تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
" إنهزامٌ في النفس وضياع في الهدف "
إن من أخطر الأمراض التي يعاني منها الشباب المسلم والرسالي منهم بالخصوص ولكنهم لا يخرجونها للخارج ويتفاعلون بجدية من أجل حلها هي الجهل الكبير الذي من خلاله يحددون الهدف في مسيرتهم الحياتية .. فنلاحظ الكثير من الشباب لا يجدون الحل الصحيح للسؤال الآتي , ما هو الهدف المرسوم الذي لابد لي من السير إليه ومن أجله ؟ والسؤال الآخر ,, من هو الذي يحدد لي هذا الهدف ؟ وثالثاُ طريقة تحديد الهدف وتحقيقه ؟
أسئلة كبيرة وخطيرة ومهمة وهنا لابد من إيضاح نقطة مهمة خارجة عن أصل الموضوع ولكنها مرتبطة به : وهي : إننا نهتم بالكثير من الثقافات الدينية وأهمها الثقافة الفقهية والعقائدية والأخلاقية السطحية والأخلاقية العميقة ( لحد ما ) ولكننا نسينا أن الإسلام هو طب النفوس أولاُ وبعد ذلك للأبدان .
ولذلك فإن الثقافة النفسية في الإسلام والثقافة الاجتماعية لم نهتم بها كثيراً , وصحيح ان علم الأخلاق له ارتباط بذلك ولكن يحتاج لأساليب متعددة غير الأساليب المطروحة لصياغة كيف يتعامل علم الأخلاق مع النفس الإنسانية ( طبعاً لا أنكر أن هنالك الكثير من العلماء الذين تميزوا في هذا الجانب ولكن للأسف قليل منهم يتحدث مع ارتباط بعلم النفس وعلم الاجتماع الإسلامي المعاصر , وقليل من الكٌتاب الذين أصبحوا الآن في الطليعة الذين يكتبون بطريقة عصرية مثل الدكتور القائمي والدكتور البستاني وغيرهم ,, "
وهنا حديثنا إننا لابد أن نهتم بالثقافة النفسية الاجتماعية في الإسلام لا في غيره , واعتقد بأن الإسلام غني في ذلك .
نرجع للحديث ( وطبعاً أنا اطرح الموضوع للنقاش لأني لا أمتلك الحل وإنما أطلبه " إجابة على السؤال المهم كيف أحدد هدفي في الحياة .
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول " رحم الله إمرءاً عرف من أين وفي أين وإلى أين "
الجواب طبعاً أريده من الإسلام , والإسلام حدد الهدف ولكن من يحمل الإسلام هو المطلوب منه أن يوضحه , ونحن نؤمن بأن الذين يمثلون الإسلام هم الأنبياء والأئمة عليهم السلام , أما غيرهم فنقول عنهم يحملون فكراً إسلامياً وليس الإسلام .
وطبعاً من يحدد الهدف ؟ هذا السؤال يجيب عنه القرآن بأن الله عزوجل أكمل الدين , وطبعاً عندما أكمل الدين يعني أكمل القواعد الرئيسية التي يبني عليها الدين , وجاء الأئمة عليهم السلام وحددوا التفاصيل بعد النبي صلى الله عليه وآله ( وهذا رداً على من يقول بأن الإسلام جاء مكتملاً بتفاصيله على يد النبي صلى الله عليه وآله ,, إذا إخواني شبابنا وشاباتنا يعانون من تحديد الهدف وعدم وضوحه , فأين يريد لهم الإسلام أن يصلوا وهذا موضوع خطير لأنه تنبني عليه الشخصية الإسلامية كلها ,و وهذه إشارات طرحتها وأريد منها المشاركة والحل من قبل المختصين , ونريد الأساليب العملية وليس النظرية التنظيرية ,.
وأرجو المعذرة على أي تقصير ولكم مني خالص الدعاء
تعليق