينادي في الناس : لا صلاة في شهر رمضان في المساجد جماعة ، فنادى في الناس الحسن بن علي بما أمره به أمير المؤمنين( عليه السلام ) فلما سمع الناس مقالة الحسن بن علي ( عليه السلام ) صاحوا : واعمراه ، واعمراه ، فلما رجع الحسن إلى أمير المؤمنين( عليه السلام ) قال له : ما هذا الصوت ؟ قال : يا أمير المؤمنين( عليه السلام ) الناس يصيحون : واعمراه، واعمراه، فقال أمير المؤمنين( عليه السلام : ) قل لهم صلوا .
المصدر : وسائل الشيعة 8 : 46 / أبواب نافلة شهر رمضان ب 10 ح 2 .
2- اعلم أن الشريف الرضي لم ينقل النص الكامل لكتاب أمير المؤمنين إلى معاوية بل ذكر شطراً منه في 3 : 8 , ولم يذكر فيها المقطع المذكور أعلاه .
3- سننقل لك بعض المصادر التي نقل هذا الكتاب كاملاً , وسيتضح لك الاختلاف الكبير في نقل المقطع المذكور .
4- قوله (وكان أفضلهم في الإسلام كما زعمت) يشعر بوضوح رفض الإمام أمير المؤمنين أن يكون الخليفة الأول والثاني هما الأفضل في الإسلام . ولذلك قال " كما زعمت " .
بل في تكلمة الكلام دليل على أن أمير المؤمنين يقول بأفضليته هو , ولذلك عقّب فقال ((ولعمر الله إني لأرجو إذا أعطى الله الناس على قدر فضائلهم في الإسلام ونصيحتهم لله ورسوله أن يكون نصيبنا الأوفر في ذلك )).
5- في تكملة نفس الكتاب إلى معاوية يذكر الإمام علي بن أبي طالب أنه أبطأ عن الخلفاء لأنه أحق بالخلافة منهم ويرفض أن يعتذر من ذلك, بل يذكر بعض الأدلة على أحقيته بالخلافة . فلاحظ جيداً ودقق النظر .
مصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) 4 : 29 (( فكان أفضلهم زعمت في الإسلام وأنصحهم لله ورسوله خليفة الأولى وخليفة الخليفة ولعمري إن مكانهما من الإسلام لعظيم وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد رحمهما الله وجزاهما بأحسن الجزاء وذكرت أن عثمان كان في الفضل ثالثا فإن يكن عثمان محسناً فسيجزيه الله بإحسانه, وإن يك مسيئاً فسيلقى رباً غفوراً لا يتعاظمه ذنب أن يغفره ولعمر الله إني لأرجو إذا أعطى الله الناس على قدر فضائلهم في الإسلام ونصيحتهم لله ورسوله أن يكون نصيبنا الأوفر في ذلك .............فذكرت حسدي الخلفاء وإبطائي عنهم و بغيي عليهم فأما البغي فمعاذ الله أن يكون.
وأما الإبطاء عنهم و الكراهة لأمرهم فلست أعتذر منه إلى الناس, لأنّ الله جلّ ذكره لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله قالت قريش منا أمير وقالت الأنصار منا أمير, فقالت قريش منا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله فنحن أحق بذلك الأمر, فعرفت ذلك الأنصار فسلمت لهم الولاية والسلطان, فإذا استحقوها بمحمد صلى الله عليه وآله دون الأنصار فإن أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله أحق بها منهم, وإلا فإنّ الأنصار أعظم العرب فيها نصيباً. فلا أدري أصحابي سلموا من أن يكونوا حقي أخذوا, أو الأنصار ظلموا. عرفت أن حقي هو المأخوذ وقد تركته لهم تجاوز الله عنهم .......وقد كان أبوك أتاني حين ولى الناس أبا بكر فقال أنت أحق بعد محمد صلى الله عليه وآله بهذا الأمر وأنا زعيم لك بذلك على من خالف ابسط يدك أبايعك. فلم أفعل وأنت تعلم أن أباك قد قال ذلك وأراده حتى كنت أنا الذي أبيت لقرب عهد الناس بالكفر مخافة الفرقة بين أهل الإسلام فأبوك كان أعرف بحقي منك فإن تعرف من حقي ما كان أ بوك يعرف تصب رشدك وإن لم تفعل فسيغنى الله عنك والسلام)) .
بحار الأنوار 33 : 110 (( فكان أفضلهم كما زعمت في الإسلام وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق وخليفة الخليفة الفاروق ولعمري ذكرت أمراً إن تم اعتزلك كله وإن نقص لم يلحقك ثلمه وما أنت والصديق ؟ فالصديق من صدق بحقنا وأبطل باطل عدونا ! وما أنت والفاروق ؟ فالفاروق من فرّق بيننا وبين أعدائنا. وذكرت أن عثمان كان في الفضل تالياً فإن يكن عثمان محسناً فسيجزيه الله بإحسانه وإن يكن مسيئاً سيلقى رباً غفوراً لا يتعاظمه ذنب أن يغفره . ولعمري إني لأرجو إذا أعطى الله الناس على قدر فضائلهم في الإسلام ونصيحتهم لله ولرسوله أن يكون نصيبنا في ذلك الأوفر ....... وذكرت حسدي الخلفاء وإبطائي عنهم وبغيي عليهم فأما البغي [ عليهم ] فمعاذ الله أن يكون .
الجواب منقول من موقع الشيخ : مرتضى علي الباشا
تعليق