هنا ال البيت يعلموننا التوسل المشروع
الإمام علي بن أبي طالب يقول في (نهج البلاغة) واصفاً لنا آداب التوسل والدعاء:
( إنّ أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله سبحانه وتعالى الإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله فإنه ذروة الإسلام، وكلمة الإخلاص إنها الفطرة، وإقامة الصلاة فإنها الملة، وإيتاء الزكاة فإنها فريضة واجبة، وصوم شهر رمضان فإنه جُنة من العقاب، وحج البيت واعتماره فإنهما ينفيان الفقر ويرحضان الذنب، وصلة الرحم فإنها مثراة في المال ومنساة في الأجل، وصدقة السر فإنها تكفر الخطيئة، وصدقة العلانية فإنها تدفع ميتة السوء، وصنائع المعروف فإنها تقي مصارع الهوان )
نهج البلاغة ص163 رقم (110) (ومن خطبة له عليه السلام في أركان الدين) ووسائل الشيعة 13/288
ويقول الإمام السجاد في الدعاء الذي رواه عنه أبو حمزة الثمالي:
(.. و الحمد لله الذي أناديه كلما شئت لحاجتي ، وأخلو به حيث شئت لسري بغير شفيعٍ، فيقضي لي حاجتي.. الحمد لله الذي أدعوه ولا أدعو غيره ، ولو دعوت غيره لم يستجب لي دعائي .. )
الصحيفة السجادية ص214
ويقول في مناجاة المطيعين: ( ولا وسيلة لنا إليك إلا أنت)
نفس المصدر ص411
يقول الطوسي في تفسيرآية: {يا آيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون} (خاطب الله في هذه الآية المؤمنين وأمرهم أن يتقوه ، ومعناه أن يتقوا معاصيه ويجتنبوها ، ويبتغوا إليه الوسيلة معناه يطلبون إليه الوسيلة وهي (القربة)
التبيان 3/509
وفي تفسير شُبّر: (أي ما تتوسلون به إلى ثوابه من الطاعة)
تفسير شبر 1/112
وفي تفسيره (الجوهر الثمين) قال: (ما تتوسلون به إلى ثوابه وجنانه ورضوانه من الطاعة).
تفسير الجوهر الثمين 2/170
ويقول فخر الدين الطريحي في (تفسير غريب القرآن ص484): ( {وابتغوا إليه الوسيلة} أي القربة إلى الله عز وجل ، والوسيلة: القربة).
وهنا أحد نواب مهديكم المنتظر عجججج يقول رأيه
محمد حسين فضل الله
حيث يقول
( لا واسطة بين العبد وربه في خطابه وسؤاله له ، وقد نلاحظ في التوجه الإنساني بوحدانية العبادة والاستعانة.. في خطاب العبد لربه في هذه الآية الكريمة {إياك نعبد وإياك نستعين}.. أنّ الإنسان لا يحتاج في حديثه مع الله وفي طلبه منه إلى أية واسطة من بشر أو غيره، لأنّ الله لا يبتعد عن عبده ولا يضع أي فاصل بينه وبينه.. إلا ما يضعه العبد من فواصل تبعده عن مواقع رحمته، وتحبس دعاءه عن الصعود إلى درجات القرب من الله.. بل أراد لعباده أن يدعوه بشكل مباشر ليستجيب لهم، وحدثهم عن قربه منهم بحيث يسمع كلامهم حتى لو كان يمثل الهمس أو في مثل وسوسة الصدور، وذلك قوله تعالى {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} وقوله تعالى {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}
تفسير من وحي القرآن 25/65-66
)
تعليق