بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
■ التوسل بأهل البيت (عليهم السلام):
يستحب أن يقدم على الدعاء ما يوجب الاستجابة كذكر أسماء الأئمة المعصومين والتوسل بهم، كما قدم الرسول (صلى الله عليه وآله) ما قدم ثم قال: (فاجعل صلواتك..).
فإن التوسل بأهل البيت(عليهم السلام) وجعلهم شفعاء بين يدي الدعاء يوجب استجابة الدعاء، كما دلّ على ذلك جملة من الأدلة، وفي بعض الأحاديث أن تقديم الصلاة عليهم على الدعاء وإلحاقها به أيضاً (أي الصلاة قبل الدعاء وبعده) يوجب الاستجابة، وفي رواية (الصلوات ثلاث مرات)، كما ذكر الإمام الراحل ذلك في كتاب (الفقه: الآداب والسنن).
ويشير سماحته إلى أن ذكر المحبوب مع طلب الحاجة يوجب إقبال الغير على السائل، والله سبحانه وتعالى يقبل على العبد إذا افتتح دعاءه بالصلاة على محمد وآل محمد، وإقباله تعالى ليس بالمعنى العرفي الحسي وشبهه، بل من باب
خذ الغايات واترك المبادئ)، وقد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يفتتح دعاءه بالصلاة عليه وآله، إذ لا منافاة بين رفعة المقام وجريان سنن الله التشريعية على الرسول (صلى الله عليه وآله) كما تجري السنن التكوينية عليه.
وفي مسألة أخرى يذكر السيد المرجع، إنه يستحب الصلاة على النبي وأهل بيته كما قال (صلى الله عليه وآله): (فاجعل صلواتك عليّ وعليهم)، والمراد بالصلوات العطف والحنان، ولذا يسمى أحد المتسابقين بالمصلي، فإن الإنسان يعطف إلى نحو الله سبحانه وتعالى في صلواته والله عزوجل وملائكته يعطفون على الإنسان في صلواتهما عليه.
يؤكد الإمام الراحل في إحدى مسائله على أنه يجب الاعتقاد بأن أهل البيت (عليهم السلام) متصفون بجميع الفضائل والكمالات وأعلى مراتب الطهارة، ومن هنا تتأتى محبتهم وفق ما تتضمنه الآيات والروايات المتواترة، ولا يخفى أن حب أهل البيت (عليهم السلام) على نوعين:
- حب ناقص: وهو مجرد المحبة القلبية.
- حب كامل: وهو المحبة القلبية مع عمل الجوارح.
فمن أحبهم (عليهم السلام) بلا عمل جوارحي كان فاسقاً، ومن لم يحبهم كان منحرفاً زائغاً، وقد قال سبحانه وتعالى في مُحكم كتابه المجيد: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)، ومن المعلوم أن مودتنا للقربى تنفع أنفسنا وليست تنفعهم (عليهم السلام)، إذ هم في غنى عن ذلك.
ثم يضيف إنه لا يخفى أن محبة ذويهم كأولادهم وإخوانهم والمتفرعين منهم مشتقة من محبتهم (عليهم السلام)، فلها فضل أيضاً، ولذا روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: (أكرموا ذريتي الصالحين لله والطالحين لي)، وليس المراد بالطالحين هنا الكفرة منهم - إذ فرض أن فيهم كفرة -، فإن الله سبحانه وتعالى برئ منهم وهم براء منه، كما تبرء إبراهيم (عليه السلام) من عمه آزر، وكما تبرأ الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) من أبي لهب، بل المراد بالطالحين من لهم بعض المعاصي والموبقات.
ومن هنا تتأتى دعوة الناس إلى التمسك بمن ينفعهم في دينهم ودنياهم وقد يجب، كما وجه سبحانه الناس إلى الخمسة الأطياب (أصحاب الكساء الخمسة النبي محمد وابنته فاطمة وزوجها علي وابنيها الحسن والحسين عليهم السلام) كراراً عديدة ببيان أن الكون خلق لأجلهم، فهم أجل وأكبر وأعظم منه، وغير خاف كونهم أجل وأعظم من الكون، ولا يراد به البعد المادي، بل المقصود الجانب المعنوي، يروى أن النبي (صلى الله عليه وآله) رأى في المعراج قافلة من الإبل لا يعلم أولها ولا آخرها، وهي محملة بفضل الإمام علي (عليه السلام)، وقد يكون ذلك من باب تشبيه المعقول بالمحسوس، فإن معنوية الإمام علي أكبر من الكون وهو المصداق الأتم بعد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وهو كذلك بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) النافذة لتلك النفس الرفيعة الكبيرة،مثل نبع ماء تحته بحار من المياه، والمراد بالمعنوية سعة علمه وعمق حلمه وسمو خلقه وآدابه وقوة إمكانياته في التصرف في الكون، إلى ما أشبه ذلك. وذلك كقوله سبحانه وتعالى: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله).
نعم يجب التمسك بمذهب شيعة آل البيت (عليهم السلام) فإنهم هم الفائزون، وإنما فازت الشيعة لأنهم التفوا حول القيادة الإلهية الصحيحة التي عينها الرسول (صلى الله عليه وآله)، بأمره تعالى والتي لها المكانة الرفيعة في الدنيا وفي الآخرة، حيث قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
إن رفعة الإمام المعصوم أمر جوهري كرفعة الذهب على التراب، والأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم) يحيطون علماً وقدرة – بإذن الله تعالى - بالكائنات جميعاً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
■ التوسل بأهل البيت (عليهم السلام):
يستحب أن يقدم على الدعاء ما يوجب الاستجابة كذكر أسماء الأئمة المعصومين والتوسل بهم، كما قدم الرسول (صلى الله عليه وآله) ما قدم ثم قال: (فاجعل صلواتك..).
فإن التوسل بأهل البيت(عليهم السلام) وجعلهم شفعاء بين يدي الدعاء يوجب استجابة الدعاء، كما دلّ على ذلك جملة من الأدلة، وفي بعض الأحاديث أن تقديم الصلاة عليهم على الدعاء وإلحاقها به أيضاً (أي الصلاة قبل الدعاء وبعده) يوجب الاستجابة، وفي رواية (الصلوات ثلاث مرات)، كما ذكر الإمام الراحل ذلك في كتاب (الفقه: الآداب والسنن).
ويشير سماحته إلى أن ذكر المحبوب مع طلب الحاجة يوجب إقبال الغير على السائل، والله سبحانه وتعالى يقبل على العبد إذا افتتح دعاءه بالصلاة على محمد وآل محمد، وإقباله تعالى ليس بالمعنى العرفي الحسي وشبهه، بل من باب

وفي مسألة أخرى يذكر السيد المرجع، إنه يستحب الصلاة على النبي وأهل بيته كما قال (صلى الله عليه وآله): (فاجعل صلواتك عليّ وعليهم)، والمراد بالصلوات العطف والحنان، ولذا يسمى أحد المتسابقين بالمصلي، فإن الإنسان يعطف إلى نحو الله سبحانه وتعالى في صلواته والله عزوجل وملائكته يعطفون على الإنسان في صلواتهما عليه.
يؤكد الإمام الراحل في إحدى مسائله على أنه يجب الاعتقاد بأن أهل البيت (عليهم السلام) متصفون بجميع الفضائل والكمالات وأعلى مراتب الطهارة، ومن هنا تتأتى محبتهم وفق ما تتضمنه الآيات والروايات المتواترة، ولا يخفى أن حب أهل البيت (عليهم السلام) على نوعين:
- حب ناقص: وهو مجرد المحبة القلبية.
- حب كامل: وهو المحبة القلبية مع عمل الجوارح.
فمن أحبهم (عليهم السلام) بلا عمل جوارحي كان فاسقاً، ومن لم يحبهم كان منحرفاً زائغاً، وقد قال سبحانه وتعالى في مُحكم كتابه المجيد: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)، ومن المعلوم أن مودتنا للقربى تنفع أنفسنا وليست تنفعهم (عليهم السلام)، إذ هم في غنى عن ذلك.
ثم يضيف إنه لا يخفى أن محبة ذويهم كأولادهم وإخوانهم والمتفرعين منهم مشتقة من محبتهم (عليهم السلام)، فلها فضل أيضاً، ولذا روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قوله: (أكرموا ذريتي الصالحين لله والطالحين لي)، وليس المراد بالطالحين هنا الكفرة منهم - إذ فرض أن فيهم كفرة -، فإن الله سبحانه وتعالى برئ منهم وهم براء منه، كما تبرء إبراهيم (عليه السلام) من عمه آزر، وكما تبرأ الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) من أبي لهب، بل المراد بالطالحين من لهم بعض المعاصي والموبقات.
ومن هنا تتأتى دعوة الناس إلى التمسك بمن ينفعهم في دينهم ودنياهم وقد يجب، كما وجه سبحانه الناس إلى الخمسة الأطياب (أصحاب الكساء الخمسة النبي محمد وابنته فاطمة وزوجها علي وابنيها الحسن والحسين عليهم السلام) كراراً عديدة ببيان أن الكون خلق لأجلهم، فهم أجل وأكبر وأعظم منه، وغير خاف كونهم أجل وأعظم من الكون، ولا يراد به البعد المادي، بل المقصود الجانب المعنوي، يروى أن النبي (صلى الله عليه وآله) رأى في المعراج قافلة من الإبل لا يعلم أولها ولا آخرها، وهي محملة بفضل الإمام علي (عليه السلام)، وقد يكون ذلك من باب تشبيه المعقول بالمحسوس، فإن معنوية الإمام علي أكبر من الكون وهو المصداق الأتم بعد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وهو كذلك بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) النافذة لتلك النفس الرفيعة الكبيرة،مثل نبع ماء تحته بحار من المياه، والمراد بالمعنوية سعة علمه وعمق حلمه وسمو خلقه وآدابه وقوة إمكانياته في التصرف في الكون، إلى ما أشبه ذلك. وذلك كقوله سبحانه وتعالى: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله).
نعم يجب التمسك بمذهب شيعة آل البيت (عليهم السلام) فإنهم هم الفائزون، وإنما فازت الشيعة لأنهم التفوا حول القيادة الإلهية الصحيحة التي عينها الرسول (صلى الله عليه وآله)، بأمره تعالى والتي لها المكانة الرفيعة في الدنيا وفي الآخرة، حيث قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
إن رفعة الإمام المعصوم أمر جوهري كرفعة الذهب على التراب، والأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم) يحيطون علماً وقدرة – بإذن الله تعالى - بالكائنات جميعاً.
تعليق