بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتاد العرب في الجاهلية على قتل الابناء خوفاً من املاق ووأد البنات خوفامن العار حتى جاء الاسلام وفاض نوره فمحا هذه الجاهلية وحرم قتل الابناء مهما كانتالاسباب .
قال تعالى : "ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم انقتلهم كان خطئاً كبيراً".
اما اليوم ونحن في «عصر الانفتاح والتقدم والديمقراطية » الااننا ما زلنا نسمع ونشاهد ونقرأ عن حالات قتل الابناء والاطفال او ممارسة شتى انواعالاعتداءات والعنف ضدهم ، بل اصبحنا نشاهد ونلمس ( الابداع والتفنن ) في اسلوبالاعتداء فقد اصبح للعنف انواع واشكال وتسميات مختلفة ، ولكل نوع صفة وخاصية تختلفعن الآخر ، الا ان النتيجة والضحية واحدة وأياً كان نوع الاعتداء فانه في النهايةيؤثر بصورة بشعة بل وقذرة على استمرار حياة ونمو الطفل الضحية ذلك الطفل الذي لميكن ذنبه في ذلك الوقت الذي اوقع عليه المعتدي حكمه الا انه طفل بريء ، ضعيف طاهرلا يعرف من خبث الدنيا شيئاً ولا يفقه من اساليب المكر والاضطهاد شيئاً .
ففي ظل العلمانية والتقدم المزعوم وللاسف لا يمر يوم على هذهالدنيا الا ونسمع ونقرأ عن حالة اعتداء ضد طفل وعادة ما تكون هذه الاعتداءات موجهةللطفل من قبل الاقارب
انواع العنف ضد الاطفال
تعتبر ظاهرة العنف ضد الاطفال من ابرز المشكلات التي لا يكاديخلو منها مجتمع سواء وصف بالتقدم او الرجعية ، فهذه الظاهرة تعد احدى المعضلاتالنفسية والاجتماعية التي يعاني منها الطفل ، فهي تمس بعمق النمو النفسي له .
تعريف العنف :« ان الاعتداءعلى الطفل هو اي عمل يسيء الى صحة الطفل النفسية والجسدية ويشمل ذلك اي اذى متعمديصل الى الطفل.
انواع العنف :
صنف المختصون حالات الاعتداء ضد الاطفال الى اربعة انواع :
1الاعتداء الجسدي .
2الاعتداء النفسي .
3 الاهمال .
4الاعتداء الجنسي .
أولا : الاعتداء الجسدي : كثيراما تدفعنا تصرفات وسلوكيات الاطفال الى فقدان اعصابنا والاندفاع نحو ضربهم محاولةمنا لتعديل سلوكهم.
و عند شعورنا باننا فقدنا السيطرة على زمام الامور فنستخدم الضرب لاسترجاعها . فعادة ما يكون استعمال الاذى الجسدي ضد الاطفال على يد احد الوالدين او الاقارب اوالغرباء ، ليس بالشرط ان يكون الاعتداء الجسدي وخصوصا اذا كان من قبل الاهلوالاقارب عن رغبة متعمدة في الحاق الضرر والاذى بالطفل بل على العكس انه في حالاتعديدة يكون الهدف « تأديب الابناء » وذلك من خلال استعمال اسلوب العقاب البدني الذييلحق الضرر البدني بالفرد ، وكثيرا ما يرافق الاعتداء الجسدي على الطفل اشكال اخرىمن انواع العنف مثل استعمال اداةٍ للضرب مثل العصا وغيرها من الادوات التي تكونقريبة من الاب او الام حين اصدار قرار وحكم العقوبة بالضرب في الوقت الذي يضاف الىذلك استعمال الشتائم والاهانات على انواعها ، وفي هذه الحالة يعتبر الطفل ضحيةلنوعين من انواع الاعتداء في آن واحد وهما العنف الجسدي والنفسي .
يشمل الاعتداء الجسدي على الطفل : الضرب بادوات مختلفة ، العض ،الرض ، اللطم على الوجه ، الحرق وغيرها من الوان واشكال العنف والضرب المتعددة وحتىان لم تسفر الاعتداءات عن كسور او جروح ظاهرة للعين ولكنها تعتبر اعتداء بحد ذاته .
ان ظاهرة الاعتداء الجسدي لا تقتصر على فئة معينة من الشعوب اوالمجتمعات وانما هي مشكلة متفشية في مختلف انحاء العالم ، فالعائلات على مختلفانواعها وانتمائها ومكانتها الاجتماعية قد تمارس مثل هذا النوع العنف كما انالاطفال على مختلف اعمارهم وبغض النظر عن جنسهم يتعرضون لاصناف واشكال مختلفة منالاعتداء الجسدي .
ان هنالك بعض العوامل الاجتماعية التي تلعب دورا في ازديادممارسة العنف ضد الاطفال ومنها : فقدان احدى الوالدين ، تدني المستوى المعيشيللاسرة ، ففي هذه الحالة يكون احد الوالدين معرضا للضغوطات مما يؤثر ذلك عن تعاملهمع اولاده .
وتشمل هذه الظروف الاطفال الذين يعانون من مشاكل صحية او بطيئيالنمو والاطفال كثيري الحركة او الاطفال الذين يتوقع اهلهم منهم انجازات وتحصيلاتعلمية غير واقعية ولا تلائم قدراتهم .
الاماكن التي يتعرض فيها الطفل للعقاب الجسدي :
* البيت : الاب او الام اوكلاهما معا يحاولان بمفهومها الخاطىء ان يربيا الابناء بواسطة العنف الجسدي
* المدرسة : رغم ان المدرسةمؤسسة تربوية الا ان بعض الممارسات الخاطئة لا تزال تمارس ضد الاطفال ، ويأتي علىرأس هذه الممارسات الضرب والعقاب القاسي الذي قد لا يتناسب مع حجم الخطأ الذيارتكبه الطفل .
*الشارع : من الطبيعي انينعكس العنف الموجود في الاطر التي ذكرت اعلاه على الحياة اليومية ، وتكون النتيجةتعرض الطفل لأي شكل من اشكال العنف ولا سيما ان وجود الطفل لوحده في الشارع يكونفاقداً للحماية.
ثانيا : الاعتداء النفسي : هوالنمط السلوكي الذي يهاجم به النمو النفسي واحساسه بقيمته الذاتية ، وذلك من خلالالشتائم والتحبيط والترهيب والعزل والاذلال والرفض والتدليل المفرط والسخرية والنقداللاذع والتجاهل ، والاعتداء العاطفي يتجاوز مجرد التطاول اللفظي ويعتبر هجوماكاسحا على النمو العاطفي والاجتماعي للطفل وهو تهديد خطر للصحة النفسية للشخص
اشكال الاعتداء النفسي
* تحقير الطفل والتقليل من شأنهواهمية كونه انسانا كامل المشاعر والاحاسيس ، اذ يؤدي هذاالسلوك لرؤية الطفل نفسه بالصورة التي يصفها الاهل مما يجعله يفقد الثقة بنفسهوبقدراته وطاقاته .
* البرود : وهو ما يقابل بهالطفل من برود من والديه اذا ما كانا غير مباليين في التعبير عن مشاعرهم لانجازاتابنهم ونجاحه .
* التدليل المفرط : انالتدليل المفرط يحرم الطفل من عيش تجربة اجتماعية طبيعية وذلك من خلال عدم تعلمهواقع الحياة والظروف المحيطة به مما يؤدي للشعور لعدم استطاعته تحمل المسؤولية فيالمستقبل .
* القسوة : وهي اشد من البرودولكن النتيجة واحدة ، فان الطفل يحتاج للشعور بالامان والحب من طرف والديه ، وذلكلتمكينه من تشكيل علاقات صحبة مع المحيط ، فحينما يتعرض الاطفال لمعاملة قاسيةوخصوصا اذا لم يعلم الطفل ما هو الذنب الذي عمله ولماذا يعاقب ، ونوع آخر من القسوةهو عندما يتوقع الاهل من ابنائهم توقعات غير واقعية لا تتناسب وجيلهم او قدراتهمالعقلية والعاطفية .
* المضايقة والتهديد : وهو مايهدد به الاهل الطفل بانهم سوف يعاقبونه اشد العقاب وفي حالات معينة يكون هذاالتهديد امام اصدقاء الطفل ، وهنا نقصد تهديد الطفل بعقوبات قاسية مثل كسر يده اورجله او القيام بطرده من البيت وغير ذلك .
* الاهمال العاطفي: وهو عدمتواجد الاهل نفسيا وعاطفيا مع الطفل ، وذلك بانشغالهم عنه بامور الحياة والعمل ، اوعدم نجاحهم في التفاعل مع احتياجات الطفل العاطفية .
* العزل والرفض : نفصد بالعزل هو عزل الطفل عن محيطه الطبيعي منخلال منعه من اللعب مع الاصدقاء او الاقارب .
اما الرفض فهو اشعار الطفل من قبل والديه بانه مرفوض او غيرمرغوب به كأشعاره بانه وجد « بالغلط» !! .
ثالثا : الاهمال : هو سوءالمعاملة الذي يعبر عن الفشل في توفير الرعاية المناسبة لعمر الطفل ونقصد بذلك : المسكن ، الملابس الغذاء التربية والتعليم ، التوجيه والرعاية الطبية وغيرها منالاحتياجات الاساسية الضرورية لتنمية القدرات الجسدية والعقلية والعاطفية ،والاهمال يتسم بصفة الاستمرارية ويتمثل في نمط غير مناسب من الرعاية والتربية » . ( موقع كن حراً ) .
انواع الاهمال
* الاهمال التربو ي: وذلك منخلال السماح للطفل بالتغيب عن الدراسة او حرمان الطفل من الالتحاق بالمدرسة اوتوفير المساعدة في مراحل التعليم .
* الاهمال العاطفي : وذلك منخلال القيام بتصرفات وسلوك سيء امام الطفل مثل الاعتداء على الزوجة او تعاطي الكحولوالمخدرات امامه وكذلك عدم منع الطفل من تناول الكحول واستعمال الدخان والمخدرات ،والقيام كذلك بتحقير الطفل بصورة دائمة ومستمرة .
* الاهمال الطبي : عدم توفيرالرعاية الصحية الملائمة للطفل ، مما يؤدي ذلك الى تدهور الحالة الصحية عندهومضاعفة المشاكل في المستقبل .
رابعا : الاعتداء الجنسي : هواستغلال الطفل واستخدامه لاشباع الرغبات الجنسية لبالغ او مراهق ، وهو يشمل تعريضالطفل لاي نشاط جنسي ويتضمن غالبا التحرش الجنسي بالطفل من قبل ملامسته او حمله علىملامسة المعتدي جنسياً ».
يعتبر الاعتداء الجنسي على الاطفال من اشد واقصى درجات العنفالذي يمكن ان يمارس بحق البراءة والطهارة ، اذ تعتبر هذه الجريمة اغتيالا للبراءة ،لما يصحبها من عواقب وآثار نفسية واجتماعية صعبة تعاني منها الضحية وما لهذا الفعلالاجرامي من انعكاسات وخيمة على نفسية المعتدى عليه .
ان الفقر والجهل والحرمان تعتبر من العوامل الاساسية والمساعدةلبروز هذه الظاهرة .
الا ان الاغتصاب ليس مقتصرا على اولاد الشوارع ، ولكن يشمل ايضاالعديد من المجتمعات الراقية والمختلفة .
ان اغلب جرائم الاعتداء الجنسي على الاطفال تحصل في السر وداخلالاسرة وبين الاقارب والاهالي ولا يتم التبليغ عنها وذلك خوفا من العار والفضيحة .
ان اعمار ضحايا الاعتداء الجنسي يتراوح ما بين 6-14 سنة منالجنسين ومختلف الاوساط والمجتمعات الا ان هنالك زيادة في الاوساط المتفككة .
هنالك صعوبة في تقدير عدد الحالات التي تعرض فيها الاطفال لشكلمن اشكال الاعتداء الجنسي في طفولتهم ، فالاطفال والكبار على حد سواء يعملون علىالتكتم والتستر على هذه الحالات ، وذلك لعدة اسباب اهمها السرية التقليدية النابعةمن الشعور بالخزي والعار الملازمة للضحية .
وكذلك الاسباب الاكثر صعوبة وهي ان اغلب الاعتداءات تكون منالاقارب فقد يعمل الاهل على التستر على الجريمة خوفا منهم من الملاحقة القضائيةوالفضيحة .
انواع الاعتداء الجنسي
* اعتداء المحارم : كأعتداء الاب على ابنه او ابنته ، الاخ علىاخته او اخيه او قيام احد الاقارب بالاعتداء على احد الابناء .
* الاغتصاب : الاعتداء الجنسي على الطفل من قبل الغرباء الا انهذه الحالة اقل شيوعا من النوع الاول.
ان الطفل الذي يتعرض للاعتداءات على اشكالها لا يعاني من آثارمدمرة فحسب بل يكون اكثر عرضة لتكرار تجربة الاعتداء .
هنالك تأثيرات سلبية قريبة المدى وبعيدة المدى على الطفل نتيجةالاعتداء ، فهنالك تفاوت بين رد فعل كل طفل وطفل فليس كل الاطفال يتأثرون بنفسالطريقة وحتى ان كانت الاعتداءات متشابهة .
العوامل التي تؤثر عن رد فعل الطفل :
عمر الطفل عند وقوع الاعتداء - كلما كان الطفل المعتدى عليه صغيرا كلما كان تأثيرهالسلبي أكبر وهو يعتمد على مراحل النمو المختلفة ولنوعية الاعتداء .
* الشخص المعتدي - كلما كانالمعتدي قريباً اكثر من الطفل كلما كان تأثيره ووقعه على الطفل اصعب واشد .
* رد فعل الانسان الذي علمبالاعتداء - هنالك حالات يتحدث فيها الطفل عن الاعتداء عليه فعادة ما يقابل الضحيةبالشتم والتوبيخ الاهمال والتشكيك بحقيقة الامر واعطاء الطفل الاحساس بانه يجب انيخجل مما حصل ففي هذه الحالة هنالك احتمال من آثار مدمرة ومؤلمة الى حد كبير قديفوق الاعتداء نفسه .
التأثيرات التي يتركها الاعتداء على الطفل :
هنالك تأثيرات كثيرة وصعبة تصاحب الاعتداء على الطفل ومنها :
* اختلال الصورة الذاتيةوالثقة بالنفس : يعتبر الأعتداء على الطفل بمثابة الخطوة الاولى في عملية قتلالصورة الذاتية للطفل ، وذلك من خلال شعور الطفل بالذنب ، وكذلك الانتهاك وفقدانالسيطرة على الامور ، وذلك من خلال عدم قدرته على الحفاظ على نفسه والدفاع عن نفسه، وكذلك الخوف من تكرار الاعتداء عليه .
* مشاكل عاطفية .
* المشاكل السلوكية وانخفاضالتحصيل التعليمي .
اعراض الاعتداء الجسدي
المشكلات السلوكية : هنالك اهمية لسلوك الطفل المعتدى عليهجسدياً ، فان بعض المؤشرات السلوكية قد تدل على انه يتعرض لاعتداء جسدي ومنها :
* يمتنع الطفل من ملامسةالكبار او التعامل الاجتماعي معهم ، وذلك من خلال عدم القدرة عنده على معرفة الحدودالاجتماعية مع الآخرين.
* يثور بسرعة لأتفه الاسباباو انه يصبر بصورة غير اعتيادية مما يشير على التحمل .
* تظهر عليه علامات الخوف منالآباء او الكبار بشكل عام .
* يكره العودة الى البيت .
* التبول غير الارادي ليلااو نهارا في حالة ظهور هذه الحالة كحالة جديدة .
* انطوائي ، غير متفاعل معالآخرين او الحركة الزائدة غير الطبيعية .
* السلوك العدائي او الفوضوي، او كلاهما معا.
* عندما يُضرب اوينال عقابامن الاهل او من اي شخص فانه لا يظهر اي تعبير او شعور بالألم .
* الاعتقاد بانه شخص سيءويستحق العقاب.
* يستعمل الكذب عند السؤالعن سبب الكدمات والاصابات الموجودة في جسده بتبريرات غير منطقية .
* التأخر والغياب عن الدراسةدون مبرر او سبب مقنع .
* ارتداء ملابس طويلةالاكمام لتغطية الجروح والكدمات .
* المشي بصورة غير صحيحةكالتي كان يعتاد عليها .
من الضروري جدا الانتباه لهذه المؤشرات حتى وان تبين لنا ان هذه مؤشرات عادية اوسطحية وخصوصا اذا تزامن عدد منها في آن واحد.
اما بالنسبة للأطفال الاكبر سنا وخصوصا المتواجدين في مرحلةالمراهقة فهم اكثر ميولا للسلوك « الهروبي» وذلك من خلال الفرار من البيت والتواجدمع « شلل» والانخراط في نشاطات وممارسات تدمر الذات مثل التدخين وشرب الكحولوالمخدرات .
كيف يقع الاعتداء
هنالك مراحل استعداد ينتهجها المعتدي قبل قيامه بجريمته ومنها :
* التعامل الحسن والتودد للطفل : ان الاعتداء الجنسي هو اعتداءمقصود مع سبق الترصد واهم شروطه ان يكون هنالك تودد وتقرب من قبل الجاني للطفل ،ولهذا الهدف يعمل الجاني على ايجاد اساليب مختلفة ومتنوعة لتقريب الطفل منه ، وذلكمن خلال اعطائه الهدايا والحلويات ، وبعدها محاولة الاتصال مع الاهل مثل مصادقتهمومحاولة التردد عليهم لزيارتهم بهدف التقرب للعائلة وخصوصا للطفل ( في حالة انالمعتدي من خارج نطاق البيت ) وفي حالة ان الجاني من افراد البيت فعادة ما يلجأالجاني لطمئنة الطفل بان ( ذلك لمصلحتك انا احبك لذا فانني اعمل على مداعبتك واللعبمعك وامتعك وان الامر لا بأس به ولا عيب فيه) ، فعادة ما يقابل هذا التحرش بالرضىوالقبول من قبل الطفل .
* التحذير : بعد المحاولة الاولى بل بعد نجاح المجرم في محاولتهالاولى يعمل على تخويف الطفل وتذكيره دائما ان هذا سر بينهما واذا قاله لاحد فسوفيتهمونك وغيرها من التهديدات التي تُشعِرُ الطفل بانه اذا افشى هذا الامر فسيسبب فيخراب البيت او تدميره او تهديده بالحاق الضرر باحد الاقارب كالام والاخوة وغيرهم .
* التفاعل الجنسي : عادة ما يبدأ التفاعل الجنسي بمحاولة اللمسوالتحرش ولكن سرعان ما يتصاعد العمل من ملامسة الطفل الى ممارسة الجنس بصورة بشعة .
* السرية : هنالك اهمية بالغة لمحافظة المعتدي على سرية الامروذلك حرصا منه على استمرار العمل ، وكذلك لتلافي العواقب الناجمة عن كشف الموضوع ،فكلما ظل السر في طي الكتمان كلما امكنه مواصلة سلوكه المنحرف ضد الضحية.
اعراض الاعتداء الجنسي
من المؤثرات التي تتطلب منا ملاحظة الامر والاهتمام به من قبلالطفل :
* الخوف من الذهاب لمكان معين لم يكن يخاف من الذهاب اليه سابقاً .
* الخوف من التواجد مع شخص كان يحب ان يكون معه في السابق .
* اظهار العواطف بشكل مبالغ فيه او غير طبيعي .
* الاستعمال المفاجىء لمصطلحات جنسية او لاسماء جديدة لاعضاءالجسم .
* مشاكل النوم على مختلف انواعها : القلق ، الكوابيس ، رفض النوملوحده ، الاصرار المفاجىء على ترك الضوء في الغرفة .
* تصرفات طفولية لم يسبق له ان تعامل معها : مص الاصبع التبولاللاإرادي .
* الهبوط في المستوى التعليمي .
* السرحان .
* الهروب من المنزل .
* الاهتمام المفاجىء بالمسائل الجنسية او الكلام عن الموضوع .
* الثورة والغضب دون سبب .
* التعمد لتدمير الذات من خلال جرح النفس او التفكير بالانتحار .
* مشاعر الحزن والاحباط .
* صعوبة الجلوس او المشي .
* ملابس ممزقة او ملطخة بالدم .
* الشعور بالآلام بالاعضاء الجنسية او هرش الاعضاء الجنسية بصورةمستمرة.
اعراض الاعتداء النفسي
يعتبر الاعتداء النفسي العاطفي عند الطفل من اصعب اشكال الاعتداءاثباتا . لاننا لا يمكننا ان نرى بالعين المجردة آثارا او اصابات ظاهرة من جراءالاعتداء مع العلم ان اعراض الاعتداء النفسي هي صعبة وشديدة واثارها تلازم الضحيةلوقت طويل وفي حالات طويلة لمدى الحياة اذا لم يتجه الطفل للمساعدة والعناية الخاصةلذلك .
ومع ان الاعتداء النفسي عادة يلازم أحد الاعتداءات السابقة فانآثاره مرتبطة بالعوارض التي تظهر عند الطفل الذي يعتدى عليه جسديا او جنسيا .
اعراض الاهمال
يسهل علينا ملاحظة هذا النوع من انواع الاعتداء على الحياةالعادية ، الصحية للطفل وذلك لان مميزات الاهمال ظاهرة بصورة واضحة على الطفل ،فالطفل الذي يعاني من سوء تغذية او دائم المرض وعدم لجوء الاهل لمساعدته او عرضهعلى الطبيب والتقصير بالسؤال عنه في المدرسة فان ذلك ملاحظ وواضح جداً .
كيفية التعامل مع ظاهرة الاعتداء
اولا علينا ان نتعامل مع الامور بصورة حذرة فليست الظواهر التيذكرت اعلاه هي بالضرورة بسبب اعتداء هنالك احتمال وجود مشكلة اخرى يعاني منها الطفل .
اما اذا وضح لدينا ان هنالك اعتداء على الطفل مهم جداً التعاملمع الموضوع بل ايقافه باسرع وقت ممكن .
لذا يجب توعية الطفل لما يلي :
* لا يحق لاي شخص مهما كان الاعتداء عليك.
* انت لا تستحق ان تتعرض للاعتداء .
* لا يوجد طفل بالعالم يستحق الاعتداء
* اذا حدث وتعرضت للاعتداء فأنت ضحية ولا ذنب لك بذلك .
* هنالك اناس يهتمون بك ويريدون مساعدتك .
* تعليم الطفل ان يقول لا وبصوت عال في حالة محاولة اي شخصقريبا كان او بعيدا ان يفعل بك شيئاً لا تريده او لا تشعر بالارتياح منه.
* يمتلك الطفل القدرة على الصراخ بصوت عال ، لذا يجب تعليمالطفل استعمال هذه القدرة في حماية نفسه ، وحتى ان كان الطفل غير متأكد من وقوعالخطر فانه يحميه من احتمال وقوع الضرر .
* علينا ان نذكر اطفالنا ان الصراخ بصوت عال هو احد رموز قوتهعلى من هو اكبر منه وهنالك العديد من محاولات الاعتداءات التي فشلت عندما صرخالاطفال فهو محفز على ترك الضحية والهروب .
* تقوية ثقة الطفل بنفسه وقدراته من خلال توجيهه بما يلي :
- قل لا
- اصرخ
- اقطع الحوار
- ثق باحاسيسك
- خذ ثلاث خطوات الى الوراء واهرب
- لا تحتفظ بالاسرار شارك احدا تثق به
- تعلم التمييز بين اللمسة الجيدة واللمسة السيئة
- كن حذرا من الاشخاص المشبوهين .
هذا بالنسبة للطفل اما بالنسبة لمحاولة حل وايجاد طرق علاج للحدمن الظاهرة فعلينا ان نقوم بذلك :
* توعية الاهل والمربين بحقوق الطفل ، وذلك من خلال الوعي الدينيوالاخلاقي .
* تعريف الاهل على موقف القانون من الاعتداء على الاطفال .
* مراقبة ظاهرة التسرب من المدارس ومحاولة فهم ماهيتهاواسبابها.
* مراقبة اطفالنا وعدم التهاون في حالة ظهور شذوذ او خلل فيتصرفاتهم وسلوكهم المعتاد.
* محاولة الاهل في ضبط اعصابهم عند الشروع في معاقبة ابنائهم .
* عدم استعمال الشتائم والاهانات للاطفال لما في ذلك من تأثيرسلبي ، على نفسياتهم وعلى علاقة الاهل بهم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعتاد العرب في الجاهلية على قتل الابناء خوفاً من املاق ووأد البنات خوفامن العار حتى جاء الاسلام وفاض نوره فمحا هذه الجاهلية وحرم قتل الابناء مهما كانتالاسباب .
قال تعالى : "ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم انقتلهم كان خطئاً كبيراً".
اما اليوم ونحن في «عصر الانفتاح والتقدم والديمقراطية » الااننا ما زلنا نسمع ونشاهد ونقرأ عن حالات قتل الابناء والاطفال او ممارسة شتى انواعالاعتداءات والعنف ضدهم ، بل اصبحنا نشاهد ونلمس ( الابداع والتفنن ) في اسلوبالاعتداء فقد اصبح للعنف انواع واشكال وتسميات مختلفة ، ولكل نوع صفة وخاصية تختلفعن الآخر ، الا ان النتيجة والضحية واحدة وأياً كان نوع الاعتداء فانه في النهايةيؤثر بصورة بشعة بل وقذرة على استمرار حياة ونمو الطفل الضحية ذلك الطفل الذي لميكن ذنبه في ذلك الوقت الذي اوقع عليه المعتدي حكمه الا انه طفل بريء ، ضعيف طاهرلا يعرف من خبث الدنيا شيئاً ولا يفقه من اساليب المكر والاضطهاد شيئاً .
ففي ظل العلمانية والتقدم المزعوم وللاسف لا يمر يوم على هذهالدنيا الا ونسمع ونقرأ عن حالة اعتداء ضد طفل وعادة ما تكون هذه الاعتداءات موجهةللطفل من قبل الاقارب
انواع العنف ضد الاطفال
تعتبر ظاهرة العنف ضد الاطفال من ابرز المشكلات التي لا يكاديخلو منها مجتمع سواء وصف بالتقدم او الرجعية ، فهذه الظاهرة تعد احدى المعضلاتالنفسية والاجتماعية التي يعاني منها الطفل ، فهي تمس بعمق النمو النفسي له .
تعريف العنف :« ان الاعتداءعلى الطفل هو اي عمل يسيء الى صحة الطفل النفسية والجسدية ويشمل ذلك اي اذى متعمديصل الى الطفل.
انواع العنف :
صنف المختصون حالات الاعتداء ضد الاطفال الى اربعة انواع :
1الاعتداء الجسدي .
2الاعتداء النفسي .
3 الاهمال .
4الاعتداء الجنسي .
أولا : الاعتداء الجسدي : كثيراما تدفعنا تصرفات وسلوكيات الاطفال الى فقدان اعصابنا والاندفاع نحو ضربهم محاولةمنا لتعديل سلوكهم.
و عند شعورنا باننا فقدنا السيطرة على زمام الامور فنستخدم الضرب لاسترجاعها . فعادة ما يكون استعمال الاذى الجسدي ضد الاطفال على يد احد الوالدين او الاقارب اوالغرباء ، ليس بالشرط ان يكون الاعتداء الجسدي وخصوصا اذا كان من قبل الاهلوالاقارب عن رغبة متعمدة في الحاق الضرر والاذى بالطفل بل على العكس انه في حالاتعديدة يكون الهدف « تأديب الابناء » وذلك من خلال استعمال اسلوب العقاب البدني الذييلحق الضرر البدني بالفرد ، وكثيرا ما يرافق الاعتداء الجسدي على الطفل اشكال اخرىمن انواع العنف مثل استعمال اداةٍ للضرب مثل العصا وغيرها من الادوات التي تكونقريبة من الاب او الام حين اصدار قرار وحكم العقوبة بالضرب في الوقت الذي يضاف الىذلك استعمال الشتائم والاهانات على انواعها ، وفي هذه الحالة يعتبر الطفل ضحيةلنوعين من انواع الاعتداء في آن واحد وهما العنف الجسدي والنفسي .
يشمل الاعتداء الجسدي على الطفل : الضرب بادوات مختلفة ، العض ،الرض ، اللطم على الوجه ، الحرق وغيرها من الوان واشكال العنف والضرب المتعددة وحتىان لم تسفر الاعتداءات عن كسور او جروح ظاهرة للعين ولكنها تعتبر اعتداء بحد ذاته .
ان ظاهرة الاعتداء الجسدي لا تقتصر على فئة معينة من الشعوب اوالمجتمعات وانما هي مشكلة متفشية في مختلف انحاء العالم ، فالعائلات على مختلفانواعها وانتمائها ومكانتها الاجتماعية قد تمارس مثل هذا النوع العنف كما انالاطفال على مختلف اعمارهم وبغض النظر عن جنسهم يتعرضون لاصناف واشكال مختلفة منالاعتداء الجسدي .
ان هنالك بعض العوامل الاجتماعية التي تلعب دورا في ازديادممارسة العنف ضد الاطفال ومنها : فقدان احدى الوالدين ، تدني المستوى المعيشيللاسرة ، ففي هذه الحالة يكون احد الوالدين معرضا للضغوطات مما يؤثر ذلك عن تعاملهمع اولاده .
وتشمل هذه الظروف الاطفال الذين يعانون من مشاكل صحية او بطيئيالنمو والاطفال كثيري الحركة او الاطفال الذين يتوقع اهلهم منهم انجازات وتحصيلاتعلمية غير واقعية ولا تلائم قدراتهم .
الاماكن التي يتعرض فيها الطفل للعقاب الجسدي :
* البيت : الاب او الام اوكلاهما معا يحاولان بمفهومها الخاطىء ان يربيا الابناء بواسطة العنف الجسدي
* المدرسة : رغم ان المدرسةمؤسسة تربوية الا ان بعض الممارسات الخاطئة لا تزال تمارس ضد الاطفال ، ويأتي علىرأس هذه الممارسات الضرب والعقاب القاسي الذي قد لا يتناسب مع حجم الخطأ الذيارتكبه الطفل .
*الشارع : من الطبيعي انينعكس العنف الموجود في الاطر التي ذكرت اعلاه على الحياة اليومية ، وتكون النتيجةتعرض الطفل لأي شكل من اشكال العنف ولا سيما ان وجود الطفل لوحده في الشارع يكونفاقداً للحماية.
ثانيا : الاعتداء النفسي : هوالنمط السلوكي الذي يهاجم به النمو النفسي واحساسه بقيمته الذاتية ، وذلك من خلالالشتائم والتحبيط والترهيب والعزل والاذلال والرفض والتدليل المفرط والسخرية والنقداللاذع والتجاهل ، والاعتداء العاطفي يتجاوز مجرد التطاول اللفظي ويعتبر هجوماكاسحا على النمو العاطفي والاجتماعي للطفل وهو تهديد خطر للصحة النفسية للشخص
اشكال الاعتداء النفسي
* تحقير الطفل والتقليل من شأنهواهمية كونه انسانا كامل المشاعر والاحاسيس ، اذ يؤدي هذاالسلوك لرؤية الطفل نفسه بالصورة التي يصفها الاهل مما يجعله يفقد الثقة بنفسهوبقدراته وطاقاته .
* البرود : وهو ما يقابل بهالطفل من برود من والديه اذا ما كانا غير مباليين في التعبير عن مشاعرهم لانجازاتابنهم ونجاحه .
* التدليل المفرط : انالتدليل المفرط يحرم الطفل من عيش تجربة اجتماعية طبيعية وذلك من خلال عدم تعلمهواقع الحياة والظروف المحيطة به مما يؤدي للشعور لعدم استطاعته تحمل المسؤولية فيالمستقبل .
* القسوة : وهي اشد من البرودولكن النتيجة واحدة ، فان الطفل يحتاج للشعور بالامان والحب من طرف والديه ، وذلكلتمكينه من تشكيل علاقات صحبة مع المحيط ، فحينما يتعرض الاطفال لمعاملة قاسيةوخصوصا اذا لم يعلم الطفل ما هو الذنب الذي عمله ولماذا يعاقب ، ونوع آخر من القسوةهو عندما يتوقع الاهل من ابنائهم توقعات غير واقعية لا تتناسب وجيلهم او قدراتهمالعقلية والعاطفية .
* المضايقة والتهديد : وهو مايهدد به الاهل الطفل بانهم سوف يعاقبونه اشد العقاب وفي حالات معينة يكون هذاالتهديد امام اصدقاء الطفل ، وهنا نقصد تهديد الطفل بعقوبات قاسية مثل كسر يده اورجله او القيام بطرده من البيت وغير ذلك .
* الاهمال العاطفي: وهو عدمتواجد الاهل نفسيا وعاطفيا مع الطفل ، وذلك بانشغالهم عنه بامور الحياة والعمل ، اوعدم نجاحهم في التفاعل مع احتياجات الطفل العاطفية .
* العزل والرفض : نفصد بالعزل هو عزل الطفل عن محيطه الطبيعي منخلال منعه من اللعب مع الاصدقاء او الاقارب .
اما الرفض فهو اشعار الطفل من قبل والديه بانه مرفوض او غيرمرغوب به كأشعاره بانه وجد « بالغلط» !! .
ثالثا : الاهمال : هو سوءالمعاملة الذي يعبر عن الفشل في توفير الرعاية المناسبة لعمر الطفل ونقصد بذلك : المسكن ، الملابس الغذاء التربية والتعليم ، التوجيه والرعاية الطبية وغيرها منالاحتياجات الاساسية الضرورية لتنمية القدرات الجسدية والعقلية والعاطفية ،والاهمال يتسم بصفة الاستمرارية ويتمثل في نمط غير مناسب من الرعاية والتربية » . ( موقع كن حراً ) .
انواع الاهمال
* الاهمال التربو ي: وذلك منخلال السماح للطفل بالتغيب عن الدراسة او حرمان الطفل من الالتحاق بالمدرسة اوتوفير المساعدة في مراحل التعليم .
* الاهمال العاطفي : وذلك منخلال القيام بتصرفات وسلوك سيء امام الطفل مثل الاعتداء على الزوجة او تعاطي الكحولوالمخدرات امامه وكذلك عدم منع الطفل من تناول الكحول واستعمال الدخان والمخدرات ،والقيام كذلك بتحقير الطفل بصورة دائمة ومستمرة .
* الاهمال الطبي : عدم توفيرالرعاية الصحية الملائمة للطفل ، مما يؤدي ذلك الى تدهور الحالة الصحية عندهومضاعفة المشاكل في المستقبل .
رابعا : الاعتداء الجنسي : هواستغلال الطفل واستخدامه لاشباع الرغبات الجنسية لبالغ او مراهق ، وهو يشمل تعريضالطفل لاي نشاط جنسي ويتضمن غالبا التحرش الجنسي بالطفل من قبل ملامسته او حمله علىملامسة المعتدي جنسياً ».
يعتبر الاعتداء الجنسي على الاطفال من اشد واقصى درجات العنفالذي يمكن ان يمارس بحق البراءة والطهارة ، اذ تعتبر هذه الجريمة اغتيالا للبراءة ،لما يصحبها من عواقب وآثار نفسية واجتماعية صعبة تعاني منها الضحية وما لهذا الفعلالاجرامي من انعكاسات وخيمة على نفسية المعتدى عليه .
ان الفقر والجهل والحرمان تعتبر من العوامل الاساسية والمساعدةلبروز هذه الظاهرة .
الا ان الاغتصاب ليس مقتصرا على اولاد الشوارع ، ولكن يشمل ايضاالعديد من المجتمعات الراقية والمختلفة .
ان اغلب جرائم الاعتداء الجنسي على الاطفال تحصل في السر وداخلالاسرة وبين الاقارب والاهالي ولا يتم التبليغ عنها وذلك خوفا من العار والفضيحة .
ان اعمار ضحايا الاعتداء الجنسي يتراوح ما بين 6-14 سنة منالجنسين ومختلف الاوساط والمجتمعات الا ان هنالك زيادة في الاوساط المتفككة .
هنالك صعوبة في تقدير عدد الحالات التي تعرض فيها الاطفال لشكلمن اشكال الاعتداء الجنسي في طفولتهم ، فالاطفال والكبار على حد سواء يعملون علىالتكتم والتستر على هذه الحالات ، وذلك لعدة اسباب اهمها السرية التقليدية النابعةمن الشعور بالخزي والعار الملازمة للضحية .
وكذلك الاسباب الاكثر صعوبة وهي ان اغلب الاعتداءات تكون منالاقارب فقد يعمل الاهل على التستر على الجريمة خوفا منهم من الملاحقة القضائيةوالفضيحة .
انواع الاعتداء الجنسي
* اعتداء المحارم : كأعتداء الاب على ابنه او ابنته ، الاخ علىاخته او اخيه او قيام احد الاقارب بالاعتداء على احد الابناء .
* الاغتصاب : الاعتداء الجنسي على الطفل من قبل الغرباء الا انهذه الحالة اقل شيوعا من النوع الاول.
ان الطفل الذي يتعرض للاعتداءات على اشكالها لا يعاني من آثارمدمرة فحسب بل يكون اكثر عرضة لتكرار تجربة الاعتداء .
هنالك تأثيرات سلبية قريبة المدى وبعيدة المدى على الطفل نتيجةالاعتداء ، فهنالك تفاوت بين رد فعل كل طفل وطفل فليس كل الاطفال يتأثرون بنفسالطريقة وحتى ان كانت الاعتداءات متشابهة .
العوامل التي تؤثر عن رد فعل الطفل :
عمر الطفل عند وقوع الاعتداء - كلما كان الطفل المعتدى عليه صغيرا كلما كان تأثيرهالسلبي أكبر وهو يعتمد على مراحل النمو المختلفة ولنوعية الاعتداء .
* الشخص المعتدي - كلما كانالمعتدي قريباً اكثر من الطفل كلما كان تأثيره ووقعه على الطفل اصعب واشد .
* رد فعل الانسان الذي علمبالاعتداء - هنالك حالات يتحدث فيها الطفل عن الاعتداء عليه فعادة ما يقابل الضحيةبالشتم والتوبيخ الاهمال والتشكيك بحقيقة الامر واعطاء الطفل الاحساس بانه يجب انيخجل مما حصل ففي هذه الحالة هنالك احتمال من آثار مدمرة ومؤلمة الى حد كبير قديفوق الاعتداء نفسه .
التأثيرات التي يتركها الاعتداء على الطفل :
هنالك تأثيرات كثيرة وصعبة تصاحب الاعتداء على الطفل ومنها :
* اختلال الصورة الذاتيةوالثقة بالنفس : يعتبر الأعتداء على الطفل بمثابة الخطوة الاولى في عملية قتلالصورة الذاتية للطفل ، وذلك من خلال شعور الطفل بالذنب ، وكذلك الانتهاك وفقدانالسيطرة على الامور ، وذلك من خلال عدم قدرته على الحفاظ على نفسه والدفاع عن نفسه، وكذلك الخوف من تكرار الاعتداء عليه .
* مشاكل عاطفية .
* المشاكل السلوكية وانخفاضالتحصيل التعليمي .
اعراض الاعتداء الجسدي
المشكلات السلوكية : هنالك اهمية لسلوك الطفل المعتدى عليهجسدياً ، فان بعض المؤشرات السلوكية قد تدل على انه يتعرض لاعتداء جسدي ومنها :
* يمتنع الطفل من ملامسةالكبار او التعامل الاجتماعي معهم ، وذلك من خلال عدم القدرة عنده على معرفة الحدودالاجتماعية مع الآخرين.
* يثور بسرعة لأتفه الاسباباو انه يصبر بصورة غير اعتيادية مما يشير على التحمل .
* تظهر عليه علامات الخوف منالآباء او الكبار بشكل عام .
* يكره العودة الى البيت .
* التبول غير الارادي ليلااو نهارا في حالة ظهور هذه الحالة كحالة جديدة .
* انطوائي ، غير متفاعل معالآخرين او الحركة الزائدة غير الطبيعية .
* السلوك العدائي او الفوضوي، او كلاهما معا.
* عندما يُضرب اوينال عقابامن الاهل او من اي شخص فانه لا يظهر اي تعبير او شعور بالألم .
* الاعتقاد بانه شخص سيءويستحق العقاب.
* يستعمل الكذب عند السؤالعن سبب الكدمات والاصابات الموجودة في جسده بتبريرات غير منطقية .
* التأخر والغياب عن الدراسةدون مبرر او سبب مقنع .
* ارتداء ملابس طويلةالاكمام لتغطية الجروح والكدمات .
* المشي بصورة غير صحيحةكالتي كان يعتاد عليها .
من الضروري جدا الانتباه لهذه المؤشرات حتى وان تبين لنا ان هذه مؤشرات عادية اوسطحية وخصوصا اذا تزامن عدد منها في آن واحد.
اما بالنسبة للأطفال الاكبر سنا وخصوصا المتواجدين في مرحلةالمراهقة فهم اكثر ميولا للسلوك « الهروبي» وذلك من خلال الفرار من البيت والتواجدمع « شلل» والانخراط في نشاطات وممارسات تدمر الذات مثل التدخين وشرب الكحولوالمخدرات .
كيف يقع الاعتداء
هنالك مراحل استعداد ينتهجها المعتدي قبل قيامه بجريمته ومنها :
* التعامل الحسن والتودد للطفل : ان الاعتداء الجنسي هو اعتداءمقصود مع سبق الترصد واهم شروطه ان يكون هنالك تودد وتقرب من قبل الجاني للطفل ،ولهذا الهدف يعمل الجاني على ايجاد اساليب مختلفة ومتنوعة لتقريب الطفل منه ، وذلكمن خلال اعطائه الهدايا والحلويات ، وبعدها محاولة الاتصال مع الاهل مثل مصادقتهمومحاولة التردد عليهم لزيارتهم بهدف التقرب للعائلة وخصوصا للطفل ( في حالة انالمعتدي من خارج نطاق البيت ) وفي حالة ان الجاني من افراد البيت فعادة ما يلجأالجاني لطمئنة الطفل بان ( ذلك لمصلحتك انا احبك لذا فانني اعمل على مداعبتك واللعبمعك وامتعك وان الامر لا بأس به ولا عيب فيه) ، فعادة ما يقابل هذا التحرش بالرضىوالقبول من قبل الطفل .
* التحذير : بعد المحاولة الاولى بل بعد نجاح المجرم في محاولتهالاولى يعمل على تخويف الطفل وتذكيره دائما ان هذا سر بينهما واذا قاله لاحد فسوفيتهمونك وغيرها من التهديدات التي تُشعِرُ الطفل بانه اذا افشى هذا الامر فسيسبب فيخراب البيت او تدميره او تهديده بالحاق الضرر باحد الاقارب كالام والاخوة وغيرهم .
* التفاعل الجنسي : عادة ما يبدأ التفاعل الجنسي بمحاولة اللمسوالتحرش ولكن سرعان ما يتصاعد العمل من ملامسة الطفل الى ممارسة الجنس بصورة بشعة .
* السرية : هنالك اهمية بالغة لمحافظة المعتدي على سرية الامروذلك حرصا منه على استمرار العمل ، وكذلك لتلافي العواقب الناجمة عن كشف الموضوع ،فكلما ظل السر في طي الكتمان كلما امكنه مواصلة سلوكه المنحرف ضد الضحية.
اعراض الاعتداء الجنسي
من المؤثرات التي تتطلب منا ملاحظة الامر والاهتمام به من قبلالطفل :
* الخوف من الذهاب لمكان معين لم يكن يخاف من الذهاب اليه سابقاً .
* الخوف من التواجد مع شخص كان يحب ان يكون معه في السابق .
* اظهار العواطف بشكل مبالغ فيه او غير طبيعي .
* الاستعمال المفاجىء لمصطلحات جنسية او لاسماء جديدة لاعضاءالجسم .
* مشاكل النوم على مختلف انواعها : القلق ، الكوابيس ، رفض النوملوحده ، الاصرار المفاجىء على ترك الضوء في الغرفة .
* تصرفات طفولية لم يسبق له ان تعامل معها : مص الاصبع التبولاللاإرادي .
* الهبوط في المستوى التعليمي .
* السرحان .
* الهروب من المنزل .
* الاهتمام المفاجىء بالمسائل الجنسية او الكلام عن الموضوع .
* الثورة والغضب دون سبب .
* التعمد لتدمير الذات من خلال جرح النفس او التفكير بالانتحار .
* مشاعر الحزن والاحباط .
* صعوبة الجلوس او المشي .
* ملابس ممزقة او ملطخة بالدم .
* الشعور بالآلام بالاعضاء الجنسية او هرش الاعضاء الجنسية بصورةمستمرة.
اعراض الاعتداء النفسي
يعتبر الاعتداء النفسي العاطفي عند الطفل من اصعب اشكال الاعتداءاثباتا . لاننا لا يمكننا ان نرى بالعين المجردة آثارا او اصابات ظاهرة من جراءالاعتداء مع العلم ان اعراض الاعتداء النفسي هي صعبة وشديدة واثارها تلازم الضحيةلوقت طويل وفي حالات طويلة لمدى الحياة اذا لم يتجه الطفل للمساعدة والعناية الخاصةلذلك .
ومع ان الاعتداء النفسي عادة يلازم أحد الاعتداءات السابقة فانآثاره مرتبطة بالعوارض التي تظهر عند الطفل الذي يعتدى عليه جسديا او جنسيا .
اعراض الاهمال
يسهل علينا ملاحظة هذا النوع من انواع الاعتداء على الحياةالعادية ، الصحية للطفل وذلك لان مميزات الاهمال ظاهرة بصورة واضحة على الطفل ،فالطفل الذي يعاني من سوء تغذية او دائم المرض وعدم لجوء الاهل لمساعدته او عرضهعلى الطبيب والتقصير بالسؤال عنه في المدرسة فان ذلك ملاحظ وواضح جداً .
كيفية التعامل مع ظاهرة الاعتداء
اولا علينا ان نتعامل مع الامور بصورة حذرة فليست الظواهر التيذكرت اعلاه هي بالضرورة بسبب اعتداء هنالك احتمال وجود مشكلة اخرى يعاني منها الطفل .
اما اذا وضح لدينا ان هنالك اعتداء على الطفل مهم جداً التعاملمع الموضوع بل ايقافه باسرع وقت ممكن .
لذا يجب توعية الطفل لما يلي :
* لا يحق لاي شخص مهما كان الاعتداء عليك.
* انت لا تستحق ان تتعرض للاعتداء .
* لا يوجد طفل بالعالم يستحق الاعتداء
* اذا حدث وتعرضت للاعتداء فأنت ضحية ولا ذنب لك بذلك .
* هنالك اناس يهتمون بك ويريدون مساعدتك .
* تعليم الطفل ان يقول لا وبصوت عال في حالة محاولة اي شخصقريبا كان او بعيدا ان يفعل بك شيئاً لا تريده او لا تشعر بالارتياح منه.
* يمتلك الطفل القدرة على الصراخ بصوت عال ، لذا يجب تعليمالطفل استعمال هذه القدرة في حماية نفسه ، وحتى ان كان الطفل غير متأكد من وقوعالخطر فانه يحميه من احتمال وقوع الضرر .
* علينا ان نذكر اطفالنا ان الصراخ بصوت عال هو احد رموز قوتهعلى من هو اكبر منه وهنالك العديد من محاولات الاعتداءات التي فشلت عندما صرخالاطفال فهو محفز على ترك الضحية والهروب .
* تقوية ثقة الطفل بنفسه وقدراته من خلال توجيهه بما يلي :
- قل لا
- اصرخ
- اقطع الحوار
- ثق باحاسيسك
- خذ ثلاث خطوات الى الوراء واهرب
- لا تحتفظ بالاسرار شارك احدا تثق به
- تعلم التمييز بين اللمسة الجيدة واللمسة السيئة
- كن حذرا من الاشخاص المشبوهين .
هذا بالنسبة للطفل اما بالنسبة لمحاولة حل وايجاد طرق علاج للحدمن الظاهرة فعلينا ان نقوم بذلك :
* توعية الاهل والمربين بحقوق الطفل ، وذلك من خلال الوعي الدينيوالاخلاقي .
* تعريف الاهل على موقف القانون من الاعتداء على الاطفال .
* مراقبة ظاهرة التسرب من المدارس ومحاولة فهم ماهيتهاواسبابها.
* مراقبة اطفالنا وعدم التهاون في حالة ظهور شذوذ او خلل فيتصرفاتهم وسلوكهم المعتاد.
* محاولة الاهل في ضبط اعصابهم عند الشروع في معاقبة ابنائهم .
* عدم استعمال الشتائم والاهانات للاطفال لما في ذلك من تأثيرسلبي ، على نفسياتهم وعلى علاقة الاهل بهم .
تعليق