أين أنا؟
لست أدري في أي مكان أرقد ..أحس بثقل في بدني كله وآلاما لا حصر لها في قلبي..أين أنا..وكأني ولجت في إغفاءة طويلة ..بل ربما ,,نوم ..أجل يبدو أنني كنت نائمة ولكني لا أتذكر شيئا!!رائحة المعقم تزكم أنفي لكأني في مستشفى ..نعم ..أنا في مستشفى ..هذا الوثير الأبيض الأبيض الذي أرقد عليه ..,هذه الرائحة وهذا الأثاث الباهت والستار المنصوب ..كل هذايدل على أني في مستشفى..ولكن..لماذا؟
مالذي حدث؟
أنا لا أتذكر شيئا ..بلى ..لعلني أتذكر شيئا مهما كان سيحدث ..آه إنه سفر ابني ..أجل ابني (طارق) سيسافر هذا الصباح لتحصيله العلمي..ولكن الساعة الآن تشير إلى الرابعة..إذا مازال الوقت مبكرا على سفره
يا للهول لعلها الرابعة عصرا
يا إلهي لماذا أنا هنا؟ وأين (أبرار)؟لابد أنها ماقامت لصلاة الفجر..يالها من كسولة.
ياربي ..لماذا لا يخبرني أحد أين أنا؟
الحمد لله ..الحمد لله هاهو الباب يفتح..
(تدخل ممرضة)
-من أنت؟
بدهشة تصيح الممرضة:لقد استيقظت..
وتهرول خارج الغرفة
(ماذا يجري هنا بحق الله؟)
تدخل إلى الغرفة سيدة في منتصف العمر ..تعلو وجهها ابتسامة وادعة..تقترب من الراقدة على السرير وتهتف:
-حمدا لله على سلامتك يا أم عبدالله.
-...أنا...لا ..أد..ري ..مالأمر؟
-لقد استيقظت بعد غيبوبة طويلة.
-ماذا؟
غيبوبة؟
-نعم..يبدو أنك لا تذكرين شيئا.
-نعم..أية غيبوبة؟وأين أولادي عبدالله وطارق وأبرار؟أين الجميع؟
-لاداعي لإجهاد نفسك الآن..فلازلت مت...
-أخبرني بالله عليك ..لست متعبة..
-ولكن..
-أرجوك يا ابنتي..
-حسنا ..كما تحبين..
-أين أنا؟
-أنت في دار رعاية الم...
-المسنين
-بلى
-يا إلهي وكما مضى عليّ هنا؟
-تقريبا...خمسة سنين
-لا أصدق..لا أصدق..وأين أبنائي؟
-لا وقت لهذا الآن؟؟
-لا وقت تقولين لا وقت..وأي وقت له إذا ..صدعيني أصحو من غيبوبتي..بل ..بل من غفلتي..أين أولادي؟
-لقد أودعوك هنا..منذ خمسة سنين ..بعد انتابتك الغيبوبة..و..
-لا داعي لإكمال الحديث..القصة التراجيدية المعرفة في كل زمن...
-أنت طلبت المعرفة..
-بلى..لقد فعلت..إنها قصة الجحود الخالدة..لن
أقول لك إني كأي أم كابدت وقاسيت من أجل أولادي .. وطحنتني الأيام طحن الرحى..واصلت الليل والنهار ليكبر عبد الله ويتزوج..ولكي تتفوق أبرار ..ولكي ينجح طارق في حياته..لن أقول كل هذا..
-إن كابر لسانك على قوله..فعيناك المغرورقتان بالدموع لن تكابرا..
-وماجدى سني السابقة؟يبدو أنيي قدمت الكثير لأولادي.. ولكني نسيت أن أقدم لهم أهم شيء
-وماهو يا أم عبد الله؟
-إنه العرفان..العرفان بالجميل..
-سأتركك الآن..أخلدي للراحة
شيعتها بنظرات كسيرة..
(أخلد للراحة..نوم آخر وسبات آخر..لا أنا محتاجة لليقظة الآن أكثر من أي وقت مضى..ما هو الخطأ ياترى؟
لماذا ألقاني أولادي دون رأفة ولا رحمة؟؟
أهو جحود متأصل فيهم؟أم مكتسب من الآيام؟؟؟
أهو عرفان افتقدوه في حياتهم فانعكس على أفعالهم؟
أهو قلة دراية بمصير عاق الوالدين؟
أهو تقصير مني في حقهم ولد لديهم رغبة للإنتقام مني في شيخوختي وكبري؟
ماهو ماهو؟)
اضجعت على السرير..
(سأخلد مرة أخرى للغيبوبة..أو ..للغفلة..ولكني لن أستيقظ أبدا..نعم ...سأهرع إلى جوف الثرى..لعلني أجد منهم العرفان بعد نبض القلب)
--------------------
عن المصطفى صلوات الله عليه وآله:
ألا ومن أحب عليا استغفرت له الملائكة وفتحت له أبواب الجنة يدخل من أي باب شاء بغير حساب..
ألا ومن أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر..ويأكل من شجرة طوبى ويرى مكانه من الجنة..
لست أدري في أي مكان أرقد ..أحس بثقل في بدني كله وآلاما لا حصر لها في قلبي..أين أنا..وكأني ولجت في إغفاءة طويلة ..بل ربما ,,نوم ..أجل يبدو أنني كنت نائمة ولكني لا أتذكر شيئا!!رائحة المعقم تزكم أنفي لكأني في مستشفى ..نعم ..أنا في مستشفى ..هذا الوثير الأبيض الأبيض الذي أرقد عليه ..,هذه الرائحة وهذا الأثاث الباهت والستار المنصوب ..كل هذايدل على أني في مستشفى..ولكن..لماذا؟
مالذي حدث؟
أنا لا أتذكر شيئا ..بلى ..لعلني أتذكر شيئا مهما كان سيحدث ..آه إنه سفر ابني ..أجل ابني (طارق) سيسافر هذا الصباح لتحصيله العلمي..ولكن الساعة الآن تشير إلى الرابعة..إذا مازال الوقت مبكرا على سفره
يا للهول لعلها الرابعة عصرا
يا إلهي لماذا أنا هنا؟ وأين (أبرار)؟لابد أنها ماقامت لصلاة الفجر..يالها من كسولة.
ياربي ..لماذا لا يخبرني أحد أين أنا؟
الحمد لله ..الحمد لله هاهو الباب يفتح..
(تدخل ممرضة)
-من أنت؟
بدهشة تصيح الممرضة:لقد استيقظت..
وتهرول خارج الغرفة
(ماذا يجري هنا بحق الله؟)
تدخل إلى الغرفة سيدة في منتصف العمر ..تعلو وجهها ابتسامة وادعة..تقترب من الراقدة على السرير وتهتف:
-حمدا لله على سلامتك يا أم عبدالله.
-...أنا...لا ..أد..ري ..مالأمر؟
-لقد استيقظت بعد غيبوبة طويلة.
-ماذا؟
غيبوبة؟
-نعم..يبدو أنك لا تذكرين شيئا.
-نعم..أية غيبوبة؟وأين أولادي عبدالله وطارق وأبرار؟أين الجميع؟
-لاداعي لإجهاد نفسك الآن..فلازلت مت...
-أخبرني بالله عليك ..لست متعبة..
-ولكن..
-أرجوك يا ابنتي..
-حسنا ..كما تحبين..
-أين أنا؟
-أنت في دار رعاية الم...
-المسنين
-بلى
-يا إلهي وكما مضى عليّ هنا؟
-تقريبا...خمسة سنين
-لا أصدق..لا أصدق..وأين أبنائي؟
-لا وقت لهذا الآن؟؟
-لا وقت تقولين لا وقت..وأي وقت له إذا ..صدعيني أصحو من غيبوبتي..بل ..بل من غفلتي..أين أولادي؟
-لقد أودعوك هنا..منذ خمسة سنين ..بعد انتابتك الغيبوبة..و..
-لا داعي لإكمال الحديث..القصة التراجيدية المعرفة في كل زمن...
-أنت طلبت المعرفة..
-بلى..لقد فعلت..إنها قصة الجحود الخالدة..لن
أقول لك إني كأي أم كابدت وقاسيت من أجل أولادي .. وطحنتني الأيام طحن الرحى..واصلت الليل والنهار ليكبر عبد الله ويتزوج..ولكي تتفوق أبرار ..ولكي ينجح طارق في حياته..لن أقول كل هذا..
-إن كابر لسانك على قوله..فعيناك المغرورقتان بالدموع لن تكابرا..
-وماجدى سني السابقة؟يبدو أنيي قدمت الكثير لأولادي.. ولكني نسيت أن أقدم لهم أهم شيء
-وماهو يا أم عبد الله؟
-إنه العرفان..العرفان بالجميل..
-سأتركك الآن..أخلدي للراحة
شيعتها بنظرات كسيرة..
(أخلد للراحة..نوم آخر وسبات آخر..لا أنا محتاجة لليقظة الآن أكثر من أي وقت مضى..ما هو الخطأ ياترى؟
لماذا ألقاني أولادي دون رأفة ولا رحمة؟؟
أهو جحود متأصل فيهم؟أم مكتسب من الآيام؟؟؟
أهو عرفان افتقدوه في حياتهم فانعكس على أفعالهم؟
أهو قلة دراية بمصير عاق الوالدين؟
أهو تقصير مني في حقهم ولد لديهم رغبة للإنتقام مني في شيخوختي وكبري؟
ماهو ماهو؟)
اضجعت على السرير..
(سأخلد مرة أخرى للغيبوبة..أو ..للغفلة..ولكني لن أستيقظ أبدا..نعم ...سأهرع إلى جوف الثرى..لعلني أجد منهم العرفان بعد نبض القلب)
--------------------
عن المصطفى صلوات الله عليه وآله:
ألا ومن أحب عليا استغفرت له الملائكة وفتحت له أبواب الجنة يدخل من أي باب شاء بغير حساب..
ألا ومن أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر..ويأكل من شجرة طوبى ويرى مكانه من الجنة..
تعليق