إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

زيارة اشرف قاضي ممثل الامين العام للامم المتحدة لسماحة الشيخ محمد اليعقوبي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زيارة اشرف قاضي ممثل الامين العام للامم المتحدة لسماحة الشيخ محمد اليعقوبي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأربعاء 20/ربيع الأول:استقبل سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) السيد اشرف قاضي رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق وعدداً من معاونيه ضمن زيارتهم لعدد من المرجعيات الدينية في النجف الأشرف وبعد أن قدم السيد قاضي نبذة مختصرة عن دور بعثة الأمم الامم المتحدة في العراق وتاريخها ونشاطها ونقل تحيات الأمين العام كوفي عنان، تحدث سماحة الشيخ (دام ظله) قائلا: إنكم تابعتم الحالة العراقية ووجدتم بالتأكيد موقفاً موحدا من قبل المرجعيات الدينية لأن هدفها واحد وهو خدمة الإنسان وبنائه بناءً صالحاً وتوفير أسباب السعادة والسلام له لذا فأني سوف لن أكرر ما سمعتموه من المرجعيات التي قمتم بزيارتها 0 أن دور الأمم المتحدة حيوي وضروري ونحن طالبنا من أول يوم بعد سقوط النظام الوحشي بأن يكون لها دور حاسم لكن الولايات المتحدة يبدو انها كانت تظن أنها قادرة على أن تدير العملية بمفردها فلذلك لم تصغ كثيرة لهذه الدعوات أو لم تعطِ لها الفرصه المناسبة لدعم وجود تمثيل لها في العراق من خلال رئيس بعثتها البرازيلي دوميللو الذي قتل بعملية تفجيرية في أب/2003 لكن هذا الوجود لم يكن فاعلاً وبعد أن أرتكب الأمريكيون سلسلة من الاخطاء او الاخفاقات اذعنوا بالحاجة للجهد الدولي في هذا القضية لكننا نعلم ان الامم المتحدو وكل المنظمات الدولية والاقليمية ليست قادرة لوحدها على حل القضايا ومعالجة المشاكل اذا لم تكن هناك ارادة جدية للحل لدى الاطراف المعنيه بالقضية والواقع يشهد بذلك فالحرب الاهلية اللبنانية استمرت خمسة عشر عاماًولم ينفع في حلها أي تدخل لأن كل طرف كان يريد فرض ارادته على الاخر ولكن لما اقتنعوا بالجلوس الى طاولة الحوار اجتمعوا في الطائف واوقفوا الحرب وكذا الحرب الداخلية في الجزائر والتي استمرت عشر سنين وكلفت الجزائر حوالي مئه وخمسين الف قتيل 0 والذي نأمله ان لاتطول الفترة حتى يقتنع الفرقاء العراقيون بضرورة الحوار ونبذ العنف والاستعمال غير الشرعي للسلاح لان كل يوم اضافي في عمر الفتنه يعني المزيد من الضحايا والتخلف والخراب وتعطيل الحياة 0لذا فأني اعتقد ان دوركم ليس في تقديم المساعدات الانسانيه ونحوها من الاعمال الميدانيه لان لكم دوراً أهم من هذا أنه عمل فكري وثقافي بأقناع الفرقاء بثقافة الحوار والتسامح والمصالح المشتركة وتوزيع الأستحقاقات ولامعنى لحمل السلاح مع أمكانية تحقيق المطالب بالحوار0 وأني متابع لأدئكم شخصياً واثمن فيكم الكثير من المواقف الايجابيه التي تتميز بالموضعية والانصاف والحيادية التي هي كفيله بأعطائكم ثقه لدى جميع الاطراف مما يجعلكم جهة صالحه لادارة هذا الحوار في حين نجد اطراف عديده متدخله في الساحة العراقية الا أنها لاتحظى بقبول جميع الجهات المعنية وهذا يثير الفخر والاعتزاز بشخصكم الا انه في نفس الوقت تحملكم مسؤولية أضافية لتقوموا بهذا الدور الكبير لاشك انكم تابعتم أداء المرجعية الدينية التي هي الجهه الرئيسية التي تنصاع لها الناس وتطيعها تعاملت بحكمةً كبيرة وبضبط نفس عالٍ فبعد سقوط صدام شعر اهل السنه بالقلق وتركوا منازلهم وعطلوا مساجدهم ظناً منهم ان الشيعة ستنتقم منهم جراء الظلم والاضطهاد الذي لحق بهم من الانظمة المستبده المتعاقبة خصوصاً نظام صدام لكننا أفهمناهم من اليوم الاول انناوانتم اخوه على دين واحد وابناء وطن واحد ولا نشعر تجاهكم بأي حزازه ونحن لم نُظلم منكم بل من عصابة مجرمة لا انسانية لاتعبأ بأي قيم او مبادى وقد اصابكم انتم شيء من ظلمهم وقد وصف الدكتور محسن عبد الحميد في زيارته لي عندما كان رئيساً لمجلس الحكم هذا الحالة تشبه المعجزة ثم سارت العملية بنفس الهدوء والحكمة منطلقين من ثوابتنا الدينية والاخلاقية والتي عززتها القوانين الدولية التي أجمع عليها العالم المتحضر أنهُ لايجوز مؤاخذة البريء بجريمة الجاني وان { َلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }الأنعام164 وملتزمين بقول الله تبارك وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8

    ولكن هل قابل الاخرون هذا الموقف النبيل بالحسنى كما أمر الله تبارك وتعالى {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }الرحمن60 ؟ كلا بل قابلوه بالنقيض فاستقدموا القتلة والمجرمين عن طريق الدول المجاورة وتحالفوا معهم ووفروا لهم حواضن الارهاب وبدأوا باغتيال الرموز السياسية والدينية من الشيعة كعقيلة الهاشمي عضو مجلس الحكم آنذاك ثم قاموا بعملية مريعة عند الصحن الحيدري الشريف في النجف في اواخر آب/2003 استشهد فيها سماحة آية الله السيد محمد باقر الحكيم وأكثر من ثمانين من أبناء الإسلام البررة ثم فجروا موكب الشهيد المفكر الاسلامي عز الدين سليم الذي كان رئيساً لمجلس الحكم ثم قاموا بالتفجيرات البشعة يوم عاشوراء من عام 2004 في كربلاء والكاظمية وقتلوا المئات من الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) المفجوعين بمصابهم وصنعوا مثلثاً للموت حسبما يتبجحون به في اللطيفية واليوسفية للذبح على الهوية وهكذا توالت الاغتيالات والتفجيرات فطالت المدارس والأسواق وتجمعات الناس والمساجد والحسينيات ونحن صابرون محافظون على تعاليم الله تبارك وتعالى ملتزمون بأن الحل هو في بناء قوات مسلحة وطنية تحمي المواطنين جميعاً وتمنع من تعدد الجهات الحاملة للسلاح عدا الدولة لئلا تقع حالة الفوضى والحرب الاهلية لكن الذي حصل أن هذا الموقف العقلاني أدى الى نتيجتين عكسيتين مع الاسف.

    الأولى: تمادي هؤلاء المجرمين في غيهم وولوغهم في المزيد من الجرائم حتى بلغ بهم الحال الى تقجير العتبات المقدسة وتهجير أكثر من عشرة ألاف عائلة الى الآن وقتل العشرات من الأبرياء يومياً.

    الثانية: ان الولايات المتحدة أيضاً لم تحترم هذه الحكمة وبدأت تخضع لمبدأ الإبتزاز الذي يمارسه هؤلاء المجرمون وبدأت تغير ستراتجيتها ومن آليات عملها لتتناغم مع عمل هؤلاء المجرمين وكأنها تريد أن تقول هم: إنكم إذا دفعتم شركم عن قواتنا فأعملوا بالعراقيين ما تشاؤون والمهم ان لا تتعرضوا لنا وكأنها مسؤولة عن أمن الجندي الامريكي فقط ولا يهمها أمر المواطن العراقي

    وهذا منطق خطير أي منطق الخضوع للابتزاز بقوة السلاح وأخطر منه أن تخضع له الولايات المتحدة لأنه يؤسس لحالة سلب إرادة الأخر وفرض الموقف عليه بقوة السلاح ولعلهم غفلوا أن الشريحة الواسعة المظلومة في العراق تتميز بالشجاعة والحماس والعنفوان وإذا حملت السلاح فسوف لا يقف في وجهها شيء وإذا قرروا ذلك فسوف يلقون بالمعتدين في الجحيم.

    وهذا ما حذرنا منه وقلنا أنها حالة خطيرة أن تصاب الشعوب باليأس وفقدان الأمل لأنها سوف لا تجد أمامها حلاً الا حمل السلاح كالذين ينتحرون وينهون حياتهم حينما يشعرون بأن لا أمل عندهم يعيشون من أجله . وحينما يقرر شعب الموت فأنه سيقتل معه الكثيرين فاستمرار هذ الجرائم والعدوان على الشعب العراقي يفقده خياراته ولا يبقى أمامه الا الموت لأنه لم يبق عنده شيء يعيش من أجله اذا كان الابرياء رجالاً ونساءاً واطفالاً يُقتلون والعتبات المقدسة والمساجد تفجر والعوائل تهجر تاركة ورائها دورها وأموالها وحينئذ تقع الكارثة . وتستطيعون اللقاء بطبقات من الناس لتلمسوا عندهم بوضوح حالة اليأس واذا وصل الانسان الى هذه الحالة فسوف لا يستطيع أحد ضبطها والسيطرة عليها حتى المرجعية الدينية .

    فالذي نريده منكم أن تعملوا حتىلا يصل العراقيون الى هذ الدرجة من الشعور لأنه يعني الدمار ليس للعراقيين فحسب لما تعلمون من امتداد تأثير العراق على الدول المجاورة وغيرها روحياً واجتماعياً ورأيتم كيف أن صداعاً يصيب النجف تتداعى له دول العالم بالسهر والحمى .

    إن الادارة الامريكية تعاني من عدة عقد تسبب لها المزيد من الاخطاء التي تكون مميتة أحياناً ومنها :

    1 ـ الغطرسة وعدم الاستماع الى النصائح وإلا فأنه كان يمكنها تجنب الكثير من المطبات لو استمعت الى النصائح التي تضمنتها بياناتنا وخطاباتنا التي وجهناها من أول يوم للتغيير .

    2 ـ عدم وجود رؤى صحيحة للحالة العراقية لأن القنوات التي توصل لها التقييم ليست نزيهة ولا موضوعية ولا خبيرة بالشأن العراقي وأنما توجهها مصالحها ودوافعها الشخصية أو الفئوية ولا يهمهم أن تمرغ سمعة دولتهم بالتراب .

    3 ـ أنها لم تتصرف على الأرض كقوة مساعدة للعراقيين وإنما تصرفت كقوى احتلال وهذا حولها في أنظار الشعب العراقي الى عدو وأدخلها في مطبات خطيرة كان يمكن تجنبها فبعد أن كان القادةا لامريكان يقولون أن لنا أنصاراًُ في شرق بغداد عندما دخلوا مدينة الصدر قبل سقوط الصنم واستقبلوهم بحرارة تغيرت المعادلة بسرعة واصبحوايقاتلونهم بعد عام واحد فقط .

    وتصرفهم هذا كمحتلين منعنا من الاتصال بهم مباشرة لأن ذلك يعطي مشروعية لوجودهم ولكن متى ما غيّروا سياستهم واصبحوا في نظر الشعب العراقي قوة مساعدة فعلاً فحينئذ ستكون هناك فرصة للإتصال المباشر .

    وفي ضوء هذا التقاطع يكون دوركم حيوياً ومهماً في ايصال النصائح لهم ليس فقط لأجلنا وإن كنا نستحق كل مساعدة لأننا تعرضنا للكثير من البطش والقسوة والاضطهاد والحرمان ولكن ايضاً م ألجهم لكي يتجنبوا المزيد من الخسائر والمزيد من التردي في سمعتهم لدى شعوب الارض وارجو أن تكونوا قناة طيبة .

    وعلينا كشعب عراقي وأنا واحد منهم أن نشكر جهودكم لحرصكم على اخراجه من محنته ومساعدته لتجاوز ازمته واهتمامكم بقضايا الشعب العراق ليس انطلاقاً من وظيفتكم المهنية فقط وإنما لأن واجبكم الانساني وإيمانكم بالله تعالى يحثكم على هذا فإن الانسان خليفة الله في الارض وخلق كل مافي الكون من أجله وهو أعلى قيمة في الوجود فلابد أن يُسخَّر كل شيء من أجل إسعاده لكن الثقافة السائدة اليوم مع الاسف هي استرخاص الانسان وجعله الضحية الأولى من أجل تحقيق مكاسب شخصية أو مصالح دنيا وهذه ثقافة خاطئة ومجرمة بحق الانسان .

    لقد أكد النبي محمد صلى الله عليه وآله على هذه الأهمية حينما سأل المسلمين عن قدسية الكعبة وعلو منزلتها ثم قال إن حرمة المؤمن عند الله اشد من الكعبة فمن الغريب أن يهتز العالم اذا مس بيت المقدس أو سائر المقدسات بسوء ـ وهو موقف مشكور ـ ولا يهتز أكثر من ذلك حينما يرى الدماء البريئة الزكية التي حرمها الله تعالى تراق على ارض العراق يومياً بل أن البعض يبارك هذه الافعال المنكرة ويشيد بها .

    وفي ختام اللقاء دعا سماحته الى تبني منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة باعتبارها مسؤولة عن الثقافة والعلوم والحضارات الانسانية أن تعقد مؤتمراً دولياً عن الروضة العسكرية المطهرة وسامراء التي فجرها الارهابيون لوضع الخطط الكفيلة بإعمارها بالشكل الذي يحفظ قدسيتها وهيبتها فإن مثل هذه الخطوة تساهم في تخفيف الاحتقان وتشعر المفجوعين بوجود تعاطف مع قضيتهم وقد أبدى السيد اشرف قاضي اهتمامه بالمقترح ووعد بالسعي لتنفيذه . كما طلب دعم سماحته لـ (مبادرة بغداد للسلام) وهو ميثاق يأمل أن يحظى بقبول الواجهات السياسية والدينية والاجتماعية في العراق ليساهم في تخليص العراق من وضعه الأمني المتردي بإذن الله تعالى . كما وعد بإيصال نصائح الشيخ (دام ظله) الى الإدارتين الامريكية والبريطانية والأمين العام للأمم المتحدة ...
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X