
بعض الأفكار والموضوعات التي يلزم للشباب والفتيات فهمها قبل الزواج:
1- يلزم قبل الزواج فهم التشابه الكبير بين الرجال والنساء وكيف أن هرمونا واحدا يوجد في الجنين يجعله يتخلق ذكرا وكيف أن غياب تأثير هذا الهرمون يعطينا أنثى ..... إن إدراك أن أي رجل كان يمكن أن يولد أنثى والعكس بفعل هرمون واحد يصنع الفرق في الشكل والطباع والتكوين التشريحي بين النساء والرجال أي إن المرأة إنسان كما أن الرجل إنسان وإن النساء شقائق الرجال .. إن إدراك ذلك يحمي من مشاعر استعلاء جنس على آخر.
2- لكن لابد من فهم الفروق النفسية والبدنية بين الجنسين وكيف أنه "وليس الذكر كالأنثى" وهذا الفهم للفروق التي ظهرت كتابات حديثة رائعة عنها في السنين العشرة الماضية يقلل من سوء الفهم بين الزوجين ويجعل كلا منهما يقبل اختلاف الثاني عنه في الطباع ويحترم هذا الاختلاف لأنه هو الذي يجعل الزوجين مكملين لبعضهما بعضا لا مكررين لبعضهما بعضا وبالتالي يكون ارتباطا وحبا وإضافة إلى كل منهما ما ينقصه من طباع وصفات فيتكون منهما أسرة تجمع محاسن الرجولة ومحاسن الأنوثة وينعم كل منهما بما ينقصه من خلال صاحبه.
3- الفهم العميق لأهمية الاختلاف في الخلق والطباع وأدوار الحياة لإلغاء أي مشاعر منافسة بينهما شعورية كانت أو لا شعورية مما يسمح بتكوين أقوى وأدوم علاقة حب بين اثنين من البشر وغياب العداوة بينهما لتحل محلها الرحمة والمودة وتكون بذلك العلاقة فيما بينهما علاقة مودة وحب ورحمة.
4- الفهم النفسي لأسباب الانجذاب بين الرجال والنساء، ما الذي يعجب الرجل في المرأة ويجعلها تحبه، مع فهم العوامل المطلوبة نجاح الزواج إذ قد يقع شاب في حب فتاة لأنها جميلة ومطيعة وحيية رغم أنها متأخرة في دراستها وقد رسبت أكثر من مرة بينما هو فائق الذكاء والأول على مدرسته أو جامعته، وحبه لها سيدفعه إلى الزواج بها دون التفكير بعواقب الزواج بين شاب فائق الذكاء ومستمر في التقدم في الدراسة والتخصص وبين فتاة عادية الذكاء قليلة الثقافة ومع السنين ستقل ثقافتها أكثر وتتوسع الهوة بينهما.
5- فهم الفرق بين الحب الرومانسي القائم على الإعجاب واعتقاد الكمال في المحبوب ورؤيته كائنا مثاليا لاعيب فيه حيث يرى فيها الشاب فتاة أحلامه ويرى فيها كل الصفات التي يحلم بها في زوجته بينما ليس فيها من هذه الصفات إلا بعضها، وكذلك هي ترى فيه فارس أحلامها وأن فيه كل الصفات التي تبحث عنها في زوج المستقبل بينما الواقع أقل بكثير من الوهم الذي يقع فيه المحبون الرومانسيون فيقصرون سعادتهم في العيش مع هذا المحبوب والارتباط به، لكن الوهم ما يلبث أن يزول بعد الزواج بشهور قليلة وتعود عوامل كثيرة أخرى لتحدد مصير هذا الزواج، هل سيتحول العشق إلى حب وصداقة ومودة ورحمة وتفاهم وحياة زوجية سعيدة ومديدة أم ستكون العيوب التي كان العاشق لا يراها في محبوبه أقوى من عناصر الانجذاب والمودة وسينتهي الزواج بالطلاق عند أول أزمة كبيرة يمر بها. إن فهم أن " حبك الشيء يعمي ويصم " كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وأن الحب لا يصنع المعجزات إلا في الأفلام العربية القديمة التي تنتهي يوم الزفاف ويبقى مصير هذا الزواج مجهولا للمشاهد، إن فهم هذا سيجعل الشاب والفتاة أقدر على إشراك العقل مع القلب في عملية اختيار الزوج والزوجة وبالتالي ستكون فرص النجاح لهذا الزواج أكبر .
6- فهم أن قوامة الزوج على زوجته متمشية مع فطرة الاثنين وأن مقاومة المرأة لذلك تجعل الزواج يمر في السنتين الأوليين بصراع على السلطة. وقد أثبتت الدراسات في المجتمع الأمريكي رغم أنهم لا يؤمنون أن الرجال قوامون على النساء أن الصراع على السلطة بين الزوجين ينحسم في النهاية لصالح الرجل بنسبة 98% من الحالات وتكون السيطرة والسطلة للزوجة في 2% من الحالة، لكن الصراع على السلطة يسيء جدا إلى الحب بين الزوجين ويقتل الرومانسية بسرعة وخاصة من ناحية الرجل لأن المرأة التي يحبها الرجل ويسعد بصحبتها هي التي إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته في ماله وعرضه.
7- تفهم الفتاة أن وصية الأعرابية لابنتها عندما قالت لها :كوني له أمة يكن لك عبدا هي وصية صحيحة وهذا ما بينته الدراسات والكتابات الحديثة عن الحياة الزوجية حيث بينت باختصار ان الرجل لا يحب أن يلبي لزوجته الأوامر لكن إن هي أطاعت أوامره فإنه يلبي رغباتها كلها مهما كلفه ذلك من مال وجهد وبالتالي إن شعر أنها له أمة كان لها عبدا يلبي رغباتها دون أن يشعر بغضاضة الإنصياع للأوامر.
8- فهم اختلاف الرجل عن المرأة في طريقة الحب حيث المرأة مفطورة على الإفراد والعمق في الحب وليس هنالك امرأة تستطيع أن تجمع في قلبها الحب لرجلين في وقت واحد بينما حب الرجال مفطور على التعدد والتوسط في عمق المحبة للنساء إذ يمكنه حب الثانية دون أن ينقص حبه للأولى لذا ليس الزواج بالثانية دليلا على الكراهية للأولى أو وجود عيوب ونقص فيها.
9- فهم الاختلاف بين الجنسين في الحب يساعد على فهم عوامل الوقوع في الخيانة الزوجية لدى النساء والرجال .. مما يساعد الزوج على الثقة بزوجته أكثر على أساس علمي ويساعد المرأة على المحافظة على زوجها لنفسها بنسبة عالية من النجاح .
10- ويلحق بذلك الفهم النفسي للغيرة عند الرجل والمرأة ولأثر غيرة الرجال على المرأة حيث تراها دليل حب ما لم تصل إلى حد الشك وأثر غيرة المرأة على الرجل في علاقته بها حيث يراها اهتماما به مالم تصل إلى الضعف وعدم القدرة على الصمود امام إغراء الأخريات وشعوره بتحكم زوجته به .. الأمر الذي ينفر منه وهو المفطور منذ طفولته على الاستقلالية.
11- فهم المرأة لأهمية مراعاة استقلالية الزوج وتدعيمها لثقته بنفسه من خلال الامتناع التام عن وعظه أو محاولة قيادته إلى أفعال معينة مهما كانت رائعة حتى لو كانت الصلاة وكذلك كراهيته الشديدة للانتقاد له ولتصرفاته يأتيه من زوجته.
12- إدراك المرأة أن تقديرها لما يقدمه الزوج ورضاها وإشعارها له أنه ناحج في إسعادها " عرفان بحقه " يجعل الرجل يبذل المزيد بحماس أما إشعاره أنه مقصر في حقها أو حق الأطفال ومطالبته بالمزيد من هذا المنطلق يقتل الرغبة لديه في أن يقدم ويجعله يرى زوجته مصدر إحباط كبير له في الحياة.
13- فهم المشكلات التي تعكر صفو الحياة الجنسية للزوجين ومعرفة أن الطب النفسي مع فروع الطب الأخرى قادر على علاجها، وذلك ينقذ كثير من الأسر من التفكك.
14- فهم أن أثر الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب كثيرة الانتشار في الحياة الزوجية وكيف تعيق السعادة الزوجية وكيف أنها قابلة للعلاج وكيف تم إنقاذ أسر كثيرة من الطلاق بمجرد علاج القلق النفسي عند الزوج أو الاكتئاب عند الزوجة مثلا.
15- إدراك أن أهله أو أهلها إن تدخلوا في مشكلاتهما الزوجية فسيتدخلون بانحياز ويزيد تدخلهما المشكلات شدة وتعقيدا ، وأن اللجوء إلى مستشار نفسي محايد أفضل كثيرا كما أن حفظ أسرار الأسرة يجعل أهله وأهلها ينظرون إليهما باحترام أكبر.
16- فهم الزوجين لحقوقهما وواجباتهما كما شرعها الله فالزوج الذي يظن أن خدمة زوجته له وللأطفال والبيت أوجب عليها يجعلها يجد من حقه تتبع أخطائها أو نقاط التقصير مما يجعلها تشعر أن جهدها ضائع معه ويصيبها بالكآبة والإحباط وفقد الحماس، بينما الرجل الذي يعرف أن عمل المرأة في بيت زوجها تطوع مها وبمثابة هديه منها له وحتى إرضاعها لطفلها دون أجر إنما هي هدية منها له وأنه هو المكلف بغذاء أطفاله، كل ذلك يجعل التعبير بالشكر والامتنان لها من صميم قلبه ويجعل لسانه ينطلق بالشكر والدعاء لها ويزيد من محبتها في قلبه وكان ذلك يجعلها تبذل من الجهد أكثر وهي سعيدة راضية.
17- أن يفهم الزوجان قبل الزواج فن حل النزاعات لأن النزاعات لابد من حدوثها بين الزوجين، ولكن عدم امتلاك المعرفة والمهارة لحل هذه النزاعات يسبب طلاق الكثيرين دون داع

تعليق