إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ألفية عادل الكاظمي: ((( ألف بيت في وليد البيت )))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ألفية عادل الكاظمي: ((( ألف بيت في وليد البيت )))

    بسمه تعالى
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    (( ألف بيت في وليد البيت ))

    وفي هذه القصيدة تجد ضمناً معارضةً لقصيدة حافظ ابراهيم
    شاعر النيل موهناً كلّ ما أتى به من خطل القول وزيغ الهوى
    في فضائل عمر بن الخطاب


    1- لا تعذلِ العيـنَ أن أرخـتْ عَزاليهـا
    فالشـوقُ سائقُـهـا والبَـيْـنُ مُجريـهـا
    2- والهـمُّ يُسهدُهـا والطيـفُ يُسعـدُهـا
    والدمـعُ ينجـدُهـا والـوعـدُ يُغريـهـا
    3- وللأمانـي بهـا فـي كــلِّ آونَــةٍ
    وحــيٌ يقرّبـنـي منـهـا ويُقصيـهـا
    4- إنّي على العهـدِ مـا ناحـتْ مُطَوَّقَـةٌ
    تـبـثُّ للنـفـسِ أشجـانـاً فتُشجيـهـا
    5- وحـدي بدائـيَ لا أشكـو إلـى أحـدٍ
    لعـلَّ صـبـريَ دون الـنـاسِ يُسليـهـا
    6- إنّ الليـالـي عجيـبـاتٌ خلائقُـهـا
    ترمـي المحـبَّ بسهـمٍ مـن تجافيـهـا
    7- يا ليتَ ذا السهمَ يوري قلـبَ عاذلتـي
    بـجـذوةٍ أو لـعـلَّ السـهـمَ يُصليـهـا
    8- أقلّـبُ الـطـرفَ لا داراً أٌسائلـهـا
    ولا رسومـاً عـسـى أشـكـو لعافيـهـا
    9- أبيـتُ والليـلُ بالظلمـاءِ ملتـحـفٌ
    والأرضُ بالثلـجِِ قـد غطّـت روابيـهـا
    10- مثلَ السّليمِِ ضجيـعَ الهـم ِّمفترشـاً
    جمـرَ الضلـوعِ فتكويـنـي وأكويـهـا
    11- وقد يعـنُّ صـدى صمـتٍ فيحسبـهُ
    سمعـي سميـراً سعـى للنفـسِ يلهيـهـا
    12- فاستفيـقُ علـى الأنفـاسِ لاهبُـهـا
    سـوطُ العـذابِ وذاك الصمـتُ يذكيـهـا
    13- وتستهـلُّ مصونـاتٌ أضـنُّ بـهـا
    لوقفـةٍ عـنـد مــن أهــواهُ أبديـهـا
    14- حسرى فتعرف كم قاسيتُ مـن ألـمٍ
    وبالمـدامـعِِ حـسـبـي أن أحيّـيـهـا
    15- لا يعرفُ الحبَّ من ذاقـت نواظـرُهُ
    طعـمَ المنـامِِ ومــا ذابــتْ مآقيـهـا
    16- ومنْ يَرَ العشقَ في طرفٍ به حَـوَرٌ
    أوْ قـدِّ بــانٍ فـقـد أعـيـاهُ تشبيـهـا
    17- فما لقيسٍ سـوى ليـلاهُ مـن شُغُـلٍ
    فـي كـلِّ شـيءٍ يـرى ليلـى فيبكيهـا
    18- ولا يُـلامُ أخـو عبـسٍ إذا برقـت
    بيـضُ السيـوفِ بومْـضٍ مـن تجلّيهـا
    19- أنْ يوسـعَ السيـفَ لثمـاً أو يعانقََـهُ
    فإنمـا العشـقُ أنْ تفنـى بـمـا فيـهـا
    20- إني سلكـتُ دروبَ العشـقِ مُرديـةً
    والعشـقُ بالنفـسِ دون المـوتِ يلقيـهـا
    21- وما شقيـتُ فلـي شـوقٌ يؤانسنـي
    في وحشـةِ الـدربِ أو ذكـرى أناجيهـا
    22- برغمِِ ما ذقـتُ مـن دهـرٍ أكابـدهُ
    شتّـى الـصـروفِ وأسـقـام ٍأقاسيـهـا
    23- ولي من الأمسِ أشجـانٌ تكـدِّر لـي
    سوانـحَ الصَّـفْـوِِ إن مــرّتْ بناديـهـا
    24- والخالياتُ مـن الأيـامِ قـد رحلـتْ
    مـلأى الهمـومِِ وقــد أودتْ دواهيـهـا
    25- لم يُبْقِِ لي الدهرُ في الأفراحِِ من وَطَرٍ
    حتـى كـأنّـي بــلا قـلـبٍ ألاقيـهـا
    26- لا أرتجي الدهرَ يومـاً أن يُسالمنـي
    وآل أحـمــدَ بـــالأرزاء يرمـيـهـا
    27- آلُ الرسول وهم أهـلُ الكِسـا وبهـم
    باهـى الملائـكَ فـوق العـرشِ باريهـا
    28- هم حيدرُ الطهرِ والزهـراءُ فاطمـةٌ
    والمجتـبـانِ مــن الدنـيـا لهاديـهـا
    29- ريحانتـا أحمـدٍ أبـنـاءُ زهـرتـهِ
    خيـرُ الـورى بعـدَهُ مَـنْ ذا يُدانيـهـا؟
    30- من أنـزل اللهُ فـي القـرآن حبَّهـمُ
    فرضـاً علـى النـاسِ دانيهـا وقاصيهـا
    32- مَنْ أذهبَ الرّجسَ عنهم ثمَّ طهَّرهـم
    مـن كـلِّ موبـقـةٍ لطـفـاً وتنزيـهـا
    33- سادوا البريَّةَ في علـمٍ وفـي عمـلٍ
    سـلِ المكـارمَ مـن أزجـى غَواليـهـا؟
    34- عِدْلُ الكتـابِ ولـولا سَيْـبُ نائلِهِـم
    لـم يرعـوِ النـاسُ عـن غـيٍّ يداجيهـا
    35- الناطـقـونَ إذا آيـاتُـهُ صمـتَـتَ
    والراشـدونَ إلـى أقـصـى مَراميـهـا
    36- قد خصَّهـا الله بالقـرآنِ إذ ورثـتْ
    أجـرَ الرسالـةِ عـن فـخـرٍ ليجزيـهـا
    37- وهـم إلـى الله أبــوابٌ مفتَّـحـةٌ
    وبـابُ حِطّـةَ فــي أمــنٍ تُحاكيـهـا
    38- فُلْكُ الأمانِ لأهل الأرضِ من غـرقٍ
    تـبـاركَ الله مُجـريـهـا ومُرسـيـهـا
    39- لم ينـجُ كنعـانُ إذ آوى إلـى جبـلٍ
    وإنّمـا المـاءُ قـد غـطّـى رواسيـهـا
    40- وقد نجى نوحُ بالفلـكِ التـي حملـت
    مـن كـلِّ زوجيـنِ واخُسْـراً لجافيـهـا
    41- وهم نجاةُ الـورى مـن كـلِّ غائلـةٍ
    لـم تُبـقِ للـديـنِ والدنـيـا عَواديـهـا
    42- وما نجا من لظى من كـان شانِئَهـا
    ولا عـدتْ جنّـةٌٌ مـن كــان راجيـهـا
    43- جزاهـمُ اللهُ أجـراً كـلَّ مَكْـرُمَـةٍ
    مَنْ ذا مِنَ الخلـقِ فـي فضـلٍ يباريهـا؟
    44- فاختار بين النسـاءِ الطهـرَ فاطمـةً
    والشبَّـريـنِ مــن الأبـنـا تثقفّـيـهـا
    45- ونفسَـهُ حيـدراً أكــرمْ بحـيـدرةٍ
    فخـابَ نجـرانُ وانصـاعـتْ لداعيـهـا
    46- وخيَّبَ الشركَ مـن بالبيـتِ مولـدُهُ
    وتـلـك أكـرومـةٌ سبـحـانَ موليـهـا
    47- قد خصَّها اللهُ بالمولـى أبـي حسـنٍ
    دون الخـلائـقِ فـازدانـتْ براعـيـهـا
    48- واستبشـرَ البيـتُ إذ أمَّتـهُ فاطمـةٌ
    وداعــيَ اللهِ بالـبـشـرى يوافـيـهـا
    49- وافتـرَّ عـن آيـةٍ لـلآنَ ظـاهـرةٍ
    هيهـاتَ مـا تلكـمُ الأسـتـارُ تخفيـهـا
    50- تنبيـكَ أنَّ لأهـلِ البيـتِ مرتـبـةً
    فـوق المـراتـبِ لا تُـرقـى مَراقيـهـا
    51- ذي مريـمٌ حينمـا وافتـه خائـفـةً
    إذ جاءهـا الطَّلْـقُ هـلا كـان يؤويهـا؟
    52- هزّي إليك بجـذعِ النَّخـلِ والتمسـي
    سَقْـطَ الثمـارِ بـذا أضـحـى يناديـهـا
    53- أمـا لعيسـى نبـيِّ اللهِ مـن خطـرٍ
    يسمـو بمريـمَ حيـث البيـتُ يحميـهـا؟
    54- جاءتـه فاطـمُ والبشـرى تلكلِّلـهـا
    تاجـاً مـن الفـخـرِ والدنـيـا تغنّيـهـا
    55- تدعـو الإلـهَ بقلـبٍ مؤمـنٍ لَهِـجٍ
    وخالـقُ الكـونِ سَمْـتَ البيـتِ يدنيـهـا
    56- فضمَّهـا البيـتُ والأمـلاكُ محدقـةٌ
    تـرقَّـبُ الـوعـدَ إنَّ الـوعـدْ آتيـهـا
    57- فشعَّ في الكعبـةِ الغـرّاءِ مُشْرِقٌهـا
    نــوراً لنـائـرةِ الطغـيـانِ يطفيـهـا
    58- تفتَّـقََ البيـتُ عـن وجـهٍ لطلعتـهِ
    يُغني عن الشمـسِ فـي لطـفٍ يضاهيهـا
    59- وأسفرَ الافـقُ عـن شمـسٍ يجلّلُهـا
    وجـهُ الـوصـيِّ وبـالأنـوارِ يَقريـهـا
    60- بهيبـةٍ تُطـرقُ الابصـارَ لا رَمَـداً
    وإنـمـا الشـمـسُ لا تـبـدو لرائيـهـا

    يتبع ...

  • #2
    تابع ..

    61 - رأى الإلهَ فلم يسجـدْ إلـى صنـمٍ
    وكيـف يسجـدُ مـن وافــى ليُفنيـهـا
    62 - من سبَّحَ اللهَ قبل الخلقِ في حُجُـبٍٍ
    مــع النـبـيِّ لــذاتِ الله تنـزيـهـا
    63 - وقبـل آدمَ كـان النـورَ متّـحـداً
    بـنـورِ أحـمـدَ توحـيـداً لمُنشيـهـا
    64 - ترشَّح الخلقُ مـن نورَيْهمـا فبـدا
    مثـلَ الأظـلّـةِ والإمـكـانُ يحويـهـا
    65 - فالممكناتُ وقد جاءت علـى رُتَـبٍ
    مـن الكمـالِ ظِـلالُ النـورِ تحكيـهـا
    66 - تسترفدُ الفيضَ من إشراقِ طلعتِـهِ
    ثـرّاً مـن اللطـفِ عـن فقـرٍ ليغنيهـا
    67 - تبـارك الله إذ أولـى أبـا حسـنٍ
    ذاتـاً لهـا الوصـفُ لا يحـوي تناهيهـا
    68 - لا يُدرَكُ الوصفُ في ذاتٍ لها صورٌ
    شتّـى معالمُـهـا والغـيـبُ يطويـهـا
    69 - في كلِّ شيءٍ له سرٌّ سرى فغـدت
    مـن ملكِـهِ فهـو دون السـرِّ يُجليـهـا
    70 - هذا الوصيُّ وخيرُ النـاسِ قاطبـةً
    مـن بعـد أحمـدَ قـد وافـى ليهديهـا
    71 - فبارك المسجـدُ الأقصـى بمولـدِهِ
    ألكعبـةَ الطـهـرَ إذ تـمَّـت معاليـهـا
    72 - وأقبلـتْ تحمـل التوحيـدَ فاطمـةٌ
    وأقـبـل المـجـدُ محـبـوراً يُهنّيـهـا
    73 - أمُّ الكرامِ وعَرفُ الطيبِ من أسـدٍ
    وجـدُّهـا هـاشـمٌ بالـبـرِّ يُصفيـهـا
    74 - خيـرُ البنيـن لهـا طـه فتغمـره
    سَيْـبَ الحنـانِ بفضـلٍ مـن تفانيـهـا
    75 - إن قـال أمّـاهُ لبَّتـهُ مُسـارِعَـةً
    وإنْ دعـتـهُ إلــى أمــرٍ يُلَبّـيـهـا
    76 - غذَّتهُ عطفاً بمـا جـادت خلائِقُهـا
    ولم يزل يرتـوي مـن عـذب صافيهـا
    77 - حتـى إذا حُمِّـلَ الهـادي أمانتـهُ
    وأُنـزلَ الوحـيُ بـالآيـاتِ ، يُمليـهـا
    78 - جاءته دونَ نسـاءِ العالميـنَ وقـد
    شـاءَ الإلـهُ بفضـل السَّـبـقِ يوليـهـا
    79 - تتلـو خديجـةَ إيمانـاً وسابـقـةً
    دونَ النسـاءِ وهـذا الفـضـلُ يكفيـهـا
    80 - وهاجرتْ فـي سبيـلِ الله حاملـةً
    هـمَّ الرسـالـةِ إذ بـاتـت تُراعيـهـا


    يتبع ..

    تعليق


    • #3
      تابع ..

      81 - وحُمّلت في حصار الشِّعْبِ ما حملت
      مـن المكـارهِ فـي صـبـرٍ تقاسيـهـا
      82 - قاست كما زوجُهـا ، فالله شاهدُهـا
      والصبـرُ رائدُهـا والـرشـدُ ساعيـهـا
      83 - هذا أبـو طالـبٍ حامـى بمِنعتـه
      عـن النبـوّة فــي قــومٍ يُجاريـهـا
      84 - ومثلُهُ كان أهلُ الكهف إذ نصـروا
      ديــنَ الإلــهِ وذا الفـرقـانُ يُبديـهـا
      85 - آووا إلى الكهفِ في صمتٍ وأمرهُمُ
      عــن الأنــام خـفـيٌّ لا يمـاريـهـا
      86 - إن الحصافةَ وضعُ الشيء موضعَهُ
      ويُبلـغُ النفـسَ مـا شــاءت أمانيـهـا
      87 - تلكم قريشٌ ترى المختارَ من كثـبٍ
      يُبيـد مـا ســاءه منـهـا فيخزيـهـا
      88 - ظنّت بهاشم ظنَّ السّـوء فابتـدرت
      إلـى الرسـالـة بالـعـدوان ترميـهـا
      89 - ظنّـت بـأنَّ رسـولَ الله يسلبهـا
      باسـم النبـوّة مجـداً فــي مغانيـهـا
      90- فعاجلتـه بغـدرٍ لا قــرارَ لــه
      إلا بـهـاشـمَ أن تُـبــدي فتُفنـيـهـا
      91- وجـاء دورُ أبـي الكـرّار مُستلبـاً
      مـا كـان يُقلقهـا أو كــان يُغريـهـا
      92- فأضمر الديـنَ كـي يحمـي بقيَّتـه
      - في كـلِّ نائبـةٍ - مـن بـأس شانيهـا
      93- إنّ السياسـةَ إن أبـدت قوادمَـهـا
      للناظـريـن فـقـد أخـفـت خَوافيـهـا
      94- ما ساد بالمال فـي قـومٍ مبادؤهـم
      قامـت عليـه ومـا جـازت مَباديـهـا
      95- وإنمـا سـاد بالأخـلاقِ فانبجسـت
      عيـنَ النباهـةِ فـي حـلـمٍ يُداريـهـا
      96- وساس منها نفوسـاً لا شفـاءَ لهـا
      عـلّ الزمـان مــن الأدواءِ يَشفيـهـا
      97- رعى النبـيَّ ولـم يُسلمْـهُ منفـرداً
      للضّاريـاتِ ولــنْ يخـشـى تحدّيـهـا
      98- حامى وراعى وما لانـت عزيمتُـهُ
      ما كـان بالكفـر بـل بالرشـد يُمضيهـا
      99- لِمْ لا يُعينُ علـى المختـار متَّخـذاً
      درب السّلامـةِ مــن ذا لا يُرجّيـهـا؟
      100- أودى بـه الهـمُّ والأيـام عابسـة
      في وجهـهِ السّمْـحِ مـا أنكـى لياليهـا!
      101- ربَّ اللئامُ تناهَـت نَيْـلُ غايتهـم
      مـن النبـيّ بمكـرٍ مــن طَواغيـهـا
      102- حتى تقادَمَ عامُ الحزن مذ غربـت
      شمسُ الشمـوس وكـان الخلـدُ ناعيهـا
      103- جاءت برعنـاءَ شوهـاءٍ مكـدَّرةٍ
      وَقودهـا الجهـلُ والأضغـانُ توريـهـا
      104- في أنّه مات في شركٍ وفي عَمَـهٍ
      وأنـه النـارَ يـومَ الحـشـر صاليـهـا
      105- لو كان والـدَ عمـرٍو أو معاويـةٍ
      لـكـان أوّلـهـا ديـنــاً وتألـيـهـا
      106- لكنّه والـدُ الفـردِ الـذي نسجـت
      لـه السمـاءُ ثيـابـاً مــن دَراريـهـا
      107- من اسمهُ شقَّ من إسم العليّ فمـا
      فضيلـةٌ فــي الــورى إلا ويُنسيـهـا
      108- لم يُبقِ للإنس من فضـلٍ ومنقبـةٍ
      إلا وزاد علـيـهـا مـــا يُمَحّـيـهـا
      109- لجْ بحرَهُ تجد الدنيا ومـا وهبـت
      بـجـودهِ لا بـمـا جــادت سواقيـهـا
      110- وما الأنامُ سوى إحـدى صنائعـهِ
      وإن تجـاهـلَ ذو لـــؤمٍ أيـاديـهـا
      111- عادت علياً وشاءت أن تضارعَـهُ
      بالمكرمـاتِ فمـا اسطاعـت لتحصيهـا
      112- فهو المكارمُ في ذاتٍ وفـي صفـةٍ
      وهــي المـآثـم خافيـهـا وباديـهـا
      113- رامته شخصاً فلم تظفـر بشانئـةٍ
      حتـى رمتـه بـإفـكٍ مــن تجنّيـهـا
      114- ماذا يضير شعاعَ الشمس إن عَميت
      عنـه العيـونُ ومـاذا كـان يُجديـهـا؟
      115- إن النفوسَ التي تُطوى على دَغَـلٍ
      هيهـات نـور الهـدى يومـاً يؤاتيـهـا


      يتبع ..

      تعليق


      • #4
        تابع ..


        116- ما أنكرت منـه إلا كـلّ مأثـرةٍ
        تُنمـى إلـيـه وفـضـلُ الله يُنميـهـا
        117- لو حاز هذا الورى منه بمكرمـةٍ
        مـا عـذّب الله يـومَ الوعـدِ جانيـهـا
        118- من حبّهُ جُنّةٌ في الحشرِ من سُعُـرٍ
        نزّاعـةٍ للشَّـوى فـي قعـر واديـهـا
        119- من وحّـد الله والاقـوامُ عاكفـةً
        كـلٌّ إلـى وثــنٍ بـالـذلّ يُخزيـهـا
        120- ربّـاه طـه وغـذّتـهُ أنامـلُـه
        صفواً مـن الـدِرِّ ممّـا فـاض طاميهـا
        121- يشَمُّـه عَرْفَـه ُيغـذوهُ ســؤدَدَهُ
        وحِـجْـرُهُ المَـهْـدُ آمــالاً يربّيـهـا
        122- يحنو عليـه وبالأخـلاق يرفِـدُهُ
        وفـي حِـراءِ دروسَ الوحـي يُلقيـهـا
        123- وكان يسمع صوتَ الوحي حيـدرةٌ
        يتلـوا مـن الذكـر آيــاتٍ وينشيـهـا
        124- رأى الرسالةَ رأْيَ العينِ مُخْضِلَـةً
        لَفْـحَ الهجيـرِ بنشـرٍ مـن غواليـهـا
        125- مُدَّت إليـه يـدُ التوحيـدِ حاملـةً
        عهـدَ الإمامـة عـن سَبْـقٍ لتُمضيهـا
        126- فأنذر المصطفى يومـاً عشيرتَـهُ
        وكــان للـديـن والدنـيـا يُرجّيـهـا
        127- وقال: يا قومُ من منكم يُناصرنـي
        علـى الخطـوب إذا هبّـت سوافيـهـا؟
        128- إني لأرجو أخاً منكـم يؤازرنـي
        وللخلافـة مــن بـعـدي سيحميـهـا
        129- فقـام أصغرهـم سنّـاً وأوثبهـم
        للتضحـيـات إذا نــادى منـاديـهـا
        130- وقال: إني لها والقـوم شاخصـةً
        منهـا العيـونُ وكـان الأمـرُ يَعنيـهـا
        131- وقد أعـاد ثلاثـاً قولَـهُ وكفـى
        بهـنّ عــدلاً رســولُ الله يجريـهـا
        132- جزّاه خيراً عن الاسـلام ممتدحـاً
        ولـم يشـأ هـكـذا بـالأمـر ينبيـهـا
        133- حتى أقـام عليهـم حجّـةً بلغـت
        غـور القلـوبِ وقـد ألقـت مراسيهـا
        134- ناداه أنت أخي من بينهـم وكفـى
        خلافـةَ الله مــن بـعـدي ستكفيـهـا
        135- محلّ هارونَ من موسى تُسيّرهـم
        علـى الطريقـةِ تسقيـهـم غواديـهـا
        136- فصار أعظمَ من في الأرض منزلةً
        بـعـد النـبـيِّ وكــان الله مؤتيـهـا
        137- وفرّق الجمـعُ والأمـواج متعبـة
        ألقـى بهـا اليـمُّ وانزاحـت دياجيـهـا


        يتبع ..

        تعليق


        • #5
          تابع ..

          138- وعاد حيـدرُ جذلانـاً بمـا وهبـت
          لـه الرسالـة مــن نُعـمـى تساميـهـا
          139- يقي النبـيَّ بـروحٍ غيـر مكتـرثٍ
          بالقـارعـات ومــا تُلـقـي غواشيـهـا
          140- وكان كالظـلِّ يحـذو حـذو سيّـدهِ
          والنـفـس بالـمـوت مقـدامـاً يمنّيـهـا
          141- ومن غدا الموتُ دون الحـقّ مُنيتَـهُ
          هانـت عليـه مــن الدنـيـا مآسيـهـا
          142- رأى قريشاً وقـد كـادت مكائِدُهـا
          تـودي النبـيَّ ومـن بالعطـفِ يوليـهـا
          143- فقدّم النفـسَ قربانـاً وبـات علـى
          فـراشِ أحمـدَ كــي تلـقـى أمانيـهـا
          144- ويسلمُ الدينُ من غدرٍ بـه عُرفـت
          تلـك النفـوسُ وقـد سـادتْ بـه تيـهـا
          145- ترقَّبوا الفجرَ أنْ يأتي بمـا رغبـوا
          فيستـريـحَ مــن الاســلامِ طاغيـهـا
          146- فأصبحـت وإذا الإسـلامُ مُمتشِقـاً
          عَضْبـاً مـن الخـزي والاذلالِ يَسقيـهـا
          147- وأيقنتْ أنَّ هـذا السيـفَ صاعقـةٌ
          مـن السمـاءِ وقــد حـلَّـت بناديـهـا
          148- وكيف لا وعلـيٌّ مـن بـه قُرِنَـت
          معنـى البطولـةِ حيـنَ البـأسُ يُنضيهـا
          149- يدعو إلى الموتِ من يدنو لصارمِـهِ
          فـلاذ بالصمـتِ خـوفَ البـأسِ عاتيهـا
          150- ويمكـرون ولمّـا يعلمـوا سَفَـهـاً
          أنَّ الإلــه بسِـنْـخِ الفـعـلِ يَجزيـهـا
          151- وآبَ بالجمـع ذلُّ الدهـرِ يَسقيَهـمْ
          كـأسَ الهـوانِ فـيـا بُـعـداً لحاسيـهـا
          152- وسار بالرَّكْبِ يطوي البيـدَ منفـرداً
          يقـي الفواطـمَ مـن هــولٍ ويحميـهـا
          153- مهاجـراً وعيـونُ القـومِ ترمُقُـهُ
          كـأنَّـهُ الـمـوتُ إذ يـنـأى يُقَصّيـهـا
          154- فأثلجَ الله قلـبَ المصطفـى بفتـىً
          يطـوي المـلاحـمَ ضحّـاكـاً ليُبكيـهـا
          155- الموردِ البيضَ في سوحِ الوغى مُهَجاً
          والمطعـمِ الـمـوتَ أرواحــاً يُناويـهـا
          156- إذ سلَّـهُ اللهُ سيفـاً ليـس تغـمـده
          إلا الرقـابُ إذا مــا فــاضَ جاريـهـا
          157- راض الصناديدَ والشجعانَ صارمُـهُ
          علـى الـفـرارِ إذا استبـكـى تراقيـهـا
          158- وهو الملاذُ إذا ما الأمـنُ مُسْتَلَـبٌ
          والأرضُ بالجورِ قـد ضاقـت بمـن فيهـا
          159- سائلْ ببدرٍ غـداةَ الشـركُ غيهبُـهُ
          يُزجـي الكتائـبَ مـن أفنـى ضواريهـا؟
          160- جاءتْ وقد أيقنت بالنصـرِ يخدعُهـا
          طـيـفٌ ألــمَّ بلـيـلٍ مــن أمانيـهـا
          161- يقودها الغيُّ والكفرُ الـذي مُزِجَـت
          بـه النفـوسُ وحـادي الحـقـدِ حاديـهـا
          162- فأصبحـتْ وإذا الأحـلامُ ينسَخُهـا
          سـيـفٌ لطائـشـةِ الأحــلامِ يُرديـهـا
          163- أردى الوليـدَ وأردى شَيْبَـةً فغـدا
          مـن بعـدِ عُتبـةَ يُـردي مـن يواليـهـا
          164- يدور بالصِّيد حتى ظـنَّ أبصرُهُـمْ
          بــأنَّ ألــفَ عـلـيٍّ حــلَّ واديـهـا
          165- حتى رأوا منه مـا لـو أنَّ أبعدَهُـمْ
          رامَ الـفـرارَ لـنـالَ الفـخـرَ دانيـهـا
          166- تلكـم قـريـشٌ تمنَّـتْـهُ لتقتـلَـهُ
          فخيَّـبَ المـوتُ فـي بــدرٍ تضنِّيـهـا
          167- في طاعةِ السيفِ قد آلـى لَيوردَهُـمْ
          عُقبـى الغـرورِ جحيـمـاً ذُلَّ صاليـهـا
          168- وقـد أحـال ببـدرٍ ماءَهـا سُعُـراً
          فـي قلـبِ هنـدٍ وقـد آلــتْ لَتطفيـهـا


          يتبع ..

          تعليق


          • #6
            تابع ..



            169- حتى أعدَّتْ لأحْدٍ كلَّ مـا ادَّخـرت
            مـن الضغـونِ ومـا نالـت بوحشيـهـا
            170- مـا ترتجيـهِ فهـذا حيـدرٌ أجَـلٌ
            مـا زالَ يخطـفُ أرواحــاً لأهليـهـا
            171- ظنّتْ بحمـزةَ تستشفـي ضغائنَهـا
            هيهـاتَ هيهـاتَ مـا الأكبـادُ تَشفيـهـا
            172- عادت وسيفُ عليٍّ صـار يوقرُهـا
            عِـبْءَ الغـمـومِ كـأحـدٍ أو يُدانيـهـا
            173- وعاد حيـدرُ والدنيـا علـى أمـلٍ
            تُلقـي القِيـادَ لــه طـوعـاً ليُنجيـهـا
            174- وجلجلتْ لفظةُ التوحيـدُ وانقلبـت
            ريـحُ السَّـمـومِ إلــى رَوْحٍ يُغاديـهـا
            175- ولفحةُ الهوجِ عادت نفحـةً عَبقـت
            منهـا الجنـانُ أريجـاً نَـشْـرَ غاليـهـا
            176- وقد تلاقتْ علـى شـوقٍ يؤرّقُهـا
            طـولُ الفِـراقٍ وقـد مـلّـتْ تَجافيـهـا
            177- مفاخـرٌ ظلّـتْ الأيـامُ تَرقَبُـهـا
            فصافـحـتْ بالهـنـا كـفّـاً تُجلّـيـهـا
            178- كفّاً تجلَّـتْ بهـا للحـقِّ سطوتُـهُ
            وأيُّ كــفٍّ بـمـا نـالـتْ تُكافيـهـا؟
            179- وأيقن الحـقُّ أنْ لا شـيءَ يُسْلِمُـهُ
            للمُرديـاتِ وقــد أقْــوَتْ بمُرديـهـا
            180- الواهبِ الحتفَ قلبَ الموتِ من فَرَقٍ
            والناهـبِ الـرَّوْعَ مـن قـومٍ يُراعيـهـا
            181- والمنقذِ الدينَ مـن عـادٍ وعاديَـةٍ
            سـوداءَ يَعـجـلُ بــالأرواحِ داجيـهـا
            182- والكاشفِ الكربَ والغمّاءَ ، هِمَّتُـهُ
            غـوثٌ لنـارِ غليـلِ الـحـقِّ يُطفيـهـا
            183- والمرتقي الصّعبَ لا تمتازُ ميْمَنـةٌ
            عـن أختِهـا مُبعِـداً بالمـوتِ دانيـهـا
            184- لم أنسَ يوماً به الأبصـارُ خاشعـةً
            وللمـنـيّـةِ يـدعـوهـا مـنـاديـهـا
            185- عمرو بن ودٍّ ومـا أدراكَ صولتُـهُ
            وَقودُهـا الـنـاسُ لا يخـبـو تلظّيـهـا
            186- يقلّبُ الصفَّ مثلَ الكفِّ ليـس لـه
            غـيـرُ الكريـهـةِ مـرتـاداً نواديـهـا
            187- صاح النبيُّ وملءُ البيـد صيحتـه
            مَـنْ منكـمُ جنـةً بالنـفـس يشريـهـا؟
            188- هل من نصيرٍ يحامي عن عقيدتـهِ
            والناسُ فـي صَمَـمٍ عـن قـولِ ناعيهـا
            189- فما استجـاب لـه إلا أبـو حسـنٍ
            وهـو القـضـاءُ ولـلاقـدار مزجيـهـا
            190- لاقى ابنَ ودٍّ غداةَ الغُلْـبُ يقعدهـا
            هَْــولُ اللـقـاءِ إذا هـمّـت ويُثنيـهـا
            191- بعزمةٍ ما وَنَتْ عـن نَيْـلِ بُغتيهـا
            مـن الرقـابِ إذا مـا الشـركُ يعليـهـا
            192- في ساعةٍ بـرز الايمـانُ منتضيـاً
            علـى الضلالـةِ سيفـاً ثــلَّ راسيـهـا
            193- سقاهُ من كأسهِ في ضربةٍ جمعـت
            غُـرَّ المنـاقـبِ إنْ عُــدَّتْ معاليـهـا
            194- بضربةٍ هدَّمت ركنَ الضلالِ كمـا
            شادت صـروحَ الهـدى أنعِـمْ بماضيهـا
            195- بضربةٍ تُثقل الميزانَ لـو وُزِنـت
            بهـا عبـادةُ مـن فـي الخلـق تكفيهـا
            196- وِتْرٌ وقد شُفِعَتْ في خيبـرٍ فغـدت
            مـن نحـرِ مرحـبَ للأعقـاب تُدميـهـا
            197- في موقفٍ مُدَّتْ الأعنـاقُ راصـدةً
            مـن الرسـولِ نـداءً لـيـس يَعنيـهـا
            198- لرايتي في غـدٍ ليـثٌ إذا خمـدت
            نـارُ الهيـاج فمنـهُ الـبـأسُ يوريـهـا
            199- كلٌّ تمنّـى ولكـنْ لا سبيـلَ الـى
            نيـلِِ الأمانـي إذا مـا الوهـمُ يُنشيـهـا
            200- ولم يكـن كفؤهـا الا أبـو حسـنٍ
            لـكـنَّ فــي العـيـنِ أدواءً يُعانيـهـا
            201- فمـدَّ طـه بكفـيّـهِ لــهُ فَـيَـدٌ
            فيـهـا دواءٌ لعـيـنِ الـديـن يُشفيـهـا
            202- وفـي يـدٍ رايـةٌ للفتـحِ أودعهـا
            عنـد الضَّنيـنِ بهـا بالنـفـس يفديـهـا
            203- في وقعةٍ كان لولا حيدرٌ رجحـتْ
            كـفُّ اليهـودِ علـى كــفٍّ تُقاويـهـا
            204- أبادَها حيـث لا حصنـاً بمنجدِهِـم
            ولا الـدروعُ مــن الآجــالِ تُنجيـهـا
            205- ولـو تدرَّعَـتِ الأجبـالَ زلزلهـا
            بــأسٌ مــن الله لا يُبـقـي بَواقيـهـا
            206- بأسٌ كـأنَّ المنايـا وهـي مجدبـةٌ
            بالسـائـلاتِ مــن الأرواحِ يَسقـيـهـا
            207- تعاهدا هـو والصمصـام أنْ يهبـا
            عـزَّ الحيـاةِ لمـن بالـرشـدِ يُحييـهـا
            208- في كفِّ أروعَ لا تنبـو ضريبتُـهُ
            عنـد الـنِّـزالِ ولا تـعـدو مَراميـهـا

            يتبع ..

            تعليق


            • #7
              تابع ..

              209- سلوا هـوازنَ إذ سـارت كتائبُهـا
              تبغـي حُنينـاً عسـى تلـقـى أمانيـهـا
              210- من ساقَ جَروَلَها للموتِ؟ غيرُ فتىً
              لو ناجـزَ العُـرْبَ حيـن البـأسِ يُفنيهـا
              211- من جدَّل العاصَ في الهيجا وحنضلةً
              نجـلَ الطليـقِ غـداةَ الـغـيّ يغريـهـا
              212- من رام خالَ أبي حفصٍ فخلَّفـهُ الـ
              مـوتُ الوَحـيُّ ضغونـاً خـامَ داجيـهـا
              213- حتى أبو حفصَ لـم تسلـمْ طويّتُـهُ
              وجمـرةُ الـثـأرِ لا تخـبـو فتُذكيـهـا
              214- وآمـن النـاسُ والمختـارُ يُخبـرُهُ
              وحـيُ السمـاءِ بمـا تُخـفـي ليُنبيـهـا
              215- ولـم يـدعْ موقفـاً الا وذكَّـرهـم
              بفضـلِ مـن كـان مشـكـاةً لساريـهـا
              216- وفي تبوكٍ غـداةَ الـرومُ جحفلُهـا
              بحـرٌ تلهَّـبُ مــن بــأسِ عواليـهـا
              217- تريد إطفـاءَ نـورِ الله فانكشفـت
              بـذلـك الـنـورِ أســرارٌ لواعـيـهـا
              218- إذ خلَّفَ المصطفى من أهلهِ بطـلاً
              علـى المديـنـةِ يرعـاهـا ويحميـهـا
              219- فتىً كهارونَ من موسـى وعُدَّتُـهٌ
              إلا النـبـوّة مــا يُـزهـي ترجّـيـهـا
              220- والمرجفونَ أرادوا طمـسَ منقبـةٍ
              قـد شـاء ربّ السمـا كالشمـس يُبديهـا
              221- بيضاءَ يفزع منها الليـلُ منهزمـاً
              بـلا قـتـالٍ ولـكـنْ مــن تساميـهـا
              222- أولاهُ احمـدُ مـا لـو أنَّ مكرُمَـةً
              أومتْ الـى الأرض لاخضـرّتْ مَواميهـا
              223- أفضى إليـه بأسـرارٍ تنـوءُ بهـا
              شـمُّ الرِّعـانِ كطـيِّ الطـرسِ يطويهـا
              224- وسدَّ في المسجدِ الأبوابَ أجمعَهـا
              وبـابُ حيـدرَ - حـدَّ الفخـرِ - يُبقيهـا
              225- يوحي إليهم بـأنَّ البيـتَ مسجـدُهُ
              وأنـهُ مـن فِـئـامِ الـنـاسِ زاكيـهـا
              226- وأنّـهُ مسجـدٌ حـيٌّ تضيـق بـه
              دنيـا الوجـودِ فـقـد وافــى ينقّيـهـا
              227- رمـزُ السمـاءِ محـالٌ أنْ يدنّسَـهُ
              مـا يعتـري النـاسَ تطهيـراً وتنزيهـا
              228- ما كان ذلك من وحي الهوى مِقـةً
              وإنـمــا حـكـمـةَ للهِ يُمـضـيـهـا
              229- آلتْ عليه بـأنْ يُدنـي أبـا حسـنٍ
              حـتـى يُمـيِّـزَ قالـيـهـا وغالـيـهـا
              230- عن عصبـةٍ آمنـت باللهِ واتَّبعـت
              هـذا الوصـيَّ فضجَّـتْ مـن مآسيـهـا
              231- وأعظمُ الخطبِ عنـدي أنَّ كافـرةً
              بأنعُـمِ اللهِ شـمـسَ اللـطـفِ تَنفيـهـا
              232- عن منزلٍ هي لـولاهُ لمـا وردت
              صَفْـوَ الحيـاةِ وقـد راقــت لساقيـهـا
              233- وفاتها من رجوعِ الشمـس منقبـةٌ
              فـي كـلِّ يـومٍ لـهـا أفــقٌ يبيّيـهـا
              234- رُدَّتْ إليه ومـا رُدَّتْ إلـى أحـدٍ
              إلا لـيـوشـعَ إجـــلالاً لداعـيـهـا


              يتبع ..

              تعليق


              • #8
                تابع ...

                235- وتلكـمُ آيـةٌ للحـقِّ محكـمـةٌ
                جليّـةٌ والخـصـومُ الـلـدُّ ترويـهـا
                236- كآيـةِ الطائـرِ المشـويِّ بالغـةً
                تُغنـي وإنْ سَمَـدت عنهـا أعاديـهـا
                237- موتوا بغيضٍ وإلا فاهلكوا حسداً
                إذ ليس يكسفُ وجـهَ الشمـس هاجيهـا
                238- هذي أميةُ هـل نالـت منابرُهـا
                بالنَّيْـلِ مـن حيـدرٍ إحـدى أمانيهـا؟
                239- أم انها غـودرت أدراجَ سافيـةٍ
                بسُبَّـةٍ لـم تـزل فيـكـم مخازيـهـا
                240- ماذا نقِمتم؟ سوى ثأرٍ يصيح بكم
                مـن آل مـروانَ لا عـادت لياليـهـا
                241- ذرهمْ يقولوا كما يحلو لهم سَفَهـا
                ليـس المقـالُ عـن الافعـال يغنيهـا
                242- لو كان يغني لأغنت كلَّ سامعـةٍ
                ذاتُ السلاسـلِ فـي ذكـرى مغازيهـا
                243- يوماً أبو بكر للرايـاتِ يقدمهـا
                ولـم يكـن للوغـى عهـداً بمعطيهـا
                244- يطوي الفِجاجَ الى حربٍ وشاغلُهُ
                كـيـف النـجـاةُ إذا دارت دواهيـهـا
                245- فعاد والخُسْـرُ يحـدوهُ وسائقُـهُ
                حـبُّ السلامـةِ تغـريـه ويغريـهـا
                246- فأرسل المصطفى من بعده عمراً
                لعـلَّ بالنصـرِ بعـد الخُسْـرِ يأتيـهـا
                247- وكان يعلم ما يأتـي بـه عمـرٌ
                لـكــنَّ لله أحـكـامـاً سيجـريـهـا
                248- ولا يُـلامُ أخـو تَيْـمٍ وصاحبُـهُ
                على النّكوصِ فحمـلُ السيـف يُعييهـا
                249- إنَّ السيوفَ مصونـاتٌ بكفِّهِمـا
                عـن التبـرُّجِ إنّ الـحـربَ تؤذيـهـا
                250- وفـي التبـرّجِ آيـاتٌ منـزَّلَـةٌ
                حاشـا لأمثالهـا الشيـطـانُ يُنسيـهـا
                251- لذاك عاد أبـو حفـصٍ بجحفلِـهِ
                إلـى الـرسـول بـأهـوالٍ يُقاسيـهـا
                252- فأرتقَ الفَتْقَ أن نـادى بحيـدرةٍ
                وهـو المغيـثُ إذا نــادى مناديـهـا
                253- أنْ يا عليُّ أعِـدْ للديـنِ هيبتَـهُ
                فمـن سِـواك لهـا إنْ غُـمَّ زاهيهـا؟
                254- فقام حيدرُ وهو الليـثُ منتفضـاً
                بهمّـةٍ تُفـزعُ الدنيـا ومــن فيـهـا
                255- وعاد بالنصرِ جَذلاناً وقد نزلـت
                والعاديـاتُ فـيـا بـشـرى لتاليـهـا
                256- وبشَّرتْ أحمداً بالفتـحِ مدركـةً
                بــه الرسـالـةُ آمــالاً ترجّـيـهـا
                257- وأيقن الشركُ أنْ لا عيشَ في دعةٍ
                ما دام سيفُ الهـدى بالشّهـبِ يرميهـا

                يتبع ...

                تعليق


                • #9
                  تابع ..

                  258- وفـي بــراءة إيــذانٌ بمهلـكِـهِ
                  وظُــنَّ أنَّ أبــا بـكـرٍ سيُمضـيـهـا
                  259- فسار بالنـاسِ عـلَّ الحـظَّ يُسعفُـهُ
                  وبـالـبـراءةِ للطّـاغـيـنَ يُـخـزيـهـا
                  260- لكنَّما الوحـيُ قـد وافـى بناسخـةٍ
                  مــن الإلــهِ لـهـذا قــال هاديـهـا
                  261- أنْ لا يبلّغـهـا إلا أنــا وفـتــىً
                  مـنّـي فحـيـدرةٌ عـنّــي يـؤدّيـهـا
                  262- كـان النبـيُّ علـى علـمٍ فغايـتُـهُ
                  للمسلمـيـنَ طـريـقَ الـحـقِّ يهديـهـا
                  263- بـأنَّ مـن بعـدهِ لا كـفءَ يخلفـهُ
                  إلا عـلـيٌّ وفــي خـــمٍّ سيُنبـيـهـا
                  264- يومَ الغديـرِ وحسبـي فيـه منقبـةً
                  شـابَ الزمـانُ ومـا شابـت نَواصيـهـا
                  265-لمْ ينجبِ الدّهرُ صِنـواً فـي شمائِلِـهِ
                  يُحيـي النفـوسَ وكـأسَ الحـقِّ يَسقيـهـا
                  266- يستلُّـهُ الحـقُّ سيفـاً دون وطأتِـهِ
                  محـقُ الضـلالـةِ إنْ هـبَّـتْ سَوافيـهـا
                  267- يوماً دعا فيـه طـه النـاسُ قاطبـةً
                  وماجـتْ الارضُ مــن أمــرٍ يوافيـهـا
                  268- أمـرٌ مــن الله قـرآنـاً تنـزَّلـهُ
                  والـوحـيُ مبتـشـرٌ لــلآي تالـيـهـا
                  269- يا أيّهـا المصطفـى بلِّـغْ بمُحْكَمـةٍ
                  وإنْ أبَـيْـتَ فـمـا صـدّقـتَ موحيـهـا
                  270- بَلِّـغْ كفـاكَ إلـهُ العـرشِ شِرْذِمَـةً
                  عَـوْدُ الجهالـةِ مــن أغـلـى أمانيـهـا
                  271- واللهُ يعصِمُ من قـومٍ رَضَـوا بَـدَلاً
                  عــن الكـتـابِ بِـغَـيٍّ لا يُجافـيـهـا
                  272- فقـامَ أحمـدُ يتلـو قـولَ بـارئِـهِ
                  لـو كـان ينفعُهـا مــا قــال باريـهـا
                  273- يعلـو علـى منبـرٍ يرقـاهُ حيـدرةٌ
                  والبيـدُ بالنّـاسِ قـد غُـصَّـتْ فيافيـهـا
                  274- يا أيّها الناسُ إنّي قـد دُعيـتُ إلـى
                  ضـيـافـةِ الله مـــن ذا لا يُلبـيـهـا؟
                  275- ألستُ أولـى بكـمْ منكـمْ بانفسكـم؟
                  قالـوا: بلـى والـذي أصـفـاك نفديـهـا
                  276- وقال ما قال من وعـظٍ ومـن عِبَـرٍٍ
                  فـي خطبـةٍ يأخـذُ الاسمـاعَ مـا فيـهـا
                  277- وردَّدَ القولَ فـي أمـرٍ بـه افتُتِنَـتْ
                  مرضـى النفـوسِ فخابـتْ فـي مساعيهـا
                  278- واستبشـرتْ أنفـسٌ بالله مؤمـنـةٌ
                  وحصحـصَ الحـقُّ لمـا قــال هاديـهـا
                  279- من كنتُ مولاهُ فالمولى أبـو حسـنٍ
                  بعـدي عليكـم بــلا فـصـلٍ أُوليـهـا
                  280- خلافـةُ اللهِ عهـدٌ لا يجـوزُ علـى
                  مـن كـان ظالـمَ أنْ يـرقـى مَراقيـهـا
                  281- عهـدٌ مـن الله لا نفسـي تُراودنـي
                  ولا اتّـبـاعُ الـهـوى يـومـاً بمغريـهـا
                  282- فبايـعَ الـنّـاسُ آلافــاً مؤلّـفَـةً
                  تــزفُّ للمرتـضـى أسـمـى تهانيـهـا
                  283- فمـدَّ للعهـدِ كفّـاً طالمـا زَهقـتْ
                  بـهـا نـفـوسٌ إلــى قــومٍ ليُحييـهـا
                  284- كفّاً سوى الجودِ والصمصامِ ما عرِفَتْ
                  حياطـةُ الدّيـنِ مــن إحــدى أياديـهـا



                  يتبع ...

                  تعليق


                  • #10
                    تابع ....


                    285- وأكملَ اللهُ فـي ذا اليـومِ شِرْعَتَـهُ
                    وأتـمـمَ النّعـمـةَ الكـبـرى بمَهديـهـا
                    286- و(اليومَ اكملتُ...) لمّا بايعوا دحضت
                    دعـوى المريـبِ إذا مـا الزيـغُ يوحيهـا
                    287- وإنَّ من بعدها حقَّ العـذابُ علـى
                    مـن سوَّلـتْ نفسُـهُ بـالإفْـكِ يرميـهـا
                    288- إن كان جهراً وإن سـراً سواسيـةٌ
                    إنَّ الـعــذابَ عـــذابَ الله آتـيـهـا
                    289- جاء ابن فهرٍ الـى المختـار يسألُـهُ
                    إن كـان مـن ربّـهِ أم كــان تمويـهـا
                    290- نـصُّ الخلافـةِ والهـادي يؤكّـدهُ
                    وأنهـا عـن لـسـان الـوحـي يُمليـهـا
                    291- فقال: إنّك قلـتَ الصـومُ مفتـرضٌ
                    ثـم الصـلاةُ وهــا طـوعـاً نصلّيـهـا
                    292- ثم الزكـاةُ وحـجُّ البيـتِ واجبـة
                    ثـم الجهـاد فروضـاً لـسـتُ ناسيـهـا
                    293- إن كان من عندك اللهمّ قـد نزلـت
                    فامطـرْ علينـا فـإنـي الـيـومَ آبيـهـا
                    294- فعجَّـلً اللهُ بالقـومِ الألـى نكـروا
                    وفي السعيرِ غـداً فـي الحشـر يصليهـا
                    295- ( وقولـةٌ لعلـيٍّ قالـهـا عـمـرٌ)
                    تُغنـي البلاغـةَ مـا تـحـوي معانيـهـا
                    296- بَخٍ بَـخٍ صـرتَ مولانـا وقائدنـا
                    وعلـةٌ فـي الحشـى مـا كـان يُبديـهـا
                    297- تُرى لهاشـمَ دون الخلـقِ بارئُهـا
                    بعـد النبـوّةِ عــزَّ المُـلْـكِ يؤتيـهـا؟
                    298- هل كان وحْياً؟ أم انَّ الأمـرَ أمنيـةٌ
                    عنـد الرسـولِ لمـن يـهـوى يُمَنّيـهـا
                    299- ولـم يكـنْ عنـده إلا أبـو حسـنٍ
                    ولـمْ يـجـدْ غـيـره نفـسـاً يؤاخيـهـا
                    300- وذي قريشٌ بهذا الدينَ قـد سُلبـتْ
                    عِـزّاً عـلـى أبَــدِ الآبــادِ جافيـهـا
                    301- هلا تَقِرُّ لهـذا الأمـرِ عـن رَشَـدً
                    ولا تـحـنُّ إلــى أمـجـاد ماضيـهـا؟
                    302- أم أنّهـا آمنـت حقـاً بـأنَّ لـهـا
                    حقّـاً أُضيـعَ بـكـفٍّ شـيـمَ ماضيـهـا
                    303- فاستسلمتْ خيفةً من بـأسِ صولتـهِ
                    ربَّ القضـاءُ لـمـا تـرجـوهُ يعطيـهـا
                    304- إنْ غيـلَ أحمـدُ أو حانـت منيَّتُـهُ
                    تُبـدي الليالـيَ مـا الأقــدارُ تخفيـهـا
                    305- ربَّ انقلابٍ على الأعقـابِ يمنحُهـا
                    تاجـاً علـى الهـام يستقضـي معاليـهـا
                    306- خلّي أبا حفصَ مشغولاً بمـا مُنيـتْ
                    بـه قريـشٌ وقــد ذُلَّــتْ نواصيـهـا
                    307- وسرْْ معَ النّاسِ إذ عاشتْ أبا حسـنٍ
                    سيـفـاً إذا أبَــتِ التوحـيـدَ يَفنـيـهـا
                    308- في كـلِّ بيـتٍ لـه نـاعٍ ونائحـةٍ
                    تستمطـرُ القلـبَ إن غـاضـت مآقيـهـا
                    309- تدعو الذحـولَ ولا حـيٌّ بمسعفِهـا
                    وكيـف يُرجـى ومـا فيـه كمـا فيـهـا؟
                    310- كلٌّ من الحقِّ مَوْتورٌ وقـد رغبـت
                    عـن الهـدايـةِ فــي غــيٍّ يغشّيـهـا
                    311- مشى بها الجهلُ حتى لم تجـدْ أبـداً
                    شيـئـاً يميّـزهـا عـنـه ويُقصـيـهـا

                    يتبع ..

                    تعليق


                    • #11
                      تابع ...

                      312- لو صُوِّرَ الجهلُ في يومٍ لنـا بشـراً
                      لكـانَ أقـبـحُ مــا يـأْبـاهُ يُزهيـهـا
                      313- سارت على دربِ فرعونٍ فأغرقَهـا
                      طوفـانُ موسـى فمـا شــيءٌ ينجّيـهـا
                      314- وسوَّغت مكرَ هامـانٍ فمـا نفعـت
                      عصـاً لموسـى وقـد دانـت لعاصيـهـا
                      315- ماذا رأت من علـيٍّ غيـرَ فَتْكَتِـهِ
                      عنـد القِـراعِ إذا شـامـت مواضيـهـا؟
                      316- قـاد الثّمانيـنَ حمّـالاً لرايتِـهـا
                      يطـوي الكتائـبَ لا يخشـى غَواشيـهـا
                      317- حتى يعـود ولـم يأبَـهْ لجارحَـةٍ
                      شكـوى الجـراحِ ولـمْ يحفـلْ بجاريهـا
                      318- يعـود بالنصـر جذلانـاً لفاطمـةٍ
                      فـي دارِ طهـرٍ علـى الاسـلامِ بانيـهـا
                      319- ( وقَوْلـةٌ لعلـيٍّ قالهـا عُـمَـرٌ )
                      لسنّـةِ الظلـمِ بـيـن الـنـاس تُفشيـهـا
                      320- ( حرقتُ دارَكَ لا أُبقي عليـكَ بهـا
                      إنْ لـم تبايـعْ وبنـتُ المصطفـى فيهـا )
                      321- إنْ كان شورى فما تُجدي أبا حسـنٍ
                      هـوجُ الريـاحِ وقـد ألقـتْ مَراسيـهـا؟
                      322- أم أنَّ في البيت من تُخشى محجتُـهُ
                      إنْ جـدَّ بالركـبِ نحـو التِيـهِ حاديـهـا
                      323- أكان هارونُ عن موسى بمنعَـزَلٍ؟
                      أمْ أنَّ ألـواحَـهُ هُـــدَّتْ مَبانـيـهـا؟
                      324- أو أنّهـا الديـنُ إلا أنَّ نـاصـرَهُ
                      ضـلَّ الطريـقَ وللـشـورى يُجافيـهـا؟
                      325- أو أنهـا بدعـةٌ للديـن حالـقَـةٌ؟
                      أو أنّـهـا فلـتـةٌ أخـفـت دواعيـهـا؟
                      326- حتـى إذا حـان للشـورى مَنتيُّهـا
                      وقُـلِّـدَ الحُـكْـمَ بالتعيـيـن ثانـيـهـا
                      327- أمستْ ضلالاً وُقيتمْ شـرَّ غُصّتهـا
                      فقاتلـوا كــلَّ مــن يبـغـي تثنّيـهـا
                      328- أُخادعُ العقلَ بالشـورى فيُعجزنـي
                      ردُّ الـجـوابِ عـلـى أمــرٍ ينافيـهـا
                      329- هلا أبو بكـرِ بالشـورى تقلَّدَهـا؟
                      أم كان بالشرِّ؟ فاحكـم أنـت قاضيهـا(1)
                      330- وخلفـه عمـرٌ يـدعـو لبيعـتِـهِ
                      ودونـه القتـلُ مـن أضحـى يُجافيـهـا
                      331- هل كان يعلمُ ما الشورى؟ وقد أُخذت
                      بالسيـف بيعتُـهُ مـن كــفِّ معطيـهـا
                      332- وأمرهم بينهمْ شورى ومـا علمـت
                      إنَّ الـتـوعُّـدَ بـالإحــراقِ ينفـيـهـا
                      333- وأين كان مشيروها؟ ومـا شهـدت
                      تحـت السقيفـةِ مـن ذا كـان يُدريـهـا؟
                      334- ثلاثة أُخبروا من كـان مخبرَهُـمْ؟
                      بــأنَّ إمْرَتَـهـا الأنـصـارُ تبَغـيـهـا
                      335- وما بغتها ولكـنّ القضـاءَ مضـى
                      بالانقـلابِ عـلـى الأعـقـابِ يُرديـهـا
                      336- تلاقفاهـا وتـمَّ الأمــرُ بينهـمـا
                      والرافضـونَ وعيـدُ الـنـارِ يُغضيـهـا



                      [1) في البيت اشارة الى القول الشهير لعمر: كانت بيعة ابي بكر فلتة وقى الله شرها فمن عاد الى مثلها فاقتلوه.
                      ولا ادري كيف وقى الله شرها وهي مما يستحق قتل من أتى بمثلها ثانية، وكيف عرف الفاروق أن الله وقى شرها فهل اطلع على الغيب؟.
                      وأي بيعة جرَّت على المسلمين الوبال والنكال غير تلك البيعة التي مهدت للفاروق هاتك حرمة الزهراء عليها السلام، ثم للامويين الذين فعلوا ما فعلوا يوم الطف وغيره من الايام بارتكاب الحرام وركوب الآثام؟... فإلى الله المشتكى من شر تلك البيعة التي عمَّ الاسلام شومها، ومزقت المسلمين شرّ ممزق.

                      يتبع ..

                      تعليق


                      • #12
                        تابع ..


                        337- ( وقولـةٌ لعلـيٍّ قالهـا عمـرٌ )
                        مـا نحـن فيـه بقايـا مــن مآسيـهـا
                        338- ( حرقتُ دارك لا أبقي عليك بهـا
                        إن لمْ تبايـعْ وبنـتُ المصطفـى فيهـا )
                        339- يوماً أتى دارَ وحـي اللهِ منتفضـاً
                        بالـنـارِ يوعـدهـا حـرقـاً يُمحّيـهـا
                        340- قالوا له: فاطمٌ في الدار قـال: وإنْ
                        بغلظـةٍ أعـجـزتْ حـتـى مُداريـهـا
                        341- فقولةٌ أفصحتْ عن دينِ صاحبهـا
                        إنْ كـان بالحـقِّ أم بالظـلـمِ مُلقيـهـا
                        342- وقل لمن عدَّ هذا القـولَ مكرمَـةً
                        للمكرمـاتِ بسـهـمِ الإفْــكِ ترميـهـا
                        343- سائل أبا حفصَ هل كانت مقولتُـهُ
                        وفـق الشريعـةِ؟ أم حكـمـاً تنافيـهـا
                        344- أفي الكتـابِ وذا القـرآنُ شاهـدةٌ
                        آيـاتُـهُ أنّـهـا للـكـفـر تُنمـيـهـا
                        345- أم سنةُ المصطفى جاءت بها ولـهُ
                        علـم باسـرارِهـا فانـصـاعَ يُحييـهـا
                        346- إن الذي يهتك الزهـراءَ حرمتَهـا
                        مـا كـان يومـاً لآي الـذكـر تاليـهـا
                        347- أليس قـولُ رسـول الله": فاطمـةٌ
                        بقيَّتـي فيـكـمُ بالفـضـل يَصفيـهـا؟
                        348- وفاطـمٌ بضعـةٌ منـي فيؤلمنـي
                        مـا كـان يؤلمهـا يـا بئـسَ مؤذيـهـا
                        349- يا لهفَ فاطم خلف البابِ إذ وقفت
                        تدعـو أباهـا عسـى يأتـي فيحميـهـا
                        350- لم يَبْلُ جسمُك والأحكام قد بُليـت
                        والسّامـريُّ بحكـم الـجـور ماحيـهـا
                        351- ( قد كـان بعـدك أنبـاءٌ وهنبثَـةٌ
                        لـو كنـتَ شاهدَهـا ) هانـت دواهيهـا
                        352- سَقْطُ الجنينِ وكسرُ الضلع أعظمها؟
                        أم غصـبُ حقّـي وأهــوالٌ ألاقيـهـا؟
                        353- يا بابَ فاطمَ ما لاقيتَ مـن مِحَـنٍ
                        تُشجـي الكـرام ومـا زالـت تقاسيهـا


                        يتبع ..

                        تعليق


                        • #13
                          تابع ....
                          354- وشرُّ رُزْأَيِن خطـبٌ لا نظيـر لـه
                          بيـن الخطـوبِ ومـن ذا بـات يحصيهـا!
                          355- غداةَ ألقـى أبـو بكـرٍ الـى عمـرٍ
                          خـلافــةَ الله تعيـيـنـاً فيـجـريـهـا
                          356- أكان أجدى من الشـورى أم اتّخـذا
                          شـريـعـةَ اللهِ تـعـديـلاً وتوجـيـهـا؟
                          357- ماذا رأى تَيْمُ في أنْ يصطفي عمـراً
                          أيـن المشـيـرون قاصيـهـا ودانيـهـا؟
                          358- هل ظنّها نِحْلَـةً أم إرثـةً خلصـت
                          أم خـيّـروهُ فـمـن يـرضـاه يعطيـهـا
                          359- أم كـان أرفـقَ مـن طـه بأمتِـهِ
                          إذ لـم يخلـفْ عليهـا مــن يراعيـهـا؟
                          360- أم ظنّها فلتةً أخـرى دهـت عمـراً
                          حاشـا لفاروقهـا المعـصـوم تنزيـهـا!!!
                          361- تقلّـد الأمـرَ بالتعيـيـن مبـتـدراً
                          لـشـرعـةِ الله بـالاحـكـام يغنـيـهـا
                          362- أغاضه ُالنقصُ فيهـا فانبـرى علمـاً
                          يلقـي الفتـاوى كمـا يـهـوى لباغيـهـا
                          363- مقابـلَ النـصِّ إن جـاءت فعـاذرُهُ
                          الجهـلُ بالنـصِّ أمــا عـلـمُ مفتيـهـا
                          364- إن يجهل الأَبّ معنىً فهـو مُدركُـهُ
                          بـدِرَّةٍ صاولـت عــن فـهـم راعيـهـا
                          365- ( أغنت عن الصارم المصقول دِرَّتُـهُ
                          فكـم أخافـت ) كريـمَ النفـس زاكيـهـا
                          366- ( أخاف حتى الذراري في ملاعبهـا
                          وراعَ حتـى الغـوانـي فــي مغانيـهـا)
                          367- كانـت لـه آيـةً للظلـمِ محكـمـةً
                          أضحـى عميـرٌ (1)علـى الآيـاتِ يُعليهـا
                          368- وقولهم ( كعصا موسى لصاحبها )(2)
                          يُبـكـي ويُضـحـك تمثـيـلاً وتشبيـهـا
                          369- أجـاءت الـدِّرَّةُ الرعنـاءُ معجـزةً
                          أنْ لــم تــدع هـامـةً إلا وتدميـهـا؟
                          370- ولم تـدع حرمـةً للنـاس يرهبهـا
                          خــوفَ المهـانـةِ عاليـهـا وواطيـهـا
                          371- وشبَّهوهـا وقالـوا فـي قرارتـهـم
                          كــذبٌ فـثـمَّـةَ أشـبــاهٌ تحاكـيـهـا
                          372- شبيهها صارمُ الحجّاج لـو صدقـوا
                          فذالـك السيـفُ فـي بطـشٍ يحاكيهـا(3)
                          373- كلاهمـا بخِنـاقِ النـاسِ قـد أخـذا
                          وأرعبـا مــن فـجـاج الأرض نائيـهـا
                          374- دع دِرَّةَ الشيـخِ واستقـصِ دِرايَتَـهُ
                          بسـنّـةِ الله هــل أوعــى مبانـيـهـا؟



                          (1): عمير: هو الاسم الحقيقي لعمر (رض) وما سمي بعمر إلا بعد أحداث السقيفة[العقد الفريد 2/113 تحقيق أحمد أمين ط بيروت].

                          (2): ما تجده يقع بين قوسين هو من القصيدة العمرية لحافظ ابراهيم.
                          وقوله إن دِرَّة عمر كعصا موسى أمرٌ مضحكٌ
                          الا ترى شاعر النيل يصف العود الذي يضرب بها المغني الاسرائيلي المتهتك جاك رومانو بأنها كعصا موسى أيضاً؟
                          يقول حافظ وهو يخاطب هذا المغني:
                          إن الألى قد عاصروك وفاتهم*** لم يسمعوك كأنهم لم يخلقو
                          قد جاء موسى بالعصا وأتيتنا *** بالعود يشدو في يديك وينطق
                          راجع الديوان.
                          وهذا مما يؤاخذ به شاعر النيل لأنه يستهزئ بعصا موسى التي هي آية من آيات الكبرى أو أنه يلقي الكلام على عواهنه غير عارف بمسؤوليته أمام الله.

                          (3): تشبيهي درة عمر بصارم الحجاج لم يكن من قبيل تشبيه حافظ ابراهيم وإنما هو عين ما ذكره المؤرخون من أن درة عمر كانت أهيب من سيف الحجاج أو كسيف الحجاج.
                          راجع على سبيل المثال: محاضرة السكتواري ص 962 وكذلك شرح النهج لابن ابي الحديد 1/60 أيضاً

                          يتبع ..

                          تعليق


                          • #14
                            تابع ..

                            375 أم كـان يشغلُـهُ دهـراً تكسُّبُـهُ
                            والكـدُّ للعيـش عـن أجلـى مباديهـا
                            376 ومـا بذلـك مـن بـأسٍ فدِرَّتُـهُ
                            تُغنـي اللسـانَ إذا أعيـا فيُمضيـهـا
                            377 وقـد يُغـاث بشيـخٍ أو بإمـرأةٍ
                            وبالمحـامـدِ يَجـزيـه ويجـزيـهـا
                            378 إنَّ العجائـزَ قـد فاقتـه مرتبـةً
                            بالفقـهِ والعلـمِ حتـى بـات يُطريهـا
                            379 كلُّ الأنـام لهـم بالفقـة منزلـةٌ
                            إلا الخليـفـةَ حـاشـا أن يباريـهـا
                            380 حتى الذين بشربِ الخمر قد شُغِلوا
                            عـن التفـقُّـهِ قــد زادوهُ تنبيـهـا
                            381 ( وفتيةٌ ولِعوا بالـرّاح فاتخـذوا
                            لهـم مكانـاً وجـدّوا فـي تعاطيهـا )
                            382 ( ظهرتَ حائطهم لما علمتَ بهـم
                            والليـلُ معتكـر الأرجـاءِ ساجيهـا )
                            383 ( حتى تبيّنتهم والخمر قد أخـذت
                            تعلـو ذؤابـةَ ساقيهـا وحاسيـهـا )
                            384 ( سفَّهْتَ آراءَهم فيها فمـا لبثـوا
                            أنْ أوسعوك على مـا جئـتَ تفقيهـا )
                            385 ( ورمتَ تفقيهَهُمْ في دينهم فـإذا
                            بالشّرب قد برعوا الفـاروقَ تقفيهـا )
                            386 ( قالوا مكانك قد جئنـا بواحـدةٍ
                            وجئتـنـا بـثـلاثٍ لا تبالـيـهـا؟ )
                            387 ( فأتِ البيوتَ من الأبوابِ يا عمرُ
                            فقـد يُـزّنُّ مـن الحيطـان آتيـهـا )
                            388 ( واستأذن الناسَ أن تغشى بيوتَهُمُ
                            ولا تـلـمَّ بـــدارٍ أو تحيّـيـهـا )
                            389 ( ولا تجسّسْ فهذي الآيُ قد نزلت
                            بالنهي عنـه فلـم تذكـر نواهيهـا!!!)
                            390( فعدتَ عنهم وقد أكبرتَ حجّتَهـم
                            لمـا رأيـتَ كـتـابَ الله يمليـهـا )
                            391 ( وما أنفتَ وإن كانوا على حرجٍ
                            مـن أنْ يحجّـك بالآيـاتِ عاصيهـا )
                            392 وكيف يأنفُ من لا علـمَ ينجـدُهُ
                            ولا بصيـرةَ كـي يُدلـي بماضيـهـا
                            393 أيّ الدلائلِ أجلى حيـن أطلبهـا؟
                            من بعد مـا شَهِـدت عـدلاً قوافيهـا
                            394 إنَّ الذي قد تخلّى عـن فريضتِـهِ
                            لفقـدهِ المـاءَ يومـاً لــن يصليـهـا
                            395 وفـي التيمّـمِ آيـاتٍ تجاهلـهـا
                            إنّ الخليـفـةَ آيَ الـذكـرِ ناسيـهـا
                            396 كآيةِ الحمـلِ إذ جـاءوا بإمـرأةٍ
                            لستـةٍ ولــدتْ فانـصـاع يُفتيـهـا
                            397 وهمَّ بالرجمِ لولا قـولُ عالمِهِـمْ
                            ذي آيـةُ الحمـلِ مـن جُـرْمٍ تبرّيهـا
                            398 فعـاد مستغـفـراً لله مرتجـيـاً
                            لتـوبـةٍ جهـلُـهُ فيـهـا يُنافـيـهـا
                            399 إذ جدَّدَ الذنبَ في مجنونةٍ فجرت
                            رجمـاً بغيـبٍ حـدودَ الرّجـمِ يلقيهـا
                            400 وكانت السنةُ السمحاءُ قد حمكـت
                            علـى البـراءَةِ لكـن مـن يُباليـهـا؟



                            الأبيات التي وردت بين قوسين() هي من قصيدة حافظ ابراهيم وفيها شهادة خطيرة شهد بها شاعرهم على مقدار علم الخليفة وحقيقة فاروقيته المزعومة.

                            تعليق


                            • #15
                              تابع ..

                              401- وآيـةُ الصيـف إذ وافـت مخـبِّـرةً
                              عــن الكـلالـةِ أحـكـامـاً لتُجـريـهـا
                              402- فكـم تمنّـى أبـو حفـصٍ يلـمُّ بهـا
                              علمـاً فـكـلّ ومــا أوعــى معانيـهـا
                              403- قالوا أبو حفصَ يُغني المصطفى حِكَماً
                              إنْ فاتـه الـوحـيُ فالـفـاروقُ يوحيـهـا
                              404-(كـم استـراك رسـول الله مغتبـطـاً
                              بحكمـة لــك عـنـد الــرأي يلفيـهـا)
                              405- (فأنتَ فـي زمـن المختـارِ مُنجدُهـا
                              وأنـت فـي زمـن الصـدّيـقِ مُنجيـهـا)
                              406- ما بالُ من ولعوا بالرّاح قـد بَرَعـوا
                              الـفـاروقَ والخـمـرُ لــلآراءِ يُنئـيـهـا
                              407- (بات النبيُّ مسجّـى فـي حضيرتِـهِ
                              وأنــت مستـعـرُ الأحـشـاءِ دامـيـهـا)
                              408-( تهيمُ بين عَجيج النـاس فـي دَهَـشٍِ
                              من نَبْـأَةٍ قـد سـرى فـي الأرضِ ساريهـا)
                              409- (تصيحُ من قال نفسُ المصطفى قُبضت
                              عـلـوتُ هامـتَـهُ بالسـيـف أبـريـهـا)
                              410- ظنّـاً بمـولاكَ فـي خُـمٍّ سيعقدهـا
                              ويـتـرك النكـبـةَ الكـبـرى بهـاديـهـا
                              411- وهاتكـاً حرمـةَ الـهـادي فجثَّـتُـهُ
                              تشكوالـهـوانً فــلا قـبـرٌ يـواريـهـا
                              412- والناسُ من بعدِهِ بالحكـمِ قـد شُغِلـوا
                              وسـنــةُ الله بـالأمــواتِ تـوصـيـهـا
                              413- فكيف والمَيْتُ خيـرُ الخلـقِ وا أسفـاً
                              علـى نفـوسٍ أمـاتـت حــقَّ مُحييـهـا
                              414- هذا هو الغيُّ فـي عيـنٍ وفـي أثـرٍ
                              لـكـنّ للفتـنـةِ العـظـمـى دواعـيـهـا
                              415- فقلتَ: (من قال نفسُ المصطفى قُبضتْ)
                              فــأن أوداجَــهُ بالـسـيـف أفـريـهـا
                              416- حتى إذا جـاء مـن ترجـو زِعامتَـهُ
                              ثَـمَّ ادّكــرتَ مــن الآيــات خافيـهـا
                              417- (وأنّــهُ واردٌ لا بـــدَّ مـــوردَهُ
                              مــن المنـيـةِ لا يُعـفـيـهِ ساقـيـهـا)
                              418- فقلْ لمن عـدَّ هـذا القـولَ مكرمـةً
                              للمكـرمـاتِ بسـهـم الإفْــكِ ترمـيـهـا
                              419- سائلْ أبا حفصَ هـل كانـت مقولتُـهُ
                              وفــقَ الشريـعـةِ أم حكـمـاً تُنافيـهـا؟
                              420- ما ذنبُ من أُثكلوا بالمصطفى وشَكَـوا
                              هـولَ المصـاب أ بالترهـيـب تُسليـهـا؟
                              421- هبْهُمْ كما أنـتَ إذ خولِطْـتَ مُختَبِطـاً
                              فـلا تـكـن دونـهـم صـبـراً فتُشقيـهـا
                              422- وأنت فاروقُها المذخـورُ لـو عَدَلَـتْ
                              عـن السبيـل - جــزاك الله - تَهديـهـا
                              423- (فمن يُبـاري أبـا حفـصٍ وسيرتَـهُ
                              أو مــن يُـحـاولُ للـفـاروق تشبيـهـا)
                              424- (إنّ الـذي بَـرَأَ الـفـاروقَ نـزَّهَـهُ
                              عـن النـواقـصِ والأغــراضِ تنزيـهـا)
                              425- (وقولـةٌ لعـلـيٍّ قالـهـا عـمـرٌ)
                              مـا قـال فـي عمـرهِ قــولاً يضاهيـهـا
                              426- لـولا علـيٌّ لأمسـى هالكـاً عمـرٌ
                              أكـرمْ بـهـا قـولـةً تُــزري بملقيـهـا
                              427- فهي النّقيصةُ إذ بالعلمِ - لو عَلِمَـتْ -
                              تسـمـو الخـلافـةُ إنَّ الجـهـلَ يُزريـهـا


                              ما ورد بين قوسين هو من القصيدة العمرية لحافظ ابراهيم وما أورده هنا جاء لإثبات ما أذهب إليه من التعريف بشخصية الخليفة عمر وما يصدر عنه على لسان شاعرهم وهو ثابت عندهم بشهادة شراح ديوانه وهم كثر.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X