.. بسـم الله الرحمـن الرحـيم ..
.. السَّـلاَمُ عَلَى عَلِيٍّ وَ أَنْصَارِ عَلِيّْ ..
.
.
.
مُعْتَصِر أَطْرِقْ بِرَأْسِكَْ فَمَا لِلظَّالِمِيِنَ مِنْ أَنْصَار , وَ مِنْ ثُمَّ إِرْفَعْ
رَأْسَكَ وَ تَفَكَّر مَعِيْ , هَل أَنَّ كِتَابَ الله هُوَ الحَكَمُ بَيْنَنَا أَمْ نَحْنُ
حُكَّامٌ عَلَى كِتَابِ خَالِقِنَا ؟! , وَ هَلْ نَجْعَل مِنَ القُـرْآنِ تَابِعَـاً
أَمْ مَتْبُوُعـا ؟! , إِنْ كُنْتَ مُتَّفِقَاً مِعِي عَلَى ذَلِكْ فَوَاصِل , أَمَّـا
إِنْ أَبَيْتَ إِلاَّ حُكْمَـاً قَدْ غَوَى وَ رِجْسَاً قَدْ هَوَى فَلاَ تُتَابِع مَا يَرِدُ
فِي هَذِهِ المُشَارَكَه , أَنْتَ تَقُوُل أَنَّ أَبَابَكرٍ وَ عُمَر وَ عُثْمَان قَدْ
تَحَقَّقَ فِيِهِم وَعْدُ الله عَزَّ وَ جَلْ أَلَيْسَ كَذَلِكْ ؟! , طَيِّبْ .. لِنَأْخُذْهُم
وَ نَسْأَلْ عَنْ أَفْعَالِهِم وَ كَيْفَ آلَتْ إِلَيْهِم أُمُوُرُ المُسْلِمِيِنْ وَ هَـلْ
كَانَ حُكْمُهُم بِكِتَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى وَ سُنَّةُ نَبِيِّهِ وَ حَبِيِبِـهِ
مُحَمَّدٍ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّـَم , أَمْ أَنَّهَم قَـدْ خَالَفُـوا كَلاًّ
مِنْهُمَا وَ لَمْ يَحْفَظُوهُمَا , يَقُوُلُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى ( وَعَدَ اللهُ
الَّذِيِنَ آمَنُوا مِنْكُم وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُـم فِي الأَرْضِ
كَمَا اِسْتَخْلَفَ الَّذِيِنَ منْ قَبْلِهِـم وَ لَيُمَكِّنَـنَّ لَهُم دِيِنَهُـمُ الَّـذِي
اِرْتَضَـى لَهُم و لَيُبَدِّلَنَّهُـم مِنْ بِعْدِ خَوْفِهِـم أَمْنَـاً يَعْبُدُونَنِي لاَ
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئَـاً وَ مَنْ كَفَـرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولاَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونْ )
صَدَقَ اللهُ العَلِيُّ العَظِيِم , خُذْ يَامُنْتَصِر هَذِهِ الآيـَةَ الكَرِيِمَـه وَ
اِعرِضْ عَلَيْهَا نِتَاجَ السَّقِيِفَه , هَلْ تَـرَى بِعَقْلِـكَ أَنَّ وَعْـدَ اللهِ لاَ
يَتَحَقَّق إِلاَّ بِهَكَـذَا طَرِيِقـه !؟ , وَ مَتَى وَ بَعْدَ مَاذَا وَ مَا الَّذِي
قَدْ أَصَابَ النَّاسَ !! , أَيُتْرَكُ نَبِيُّ اللهِ مِنْ دُوُنِ أَيِّ حُزْنٍ عَلَى فَقْدِه
وَ كَأَنَّمَا الَّذِي قَدْ فُقِدَ رَجُلٌ لاَ فَضْلَ لَهُ عَلَى أُولاَئِكَ الأَصْحَاب !! ,
بَلْ إِنَّ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَر بِفِعْلَتِهِمَا تِلْك قَدْ أَوْضَحُوا لِمَن كَانَ لَـهُ
قَلْبَـاً عَقُولاً أَنْ يَتَسَاءَلَ مُنْدَهِشَـاً مِنْ ضَعْفِ الإِيِمَانِ بِوَعْـدِ اللَّـهِ
سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى !! , إِذْ أَنَّ الوَاثِقَ بِمَا قَدْ وَعَدَهُ الله سُبْحَانَهُ
وَ تَعَالَى لاَ يَسْعَى لِشَيّءٍ قَدْ وَعَدَهُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى بِهِ لِيُحْدِثَهُ
بِظُلْمٍ وَ جَوْرٍ وَ عِنَادٍ وَ اِسْتِكْبَار !! , إِذْ أَنَّ فِي ذَلِـكَ مُخَالَفَـةً
جَلِيَّةً وَاضِحَةً للعَيَان وَ اِنْحِرَافٌ عَنْ مَسَار الوَعْدِ المَذْكُـور , إِذ
لَوْ سَلَّمْنَا جَدَلاً بَأَنَّ اِبْتِدَاءَ الآيَةِ الكَرِيِمَةِ ( وَعَــدَ اللهُ الَّذِيِـنَ
آمَنُوا مِنْكُم وَ عَمِلُـوا الصَّالِحَـاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُـم فِي الأَرْضِ كَمـَا
اِسْتَخْلَفَ الَّذِيِنَ منْ قَبْلِهِـم ) يَنْطَبِقُ عَلَى شَيْخَيْكُم فَإِنَّ مَا يََتْبَعُهَا
يُخَالِفُ طَرِيِقَتَهُمَا فِي السَّعيِ إِلَيْهَا , إِذْ قَالَ تَعَالَى ( وَ لَيُمَكِّنَنَّ
لَهُم دِيِنَهُـمُ الَّـذِي اِرْتَضَـى لَهُم و لَيُبَدِّلَنَّهُـم مِنْ بِعْـدِ خَوْفِهِــم
أَمْنَـاً يَعْبُدُونَنِـي لاَ يُشْرِكُـونَ بِي شَيْئَـا ) وَ هُنَـا يَذْكُــرُ لَنَـا
التَّارِيِخ فِعْـلاً شَنِيِعـاً يُبْطِلُ صِحَّةَ النَّظَرِيَّةِ المَزْعُومَه , وَ يَفْضَحُ
النِّفَاقْ !! , إِذْ أَنَّ عَلِيََّاً عَلَيْهِ السَّـلاَمْ قَدْ قَالَ حِيِنَمَا قَدْ سِيِقَ
إِلَيْهَا مُكْرَهَـاً مُجْبَـرَا ( يَابْنَ أُمِّ إِنَّ القَوْمَ اِسْتَضْعَفُونِي وَ كَادُوا
يَقْتُلُونَنِي ) ! , فَيَا عَجبَي أَيْنَ مَا تَبَقَّى مِنَ الوَعْد ؟! وَ أَنَـا
أَتَكَلَّمُ هُنَا عَنْ عَلِيٍّ بِصِفَتهِ عَبْدٌ مِـنْ عِبَادِ الله سُبْحَانَهُ وَ تَعَـالَى
وَ أَخو رَسُوُلِه وَ زَوْجُ إِبْنَتِهِ صلَّ اللهُ عَلَيْهِم أجْمَعِيِن , فَأَيْنَ ذَهَـبَ
أَمْنُ هَذَا المُؤْمِن ؟! , فَهُنَا أَنْتَ مَابَيْنَ وَ بَيْن , إِمَّـا أَنْ تُنْكِرَ
التَّارِيِخ وَ صَيْحَةَ عَلِيٍّ مُنَادِيَاً لِمُحَمَّد وَ مُسْتَغِيِثَا بِالله وَ هَذَا وَارِد ,
أَوْ تُنْكِرَ الوَعْـدَ مِنْ أُسِّهِ وَ أَسَاسِهْ , أَوْ أَنْ تُكْمِلَ الآيَةَ الكَرِيِمَةَ
إِذْ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى ( وَ مَنْ كَفَـرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولاَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونْ )
فَتَقُولُ أَنَّهَا وَصَفَتْ حَالَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّـلاَم !! , وَ لَنْ تَفعَـلَ ذَلِكْ
لأنَّكَ مَاكِرٌ مُخَادِع , ثُمَّ مِنْ بَعْدِ ذَلِكْ طَبِّق ذَاتَ الأمْرِ عَلَى خِلاَفَةِ عُمَر
وَ كَذَلِكَ عُثْمَان تَجِد أَنَّ كُلٌّ مِنْهُم أَخَذَهَا إِمَّا غَاصِبَاً أَوْ مُسْتَغِـلاً أَوْ
مُدَلِّسَـا , أَمَّـا عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّـلاَم فَجَاءَت إِلَيْهِ زَاحِفَةً تَطْلُبُه وَ مَا
طَارَ إِلَيْهَا إِذْ طَارُوا إِلَيْهَا شَغَفَـا , وَ فِي مَآلِهَا إِلَى صَاحِبِ أَمْرِهَا
أمِيِرُ المُؤْمِنِنَ عَلِيّْ عَلَيْهِ السَّلاَم مِصْدَاقٌ لِقَوْلِهِ جَلَّ وَ عَلاَ إِذْ قَال (
وَ لَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَن يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيِز ) , وَ حِيِنَمَا رَفَضَ أَمِيِرُنَا
عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّـلاَمْ أَنْ يََحْكُمَ العِبَادَ بِسُنَّةِ شَيْخيْكُمَ كَانَ مِصْدَاقاً لِقَوْلِ
الحَقِّ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى ( الَّذِيِنَ إِنْ مَكَّنَّاهُم فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ
وَ آتـَوا الزَّكَـاةَ و أَمَرُوا بِالمَعْرُوُفِ و نَهَـوْا عَنِ المُنكَـرِ وَ للَّهِ
عَاقِبَةُ الأُمُوُر ) , ثُمَّ اِنْظُـر فِي عَوَاقِبِ أُمُورِ الثَّلاثَةِ المُغْتَصِبِيِن إِذْ
تَجِد أَنَّ التَّارِيِخَ يَنْقُلُ لَنَا أَنَّ النَّدَمَ وَ الحَسْرَةَ قَدْ بَلَغَتْ بَأوَّلِهِـمْ
مَبْلَغَ الأسَى , وَ الثَّانِي إِقْرَأ مَاذَا كَانَ يَتَمَنَّى , أَمَّا الثّالِثْ فَمَاتَ
وَ فَرِحَتْ بِمَوْتِهِ عَائِشَه وَ لَوْ طَرَحْتَ هَذَا عَلَى كِتَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى
لَوَجَدْتَ أَنَّهَا عَاقِبَةُ مَنْ اِسْتَكْبَرَ وَ نِهَايَةُ مَن ظَلَمْ وَ اِذْكُر قَوْلَهُ تَعَالَى
( وَ مِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ يُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا
فِي قَلْبِهِ وَ هُوَ أَلَدُّ الخِصَام * وَ إِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا
وَ يُهْلِكَ الحَرْثَ وَ النَّسْلَ وَ اللهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَاد * وَ إِذَا قِيِلَ لَهُ إِتَّقِ اللهَ
أَخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمَ وَ لَبِئْسَ المِهَاد ) وَ تَجِد أَيْضاً فِي
نِهَايَاتِهِم وَ أَتْبَاعِهِم مِصْدَاقَـاً لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( إِنَّمَا جَـزَاءُ الَّذيـِنَ
يُحَارِبُونَ اللهَ وَ رَسُولَـهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادَاً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا
أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيِهـم وَ أَرْجُلُهُـم مِنْ خِلاَف أَوْ يُنْفَوا مِنَ الأرْضِ وَ ذَلِكَ لَهُم
خِزْيٌ وَ لَهُم فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيِم ) , أَمَّـا إِنْ جِئْتَ لِعَلِيِّ إِبْنِ أَبِي
طَالِبْ عَلَيْهِمَا السَّـلاَم فَكَانَ خِتَامُ أَمْرِهِ فَوْزٌ بِصَرْخَةٍ مُدَوِّيَةٍ أَبْكَت السَّمَاء
وَ زَلْزَلَت أَرْكَانَ الأرْضِ إِذْ صَاحَ قَائِلاَ ( فـُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَه ) , وَ قَدْ
تَوَعَّـد اللهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى قَاتِلَ عَلِيٍّ المُرْتَضَى بِعَذَابٍ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ
المُصْطَفَى , فَمَن أَفْضَلُ مِمَّن , وَ لْيَكُن لِكُلٍّ ضَمِيِرُ صِدْقٍ يَتَحَدَّثُ بِه !! ..
.
.
.
أَمَّا بِالنِّسْبَةِ للْوَعْدِ الإِلَهِيّ فَسَأُوُرِد لَكَ مَقْطَعَاً نَصِّيَّـاً مِنْ خِطْبَةٍ للأَمِيِر
عَلَيْهِ السَّلاَم وَ لاَ أُلْزِمُكَ بِتَصْدِيِقِهَـا إِذْ لاَ يَقِيِنُـكَ بِهَا يَبْعَثُنِـي عَلَـى
التَّمَسُّكِ بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أَنَا عَلَيْه , وَ لاَ إِنْكَارُكَ لَهَا يُشَكِّكْنِي بِصِحَّتِهَا
إِذْ يَقُوُلُ الأَمِيِرُ عَلَيْهِ السَّلاَمْ بِعْدَ النَّهْرَوَان ( ... أَلاَ إِنَّ مِنَّا قَائِماً
عَفِيِفَةٌ أَحْسَـابُه , سَـادَةٌ أَصْحَابُه , يُنَادَى عِنْدَ اِصْطِـدَامِ أَعْـدَاءِ اللهِ
بِاِسْمِهِ وِ اِسِمِ أَبِيِهْ , فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ثَلاَثَا , بَعْد هَـرْجٍ وَ قِتَـال , وَ
ضَنْكٍ وَ خَبَال , وَ قِيَامٍ مِنَ البَلاَءِ عَلَى سَاق , وَ إِنِّـي لَأَعْلَمُ إِلَى مَـنْ
تُخْرِجُ الأَرْضُ وَ دَائِعَهَا , وَ تُسَلِّـمُ إِلَيْهِ خَزَائِنَهَا , وَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَضْرِبَ
بِرِجْلِي فَأَقُوُل اُخْرُجِي مِنْ هَاهُنَا بِيِضَـاً وَ دُرُوُعَـا , كَيْفَ أَنْتُم يَابْنَ هَنَات
إِذَا كَانَتْ سُيُوفُكُـم بِأَيْمَانِكُم مُصْلَتَاتْ , ثُمَّ رَمَلْتُم رَمَلاَتٍ لَيْلَةَ البَيَاتْ ,
لَيَسْتَخْلِفَنَّ اللهُ خَلِيِفَةً يَثْبُتُ عَلَى الهُدَى , وَ لاَ يُأْْخُذُ عَلَى حُكْمِهِ الرُّشَاء ,
إِذَا دَعَى دَعَوَاتٍ بَعِيِـدَاتِ المَـدَى دَامِغَـاتٍ للمُنَافِقِيِـن , فَارِجَاتٍ عـنِ
المُؤْمِنِيِن , فَيَابْنَ حُرَّةِ الإِمَـاء , مَتَى نَنْتَظِرُ البَشِيِرَ بِنَصْرٍ قَرِيِـبْ ,
مِن رَبٍّ رَحِيِـم , أَلاَ فَوَيْلٌ للمُتَكَبِّرِيِـن , عِنْدَ حَصَادِ الحَاصِدِيِـنْ وَ قَتْـلِ
الفَاسِقِيِن عُصَـاةِ ذِي العَـرْشِ العَظِيِـمْ , بِأَبِي إِبْنُ حُرَّةِ الإِمَاء يَسُوُمُهُم
خَسْفَـا , وَ يَسُوُقُهُـم عَنْفَـا , وَ يَسْقِيِهِـم بِكَأْسٍ مُصَبَّـرَه , لاَ يُعْطِيِهِـم
إِلاَّ السَّيْف , وَ لاَ يُحْلِسُهُـم إِلاَّ الخَوْف , يَضَعُ السَّيْفَ عَلَى عَاتِقِهِ ثَمَانِيِةَ
أَشْهُرٍ هَرْجَا , حَتَّى تَقُوُلَ قُرَيْش وَ اللهِ مَا هَذَا مِنْ قُرَيْش , لَوْ كَانَ هَذَا مِنْ
قُرَيْشٍ وَ مِنْ وِلْدِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلام لَرِحِمَنَا , فَيُغْرِيِهِ اللهُ بِبَنِي أُمَيَّـةَ
وَ بَنِي العَبَّاس , فَيَجْعَلَهُـم تَحْتَ قَدَمَيْه , وَ يَطْحَنَهُم طَحْنَ الرَّحَى , حَتَّى
يَجْعَلَهُـم حُطَامَـاً وَ رُفَاتَـا , مَلْعُونِيِنَ أَيْنَما ثُقِفُوا , اُخِذُوا وَ قُتِّلُوا
تَقْتِيِـلا , سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِيِنَ خَلَوا مِنْ قَبْل وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيِـلا
فَعِنْدَ ذَلِكَ تَوَدُّ قُرَيْش بِالدُّنْيَا وَ مَا فِيِهَـا لَوْ يَرَوْنَنِي مَقَامـاً وَاحِـدا
وَ لَـوْ قَدْرَ حَلْبِ شَـاة , أَوْ جَزْرِ جَزُوُر , لِأَقْبَلَ مِنْهُم مَا أَطْلِبُ اليَـوْمَ
بَعْضَـهُ فَلاَ يُعْطُونَنِي , أَلاَ إِنَّ ذَلِكَ كَائِنٌ عَلَى رَغْمِ الرَّاغِمِيِن ... )
.
.
.
أَعْتَقِد أَنَّكَ وَجَدْتَ ضَالَّتَك ؟! , إِذْ قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَم أَنَّ اللهَ تَعالَى
قَدْ إِسْتَخلَفَهُ فِي الأَرْضِ بَعْدَ مُحَمَّد صَلَّ اللهُ عَلَيـْهِ وَ سَلَّم وَ لَكِـن القَـوْمَ
إِسْتَكْبَرُوا , وَ عَلِيٌّ مَعَ شِيِعَتِهِ وَ أَنْصَارِه يَنْتَظِرُ النَّصْرَ المَوْعُود وَ اللهُ
مُنْجِزُ وَعْدِه , إِذَاً أَسْقَط عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّـلاَم نَظَرِيَّةَ خُبْثِِ شَيْطَـانِكُـم إذْ
كُنْتَ مُصِرَّاً عَلَى أَنَّ الوَعْدَ قَد تَحَقَّق فِي الأرْبَعَه , وَ الرَّابِعُ قَد أَنْكَـر
إِذْ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَم ( فَعِنْدَ ذَلِكَ تَوَدُّ قُرَيْش بِالدُّنْيَا وَ مَا فِيِهَـا لَوْ يَرَوْنَنِي
مَقَامـاً وَاحِـدا وَ لَـوْ قَدْرَ حَلْبِ شَـاة , أَوْ جَزْرِ جَزُوُر , لِأَقْبَلَ
مِنْهُم مَا أَطْلِبُ اليَـوْمَ بَعْضَـهُ فَلاَ يُعْطُونَنِي ) !! , أَيْنَ الوَعْد ؟! وَ أَينَ
التَّمْكِيِن ؟! , أَيَكُونُ عَلِيٌّ كَاذِب ؟! مَعَاذ الله , وَ لَكِنَّكُم قَوْمٌ ظَالِمُون
فَاِعْرِض قَوْلَ الإِمَـامِ عَلِيّْ عَلَيْهِ السَّـلاَم عَلَى كِتَابِ الله فَاِن كَانَ مُنَاقِضَاً
لَهُ وَ لَوْ بِنِصْفِ كَلِمَه فَلاَ تَأْخُذ مِنْهُ شَيْئـا , وَ إِنْ لَم تَجِد فَلاَ تُنَافِق
وَ تَدَّعِ حُبَّه .. وَ أَوَدُّ مِنْكَ أَنْ لَوْ فَكَّرْتَ بِقَوْلِ الإمَام عَلَيْهِ السَّلاَم أَنْ
تَعْرِضَ مَافِيِهِ عَلَى ثَلاَثِ آيَـاتٍ مِنَ القُرْآنِ الكَرِيِـم ..
( وَعَدَ اللهُ الَّذِيِنَ آمَنُوا مِنْكُم وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُـم
فِي الأَرْضِ كَمَا اِسْتَخْلَفَ الَّذِيِنَ منْ قَبْلِهِـم وَ لَيُمَكِّنَـنَّ لَهُم دِيِنَهُـمُ
الَّـذِي اِرْتَضَـى لَهُم و لَيُبَدِّلَنَّهُـم مِنْ بِعْدِ خَوْفِهِـم أَمْنَـاً يَعْبُدُونَنِي لاَ
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئَـاً وَ مَنْ كَفَـرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولاَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونْ )
.
( وَ نُرِيِـدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِيِنَ اِسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُم أَئِمَّةً
وَ نَجْعَلَهُـم الوَارِثِيِـن وَ نُمَكِّنَ لهَُمْ فى الأَرْضِ وَ نُرِي فِرْعَوْنَ وَ هَاماَنَ
وَ جُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كانُوا يحْذَرُون )
.
( إِنَّمَا جَـزَاءُ الَّذيـِنَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَ رَسُولَـهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادَاً
أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيِهـم وَ أَرْجُلُهُـم مِنْ خِلاَف أَوْ يُنْفَوا
مِنَ الأرْضِ وَ ذَلِكَ لَهُم خِزْيٌ وَ لَهُم فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيِم )

.
.
.
سَاعَدَ اللهُ قَلْبَكَ يَاحُسَيْنِي .. إِنَّهُم خُبَثَاء