بسم الله الرحمن الرحيم
ليلة الحادي عشر من محرم و في واقعة الطف كانت زينب بنت اميرالمؤمنين {ع} بعد استشهاد اخيها{ع} واولاده واخوانه واصحابه هي
الراعي للنساء والاطفال ،و هي قائدة قافلة الأسرى وملجأ الأيتام.. رغم ثقل المصائب ومرارتها.. كانت زينب{ع} طوداً شامخاً واجهت المصائب ولم يرمش لها جفن.
تولّت حراسة الأسرى، تولّت جمع النساء والأطفال.. تولّت تجميع الهائمين على وجوههم في الصحراء، تولّت تمريض العليل الضعيف.. كانت الروح للأجساد التي فقدت الروح.. والبهجة للقلوب التي فقدت البهجة والرمق للنفوس التي فقدت الرمق.
كانت تمضي مسرعةً من جهة لأخرى .. تبحث عمن افتقدت.. كان ضرب السياط يؤلمها.. وأشواك الصحراء تدميها.. إلا أن زينب تبحث عن اليتامى.. كانت كبدها تحترق ولكنها تبحث عن اليتامى.
هذا الجسد الّذي هدّه الألم.. كان معجزة.. أثبتت زينب{ع} كفاءة منقطعة النظير فلم يسقط طفل تحت حوافر الخيل... ولا احترقت امرأة بالنار.. ولا ضاع طفل في تلك الليلة المشؤومة.
وبعد أن أنجزت زينب{ع} كلَّ هذه المهام واطمأنت على سلامة الجميع توجهت إلى الله وانصرفت إلى العبادة وصلّت صلاة الليل..
لقد كانت متعبة جداً بحيث أنها لم تستطع أن تصليها وقوفاً.. فصلّت صلاة الليل من جلوس وتضرّعت إلى الله تعالى وابتهلت.
كانت زينب{ع} إلهية.. والإلهيون هكذا يواجهون المصائب ولا يرمش لهم جفن.. صابرين.. شاكرين.
محمد علي الحسيني
تعليق