إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ألفية عادل الكاظمي: ((( ألف بيت في وليد البيت )))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    تابع ....


    428- عاش النبيُّ سنينـاً غيـرَ كافيـةٍ
    إلا لإنــذارِ قــومٍ جــاء يُنْجيـهـا
    429- لابدَّ مـن بعـدِهِ هـادٍ يبيِّـنُ مـا
    تطوي الشريعـةُ مـن أسـرار طاميهـا
    430- والأنبيـاءُ جميعـاً خلَّفـوا حَكَمـاً
    يرعـى الرّعيـة إنْ تـاهـت يُدلّيـهـا
    431- موضّحاً غامضاً فيما استجدَّ لهـم
    مــن الأمــورِ وأحكـامـاً يُبدّيـهـا
    432- والله أعلـم مـن أدرى بشِرعتِـهِ
    فمن سـوى حيـدرٍ مـن بعـد هاديهـا؟
    433- والمرءُ بالعلـم لا ضربـاً بدِرَّتِـهِ
    قواعـدَ العـدل والأخــلاق يُرسيـهـا
    434- يا صاحُ لو شئتَ أنْ أنبيكَ عن فِتَنٍ
    كادت على الديـن أنْ تقضـي دواهيهـا
    435- جهلاً أبو حفصَ بالفُتيـا يؤجّجهـا
    لقلتُ مـا قلـتُ لكـنْ كيـف أحصيهـا؟
    436- من لي بقومٍ بظلِّ الحقِّ إن دُعيـت
    لنصـرةِ الـوحـدةِ الكـبـرى تلبّيـهـا
    437- لا ترهبُ السيفَ لا يوهي عزائمَها
    ألجهـرُ بالـحـقِّ أو يُثـنـي تفانيـهـا
    438- تجدّدُ الحقَّ فـي إرسـاءِ معتقـدٍ
    فليـس مـا ينهـج الآبــاءُ يُجديـهـا
    439- ما كلُّ من يقتفي إثْراً يفـوز ومـا
    كـلُّ المنـاهـجِ تُنْـجـي مُستميحيـهـا
    440- ما لم يكـن هاديـاً فيهـا يُبيّنُهـا
    أيّ النجـوم لنَـيْـلِ القـصـدِ تَهديـهـا
    441- قالت هو العدلُ والفاروقُ سيرتُـهُ
    فـي زحمـةِ الليـل لا تَخفـى دراريهـا
    442- أقول لا عـن هـوى واللهُ سائلُنـا
    فـي يـومَ لا شـيءَ الا الحـقُّ يُنجيهـا
    443- ولستُ واللهِ مـن داعٍ الـى فتـنٍ
    وإنّـمــا قــربــةً لله أبـغـيـهـا
    444- هلا من العدل أنْ تلقـي بقولتِهـا
    مـن غيـر بيّنـةٍ يُغنـيـكَ وافيـهـا؟
    445- فليـس تُجـدي أحاديـثٌ ملفّقـةٌ
    مـن غيـر مـا سنـدٍ للنـاسِ ترويهـا
    446- ولا حُفـالـةُ أخـبـارٍ مـهـرَّأةً
    فيهـا السياسـةُ قـد مــذدَّتْ أياديـهـا
    447- فسخرَّتْ كـلَّ كـذّابٍ وذي إحَـنٍ
    لغُـلَّـةِ النـفـس مَـوْتـوراً يروّيـهـا
    448- إني لألعنُ قومـاً حيـث أذكرُهـا
    وكيـف شوَّهَـت الاســلامَ تَشْويـهـا
    449- تفيض بالكفـرِ حينـاً ثـمّ آونـةً
    لـذاتِ أحـمـد بــالأدرانِ ترميـهـا
    450- وصرَّفتَهـا أحابـيـلاً مُنَـشَّـرَةً
    عـلَّ النفـوسَ مـن الأضغـانِ تشفيهـا
    451- سلْ شاعرَالنيلِ عن تلك التي نذرت
    (أنـشـودةً لـرسـول الله تُهـديـهـا)
    452-(قالت: نذرتُ لإنْ عاد النبـيُّ لنـا
    فـي غـزوةٍ لعلـى دُفّــي أغنّيـهـا)
    453- أ كان في نَذْرْها أجـرٌ ومَحْمَـدةٌ
    أم نـذرُهـا بـاطــلٌ بالله فافتـيـهـا
    454- وأحمدٌ يسمـع الألحـانَ منتشيـاً
    مـع الشياطيـن تُشجـيـهِ أغانيـهـا!!!
    455- حتى أتاها أبـو حفـصٍ ففرَّقَهـا
    (إن الشياطيـن تخشـى بـأسَ مُخزيهـا)
    456- ولا تهـابُ رسـولَ الله وا عَجَبـاً
    من تُرَّهاتٍ حكـت عـن جهـلِ راويهـا
    457- وغيرُها من مخاريقٍ ينـوءُ بهـا
    ثَهْـلانُ إذْ لـم يُطِـقْ حَمْـلاً مَساويهـا
    458- باسمِ الشريعةِ قد خَطَّتْ مهازِلُهـا
    صحائفـاً لـم تجـد غـيَّـاً يُضاهيـهـا
    459- فأذهبت كلَّ ما في الدين من قِيَـمٍ
    وقوّضـتْ صَرْحَـهُ السامـي بأيديـهـا
    460- مهلاً أخا الشعرلا ألفـاكَ ممتدحـاً
    الا ذمـمـتَ وإنْ أطـربـتَ نـاديـهـا
    461- ولونظرتَ بعينِ القلبِ لانكشفـتْ
    لـكَ الحقيقـةُ رأيَ العـيـنِ مَرئيـهـا
    462- لكنّما الداءُ لم يبـقِ سـوى شبـحٍ
    تسري بـه الريـحُ أنّـى سـار ساريهـا

    يتبع ...

    تعليق


    • #17
      تابع ..


      463- ويا أخا الشعرِ مـا شيّـدتَ منقبـةً
      إلا علـى الإفْـكِ قـد شيـدَتْ مبانيـهـا
      464- مخاطباً مُبْدِعَ الشّـورى ومبطلَهـا
      (ولـلـمـنـيّـةِ آلامٌ تُـعـانـيـهــا)
      465- (لم أنسَ أمـرِكِ للمقـدادِ يحملُـهُ
      إلــى الجمـاعـةِ إنــذاراً وتنبيـهـا)
      466- (إنْ ظلَّ بعد ثـلاثٍ رأْيُهـا شُعًبـاً
      فجرِّد السيـفَ واضـربْ فـي هَواديهـا)
      467- (وما استبدَّ بـرأْيٍ فـي حكومتِـهِ
      إنَّ الحكـومـةَ تُـغـري مستبـدّيـهـا)
      468- هل كان حكمُ أبي حفـصٍ بقتلِهِـمُ
      حُكْـمَ الشريعـةِ والفـاروقُ قاضيـهـا؟
      469- أم أنّهُ بدعـةٌ مـن صُنْـعِ مُبتـدِعٍ
      فهـي َالضلالـةُ فـي أخـزى مَجاليـهـا
      470- وكيف لا؟ وهمُ من قبـلُ بشَّرَهـم
      - كمـا تقولـون - بالجنّـاتِ هاديـهـا
      471- أم أنَّ شرعتَكَ الفاروقُ جـاء بهـا
      ولا تُبشِّـرُ جَمْـعـاً مــن حَواريـهـا
      472- هَبْ صار (بعد ثلاثٍ رأْيُها شُعَبـاً)
      وللجماعـة سـيـفُ الـعـدلِ يُرديـهـا
      473- فمـن لأمـةِ طـه بعـد مقتلِهِـم؟
      هـلا دعـيُّ أبـي سفـيـانَ يحميـهـا؟
      474- أم يُتركُ الأمرُ للأهـواءِ يجمعُهـا؟
      مَحْـقُ الرسالـةِ مـا شـاءت أعاديـهـا
      475- فاعجبْ لجرأَةِ نفسٍ لا خَـلاقَ لهـا
      مــاذا تـقـولُ غــداً لله بـاريـهـا؟
      476- إذ خلَّفتْ بعدهـا الاسـلامَ مُرتَهَنـاً
      في كـفِّ طَخْيـاءَ لـم تُكشَـفْ دياجيهـا
      477- وكم تمنّى أبو الشورى وحارسُهـا
      فـي ساعَـةِ النَّـزْعِ أحبـابـاً يُحابيـهـا
      478- لو كان سالمُ حيّـاً أو مُعـاذُ لمـا
      تجاوزتْـهُـمْ إلــى قــومٍ تُرجّـيـهـا
      479- أو كان جرّاحُها حيّـاً لمـا وُهِبَـتْ
      لمـن سـواهُ ولكـنْ مــاتَ حاميـهـا
      480- سائلْ أبا حفصَ حين القوم قد جُمِعوا
      تحـتَ السقيـفـةِ إذ داعــاكَ هاذيـهـا
      481- لِمَ احتججتَ على الأنصارِ مُدّعيـاً
      أن الخـلافـةَ للـقُـربـى ستُعطـيـهـا
      482- وأقربُ الناسِ مـن طـه عشيرتُـهُ
      وذا أبـو بكـرفـي إحــدى أواخيـهـا
      483- فهل لسالمَ مولى القومِ مـن نسـبٍ
      الـى قريـشٍ ليـغـدو سـيّـداً فيـهـا؟
      484- وهل مُعاذُ سما الأنصارَ في شـرفٍ
      في حَلْبَـةِ السّبْـقِ إنْ عُـدَّتْ مَساعيهـا؟
      485- وهل لكلِّ الـورى فضـلٌ وسابقـةٌ
      كـمـا لهـاشـمَ لــولا أنْ تُعاديـهـا؟
      486- وأنت تعرفُ أنَّ المرتضـى كُفُـؤٌ
      وهو الخليـقُ لهـا لـو كنـتَ مُعطيهـا
      487- أرادهُ اللهُ لكـنْ قـومُـهُ نـكـروا
      وأنـت هيـهـاتَ لـلأقـوامِ تَعصيـهـا
      488- وحسبُ هاشمَ ما نالتْ وما ظفـرتْ
      منهـا النبـيُّ وهـذا الفـخـرُ يكفيـهـا
      489- وطالما كنتَ تخشـى أنْ تؤمِّرَهُـمْ
      علـى البـلادِ فـربَّ المـلـكُ يُغريـهـا
      490- لم ترضَ أخذَكَ حقاً كـان دونَهُـمُ
      حتـى وضعـتَ كُبـولاً فـي أياديـهـا
      491- فابعثْ سواهم ولكنْ كـلّ مؤتَمَـنٍ
      لـشـرعـةِ اللهِ بـالإيـثـارِ يُحيـيـهـا
      492- إلا وعـاد بـكـفٍّ لا يطهّـرهـا
      قطـعُ الأنامـلَ أنْ لـو كنـتَ مُجزيهـا
      493- وما ابتعثَ لهـذا الفـرضِ ذا ثقـةٍ
      بيـن الأنـام فـروض العـدلِ يُفشيـهـا
      494- (ولم تُقِلْ عاملاً منها وقـد كثـرت
      أموالُـهُ وفشـا فــي الأرضِ فاشيـهـا)
      495- إلا معاويـةً حـاشـا لحضـرتِـهِ
      يـومـاً لحـرمـةِ مــالَ الله يُسْبيـهـا


      البيت 478 يشير إلى حديث عمر لما دنته المنية فقال: لو كان سالم حياً لوليته ولو كان معاذ حياً لوليته ولو كان أبو عبيدة حياً لوليته... الخ.
      نقل ذلك جمع من أرباب السير والتواريخ كالطبري وغيره وهو معروف عندهم .
      وسالم هذا هو مولى أبي حذيفة ومعاذ هو معاذ بن جبل وابو عبيدة هو ابن الجراح حفّار القبور ، مات في طاعون عمواس وكان المتفق عليه سراً يوم السقيفة هو أن يتولى الخلافة بعد عمر ولكن مات قبل أن تصل إليه.

      تعليق


      • #18
        تابع ....


        496- وسِتَّةٌ لم تفاضـلْ بينهـم شَـرَعٌ
        كـلٌّ ك(فـارسِ عدنـانٍ وحاميـهـا)
        497- علماً ودينـاً وأخلاقـاً وسابقـةً
        لا الظلـمُ يعرفُهـا لا الحكـمُ يُغويهـا
        498- وكنتَ تعلمُ إنْ بارَوا أبا حسـنٍ
        فليـس يشفـعُ ماضيـهـا وماضيـهـا
        499- وعند ذاك ينالُ الحكـمَ حيـدرةٌ
        وتغـدو هـاشـمُ والدنـيـا بأيديـهـا
        500- وما يروقُـكَ حيّـاً أنْ تؤمِّرَهـا
        هـلا يـروقُـكَ مَيْـتـاً أنْ تولّيـهـا؟
        501- وشرطُها سنّةُ الشيخيـنِ يدفَعُـهُ
        عنهـا فـذاكَ مَـعـاذَ الله يُمضيـهـا
        502- أ مثلُهُ وزمامُ الديـنِ فـي يـدِهِ
        خلافـة الحـقِّ بالبُطـلان يَشْريـهـا؟
        503- ولم تكن شِرْعَةُ الرّحمنِِ ناقصـةً
        وذلـك الـشـرطُ إتمـامـاً يوفّيـهـا
        504- ولم يكن طالباً ملكـاً يتيـهُ بـهِ
        علـى الرّعيـةِ والامــوالَ يَجبيـهـا
        505- ولم يكن همُّـهُ عرشـاً تزلزلُـهُ
        دَهْـمُ الخطـوبِ إذا جـارت عواديهـا
        506- لو كان ذاك فإنَّ الملكَ يضمنُـهُ
        قولٌ: قبلتُ ، متـى مـا شـاءَ يحكيهـا
        507- وذاك عثمانُ ذوالنّورينِ ينطقُهـا
        بـلا حَريجَـةِ مـن ديـنٍ تُماريـهـا
        508- فسار في سنّةِ الشيخينِ يرفِدُهـا
        بسـنّـةٍ ثلَّـثـتْ ثـانـي أثافـيـهـا
        509- وكان بالدين في عهدَيْهِما رَمَـقٌ
        مـن الحيـاةِ وبالأحـكـامِ يُجريـهـا
        510- فأصبح الدينُ والأحكـامُ تندِبُـهُ
        بذائـبِ القلـبِ لمّـا غـاضَ جاريهـا
        511- وأُطفئتْ طالعاتُ الذّكرِ وانكسفت
        شمـسُ الرّسالـةِ فاظلمَّـتْ نواحيـهـا
        512- وأقفرتْ أربُعٌ أقـوَتْ منازلُهـا
        مـن كـلِّ نيِّـرَةٍ بـالأُنْـسِ تَقريـهـا
        513- ونُكِّسَتْ رايةُ التوحيدِ وارتفعـتْ
        رايـاتُ هنـدٍ شموخـاً فـي روابيهـا
        514- أمست أميّـةُ بالإسـلامِ حاكمـةً
        والجاهليـةُ قــد عــادت مآسيـهـا
        515- وصارعثمانُ يُعطي فوق مُنْيَتِهـا
        فطالمـا الديـنُ قــد أودى أمانيـهـا
        516- وبات يقطعُ أرضَ الشامِ طاغيـةً
        وأرضُ مِصْرَالـى ثــانٍ سيُهديـهـا
        517- وأصبح المالُ فيمـا بينهـم دُوَلاً
        أمـا البقـاعُ فقـد أمسـت مَغانيـهـا
        518- والمسلمون غدوا في ظلّهِ خَـوَلاً
        إنْ شـاء يُسعدهـا أو شـاء يُشقيـهـا
        519- تقتاتُ جوعاً وتُسقى كأْسَ ذِلَّتِهـا
        وجمـرةُ الـجـوعِ والإذلالِ تكويـهـا
        520- وللعُتـاةِ كـمـروانٍ يقرّبـهـم
        منـهُ وخيـرُ بُنـاةٍ الـديـنِ ينفيـهـا
        521- وللتُّقـاةِ ثيـابَ الـذلِّ يُلبسُهـا
        والفاسقـيـنَ بـإجــلالٍ يـردّيـهـا
        522- وللضلوعِ من الأصحابِ يخضِدُها
        لوأنّهـا تُفـتـدى بـالـروحِ أَفديـهـا
        523- ومثلِ عمّارِ بين النـاسِ يُقْذِعُـهُ
        وأمَّـهُ بعظـيـمِ الـحَـوْبِ يرميـهـا
        524- وإنْ شكت في بـلاد الله شاكيـةً
        فـإن مَـنْ تشتكـي منـهُ سَيَجزيـهـا



        يتبع ..

        تعليق


        • #19
          تابع ...


          525- صلّى الوليدُ صلاةَ الصبحِ باطلـةًً
          بالنّـاسِ فانذهلـت مـن فعـل واليهـا
          526- واستبدل الحمدَ بالتشبيبِ مُدَّكِـراً
          مـن الـجـواري ربـابـاً إذ يغنّيـهـا
          527- وقد تقيّأ في المحراب من سَكَـرٍ
          إنّ الليالـي بشُـرْبِ الخمـر يطويـهـا
          528- وغيرهُ من ولاةِ الجورِ ما صنعتْ
          مـن الشنائِـعِ مـا يُعـيـي تقصّيـهـا
          529- عاثوا ذئاباً بأرضِ الله واتّخـذوا
          خليـفـةَ الله رِدءاً مــن أعـاديـهـا
          530- لقد طغا الجور حتى قام ثائرُهُـمْ
          بثـورةٍ عدلُـهـا لــلأرض يُحييـهـا
          531- توحّدتْ ضـدَّ عثمـانٍ لتخلعَـهُ
          وعائـشٌ لسيـوفِ الـقـومِ تَنضيـهـا
          532- هذي ثيابُ رسولِ الله مـا بُليَـتْ
          ونعـثـلٌ سـنّـةَ المخـتـارِ يُبْليـهـا
          533- إلا اقتلوا نعثلاً وافنـوا ضلالتَـهُ
          فإنـه كافـرٌ فـي شـرعِ باريـهـا(1)
          534- وطلحـةٌ وزبيـرٌ دون أمّهِـمـا
          يدعـون والنـاس للـدعـوى تُلبّيـهـا
          535- وصار نعثلُ بين القـوم مُنخـذِلاً
          يرجـو أميّـةَ لكـن خـاب راجيـهـا
          536- وكاتب الشامَ علَّ الشـامَ تُسعِفُـهُ
          فمـا استجابَـتْ ولـم ينفعْـهُ طاغيهـا
          537- ورُغْمَ ما ذاق منه الطهرُ حيـدرةٌ
          من المصائـبِ مـا تُصمـي دواهيهـا
          538- قد كان يوسعُـهُ بـذلاً نصيحتَـهُ
          وقبلَـهُ كــان للشيخـيـن يُسديـهـا
          539- لكنّ عثمانَ يُدمي قلـبَ ناصِحِـهِ
          وغلظـةٌ عـنـد مــروانٍ يُداريـهـا
          540- والأمرُ والنهيُ من مروانَ أمرُهُما
          فابـك الرعيّـةَ أنْ مـروانُ راعيـهـا
          541- لابن الطّريدِ غدا عثمانُ منصرفاً
          سَلْـسَ القِيـادِ كمـا يهـوى مُداجيهـا
          542- حتى أتتهُ مـن الجبّـارِ قاصمـةٌ
          مـن الطـغـاةِ قريـبـاتٌ مَراميـهـا
          543- والمسلمون رأوا في حيدرٍ عَلَمـاً
          الـى الشريعـة كالمحـتـار يَهديـهـا
          544- هيهاتَ هيهاتَ لن تُرضيهِ بيعتُهُمْ
          حتـى يقـرّ مـن الأمـواجِ عاتيـهـا
          545- وتسكنُ الأنفسُ الغضبى لتعقدَهـا
          لمـن تـراهُ مـن الجُـلّـى يُوقّيـهـا
          546- وأيقن الناسُ أنْ لا نهجَ يحملهُـمْ
          علـى الطريقـةِ إلا حـكـمَ حاميـهـا
          547- ذاك الذي عرفتهُ الناسُ أوسعَهـا
          عـلـمـاً وأوَّلـهــا لله تـألـيـهـا
          548- فعنده علـمُ طـه فهـو وارثُـهُ
          وليـس شيطانُـهـا عـنـه سيُلهيـهـا
          549- مدّوا الأكفَّ الى كفٍّ تُعيـد لهـم
          ذكرى الغديـرِ ومـا تحـوي معانيهـا
          550- وكيف خانواعهـودَ الله وانقلبـوا
          بعـد الرسـولِ وأَمْـوا الغـيَّ والتيهـا
          551- ونفسُ حيدرَ تجلو عنهـم كُرَبـاً
          كما جَلَـتْ فـي قديـمِ الدّهـر داجيهـا
          552- رأى الجراحَ بجسمِ الدينِ بالغـةً
          وأَعيُـنَ الحـقِّ فـي نـزفٍ تواسيهـا
          553- وليس إلاهُ من طَبٍّ ومـا هلكـت
          نفـسٌ وصـيُّ رســولِ الله آسيـهـا
          554- فـراحَ يشملُهـا بـرّاً ويوسعُهـا
          لطـفـاً فيُنعمـهـا عيـنـاً ويُشفيـهـا


          (1) البيت يشير إلى قول عاشئة وهي تحث الناس على قتل عثمان فقالت: يا معشر المسلمين هذا جلباب رسول الله لم يبل وقد أبلى عثمان سنته... اقتلوا نعثلا فقد كفر.
          ولما بلغها مقتل عثمان فرحت فرحاً شديداً وقالت: أبعده الله، قتله ذنبه، واقاده الله بعمله، بعداً لنعثل وسحقاً...

          ولما وافاها اجتماع الناس على علي هرعت هاتفة: ليت هذه(السماء) أطبقت على هذه(الارض) إن تم الامر لابن أبي طالب، قتل عثمان مظلوماً والله لاطلبنَّ بدمه.
          فذهل عبيد الله بن أبي سلمة الذي أخبرها بخبر عثمان فأجابها ولم؟ فو الله إن أول من أمال حرفه لأنتِ، ولقد كنتِ تقولين: اقتلوا نعثلاً فقد كفر.
          فقالت له عائشة : إنهم استتابوه ثم قتلوه، وقد قلتُ وقالوا وقولي الأخير خيرٌ من قولي الأول.
          تجد تفصيل الموضوع في كتاب أم المؤمنين عائشة للعسكري ص 175 وما بعدها وفيه إثبات ذلك عن طريق كتب أنصار عائشة

          ونعثل هذا هو رجل يهودي والعجيب أن عثمان بعد مقتله دفن في مقابر اليهود في مقبرة حش كوكب وأظنّ أن أنصار عائشة قد آلوا على أنفسهم أن يدفنوه مع اليهود تصديقاً لقولها عنم جميعاً لأن القاتل والمقتول هم من الصحابة وعلى رأي أهل السنة أن جميعهم عدول وكلهم في الجنة فرضي الله عنهم أجمعين أكتعين!!!.

          تعليق


          • #20
            تابع ...

            555- وللرسـالـةِ إذ جـفّـت أراكتُـهـا
            بالمُغـدِقـاتِ مــن الأنــواءِ يسقيـهـا
            556- زان الخلافـةَ إذ جـاءتـه طائـعَـةً
            فانـصـاعَ يرفِـدُهـا فـخـراً ويُعليـهـا
            557- وأوقـد العـدلَ مشكـاةً فـلا طمـعٌ
            ولا دهـــاءٌ ولا غِـــشٌّ يُغـشّـيـهـا
            558- ولن يقيـمَ هـدى القـرآن ذو طمـعٍ
            ومـن يصـانـعُ أو يخـشـى مُداجيـهـا
            559- لذاك ثـار كمـا ثـارَ النبـيُّ علـى
            دعـائِـمِ الـجَـوْرِ فانـهـدَّت أواخيـهـا
            560- إلا دعامـةُ شــركٍ لا يزلزلُـهـا
            إلا القضـاءُ وهـا قــد شــاء يُبقيـهـا
            561- قامت على حكمةِ الشيخين مذ خشيـا
            مكائـداً مــن أبــي سفـيـانَ تأتيـهـا
            562- وقولـةٌ منـه للـفـاروقِ حـيـدرةٍ
            لـو شـئـتَ أملـؤُهـا خـيـلاً بَواديـهـا
            563- كفيلـةٌ بالـذي يطويـهِ مـن إِحَـنٍ
            ظـنّـاً بحـيـدرَ أن يُـبـدي تناسـيـهـا
            564- فيستجيـبَ لعـاتٍ لـم يَـدَعْ فِتَنـاً
            إلا وســار لـهـا وَخْــداً ليـوريـهـا
            565- فأشغلـوهُ بملـكِ الشـامِ وارتحلـوا
            وخلّـفـوا بعـدهـم عثـمـانَ يُرسيـهـا
            566- دعامةً زعزعت عرشَ الهدى ورَمَتْ
            بسهمِهـا فـعـلا فــي الأرضِ عاتيـهـا
            567- ما أخطر الجهلَ والطغيانَ لو جمعـا
            فـي أمـةٍ أنـكـرت أسـمـى مَباديـهـا
            568- ولم تـزل أرسُـمٌ للزيـغِ شاخصـةً
            ولـيـس ثـمَّــةَ إيـمــانٌ يُعَفّـيـهـا
            569- قالوا له: لـو تُخلّـي عـن معاويـةٍ
            وملـكِـهِ الـشـامَ لا تعـجـلْ بطاغيـهـا
            570- فقال: إنْ تضمنوا عيشي. وهل ضمنوا
            أنْ لا يقـيـم عـلـى غــدرٍ معاويـهـا؟
            571- قالوا : الدّهاءُ فقال: الشـرعُ يمقتـه
            قالـوا : السياسـةُ قـال: الحـقُّ يغنيـهـا
            572- والله يشهـد أنّـي لـم أخُـنْ أحـداً
            منكـمْ ومـا كـنـت للسلـطـان أبغيـهـا
            573- قالوا: فلن تستطيعَ الحكمَ فـي بشـرٍ
            شـتّـى مشاربُـهـا حـتـى تُصافـيـهـا
            574- فقال: حسبيَ حكمُ الحـقِّ مـا بقيـت
            بـقـيّـةُ اللهِ أو مــــوتٌ يـوافـيـهـا
            575- فسـار يصـدعُ بالآيـاتٍ مُحكـمـةً
            كمـا النبـيّ عـلـى الأسـمـاعِ يُلقيـهـا
            576- مجدداً من معاني الذكر مـا درسـت
            ومـا تـوارى عــن الألـبـابِ باديـهـا
            577- وعاش في النـاسِ أتقاهـا وأزهدَهـا
            وبالـسـويّـةِ مـــالَ الله يُعـطـيـهـا
            578- والناسُ في حكمـهِ باتـوا سواسيـةً
            وليـس يجحـفُ حـقّـاً فــي مَواليـهـا
            579- وأكـرمُ النـاس أدناهـا لخالقِـهـا
            بـذاك جـاء الهـدى مـن عنـد باريـهـا
            580- وأنّهـم إخـوة ٌفـي الله مـا سلمـت
            صِـدْقُ النـوايـا وذا الـقـرآن يَحكيـهـا
            581- وليس فـي نهجـهِ مـا قالـه عُمَـرٌ
            (والـروحُ قـد بلغـت منـهـا تَراقيـهـا)
            582- (لا تُكثروا من مَواليكـم فـإنّ لهـم
            مطامِعـاً بَسَـمـاتُ الضّـعـفِ تُخفيـهـا)
            583- ولست أعلم مـا يعنـي بـه عمـرٌ؟
            إذ كـان أحمـدُ فــي حــقٍّ يُساويـهـا
            584- هـل نستحـلّ دمـاءً أم نشـرّدهـم
            بعـد الشهـادةِ أم مــاذا يــرى فيـهـا؟
            585- وهل سيذعـن إن شـاء الإلـهَ فتـىً
            مــن الأعـاجـمِ تعيـيـنـاً يولـيـهـا؟
            586- هـذا علـيٌّ وحكـمُ الله فـي يــدِهِ
            بسـنّـةِ الـعـدلِ والإحـسـانِ يقضيـهـا
            587- (فمـا القـويُّ قويّـاً رغـم عزتـه
            عنـد الخصومـةِ والـفـاروقُ قاضيـهـا)
            588- (وما الضعيفُ ضعيفـاً بعـد حجّتِـهِ
            وإن تخـاصـمَ والـيـهـا وراعـيـهـا)
            589- وليـس تأخـذهُ فــي الله لائـمـةٌ
            ولـم يكـن واهِـنـاً يخـشـى تصدّيـهـا
            590- فمـن كعـدلِ عـلـيٍّ أو يـوازنُـهُ
            علـمـاً ويشبـهُـهُ سَمْـتـاً بهـاديـهـا؟




            يتبع ...

            تعليق


            • #21
              تابع ...


              591- لا عدلَ من غير (علمٍ يستعينُ بـهِ
              علـى قضـاءِ حقـوقٍ) ضيـمَ راجيهـا
              592- علمُ الكتـابِ لديـهِ حاضـرٌ فـإذا
              أفـتـى فــإنّ كـتـابَ الله يُفتـيـهـا
              593- وقالهـا قولـةً كالذّكـرِ معجـزةً
              يعنـو لهـا الدهـرُ تعظيـمـاً لملقيـهـا
              594- نادى سلوني أريكـم كـلَّ خافيـةٍ
              مــن الأمــور وأَهديـكـم لنائيـهـا
              595- إنّ السماءَ وما تحويه مـن طُـرُقٍ
              أضعافُ أضعافُ مـا تحـوي أراضيهـا
              596- وإننـي لعلـى علـمٍ بأجمعِـهـا
              ومـا سـوايَ علـيـمٌ بـالـذي فيـهـا
              597- سلوا عن الذكر ما من آيةٍ نزلـت
              إلا وأنبـأْتُـكـم أَســـرارَ خافـيـهـا
              598- علمٌ ورتثُ عن المختـار زاخـرَهُ
              حفـظـاً لشِرعـتِـهِ مـمـن يُماريـهـا
              599- فلم يجد فيهمُ مـن طالـبٍ شرفـاً
              أو دافــعٍ حـسـداً أو نــازعٍ تيـهـا
              600- كـلٌّ يعانـي حَسْـبَ موضـعِـهِ
              مـن الصَّغـارِ فنـورُ الهَـدْيِ يُعشيـهـا
              601- ولو أقامت على ما يدّعـي حُجَجـاً
              لناجـزتْـهُ بمَـكْـرٍ مــن دواهيـهـا
              602- لكنّهـا أيقنـت بالقـولِ فاتَّخـذتْ
              وليـجـةً علَّـهـا تُخـفـي تغابـيـهـا
              603- إذ قام مـن بينهـم شيـخٌ بمسألـةٍ
              تُنبيكَ مـن نفسهـا عـن خُبْـثِ مُلقيهـا
              604- فقال كم شعرةً فـي لِحْيَتـي فـإذا
              ردُّ الجـواب خفايـا الغـيـب يُبديـهـا
              605- بأنّها لو تـرى فـي كـلِّ واحـدةٍ
              من الشياطيـن أنْ لـو شئـتُ أُحصيهـا
              606- وأنَّ في بيتك المشـؤومِ وا حَرَبـاً
              مــن السـوائـمِ سَـخْـلٌ لا يدانيـهـا
              607- سيقتلـنَّ حسينـاً فـوق عـاريـةٍ
              مـن الفـلاة غريبـاً فــي بَراريـهـا
              608- ولست أعجبُ ممّن كـان مكتنـزاً
              علـمَ البلايـا ومــا يَلـقـى مُلاقيـهـا
              609- لو شاء إخبارَها عمّا يكـونُ إلـى
              يـومِ القيـامـةِ لا يُخـفـي خوافيـهـا
              610- فعنده سرُّ علمِ الغيبِ مـا خَفيـتْ
              عـن العقـولِ ومـا دقَّــتْ معانيـهـا
              611- ثَبْتُ اليقنِ فما كشفُ الغطـاءِ لـهُ
              إلا عـلـومٌ تـمـادى فــي تناهيـهـا
              612- لو شاء يحكمُ كـلاً حَسْـبَ مِلَّتِـهِ
              وهـو العليـمُ بـمـا تُلـقـي أماليـهـا
              613- كم من وفودٍ من الأحبارِ أرجعَهـا
              لأهلِـهـا والـهـدى نــوراً يدلّيـهـا
              614- وعنده حاضرٌ فـي كـلِّ معضلـةٍ
              فصـلُ الخِطـابِ فيستجلـي غَواشيـهـا
              615- ولا كمن قال: إنّي لسـتُ خيرُكُـمُ
              ولا سلـونـي أقيـلـونـي تُكافـيـهـا
              616- أين الضمائرُ من عتبى فلا عتـبٌ
              - بعـد العَفـاءِ- ولا لــومٌ يُعافيـهـا
              617- وقائلٌ قال: ما لي يـا أبـا حسـنٍ
              أرى الإجابـةَ قبـل الفِـكْـرِ تُعطيـهـا؟
              618- فقال: علمي بها من غيـرِ مسأَلَـةٍ
              مثـلُ الأنـامـلِ لا أحـتـاجُ أُحصيـهـا
              619- علمٌ عن المصطفى عن جبرئيلَ عن
              اللهِ العظـيـمِ فـأســرارٌ سأُبـديـهـا
              620- لو كان فيكم لها أهلٌ وكيف بمـن
              ردّوا شهـادتَـهُ بالـغـيـبِ يُنبـيـهـا؟



              يتبع ...

              تعليق


              • #22
                تابع ...


                621- ماذا أقولُ بمن في مدحِـهِ نزلـت
                آيـاتُ صــدقٍ أمــات الله مخفيـهـا
                622- قد حاربتـه رجـالٌ لا عديـدَ لهـا
                عـلَّ المكـارمَ عـن معـنـاه تُقصيـهـا
                623- وقاتلوا كـلَّ مـن والاهُ واختلقـوا
                لشانئـيـهِ فـلـم تنـفـعْ طواغـيـهـا
                624- فراعَهُمْ أنهم فـي فعلهـم ختمـوا
                علـى معالـيـهِ أنْ لا شــيءَ يُنسيـهـا
                625- تبقى مدى الدهرِ نبراساً تُضيءُ لنـا
                دربـاً يُكابـد وَقْـدَ الجـمـرِ ماشيـهـا
                626- يرى بعينيهِ ما ينـدى الجبيـنُ لـه
                مــن المـهـازلِ والبـلـوى تُقَّفيـهـا
                627- قد ضلَّ إثنانُ فـي معـاهُ ذو مِقَـةٍ
                غـالٍ وذو إِحَــنٍ هيـهـاتَ يُطفيـهـا
                628- وشايعتهُ كرامٌ فـي المعـادِ غـداً
                من حوضِـهِ الجَـمِّ مـاءَ الخلـدِ يَسقيهـا
                629- بأنّهم لذمـارِ المصطفـى حفطـوا
                إنَّ العهـودَ بـبـذلِ النـفـس تَحميـهـا
                630- عاشت عليّاً كما قال الرسـولُ لـهُ
                أنـتَ الصّـراطُ مـن الأهـوالِ تُنجيهـا
                631- وكيف لا ولنفسِ المصطفـى مَثَـلٌ
                كـان النبـيُّ علـى التـقـوى يُربّيـهـا
                632- هذا عليٌّ ومُلْكُ الكـونِ فـي يـدِهِ
                زهـدٌ كسـاهُ مــن الأثــوابِ باليـهـا
                633- لعلَّ في الأرضِ من لا قوتَ يُشبعُهُ
                والجـوعُ للنفـسِ مـوتٌ ليـس يُخطيهـا
                634- يُزهي العُفاةَ ولـيُّ الأمـرِ أفقرَهَـم
                عـلـى المـكـارِ والجُـلّـى يواسيـهـا
                635- نفسي الفداءُ لنعـلٍ كـان يخصفُهـا
                وعنـده مـن كـنـوزِ الأرض غاليـهـا
                636- يأتي على الألفِ في الهيجاءِ صارمُهُ
                وألـفُ ركعـةِ فــي يــومٍ يُصلّيـهـا
                637- شعارُهُ الجوعُ لا يُغنيهِ مـن سَغَـبٍ
                قــوتٌ وليلـتـهُ بالـذّكـرِ يَطـويـهـا
                638- على الصعيدِ أعارَ الليـلَ وحشتَـهُ
                بِعَبْـرةٍ تُـحـزنُ الثّكـلـى وتُشجيـهـا
                639- ترى السماءُ علاها يرتمـي جَسَـداً
                فتسكـبُ العيـنُ مـن شجـوٍ دراريـهـا
                640- نامت عيونٌ وأنفاسُ الورى خمـدتْ
                ونفـسَـهُ بلهـيـبِ الـشّـوقِ يوريـهـا
                641- تضجُّ فـي سمعِـهِ نـارٌ مُسَجّـرةٌ
                ونفـحـةٌ مــن رجــاءِ الله تُطفيـهـا
                642- يتلـو الكتـابَ فتُبكيـهِ تـلاوتُـهُ
                وفـقـدُ أحـمـدَ لـلآيــاتِ يُبكـيـهـا
                643- فيستريـحُ إلـى رؤيـا تسـامـرُهُ
                بـرؤيـةٍ مــن رســولِ الله مُهديـهـا
                644- يبثُّهُ هـمَّ مـا يلقـاهُ مـن مِحَـنٍ
                مـن أمّـةٍ دينُـهـا أضـحـى يُعانيـهـا
                645- فيبزغُ الفجـرُ عـن وجـهٍ لهيبتِـهِ
                تعنـوا الملـوكُ حيـاءً مــن تجلّيـهـا
                646- وإنْ تبسّمَ تُغضي الشمسُ من خَجَلٍ
                بَـرْقُ الثنايـا عـن الإشـراقِ يَكفيـهـا
                647- تجري السماحةُ فـي كفّيـهِ سابقَـةً
                رأيـاً علـى شَمَـمِ الإيـثـارِ يُجريـهـا
                648- لم تعرفِ التِّبْرَ حتى قـال مادحُهـا
                أنــتِ فـإنّـكِ للعـافـيـنَ تُثـريـهـا
                649- وإنْ تكلَّـمَ فالإعـجـازِ مَنطـقُـهُ
                والنـاسُ عـن دُرَرِ الأصـدافِ يُلهيـهـا
                650- يُهدي البلاغةَ من مكنونِـهِ جُمَـلاًً
                أَربابُـهـا ببلـيـغِ الـقـولِ تُطـريـهـا
                651- في كلِّ سَمْعِ لها مـن وَقْعِهـا نَغَـمٌ
                مُـشْـجٍٍ لصـادِحَـةِ الآمــالِ يُنسيـهـا
                652- بين الرجاءِ وبين الخوفِ سامعُهـا
                فللـذنـوبِ قـبـولُ الـتَّـوْبِ ماحيـهـا
                653- لا يبلغُ القَصْدَ من ألقـى بخطبتِـهِ
                ولا يَـجـيءُ بِقِـطْـعٍ مــن أماليـهـا
                654- فَخْـرُ البليـغِ إذا عُـدَّتْ مكارمُـهُ
                فإنّـمـا لعـلـيِّ الـطُّـهْـرِ يُنمـيـهـا
                655- فقولُـهُ دون قـولِ الله فـوق كـلا
                مِ الـنّـاسِ معـجـزةٌ تـأْبـى تَثنّيـهـا
                656- خذْ عهدَ مالكِ فالسُّوّاسُ لو لزمـتْ
                مـا جـاء فيـه لوفّـت حــقَّ باريـهـا
                657- ولا تُشيدُ عروشـاً مـن أضالعِنـا
                ووِرْدُهـا مـن دمـاءِ الشعـبِ قانيـهـا
                658- تُمسي وتُصبـح للصُّلبـانِ عابـدةً
                ورنَّـةُ الـسَّـوطِ والآهــاتِ تُصبيـهـا
                659- ولو وَعَتْ ساعةً مـا قـال حيـدرةٌ
                لأسـهـرتْ ليلَـهـا كَــلأً لمَرعيـهـا
                660- والبحرُ من أينَ مـا يأتيـهِ ذو إِرَبٍ
                يُقـرى النـوالَ بـلا مَــنٍّ فيَقضيـهـا


                يتبع ..

                تعليق


                • #23
                  تابع ..


                  661- أعطى فأغنى ولـم تـوردْ عطيّتُـهُ
                  مـاءَ الوجـوهِ ولــم تُخْـلِـقْ تواليـهـا
                  662- أكتبْ على الأرضِ إمّا جئتَ في طلبٍ
                  مخـافـةً أنْ يـمـسّ الــذلُّ عافـيـهـا
                  663- هـذا شعـارُ علـيٍّ فـي مواهـبِـهِ
                  وهــذه سُـــوَرُ الـقــرآنِ تُملـيـهـا
                  664- في السرِّ والجهـرِ مـن آلاءِهِ سُـوَرٌ
                  كسـورةِ الدّهـرِ مَـرَّ الـدهـرِ نُنشيـهـا
                  665- له صفاتٌ من الأضدادِ قـد جُمِعَـتْ
                  فــي جـوهـرٍ لصـفـاتِ الله تحكيـهـا
                  666- تبقـى كجوهـرِهِ فـرداً يحـارُ بـه
                  غَـوْصُ العقـولِ بـأنْ يُحصـي لئاليـهـا
                  667- أَثنـى عليـه كتـابُ الله مُمتـدِحـاً
                  ذاتـاً بهـا الحمـدُ قـد تـمّـت مَثانيـهـا
                  668- وخصَّـهُ أحمـدٌ بالمـدحِ مُنشـغـلاً
                  عمّـن سـواهُ مـن الأصـحـابِ تَنْبيـهـا
                  669- لكنّ عائـشَ - والمختـارُ يُسمِعُهـا
                  تـلـك المـدائـحَ - ضِغْـنـاً لا تُباليـهـا
                  670- لم ترعَوِ عن جهادِ المرتضى فغـدت
                  للنـائـراتِ بـقـوسِ الـغـدرِ ترميـهـا
                  671- وهي العليمـةُ إنْ سـارت ستنبحُهـا
                  كــلابُ حــوأب للحـمـراءِ تُرثيـهـا
                  672- سـارت ولـم تـرعَ للقـرآن آيتَـهُ
                  ولـن تـقـرَّ ونــارُ الحـقـد تكويـهـا
                  673- تسائلت: ما اسمُ هذي الأرضِ؟ قيلَ لها
                  فـأدركـت أنّ طــه كــان يَعنـيـهـا
                  674- وأنّهـا لعهـودِ المصطفـى نكثَـتْ
                  وطالمـا كـان حفـظَ العـهـد يوصيـهـا
                  675- وناصَبت من له بالفضلِ قـد شهـدت
                  واليـومَ فـي حربِـهِ الشيطـانُ يُغويـهـا
                  676- وحولَهـا معشـرٌ صانـوا حلائِلَهُـمْ
                  وأبـرزوهـا فـأرضــتْ مُستبيحـيـهـا
                  677- ولستُ أعجبُ منهم بل عجبـتُ لهـا
                  كيـف استساغـت هلاكـاً فـي ذراريهـا؟
                  678- ماذا دعاها لحـربٍ غيـرِ مجديـةٍ؟
                  وللكتـائـب نـحـو الـمـوت تزجيـهـا
                  679- هل كان للأمرِ كالماضينَ مُغتصبـاً؟
                  كــلا فـشـوراهُ لا شــورى تُباريـهـا
                  680- أم أنّها تنظـر الاسـلامَ فـي خطـرٍ
                  مــن فتـنـةٍ لـيـس يُبقـيـهِ تَماديـهـا
                  681- فأخرجت مـن بنيهـا كـلَّ ذي تِـرَةٍ
                  عـزُّ الأمانـي - وقـد خابـت - تَلافيهـا
                  682- قل لـي بربّـكَ مـاذا بيـن عائشـةٍ
                  وبيـن عثمـانَ لـولا النَّـكْـثُ يُغريـهـا؟
                  683- فالناسُ قد بايعـت طوعـاً فقائدهُـمْ
                  أولـى بـذا الأمـرِ فلتخـسـأ دعاويـهـا
                  684- لِمْ لا تحاججُ بِـدْءَ الأمـر حيـدرةً؟
                  لعلّـهـا لحقـيـقِ الـحــقِّ يَهـديـهـا
                  685- فالحقُّ فـي حكمـهِ طـوعٌ لبغيتِـهِ
                  لا الحيـفُ يعمـرُهـا لا الـعـدلُ يُبليـهـا
                  686- لو شاء حيدرُ أنْ يقتـصَّ مـن أحـدٍ
                  بِـدْءاً بعـائـشَ أهــلَ الـغـدر يُفنيـهـا
                  687- فهيَ التي لقميصِ المصطفى رفعـت
                  فـي حربهـا نعثـلاً مـذ صـار يُزويهـا
                  688- واليومَ تحمل ضدَّ المرتضـى قُمُصـاً
                  ملطـخـاتٍ بـعـارِ مـــن تجنّـيـهـا
                  689- لو نال طلحةُ جـدوى قتـلِ نعثلهـا
                  أو الزبـيـرُ لـجـرَّتْ ثوبَـهـا تِـيـهـا
                  690- لكـنْ علـيٌّ جنـى أَثمـارَ دوحتِهـا
                  ومـا جـنـت غـيـرَ آثــامٍ تُقاضيـهـا
                  691- وما استشار فليـس الـرأْيُ يَنقُصُـهُ
                  إن رامَ أمــراً ولا للخُـبْـرِ راجـيـهـا
                  692- وكـم تمنَّـوا يولّيهـا فمـا حَضِيـا
                  بـإِمـرَةٍ كــان لـلأبــرارِ يَصفـيـهـا
                  693- وكان يعلـم مـا تُخفـي سرائرُهُـمْ
                  وعُمْـرَةُ الغـدر قــد بـانـت بَوانيـهـا
                  694- سارت إلى البصرةِ المشؤومُ طالعُهـا
                  أمُّ الدُّهَـيْـمِ لـحـربٍ لـيـس تغنـيـهـا
                  695- وسار حيدرُ فـي جيـشٍ لـهُ لَجِـبٍ
                  بـرايـةٍ يــومَ بــدرٍ كــان راعيـهـا
                  696- وناشـدَ القـومَ حُكْـمَ الله وامتثلـوا
                  طريـقـةً لـعـن الـقـرآنُ مُرسـيـهـا
                  697- ما كان حيدرُ يخشى بـأسَ صولتهـم
                  لكـنّـه شــاء مــن غَــيٍّ يُنَجّـيـهـا
                  698- إنّ الذيـن لحـربٍ قادَهُـمْ جَـمَـلٌ
                  رُغـاؤهُ عـن سمـاعِ الـحـقِّ يُصميـهـا
                  699- فأرسل السيفَ فـي أوساطِهِـمْ أَسِفـاً
                  علـى نفـوسٍ مـن الغِسْلـيـنَ يَسقيـهـا
                  700- وشخَّصَ الـداءَ أنْ تُكـوى جنوبُهُـمُ
                  وأثوبـاً مـن نسـيـجِ الـويـل يُغشيـهـا


                  يتبع ..

                  تعليق


                  • #24
                    تابع ...


                    701- تظـنُّ عـائـشُ يغنيـهـا تهكُّمـهـا
                    بحيـدرٍ أنْ غــدت حـفـصٌ تُغنّيـهـا(1)
                    702- ومـرَّ حـيـدرُ بالقتـلـى مطـرَّحـةً
                    وغُـبــرةُ الـعــار إذلالاً تـواريـهــا
                    703- ولاتَ حيـنَ عتـابٍ فالقضـاءُ جـرى
                    وحكـمـةُ الله قــد ســارت بماضـيـهـا
                    704- وخُلْـقُ حيـدرَ قـد آلـت سجاحـتُـهُ
                    لعـائـشٍ بجمـيـل الـصّـفـح يولـيـهـا
                    705- خُلْـقٌ يـرقُّ فـلا شــيءٌ يـكـدّره
                    حـتـى الـعــداةُ إذا فـائــت يُفيّـيـهـا
                    706- مـاذا أقـول بمـن أخلاقُـهُ نهـلـت
                    خُلْـقَ النبـيّ فمحـضُ الصَّـفْـوِ جاريـهـا
                    707- (عفوتَ فاصفح فإنّ العفوَ من شِيَمِكْ)(2)
                    شـهـادةٌ عـائــشٌ عـنّــي تـؤدّيـهـا
                    708- فهـبَّ يشملُهـا عفـواً كمـا عهـدت
                    خلائِـقـاً عَـذَبـاتُ الـلـطـف تُرْبـيـهـا
                    709- وصـاح بالنـاس أنْ ردّوا غنائمـكـم
                    لأهلـهـا وارفـقــوا بِـــرّاً بأهلـيـهـا
                    710- فليـس فـي هـذه غُنْـمٌ لمنتـصـرٍ
                    إلا إقـامـةَ حـــقٍّ فـــي نواحـيـهـا
                    711- و هـا أقمـتـم حــدودَ الله بيِّـنَـةً
                    حـتـى أفـــاءَ لأمـــر الله باغـيـهـا
                    712- هـذا هـو العـدلُ لا ضَرْبـاً بِدِرَّتـهِ
                    ولا دعــاوى عــن العنـقـاءِ تـرويـهـا
                    713- قد كلّفت بيـتَ مـالِ المسلميـن بـأنْ
                    يعـطـي البـريّـةَ جـــزّالاً ويُثـريـهـا
                    714- (تصوّر الأمرَ معكوسـاً وخـذ مثـلاً)
                    لــو أنّ عائـشـةً رامـــت أمانـيـهـا
                    715- وأقبـل النصـرُ بالبشـرى يكلّلُـهـا
                    وصــار أمــرُ عـلـيٍّ بـيـن أيديـهـا
                    716- لمثَّلـتْ ومحـت آثـارَ مـن قتـلـت
                    وأهـلـكـت نسـلَـهـم إذ ذاك يُهنـيـهـا
                    717- وأرسلت من خيول الضِّغـنِ ضابحـةً
                    عـلـى الجـسـومِ وبالأسـيـافِ تَفريـهـا
                    718- وغادَرَتْهـم بـلا غـسـلٍ ولا كـفـنٍ
                    وبالـسـيـاطِ إذا حــنّــت بَـواكـيـهـا
                    719- وجرّعتهم - وقد أجملتُ - من غُصَصٍ
                    فوقـعـةُ الـطـفِّ بالتفصـيـل تحكـيـهـا
                    720- خذْ مـن علـيٍّ ومـن أعدائِـهِ عِبَـراً
                    وجــرِّد النّـفـسَ فـالأهـواءُ تُعمـيـهـا
                    721- فأيُّهُـمْ لمـنـالِ الـحـقِّ مَـدْرَجَـةٌ
                    وأيُّـهـمْ لـصـروح البُـطْـلِ يَبنـيـهـا؟
                    722- أ نفـسُ أحمـدَ أم نفـسٌ يخادعُـهـا
                    شيطانُـهـا وبــوادي التَّـيْـهِ يُلقـيـهـا؟
                    723- ومن به (هل أتـى...) للمـدح مُنْزَلَـةٌ
                    أم مـن رسـولُ الهـدى بالـذمِّ يُقصيـهـا؟
                    724- ومـن أقـام عمـودَ الديـن صارمُـهُ
                    أم مــن لقـولـة طـــه لا تراعـيـهـا؟
                    725- ومن لو الأرضُ طرسٌ والبحار غـدت
                    حِـبْـراً وأشجـارهـا الأقــلام نبـريـهـا
                    726- والانـس والجـنُّ كتابـاً لمـا قـدرت
                    مناقـبـاً لأبــي السبطـيـن تُحصـيـهـا
                    727- وكيف تسطيـعُ والمختـار قـال بـه
                    مقـالـةً لـعـقـول الـخـلـق تُعيـيـهـا
                    728- أن ليس يعرفُ كُنْهَ المرتضـى بشـرٌ
                    إلا أنـــا وإلـــهُ الـكــون بـاريـهـا
                    729- لــذاك أمّـتـهُ أقــوامٌ لتـعـبـدَهُ
                    دون الإلــه فأمـضـى سـيـفَـهُ فـيـهـا
                    730- وغيرهم بالغـوا فـي بغضِـهِ وبغـوا
                    فكبـكـبـوا وعـــذابُ الله يُـخـزيـهـا
                    731- ويمـكـرون وإنّ الله لــو علـمـوا
                    أشــدُّ مـكـراً ويــومُ الحـشـر آتيـهـا
                    732- يـومٌ بـه تقـدم السبعـونَ طائـفـةً
                    ونـيّــفٍ لــرســول الله داعـيـهــا
                    733- مـاذا تقـولُ إذا مـا صـار يسألهـا
                    عـن الأمـانـةِ هــل كـانـت توفّيـهـا؟
                    734- أم أنهـا ضُيّعـت مـن بعـد غيبتِـهِ
                    وأنـهــا جـاهــدتْ أنْ لا تـؤدّيـهــا؟
                    735- وتاركـاً فيهـم الثِّقْليـنِ هـل حفظـوا
                    آيَ الـكـتـاب وآلَ الـبـيـت ثانـيـهـا؟
                    736- أم أنّهـم غادروهـا خلـف أظهرِهِـمْ
                    ويمّـمـوا مــن دروب الـغـيِّ داجيـهـا؟
                    737- ولـو أتـت فِـرَقُ الاسـلامِ أجمعهـا
                    يـوم المـعـاد إلــى الرّحـمـن مُبديـهـا
                    738- ستدخـل النـارَ إلا فـرقـةً سلـكـت
                    درب الرسـول فــذاك الــدربُ مُنجيـهـا
                    739- كـلٌّ ينـادي بـأنّ الحـقَّ منهـجُـهُ
                    وأنّــه لـفـروضِ الـشّــرع يُحيـيـهـا
                    740- وليس في الدين أن نقفوا خطى أحـد ال
                    أســلافِ أو نجتـبـي مـمـا يشهّـيـهـا
                    741- ولـو نُحَكِّـمُ فـي هـذا ضمائـرَنـا
                    إنَ الضـمـائـرَ لا تُـغــوي مُناجـيـهـا
                    742- فهـل كـآلِ رســولِ فــي سَـقَـرٍ
                    ومــن سـواهـم بجـنّـاتٍ يُجـازيـهـا؟
                    743- وآلُ أحمـدَ هـل مـن بعـده انقلبـوا
                    إلــى الضـلالـةِ أم ضـلّـت أعاديـهـا؟
                    744- وهـل لموقـدِ نـارٍ فــي ديـارِهِـمُ
                    يـومَ القيامـة مـنـه الـعـذرُ يُرضيـهـا؟
                    745- وهـل لقاتلهـمْ حــظٌّ كـمـا لـهـمُ
                    مـن الـثـواب؟ وتـلـك العـقـلُ يَنفيـهـا
                    746- وهـل لهنـدٍ كمـا للطهـر فاطـمـةٍ
                    جنّـاتُ عـدنٍ بهـا مـن كــان يؤذيـهـا؟
                    747- وهـل علـيٌّ ومـن عـاداهُ يومـئـذٍ
                    عـلـى الـسـواءِ؟ وهاديـهـا كطاغيـهـا؟
                    748- وهل سـوى حيـدرٍ ينجـو وشيعتـه؟
                    أم أنّ بالحـشـر قــد ينـجـو مُعاديـهـا؟
                    749- بُعْداً وسُحْقـاً لأعمـى فـي بصيرتِـهِ
                    إذ لـم يَـرَ الشمـسَ فـي أبهـى مَجاليـهـا
                    750- ومـا يـرى أيّهـا تنجـو غـداةَ غـدٍ
                    ومــا يَمـيـزُ علـيّـاً مــن معـاويـهـا
                    751- وما يُميّـزُ بيـن الديـنِ فـي رجـلٍ
                    وبيـن وَغْـدٍ لـكـأسِ الخـمـرِ حاسيـهـا




                    (1) البيت يشير إلى حادثة جليلة وهي أن عبد الله بن عمر لما منع حفصة أم المؤمنين من الخروج لقتال علي إلى صف عائشة أخذت حفصة تجمع النساء وتنال من علي وهي تغني مع تلك النسوة بما يدل على مبلغ العداء لهذا الرجل العظيم.
                    ومن جملة ما تغني به على ما أتذكر: ما الخبر ما الخبر .. علي في سفر.. فهو كالأشقر.. إن تقدم عُقِر.. أو تأخّر نُحِر.

                    (2) ما بين القوسين انتزعتُهُ من مقالة لعائشة وهي تطلب الصفح من أمير المؤمنين بعد وقعة الجمل وقد عفا عنها لأن اليوم آت لا محالة (( يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً)).

                    تعليق


                    • #25
                      تابع ...


                      752- وبين من همُّـهُ يُحيـي عقيدتَـهُ
                      وبيـن مـن همُّـهُ بالجـور يُرديـهـا
                      753- وبين من كان جبرائيـلُ مادحَـهُ
                      بمِـدْحَـةٍ لـرســول الله يُهـديـهـا
                      754- أنْ لا فتى في الورى إلا أبو حسن
                      مَـنْ سيفُـهُ لأصـول الديـن يُرسيهـا
                      755- وبين من أحمدٌ قـد كـان يلعنُـهُ
                      بلعنـةٍ عـن لسـان الوحـي يُفضيهـا
                      756- إذ ليس ينطق إلا حيـن يُنطقُـهُ
                      وحـيٌ لعـلّ مــن الأدواء يشفيـهـا
                      757- وإن علا منبـري هـذا معاويـةٌ
                      إلا اقتـلـوهُ وإلا فاركـبـوا التـيـهـا
                      758- بنو أميّةَ في القـرآن قـد لُعِنـوا
                      وذا معـاويـةٌ إحــدى مخـازيـهـا
                      759- الشاربُ الخمرَ والإسلامُ حرّمَهـا
                      والقاتـلُ النفـسَ والـقـرآن يحميـهـا
                      760- والمستحـلُّ حـرامَ الله يُعلـنُـهُ
                      وللمفاسـد بـيـن الـنـاس يُفشيـهـا
                      761- ومُبطـلاً لحـدود الله مُبتـدِعـاً
                      والجاهليـةُ جهـراً صــار يُعليـهـا
                      762- مُكذِّبـاً دعـوةَ الهـادي كوالـدِهِ
                      مَنْ حـارب الديـنَ تَسْفيهـا وتَشْويهـا
                      763- شعارُهُ: هاشمٌ بالملك قـد لَعِبـت
                      ومــا النـبـوّةُ إلا مــن دعاويـهـا
                      764- إنّ الذي عاش في أحضانِ نابغـةٍ
                      هيهـاتَ للنفـس مـن عُهْـرٍ يُنقّيـهـا
                      765- وكيف يطهرُ غِرْسٌ كان غارسَـهُ
                      علـى السّفـاحِ أبـو سفيـانَ زانيهـا؟
                      766- وهل يُطَهَّرُ من أدرانِـهِ نَجَـسٌ؟
                      وهـل لوصمـةِ عـارٍ مـا يُزكّيـهـا؟
                      767- واهاً لحيدرَ ما أمضـى عزيمتَـهُ
                      وصبـرَهُ عـنـد أهــوالٍ يُعانيـهـا
                      768- لم يرضَ بالقومِ إذ أقصوهُ ناحيـةً
                      عــن الخـلافـةِ تَبكـيـهِ ويَبكيـهـا
                      769- حتى قسا الدهرُ أنْ أضحى معاويةٌ
                      بيـن النظائـرِ مـا أنـكـى مآسيـهـا
                      770- وأمـةٌ نشـرُ ديـنِ الله همّتُهـا
                      أمست علـى سـادرِ الآمـال تَطويهـا
                      771- يا موتُ زُرْ إنّ دنياً هكذا انقلبـت
                      فيهـا الموازيـنُ لا خيـرٌ لنـا فيـهـا
                      772- ورُغْمَ ذاك وهـذا بـات حيـدرةٌ
                      للشـام مـن بلـد الإســلامِ يُدنيـهـا
                      773- وهل ينام أبو سفيان - لو سَلِمـت
                      من الحروب - قريـرَ العيـن هانيهـا؟
                      774- إنّ ابن حربٍ إلى حربٍ يُصيّرُها
                      لعـلّ مـن بــدرِ ثــاراتٍ يوفّيـهـا
                      775- ولم يجد غيـرَ عثمـانٍ وفتنتِـهِ
                      وليـجـةً لطَـغـامِ الـشّـام تُغريـهـا
                      776- وعصبةٌ أغضبت بالأمس صاحبَها
                      يوم الحصـار وضـربُ الـدُّفِ يُلهيهـا
                      778- أضحت تُعِدُّ لنيل الثـأر عُدَّتَهـا
                      كـأنّ عثمـانَ أخـذَ الثـأر يوصيـهـا
                      779- فجنَّدت من بنيهـا كـلَّ سائِمَـةٍ
                      كتائـبـاً ساقـهـا للـمـوت حاديـهـا
                      780- يقتادها نجلُ من تلك التي حملـت
                      من خمسـةٍ أكبُشـاً والعـاصُ ساديهـا
                      781- عمرو الذي إنْ خلا فحلٌ بمُخْدَعِهِ
                      يغضـي فمـا شأنـه؟ والأمـر يَعنيهـا
                      782- معاشرٌ أصبـح الديّـوثُ قائدَهـا
                      ليـس البراهيـنُ والأنـبـاءُ تغنيـهـا
                      783- هذا ابن آكلـة الأكبـاد أودعهـا
                      حمقـاً عـن الحـقِّ والآيـاتِ يَكفيهـا
                      784- وإذ رأى حيدرُ الأجلافَ عازمـةً
                      علـى المضـيّ تُلبّـي غـدر مُغويهـا
                      785- شعارُها عن أبي سفيـان تحملُـهُ
                      شريعـةً أمعنـت بالـديـن تشويـهـا
                      786- نادى الجهادَ عبـادَ اللهِ فاتخـذوا
                      إلـى الجنـانِ سبيـلاً ليـس يُخطيـهـا
                      787- فأقبل الزحـفُ ميمونـاً تظلّلُـهُ
                      رايـاتُ بـدرٍ وقـد خفّـت لداعيـهـا
                      788- طلائعٌ من بني المختـار تقْدِمُهـا
                      وخيـرةُ الصّحـب إجــلالاً تُقفّيـهـا
                      789- لبّـوا نـداءَ أميـن الله يحملُهُـمْ
                      لنُصـرةِ الحـقّ إنّ الـحـقّ يُزهيـهـا
                      790- فأرضُ صفّينَ عن بدرٍ وعن أُحُدٍ
                      ليسـت بمنـأى وإن مُـدّت صحاريهـا
                      791- فتلكما واجـبُ التنزيـل أوقدهـا
                      وهـذه واجــبُ التـأويـل يَقضيـهـا
                      792- وقام حيدرُ فيهم خاطبـاً فعسـى
                      مقالـه لا مـقـال السـيـف يُجديـهـا
                      793- فما وعتهُ وقـد أعيـوا محجّتَـهُ
                      كأنّـهُ لـم يكـن بالنّـصـح يوليـهـا
                      794- ظناً بـأنّ عليّـاً صـار يرهبهـا
                      والعمـرُ إنْ طـال بالأبطـالِ يوهيهـا
                      795- وفاتهـا أنّ سيـفَ الله يشـحـذُهُ
                      بَرْيُ الرقـابِ إذا مـا انصـاع يبريهـا
                      796- وكان من خُلُقِ الهـادي وشيمتِـهِ
                      لا يبدأ الحـربَ بـل بالنصـر يُنهيهـا
                      797- كذاك شأنُ أميرِ المؤمنينَ ومـن
                      سـواهُ للسـنّـةِ السّمـحـاءِ يُحييـهـا؟
                      798- وهذه سُحُبُ الهيجاءِ قد مطـرت
                      بوابـلٍ مـن نبـالٍ خــاب راميـهـا
                      799- وهل تُخيفُ فتـىً يرجـو منيّتَـهُ
                      تحـت السيـوف إذا الأقـدارُ تؤتيـهـا


                      يتبع ...

                      تعليق


                      • #26
                        تابع ...

                        800- وَحَلّؤوهُ عن العذبِ الفـراتِ وقـد
                        كـاد الأوامُ جـيـوشَ الـحـقّ يُرديـهـا
                        801- هذا الفـراتُ فخلّـوا بيـن منهلِـهِ
                        وبينـنـا حـاجـةً للـعـذر يَقضـيـهـا
                        802- لا لن تذوقوهُ حتى تهلكـوا عطشـاً
                        بزعمـهـم أنّ ذاك الـهَــذْرَ يُثنـيـهـا
                        803- فطاف بالسّيـف يسقيهـم مُنادَمـةً
                        صِرْفاً مـن الـرّاح مـا يُشجـي بواكيهـا
                        804- ومـدَّ مـن جثـثٍ دربـاً معبّـدةً
                        نحـو الفـرات فساقـي المـوت ساقيهـا
                        805- فأيقـن ابـن أبـي سفيـان تهلكَـةً
                        بعصبـةِ الـشـرك لا تبـقـي بواقيـهـا
                        806- وليس يعلم خسفـاً كـان أم صَعَقـاً
                        مــن السـمـاء وأمــر الله آتـيـهـا
                        807- إنّ الطغاة وميضُ البـرقِ يُفزعُهـا
                        ورنّــةُ الـرعـد تُنسيـهـا أمانـيـهـا
                        808-فكيف والموتُ إنسانـاً يَحيـقُ بهـا
                        هــلا يطمئنـهـا شــيءٌ فيُهنـيـهـا
                        809- ومن غدا المكرُ في سِلْـمٍ وسيلتَـهُ
                        فخدعـة الحـرب لا تجـفـو مُداريـهـا
                        810- لكنّها - والقضـاءُ الحَتْـمُ أذهلهـا
                        عـن السّمـاعِ - تأبّـتْ غـوثَ عافيهـا
                        811- بحيث تلك الوغى غيرُ التي ألِفَـتْ
                        تـرى النفـوسَ وصـالُ البيـضِ يُشقيهـا
                        812- ترى العصاةَ لوعظِ السيفِ خاشعـةً
                        والله أكـبــر لـلآجــال تُـدنـيـهـا
                        813- تـرى الرجـالَ رجـالَ الله لاهيـةً
                        والغافلـيـن سـجـوداً فــي بَواديـهـا
                        814- والماضياتِ سُكارى فَرْطَ ما شربت
                        مـن النّجيـع كـأنّ الــوِرْدَ يُضميـهـا
                        815-وقد تثـوب إلـى وعـيٍ فيؤسفُهـا
                        مـن الثُّمالـةِ بَـرْضٌ ليـس يُرضيـهـا
                        816- ولو درت أنّها في ساعـةٍ شربـت
                        بحـراً لهـان ولـكـنْ مــن سيُنبيـهـا
                        817- فالناسُ في شُغُلٍ عنهـا بهـا وَلَهـاً
                        كيـف السبـيـلُ إلــى دربٍ يُنجّيـهـا؟
                        818- ونفخةُ الصّورِ قد صكَّتْ مسامعَهـم
                        فضاقـت الأرضُ وانـدكَّـت رواسيـهـا
                        819- وكـان مالـكُ للنيـران خازنَـهـا
                        والظالمـون دخــولُ الـنـارِ يُخزيـهـا
                        820- يطيـع أمـرَ علـيٍّ فهـو قـائـدُهُ
                        ومــن كمـالـكِ للنـيـران يوريـهـا؟
                        821- نَسْرّ يُعير قلـوبَ الصّيـد أجنحـةً
                        قبـل اللقـاءِ إذا مــا حــلَّ واديـهـا
                        822- لاعيب فيه سـوى نفـسٍ تُطاوعـه
                        علـى الفـداء فيمضـي فــي تفاديـهـا
                        823- للبيضِ والسّمرِ في الهيجا يُغازلهـا
                        وعفّـةً مـنـه فــي سِـلْـمٍ يُجافيـهـا
                        824- يعفو ويصفحُ عمـن سـاءهُ شَمَمـاً
                        وهـو الأشـمّ إذا امـتـازت رواسيـهـا
                        825- لا ينزل الخـوفُ عـزّاءً بساحتـهِ
                        وسيفُـهُ مــن سـيـوف الله ماضيـهـا
                        826- ربّاه حيـدرُ إنْ حُـمَّ اللقـا قَـدَراً
                        يُنسـي المقاديـرَ مـا تُلـقـي دواهيـهـا
                        827-وعـاش حيـدرَ آيــاتٍ مجـسّـدَةً
                        كالمحـكـمـاتِ أبـــتْ الا تجلّـيـهـا
                        828- ذاك الذي لـم يـدع للحـقّ خافيـةً
                        الا وعنـه شـمـوسُ الأفــقِ ترويـهـا
                        829- حاز الفراتَ وقـد لاقـى معاويـةً
                        بشيـمـةً حـيّـرت حـتـى معاديـهـا
                        830- لو شاء أهلكها في الحرب من عطش
                        وهـو القديـر متـى مـا شـاء يُظميهـا
                        831- لكنّـهُ وفـراتُ المـاء فـي يـدهِ
                        يأبـى الدنيّـةَ فــي فـعـلٍ يساويـهـا
                        832- إنَّ الفضيلـةَ تـأبـى أن سيّـدهـا
                        فـي ساعـةِ العُسْـرِ والبلـوى يجافيـهـا
                        833- فصاح بالهمـجِ الغوغـاءَ دونكـم
                        هـذا الفـراتُ عسـى ينفـي تصاميـهـا
                        834- فأيقـنـت أنَ ديــنَ الله يحمـلُـهُ
                        فـتـىً لشِـرعـةِ ديــن الله يحييـهـا
                        835- ففرّق الجيشَ منـه بعـد صارمِـهِ
                        رأيٌ بـه مُرهَـفـاتُ الخَـتْـلِ يوهيـهـا
                        836- يجتثُّ جذرَ دهـاءٍ ظـنَّ صاحبُـهُ
                        أن الثـمـارَ كـمـا الأوهــام يَجنيـهـا
                        837- وهو العليمُ بأنّ الصّـدقَ منتصـرٌ
                        وإنْ تـجــدّلَ مغـلـوبـاً بـنـاديـهـا
                        838- عُمْرُ الدّهاءِ سويعـاتٌ يتيـه بهـا
                        غُـمْـرٌ كطائـفـة الأحــلامِ يطويـهـا
                        839- والباقيـاتُ برغـم الدهـر خالـدةً
                        مفـاخـرٌ أبــت الأيـــامُ تُبلـيـهـا
                        840- سل عنهـا صفّيـنَ آفاقـا تزيّنُهـا
                        تلـك الطّوالـعُ مـا أسـمـى معانيـهـا
                        841- تجبْـكَ أن دُعـاةَ المكـر خائـبـةٌ
                        وأن للـقـيـم المـثـلـى معـالـيـهـا
                        842- وليلةٌ هي وُسْعُ الدهـر مـا لقِيَـتْ
                        مـن الخطـوب وقـد أدمـت حواشيهـا
                        843- ليلُ الهرير بحيث المـوتُ أغرقُـهُ
                        سَيْـلُ النفـوس وسـيـفُ الله يُجزيـهـا
                        844- سيفٌ لهيبتهِ الأجسادُ قـد سجـدت
                        وذلُّهـا عـن رئــاءِ الـنـاس يُغنيـهـا
                        845- وما انجلى همُّهـا الا علـى هِمَـمٍ
                        للقاسطيـن لَـقـىً والـخـزي يرثيـهـا
                        846- وليلـةً سلبتْهـا البيـضُ مهجتَهـا
                        وسيـفُ حـيـدرَ للأنـفـاسِ يُحصيـهـا
                        847- لولا القضاءُ لما أبقـى لهـم أَثَـراً
                        لـكـنَّ آثـارَهـا الـسّـوءاتُ تُبديـهـا
                        848- تحت العَجاجَةِ كم أنجـت منافِحَـةً
                        ومــا استـطـاع حـسـامٌ أنْ ينجّيـهـا
                        849- وفعلةٌ لابنِ عـاصٍ وابـنِ أرطـأةٍ
                        أضحوكـةً عـن شفـاهِ الدهـر نَرويـهـا
                        850- هـذا يُعـدُّ لـدى السـوّاس نابغـةً
                        وذا يُـعَـدُّ مــن الفـرسـانِ عاتيـهـا


                        يتبع ..

                        تعليق


                        • #27
                          تابع ...

                          851- ومن يضعْ نفسَه في غير موضعِها
                          هانـتْ وإن غرّهـا جـهـلاً تماديـهـا
                          852- سارا إلى حرب من ألوى بصارِمِهِ
                          شُـمَّ الرِّعـانِ فأوهـى عـزمَ قاسيهـا
                          853- ظنّا بذاك فخاراً والتـي سلكـت
                          دربَ الغرورِ وميـضُ السيـف يُعشيهـا
                          854- وقولُ أحمدَ فـي عمّـار أرَّقَهـا
                          فأوَّلـتْـهُ كـمـا تـهـوى أمانـيـهـا
                          855- وصوتُ عمّار وَقْرٌ في مسامعِهـا
                          وسيفُـهُ حـجـةٌ أوهــت دعاويـهـا
                          856- حتى سقته ضِياحاً مـن نكايتِهـا
                          وجدَّلـتـه تريـبـاً فــي سوافيـهـا
                          857- نفسي الوقاءُ لنفسٍ حشوُهـا قِيَـمٍ
                          والـت عليّـاً بـبـذلٍ مــن تفانيـهـا
                          858- لم يُبْلَ مثلُ عليٍّ قـطُّ مـن أحـدٍ
                          بالنـاس غيـرُ رســول الله هاديـهـا
                          859- دعاهـمُ لكتـاب الله فاتَّـخـذوا
                          آياتِـهِ هُــزُواً والـشـركُ يُغريـهـا
                          860- هلا رعوه وهمْ في حربه جهـدوا
                          حتـى علـى صِنْـوِهِ تحنـوا أعاديهـا؟
                          861- وقال حيـدرُ فيمـا قالـه أَسِفـاً
                          لـم أرضَ بالقـوم قبلـي نْ أساويـهـا
                          862- ظلمـاً تقمَّصَهـا هـذا ليُلبسَهـا
                          هـذا وقـد علمـت أنّــي منجِّيـهـا
                          863- حتـى يُقـال علـيٌّ أو معاويـةٌ
                          كلاهـمـا سـنّـة المخـتـار يبغيـهـا
                          864- هذا هو الكفرُ في سرٍّ وفي علـنٍ
                          والجلجليّـةُ عـن عـمـروٍ ستحكيـهـا
                          865- والحقُّ ما شهدت أعـداؤه علنـاً
                          بأنـه عـن هـداه الـحـرصُ يُثنيـهـا
                          866- وإنْ تشابَهَ بين النـاس أمرهُمـا
                          جهـلاً ومـا علمـت قرآنَـهـا تيـهـا
                          867- لِمْ لا تحكِّـمُ فيمـا بينهـا حَكَمـاً
                          ذا مِـرَّةٍ يبتغـي مـرضـاةَ باريـهـا؟
                          868- فوق الأسنّةِ قد أعلوا مصاحِفَهـم
                          كأنهـا أرؤوسٌ فـي الطـفِّ تُعليـهـا
                          869- وأصبح الأمرُ فيما بينهـم دَخَـلاً
                          وأَلبسـوا الغـيَّ ثـوبَ الحـقّ تمويهـا
                          870- وصيّروا ذمّـةَ الاسـلام مَنْهَبَـةً
                          للقاسطيـن وقــد أولـتـه تشويـهـا
                          871- وآلَ بالأمر أنْ عمرو ابن نابغـةٍ
                          والاشعـريُّ نفـاقـاً كــان موهيـهـا
                          872- صارا على الدين حُكّاماً ورأيهمـا
                          خلافـة المصطفـى بالغـدر يقضيـهـا
                          873- فأعولَ الدينُ يشكو هـولَ نكبتِـهِ
                          والنـاسُ سـامـدةً تشـكـوا تعاميـهـا
                          874- وغدرةٌ تلو أخرى صـار دينُهـم
                          في كفِّ مـن غالـه مـن قبـلُ تسفيهـا
                          875- وبات حيدرُ والاسلامُ في طـرفٍ
                          والنـاس فـي طـرف تبغـي معاويهـا
                          876- وليس تعزبُ عقبى حرمةٍ هُتكـت
                          لكنَّمـا الجهـلُ لـلأهـواء يُمضيـهـا
                          877- وليس للرأي ممّن لا يُطـاع يـدٌ
                          ترمـي إذا لـم تكـن بالجـور يعليهـا
                          878- وهذه الناسُ أبصارٌ يـرون بهـا
                          ويسمعـون دبيـبـاً فــي أقاصيـهـا
                          879- أمـا القلـوبُ فأحجـارٌ مسنَّـدةٌ
                          فما سوى الزيـفِ مـن شـيءٍ يُداريهـا
                          880- حتى وإن كان لا يُبقـي كرامتَهـا
                          فـلا تلمْهـا فقـد ضـلَّـت معانيـهـا
                          881- إنَّ السوائمَ تهوى الـذلَّ يُشبعهـا
                          وعـداً وتبغـضُ قـوتَ العـزِّ يكفيهـا
                          882- تعوَّدت أنْ تُجاري كـلَّ طاغيـةٍ
                          لعلّـه مـن فُتـاتِ الخـبـز يَقريـهـا
                          883- شبَّتْ وشابتْ ولم تبرحْ لها شِيَـمٌ
                          علـى المهانـةِ قـد قامـت مباديـهـا
                          884- والمخزياتُ مـن الآثـار مُعْقِبَـةٌ
                          للوارثيـن مــن الأهــوالِ داجيـهـا
                          885- سارت على سنن الآبـاءِ حافظـةً
                          شـرَّ العهـود وحـبُّ المـال يُغريهـا
                          886- وإنها لو أطاعـت أمـر بارئهـا
                          لصـارت الأرضُ تِبْـراً بيـن أيديـهـا
                          887- لكنّضها خسـرت دنيـاً وآخـرةً
                          إذ مكّنـت فاسقـاً فـي خَـذْلِ زاكيهـا
                          888- خلَّت علياً يقاسي الـداءَ منفـرداً
                          وهـو الطبيـبُ متـى تضنـى يداويهـا
                          889- وأسلمت نفسَهـا للـداءِ سـادِرَةً
                          بخُـلَّـبٍ ومُــداجٍ مــن أمانـيـهـا
                          890- وكان للحرب يدعوها لينصرَهـا
                          وللهدى وطـريـقِ الـعـزِّ يُمشيـهـا



                          يتبع ..

                          تعليق


                          • #28
                            تابع ...

                            891- ودبَّ للرِّجس في أجسادهـا خَـدَرٌ
                            فضيّعـت مـن فــروض الله سانيـهـا
                            892- وهوَّمت وهي عينُ الحق ساهـرة
                            علـى قـذىً وهـوىً للزيـغ يُعميـهـا
                            893- هي السَّوامُ سـواءٌ فـي سجيَّتهـا
                            فالليـنُ يُفسـدهـا والـسَّـوطُ يَهديـهـا
                            894- لا ترتضي العدلَ يَسقيهـا هدايتَهـا
                            وتهنـأُ الـجّـورَ يستسـقـي هواديـهـا
                            895- يعصونَ من طاعةُ الرحمنِ طاعتُهُ
                            ويُهرعـون إلـى مرضـات عاصيـهـا
                            896- هذا علي أبى التحكيـمَ فانتفضـوا
                            ضراغـمـاً وأبــوا إلا يُراضـيـهـا
                            897- وقد راوا غِبَّةَ التحكيـمَ فابتـدرت
                            باللَّـوم قائـدَهـا مــاذا سيُرضيـهـا؟
                            898- وإنه لـو أبـى لامتـازَ منفـرداً
                            وقاتـلـوهُ واعـلـوا ديــنَ طاغيـهـا
                            899- ما كان عن خيفةٍ فالعربُ لو جُمعت
                            لحـربـهِ لاغـتـدى فــرداً يُلاقيـهـا
                            900- لكنّـه شـاء أنْ يُبقـي لمقتـبـسٍ
                            نـوراً إذا أظلـمـت وَهْـنـاً دياجيـهـا
                            901- ما كان يُرضيهِ منهمْ عُصبةٌ مرقت
                            عـن دينِهـا وغـدت تُـبـدي تَعاليـهـا
                            902- من كـان منـه الاصـلاح يُقعـدُهُ
                            عن القصـاصِ وميـضٌ مـن تُشّظيهـا
                            903- فراسلَ القومَ إنْ ثوبوا إلـى رَشَـدٍ
                            ولا تُثيـروا مـن الأضـغـانِ خابيـهـا
                            904- وبلَّغ النّصْـحَ إلا أنَّ مـن خبثـت
                            قِدْمـاً أُرومتُـهـا لا نـصـحَ يُجديـهـا
                            905- وغاضـه منهـم أنبـاءُ فاجـعـةٍ
                            على ابـن خبّـابِ قـد أخنـت مأسيهـا
                            906- إذ غادروه وشقّوا بطـنَ زوجتِـهِ
                            وأْداً ومـا سلمـت مـن غـدرِ مُرديهـا
                            907- حتى الأجنّـةُ لـم تأمـن نكايتَهـم
                            والظلـمُ إنْ خـامـرَ الأرواح يُشقيـهـا
                            908- عاثوا فساداً وأحيـوا كـلَّ موبقـةٍ
                            قـد جاهـد المصطفـى مَحْقـاً لمؤتيهـا
                            909- وعند ذاك فما يغنـي أخـا شِيَـمٍ
                            صبـرٌ إذا شكـت البـلـوى يشكّيـهـا
                            910- فهبَّ يُثبتُ حكـمَ الله فـي بشـرٍ
                            بـذي الفِقـارِ وقــد آلــى لَيُشفيـهـا
                            911- وكان بينهمـا نهـرٌ وكـان فتـىً
                            يُنمـى إلـى الأزد حـمّـالاً مساعيـهـا
                            912- بحيث يسمع ما يُلقي أبـو حسـنٍ
                            مــن المقـالـةٍ تصريـحـاً وتنويـهـا
                            913- والى علياً وحامـى عـن رسالتِـهِ
                            لكـنَّ فـي النفـس أوهـامـاً يُعانيـهـا
                            914- يرى الخوارجَ عبّـاداً وأوجهُهـم
                            طـولَ السجـودِ بـدوراً فـي تجلّيـهـا
                            915- تاليـن للذِّكـرِ والاجسـادُ ناحلـةُ
                            مــن الصـيـامِ وذكــرُ الله يُبكيـهـا
                            916- تُـرى يحـلُّ لنـا حقـاً قتالهـمُ؟
                            أم أننـا بسـيـوفِ الـجَّـور نفنيـهـا؟
                            917- وبينمـا هـو فـي أفكـارهِ ثمـلاً
                            وحَيْـرةُ الـشـكِّ مهمـومـاً يقاسيـهـا
                            918- إذ جاء فـارسُ عجلانـاً لحيـدرةٍ
                            فقـال: يـا سيـدي الاخبـار أرويـهـا
                            919- إنّ الخوارجَ فوق الجسر قد عبروا
                            وقـد رايـت مـن الصَّفـيْـن تاليـهـا
                            920- فقال حيدرُ: لا لـن يعبـروا أبـداً
                            وجـاء آخــرُ رأيَ العـيـن يحكيـهـا
                            921- فقال حيدرُ: لا لـن يعبـروا أبـداً
                            وجــاء آخــرُ بالإيـقـان يُمضيـهـا
                            922- فقال حيدرُ: لا لـن يعبـروا أبـداً
                            مقالـةً عــن رســول الله أمضيـهـا
                            923- وقال لي: سوف تُفنيهم سوى هَمَـلٍ
                            أقــلّ مــن عـشـرةٍ والله يُخزيـهـا
                            924- ولن ينالوا من الأصحاب عاشرَهم
                            بـل دون ذلـك إمّـا شئـتَ تُحصيـهـا
                            925- فقال فـي نفسِـهِ الأزديُّ مبتهجـاً
                            قـد آنَ للحـرب أنْ تُـبـدي خَوافيـهـا
                            926- قد آنَ للحـقِّ أنْ تُبلـى سرائـرُهُ
                            وللهدايـــة أنْ يـنـهـلَّ صافـيـهـا
                            927- والله لو عبروا الجسرَ الذي عبروا
                            لأنصـرَ القـومَ حتـى الوعـدُ ياتيـهـا
                            928- فسار للجسرِ حيث العيـنُ مُعنيـةٌ
                            عـن السّـمـاعِ ولـلأوهـام تُقصيـهـا
                            929- إذا بهمْ فوق ذاك الجسر ما عبروا
                            وقولـةُ المصطفـى قـد حـقَّ روايهـا
                            930- وهاله أنْ رأى الصِّديـقَ حيـدرةً
                            مـن خلفِـهِ لِبَنـاتِ الـرّيْـب يُوديـهـا
                            931- هلا تيقنتَ يا ابن الازدِ من خبري؟
                            نـادى علـيٌّ وآيَ الـصـدق يُنشيـهـا
                            932- أجابه الفـارسُ المغـوارُ مبتشـراً
                            أنـت الوصـيُّ أعـادي مـن تُعاديـهـا
                            933- وعـدَّ حيـدرةُ الفـاروقُ عُدَّتَـهُ
                            لحـربِ مـن فجّـرت سُمّـاً أفاعيـهـا
                            934- وردَّ دابِـرَ مـن كـادوا لنحرهِـمُ
                            وأُطفـئـت فتـنـةٌ سُحْـقـاً لموريـهـا
                            935- وذو الثُّديَّةِ شرُّ الخلـق مصطلَـمٌ
                            نـبـوءةٌ صــدّق الـكـرّارُ مُنبيـهـا
                            936- نبوءةٌ لن يُضيـرَ الحـقَّ مُنكرُهـا
                            فبالفضـائـلِ قــد أبــدت تأسّـيـهـا
                            937- وأيُّ أكرومةٍ للمرتضـى ظهـرت
                            مـن دون أنْ يغتـدي جِلْـفٌ ليَنفيـهـا؟
                            938- لا يزعُمَنَّ عِداةُ الصدق قد غنمـوا
                            فـوزاً إذا جــرت الدنـيـا بأيديـهـا
                            939- فإنّمـا هــي أيــامٌ يُداولـهـا
                            بـيـن الأنــامِ وإنْ طـالـت لياليـهـا


                            أقول: إن رواية الأزدي هذه كنت أظنها مقتصرة على كتب الشيعة فآثرت عدم ذكرها
                            بالرغم من أهميتها وما تطويه من علم الإمام بالمغيبات ، ولكني لما رأيتها في
                            كتاب كنز العمال وكتاب مجمع الزوائد وهما من معتمدات أبناء العامة ،
                            آحببت نظمها وأدراجها في الالفية التي وقفتُ بها على جمل يسيرة من
                            فضائل الامام عليه الصلاة والسلام والتي اعتمدتها كتب السنة والجماعة.

                            والأزدي: هو جندب بن زهير بن الحارث الأزدي الغامدي وهو من أصحاب أمير المؤمنين
                            شهد معه حروبه أيام الجمل وصفين والنهروان.

                            قال الأزدي: لما فارقت الخوارج علياً خرج في طلبهم وخرجنا معه، فانتهينا إلى عسكر القوم
                            فإذا لهم دويٌّ كدوي النحل من قراءة القرآن، وإذا فيه أصحاب النقبات وأصحاب البرانس ،
                            فلما رايتهم دخلني من ذلك شدة ، فتنحيت فركزت رمحي ونزلت عن فرسي ونزعت برنسي ،
                            فنشرت عليه دموعي ، وأخذت بمقود فرسي، فقمت أصلي إلى رمحي وأنا أقول:
                            اللهم إن كان قتال هؤلاء القوم لك طاعة فآذن لي فيه، وإن كان معصية فأرني براءك.

                            فينما أنا كذلك إذ أقبل علي بن ابي طالب فلما دنا مني قال: تعوّذ بالله يا جندب من شر السخط.
                            فجئت أسعى إليه ، ونزل فقام يصلي، وإذا برجل أقبل فقال: يا أمير المؤمنين ألك حاجة في القوم؟
                            قال: وما ذاك؟
                            قال: قد قطعوا النهر فذهبوا.
                            قال: ما قطعوه.
                            قال: سبحان الله.
                            ثم جاء آخر فقال: قد قطعوا النهر فذهبوا.
                            فقال علي: ما قطعوه ولا يقطعونه وليقتلنّ دونه عهد من الله ورسوله.

                            ثم ركب فقال لي: يا جندب إني باعث إليهم رجلا يدعوهم إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم،
                            فلا يقبل عليهم بوجهه حتى يرمونه بالنبل،
                            يا جندب: إنه لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة.
                            ثم قال: من يأخذ هذا المصحف فيمشي به إلى هؤلاء القوم فيدعوهم إلى كتاب الله
                            وسنة نبيه وهو مقتول وله الجنة؟
                            فأجابه شاب من بني عامر بن صعصعة، فخرج الشاب بالمصحف إلى القوم.
                            فلما دنا منهم نشبوه.
                            فقال علي: دونكم القوم.
                            قال جندب: فقتلت بكفي هذه ثمانية قبل ان اصلي الظهر وما قتل منا عشرة
                            وما نجا منهم عشرة كما قال علي. كتاب كنز العمال 11\289 ومجمع الزوائد 6\242.

                            ولو تاملتَ عزيزي القاري قول علي عليه الصلاة والسلام:
                            (( ما قطعوه ولا يقطعونه وليقتلنّ دونه عهد من الله ورسوله ))

                            لعلمتَ أنَ مواقف الإمام كانت كلها بعهد من رسول الله
                            فلعنة الله على من عصاه وعصى فيه رسول الله والعقبى للمتقين.


                            يتبع ...

                            تعليق


                            • #29
                              تابع ...


                              940- كم معشرٍ حسبوا الدنيا تهيمُ بهـم
                              حبّـاً وقـد عرفـوا عقـبـى محبّيـهـا
                              941- فعاهدوها فما أوفـت لهـم ذِمَمـاً
                              واستنصحوهـا وطبـعُ الغـدر يُثنيـهـا
                              942- واستعبدتهم وظنّـوا ذلَّهـا نِعَمـاً
                              واستصرخوهـا ومـا ملّـوا تَصاميـهـا
                              943- كأنّهم وصروفُ الدهـر تُنذرهـم
                              هيـمٌ عطـاشٌ ورودُ المـاء يُظميـهـا
                              944- فاستمرؤا كلَّ مَوْبوءٍ وما نكـروا
                              طعمـاً ومـا بلغـوا عيـشـاً يهنّيـهـا
                              945- ماذا دهى أمّةً خلّـت أبـا حسـنٍ
                              يدعـو وقـد غفلـت عـمّـا يُنجّيـهـا؟
                              946- تراهـم خُشّعـاً أبصارهـم فَرَقـاً
                              مـن المنـون ومـا هـبّـت لواعيـهـا
                              947- وللنُّخيلـةِ يدعـوهـم لينقـذَهـم
                              ورِبْقـةُ الــذلِّ والأغــلال تُعييـهـا
                              948- وحيدرٌ يستثيـر النـاسَ يخبرهـم
                              ما حلَّ مـن بُسْـرِ مـن بلـوى بواديهـا
                              949- والناسُ يشغلُهـم عنـه تقاعسُهـم
                              كأنّـه لـم يـكـن بالـقـول يَعنيـهـا
                              950- وأشعثٌ وابن ربعيْ والألى بَرَءوا
                              مـن النبـوّةِ سـارت فــي تجنّيـهـا
                              951- فثبَّطوا الناس عن ديـنٍ يناشدهـم
                              حـقَّ الجهـاد وخـوفُ المـوت يُقعيهـا
                              952- ومثلُ حيدرَ لم يصبـر علـى أَوَدٍ
                              وأن يـرى أمّــةً زاغــت فيرثيـهـا
                              953- خمسون عاماً أراها مـن بطولتـه
                              معنـى الفـدا وقـد أوعـت معانيـهـا
                              954- وعاشها أمّةً بالخير قـد خرجـت
                              للنـاس تُنقذهـا مـن شــرِّ مغويـهـا
                              955- وواكبته نقيَّ الجَّيـب مـن طَبَـعٍ
                              منزَّهـاً مـن عيـوب النـاس تنزيـهـا
                              956- فعاهـدوه وهبّـوا مـن معاقلهـم
                              أُسْـداً تهـدُّ مـن الأجـبـال راسيـهـا
                              957- يستنظرون هلالَ العيـد يوهبهـم
                              بشـائـراً لأمـيـر النّـحـل تُزجيـهـا
                              958- فريضةُ الصوم قد وافت تعلّمهـم
                              مـن الجهـاد فروضـاً مـن تساميـهـا
                              959- والقاسطون أعدّوا مـن مكائدهـم
                              ما أُلبسـت مـن ثيـاب العـار ضافيهـا
                              960- تحشّد الثأرُ جيشـاً لا عديـد لـه
                              علـى علـيٍّ وكـم عـانـى ليهديـهـا
                              961- وخلفهم من بني الأحزاب ما ورثت
                              مِـن الضّغـون ومَـنْ سـرّاً يواليـهـا
                              962- فلا قريـشٌ لعهـد الثـأر ناسيـةً
                              ولا اليهـودُ لـنـار الـوَثْـرِ تُطفيـهـا
                              963- ولا الألى دخلوا الاسلام من فَـرَقٍ
                              وللنفـوسِ حنـيـنُ الـشـرك يُشقيـهـا
                              964- ولا لعائشـةٍ نفـسٌ تقـرُّ عـلـى
                              سِلْـمٍ وقـد سُلـبـت منـهـا أمانيـهـا
                              965- ألقى ابن هندٍ إلى عمرو ابن نابغةٍ
                              بخطّـةٍ أُحكـمـت كاللـيـل داجيـهـا
                              966- لا يعرف الغدرُ من أسرارِها جُمَلاً
                              حـقـداً تحـمَّـلَ أنكـاهـا مراديـهـا
                              967- وافى إلى الكوفةِ الحمراءَ مرتديـاً
                              ليـلاً بـه أصبحـت ســوداً لياليـهـا
                              968- أمَّ المحاريبَ يبغي سَلْـبَ عزَّتِهـا
                              بقتـلِ مَـنْ سيـقُـهُ عـلّـى مبانيـهـا
                              969- حُمَّ القضاءُ وحان الوعدُ إذ نظرت
                              إلـى السمـاء وقـد غـارت دراريهـا
                              970- ترى الملائكَ تحت العرشِ باكيـةً
                              والأنبيـاءَ فنَـوْح ُالـوحـيِ يُشجيـهـا


                              يتبع ...

                              تعليق


                              • #30
                                تابع ...


                                971- هـذا علـيٌّ وحكـمُ الله فـي يـدِهِ
                                لحكـمـة الله عــن طَــوْعٍ يُلبّـيـهـا
                                972- نادى الصـلاةَ عبـادَ الله فاغتنمـوا
                                ضيـافـةً لــم يـخِـبْ إلا مُجافـيـهـا
                                973- وكبّر المرتضى والذّكْـرُ فـي فمـهِ
                                ينـعـى وأيـاتُـهُ تـبـكـي لتالـيـهـا
                                974- وسـورةُ الحمـدِ تبكـي أنَّ واحـدةً
                                مـن المثانـي بحِجْـرِ الـمـوت تُلفيـهـا
                                975- أهوى علـيٌّ يـؤدّي حـقَّ ركعتِـهِ
                                لسـجـدةٍ واسـتـوى شِفْـعـاً يثنّـيـهـا
                                976- فكبَّـر السيـفُ مسمومـاً بهامـتِـهِ
                                بضربـةٍ لـم يــزل يَـفـري تشظّيـهـا
                                977- فصاح فـزتُ وربِّ البيـت مفخـرةً
                                لمـولـدي وســطَ بـيـت الله أُنميـهـا
                                978- وفـي السمـوات جبريـلٌ يؤبِّـنـه
                                قـد هُدّمـت للهدى أمـضـي أواخيـهـا
                                979- غالوا الوصيَّ عليّ المرتضى فلقـد
                                غـالـت بقتلـتِـهِ المخـتـارَ هـاديـهـا
                                980- ليت السماء هوت فوق الثرى كِسَفـاً
                                وليـت فـوق الثـرى تهـوي رواسيـهـا
                                981- مَنْ للديانـة إنْ عـاثٍ أضـرّ بهـا
                                ومـن يُجيـر الهـدى مـمـا يُخشّيـهـا؟
                                982- من لليتامى إذا جـار الزمـان بهـم
                                وللأيـامـى إذا اشـتــدّت مآسـيـهـا؟
                                983- من للعُفـاة إذا ضاقـت بهـم سُبُـلٌ
                                وقد قضـى صابـراً مـن كـان يغنيهـا؟
                                984- ومن لزينبَ والسبطيـن مـن سَنَـدٍ
                                مـن جـور نائـبـة الايّــام تحميـهـا؟
                                985- بالأمس قـد فقـدت جـدّاً ووالـدةً
                                والـيـومَ تفـقـد واليـهـا وراعـيـهـا
                                986- مَنْ عنده الحوضُ في يوم المعاد ومَنْ
                                لرايـة الحمـد عنـد الحـشـر يُعليـهـا
                                987- يا من له الصحبُ والاعداءُ قد شهدت
                                بأنّـه مـن شِـمـام الفـضـل راسيـهـا
                                988- أتيت فضلـك استسقـي إذا ظمئـت
                                نفسـي فمـن كأسـك الأوفـى تُوافيـهـا
                                989- وللشفـاعـةِ أنْ أرقــى لبُغيتِـهـا
                                فأنـت لـو شـئـتَ للنـيـرانِ تُطفيـهـا
                                990- ألقيت رحلي وحاجاتي يضيـق بهـا
                                ســواك إنّــك للحـاجـات تقضيـهـا
                                991- أرجو المماتَ على عهد الولاء لكـم
                                حتـى أنـال مــن الجـنّـات عاليـهـا
                                992- ولسـت أفـزعُ إن مستنـي نائبـةٌ
                                إلا إلـيـك وكــم أذلـلـت عاتـيـهـا؟
                                993- فكيف أفزع في قبـري - إذا بُليـت
                                سريرتي - مـن ذنـوبٍ لسـت أحصيهـا
                                994- ونـورُ حُبَّيْـكَ مشكـاةٌ تنـوِّرُ لـي
                                ليـلَ الـذنـوب وإن مــدَّت بداجيـهـا
                                995- يـا شِفْـعَ أحـمـدَ إشـفـع لــي
                                ووالدتـي ووالـدي ولأخـوانٍ أُساقيـهـا
                                996- خمر الولاءِ بكـأسٍ مـن فضائلكـم
                                فإننـي رُغـم مــن نــاواك أُفشيـهـا
                                997- وتلـك الفيَّتـي بالحـبِّ أنظمـهـا
                                جَهْـدَ المـقـلِّ فـمـا وفَّــت قوافيـهـا
                                998- معشارَ ذرّةِ مـا تحويـه مـن قِيَـمٍ
                                يفنـى الزمـان ومــا تفـنـى معاليـهـا
                                999- ولسـتُ أسألُكُـم أجـراً فعبـدكُـمُ
                                يـرى المـودَّةَ نُعمـى أنــت مُسديـهـا
                                1000- فمنتهى الشكرِ حمداً لا يُحيط بهـا
                                وغـايـةُ الـمـدحِ شـكـراً لا يؤدّيـهـا



                                تمت على بركة الله
                                اللهم صل على محمد وآل محمد

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X