حتى متى نظل … " نائب الفاعل "
الماضي … الحاضر … المستقبل … هذه هي الظروف الزمانية الثلاثة التي لا ينفك الإنسان من المراوحة بينها في أي ظرف مكاني كان .
المكان والزمان هما جناحا مسيرة الإنسان في هذا الكون ، فأي نوع من الجناحين يحمل كل منا ، كي نحلق به في فضاءات الحياة ؟
جناح المكان ممتد عبر مساحة هذه الأرض من ريشها الشمالي إلى ريشها الجنوبي .
أما جناح الزمان فممتد عبر ساعة هذا الكون من الدقة الأولى حتى الدقة الأخيرة في قلب هذه الساعة الكونية المعمرة .
أما الناس فإنهم في ظرف الزمان ثلاثة :
الأول : مفاخر بالفعل الماضي ، مبني على فتح الملفات القديمة ذات الشهادات والامتيازات والفتوحات التي تمنحها لقب " نائب الفاعل " !
الثاني : متحدث عن حاضره الذي لا يضارعه فيه أحد _ حسب زعمه _ فهو دوماً الفاعل وكل من سواه مفعول به !
الثالث : مستشرق لمستقبله ، لا يتوقف طموحه عند حدود الفعل المضارع بل يتعدى إلى ليلتهم مفعولين به : الحاضر والمستقبل !
والإنسان المتحرك محب بطبعه للحديث عن المستقبل لأنه علامة وعي ورقي ، فيما الإنسان الساكن يعوض عجزه عن نيل البعيد الذي أمامه ، بإستجلاب ما في مزودته التي خلف طهره من أطايب الحديث البائت !
هكذا علاقة الإنسان مع الزمان … فما بال العرب مازالوا يمارسون العشق مع الماضي … فيما يمارس الآخرون عشقهم للمستقبل . لماذا لم نزل نعتقد أن المستقبل ليس من شأننا وأن علينا أن نعيش يومنا ، أما غدنا … فلكل حادث حديث …
لماذا نشعر أن الحديث عن المستقبل هو حديث عن : الذي يأتي ولا يأتي !
هل ما زلنا نعتقد أن التخطيط للمستقبل هو أمر يناهض التوكل … دون أن ندرك أنه _ في حقيقته _ يناهض التوكل .
ألم ندرك بعد تلك الدعوات الحثيثة في نصوصنا الشرعية لاستشراق المستقبل الزماني والمكاني في قوله تعالى ( قل سيروا في الأرض )
و ( وقل اعملوا … ) .
أسئلة كثيرة تنحدر من بوصلة الإنسان المسلم بحثا عن الاتجاه ا لصحيح نحو الشمال ، الشمال الصحيح !
الذي دعا لانكباب هذه الأسئلة في صحراء الجواب ، هو انكباب العالم في حديقة المستقبل ! فالكل يتحدث عن العام ألفين و اثنين
ليس فيما سيحدثونه فيه فحسب بل الذي لن يحدثوه فيه _ لضيق الوقت _ !
أما نحن فما زلنا نحاكم " الحاضر " ثم نرفع الجلسة بعد أن نسمع الحكم الذي يصدره عليه " السيد الماضي " !
هناك بارقة أمل تلوح في أفق الزمان العربي ، فالحديث عن المستقبل بدأ ينبت في تربة صحراء العرب .
هاهو مؤتمر هنا … وندوة هناك ، يشكلها عنصران : الإنسان والتربية ، والمستقبل ثالثهما …
و هاأنا في مقالي هذا احتفل بهذه المبادرات … لكني أضع يدي على قلبي خشية أن تكون هذه المبادرات شكلا من أشكال الفعل المبني للمجهول … وان تكون الأمة … " نائب فاعل " … ! .
أرجو أن يحوز المقال على رضاكم
الكاتب : صوت الحزن
الماضي … الحاضر … المستقبل … هذه هي الظروف الزمانية الثلاثة التي لا ينفك الإنسان من المراوحة بينها في أي ظرف مكاني كان .
المكان والزمان هما جناحا مسيرة الإنسان في هذا الكون ، فأي نوع من الجناحين يحمل كل منا ، كي نحلق به في فضاءات الحياة ؟
جناح المكان ممتد عبر مساحة هذه الأرض من ريشها الشمالي إلى ريشها الجنوبي .
أما جناح الزمان فممتد عبر ساعة هذا الكون من الدقة الأولى حتى الدقة الأخيرة في قلب هذه الساعة الكونية المعمرة .
أما الناس فإنهم في ظرف الزمان ثلاثة :
الأول : مفاخر بالفعل الماضي ، مبني على فتح الملفات القديمة ذات الشهادات والامتيازات والفتوحات التي تمنحها لقب " نائب الفاعل " !
الثاني : متحدث عن حاضره الذي لا يضارعه فيه أحد _ حسب زعمه _ فهو دوماً الفاعل وكل من سواه مفعول به !
الثالث : مستشرق لمستقبله ، لا يتوقف طموحه عند حدود الفعل المضارع بل يتعدى إلى ليلتهم مفعولين به : الحاضر والمستقبل !
والإنسان المتحرك محب بطبعه للحديث عن المستقبل لأنه علامة وعي ورقي ، فيما الإنسان الساكن يعوض عجزه عن نيل البعيد الذي أمامه ، بإستجلاب ما في مزودته التي خلف طهره من أطايب الحديث البائت !
هكذا علاقة الإنسان مع الزمان … فما بال العرب مازالوا يمارسون العشق مع الماضي … فيما يمارس الآخرون عشقهم للمستقبل . لماذا لم نزل نعتقد أن المستقبل ليس من شأننا وأن علينا أن نعيش يومنا ، أما غدنا … فلكل حادث حديث …
لماذا نشعر أن الحديث عن المستقبل هو حديث عن : الذي يأتي ولا يأتي !
هل ما زلنا نعتقد أن التخطيط للمستقبل هو أمر يناهض التوكل … دون أن ندرك أنه _ في حقيقته _ يناهض التوكل .
ألم ندرك بعد تلك الدعوات الحثيثة في نصوصنا الشرعية لاستشراق المستقبل الزماني والمكاني في قوله تعالى ( قل سيروا في الأرض )
و ( وقل اعملوا … ) .
أسئلة كثيرة تنحدر من بوصلة الإنسان المسلم بحثا عن الاتجاه ا لصحيح نحو الشمال ، الشمال الصحيح !
الذي دعا لانكباب هذه الأسئلة في صحراء الجواب ، هو انكباب العالم في حديقة المستقبل ! فالكل يتحدث عن العام ألفين و اثنين
ليس فيما سيحدثونه فيه فحسب بل الذي لن يحدثوه فيه _ لضيق الوقت _ !
أما نحن فما زلنا نحاكم " الحاضر " ثم نرفع الجلسة بعد أن نسمع الحكم الذي يصدره عليه " السيد الماضي " !
هناك بارقة أمل تلوح في أفق الزمان العربي ، فالحديث عن المستقبل بدأ ينبت في تربة صحراء العرب .
هاهو مؤتمر هنا … وندوة هناك ، يشكلها عنصران : الإنسان والتربية ، والمستقبل ثالثهما …
و هاأنا في مقالي هذا احتفل بهذه المبادرات … لكني أضع يدي على قلبي خشية أن تكون هذه المبادرات شكلا من أشكال الفعل المبني للمجهول … وان تكون الأمة … " نائب فاعل " … ! .
أرجو أن يحوز المقال على رضاكم
الكاتب : صوت الحزن
تعليق