السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الزميل .. حفيد الحسن .. اهلا بك
عندما قلت انني لا اريد الخوض في التفسير انما هو لهذه الاختلافات . فنحن الى الآن لم ننتهي من المقدمات البديهية في التعريف . فسأتك عن تعريفات بدائية فلم تجبني .. عن الله و الاله و الرب . وهل هم بمعني واحد و السبب بعينه قد ظهر..
لذا و من باب عدم قفل ما بدات به، اورد لك يا اخي كيف يرى الله عندا و انقل لك نص حديث ، وهو: ومن كلام لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، وقد سأله ذعلب اليماني فقال : هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين ؟ فقال (عليه السلام) : أفأعبد ما لا أرى ؟ فقال : وكيف تراه ؟ فقال : لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الايمان …. نهج البلاغة / من الخطبة 177 .
و قد اثرت لك يا سيدي بعض النقاط لمعاني الرؤية ..
1 ـ رؤية حسية (مادية) بصرية .
2 ـ رؤية معنوية قلبية ( عقلية ) .
أما بالنسبة الى القسم الاول فالله سبحانه وتعالى منزه عن الرؤية المادية الحسية البصرية
لقوله تعالى : لا تدركه الأبصار وهو يدرك الابصار … الانعام / 103
ولقوله تعالى لموسى (عليه السلام) : … لن تراني … الاعراف / 143 و كما ذكرت لك في تصنيف معنى (لن) فلا يمكن ان الله تعلي ينفي الشيء ثم يثبته في نفس الآية.
ولقول أمير المؤمنين (ع) لذعلب اليماني : لا تدركه العيون بمشاهدة العيان
يعني أن رؤيته ليست بالعين وبمشاهدة القوة البصرية الجسمانية فان هذه غير جائزة على الله تعالى لما يستلزمه من الجسمية والمكانية والجهتية وغيرها والله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك
لقوله : ليس كمثله شيء الشورى /11.
وأما بالنسبة الى القسم الثاني وهو الرؤية المعنوية القلبية ( العقلية ) وهي أن ينتقل بنا العقل من معلوم الى مجهول ومن شاهد محسوس الى شاهد غائب كما انتقل عقل ( نيوتن ) من مشاهدة التفاحة تسقط من الشجرة على الأرض انتقل من ذلك الى حقيقة قانون الجاذبية وامتلأ قلبه إيمانا بهذه الحقيقة وقلّده كلّ العلماء .
فلقد رأت العيون الخلق وحكم العقل وجزم بوجود الخالق واعتقد القلب وآمن وهذا ماعناه الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله لذعلب : ( تدركه القلوب بحقائق الايمان ) أي آمن القلب حقاً وواقعاً لأنه رأى بعين الحس والعقل .
وبعبارة أخرى : تدركه القلوب ـ أي تدركه العقول الصافية عن ملابسة الابدان ـ بحقائق الايمان أي بالانوار العقلية الناشئة من الايمان القوي والعلم والاذعان الخالص بوجود الباري عز وجل .
وأن الايمان اذا اشتد يصير مشاهدة قلبية ورؤية عقلية .
ولا يخفى ان إدراك القلوب فوق إدراك العيون لعدم وقوع اللبس والاشتباه في إدراكها بخلاف إدراك العيون فيقع اللبس والاشتباه فيها كثيراً ولبعضهم : لئن لم تَرَكَ العينُ فقد ابصركَ القلبُ
والخلاصة : ان الانسان المؤمن اذا وصل الى اعلى مراتب الايمان بحيث حصل له القطع واليقين والعلم المتين بوجود الخالق العظيم من خلال الآثار والحقائق والآيات الدالة عليه سوف يرى الله تعالى ـ بقلبه ووجدانه وعقله المذعن ، الخالي عن الماديات ، الصافي من الشكوك والاوهام ـ رؤية نورانية معنوية .
وفقنا الله واياكم الى ذلك
ملاحظة : اخي من هذا المنطلق و جدت ان نكمل ما تبقى من الاسئلة مما سبق و من ثم نكمل الكلام في الرؤية و الباقي ..
و لها تتمة..
اخوك
مسلم
الزميل .. حفيد الحسن .. اهلا بك
عندما قلت انني لا اريد الخوض في التفسير انما هو لهذه الاختلافات . فنحن الى الآن لم ننتهي من المقدمات البديهية في التعريف . فسأتك عن تعريفات بدائية فلم تجبني .. عن الله و الاله و الرب . وهل هم بمعني واحد و السبب بعينه قد ظهر..
لذا و من باب عدم قفل ما بدات به، اورد لك يا اخي كيف يرى الله عندا و انقل لك نص حديث ، وهو: ومن كلام لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، وقد سأله ذعلب اليماني فقال : هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين ؟ فقال (عليه السلام) : أفأعبد ما لا أرى ؟ فقال : وكيف تراه ؟ فقال : لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الايمان …. نهج البلاغة / من الخطبة 177 .
و قد اثرت لك يا سيدي بعض النقاط لمعاني الرؤية ..
1 ـ رؤية حسية (مادية) بصرية .
2 ـ رؤية معنوية قلبية ( عقلية ) .
أما بالنسبة الى القسم الاول فالله سبحانه وتعالى منزه عن الرؤية المادية الحسية البصرية
لقوله تعالى : لا تدركه الأبصار وهو يدرك الابصار … الانعام / 103
ولقوله تعالى لموسى (عليه السلام) : … لن تراني … الاعراف / 143 و كما ذكرت لك في تصنيف معنى (لن) فلا يمكن ان الله تعلي ينفي الشيء ثم يثبته في نفس الآية.
ولقول أمير المؤمنين (ع) لذعلب اليماني : لا تدركه العيون بمشاهدة العيان
يعني أن رؤيته ليست بالعين وبمشاهدة القوة البصرية الجسمانية فان هذه غير جائزة على الله تعالى لما يستلزمه من الجسمية والمكانية والجهتية وغيرها والله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك
لقوله : ليس كمثله شيء الشورى /11.
وأما بالنسبة الى القسم الثاني وهو الرؤية المعنوية القلبية ( العقلية ) وهي أن ينتقل بنا العقل من معلوم الى مجهول ومن شاهد محسوس الى شاهد غائب كما انتقل عقل ( نيوتن ) من مشاهدة التفاحة تسقط من الشجرة على الأرض انتقل من ذلك الى حقيقة قانون الجاذبية وامتلأ قلبه إيمانا بهذه الحقيقة وقلّده كلّ العلماء .
فلقد رأت العيون الخلق وحكم العقل وجزم بوجود الخالق واعتقد القلب وآمن وهذا ماعناه الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله لذعلب : ( تدركه القلوب بحقائق الايمان ) أي آمن القلب حقاً وواقعاً لأنه رأى بعين الحس والعقل .
وبعبارة أخرى : تدركه القلوب ـ أي تدركه العقول الصافية عن ملابسة الابدان ـ بحقائق الايمان أي بالانوار العقلية الناشئة من الايمان القوي والعلم والاذعان الخالص بوجود الباري عز وجل .
وأن الايمان اذا اشتد يصير مشاهدة قلبية ورؤية عقلية .
ولا يخفى ان إدراك القلوب فوق إدراك العيون لعدم وقوع اللبس والاشتباه في إدراكها بخلاف إدراك العيون فيقع اللبس والاشتباه فيها كثيراً ولبعضهم : لئن لم تَرَكَ العينُ فقد ابصركَ القلبُ
والخلاصة : ان الانسان المؤمن اذا وصل الى اعلى مراتب الايمان بحيث حصل له القطع واليقين والعلم المتين بوجود الخالق العظيم من خلال الآثار والحقائق والآيات الدالة عليه سوف يرى الله تعالى ـ بقلبه ووجدانه وعقله المذعن ، الخالي عن الماديات ، الصافي من الشكوك والاوهام ـ رؤية نورانية معنوية .
وفقنا الله واياكم الى ذلك
ملاحظة : اخي من هذا المنطلق و جدت ان نكمل ما تبقى من الاسئلة مما سبق و من ثم نكمل الكلام في الرؤية و الباقي ..
و لها تتمة..
اخوك
مسلم
تعليق