في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهيد المحراب آية الله الحكيم (3)
في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف"
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
www.alrsool.com
www.alrsool.com/alasghar/
Aliasghar2008@yahoo.com
Aliasghar2007@hotmail.com
(الحلقة الثالثة)
(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)
(سورة القصص 83)
نستقبل هذه الأيام الذكرى السنوية الثالثة لإستشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" ، حيث تقيم الجالية العراقية في طهران ولندن ودمشق والدول الإسكندنافية وسائر دول العالم إحتفالات تأبينية ستشارك فيها الجماهير العراقية والعربية والإسلامية المؤمنة الموحدة ومختلف الفعاليات السياسية العراقية ، ولابد من إحياء هذه الذكرى والمناسبة الأليمة بصورة بصورة فعالة وكبيرة خصوصا داخل العراق وعلى الرغم من الظروف الأمنية الصعبة التي يعيشها الشعب العراقي نتيجة الإرهاب البعثي التكفيري ، كل ذلك تخليدا لهذه الشخصية العظيمة التي ساهمت بشكل واسع وكبير في تغيير مجرى التاريخ السياسي المعاصر في العراق ، فقد جسد شهيد المحراب "قدس سره الشريف" أنبل قيم العطاء والوفاء من أجل المستضعفين في عراق الرافدين وتوج مسيرته الجهادية والنضالية الرسالية العظيمة بأروع صور الشهادة الدامية في سبيل الله وسيبقى صوتا مدويا في أسماع كل العراقيين وكل شرفاء الإنسانية المعذبة ، بينما أعداء العراق والشعب العراقي من البعثيين الصداميين والتكفيريين الإرهابيين فإن الهزيمة تلاحقهم أينما حلو ونزلوا وكانوا مخزيين بعار الجرائم التي إقترفوها ولا يزالوا يقترفونها ضد أبناء العراق الأبي.
عاد آية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" الى العراق ومسقط رأسه النجف الأشرف بعد أكثر من 23 عاما من النفي القسري للنظام الديكتاتوري الشمولي البائد في بغداد. يعد المرجع الشهيد الحكيم من أبرز القادة الدينيين والسياسيين في العراق ، فضلا عن زعامته للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق وتصديه للعمل الاسلامي والجهادي والرسالي ضد النظام البعثي الصدامي.
إضطلع المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه بدور قيادي على المستويين الديني والأكاديمي.
ولد الشهيد الحكيم في عائلة دينية مرجعية تصدت للزعامة والقيادة للعالم الاسلامي والشيعي ولا زالت تتصدى للمرجعية ونشر معارف وعلوم أهل البيت وتقدم في هذا الطريق العطاء وتخدم مذهب الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام بتربية طلبة العلوم الدينية والخطباء والمبلغين في الحوزة العلمية في النجف الأشرف.
ولد المرجع الشهيد عام 1939م في مدينة العلم والأدب النجف الأشرف ، حيث يرقد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، ومركز المرجعية الشيعية والحوزة العلمية في العراق ، وهو إبن المرجع الشيعي الأعلى ، آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" الذي توفي أوائل السبعينيات.
تلقى المرجع الشهيد علومه الأولية في المدارس الدينية في النجف الأشرف ، وبعد الدراسة الأولية للمقدمات في العلوم الحوزوية تولدت لديه "قدس سره الشريف" رغبة مبكرة في الدراسة في معاهد الحوزة العلمية ، وبعد نيله مرتبة عليا في العلوم الدينية ، مارس المرجع الشهيد تدريس الفقه والأصول وعرف بعمق الإستدلال ودقة البحث. وفي عام 1964م أختير أستاذا في علوم القرآن والشريعة والفقه المقارن في كلية أصول الدين. تخرج على يديه الكثير من المختصين في علوم الدين والفقه ، وللمرجع الشهيد مؤلفات دينية كثيرة منها "الحكم الاسلامي بين النظرية والتطبيق" و"دور الفرد في النظرية الإقتصادية الاسلامية" و"المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن" و"حقوق الانسان من وجهة نظر إسلامية".
السيرة السياسية
تعرض المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه شأنه شأن أفراد آخرين من عائلته الى الملاحقة والسجن في السبعينات بسبب نشاطه السياسي المعارض للنظام البعثي الديكتاتوري الشمولي في بغداد ، وفي أعقاب إنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية بزعامة الإمام الراحل آية الله العظمى السيد روح الله الموسوي الخميني تأزمت العلاقة بين السلطات البعثية الحاكمة في بغداد والمرجعية الشيعية في النجف الأشرف التي سلطت عليها السلطة البعثية الصدامية ضغوط كبيرة تمثلت بإعتقال وإغتيال عدد من أبناء الأسر الكبيرة كأسرة المرجع الامام الحكيم ، وأسرة آل الصدر وغيرها من الأسر المرجعية العريقة ، مما إضطره الى مغادرة العراق الى دمشق ومنها الى إيران.
وبعد مغادرته العراق عام 1980م إنصب جهد المرجع الشهيد على تنظيم المعارضة السياسية والإسلامية ضد نظام الرئيس المخلوع صدام العفلقي الذي قام بشن حرب إستنزاف مفروضة على الجارة المسلمة والشقيقة إيران دامت لأكثر من ثمان سنوات
، وفي تلك الأجواء تأسس "مكتب الثورة الاسلامية في العراق" ، ثم تحول هذا التنظيم السياسي الى "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" الذي إضطلع بدور سياسي بارز في معارضة النظام العفقلي الصدامي ، وأصبح له جناح عسكري عرف بفيلق بدر الذي أبلي بلاء حسنا ضد النظام الفاشي في بغداد وقدم الكثير من الشهداء وبعد سقوط النظام تحول الى منظمة سياسية تمارس نشاطها السياسي والإجتماعي والثقافي في ظل النظام السياسي الجديد.
كانت للمرجع الشهيد الحكيم قاعدة شعبية وجماهيرية واسعة وكانت العشائر تسانده وتساعده في جهاده ونضاله ضد النظام البعثي العفلقي البائد ، وفي عام 1986م أصبح آية الله الحكيم رئيسا للمجلس الأعلى وبعد ذلك تجدد إنتخابه لرئاسته حتى عودته الى النجف الأشرف بعد سقوط الصنم.
بعد 23 عاما من العيش في منفاه القسري في الجمهورية الاسلامية الايرانية عاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم الى العراق وإستقبلته الجماهير والعشائر العراقية بحفاوة وتكريم ، وإستقبال القائد المنتصر مع خذلان عدوه صدام الذي أعتقل من جحر الجردان ذليلا خائفا ، وبدأ نشاطه الديني في النجف الأشرف إضافة الى ترشيد الحالة السياسية في العراق من أجل تقوية دعائم النظام السياسي الجديد.
وفي 1 رجب من عام 1424هجري (بعد أربعة أشهر من عودته) أستشهد "رضوان الله تعالى عليه" في إنفجار سيارة مفخخة إستهدفت حياته وحياة أكثر من ثمانين شهيدا من العراقيين من أتباع أهل البيت الذي حضروا صلاة الجمعة في حرم أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
حظي المرجع الشهيد لدى عودته بإستقبال حاشد في البصرة التي كانت مدخله الى العراق ، ومن ثم المدن والمحافظات التي مر بها في طريقه الى النجف الأشرف الى أن أستشهد بعد إمامته لصلاة الجمعة في مرقد الأمام علي عليه السلام الذي يعتبر أكثر الأماكن قدسية لدى المسلمين الشيعة في العالم ، وكان الشهيد من الداعين الى الإسراع بقيام حكم عراقي مستقل ، وخروج قوات الإحتلال وعودة السيادة للعراقيين حيث قال في أحد خطاباته بعد العودة إن العراقيين يرغبون في حكومة مستقلة وإنهم لا يقبلوا بأي حكومة تفرض عليهم من الخارج ، وعا الى "تشكيل حكومة ديمقراطية تمثل الشعب العراقي برمته وبكل مكوناته".
وقد أوكل الشهيد رحمة الله عليه ، إثناء وجوده في العراق ، لأخيه السيد عبد العزيز الحكيم مهمة النشاط السياسي المباشر وتمثيل المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في مجلس الحكم العراقي المؤقت وإنشغل سماحته بالشأن المرجعي والتصدي للمرجعية الدينية الى جانب سائر المرجعيات الدينية في النجف الأشرف.
كان المرجع الشهيد يمتلك صدرا رحبا واسعا وإبتسامة عريضة لكل الناس بالاضافة الى أنه كان رقيق القلب كثير الدمعة ، وكان يعمل دائما على لم شمل العراقيين في المهجر ويسعى الى توحيد صفوفهم وتنسيق جهودهم ونشاطاتهم السياسية ضد النظام البعثي العفلقي البائد ، ولا يتسثني أحدا من المعارضة للنظام الديكتاتوري ، وكان يدافع عن حقوق كل مكونات الشعب العراقي من السنة والشيعة والأكراد والتركمان لأنه أدرك تماما بأن النظام الصدامي البعثي لا يمثل السنة العراقيين وإنما يمثل مصالح حفنة من العفالقة المجرمين الذين كفروا بالدين ومبادئه وأمنوا بأفكار شيوعية إشتراكية وكفروا بالله الواحد القهار وبرسله وكتبه وآخر كتبه القرآن الكريم وكفروا بالنبي المرسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي زياراته المتكرره الى دول الجوار في دمشق والكويت والسعودية كان المرجع الشهيد يؤكد دائما على فصل النظام البعثي عن أبناء السنة العراقيين وأنه لا يمثل الا مجموعة مجرمة نزقة لا تفكر في الدين والمبدأ وإنما تفكر في كيفية تسيير مصالحها تتخذ من الدين ذريعة كلما تعرضت مصالحها للخطر.
وهكذا كانت حياته الكريمة والشريفة والمباركة كلها جهاد ونضال ونشاط وفاعلية وخدمة للدين والدفاع عن حقوق الشعب العراقي والدفاع عن مظلومية أتباع أهل البيت من الشيعة العراقيين الذين ظلموا أشد ظلم من قبل النظام العفلقي الصدامي البائد.
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
26/7/2006م
30 جمادى الآخر 1427هجري
_________________
اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام
في رحاب الذكرى السنوية الثالثة لشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس سره الشريف"
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل عبد الله الرضيع
www.alrsool.com
www.alrsool.com/alasghar/
Aliasghar2008@yahoo.com
Aliasghar2007@hotmail.com
(الحلقة الثالثة)
(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)
(سورة القصص 83)
نستقبل هذه الأيام الذكرى السنوية الثالثة لإستشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" ، حيث تقيم الجالية العراقية في طهران ولندن ودمشق والدول الإسكندنافية وسائر دول العالم إحتفالات تأبينية ستشارك فيها الجماهير العراقية والعربية والإسلامية المؤمنة الموحدة ومختلف الفعاليات السياسية العراقية ، ولابد من إحياء هذه الذكرى والمناسبة الأليمة بصورة بصورة فعالة وكبيرة خصوصا داخل العراق وعلى الرغم من الظروف الأمنية الصعبة التي يعيشها الشعب العراقي نتيجة الإرهاب البعثي التكفيري ، كل ذلك تخليدا لهذه الشخصية العظيمة التي ساهمت بشكل واسع وكبير في تغيير مجرى التاريخ السياسي المعاصر في العراق ، فقد جسد شهيد المحراب "قدس سره الشريف" أنبل قيم العطاء والوفاء من أجل المستضعفين في عراق الرافدين وتوج مسيرته الجهادية والنضالية الرسالية العظيمة بأروع صور الشهادة الدامية في سبيل الله وسيبقى صوتا مدويا في أسماع كل العراقيين وكل شرفاء الإنسانية المعذبة ، بينما أعداء العراق والشعب العراقي من البعثيين الصداميين والتكفيريين الإرهابيين فإن الهزيمة تلاحقهم أينما حلو ونزلوا وكانوا مخزيين بعار الجرائم التي إقترفوها ولا يزالوا يقترفونها ضد أبناء العراق الأبي.
عاد آية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" الى العراق ومسقط رأسه النجف الأشرف بعد أكثر من 23 عاما من النفي القسري للنظام الديكتاتوري الشمولي البائد في بغداد. يعد المرجع الشهيد الحكيم من أبرز القادة الدينيين والسياسيين في العراق ، فضلا عن زعامته للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق وتصديه للعمل الاسلامي والجهادي والرسالي ضد النظام البعثي الصدامي.
إضطلع المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه بدور قيادي على المستويين الديني والأكاديمي.
ولد الشهيد الحكيم في عائلة دينية مرجعية تصدت للزعامة والقيادة للعالم الاسلامي والشيعي ولا زالت تتصدى للمرجعية ونشر معارف وعلوم أهل البيت وتقدم في هذا الطريق العطاء وتخدم مذهب الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام بتربية طلبة العلوم الدينية والخطباء والمبلغين في الحوزة العلمية في النجف الأشرف.
ولد المرجع الشهيد عام 1939م في مدينة العلم والأدب النجف الأشرف ، حيث يرقد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، ومركز المرجعية الشيعية والحوزة العلمية في العراق ، وهو إبن المرجع الشيعي الأعلى ، آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم "رضوان الله تعالى عليه" الذي توفي أوائل السبعينيات.
تلقى المرجع الشهيد علومه الأولية في المدارس الدينية في النجف الأشرف ، وبعد الدراسة الأولية للمقدمات في العلوم الحوزوية تولدت لديه "قدس سره الشريف" رغبة مبكرة في الدراسة في معاهد الحوزة العلمية ، وبعد نيله مرتبة عليا في العلوم الدينية ، مارس المرجع الشهيد تدريس الفقه والأصول وعرف بعمق الإستدلال ودقة البحث. وفي عام 1964م أختير أستاذا في علوم القرآن والشريعة والفقه المقارن في كلية أصول الدين. تخرج على يديه الكثير من المختصين في علوم الدين والفقه ، وللمرجع الشهيد مؤلفات دينية كثيرة منها "الحكم الاسلامي بين النظرية والتطبيق" و"دور الفرد في النظرية الإقتصادية الاسلامية" و"المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن" و"حقوق الانسان من وجهة نظر إسلامية".
السيرة السياسية
تعرض المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه شأنه شأن أفراد آخرين من عائلته الى الملاحقة والسجن في السبعينات بسبب نشاطه السياسي المعارض للنظام البعثي الديكتاتوري الشمولي في بغداد ، وفي أعقاب إنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية بزعامة الإمام الراحل آية الله العظمى السيد روح الله الموسوي الخميني تأزمت العلاقة بين السلطات البعثية الحاكمة في بغداد والمرجعية الشيعية في النجف الأشرف التي سلطت عليها السلطة البعثية الصدامية ضغوط كبيرة تمثلت بإعتقال وإغتيال عدد من أبناء الأسر الكبيرة كأسرة المرجع الامام الحكيم ، وأسرة آل الصدر وغيرها من الأسر المرجعية العريقة ، مما إضطره الى مغادرة العراق الى دمشق ومنها الى إيران.
وبعد مغادرته العراق عام 1980م إنصب جهد المرجع الشهيد على تنظيم المعارضة السياسية والإسلامية ضد نظام الرئيس المخلوع صدام العفلقي الذي قام بشن حرب إستنزاف مفروضة على الجارة المسلمة والشقيقة إيران دامت لأكثر من ثمان سنوات
، وفي تلك الأجواء تأسس "مكتب الثورة الاسلامية في العراق" ، ثم تحول هذا التنظيم السياسي الى "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" الذي إضطلع بدور سياسي بارز في معارضة النظام العفقلي الصدامي ، وأصبح له جناح عسكري عرف بفيلق بدر الذي أبلي بلاء حسنا ضد النظام الفاشي في بغداد وقدم الكثير من الشهداء وبعد سقوط النظام تحول الى منظمة سياسية تمارس نشاطها السياسي والإجتماعي والثقافي في ظل النظام السياسي الجديد.
كانت للمرجع الشهيد الحكيم قاعدة شعبية وجماهيرية واسعة وكانت العشائر تسانده وتساعده في جهاده ونضاله ضد النظام البعثي العفلقي البائد ، وفي عام 1986م أصبح آية الله الحكيم رئيسا للمجلس الأعلى وبعد ذلك تجدد إنتخابه لرئاسته حتى عودته الى النجف الأشرف بعد سقوط الصنم.
بعد 23 عاما من العيش في منفاه القسري في الجمهورية الاسلامية الايرانية عاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم الى العراق وإستقبلته الجماهير والعشائر العراقية بحفاوة وتكريم ، وإستقبال القائد المنتصر مع خذلان عدوه صدام الذي أعتقل من جحر الجردان ذليلا خائفا ، وبدأ نشاطه الديني في النجف الأشرف إضافة الى ترشيد الحالة السياسية في العراق من أجل تقوية دعائم النظام السياسي الجديد.
وفي 1 رجب من عام 1424هجري (بعد أربعة أشهر من عودته) أستشهد "رضوان الله تعالى عليه" في إنفجار سيارة مفخخة إستهدفت حياته وحياة أكثر من ثمانين شهيدا من العراقيين من أتباع أهل البيت الذي حضروا صلاة الجمعة في حرم أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
حظي المرجع الشهيد لدى عودته بإستقبال حاشد في البصرة التي كانت مدخله الى العراق ، ومن ثم المدن والمحافظات التي مر بها في طريقه الى النجف الأشرف الى أن أستشهد بعد إمامته لصلاة الجمعة في مرقد الأمام علي عليه السلام الذي يعتبر أكثر الأماكن قدسية لدى المسلمين الشيعة في العالم ، وكان الشهيد من الداعين الى الإسراع بقيام حكم عراقي مستقل ، وخروج قوات الإحتلال وعودة السيادة للعراقيين حيث قال في أحد خطاباته بعد العودة إن العراقيين يرغبون في حكومة مستقلة وإنهم لا يقبلوا بأي حكومة تفرض عليهم من الخارج ، وعا الى "تشكيل حكومة ديمقراطية تمثل الشعب العراقي برمته وبكل مكوناته".
وقد أوكل الشهيد رحمة الله عليه ، إثناء وجوده في العراق ، لأخيه السيد عبد العزيز الحكيم مهمة النشاط السياسي المباشر وتمثيل المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في مجلس الحكم العراقي المؤقت وإنشغل سماحته بالشأن المرجعي والتصدي للمرجعية الدينية الى جانب سائر المرجعيات الدينية في النجف الأشرف.
كان المرجع الشهيد يمتلك صدرا رحبا واسعا وإبتسامة عريضة لكل الناس بالاضافة الى أنه كان رقيق القلب كثير الدمعة ، وكان يعمل دائما على لم شمل العراقيين في المهجر ويسعى الى توحيد صفوفهم وتنسيق جهودهم ونشاطاتهم السياسية ضد النظام البعثي العفلقي البائد ، ولا يتسثني أحدا من المعارضة للنظام الديكتاتوري ، وكان يدافع عن حقوق كل مكونات الشعب العراقي من السنة والشيعة والأكراد والتركمان لأنه أدرك تماما بأن النظام الصدامي البعثي لا يمثل السنة العراقيين وإنما يمثل مصالح حفنة من العفالقة المجرمين الذين كفروا بالدين ومبادئه وأمنوا بأفكار شيوعية إشتراكية وكفروا بالله الواحد القهار وبرسله وكتبه وآخر كتبه القرآن الكريم وكفروا بالنبي المرسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي زياراته المتكرره الى دول الجوار في دمشق والكويت والسعودية كان المرجع الشهيد يؤكد دائما على فصل النظام البعثي عن أبناء السنة العراقيين وأنه لا يمثل الا مجموعة مجرمة نزقة لا تفكر في الدين والمبدأ وإنما تفكر في كيفية تسيير مصالحها تتخذ من الدين ذريعة كلما تعرضت مصالحها للخطر.
وهكذا كانت حياته الكريمة والشريفة والمباركة كلها جهاد ونضال ونشاط وفاعلية وخدمة للدين والدفاع عن حقوق الشعب العراقي والدفاع عن مظلومية أتباع أهل البيت من الشيعة العراقيين الذين ظلموا أشد ظلم من قبل النظام العفلقي الصدامي البائد.
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع
هيئة الطفل الرضيع
كربلاء المقدسة
26/7/2006م
30 جمادى الآخر 1427هجري
_________________
اللجنة الدولية لإحياء مظلومية الطفل الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام