إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كلمة الإمام الحسين بن علي (حلقات )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    دعاء العشرات


    مهج الدعوات 149 ـ 151: دعاء العشرات وهو مروي عن الحسين بن علي (عليه السلام) مع فضل كبير وثواب جزيل وهو >
    بسم الله الرحمن الرحيم سبحان الله، والحمد لله ولا إله الاّ الله والله اكبر، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم، سبحان الله بالغد والآصال سبحان الله في أناء الليل واطراف النهار، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيّاً وحين تظهرون، يخرج الحيّ من الميّت، ويخرج الميّت من الحيّ، ويحيي الأرض بعد موتها، وكذلك تخرجون سبحان ربك رب العزّة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين سبحان ربّك ربّ العرش العظيم.

    سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العزة والعظمة والجبروت سبحان الملك الحي القدوس، سبحان الدائم القائم سبحان القائم الدائم سبحان الحيّ القيوم، سبحان ربّي الأعلي، سبحان العليّ الأعلى، سبحانه وتعالى سبحان الله السبوح القدوس رب الملائكة والروح.

    اللّهم إني اصبحت منك في نعمة وعافية، فصل اللّهم على محمد وآل محمد، وتمم عليّ نعمتك وعافيتك وارزقني شكرك.

    اللّهمّ بنورك اهتديت، وبفضلك استغنيت، وبنعمتك اصبحت وامسيت، ذنوبي بين يديك استغفرك واتوب اليك، ﻻ مانع ما اعطيت، ولا معطي لما منعت، أنت الجدّ ﻻ ينفع ذا الجد منك الجد، ﻻ حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.

    اللّهمّ إني اشهدك واشهد ملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك في سماواتك وارضك انك أنت الله الذي ﻻ إله إلاّ أنت وحدك ﻻ شريك لك، وان محمداً عبدك ورسولك (صلى الله عليه وآله) اللّهمّ اكتب لي هذه الشهادة عندك حتى تلقينيها يوم القيامة وقد رضيت بها عني انك على كل شيءٍ قدير.

    اللّهمّ لك الحمد حمداً تضع لك السماوات كنفيها، وتسبّح لك الأرض ومن عليها، اللّهم لك الحمد حمداً يصعد اوله ولا ينفد آخره حمداً يزيد ولا يبيد سرمداً ابداً ﻻ انقطاع له ولا نفاد حمداً يصعد ولا ينفد، اللّهم لك الحمد فيّ وعليّ ومعي وقبلي وبعدي وأمامي وورائي وخلفي، وإذا متّ وفنيت يا مولاي ولك الحمد بجميع محامدك كلها على جميع نعمك كلها، ولك الحمد في كل عرقٍ ساكن، وعلى كل عرقٍ ضارب، ولك الحمد على كل أكلة وشربة وبطشةٍ ونشطةٍ وعلى كل موضع شعرة.

    اللّهمّ لك الحمد كله، ولك المنّ كلّه، ولك الخلق كله، ولك الملك كلّه ولك الأمر كلّه، وبيدك الخير كلّه، واليك يرجع الأمر كله، علانيته وسرّه وأنت منتهى الشأن كلّه.

    اللّهمّ لك الحمد على حلمك بعد علمك فيّ، ولك الحمد على عفوك عنّي بعد قدرتك عليّ اللّهم لك الحمد، صاحب الحمد، ووارث الحمد ومالك الحمد ووارث الملك، بديع الحمد، ومبتدع الحمد، وفيّ العهد صادق الوعد، عزيز الجند، قديم المجد.

    اللّهمّ لك الحمد رفيع الدرجات، مجيب الدعوات، منزل الآيات من فوق سبع سماوات، مخرج النور من الظلمات، مبدّل السيئات حسنات وجاعل الحسنات درجات.

    اللّهمّ لك الحمد غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب ذا الطول ﻻ إله إلاّ أنت اليك المصير، اللّهم لك الحمد في الليل اذا يغشى ولك الحمد في النهار إذا تجلّى ولك الحمد في الآخرة والاولى، ولك الحمد عدد كل نجم في السماء، ولك الحمد عدد كل قطرة في السماء ولك الحمد عدد كل قطرة نزلت من السماء ولك الحمد عدد كل قطرة في البحار ولك الحمد عدد الشجر والورق والثرى والمدر والحصى والجن والإنس والطير والبهائم والسباع والأنعام والهوام، ولك الحمد عدد ما علىوجه الأرض، وتحت الأرض وما في الهواء والسماء، ولك الحمد عدد ما احصى كتابك، واحاط به علمك حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه ابداً.

    ثم تقول: اشهد ان ﻻ إله إلاّ الله وحده ﻻ شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي ﻻ يموت بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير ـ عشر مرات ـ استغفر الله الذي ﻻ إله إلاّ هو الحي القيوم، واتوب اليه ـ عشر مرات ـ يا الله يا الله يا الله، يا رحمان يا رحمان يا رحمان، يا رحيم يا رحيم يا رحيم، يا حنان يا حنان يا حنان، يا منّان، يا منّان، يا منّان يا حيّ يا قيّوم ـ كل واحد عشر مرات ـ يا بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام ـ عشر مرات ـ بسم الله الرحمن الرحيم ـ عشر مرات ـ يا ﻻ إله إلاّ أنت ـ عشر مرات ـ اللهمّ صل على محمد وآل محمد ـ عشر مرات ـ آمين آمين ـ عشر مرات ـ ثم تسأل كلها بعده لدنياك وآخرتك تجاب عليه انشاء الله تعالى.

    اسألك توفيق أهل الهدى


    مهج الدعوات 157 من دعاء لمولانا الحسين بن علي (عليهما السلام):
    اللّهمّ إنّي اسئلك توفيق اهل الهدى، واعمال اهل التقوى ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وحذر أهل الخشية، وطلب أهل العلم، وزينة أهل الورع وخوف أهل الجزع، حتى أخافك اللّهمّ مخافةً تحجزني عن معاصيك، وحتى اعمل بطاعتك عملاً استحق به كرامتك، وحتى انا صحك في التوبة خوفاً لك وحتى اخلص لك في النصيحة حباً لك، وحتى اتوكل عليك في الامور حسن ظن بك، سبحان خالق النور، وسبحان الله العظيم وبحمده.

    سبحان العظيم الأعظم


    دعوات الراوندي 92 ضمن الحديث 228: من تسبيح للإمام ابي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام):
    سبحان الرفيع الأعلى، سبحان العظيم الأعظم، سبحان من هو هكذا ولا يكون هكذا غيره، ولا يقدر احد قدرته سبحان من اوله علم ﻻ يوصف وآخره علم ﻻ يبيد، سبحان من علا فوق البريات بالالهية فلا عين تدركه ولا عقل يمثله، ولا وهم يصوره، ولا لسان يصفه بغاية ماله من الوصف سبحان من علا في الهواء، سبحان من قضى الموت على العباد، سبحان الملك المقتدر، سبحان الملك القدوس، سبحان الباقي الدائم.

    يا صادق الوعد


    مهج الدعوات 11: من حرز للإمام أبي عبدا لله الحسين (عليهما السلام):
    بسم الله الرحمن الرحيم يا دائم يا ديموم، يا حيّ يا قيّوم، يا كاشف الغمّ، يا فارج الهمّ، يا باعث الرسل، يا صادق الوعد، اللّهمّ ان كان لي عندك رضوان وودّ فاغفرلي ومن اتبعني من اخواني وشيعتي، وطيب ما في صلبي برحمتك يا ارحم الراحمين، صلّى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين.

    يا من شأنه الكفاية


    مهج الدعوات 298: من دعاء للإمام الحسين بن علي (عليهما السلام):
    يا من شأنه الكفاية، وسرادقه الرعاية، يا من هو الغاية والنهاية يا صارف السوء والسواية والضر، اصرف عنّي اذية العالمين من الجنّ والإنس اجمعين، بالاشباح النورية وبالاسماء السريانية، وبالاقلام اليونانية وبالكلمات العبرانية، وبما نزل في الألواح من يقين الايضاح.

    اجعلني اللّهم في حرزك وفي حزبك، وفي عياذك وفي سترك وفي كنفك من كل شيطان مارد، وعدوّ راصد، ولئيم معاند، وضدّ كنود، ومن كل حاسد، ببسم الله استشفيت، وبسم الله استكفيت وعلى الله توكلت وبه استعنت واليه استعديت على كل ظالم ظلم، وغاشمٍ غشم، وطارقٍ طرق، وزاجرٍ زجر، فالله خير حافظاً وهو ارحم الراحمين.

    اللّهم ﻻ تستدرجني


    بحار الأنوار 78/127: قال (عليه السلام):
    اللّهم ﻻ تستدرجني بالاحسان، ولا تؤدبني بالبلاء.

    ولكلام مولاي الحسين بن علي روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

    تعليق


    • #47
      هذا معاوية


      كنز الفوائد 2/32.
      بلغه (عليه السلام) كلام نافع بن جبير في معاوية وقوله: (انه كان يسكته الحلم وينطقه العلم) فقال (عليه السلام):

      بل كان ينطقه البطر ويسكته الحصر.

      في طريق البصرة


      أمالي المفيد 181 ـ 183، المجلس 35، ح 6: قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب، قال: أخبرني الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبان قال: حدثنا عمرو بن شمر قال: سمعت جابر بن يزيد يقول: سمعت أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) يقول: حدثني أبي عن جدي قال:
      لمّا توجّه أمير المؤمنين (عليه السلام) من المدينة إلى الناكثين بالبصرة نزل الربذة فلمّا ارتحل منها لقيه عبد الله بن خليفة الطائي وقد نزل بمنزل يقال له: (قديد) فقرّبه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له عبد الله: الحمد الله الذي ردّ الحقّ إلى أهله ووضعه في موضعه كره ذلك قوم أم سرّوا به فقد والله كرهوا محمداّ (صلى الله عليه وآله) ونابذوه وقاتلوه فردّ الله كيدهم في نحورهم وجعل دائرة السوء عليهم ووالله لنجاهدنّ معك في كلّ موطن حفظاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله).

      فرحّب به أمير المؤمنين (عليه السلام) وأجلسه إلى جنبه وكان له حبيباً ووليّاً وأخذ يسائله عن الناس إلى أن سأله عن أبي موسى الأشعري.

      فقال: والله ما أنا واثق به ولا آمن عليك (خلافه) إن وجد مساعداً على ذلك.

      فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): والله ما كان عندي مؤتمناً ولا ناصحاً ولقد كان الذين تقدّموني استولوا على مودّته وولّوه وسلّطوه بالأمر على الناس ولقد أردت عزله فسألني الأشتر فيه أن اقرّه فأقررته على كره منّي له وتحمّلت على صرفه من بعده.

      قال: فهو مع عبد الله في هذا ونحوه إذ أقبل سواد كبير من قبل جبال طيء فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): انظروا ما هذا السواد؟

      فذهبت الخيل تركض فلم تلبث أن رجعت فقيل: هذه طيء قد جاءتك تسوق الغنم والإبل والخيل فمنهم من جاءك بهداياه وكرامته ومنهم من يريد النفوذ معك إلى عدوّك.

      فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): جزى الله طيّاً خيراً وفضّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً، فلمّا انتهوا إليه سلّموا عليه.

      قال عبد الله بن خليفة فسرّني والله ما رأيت من جماعتهم وحسن هيئتهم وتكلّموا فأقرّوا والله لعيني ما رأيت خطيباً أبلغ من خطيبهم.

      وقام عدي بن حاتم الطائي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

      أمّا بعد: فإنّي كنت اسلمت على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأدّيت الزكاة على عهده وقاتلت أهل الردّة من بعده أردت بذلك ما عند الله وعلى الله ثواب من أحسن واتّقى وقد بلغنا أنّ رجالاً من أهل مكّة نكثوا بيعتك وخالفوا عليك ظالمين فأتيناك لننصرك بالحقّ فنحن بين يديك فمرنا بما أحببت ثم أنشأ يقول:

      فنحن نصرنا الله من قبل ذاكم *** وأنت بحق جئتنا فستنصر

      سنكفيك دون الناس طراً بأسرنا *** وأنت به من سائر الناس أجدر

      فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): جزاكم الله من حيّ عن الإسلام وأهله خيراً فقد أسلمتم طائعين وقاتلتم المرتدّين ونويتم نصر المسلمين.

      وقام سعيد بن البجري من بني بجير فقال: يا أمير المؤمنين إنّ من الناس من يقدر أن يعبّر بلسانه عمّا في قلبه ومنهم من ﻻ يقدر أن يبيّن ما يجده في نفسه بلسانه فإن تكلّف ذلك شقّ عليه وإن سكت عمّا في قلبه برح به الهمّ والبرم وإنّي والله ما كلّ ما في نفسي أقدر أن اؤديّه إليك بلساني، ولكن والله لأجهدنّ على أن ابيّن لك والله وليّ التوفيق، أمّا أنا فإنّي ناصح لك في السرّ والعلانية ومقاتل معك الأعداء في كلّ موطن وأرى لك من الحقّ مالم أكن أراه لمن كان قبلك ولا لأحد اليوم من أهل زمانك لفضيلتك في الإسلام وقرابتك من الرسول ولن افارقك أبداً حتى تظفر أو اموت بين يديك.

      فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): يرحمك الله فقد أدّى لسانك ما يجد ضميرك (لنا) ونسأل الله أن يرزقك العافية ويثيبك الجنّة.

      وتكلّم نفر منهم، ثم ارتحل أمير المؤمنين (عليه السلام) واتّبعه منهم ستمائة رجل حتّى نزل ذاقار فنزلها في ألف وثلاثمائة رجل.

      بئس للظالمين بدلاً


      الخرائج والجرائح 1/225 ـ 226، ح 70: روي عن أبي حمزة عن عليّ بن الحسين (عليهم السلام) عن أبيه (عليهم السلام) قال:
      لمّا أراد عليّ (عليه السلام) أن يسير إلى النهروان استنفر أهل الكوفة وأمرهم أن يعسكروا بالمدائن فتأخّر عنه شبث بن ربعي وعمرو بن حريث والأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله البجلي وقالوا: أتأذن لنا أياماً نتخلّف عنك في بعض حوائجنا ونلحق بك؟

      فقال لهم: قد فعلتموها؟ سوأة لكم من مشايخ، فوالله ما لكم من حاجة تتخلّفون عليها، وانّي لأعلم ما في قلوبكم وسأبيّن لكم: تريدون أن تثبّطوا عنّي الناس وكأنّي بكم بالخورنق وقد بسطتم سفرتكم للطعام إذ يمرّ بكم ضبّ فتأمرون صبيانكم فيصيدونه فتخلعوني وتبايعونه.

      ثم مضى إلى المدائن وخرج القوم إلى الخورنق وهيّئوا طعاماً فبيناهم كذلك على سفرتهم وقد بسطوها إذ مرّ بهم ضبّ فأمروا صبيانهم فأخذوه وأو ثقوه ومسحوا أيديهم على يده كما أخبر عليّ (عليه السلام) وأقبلوا على المدائن.

      فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام): بئس للظالمين بدلاً ليبعثكم الله يوم القيامة مع إمامكم الضب الذي بايعتم، لكأنّي أنظر إليكم يوم القيامة (مع إمامكم) وهو يسوقكم إلى النار.

      ثم قال: لئن كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) منافقون فإنّ معي منافقين، أما والله يا شبث ويابن حريث لتقاتلان ابني الحسين هكذا أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وآله).

      ولمناقضات أبو الأئمة روحي فداهم بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

      تعليق


      • #48
        السلام على الحسين

        تعليق


        • #49
          الشكر والدعاء لسيد حسنين على المرور الكريم

          نسالك الدعاء

          تعليق


          • #50
            معاوية يعترف بالقتل


            الإحتجاج 2/19 ـ 20، وكشف الغمّة 2/205 ـ 206: عن صالح بن كيسان، قال:
            لمّا قتل معاوية حجر بن عدي وأصحابه حجّ ذلك العام فلقي الحسين بن علي (عليه السلام) فقال: يا أبا عبد الله هل بلغك ماصنعنا بحجر وأصحابه وأشياعه وشيعة أبيك؟ فقال (عليه السلام):

            وما صنعت بهم؟

            قال: قتلناهم وكفنّاهم وصلّينا عليهم.

            فضحك الحسين (عليه السلام) ثم قال: خصمك القوم يا معاوية لكننّا لو قتلنا شيعتك ما كفنّاهم ولا صلّينا عليهم ولا أقبرناهم.

            ولقد بلغني وقيعتك في علي (عليه السلام) وقيامك ببغضنا واعتراضك بني هاشم بالعيوب، فإذا فعلت ذلك فارجع إلى نفسك، ثم سلها الحق: عليها ولها فإن لم تجدها أعظم عيباً فما أصغر عيبك فيك وقد ظلمناك يا معاوية فلا توترنّ غير قوسك ولا ترمينّ غير غرضك ولا ترمنا بالعداوة من مكان قريب، فإنّك والله لقد أطعت فينا رجلاً ما قدم إسلامه، ولا حدث نفاقه، ولا نظر لك، فانظر لنفسك أودع ـ يعني عمرو بن العاص ـ.

            التعريض بابن الزبير


            مناقب ابن شهر آشوب 4/2: كتاب الإبانة:
            قال بشر بن عاصم: سمعت ابن الزبير يقول: قلت للحسين بن علي (عليه السلام): إنّك تذهب إلى قوم قتلوا أباك وخذلوا أخاك، فقال:

            لأن اقتل بمكان كذا وكذا أحبّ إليّ من أن يستحلّ بي مكة، عرّض به (عليه السلام).

            عمر بن سعد


            دلائل الإمامة 75: قال أبو جعفر: حدثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن الأعمش، قال: سمعت أبا صالح التمّار يقول: سمعت حذيقة يقول: سمعت الحسين بن علي (عليه السلام) يقول:
            والله ليجتمعنَّ على قتلي طغاة بني أميّة، ويقدمهم عمر بن سعد (وذلك في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) فقلت له: أنباك بهذا رسول الله؟

            قال: لا. فأتيت النبي فأخبرته فقال: علمي علمه وعلمه علمي وإنّا لنعلم بالكائن قبل كينونه.

            مع ابن جويرة


            عيون المعجزات 65: حدث جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن أخيه، قال:
            شهدت يوم الحسين (عليه السلام) فأقبل رجل من تيم يقال له: عبد الله بن جويرة فقال: يا حسين. فقال (عليه السلام).

            ما تشاء؟

            فقال: ابشر النار.

            فقال (عليه السلام): كلاّ إنّي أقدم على ربّ غفور، وشفيع مطاع وأنا من خير وإلى خير، من أنت؟

            قال: أنا ابن جويرة، فرفع يده الحسين (عليه السلام) حتى رأينا بياض إبطيه وقال: اللّهمّ جرّه إلى النار.

            فغضب ابن جويرة فحمل عليه فاضطرب به فرسه في جدول وتعلّق رجله بالركاب ووقع رأسه في الأرض ونفر الفرس، فأخذ يعدو به ويضرب رأسه بكل حجر وشجر، وانقطعت قدمه وساقه وفخذه، وبقي جانبه الآخر متعلّقاً في الركاب فصار لعنه الله إلى نار الجحيم.

            ولمناقضات سيد شباب أهل الجنة روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

            تعليق


            • #51
              مروان وأصحابه


              تفسير العياشي 1/ 362، ح 30: عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
              دخل مروان بن الحكم المدينة قال: فاستلقى على السرير، وثمّ مولى للحسين (عليه السلام)، فقال: (ردّوا إلى الله مولاهم الحقّ ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين) قال: فقال الحسين لمولاه:

              ماذا قال هذا حين دخل؟

              قال: استلقى على السرير، فقرأ: (ردّوا إلى الله مولاهم الحقّ ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين).

              قال: فقال الحسين (عليه السلام): نعم والله رددت أنا وأصحابي الى الجنة وردهو وأصحابه إلى النار.

              أعدى أعداء الرسول (صلى الله عليه وآله)


              الإحتجاج 2/23 ـ 24، ومناقب ابن شهر آشوب 4/51: عن محمد بن السائب انه قال:
              قال مروان بن الحكم يوماً للحسين بن علي (عليه السلام): لولا فخركم بفاطمة بم كنتم تفتخرون علينا؟... فأعرض الحسين (عليه السلام) عنه وأقبل بوجهه على جماعة من قريش فقال:

              انشدكم بالله إلاّ صدّقتموني إن صدقت، أتعلمون أنّ في الأرض حبيبين كانا أحبّ إلى رسول الله منّي ومن أخي؟ أو على ظهر الأرض ابن بنت نبيّ غيري وغير أخي؟

              قالوا: اللّهمّ ﻻ.

              قال: وإنّي ﻻ أعلم أنّ في الأرض ملعون بن ملعون غير هذا وأبيه طريدي رسول الله (صلى الله عليه وآله).

              والله ما بين جابرس وجابلق أحدهما بباب المشرق والآخر بباب المغرب رجلان ممّن ينتحل الإسلام أعدى لله ولرسوله ولأهل بيته منك ومن أبيك إذا كان وعلامة قولي فيك أنّك إذا غضبت سقط رداؤك عن منكبك.

              قال: فوالله ما قام مروان من مجلسه حتّى غضب فانتفض وسقط رداؤه عن عاتقه.

              مروان يخطب ليزيد


              مناقب ابن شهر آشوب 4/38 ـ 39:
              كتب معاوية إلى مروان وهو عامله على الحجاز يأمره أن يخطب ام كلثوم بنت عبد الله بن جعفر لابنه يزيد، فأتى عبد الله بن جعفر فأخبره بذلك، فقال عبد الله: إنّ أمرها ليس إليّ إنّما هو إلى سيّدنا الحسين (عليه السلام) وهو خالها فأخبر الحسين بذلك، فقال:

              أستخير الله تعالى، اللّهمّ وفّق لهذه الجارية رضاك من آل محمّد.

              فلمّا اجتمع الناس في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقبل مروان حتّى جلس إلى الحسين (عليه السلام) وعنده من الجلّة وقال: إنّ أمير المؤمنين أمرني بذلك وأن أجعل مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ مع صلح ما بين هذين الحيين، مع قضاء دينه وأعلم أنّ من يغبطكم بيزيد أكثر ممّن يغبطه بكم، والعجب كيف يستمهر يزيد؟ وهو كفو من ﻻ كفو له، وبوجهه يستسقي الغمام، فردّ خيراً يا ابا عبد الله.

              فقال الحسين (عليه السلام): الحمد لله الّذي اختارنا لنفسه وارتضانا لدينه، واصطفانا على خلقه ـ إلى آخر كلامه ـ ثم قال: يا مروان قد قلت فسمعنا.

              أمّا قولك: مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بناته ونسائه وأهل بيته، وهو اثنتا عشرة اوقيّة يكون أربعمائة وثمانين درهماً.

              وأمّا قولك: مع قضاء دين أبيها، فمتى كنّ نساؤنا يقضين عنّا ديوننا.

              وأمّا صلح ما بين هذين الحيّين، فإنّا قوم عاديناكم في الله ولم نكن نصالحكم للدنيا، فلعمري فلقد أعيا النسب فكيف السبب.

              وأمّا قولك: العجب ليزيد كيف يستمهر؟ فقد استمهر من هو خير من يزيد ومن أب يزيد ومن جدّ يزيد.

              وأمّا قولك: إنّ يزيد كفو من ﻻ كفو له، فمن كان كفوه قبل اليوم فهو كفوه اليوم، ما زادته إمارته في الكفاءة شيئاً.

              وأمّا قولك: بوجهه يستسقي الغمام، فإنّما كان ذلك بوجه رسول الله (صلى الله عليه وآله).

              وأمّا قولك: من يغبطنا به أكثر ممّن يغبطه بنا، فإنّما يغبطنا به أهل الجهل ويغبطه بنا أهل العقل.

              ثم قال بعد كلام: فاشهدوا جميعاً أنّي قد زوّجت امّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر من ابن عمّها القاسم بن محمد بن جعفر على أربعمائة وثمانين درهماً وقد نحلتها ضيعتي بالمدينة أو قال: أرضي بالعقيق وإنّ غلّتها في السنة ثمانية آلاف دينار، ففيها لهما غنى إن شاء الله.

              ولمناقضات سيد الشهداء روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

              تعليق


              • #52
                مع ابن العاص

                مناقب ابن شهر آشوب 4/67: محاسن البرقي:
                قال عمرو بن العاص للحسين (عليه السلام): يابن علي ما بال أولادنا أكثر من أولادكم؟ فقال (عليه السلام):

                بغاث الطير أكثرها فراخاً *** وامّ الصقر مقلاة نزور

                فقال: ما بال الشيب إلى شواربنا أسرع منه في شواربكم؟

                فقال (عليه السلام): إنّ نساءكم نساء بخرة فإذا دنا أحدكم من امرأته نكهت في وجهه فيشاب منه شاربه.

                فقال: ما بال لحاؤكم أو فر من لحائنا؟

                فقال (عليه السلام): (والبلد الطيّب يخرج نباته بإذن ربّه والّذي خبث ﻻ يخرج إلاّ نكدا).

                فقال معاوية: بحقّي عليك إلاّ سكتّ فأنّه ابن عليّ بن أبيطالب.

                فقال (عليه السلام):

                إن عادت العقرب عُدنا لها *** وكانت النعل لها حاضرة

                قد علم العقرب واستقينت *** أن لالها دنيا ولا آخرة

                مع ابن سعد


                إرشاد المفيد 251، وكشف الغمّة 2/ 178: روى سالم بن أبي حفصة قال:
                قال عمر بن سعد للحسين (عليه السلام): يا أبا عبد الله انّ قبلنا ناساً سفهاء يزعمون أنّي أقتلك، فقال له الحسين (عليه السلام):

                إنّهم ليسوا بسفهاء ولكنّهم حلماء، أما انّه تقرّ عيني أن ﻻ تأكل من برّ العراق بعدي إلاّ قليلاً.

                إلى معاوية


                رجال الكشي 1/ 250 ـ 259، ح 97 ـ 99:
                روي أنّ مروان بن الحكم كتب إلى معاوية وهو عامله على المدينة: أمّا بعد، فإنّ عمرو بن عثمان ذكر أنّ رجالاً من أهل العراق ووجوه أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين بن علي، وذكر أنّه ﻻ يأمن وثوبه، وقد بحثت عن ذلك فبلغني أنّه ﻻ يريد الخلاف يومه هذا، ولست آمن أن يكون هذا أيضاً لما بعده فاكتب إليّ برأيك في هذا، والسلام. فكتب إليه معاوية: أمّا بعد، فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين، فإيّاك أن تعرّض للحسين في شيء، واترك حسيناً ما تركك، فإنّا ﻻ نريد أن نعرّض له في شيء ما وفى ببيعتنا، ولم ينزل على سلطاننا، فاكمن عنه مالم يبد لك صفحته، والسلام. وكتب معاوية إلى الحسين بن علي (عليه السلام): أما بعد فقد انتهت إليّ امور عنك إن كانت حقّاً فقد أظنّك تركتها رغبة فدعها، ولعمر الله إنّ من أعطى الله عهده وميثاقه لجدير بالوفاء، وإن كان الّذي بلغني باطلاً فإنّك انت أعزل الناس لذلك، وعظ نفسك فاذكره، ولعهد الله أوف، فإنك متى ما تنكرني أنكرك، ومتى ما تكدني أكدت، فاتّق شقّ عصا هذه الامة، وأن يردّهم الله على يديك في فتنة، فقد عرفت الناس وبلوتهم، فانظر لنفسك ولدينك ولامّة محمد (صلى الله عليه وآله) ولا يستخفنّك السفهاء والذين ﻻ يعلمون. فلمّا وصل الكتاب إلى الحسين صلوات الله عليه كتب إليه:

                أمّا بعد فقد بلغني كتابك، تذكر أنّه قد بلغك عنّي امور أنت لي عنها راغب، وأنا لغيرها عندك جدير فإنّ الحسنات ﻻ يهدى لها، ولا يرد إليها إلاّ الله.

                وأمّا ما ذكرت أنّه انتهى إليك عنّي، فإنّه إنّما رقاه إليك الملاقون المشّاؤون بالنميم، وما اريد لك حرباً ولا عليك خلافاً، وأيم الله إنّي لخائف لله فيترك ذلك وما أظنّ الله راضياً بترك ذلك، ولا عاذراً بدون الإعذار فيه إليك، وفي أوليائك القاسطين الملحدين حزب الظلمة وأولياء الشياطين.

                ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة والمصلّين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع، ولا يخافون في الله لومة لائم؟ ثم قتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما كنت أعظيتهم الإيمان المغلّظة والمواثيق المؤكّدة ﻻ تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم، ولا باحنة تجدها في نفسك.

                أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه وصفرت لونه؟ بعد ما آمنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائراً لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة على ربّك واستخفافاً بذلك العهد.

                أولست المدّعي زياد بن سميّة المولود على فراش عبيد ثقيف؟ فزعمت أنّه ابن أبيك، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الولد للفراش وللعاهر الحجر) فتركت سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعمّداً وتبعت هواك بغير هدىً من الله، ثم سلّطته على العراقين يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم، ويسمل أعينهم، ويصلبهم على جذوع النخل، كأنّك لست من هذه الأمّة وليسوا منك.

                أولست صاحب الحضرميين الّذين كتب فيهم ابن سمية أنّهم كانوا على دين علي (عليه السلام)؟ فكتبت إليه أن اقتل كل من كان على دين علي فقتلهم ومثّل بهم بأمرك، ودين علي (عليه السلام) سرّ الله الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك، وبه جلست مجلسك الذي جلست، ولو ﻻ ذلك لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين.

                وقلت فيما قلت: (انظر لنفسك ولدينك ولامّة محمد، واتّق شقّ عصا هذه الامّة وأن تردّهم إلى فتنة) وإنّي ﻻ أعلم فتنة أعظم على هذه الامّة من ولايتك عليها، ولا أعظم نظراً لنفسي ولديني ولامّة محمد (صلى الله عليه وآله) وعلينا أفضل من أن اجاهدك فإن فعلت فإنّه قربة إلى الله، وإن تركته فإنّي أستغفر الله لديني، وأسأله توفيقه لإرشاد أمري.

                وقلت فيما قلت: (إنّي إن أنكرتك تنكرني وإن أكدك تكدني) فكدني ما بدا لك، فإنّي أرجو أن ﻻ يضرّني كيدك فيّ، وأن ﻻ يكون عليّ أحد أضرّ منه على نفسك لانّك قد ركبت جهلك وتحرّصت على نقض عهدك ولعمري ما وفيت بشرط، ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين. قتلتهم بعد الصلح والإيمان والعهود والمواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا وقتلوا، ولم تفعل ذلك بهم إلاّ لذكرهم فضلنا، و تعظيمهم حقّنا، فقتلتهم مخافة أمر لعلّك لو لم تقتلهم متّ قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا.

                فأبشر يا معاوية بالقصاص، واستيقن بالحساب، واعلم أنّ لله تعالى كتاباً ﻻ يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلاّ أحصاها، وليس الله بناس لأخذك بالظنّة، وقتلك أولياءه على التهم ونفيك أوليائه من دورهم إلى دار الغربة وأخذك للناس ببيعة ابنك غلام حدث، يشرب الخمر ويلعب بالكلاب، ﻻ أعلمك إلاّ وقد خسّرت نفسك وتبرّت دينك وغششت رعيّتك وأخربت أمانتك وسمعت مقالة السفيه الجاهل وأخفت الورع التقيّ لأجلهم، والسلام.

                مع الراضين بقتل الحسين (عليه السلام)


                غيبة النعماني 155: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن القاسم بن محمّد بن الحسين بن حازم، عن عبيس بن هشام، عن عبد الله بن جبلة، عن عليّ بن أبي المغيرة، عن عبد الله بن شريك العامري، عن بشر بن غالب الأسدي قال: قال لي الحسين بن عليّ (عليهما السلام):
                يا بشر ما بقاء قريش إذا قدّم القائم المهديّ منهم خمسمائة رجل فضرب أعناقهم ثمّ قدّم خمسمائة فضرب أعناقهم صبراً خمسمائة فضرب أعناقهم صبراً؟

                قال: فقلت له: أصلحك الله أيبلغون ذلك؟

                فقال الحسين بن عليّ (عليهما السلام): انّ مولى القوم منهم.

                قال: فقال لي بشير بن غالب أخو بشر بن غالب: أشهد أنّ الحسين بن عليّ عدّ على أخي ستّ عدّات.

                ما يبدي يزيد


                كشف الغمة 2/210: قال (عليه السلام):
                الله يعلم ان ما يبدي يزيد لغيره *** وبأنه لم يكتسبه بغيره وبميره

                لو انصف النفس الخؤن لقصّرت من سيره *** ولكان ذلك منه ادنى شره من خيره

                ينازعني يزيد


                كشف الغمة 2/210 ـ 211: قال (عليه السلام):
                إذا استنصر المرء امرءاً ﻻ يدى له *** فناصره والخاذلون سواء

                انا ابن الذي قد تعلمون مكانه *** وليس على الحق المبين طخاء

                اليس رسول الله جدّي ووالدي *** أنا البدران خلا النجوم خفاء

                الم ينزل القرآن خلف بيوتنا *** صباحاً ومن بعد الصباح مساء

                ينازعني والله وبيني وبينه *** يزيد وليس الأمر حيث يشاء

                فيا نصحاء الله أنتم ولاته *** وأنتم على اديانه امناء

                بأي كتاب أم بأيّة سنّة *** تناولها عن أهلها البعداء

                ولكلام ريحانة المصطفى روحي فداهم بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                تعليق


                • #53
                  ذاك صاحبها


                  بحار الأنوار 32/405: عن كتاب صفين:
                  أنّه قام الحسين (عليه السلام) قعد أن خطب أبوه وأخوه تحشيداً في قتال معاوية فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله وقال:

                  يا أهل الكوفة أنتم الأحبّة الكرماء والشعار دون الدثار فجدوا في إحياء ما دثر بينكم وتسهيل ما توعّر عليكم.

                  ألا إنّ الحرب شرّها ذريع وطعمها فظيع وهي جرع مستحساة فمن أخذ لها أهبتها واستعدّ لها عدّتها ولم يألم كلومها عند حلولها فذاك صاحبها ومن عاجلها قبل أو ان فرصتها واستبصار سعيه فيها فذاك قمن أن ﻻ ينفع قومه وان يهلك نفسه نسأل الله بقوّته أن يدعمكم بالفئة ثمّ نزل.

                  المؤتمر الإسلامي في منى


                  الإحتجاج 2/ 18 ـ 19:
                  لما كان قبل موت معاوية بسنتين حجّ الحسين بن علي (عليه السلام) وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس معه، وقد جمع الحسين بن علي (عليه السلام) بني هاشم رجاله ونساءهم ومواليهم وشيعتهم من حجّ منهم ومن لم يحجّ، ومن بالأمصار ممّن يعرفونه وأهل بيته، ثم لم يدع أحداً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن أبنائهم والتابعين ومن الأنصار المعروفين بالصلاح والنسك إلاّ جمعهم، فاجتمع عليه بمنى أكثر من ألف رجل، والحسين (عليه السلام) في سرادقة عامّتهم التابعون وأبناء الصحابة، فقام الحسين (عليه السلام) فيهم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال:

                  أمّا بعد فإنّ الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم، ورأيتم وشهدتم وبلغكم، وإنّي اريد أن أسألكم عن أشياء فإن صدقت فصدّقوني، وإن كذبت فكذّبوني، اسمعوا مقالتي واكتموا قولي، ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم، من أمنتموه ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون، فإنّي أخاف أن يندرس هذا الحقّ ويذهب، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون.

                  فما ترك الحسين (عليه السلام) شيئاً أنزل الله فيهم من القرآن إلاّ قاله وفسّره، ولا شيئاً قاله الرسول (صلى الله عليه وآله) في أبيه وامّه وأهل بيته إلاّ رواه، وكلّ ذلك يقول الصحابة: اللّهمّ نعم، قد سمعناه وشهدناه، ويقول التابعون: اللّهمّ قد حدّثنا من نصدّقه ونأتمنه حتّى لم ترك شيئاً إلاّ قاله.

                  ثم قال: انشدكم بالله إلاّ رجعتم وحدّثتم به من تثقون به، ثم نزل وتفرّق الناس على ذلك.

                  خصال الملوك


                  مناقب ابن شهر آشوب 4/65: كان الحسين (عليه السلام) يقول:
                  شرّ خصال الملوك: الجبن من الأعداء، والقسوة على الضعفاء والبخل عند الإعطاء.

                  تفقّد الرأي العالم


                  كشف الغمّة 2/ 207 ـ 208:
                  قال الفرزدق: لقيني الحسين (عليه السلام) في منصرفي من الكوفة، فقال:

                  ما وراك يا أبا فراس؟

                  قلت: اصدّقك؟

                  قال (عليه السلام): الصدق اريد.

                  قلت: أمّا القلوب فمعك، وأمّا السيوف فمع بني اميّة والنصر من عند الله.

                  قال: ما أراك إلاّ صدقت، الناس عبيد المال، والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت به معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون.

                  من أهداف الشهادة


                  كامل الزيارات 108، ب 36، ح 4: حدثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن موسى، عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الحسين (عليه السلام):
                  أنا قتيل العبرة.

                  ولكلام ابن فاطمة روحي فداهم بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                  تعليق


                  • #54
                    مع والي المدينة


                    بحار الأنوار 44/ 312 و 325:
                    لمّا مات معاوية وتولّى الأمر بعده يزيد بعث عتبة بن أبي سفيان والي المدينة إلى الحسين بن علي (عليه السلام)، فقال: إنّ يزيد أمرك أن تبايع له، فقال الحسين (عليه السلام):

                    يا عتبة قد علمت أنّا أهل بيت الكرامة ومعدن الرسالة وأعلام الحق الذين أودعه الله عزّ وجل قلوبنا وأنطق به ألسنتنا، فنطقت بإذن الله عزّ وجل ولقد سمعت جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:

                    إنّ الخلافة محرّمة على ولد أبي سفيان، وكيف ابايع أهل بيت قد قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا؟

                    وروي انّ يزيد كتب إلى الوليد بن عتبة عامله على المدينة أن يأخذ البيعة له من الحسين بن علي (عليه السلام) وان أبى فليضرب عنقه.

                    فلمّا حضر (عليه السلام) التفت إلى الوليد وقال: إنّا أهل بيت النبوّة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وبنا فتح الله وبنا ختم الله ويزيد رجل فاسق شارب الخمر، قاتل النفس المحرّمة، معلن بالفسق، ومثلي ﻻ يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أيّنا أحقّ بالخلافة والبيعة، ثم خرج (عليه السلام).

                    الناس وقادتهم


                    أمالي الصدوق 131، المجلس 30، ضمن ح 1:
                    ورد على الحسين (عليه السلام) في الثعلبية رجل يقال له بشر بن غالب، فقال: يابن رسول الله أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: (يوم ندعوا كلّ اناس بإمامهم) قال:

                    إمام دعا إلى هدى فأجابوه إليه، وإمام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها، هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار، وهو قوله عزّ وجل: (فريق في الجنّة وفريق في السعير).

                    تبعات بني اميّة


                    أمالي الصدوق 131، المجلس 30، ضمن ح 1:
                    لمّا نزل الحسين (عليه السلام) وأصحابه الرهيمة فورد عليه رجل من أهل الكوفة يكنّى أبا هرم فقال: يابن النبي ماالذي أخرجك من المدينة؟ فقال:

                    ويحك يا أبا هرم شتموا عرضي فصبرت وطلبوا مالي فصبرت وطلبوا دمي فهربت وأيم الله ليقتلنّي ثم ليلبسنّهم الله ذلاً شاملاً وسيفاً قاطعاً وليسلطنّ عليهم من يذلهم.

                    الخلافة عليهم محرّمة


                    اللهوف 10:
                    لمّا أصبح الحسين (عليه السلام) ـ وذلك بعد اللّيلة التي دعي فيها للبيعة ـ خرج من منزله يستمع الأخبار فلقيه مروان (بن الحكم) فقال له: يا أبا عبد الله انّي لك ناصح، فأطعني ترشد. فقال الحسين (عليه السلام):

                    وما ذاك؟ قل حتّى أسمع. فقال مروان: انّ آمرك ببيعة يزيد بن معاوية فإنّه خير لك في دينك ودنياك. فقال الحسين (عليه السلام):

                    إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وعلى الإسلام السلام إذ قد بليت الامّة براع مثل يزيد، ولقد سمعت جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: الخلافة محرّمة على آل ابي سفيان.

                    القائد يشكو القاعدة

                    بحار الأنوار 44/327:
                    خرج الحسين (عليه السلام) من منزله ذات ليلة وأقبل إلى قبر جدّه (صلى الله عليه وآله) فقال:

                    السلام عليك يا رسول الله أنا الحسين بن فاطمة فرخك وابن فرختك، وسبطك الذي خلّفتني في امّتك، فاشهد عليهم يا نبيّ الله أنّهم قد خذلوني وضيّعوني ولم يحفظوني وهذه شكواي إليك حتّى ألقاك.

                    قال: ثمّ قام فصفّ قدميه فلم يزل راكعاً ساجداً.

                    ولكلام أخو الحسن الزكي روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                    تعليق


                    • #55
                      دأب القائد الإلهي


                      بحار الأنوار 44/ 328:
                      لمّا كانت الليلة الثانية، خرج الحسين (عليه السلام) إلى القبر أيضاً وصلّى ركعات، فلمّا فرغ من صلاته جعل يقول:

                      اللّهمّ هذا قبر نبيّك محمد، وأنا ابن بنت نبيّك، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت، اللّهمّ إنّ احبّ المعروف، وأنكر المنكر، وأنا أسألك ياذا الجلال والإكرام بحقّ القبر ومن فيه إلاّ اخترت لي ما هو لك رضي، ولرسولك رضى.

                      ثم جعل يبكي عند القبر حتّى إذا كان قريباً من الصبح وضع رأسه على القبر فاغفي، فإذا هو برسول الله قد أقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه وعن شماله وبين يديه حتّى ضمّ الحسين إلى صدره وقبّل بين عينيه وقال: حبيبي يا حسين كأنّي أراك عن قريب مرمّلاً بدمائك، مذبوحاً بأرض كرب وبلاء، من عصابة من امّتي، وأنت مع ذلك عطشان ﻻ تسقى، وظمآن ﻻ تروى، وهم مع ذلك يرجون شفاعتي، ﻻ أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة، حبيبي يا حسين إنّ أباك وامّك وأخاك قدموا عليّ وهم مشتاقون إليك، وإنّ لك في الجنان لدرجات لن تنالها إلاّ بالشهادة.

                      فجعل الحسين (عليه السلام) في منامه ينظر إلى جدّه ويقول: يا جدّاه ﻻ حاجة لي في الرجوع إلى الدنيا فخذني إليك وأدخلني معك في قبرك.

                      فقال له رسول الله: لابدّ لك من الرجوع إلى الدنيا حتّى ترزق الشهادة، وما قد كتب الله لك فيها من الثواب العظيم، فإنّك وأباك وأخاك وعمّك وعمّ أبيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة، حتّى تدخلوا الجنّة.

                      قال: فانتبه الحسين (عليه السلام) من نومه فزعاً مرعوباً فقصّ رؤياه على أهل بيته وبني عبد المطلب، فلم يكن في ذلك اليوم في مشرق ولا مغرب قوم أشدّ غمّاً من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا أكثر باك ولا باكية منهم.

                      القائد الأبيّ


                      بحار الأنوار 44/329 ـ 330:
                      لمّا أشار محمد بن الحنفية على أخيه الحسين (عليه السلام) برأيه أجابه (عليه السلام) وقال:

                      يا أخي والله لولم يكن ملجأ، ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية، فقطع محمد بن الحنفيّة الكلام وبكى، فبكى الحسين (عليه السلام) معه ساعة ثمّ قال: يا أخي جزاك الله خيراً، فقد نصحت وأشرت بالصواب، وأنا عازم على الخروج إلى مكّة، وقد تهيّأت لذلك أنا وأخوتي وبنو أخي وشيعتي، وأمرهم أمري ورأيهم رأيي، وأمّا أنت يا أخي فلا عليك أن تقيم بالمدينة، فتكون لي عيناً ﻻ تخفي عنّي شيئاً من امورهم.

                      ثمّ دعا الحسين (عليه السلام) بدواة وبياض وكتب هذه الوصيّة لأخيه محمد:

                      (بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحسين بن عليّ بن أبيطالب إلى أخيه محمّد المعروف بابن الحنفيّة أنّ الحسين يشهد أن ﻻ إله إلاّ الله وحده ﻻ شريك له وأنّ محمداّ عبده ورسوله، جاء بالحقّ من عند الحقّ، وأنّ الجنّة والنار حقّ، وأنّ الساعة آتية ﻻ ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور، وأنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في امّة جدّي (صلى الله عليه وآله) اريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن ابي طالب (عليه السلام) فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين، وهذه وصيّتي يا أخي إليك وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه انيب.

                      قال: ثم طوى الحسين (عليه السلام) الكتاب وختمه بخاتمه، ودفعه إلى أخيه محمد ثم ودّعه وخرج في جوف الليل.

                      الإمداد العسكري


                      اللّهوف 28 ـ 30: ذكر المفيد محمد بن محمد بن النعمان بإسناده إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) قال:
                      لمّا سار أبو عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام) من المدينة لقيه أفواج من الملائكة المسوّمين والمردفين في أيديهم الحراب على نجب من نجب الجنّة، فسلّموا عليه، وقالوا: يا حجّة الله على خلقه بعد جدّه وأبيه وأخيه، ان الله عزّ وجلّ أمدّ جدّك رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنا في مواطن كثيرة، وان الله امدّك بنا. فقال لهم:

                      الموعد حفرتي وبقعتي التي استشهد فيها وهي كربلاء فإذا وردتها فأتوني.

                      فقالوا: يا حجّة الله ان الله أمرنا أن نسمع لك ونطيع، فهل تخشى من عدوّ يلقاك فنكون معك؟

                      فقال: ﻻ سبيل لهم عليّ ولا يلقوني بكريهة أو أصل إلى بقعتي.

                      وأتته أفواج من مؤمني الجن فقالوا له: يا مولانا، نحن شيعتك وأنصارك فمرنا بما تشاء، فلو أمرتنا بقتل كل عدوّ لك وأنت بمكانك لكفيناك.

                      فجزاهم (الحسين) خيراً وقال لهم: أو ما قرأتم كتاب الله المنزل على جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله: (قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كُتِبَ عليهم القتل إلى مضاجعهم).

                      فإذا أقمت في مكاني فبماذا يمتحن هذا الخلق؟ وبماذا يختبرون؟ ومن ذا يكون ساكن حفرتي بكربلا؟ وقد اختارها الله تعالى لي يوم دحا الأرض، وجعلها معقلاً لشيعتنا ومحبّينا تقبل أعمالهم وصلواتهم ويجاب دعاؤهم وتسكن شيعتنا فتكون لهم أماناً في الدنيا وفي الآخرة ولكن تحضرون يوم السبت (يوم الجمعة، خ ل) وهو يوم عاشورا الذي في آخره اقتل، ولا يبقى بعدي مطلوب من أهلي ونسبي وإخواني وأهل بيتي، ويسار برأسي إلى يزيد بن معاوية.

                      فقالت الجن: نحن والله يا حبيب الله وابن حبيبه، لو ﻻ أنّ أمرك طاعة وانه ﻻ يجوز لنا مخالفتك لخالفناك وقتلنا جميع أعدائك قبل أن يصلوا إليك.

                      فقال لهم (عليه السلام): ونحن والله أقدر عليهم منكم، ولكن ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة.

                      ولكلام حجة الله روحي فداه بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                      تعليق


                      • #56
                        القائد والشهادة


                        بحار الأنوار 44/ 331 ـ 332:
                        لما عزم الحسين (عليه السلام) على الخروج من المدينة أتته ام سلمة رضي الله عنها فقالت: يا بنيّ ﻻ تحزنيّ بخروجك إلى العراق، فإنّي سمعت جدّك يقول: يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في أرض يقال لها كربلا. فقال لها:

                        يا أمّاه وأنا والله أعلم ذلك، وإنّي مقتول ﻻ محالة وليس لي من هذا بدّ وإنّي والله لأعرف اليوم الذي اقتل فيه، وأعرف من يقتلني وأعرف البقعة التي ادفن فيها، وانّي أعرف من يقتل من أهل بيتي وقرابتي وشيعتي، وإن أردت يا امّاه اريك حفرتي ومضجعي.

                        ثم أشار (عليه السلام) إلى جهة كربلا فانخفضت الأرض حتى أراها مضجعه ومدفنه وموضع عسكره، وموقفه ومشهده، فعند ذلك بكت ام سلمة بكاءً شديداً، وسلّمت أمره إلى الله.

                        فقال لها: يا اماه قد شاء الله عزّ وجلّ أن يراني مقتولاً مذبوحاً ظلماً وعدواناً، وقد شاء أن يرى حرمي ورهطي ونسائي مشرّدين وأطفالي مذبوحين مظلومين، مأسورين مقيّدين، وهم يستغيثون فلا يجدون ناصراً ولا معيناً.

                        الشهادة سعادة


                        اللّهوف 26 ـ 27 ودلائل الإمامة 74: روى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن الأعمش
                        عن الواقدي وزارة بن خلج قالا: لقينا الحسين بن علي (عليه السلام) أن يخرج إلى العراق (بثلاثة أيام) فأخبرناه ضعف الناس بالكوفة، وأنّ قلوبهم معه وسيوفهم عليه. فأومأ بيده نحو السماء ففتحت أبواب السماء ونزلت الملائكة عدداً ﻻ يحصيهم إلاّ الله تعالى، فقال (عليه السلام):

                        لولا تقارب الأشياء وحبوط الأجر لقاتلتهم بهؤلاء، ولكن أعلم يقيناً أنّ هناك مصرعي ومصرع أصحابي، ﻻ ينجو إلاّ ولدي علي (عليه السلام).

                        احباط مؤامرة


                        اللّهوف 27 ـ 28: عن محمد بن داود القمي، بالإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
                        جاء محمد بن الحنفية إلى الحسين (عليه السلام) في الليلة التي أراد (الحسين) الخروج في صبحيتها عن مكة فقال: يا أخي إنّ اهل الكوفة من قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك، وقد خفت أن يكون حالك حال من مضى، فإن رأيت أن تقيم فإنك أعزّ من في الحرم وامنعه. فقال:

                        يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت.

                        فقال له ابن الحنفيّة: فإن خفت ذلك فصر إلى اليمن أو بعض نواحي البرّ فإنك أمنع الناس به، ولا يقدر عليك أحد.

                        فقال: انظر فيما قلت.

                        فلما كان السحر، ارتحل الحسين (عليه السلام) فبلغ ذلك ابن الحنفية فأتا فأخذ زمام ناقته التي ركبها، فقال له: يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك؟

                        قال: بلى.

                        قال فما حداك على الخروج عاجلاً؟

                        فقال: أتاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ما فارقتك فقال: يا حسين اخرج فإن الله قد شاء أن يراك قتيلاً.

                        فقال له ابن الحنفية: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذه الحال؟

                        قال: فقال له: قد قال لي (صلى الله عليه وآله) إن الله قد شاء أن يراهنّ سبايا، وسلّم عليه ومضى.

                        نحو العراق


                        اللّهوف 13 ـ 14:
                        جاء عبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير إلى الحسين (عليه السلام) عند ما عزم على الخروج فأشارا عليه بالإمساك، فقال لهما:

                        ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أمرني بأمر وأنا ماض فيه.

                        قال: فخرج ابن عباس وهو يقول: واحسيناه، ثم جاء عبد الله بن عمر فأشار عليه بصلح أهل الضلال وحذره من القتل والقتال.

                        فقال له: يا أبا عبد الرحمان أما علمت ان من هوان الدنيا على الله ان رأس يحيى بن زكريّا اهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل، أما تعلم ان بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبيّاً ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأن لم يصنعوا شيئاً فلم يعجّل الله عليهم بل أمهلهم وأخذهم بعد ذلك أخذ عزيز ذي انتقام، اتّق الله يا أبا عبد الرحمان، ولا تدعنّ نصرتي.

                        ولكلام أمامنا القائد الحسين بن علي روحي فداهم بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                        تعليق


                        • #57
                          مع الفرزدق


                          إرشاد المفيد 218 ـ 219:
                          روي عن الفرزدق الشاعر انه قال: حججت بامّي في سنة ستّين، فبينا أنا أسوق بعيرها حين دخلت الحرم إذ لقيت الحسين بن علي (عليه السلام) خارجاً من مكة مع أسيافه وأتراسه فقلت: لمن هذا القطار؟ فقيل: للحسين بن علي (عليه السلام)، فأتيته وسلّمت عليه وقلت له: أعطاك الله سؤلك وأملك فيما تحب بأبي أنت وامّي يابن رسول الله ما أعجلك عن الحج؟ فقال:

                          لولا اعجّل لاخذت، ثم قال لي: من أنت؟

                          قلت: امرؤ من العرب، فلا والله ما فتشني عن أكثر من ذلك.

                          ثم قال لي: أخبرني عن الناس خلفك؟

                          فقلت: الخبير سألت قلوب الناس معك وأسيافهم عليك، والقضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء.

                          فقال: صدقت لله الأمر (من قبل ومن بعد) وكل يوم (ربّنا) هو في شأن، إن نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر، وإن حال القضاء دون الرجاء، فلم يبعد من كان الحق نيّته، والتقوى سريرته.

                          فقلت له: أجل بلغك الله ما تحب وكفاك ما تحذر، وسألته عن أشياء من نذور ومناسك فأخبرني بها، وحرّك راحلته وقال: السلام عليك، ثم افترقنا.

                          في تنعيم


                          اللّهوف 30، ومثير الأحزان 42:
                          سار الحسين (عليه السلام) نحو العراق حتى مرّ بالتنعيم، فلقي هناك عيراً تحمل هديّة قد بعث بها بحير بن ريسان الحميري عامل اليمن إلى يزيد بن معاوية، فأخذ (عليه السلام) الهدية لأنّ حكم امور المسلمين إليه، وقال لأصحاب الجمال (الإبل، خ ل):

                          من أحبّ منكم أن ينطلق معنا إلى العراق وفيناه كراه وأحسنّا معه صحبته، ومن أحبّ أن يفارقنا (من مكاننا هذا) أعطيناه كراه يقدر ما قطع من الطريق، فمضى معه قوم وامتنع آخرون.

                          أبناء الرحيل والشهادة


                          كشف الغمة 2/203 ـ 204، واللّهوف 26:
                          روي ان الحسين (عليه السلام) لما عزم على الخروج إلى العراق قام خطيباً فقال:

                          الحمد لله وما شاء الله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله وصلى الله على رسوله وسلّم، خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة وما أو لهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخيّر لي مصرع أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي يتقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا فيملأنّ منّ أكراشاً جوفاً، وأجربة سغباً ﻻ محيص عن يوم خطّ بالقلم، رضى الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا اجور الصابرين، لن تشذّ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لحمته، وهي مجموعة له في حظيرة القدس، تقرّبهم عينه، وينجز لهم وعده، من كان فينا باذلاً مهجته وموطّناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإنّي راحل مصبحاً إن شاء الله.

                          في ذات عرق


                          اللّهوف 30 ومثير الأحزان 42:
                          ثم سار الحسين (عليه السلام) حتى بلغ ذات عرق، فلقي بشر بن غالب وارداً من العراق فسأله عن أهلها؟ فقال: خلّفت القلوب معك والسيوف مع بني اميّة. فقال:

                          صدق أخوبني أسد إنّ الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.

                          في الثعلبية


                          اللّهوف 30 ـ 31:
                          قال الراوي: ثم سار الحسين (صلوات الله عليه) حتى نزل الثعلبية وقت الظهيرة فوضع رأسه فرقد ثم استيقظ فقال:

                          قد رأيت هاتفاً يقول: أنتم تسرعون، والمنايا تسرع بكم إلى الجنّة.

                          فقال له ابنه علي: يا أبه أفلسنا على الحقّ؟

                          فقال: بلى يا بنيّ والله الذي إليه مرجع العباد.

                          فقال: يا أبه إذن ﻻ نبالي بالموت.

                          فقال له الحسين (عليه السلام): جزاك الله يا بنيّ خير ما جزا ولداً عن والده، ثم بات (عليه السلام) في المواضع المذكور.

                          فلمّا أصبح إذا برجل من الكوفة يكنّى أباهرّة الأزدي، قد أتاه فسلّم عليه ثم قال: يابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما الذي أخرجك عن حرم الله وحرم جدّك رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟

                          فقال الحسين (عليه السلام): ويحك يا أبا هرّة إنّ بني اميّة أخذوا مالي فصبرت وشتموا عرضي فصبرت وطلبوا دمي فهربت، وأيم الله لتقتلني الفئة الباغية وليلبسنّهم الله ذلاّ شاملاً وسيفاً قاطعاً وليسلطنّ الله عليهم من يذلّهم حتى يكونوا أذلّ من قوم سبأ إذ ملكتهم امرأة، فحكمت في أموالهم ودمائهم.

                          ومع الحسين بن علي روحي فداهم نواصل رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                          تعليق


                          • #58
                            منطقة أجأ العسكرية


                            مثير الأحزان 39 ـ 40:
                            قال الطرمّاح بن حكم: لقيت حسيناً (عليه السلام) وقد أمترت لأهلي ميرة فقلت: اذكّرك في نفسك ﻻ يغرّنك أهل الكوفة، فوالله لئن دخلتها لتقتلنّ وإنّي لأخاف أن ﻻ تصل إليها، فإن كنت مجمعاً على الحرب فانزل أجأ فانّه جبل منيع والله ما نالنا فيه ذلّ قطّ، وعشيرتي يرون جميعاً نصرك، فهم يمنعونك ما أقمت فيهم. فقال:

                            إنّ بيني وبين القوم موعداً أكره أن اخلفهم فإن يدفع الله عنّا فقديماً ما أنعم علينا وكفى، وإن يمكن ما لابدّ منه ففوز وشهادة إن شاء الله.

                            مع ابن مطيع العدوي


                            إرشاد المفيد 220:
                            ثم أقبل الحسين (عليه السلام) من الحاجز يسير نحو الكوفة فانتهى إلى ماء من مياه العرب فإذا عليه عبد الله بن مطيع العدوي، وهو نازل به، فلمّا رأى الحسين (عليه السلام) قام إليه فقال: بأبي أنت وأمّي يابن رسول الله ما اقدمك واحتمله فأنزله. فقال له الحسين (عليه السلام):

                            كان من موت معاوية ما قد بلغك فكتب إليّ أهل العراق يدعونني إلى أنفسهم.

                            في الخزيمية


                            بحار الأنوار 44/ 372، عن مناقب ابن شهر آشوب:
                            لمّا نزل الحسين (عليه السلام) الخزيميّة أقام بها يوماً وليلة، فلمّا أصبح أقبلت إليه اخته زينب، فقالت: يا أخي ألا اخبرك بشيء سمعته البارحة؟ فقال الحسين (عليه السلام): وما ذاك؟ فقالت: خرجت في بعض الليل فسمعت هاتفاً يهتف وهو يقول:

                            ألا يا عين فاحتفلي بجهد *** ومن يبكي على الشهداء بعدي

                            على قوم تسوقهم المنايا *** بمقدار إلى إنجاز وعد

                            فقال لها الحسين (عليه السلام):

                            يا اختاه كل الذي قضى فهو كائن.

                            في منزلة زبالة


                            بحار الأنوار 44/374، عن اللّهوف والإرشاد:
                            أتى الحسين (عليه السلام) خبر مسلم في زبالة ثمّ إنّه سار قاصداً لما دعاه الله إليه فلقيه الفرزدق الشاعر فسلّم عليه وقال: يابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمّك مسلم بن عقيل وشيعته؟ قال: فاستعبر الحسين (عليه السلام) باكياً ثم قال:

                            رحم الله مسلماً فلقد صار إلى روح الله وريحانه، وجنّته ورضوانه أما انّه قد مضى ما عليه، وبقي ما علينا، ثمّ أنشأ يقول:

                            فإن تكن الدنيا تعدّ نفيسة *** فإنّ ثواب الله أعلى وأنبل

                            وإن تكن االأبدان للموت انشأت *** فقتل امرء بالسيف في الله أفضل

                            وإن تكن الأرزاق قسماً مقدّراً *** فقلّة حرص المرء في السعي أجمل

                            وإن تكن الأموال للترك جمعها *** فما بال متروك به المرء يبخل

                            ثم قال: اللّهمّ اجعل لنا ولشيعتنا منزلاً كريماً، واجمع بيننا وبينهم في مستقرّ من رحمتك، انّك على كل شيء قدير.

                            ثم أخرج للناس كتاباً فقرأ عليهم فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، أمّا بعد فإنّه قد أتانا خبر فظيع: قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر، وقد خذلنا شيعتنا فمن أحبّ منكم الإنصراف فلينصرف، في غير حرج، ليس عليه ذمام.

                            فتفرّق الناس عنه، وأخذوا يميناً وشمالاً حتى بقي في أصحابه الذين جاؤا معه من المدينة، ونفر يسير ممّن انضمّوا إليه.

                            ومع سيد الشهداء روحي فداه نتابع رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                            تعليق


                            • #59
                              في بطن العقبة

                              إرشاد المفيد 223:
                              بات الحسين (عليه السلام) وأصحابه في منزل زبالة فلما كان السحر أمر أصحابه: فاستقواماء وأكثروا، ثم ساروا حتى مرّ ببطن العقبة، فنزل عليها، فلقيه شيخ من بني عكرمة يقال له: عمرو بن لوذان فسأله: أين تريد؟ فقال له الحسين (عليه السلام): الكوفة. فقال الشيخ: انشدك لمّا انصرفت، فوالله ما تقدم إلاّ على الأسنّة وحدّ السيوف، وإنّ هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤنة القتل ووطّأوا لك الأشياء فقدمت عليهم، كان ذلك رأياً، فأمّا على هذه الحال التي تذكر فإنّي ﻻ أرى لك أن تفعل. فقال له:

                              يا عبد الله ليس يخفى عليّ الرأي ولكنّ الله تعالى ﻻ يغلب على أمره.

                              ثم قال (عليه السلام): والله ﻻ يدعونني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا سلّط الله عليهم من يذلّهم، حتى يكونوا أذلّ فرق الامم.

                              في شراف وذي حسم


                              إرشاد المفيد 223 ـ 224:
                              ثم سار الحسين (عليه السلام) من بطن العقبة حتى نزل شراف، فلما كان السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا ثم سار منها حتى انتصف النهار فبينا هو يسير إذ كبّر رجل من أصحابه، فقال له الحسين (عليه السلام):

                              الله أكبر، لِمَ كبّرت؟

                              قال: رأيت النخل.

                              فقال له جماعة من أصحابه: والله إنّ هذا المكان ما رأينا فيه نخلة قطّ.

                              فقال له الحسين (عليه السلام): فما ترونه؟

                              قالوا: نراه والله آذان الخيل.

                              قال: أنا والله أرى ذلك.

                              ثم قال (عليه السلام): ما لنا ملجأ نلجأ إليه فنجعله في ظهرنا ونستقبل القوم بوجه واحد؟

                              فقلنا له: بلى هذا ذو حسم إلى جنبك، تميل إليه عن يسارك فإن سبقت إليه فهو كما تريد، فأخذ إليه ذات اليسار وملنا معه، فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادي الخيل فتبيّناها وعدلنا فلمّا رأونا عدلنا عن الطريق عدلوا إلينا كأنّ أسنّتهم اليعاسيب وكأنّ راياتهم أجنحة الطير، فاستبقنا إلى ذي حسم فسبقناهم إليه، وأمر الحسين (عليه السلام) بأبنيته فضربت خيمة، وجاء القوم زهاء ألف فارس، مع الحرّ بن يزيد التميمي حتى وقف هو وخيله مقابل الحسين (عليه السلام) في حرّ الظهيرة، والحسين (عليه السلام) وأصحابه معتمّون مقلّدون أسيافهم.

                              فقال الحسين (عليه السلام) لفتيانه: اسقوا القوم وارووهم من الماء ورشّفوا الخيل ترشيفاً، ففعلوا وأقبلوا يملأون القصاع والطساس من الماء ثم يدنونها من الفرس فإذا عبّ فيها ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً عزلت عنه، وسقوا آخر، حتى سقوها كلها.

                              فقال علي بن الطعان المحاربي: كنت مع الحر يومئذ، فجئت في آخر من جاء من أصحابه، فلمّا رأى الحسين (عليه السلام) ما بي وفرسي من العطش قال: أنخ الراوية، والراوية عندي السقاء.

                              ثم قال: يابن الأخ أنخ الجمل، فأنخته.

                              فقال: اشرب، فجعلت كلّها شربت سال الماء من السقاء.

                              فقال الحسين (عليه السلام): اخنث السقاء أي اعطفه فلم أدر كيف أفعل فقام خنثه فشربت وسقيت فرسي.

                              مع الحرّ الرياحي


                              إرشاد المفيد 224:
                              كان مجيء الحرّ بن يزيد من القادسية، وكان عبيد الله بن زياد بعث الحصين بن نمير وأمره أن ينزل القادسية، وتقدم الحرّبين يديه في ألف فارس يستقبل بهم حسيناً، فلم يزل الحر موافقاً للحسين (عليه السلام) حتى حضرت صلاة الظهر فأمر الحسين (عليه السلام) الحجاج بن مسروق أن يؤذّن، فلمّا حضرت الإقامة، خرج الحسين (عليه السلام) في إزار ورداء ونعلين فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

                              أيّها الناس إنّي لم آتكم حتى أتتني كتبكم، وقدمت عليّ رسلكم أن: اقدم علينا فإنّه ليس لنا إمام لعلّ الله أن يجمعنا بك على الهدى والحقّ.

                              فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم، فاعطوني ما اطمئنّ إليه من عهودكم ومواثيقكم وإن لم تفعلوا وكنتم لقدومي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي جئت منه إليكم.

                              فسكتوا عنه ولم يتكلّم أحد منهم بكلمة، فقال للمؤذّن: أقم، فأقام الصلاة، فقال للحرّ: أتريد أن تصلّي بأصحابك؟

                              قال: ﻻ، بل تصلّ أنت و نصلّ بصلاتك.

                              فصلّى بهم الحسين (عليه السلام) ثم دخل فاجتمع إليه أصحابه، وأنصرف الحر إلى مكانه الذي كان فيه، فدخل خيمة قد ضربت له، واجتمع إليه جماعة من أصحابه وعاد الباقون إلى صفّهم الذي كانوا فيه فأعادوه ثم أخذ كل رجل منهم بعنان دابّته وجلس في ظلّها.

                              الأولى بالقيادة


                              إرشاد المفيد 224 ـ 225:
                              فلمّا كان وقت العصر أمر الحسين بن علي (عليه السلام) أن يتهيّأوا للرّحيل ففعلوا ثم أمر مناديه فنادى بالعصر وأقام فاستقدم الحسين (عليه السلام) وقام فصلّى (بالقوم) ثم سلّم وانصرف إليهم بوجهه فحمد الله وأثنى عليه وقال:

                              أما بعد: أيّها الناس فإنّكم إن تتّقوا الله وتعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله عنكم، ونحن أهل بيت محمد وأولى بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم، والسائرين فيكم بالجور والعدوان وإن أبيتم إلاّ الكراهية لنا والجهل بحقّنا وكان رأيكم الآن غير ما أتتني به كتبكم وقدمت به عليّ رسلكم انصرفت عنكم.

                              فقال له الحرّ: أنا والله ما أدري ما هذه الكتب والرسل التي تذكر!

                              فقال الحسين (عليه السلام) لبعض أصحابه: يا عقبة بن سمعان اخرج الخرجين اللّذين فيهما كتبهم إليّ فأخرج خرجين مملوءين صحفاً فنثرت بين يديه.

                              فقال له الحرّ: إنّا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك، وقد امرنا إذا نحن لقيناك ألاّ نفارقك حتى نقدمك الكوفة على عبيد الله.

                              فقال له الحسين (عليه السلام): الموت أدنى إليك من ذلك.

                              ثم قال لأصحابه: قوموا فاركبوا، فركبوا وانتظروا حتى ركب نساؤهم، فقال لأصحابه: انصرفوا، فلمّا ذهبوا لينصرفوا، حال القوم بينهم وبين الإنصراف.

                              فقال الحسين (عليه السلام) للحرّ: ثكلتك امك ما تريد؟

                              فقال له الحر: أما لو غيرك من العرب يقولها لي وهو على مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر امّه بالثكل كائناً من كان، ولكن والله مالي إلى ذكر امّك من سبيل إلاّ بأحسن ما نقدر عليه.

                              فقال له الحسين (عليه السلام): ما تريد؟

                              قال: اريد أن أنطلق بك إلى الأمير عبيد الله.

                              فقال: إذاً والله ﻻ أتّبعك.

                              قال: إذاً والله ﻻ أدعك، فترادّا القول ثلاث مرّات فلمّا كثر الكلام بينهما قال له الحرّ: انّي لم اومر بقتالك إنّما امرت أن ﻻ افارقك حتى اقدمك الكوفة فإذا أبيت فخذ طريقاً ﻻ يدخلك الكوفة ولا تردّك إلى المدينة تكون بيني وبينك نصفاً حتى أكتب إلى الأمير عبيد الله فلعلّ الله أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن أبتلي بشيء من أمرك فخذ ههنا.

                              ومع خامس أصحاب الكساء روحي فداهم نواصل رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                              تعليق


                              • #60
                                الحياة عقيدة وجهاد


                                إرشاد المفيد 225
                                سار الحسين (عليه السلام) وسار الحرّ في أصحابه يسايره، وهو يقول له: يا حسين انّي اذكّرك الله في نفسك فإنّي أشهد لئن قاتلت لتقتلنّ، فقال له الحسين (عليه السلام):

                                أفبالموت تخوّفني؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني وسأقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه وهو يريد نصرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخوّفه ابن عمّه وقال: أين تذهب فإنّك مقتول، فقال:

                                سأمضي وما بالموت عار على الفتى *** إذا ما نوى حقّاً وجاهد مسلماً

                                وواسى الرجال الصالحين بنفسه *** وفارق مثبوراً وخالف مجرماً

                                فإن عشت لم أندم وإن مت لم الم *** كفى بك ذلاّ أن تعيش وترغما

                                ثم أقبل الحسين (عليه السلام) على أصحابه وقال: هل فيكم أحد يعرف الطريق على غير الجادّة؟

                                فقال الطرمّاح: نعم يابن رسول الله أنا أخبر الطريق.

                                فقال الحسين (عليه السلام): سر بين أيدينا فسار الطرمّاح واتّبعه الحسين (عليه السلام) وأصحابه وجعل الطرمّاح يرتجز ويقول:

                                يا ناقتي ﻻ تذعري من رجري *** وامضي بنا قبل طلوع الفجر

                                بخير فتيان وخير سفر *** آل رسول الله آل الفخر

                                السادة البيض الوجوه الزهر *** الطاعنين بالرماح السمر

                                الضاربين بالسيوف البتر *** حتى تحلّى بكريم الفخر

                                الماجد الجدّ رحيب الصدر *** أثابه الله لخير أمر

                                عمّره الله بقاء الدهر

                                يا مالك النفع معاً والنصر *** أيّد حسيناً سيّدي بالنصر

                                على الطغاة من بقايا الكفر *** على اللّعينين سليلي صخر

                                يزيد ﻻ زال حليف الخمر *** وابن زياد عهر بن العهر

                                في قصر بني مقاتل


                                إرشاد المفيد 226:
                                أخذ الحرّ يسير بأصحابه ناحية والحسين (عليه السلام) في ناحية اخرى، حتى انتهوا إلى عذيب الهجانات ثم مضى الحسين (عليه السلام) حتى انتهى إلى قصر بني مقاتل فنزل به فإذا هو بفسطاط مضروب، فقال:

                                لمن هذا؟

                                فقيل: لعبيد الله بن الحرّ الجعفي.

                                قال: ادعوه إليّ، فلما أتاه الرسول قال له: هذا الحسين بن علي (عليه السلام) يدعوك.

                                فقال عبيد الله: إنّا لله وإنّا إليه راجعون والله ما خرجت من الكوفة إلاّ كراهية أن يدخلها الحسين وأنا بها، والله ما اريد أن أراه ولا يراني.

                                فأتاه الرسول فأخبره، فقام إليه الحسين (عليه السلام) فجاء حتى دخل عليه وسلّم وجلس ثم دعاه إلى الخروج معه، فأعاد عليه عبيد الله بن الحرّ تلك المقالة واستقاله ممّا دعاه إليه.

                                فقال له الحسين (عليه السلام): فإن لم تكن تنصرنا فاتّق (الله) أن تكون ممّن يقاتلنا، فو الله ﻻ يسمع واعيتنا أحد ثم ﻻ ينصرنا إلاّ هلك.

                                فقال له: أمّا هذا فلا يكون أبداً إن شاء الله تعالى.

                                ثم قام الحسين (عليه السلام) من عنده حتى دخل رحله، ولمّا كان في آخر اللّيل أمر فتيانه بالإستقاء من الماء، ثم أمر بالرحيل فارتحل من قصر بني مقاتل.

                                خفقة على الأعتاب


                                إرشاد المفيد 226:
                                قال عقبة بن سمعان: فسرنا من قصر بني مقاتل مع الحسين (عليه السلام) ساعة، فخفق (عليه السلام) وهو على ظهر فرسه خفقة ثم انتبه وهو يقول:

                                إنا لله وإنّا إليه راجعون، والحمد لله ربّ العالمين، ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثة فأقبل إليه ابنه عليّ بن الحسين (عليه السلام)، فقال: ممّ حمدت الله واسترجعت؟

                                فقال: يا بنيّ انّي خفقت خفقة فعنّ لي فارس على فرس وهو يقول: القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم، فعلمت أنّها أنفسنا نعمت إلينا.

                                فقال له: يا أبة ﻻ اراك الله سوءاً، ألسنا على الحقّ؟

                                قال: بلى والّذي إليه مرجع العباد.

                                قال: فإنّنا إذاً ﻻ نبالي أن نموت محقّين.

                                فقال له الحسين (عليه السلام): جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداّ عن والده.

                                على مشارف نينوى


                                بحار الأنوار 44/380 ـ 381، عن إرشاد المفيد واللّهوف:
                                لمّا أصبح الحسين (عليه السلام) وهو مع أصحابه في طريقه بعد قصر بني مقاتل نزل وصلّى بهم الغداة ثمّ عجّل الركوب وأخذ يساير بأصحابه يريد أن يفرّقهم فيأتيه الحر بن يزيد فيردّه وأصحابه، فجعل إذا ردّهم نحو الكوفة ردّاً شديداً امتنعوا عليه، فارتفعوا، فلم يزالوا يتسايرون كذلك حتّى انتهوا إلى نينوى... فأخذهم الحر بالنزول في ذلك المكان على غير ماء ولا في قرية، فقال له الحسين (عليه السلام):

                                دعنا ويحك ننزل هذه القرية أو هذه، يعني نينوى والغاضرية أو هذه يعني شفيّة، فأبى عليه الحر ذلك.

                                فقال زهير بن القين للحسين (عليه السلام): إنّي والله ﻻ أرى أن يكون بعد الذي ترون إلاّ أشدّ ممّا ترون، يابن رسول الله إنّ قتال هؤلاء القوم الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم، فلعمري ليأتينا من بعدهم ما ﻻ قبل لنا به.

                                فقال الحسين (عليه السلام): ما كنت لأبدءهم بالقتال، ثم نزل.

                                قال الراوي: فقام الحسين (عليه السلام) خطيباً في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه وذكر جدّه فصلّى عليه، ثم قال:

                                إنّه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت وأدبر معروفها واستمرّت حذاء ولم يبق منها إلاّ صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون إلى الحق ﻻ يعمل به، وإلى الباطل ﻻ يتناهى، عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربّه محقّاً فإنّي ﻻ أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برماً.

                                على أرض كربلاء


                                بحار الأنوار 44/383، عن مناقب ابن شهر آشوب:
                                ثم رجل الحسين (عليه السلام) من موضعه حتى نزل في يوم الأربعاء أو يوم الخميس بكربلاء وذلك في الثاني من المحرم سنة إحدى وستّين ثم اقبل على أصحابه، فقال:

                                الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون.

                                ثم قال: أهذه كربلاء؟

                                فقالوا: نعم يابن رسول الله.

                                فقال: هذا موضع كرب وبلاء، ههنا مناخ ركابنا ومحطّ رحالنا ومقتل رجالنا ومسفك دمائنا.

                                قال: فنزل القوم وأقبل الحرّ حتى نزل حذاء الحسين (عليه السلام) في ألف فارس ثم كتب إلى ابن زياد يخبره بنزول الحسين (عليه السلام) بكربلاء.

                                وكتب ابن زياد لعنه الله إلى الحسين صلوات الله عليه: أما بعد يا حسين فقد بلغني نزولك بكربلاء، وقد كتب إليّ أمير المؤمنين يزيد أن ﻻ أتوسّد الوثير، ولا أشبع من الخمير أو اُلحقك، باللّطيف الخبير، أوترجع إلى حكمي وحكم يزيد بن معاوية والسلام.

                                فلما ورد كتابه على الحسين (عليه السلام) وقرأه رماه من يده، ثم قال: ﻻ أفلح قوم اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق.

                                فقال له الرسول: جواب الكتاب أبا عبد الله؟

                                فقال: ماله عندي جواب لأنّه قد حقّت عليه كلمة العذاب.

                                ومع ابن رسول الله روحي فداهم نتابع رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
                                ردود 119
                                18,094 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                                استجابة 1
                                102 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                                استجابة 1
                                72 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                                ردود 2
                                156 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-06-2022, 06:45 AM
                                استجابة 1
                                111 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X