بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الحبيب / نصر الشاذلي
الأستاذ الفاضل الباحث عن الحق يرسل لك السلام والتحية , ويعتذر لكم عن المشاركة في شبكة الحلّة الثقافية , لظروف خاصة به .. والله أعلم بالحال
وعودة إلى الموضوع .. وبخصوص قولكم :
لماذا هذا التناقض في كلامك ! ألست القائل تعقيباً على كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه ـ " وَ نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ بَعَثَهُ بِالْحَقِّ نَبِيّاً دَالًّا عَلَيْهِ وَ هَادِياً إِلَيْهِ " . ـ :
كذلك المحدث الكاشاني حيث قال :
وكان رسولا نبيا قيل أرسله الله إلى الخلق فأنبأهم عنه ولذلك قدم رسولا مع أنه أخص وأعلى.
فأنبأهم : أي الرسول عن الله .. فكان دالاً على الله وهادياً إليه ..
أليس النبي مخبر عن الله ..؟!
ألم تقرأ ما جاء في القرآن الكريم :
{قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} (33) سورة البقرة
{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ } (3) سورة التحريم
تدبر الآيات .. وستجد فيها الإجابات .. عما طرحته من إشكالات
فبدلاً من اعترافك بخطأك تتهمنا والعياذ بالله :
لكن لا عجب بعد جرأتك على كلام المعصوم عليه السلام فيما أوردته في توقيعي .. حيث قلت :
كيف تدعي أنك لا تعمل إلا بالقرآن الكريم .. ثم تعترض على قول الإمام الصادق عليه السلام ..والرواية تقول كتاب الله .. فالإمام عليه السلام ينهي عن العمل بالرأي والاجتهاد والقياس .. بل بالكتاب والسنة فقط لا غير .. فهل لا يعجبك ذلك ؟
ويؤيد الرواية الشريفة .. قوله (عليه السلام): " من أخذ دينه من كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) زالت الجبال قبل أن يزول، ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ردته الرجال ".
وقال أبو عبد الله (عليه السلام):
" ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله عز وجل ولكن لا تبلغه عقول الرجال ".
وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ :
لَيْسَ شَيْءٌ أَبْعَدَ مِنْ عُقُولِ الرِّجَالِ مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ إِنَّ الْآيَةَ يَنْزِلُ أَوَّلُهَا فِي شَيْءٍ وَ أَوْسَطُهَا فِي شَيْءٍ وَ آخِرُهَا فِي شَيْ .
وعن الثمالي قال قال علي بن الحسين ع :
" إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة و الآراء الباطلة و المقاييس الفاسدة و لا يصاب إلا بالتسليم فمن سلم لنا سلم و من اهتدى بنا هدي و من دان بالقياس و الرأي هلك و من وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا كفر بالذي أنزل السبع المثاني
والقرآن العظيم و هو لا يعلم "
نعم العقل حجة علينا في فهم وتعقل خطابات الشارع وادراك مقاصده ومبانيه ومعانيه ..
ولكن ألا ترى أن كثيراً من القبائح العقلية ليس بحرام في الشريعة ..
فلو أني حكمت عقلي في كثير من الأحكام الشرعية كحلية ذبح الحيوان وما شابه ذلك، لحكم عقلي بأن ذبح الحيوان غير مستحسن وان الرحمة تأباه، فكيف يُجيز الله ذبحه والرحمة (كما يدركها العقل) تأباه. وكثير من الأشياء التي يجب أن نسلم بها إلى الشارع بعد أن علمنا أنه حكيم في كثير من الأمور التي تبينت لنا، فنسلم له في الأمور التي لم يتبين لنا وجه الحكمة فيها، كما سلم شيعة أهل البيت عليهم السلام لقيام أهل البيت عليهم السلام أو قعودهم من غير أن يعترضوا أو ينتقدوا ذلك منهم، والى آخر تلك القضايا..
وصدق أهل العصمة عليهم الصلاة والسلام حيث قالوا :
عن ابي حمزة عن ابي عبد جعفر (عليه السلام) في حديث طويل، قال:
" ان الله لم يكل امره إلى خلقه لا إلى ملك مقرب ولا إلى نبي مرسل، ولكنه أرسل رسولا من ملائكته فقال له: قل: كذا وكذا، فامرهم بما يجب ونهاهم عما يكره.. الحديث " .
وعن ابي الحسن (عليه السلام)، قال: " من نظر برأيه هلك ومن ترك أهل بيت نبيه ضل ".
وفي حديث آخر عن امير المؤمنين (عليه السلام): " ان المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولكن اتاه من ربه فاخذ به "
.وفي آخر لما قال السائل له (عليه السلام). ما رأيك في كذا ؟ قال (عليه السلام): " وأي محل للرأي هنا ؟ إنا إذا قلنا حدثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن جبرائيل عن الله " .
كذلك وكما قال السيد نعمة الله الجزائري رحمه الله مستعجباً معترضاً .. فاضحاً للذين اعتمدوا على العقول واستدلالاتها، وطرحوا ما جاءت به الانبياء (عليهم السلام) حيث لم يأت على وفق عقولهم :
( .. وان كان المراد به ما كان مقبولا بزعم المستدل به واعتقاده، فلا يجوز لنا تكفير الحكماء والزنادقة ولا تفسيق المعتزلة والاشاعرة ولا الطعن على من يذهب إلى مذهب يخالف ما نحن عليه، وذلك ان أهل كل مذهب استندوا في تقوية ذلك المذهب إلى دلائل كثيرة من العقل، وكانت مقبولة في عقولهم معلومة لهم، ولم يعارضها سوى دلائل العقل لاهل القول الآخر أو دلائل النقل، وكلاهما لا يصلح للمعارضة لما قلتم، لان دليل النقل يجب تأويله ودليل العقل لهذا الشخص لا يكون حجة على غيره، لان عنده مثله ويجب عليه العمل بذلك، مع ان الاصحاب (رضوان الله عليهم) ذهبوا إلى تكفير الفلاسفة ومن يحذو حذوهم وتفسيق اكثر طوائف المسلمين، وما ذاك إلا لانهم لم يقبلوا منهم تلك الدلائل ولم يعدوها من دلائل العقل ) انتهى كلامه زيد في الخلد اكرامه.
وبخصوص قولك :
رجاء أن تعطينا أمثلة على ذلك .. وهل سمعت تأويل ما لم يؤتى بتأويله من قبل ؟
كذلك أخبرني عن قول الله عز و جل " سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ " أين ذلك من الأرض ؟
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الحبيب / نصر الشاذلي
الأستاذ الفاضل الباحث عن الحق يرسل لك السلام والتحية , ويعتذر لكم عن المشاركة في شبكة الحلّة الثقافية , لظروف خاصة به .. والله أعلم بالحال
وعودة إلى الموضوع .. وبخصوص قولكم :
أخى الكريم .. قُلت رعاك الله ما يلى :
** فالمحدث الكاشاني يقصد من قوله :
وكان رسولا نبيا قيل أرسله الله إلى الخلق فأنبأهم عنه ولذلك قدم رسولا مع أنه أخص وأعلى.
فأنبأهم : أي الرسول عن الله .. فكان دالاً على الله وهادياً إليه ..
فنقول :
إسمح لى هُنا أن أقول لك وبكل ثقة وتأييد من الله جل وعلا .. لا .. لا وربك يا سيدى ..
نحن من الله العليم الحكيم ( نُناقض ) ذلك القول .. إن كان ذلك ذاك !!؟؟
والآن من حقك والقارىء أن تقول لى .. قُل هاتوا بُرهانكُم إن كُنتُم ( صادقين ) !؟
وعليه .. فنرفع لك وللقائل القُبعة ونحترمهُ .. فنقول .. إليك البُرهان من ( كتاب الله ) العليم الحكيم .. فتابع :
من قولكم السابق عن المُحدث الكاشانى أنهُ يقول .. حسب زعمكُم !؟
أن ( أنبأهُم ) .. أى الرسول ــ أنبأهُم عن الله .. فكان دالاً على الله وهادياً إليه !!؟؟؟؟
فأقول : ما هذا يا أستاذى الفاضل !!؟؟
أقصد الله بــ رسولاً نبياً أنهُ ( أنبأ ) عن الله !!؟؟
إذاً .. ماذا نقول فى هذه الآية الكريمة .. يقول الحق جل وعلا .. بسم الله الرحمن الرحيم :
( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن .. رسول الله وخاتم ــ النبيين ) ..
فإن كان إستدلالكُم وما نقلتُم عنهُ صحيح .. فكيف تردون على ( الإستشكالات ) التالية :
1) هل سيدنا محمد ــ ص ــ آخر من ( يُنبأ ) الخلق عن الله !؟؟
2) ألا نُكلف نحن المُسلمون ــ فرض عين ــ أن نُنُبأ الخلق الذين هُم ( مُلحدين ) ، وهُم كُثُر ممن لا يعرفون الله ممن
يتواجدون فى مشارق الأرض ومغاربها مثل ( ما فى الهند واليابان و.... و.... ) ؟؟
3) هل يُقصد بــ ( النبى ) .. هو الذى ( يُنبأ ) الخلق .. أم الذى ( يُنَبأ ) من الله !؟؟
لا .. لا يامولانا .. أنكذب على الله .. أم تقولون على الله وكتابه ــ ما لا تعلمون .. فأحذر وأنتبه !!؟
4) أنبياء الله الذين لم ( يُرسلوا ) إلى أحد .. ماذا نُطلق عليهم إذاً .. وهُم لم يُنبأوا أحد عن الله !!؟؟
** فالمحدث الكاشاني يقصد من قوله :
وكان رسولا نبيا قيل أرسله الله إلى الخلق فأنبأهم عنه ولذلك قدم رسولا مع أنه أخص وأعلى.
فأنبأهم : أي الرسول عن الله .. فكان دالاً على الله وهادياً إليه ..
فنقول :
إسمح لى هُنا أن أقول لك وبكل ثقة وتأييد من الله جل وعلا .. لا .. لا وربك يا سيدى ..
نحن من الله العليم الحكيم ( نُناقض ) ذلك القول .. إن كان ذلك ذاك !!؟؟
والآن من حقك والقارىء أن تقول لى .. قُل هاتوا بُرهانكُم إن كُنتُم ( صادقين ) !؟
وعليه .. فنرفع لك وللقائل القُبعة ونحترمهُ .. فنقول .. إليك البُرهان من ( كتاب الله ) العليم الحكيم .. فتابع :
من قولكم السابق عن المُحدث الكاشانى أنهُ يقول .. حسب زعمكُم !؟
أن ( أنبأهُم ) .. أى الرسول ــ أنبأهُم عن الله .. فكان دالاً على الله وهادياً إليه !!؟؟؟؟
فأقول : ما هذا يا أستاذى الفاضل !!؟؟
أقصد الله بــ رسولاً نبياً أنهُ ( أنبأ ) عن الله !!؟؟
إذاً .. ماذا نقول فى هذه الآية الكريمة .. يقول الحق جل وعلا .. بسم الله الرحمن الرحيم :
( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن .. رسول الله وخاتم ــ النبيين ) ..
فإن كان إستدلالكُم وما نقلتُم عنهُ صحيح .. فكيف تردون على ( الإستشكالات ) التالية :
1) هل سيدنا محمد ــ ص ــ آخر من ( يُنبأ ) الخلق عن الله !؟؟
2) ألا نُكلف نحن المُسلمون ــ فرض عين ــ أن نُنُبأ الخلق الذين هُم ( مُلحدين ) ، وهُم كُثُر ممن لا يعرفون الله ممن
يتواجدون فى مشارق الأرض ومغاربها مثل ( ما فى الهند واليابان و.... و.... ) ؟؟
3) هل يُقصد بــ ( النبى ) .. هو الذى ( يُنبأ ) الخلق .. أم الذى ( يُنَبأ ) من الله !؟؟
لا .. لا يامولانا .. أنكذب على الله .. أم تقولون على الله وكتابه ــ ما لا تعلمون .. فأحذر وأنتبه !!؟
4) أنبياء الله الذين لم ( يُرسلوا ) إلى أحد .. ماذا نُطلق عليهم إذاً .. وهُم لم يُنبأوا أحد عن الله !!؟؟
لماذا هذا التناقض في كلامك ! ألست القائل تعقيباً على كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه ـ " وَ نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ بَعَثَهُ بِالْحَقِّ نَبِيّاً دَالًّا عَلَيْهِ وَ هَادِياً إِلَيْهِ " . ـ :
فأمير المؤمنين صلوات ربى وسلامهُ عليه .. قولهُ حق وصدق ويقين .. إذ يُريد أن يقول أن :
الله جل وعلا .. بعث رسولنا الأكرم ــ ص ــ رسولاً نبياً دالاً عليه وهاديا إليه ـــ أى :
دالاً على الله ، وهو ما يفيد عليـــ(ه ) .. أى على ( الله ) جل وعلا ..
وكذلك هادياً إليـــ(ه) .. أى هادياً إلى ( الله ) جل فى علاه ..
دالاً على الله ، وهو ما يفيد عليـــ(ه ) .. أى على ( الله ) جل وعلا ..
وكذلك هادياً إليـــ(ه) .. أى هادياً إلى ( الله ) جل فى علاه ..
وكان رسولا نبيا قيل أرسله الله إلى الخلق فأنبأهم عنه ولذلك قدم رسولا مع أنه أخص وأعلى.
فأنبأهم : أي الرسول عن الله .. فكان دالاً على الله وهادياً إليه ..
أليس النبي مخبر عن الله ..؟!
ألم تقرأ ما جاء في القرآن الكريم :
{قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} (33) سورة البقرة
{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ } (3) سورة التحريم
تدبر الآيات .. وستجد فيها الإجابات .. عما طرحته من إشكالات
فبدلاً من اعترافك بخطأك تتهمنا والعياذ بالله :
لا .. لا يامولانا .. أنكذب على الله .. أم تقولون على الله وكتابه ــ ما لا تعلمون .. فأحذر وأنتبه !!؟
لكن لا عجب بعد جرأتك على كلام المعصوم عليه السلام فيما أوردته في توقيعي .. حيث قلت :
أما وعن التوقيع لأخونا الحبيب .. فعلى الرغم من أن فيه دعوى لعدم ( التفكر ) وإعمال العقل الذى أمرنا الله به جل وعلا .. وهذا يبدو ( ظاهراً ) مما هو مكتوب من قول الإمام عليه الصلاة والسلام .. إلا أننى سأوضح أمراً ما
فيه هام جداً ، وهو : مختصراً مُفيداً .. هو :
** فارق كبير هو أخى الحبيب / مختصر ، والكلام أيضاً موجه إلى صاحبهُ أخى الحبيب / على مهدى ..
فإنهُ لفارق كبير أن ( تعمل ) أنت عقلك فيما لا تكون أهل لهُ ولن يأتيك الله بتأويله ، وهو الذى يشاء ويختار ..
وبين أن يُعلمك الله جل وعلا ، ويُسمعك تأويل ما لم يؤتى بتأويله من قبل !!!
فيقول الحق جل وعلا .. بسم الله الرحمن الرحيم :
(( ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهُم ))
كما قال :
(( الله اعلم حيث يجعل رسالته))
** فارق كبير هو أخى الحبيب / مختصر ، والكلام أيضاً موجه إلى صاحبهُ أخى الحبيب / على مهدى ..
فإنهُ لفارق كبير أن ( تعمل ) أنت عقلك فيما لا تكون أهل لهُ ولن يأتيك الله بتأويله ، وهو الذى يشاء ويختار ..
وبين أن يُعلمك الله جل وعلا ، ويُسمعك تأويل ما لم يؤتى بتأويله من قبل !!!
فيقول الحق جل وعلا .. بسم الله الرحمن الرحيم :
(( ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهُم ))
كما قال :
(( الله اعلم حيث يجعل رسالته))
ويؤيد الرواية الشريفة .. قوله (عليه السلام): " من أخذ دينه من كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) زالت الجبال قبل أن يزول، ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ردته الرجال ".
وقال أبو عبد الله (عليه السلام):
" ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله عز وجل ولكن لا تبلغه عقول الرجال ".
وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ :
لَيْسَ شَيْءٌ أَبْعَدَ مِنْ عُقُولِ الرِّجَالِ مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ إِنَّ الْآيَةَ يَنْزِلُ أَوَّلُهَا فِي شَيْءٍ وَ أَوْسَطُهَا فِي شَيْءٍ وَ آخِرُهَا فِي شَيْ .
وعن الثمالي قال قال علي بن الحسين ع :
" إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة و الآراء الباطلة و المقاييس الفاسدة و لا يصاب إلا بالتسليم فمن سلم لنا سلم و من اهتدى بنا هدي و من دان بالقياس و الرأي هلك و من وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا كفر بالذي أنزل السبع المثاني
والقرآن العظيم و هو لا يعلم "
نعم العقل حجة علينا في فهم وتعقل خطابات الشارع وادراك مقاصده ومبانيه ومعانيه ..
ولكن ألا ترى أن كثيراً من القبائح العقلية ليس بحرام في الشريعة ..
فلو أني حكمت عقلي في كثير من الأحكام الشرعية كحلية ذبح الحيوان وما شابه ذلك، لحكم عقلي بأن ذبح الحيوان غير مستحسن وان الرحمة تأباه، فكيف يُجيز الله ذبحه والرحمة (كما يدركها العقل) تأباه. وكثير من الأشياء التي يجب أن نسلم بها إلى الشارع بعد أن علمنا أنه حكيم في كثير من الأمور التي تبينت لنا، فنسلم له في الأمور التي لم يتبين لنا وجه الحكمة فيها، كما سلم شيعة أهل البيت عليهم السلام لقيام أهل البيت عليهم السلام أو قعودهم من غير أن يعترضوا أو ينتقدوا ذلك منهم، والى آخر تلك القضايا..
وصدق أهل العصمة عليهم الصلاة والسلام حيث قالوا :
عن ابي حمزة عن ابي عبد جعفر (عليه السلام) في حديث طويل، قال:
" ان الله لم يكل امره إلى خلقه لا إلى ملك مقرب ولا إلى نبي مرسل، ولكنه أرسل رسولا من ملائكته فقال له: قل: كذا وكذا، فامرهم بما يجب ونهاهم عما يكره.. الحديث " .
وعن ابي الحسن (عليه السلام)، قال: " من نظر برأيه هلك ومن ترك أهل بيت نبيه ضل ".
وفي حديث آخر عن امير المؤمنين (عليه السلام): " ان المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولكن اتاه من ربه فاخذ به "
.وفي آخر لما قال السائل له (عليه السلام). ما رأيك في كذا ؟ قال (عليه السلام): " وأي محل للرأي هنا ؟ إنا إذا قلنا حدثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن جبرائيل عن الله " .
كذلك وكما قال السيد نعمة الله الجزائري رحمه الله مستعجباً معترضاً .. فاضحاً للذين اعتمدوا على العقول واستدلالاتها، وطرحوا ما جاءت به الانبياء (عليهم السلام) حيث لم يأت على وفق عقولهم :
( .. وان كان المراد به ما كان مقبولا بزعم المستدل به واعتقاده، فلا يجوز لنا تكفير الحكماء والزنادقة ولا تفسيق المعتزلة والاشاعرة ولا الطعن على من يذهب إلى مذهب يخالف ما نحن عليه، وذلك ان أهل كل مذهب استندوا في تقوية ذلك المذهب إلى دلائل كثيرة من العقل، وكانت مقبولة في عقولهم معلومة لهم، ولم يعارضها سوى دلائل العقل لاهل القول الآخر أو دلائل النقل، وكلاهما لا يصلح للمعارضة لما قلتم، لان دليل النقل يجب تأويله ودليل العقل لهذا الشخص لا يكون حجة على غيره، لان عنده مثله ويجب عليه العمل بذلك، مع ان الاصحاب (رضوان الله عليهم) ذهبوا إلى تكفير الفلاسفة ومن يحذو حذوهم وتفسيق اكثر طوائف المسلمين، وما ذاك إلا لانهم لم يقبلوا منهم تلك الدلائل ولم يعدوها من دلائل العقل ) انتهى كلامه زيد في الخلد اكرامه.
وبخصوص قولك :
وبين أن يُعلمك الله جل وعلا ، ويُسمعك تأويل ما لم يؤتى بتأويله من قبل !!!
فيقول الحق جل وعلا .. بسم الله الرحمن الرحيم :
(( ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهُم ))
كما قال :
(( الله اعلم حيث يجعل رسالته))
(( ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهُم ))
كما قال :
(( الله اعلم حيث يجعل رسالته))
كذلك أخبرني عن قول الله عز و جل " سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ " أين ذلك من الأرض ؟
تعليق