إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مشهد الإمام علي عليه السلام عبر العصور

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مشهد الإمام علي عليه السلام عبر العصور

    مشهد الإمام علي عليه السلام عبر العصور
    300) {this.width=300;this.alt='أضغط على الصورة لعرضها بالكامل';}" border=0>

    علي عليه السلام في سطور:
    هو أمير المؤمنين أبو الحسن علي بن أبي طالب عليهما السلام، بن عبد المطلب بن هاشم.

    وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم.

    ولد في جوف الكعبة، ولم يولد فيها أحد قبله ولا بعده في (13) رجب بعد مولد الرسول (ص) بثلاثين سنة، وتربى في كنف النبي (ص) منذ كان عمره ست سنين.

    وهو أول الأمة إسلاماً، وفضائله كثيرة جداً، وجهاده في سبيل الدين ومواقفه في الذود عن حرمة شريعة سيد المرسلين كالنار على المنار، وكالشمس في رابعة النهار.

    ومن ألقابه: الوصي، أمير المؤمنين، المرتضى، وكنّاه النبي (ص) بأبي تراب في قصة معروفة.

    وهو زوج فاطمة بنت النبي (ص) أفضل نساء الأمة، وأبو الحسنين عليهما السلام، وقد كان من المفروض حسب النصوص الكثيرة من النبي (ص) وحسب ما يستفاد من عدد من الآيات القرآنية، بملاحظة شأن نزولها أن يكون علي عليه السلام هو الخليفة بعد الرسول (ص)، ويكون هو أول اثني عشر خليفة أولهم علي وآخرهم المهدي.. ولكن قد جرت الأمور على خلاف ما أراده النبي (ص) وأرادته الشريعة المطهرة، وكان أن اضطر علي (ع) لان يكون جليس بيته حوالي خمس وعشرين سنة ثم عاد الحق إلى أهله وتسلم (ع) مقاليد الحكم في ذي الحجة سنة 35 هجرية. وعاصمته الكوفة، واستمر خليفة للمسلمين أقل من خمس سنين ببضعة أشهر..

    وقد نكث بيعته طلحة والزبير وحارباه في جيش كثيف في موقعة الجمل التي تزعمتها أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر، وقد قتل في هذه الحرب- كما يقولون – اكثر من عشرين ألفاً ثم حاربه معاوية بن أبي سفيان في جيوش الشام في وقائع صفين المشهورة، ولما أحس معاوية وأصحابه بالهزيمة احتالوا بقضية رفع المصاحف، الأمر الذي دفع فريقاً من جيش علي (ع) إلى إجباره عليه السلام على قبول التحكيم... ثم خرج عليه نفس هؤلاء الذين أجبروه فحاربوه في وقايع النهروان، وهم الخوارج.

    ثم اغتاله أحد هؤلاء الخوارج وهو عبد الرحمن بن ملجم المرادي – اغتاله – في مسجد الكوفة وهو في صلاته، أثناء سجوده كما روى – أو أثناء دعوته الناس الذين في المسجد إلى الصلاة. فكانت وفاته في سنة أربعين للهجرة النبوية، في الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك، وله من العمر ثلاث، أو خمس وستون سنة على اختلاف النقل، ثم حمل إلى النجف، ودفن هناك، وعفي موضع قبره بوصية منه، ويعتبر عليه السلام أول إمام أخفي قبره..

    ويقال: إن الحجاج حفر ثلاث آلاف قبر في النجف طلباً لجثة أمير المؤمنين (ع) فلم يوفق وبقي موضع القبر سراً مكتوماً يعرفه ولده الأئمة الطاهرون، وبعض صحابتهم الأبرار، إلى أن أظهره ولده بشكل عام في الدولة العباسية في سنة (170)ﻫ. لكل أحد... في حادثة مشهورة ليس هنا محل ذكرها..


    الكل يعرف بأن موضع القبر ظل سراً مكتوماً لا يعرفه إلا أهل البيت، وخواص شيعتهم إلى انقضاء دولة الأمويين ومجيئ دولة العباسيين، فحينئذ دلّ العلويون بعض الشيعة عليه، وصاروا يتعاهدونه، وصار في معرض الظهور والخفاء، يثبته قوم وينفيه آخرون.

    فلما رأى داود بن علي عباسي إقبال الناس على موضع القبر أمر – على ما قيل – بعض الفعلة بالمضي إلى هذا القبر الذي افتتن به الناس، ويقولون: إنه قبر علي، حتى ينبشوه ويجيئوه بأقصى ما فيه، فمضوا إليه وحفروا خمسة أذرع فوصلوا إلى موضع صلب لم يقدروا عليه، فاستعانوا بغلام معروف بالشدة، ولكن هذا الغلام بعد أن ضرب ثلاث ضربات صاح، وصار لحمه ينتثر إلى أن مات فلما عرف داود بالأمر تاب، وأمر علي بن مصعب بن جابر بأن يبني على القبر صندوقاً، ففعل..

    ولكن مطاردة العباسيين للعلويين وشيعتهم أوجبت أن يهجر القبر من جديد، فلا يزوره زائر إلا خلسة.

    ثم جاء ابو جعفر المنصور، وحاول أن ينبش القبر، فأمر غلامه بذلك، فبدأ بالحفر حتى ظهر له القبر، ثم امر بطمه، وصرفه الله عنه..

    وبعد ذلك وفي زمن الرشيد عاد القبر إلى الظهور من جديد في قصة معروفة جرت للرشيد وهو يتصيد حول القبر حيث رأى الظباء تحتمي بالأكمة التي فيها القبر، فلا تقتحم كلاب الصيد وطيور الباز إليها، الأمر الذي أثار عجبه فسأل أحد شيوخ الكوفة عن ذلك، فأخبره أنها تلوذ بقبر علي(ع)... فكان أن أقام أول عمارة على القبر، وهو بناء مربع الشكل مبني بحجارة بيضاء فوقه قبة من الطين الأحمر فوقها جرة خضراء.

    وبعد ذلك جاء المتوكل العباسي، فخرب عمارة النجف كما خرب عمارة الحسين. ثم قام بالعمارة الثالثة عمر بن يحيى القائد بالكوفة المقتول سنة 250ﻫ.

    وكانت العمارة الرابعة على يد محمد بن زيد الداعي المقتول سنة 287ﻫ والذي ولي إمرة طبرستان بعد اخيه الحسن بن زيد، فإنه بنى على القبر الشريف قبة وحائطاً وحصناً فيه سبعون طاقاً، والظاهر أن هذه العمارة هي التي أعقبت خراب المتوكل لبناء القبر كما يظهر من تاريخ طبرستان (الفارسي) ج1 ص95.

    ثم كانت العمارة الخامسة على يد أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان المقتول سنة 317ﻫ، وسترها بفاخر الستور، وفرشها بثمين الحصر.

    وبعد ذلك كانت العمارة السادسة، وهي اجلّ العمارات وأحسنها على يد عضد الدولة المتوفي سنة 372ﻫ. أو 373ﻫ وقد بذل عليها الأموال الجزيلة، وجلب إليها الزارة، والنجارة والعملة من سائر الأقطار.

    وقد شاهد هذه العمارة الرحالة ابن بطوطة ووصفها حين وروده النجف سنة 727ﻫ. بأنها: "معمورة أحسن عمارة وحيطانها مزينة بالقاشاني، وهو شبه الزليج عندنا لكن لونه أشرق، ونقشه أحسن، وإذا ما دخل زائر يأمرونه بتقبيل العتبة، وهي من الفضة وكذلك العضادتان، ثم يدخل بعد ذلك إلى القبة، وهي مفروشة بأنواع البسط من الحرير وسواه، وبها قناديل الذهب والفضة منها الكبار والصغار، وفي وسط القبة مسطبة مربعة مسكوة بالخشب، عليه صفائح الذهب المنقوشة المحكمة العمل، مسمرة بمسامير الفضة قد غلبة على الخشب، لا يظهر منه شيء. وارتفاعها دون القامة، وفوقها ثلاثة من القبور يزعمون أن أحدهما قبر آدم عليه السلام، والثاني قبر نوح، والثالث قبر علي، وبين القبور طشوت ذهب وفضة فيها ماء الورد والمسك وأنواع الطيب، يغمس الزائر يده في ذلك ويدهن بها وجهه تبركاً وللقبة باب آخر عتبته أيضاً من الفضة، وعليه ستور الحرير الملوّن، يفضي إلى مسجد مفروش بالبسط الحسان، مستورة حيطانه وسقفه بستور الحرير، وله أربع أبواب عبتها فضة، وعليها ستور الحرير الخ..".

    ولكن هذه العمارة وإن كان تأسيسها يرجع إلى عضد الدولة، إلا أنه قد طرأت عليها إصلاحات كثيرة، وتحسينات ثمينة من البويهيين أنفسهم ووزرائهم ومن الحمدانيين، وبعض العباسيين المتشيعين.

    فإن المستنصر العباسي قد عمرّ الضريح المقدس، وبالغ فيه، وزاره مراراً، وكذلك فقد أصلحه وحسّن فيه وفي الأبنية الملحقة به المسلمون من أسرة جنكيز خان وغيرهم..

    ولكن عمارة عضد الدولة هذه قد احترقت في سنة 755، وكانت حيطانها قد سترت بخشب الساج المنقوش، فجددت عمارة المشهد سنة 760 وهذه هي العمارة السابعة للمشهد ولكن عمارة عضد الدولة لم تذهب آثارها بالكلية، بل بقيت إلى ما بعد التجديد للمشهد حيث يذكر النسّابة النجفي محمد حسين كتاب دار: إنه رأى في المشهد بقية عمارة عضد الدولة في سنة 1041ﻫ.

    ثم جاء الشاه عباس الأول، فأصلح عمارة المشهد، وعمرّ الروضة والقبة والصحن الشريف بنظر الشيخ البهائي رحمه الله الذي عمل رسالة في عمارة المشهد ووضعه الهندسي..

    وبعد ذلك جاءت العمارة الثامنة للمشهد الشريف على يد الشاه صفي الصفوي حفيد الشاه عباس الأول ووسع الصحن الشريف ووسع ساحة الحرم العلوي، وأتمها ولده الشاه عباس الثاني بعد وفاة أبيه سنة 1052




    تابع

  • #2
    إجمال وصف المشهد الحالي:

    وعمارة المشهد القائمة في هذه الأيام هي عمارة الشاه صفي وهي بديعة الشكل فخمة الصنعة.

    يقع القبر الشريف تحت قبة عالية ويحيط به فسحة طول كل ضلع منها 13 متراً، ويحيط الروضة المقدسة من جوانبها الأربع رواق مسقف، ثم من الجهة الشرقية إيوان الذهب الذي تقع على جانبيه مئذنتان مذهّبتان ويحيط بهذا المبنى كله الصحن الشريف، الذي له سور عالٍ مؤلف من طابقين، فيه أربعة أبواب رئيسية، وخامس جانبي... وارتفاع سور الروضة، والرواق المحيط بها ثم السور المحيط بالصحن كله واحد لا يختلف.

    وصف الروضة المقدسة:
    يقع القبر الشريف وسط الروضة المقدسة المربعة الشكل يعلوه قبتان: خارجية وداخلية. والخارجية مدببة الشكل يبلغ سمك جدرانها 8 س م. وارتفاعها عن سطح الضريح 42 متراً وقطرها 16 متراً، ومحيط قاعدتها 50 متراً.. والداخلية مستديرة الشكل سمك جدرانها 60 س م وارتفاعها عن سطح الضريح 35 متراً، وقطرها 12 متراً..

    وتقوم القبة على رقبة طويلة علوها 12 متراً فتح بها 12 شباكاً للتهوية والإضاءة. وقد زخرفت القبة الداخلية والخارجية بزخارف تعتبر آية من آيات الفن الإسلامي، فالمقرنص الكبير الذي يحمل رقبة القبة كسي بالمرايا المصنوعة على شكل بديع، وبالقاشاني والكتابات الجميلة، والنقوش الرائعة... وكذلك القبة نفسها من الداخل..

    أما القبة الخارجية فقد كانت مغشاة بالبلاط القاشاني – وكذلك المئذنتان والإيوان وسائر الصحن الشريف – إلى أن جاء السلطان نادر شاه لزيارة النجف، فأمر بقلع القاشاني عن القبة والإيوان والمئذنتين واستبدلا بصفائح الذهب، وصرف على ذلك مبالغ جسيمة، وذلك سنة 1156ﻫ.

    300) {this.width=300;this.alt='أضغط على الصورة لعرضها بالكامل';}" border=0>

    وفي وسط القبة يوجد القبر الشريف، وقد وضع عليه صندوق من خشب الساج الهندي المطعّم بالصدف، والعاج والأبنوس وأنواع أخرى من الأخشاب المتعددة الألوان، فجاء تحفة رائعة، وقد حفر على الصندوق الكثير من الكتابات العربية المتعددة الطرز، وتاريخ صناعة هذا الصندوق هو 1202ﻫ. ووضع فوق الصندوق مقصورة من الحديد. ثم فوق هذه المقصورة مقصورة أخرى من الفضة الخالصة يبدو أنها صنعت ووضعت في عهد الصفويين، وجددت عدة مرات.. ثم استبدلت أخيراً أي في سنة 1361ﻫ. بمقصورة أخرى تحوي: عشرة آلاف وخمسمائة مثقال من الذهب، ومليوني مثقال من الفضة.. وتعتبر آية من آيات فن صناعة الذهب والفضة، وكذا الترصيع بالميناء المتعددة الألوان.

    أما جدران المربع التي تقوم عليها القبة، فيبلغ ارتفاعها 17 متراً، قد غشيت كلها بأنواع متعددة من الزخارف النفيسة، والألوان البديعة، والكتابات الرائعة كما وفرشت أرض الروضة المقدسة وكذلك الجدران إلى ثلاثة أذرع ونصف بالمرمر، فوقها على الجدران شريط من القاشاني المزين بالنقوش والآيات، فوق هذا الشريط حتى رقبة القبة طبقة من الفسيفساء تتكون من أحجار كريمة، كالياقوت والزمرد، وألماس، واللؤلؤ النادر، ثم يأتي بعد ذلك التزيين بالمرايا على شكل بديع جميل...


    أبواب الروضة المطهرة:
    وللروضة المطهرة ستة أبواب تؤدي إلى الرواق المسقف المحيط بها..

    300) {this.width=300;this.alt='أضغط على الصورة لعرضها بالكامل';}" border=0>

    إثنان من جهة الغرب لا ينفذان إلى الرواق لأن خلفهما شباك من الفضة وإثنان من جهة الشرق يؤديان إلى الرواق في مقابل باب الإيوان الذهبي، واثنان خلف الإمام من جهة الشمال يؤديان إلى الرواق أيضاً. وأما البابان اللذان في مواجهة باب الإيوان الذهبي فالذي يكون على يمين الداخل نصب سنة 1283ﻫ. والذي على يسار الداخل نصب سنة 1287ﻫ. والأول كان قد أهداه لطف علي خان الإيرواني، والثاني أهداه ناصر الدين شاه القاجاري، وكلاهما كانا من الفضة، ولكنهما معاً قلعا في سنة 1376ﻫ، واستبدلا ببابين ذهبيين جميلي الصنعة بذل نفقتهما الحاج محمد تقي الاتفاق الطهراني والبابان اللذان من جهة الشمال خلف الضريح ويؤديان إلى الرواق فهما من الفضة الخالصة وكانا في الأصل باباً واحداً لكنه قلع في سنة 1366ﻫ. وجعل مكانه البابان اللذان كانا إلى جهة الغرب عند رأس الإمام عليه السلام. ومن هذه الأربعة فقط يكون الدخول والخروج من الرواق إلى الروضة المطهرة..


    تابع

    تعليق


    • #3
      الرواق المحيط بالروضة المقدسة:
      ويحيط بمبنى القبة (الروضة) من جميع الجهات رواق مفروشة أرضه وقسم من جدرانه متصل بجدار الروضة نفسها بسقف مزيّن بالمرايا الملونة، ذات الأشكال الهندسية المختلفة البديعة وأرضه والقسم الأسفل من جدرانه مفروش بالمرمر ويساوي ارتفاع جداره ارتفاع جدار الروضة وجدار الصحن الخارجي ويبلغ طول ساحته من الشرق إلى الغرب 30 متراً ومن الشمال إلى الجنوب 31 متراً..

      وله ثلاث أبواب: بابان متقابلان أحدهما من جهة الشمال مقابل لباب الصحن المعروف بباب الطوسي، والثاني من جهة الجنوب، مقابل لباب القبلة، وهذا قد نصب فيه باب فضي ثمين محلى بالذهب وقد نصب سنة 1341ﻫ، وقد بذلت نفقته والدة الحاج عبد الواحد زعيم آل فتلة، وهو المعروف بباب المراد.

      والباب الثالث: وهو والذي في الإيوان الذهبي ويدخل الداخل منه إلى الرواق وهو من الأبواب الثمينة المتقنة نصب سنة 1373ﻫ. وهو مرصّع بالأحجار الكريمة ومطعّم بالميناء وهو لوحة فنية رائعة كتبت عليه الآيات القرآنية، والأشعار اللطيفة.

      وفتح في سنة 1373ﻫ باب جديد ينفذ إلى الرواق، ويمر على مرقد العلامة الحلي، الذي برز للرائح والغادي حين فتح هذا الباب..

      وجدران مبنى الروضة والإيوان الخارجية مزينة بالقاشاني يرجع معظمها إلى العصر العثماني ويحيط بالجدران من أعلا شريط من الكتابة بخط الثلث الجميل...

      الإيوان الذهبي الكبير:

      ومن جهة الشرق يقع الإيوان الذهبي الكبير، وسقفه وجدرانه مكسوة بالذهب الأبريز الخالص وفي ركنيه المئذنتان الذهبيتان، وكتب في وسطه على جانبي الباب قصيدة فارسية بحروف ذهبية بارزة وفي أعلاه كلمات عربية، وحروفها ذهبية بارزة، وفيها تاريخ تذهيب القبة والمئذنتين والإيوان بأمر السلطان نادر شاه، وقد دفن في هذا الإيوان كثير من العلماء والأعيان، وفي غرفة تقع على يمين الداخل إلى الرواق يوجد قبر العلامة الحلي، وفي أخرى على يسار الداخل يقع قبر المقدس الأردبيلي، وهذه الغرفة اليوم مخزن لبعض النفائس الثمينة..

      أمام هذا الإيوان رحبة كبيرة ترتفع عن أرض الصحن قدر متر، ويبلغ طولها 33 متراً، وعرضها 20 متراً..

      الـمـآذن:
      تقع المئذنتان في ركني الإيوان، في الجهة الشرقية من الروضة الشريفة، ومحيط كل منها 8 ثمانية أمتار وارتفاع كل واحدة منها 35 متراً، وقطرها متران ونصف، ويقال: إن على كل واحدة منهما أربعة آلاف صفحة من الذهب الخالص. وعلى ارتفاع 25 متراً يحيط بالمئذنتين شريط عرضه متر من الكتابة العربية فيه الآيات من سورة الجمعة ويعلو الكتابة صفان من المقرنصات ترتكز عليهما شرفة المؤذن التي قطرها متر ونصف وارتفاعها ثلاثة أمتار، فوقها اسطوانة ضيقة يبلغ قطرها متراً ونصفاً وارتفاعها ستة أمتار، ويتوج الاسطوانة طاقية مصفقة يعلوها الهلال.

      ونادر شاه هو الذي أمر بإزالة القاشاني الذي عليهما وعلى القبة والإيوان واستبداله بصفائح الذهب وذلك في سنة 1156 وهدمت المئذنة الجنوبية في سنة 1281ﻫ، حتى أساسها، ونزعت الصفائح الذهبية عنها، لهدف إصلاحها، ثم أعيد بناؤها على طرزها الأول.. وفي سنة 1352 قلع الذهب عنها اجمع وهدم أعلاها ثم أعيد كل ذلك كما كان وأصلحت المئذنة الشمالية المجاورة لمرقد العلامة الحلي في سنة 1315ﻫ. فنزع ما عليها من الذهب، وهدمت إلى نصفها ثم أعيد بناؤها على طرازها السابق كذلك.. وفي سنة 1367 قلع الذهب عنها أجمع، وهدم أعلاها ثم أعيد بناؤه.

      الصحن الشريف:

      يحيط بهذا المشهد الشريف سور مربع الشكل تقريباً، طول كل من ضلعيه: الشرقي والغربي 84 متراً من الخارج، و77 متراً من الداخل، وطول ضلعه الشمالي 74 متراً من الخارج، و72 متراً من الداخل، والجنوبي من الخارج 75 متراً، ومن الداخل 72 متراً. أما ارتفاع السور فيبلغ 17 متراً وهو مؤلف من طابقين الاول منهما مؤلف من 54 إيواناً مقبياً يتقدم حجرة هي مقبرة لأحد المشاهير ويسكنها عادة طلاب العلم، ولكنها أصبحت الآن مشغولة بالقراء على الأموات. أما الطابق الثاني: فهو عبارة عن إيوان معقود، بعقود فارسية مدببة يتقدم مجموعة من الغرف المقبية يسكنها عادة الطلبة، والمنقطعون للعبادة، ويحتوي الطابق الأعلى على 78 غرفة. وجميع جدران السور مكسوة بالقاشاني البديع النقش وعلى حواشي جدرانه العليا مكتوب بعض السور القرآنية بأحرف عربية جلية.

      وهذا السور يحيط بالصحن الشريف الذي هو رحبة واسعة تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع مفروشة بالرخام، كانت قبل فرشها بالرخام مملوءة بالقبور والمحاريب، التي تعيق عن التحرك بحرية..

      وفي سنة 1306 حفرت السراديب التي نقل إليها كثير من القبور ثم سويت أرض الصحن، وكسيت ببلاطات من المرمر.

      وفي هذا السور المحيط بالصحن خمسة أبواب:

      الأول: الباب الكبير في الجهة الشرقية من السور مقابل السوق المشهور بـ: السوق الكبير، وفوق هذا الباب توجد الساعة التي أمر بإرسالها من إيران الوزير أمين السلطنة سنة 1305ﻫ وقد زخرفت وجهات الساعة الأربع، وكذا القبة التي تعلوها ببلاطات من الذهب الخالص، في سنة 1323ﻫ.

      والباب الثاني: باب ليس رئيسياً إلى يمين الباب الكبير، ويسمى بباب مسلم بن عقيل...

      والباب الثالث: هو المعروف بباب الطوسي، لأن الخارج منه ينتهي إلى قبر الشيخ الطوسي محمد بن الحسن، المتوفي سنة 460ﻫ.

      والرابع: باب القبلة الذي جدد بناؤه عدة مرات، وهو أصغر الأبواب الرئيسية.

      والخامس: الباب السلطاني الذي هو في الجهة الغربية، سمي بذلك لأنه فتح في عهد السلطان العثماني عبد العزيز سنة 1279ﻫ. ويسمى أيضاً: باب الفرج لأنه ينتهي إلى مقام الحجة عجل الله تعالى فرجه.

      وعلى سائر الأبواب كتابات جميلة وتواريخ تجديد بنائها، وفيها مدح لسيد الاوصياء عليه السلام، ونقوش جميلة بالقاشاني.. وأخيراً.. ففي الجهة الشمالية من السور الخارجي يوجد إيوان العلماء، لأن كثيراً من العلماء مدفونون فيه.

      تعليق


      • #4
        إعجاز هندسي للمشهد العلوي:
        وبعد.. فقد كان ما تقدم وصفاً موجزاً للمشهد العلوي المقدس.. ويبقى أن نشير أخيراً قبل أن ننتقل إلى الحديث عن الشؤون الأخرى إلى أن الهندسة العامة للمشهد المقدس تحير العقول حقاً، فقد روعي فيه أمران:

        الأول: أن يكون شكل البناء بحيث أنه كلما وصل الظل إلى نقطة معينة عرف أن الشمس قد زالت وإن وقت الظهر في تلك اللحظة، ولا يختلف ذلك لا صيفاً ولا شتاءً.

        الثاني: إن الشمس كلما طلعت فإنها تطلع وتشرق على الضريح المقدس مباشرةً سواءً في الصيف أو في الشتاء.

        وتحكيم هذين الأمرين – كما هو معلوم – صعب عادة يحتاج إلى كثير من الدقة والمعرفة..

        خزانة التحف والهدايا:
        ويوجد في مشهد الإمام علي عليه السلام مجموعة من التحف القيمة، والمنقطعة النظير، التي أهديت إليه عبر العصور من قبل الملوك والسلاطين، وكبار رجال الدولة، والأعيان، وكبار التجار وغيرهم.

        ويرجع تاريخ أقدم هذه الهدايا إلى القرن الرابع الهجري، أي من عهد البويهيين، فقد أهدى عضد الدولة البويهي المتوفي سنة 372ﻫ أو بعدها غطاء قبر يعتبر آية من آيات فن النسيج والتطريز، والزخرفة، التي يعزّ لها مثيل حتى في القرن العشرين رغم التقدم الآلي فيه.

        وتوالت الهدايا على المشهد في سلسلة متصلة، ويوجد العدد الأكبر من هذه المخلفات في خزانة مبنية في جدار الروضة الحيدرية في الرواق الجنوبي من الحرف الشريف، ويبلغ عددها (2020) تحفة موزعة على الوجه التالي:

        1 - من المصاحف المخطوطة الأثرية، التي يرجع أقدمها إلى القرن الأول الهجري (550) مصحفاً، وهي تبدأ من القرن الأول حتى الرابع عشر للهجرة في سلسلة تكاد تكون متصلة.

        2 - التحف المعدنية (420) قطعة معدنية مكونة من الحلي الذهبي المرصع بالجواهر المتعددة الألوان، كالزمرد والماس، واللؤلؤ والفيروزج وغير ذلك... ومن القناديل من الذهب المكفت، والمرصّع بالأحجار الكريمة، والمزخرف بالميناء..، ومباخر وطاسات، وأباريق، وشماعد، وألواح زيارة، ومزهريات وكشكول ومجموعة كبيرة من الأسلحة، ورؤوس أعلام، ورؤوس أخرجة... وتيجان..

        3 - المنسوجات (448) قطعة، منها أغطية قبور، وستور، وخيام، وملابس، وغير ذلك. وقد رصّع بعضها بالأحجار الكريمة واللؤلؤ.

        4 - السجاد (325) سجادة، وتعتبر مجموعة السجاد الموجودة بالمشهد نادرة ولا مثيل لها في العالم، من الناحيتين: الفنية والمادية، إذ يوجد بين هذه المجموعة سجادة معقودة من الوجهين، وبكل وجه زخارف وألوان تختلف كل الاختلاف كما في الوجه الآخر...

        5 - التحف الزجاجية (121) قطعة مختلفة الأشكال بعضها: مشكاوات مموهة بالميناء وبعضها ثريات من البلور النادر، وقناديل تضاء بالشمع، وغير ذلك.

        6 - التحف الخشبية (156) قطعة، ومعظمها عبارة عن كشكول من خشب الساج الهندي، البديع الصنع والزخرفة. ثم هناك عدد من الكراسي المصحف والواح الزيارة.

        تعليق


        • #5
          أهم الشخصيات المدفونة في المشهد العلوي:
          وقد دفن في مشهد الإمام علي عليه السلام الكثير من الشخصيات الإسلامية من علماء، وملوك وسلاطين، ووزراء، وأعيان، تيمناً وتبركاً.. ونذكر على سبيل المثال من هؤلاء:

          ممن دفن في الروضة المطهرة:

          1 - عضد الدولة البويهي المتوفي 373ﻫ. ودفن عند رجلي الإمام.

          2 - شرف الدولة بن عضد الدولة، المتوفي سنة 379ﻫ.

          3 - بدر بن حسنويه، المشهور بالشجاعة والسياسة والعدل، وهو أحد ولاة البويهيين.

          وهناك العديد من غيرهم من الأمراء والوزراء البويهيين، المدفونين بالمشهد الطاهر، مثل بهاء الدين بن عضد الدولة، وفيروز أبي النصر الملقب ببهاء الدولة. وغيرهم..

          ودفن في الرواق تحت القبة، من جهة رجلي الإمام عليه السلام:

          1 - الشاه عباس الأول الصفوي.

          2 - السلطان محمد القاجاري المتوفي سنة 1211ﻫ. مدفون في الرواق من جهة الشمال بالقرب من منبر الخاتم، في حجرة خاصة تعرف اليوم بحجرة السلاطين...

          3 - الملك كيومرث، الملقب بملك آراء بن السلطان فتح علي القاجاري المتوفي سنة 1288ﻫ. حمل جثمانه إلى النجف ودفن في المشهد الشريف.

          4 - السلطان محمد حسن خان حمل جثمانه إلى النجف ودفن في المشهد.

          5 - الملك حسين قلي خان، حمل جثمانه إلى النجف ودفن في المشهد.

          6 - فخر الملك أبو غالب، وزير سلطان الدولة المتوفي سنة 406ﻫ.

          7 - أبو القاسم حسين بن علي بن حسين بن علي وزير شرف الدولة المتوفي سنة 418ﻫ.

          8 - يعقوب بن داود بن ظماء المتوفي سنة 418ﻫ.

          9 - الوزير شرف الدين أنوشروان بن خالد المتوفي سنة 533ﻫ.

          10 - المستجدي المعروف بطاشكين المتوفي سنة 602ﻫ كان والياً على عدد من البلاد.

          11 - الأمير عماد الدين أبو المظفر الحربدار.

          12 - الوزير معز الدين المروف بابن حديد.

          13 - مظفر الدين بن زين الدين.

          14 - بدر الدين لؤلؤ.

          15 - عماد الدين أبو الخير ابن الوزير نصر الدين.

          16 - الملك عز الدين بن عبد العزيز المتوفي سنة 672ﻫ. وفي المشهد العلوي أيضاً مقابر آل حمدان والإمليخانيين وملوك مهاباد.

          17 - الملك عز الدين بن زيد الأصفر، ملك سواكن.

          18 - تيمورلنك المتوفي سنة 807ﻫ يقع قبره بالقرب من قبر الشيخ الطوسي. في سرداب في دار تحت الطاق على يمين الذاهب إلى قبر الشيخ من الصحن الشريف.

          19 - وزير الشاه عباس الأول، السيد علاء الدين حسين، المتوفي سنة 1064ﻫ.

          20 - مظفر الدين شاه، الذي أودع في شاه عبد العظيم مدة، ثم نقل إلى النجف.

          ثم هناك ملوك من مصر ومن وزرائهم الفاطميين، والأشراف، وأمراء الهند وملوك إيران.

          ومن أصحاب علي(ع):وفي الثوية وهي اليوم تل بقرب مسجد الحنانة – جماعة من خواص أمير المؤمنين، نذكر منهم:

          1 - خباب بن الارت.

          2 - جويرية بن مسهر العبدي.

          3 - كميل بن زياد النخعي.

          4 - الاحنف بن قيس.

          5 - سهل بن حنيف.

          6 - عبد الله بن أوفى.

          7 - رشيد الهجري.

          ومن العلماء الأبرار المدفونين في النجف نذكر:

          1 - شيخ الطائفة، محمد بن الحسن الطوسي، المتوفي سنة 460ﻫ. الذي دفن في داره، وأوصى أن تتخذ الدار مسجداً بعده.

          2 - المقدس الأردبيلي أحمد بن محمد، المتوفي سنة 990ﻫ.

          3 - الشيخ أحمد الجزائري، صاحب آيات الاحكام، المتوفي سنة 1151ﻫ.

          4 - الآقا محمد محمد باقر الهزارجريبي، المتوفي سنة 1205ﻫ. وهو أحد مشايخ السيد بحر العلوم.

          5 - ولده الفقيه الآقا محمد علي المتوفي سنة 1245ﻫ.

          6 - السيد حسن الجزائري، المتوفي سنة 1173ﻫ.

          7 - السيد محمد مهدي بحر العلوم.

          8 - الشيخ مرتضى الأنصاري.

          9 - الآخند ملا محمد كاظم الخراساني.

          10 - العلامة الحلي..

          11 - الميرز النائيني.

          12 - السيد أبو الحسن الأصفهاني.

          13 - السيد محمد سعيد الحبوبي.

          14 - شيخ الشريعة.

          15 - الشيخ ضياء الدين العراقي.

          16 - المولى علي نقي الكمرئي.

          17 - الشيخ أحمد النراقي، صاحب مستند الشيعة.

          وغير هؤلاء من كبار العلماء الأعلام، الذين آثروا جوار سيد الوصيين علي أمير المؤمنين عليه السلام، وتجد في مختلف أنحاء المدينة مقابر لمشاهير العلماء وأساطين المعرفة... لا مجال لنا هنا لذكرها.


          نسألكم الدعاء

          والله يعطيكم العافية

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x

          رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

          صورة التسجيل تحديث الصورة

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
          ردود 2
          17 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
          بواسطة ibrahim aly awaly
           
          أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
          استجابة 1
          12 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة ibrahim aly awaly
          بواسطة ibrahim aly awaly
           
          يعمل...
          X