مشكورة اختي بنوته على القصه الروعه ناطرينك لاتتاخرين علينا تسلمين
X
-
مشكورين ياحلوين المنتدى على الردود
مشكورين أخواني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سلام من الله عليكم
الحـــــــــــــلقة الثالثة
(هذه هي حياتي)
في إحدى العمارات الفارهة في الدور الرابع تحديدا بالشقة الخامسة والعشرين
كانت سلوى جالسة تتأمل نفسها في المرآة وهي تمشط شعرها لتسمع طرق
على الباب ويدخل منه شخص
لتبتسم سلوى وتقول : أهلا أمي
لتجيبها الأخيرة هيا يا عزيزتي العشاء أصبح جاهز سأذهب الآن لأعلم يارا وسأحضر لنتعشى جميعا
تستوقفها سلوى : لا يا أمي أنا سأخبر يارا
وتتوجه سلوى بناحية الغرفة القريبة من غرفتها وتطرق الباب
ليجيبها صوت طفولي : ادخل
تدخل سلوى والإبتسامة على شفتيها ........ عزيزتي يارا هيا بنا للعشاء
لتجيب يارا بلهجة حادة : ليس لي رغبة في تناول العشاء
وقفت سلوى للحظات تتأمل تلك الطفلة العنيدة ثم قالت : لماذا يا حبيبتي فأنتِ لم تأكلي شيئا منذ الغداء
لتجيب يارا بنفاذ صبر : أخبرتكِ ليس لدي رغبة في الأكل ماذا هل ستجبريني على الأكل أيضا
تنظر لها سلوى وتقول : لا بالتـأكيد لن أجبركِ ولكن إذا ما شعرتي بالجوع سنكون بإنتظاركِ
وتخرج من الغرفة وتتوجه ناحية المطبخ لتقابل أمها
وقبل أن تنطق سلوى بأي كلمة قالت أمها : أين يارا
لتجيب سلوى لن تحضر لا أعرف ماذا بها إنها عصبية جدا
ثم توجهت لتحضر صينية وبدأت بوضع الطعام عليها ثم قالت : ارجوكِ يا أمي خذي لها هذا الطعام
أخذت أم سلوى الطعام وتوجهت به ناحية غرفة يارا
لتجد يارا مستلقية على سريرها .......... نظرت لها ثم قالت : هيا يا عزيزتي لتتناولي عشاءكِ
لتجيب يارا بعدم إهتمام : لا أريد شيئا
تضع أم سلوى الطعام على المكتب الصغير وتهم بالخروج
لتستوقفها يارا : أرجوكِ يا جدتي خذي هذا الطعام
فتعود أم سلوى أدراجها وقد تعكر مزاجها من سلوك يارا
وتقول بلهجة حادة يبدو بأننا قد أفرطنا في دلالكِ
لماذا كل هذا العناد .......
إذا كنتِ لا ترغبين بالأكل حسنا وأنتِ محرومة من العشاء غدا أيضا
وتأخذ الصينية بعدها وتخرج
................
بعد العشاء توجهت سلوى ناحية غرفة يارا وطرقت الباب ودخلت قبل أن يأتيها جواب
وتوجهت بناحية يارا وهي تقول :
عزيزتي هل بإمكاني النوم عندكِ الليلة فقد اشتقت إليكِ كثيرا
أعدكِ لن أصدر أي صوت و لن أزعجكِ
تغيرت ملامح يارا وأصبحت أكثر هدوء وبدى عليها التفكير فاستغلت سلوى الفرصة وقالت حسنا سأذهب لإحضار بطانية ووسادة وخرجت سريعا قبل أن تتمكن يارا من النطق بأي كلمة
أحضرت سلوى بطانية ووسادة ثم نظرت ليارا وهي تقول : أخبريني يا عزيزتي أين أضعها فأشارت يارا لركن من الغرفة
بدأت سلوى بتحضير المكان لتنام ثم وضعت رأسها على الوسادة الصغيرة
نظرت لها يارا ثم توجهت لسريرها ........ بعد دقائق قليلة تنبهت سلوى على صوت يارا وهي تقول :
ماما هل نمتي
لتجيب سلوى لا لم أنم لكني سأنام فورا لكي لا أزعجكِ
لكن يارا عادت للحديث مجددا ..... ماما هل
سلوى : ماذا
يارا : هل ستتزوجين
تصعق سلوى وتقوم من مطرحها وتتوجه لسرير يارا
من قال لكِ ذلك
أطرقت يارا رأسها وقالت : إذن فعلا سوف تتزوجين
هزت سلوى رأسها وقالت : أنا لم أقل ذلك ولكني أريد أن أعرف من أخبركِ بذلك
يارا : لقد سمعت جدتي تحدثكِ بالموضوع أنا لم أقصد أنا استمع لكما لكني كنت ذاهبة لأطلب منكِ المساعدة في حل المسألة و هناك سمعتكما تتكلمان
هل فعلا نسيتِ بابا وستتزوجين وهل سأنتقل معكِ أنا
تبتسم سلوى وهي تقول : انتظري انتظري ....... هل تقومين بالتخطيط عني
لا بالتأكيد لن أتزوج ولا تفكري في هذا الموضوع صحيح بأن بابا قد توفي لكنه باقٍ بقلوبنا أليس كذلك
يارا: لقد اشتقت إليه كثيرا
سلوى : أنا أيضا اشتقت إليه لكنكِ هنا إلى جانبي وأنتِ أهم شيء بحياتي
هيا يا عزيزتي نامي ولا تعودي للتفكير في هذا الموضوع مجددا
ارتاحت يارا من كلام أمها واستعدت للنوم وسرعان ماغطت في نوم عميق
لكن سلوى قد جفاها النوم وهي تنظر للصورة المعلقة على الحائط
التي تحتويها وتحتوي يارا وتحتوي ماهر زوجها
لم تنسى سلوى ماهر يوما لكن كلام يارا أيقض الحنين في قلبها مجددا
وجعل الذكريات تعود بها
حتى استوقفتها الذاكرة للحظاتها الأخيرة مع ماهر وهو راقد على الفراش
دون أن يعي بوجودها فقد تعرض لحادث أثناء عودته للمنزل
وتحطمت سيارته وسيارة الشخص الآخر ليرقد هو في غرفة العناية المركزة راضخا تحت رحمة النزيف الداخلي لعله يتوقف فينبثق الأمل بحياته بينما الشخص الآخر قد فارق الحياة
وماهي إلا أيام قليلة ولحق به ماهر
لتجد سلوى نفسها وحيدة في معترك الحياة
أمام مسؤوليات كبيرة وتربية طفلة
بالإضافة لفقدانها للصدر الحنون الذي يبادلها هموم النهار ويعينها على سهر الليل الطويل
أطلقت سلوى تنهيدة قصيرة وعادت للنظر للصورة
ومسحت الدمعة التي جرت على خدها وبدأت في قراءة سورة الحمد
لتهديها لروح زوجها الراحل ماهر فهذا ما هو بحاجة له
..................
في الصباح لم يفت أم سلوى وجه سلوى الشاحب وعيناها المنتفختان من البكاء
ومع ذلك تجاهلت كل هذا واقتربت من ابنتها وهي تقول : نسيت أخبركِ ياعزيزتي بأن أم علي كانت عندنا بالأمس
سلوى : أهلا وسهلاً بها في أي وقت
أم سلوى : ولكن زيارتها هذه المرة مختلفة
سلوى : وكيف ذلك
أم سلوى : إبنها علي يريد الزواج
سلوى : معقول هل يريد الزواج على نهى إنها لإنسانة رائعة
امتعضت أم سلوى من كلام سلوى وقالت : ليس ذلك موضوعنا
سلوى : إذن ماهو موضوعنا
أم سلوى : ما رأيك أنتِ في علي
سلوى : وما أهمية رأي فيه إنه جارنا وزوج نهى معلمة يارا في المدرسة
أم سلوى : ولماذا تحشرين نهى في الموضوع
سلوى : إنها زوجته
أم سلوى : حسنا لقد جاءت أم علي طالبة يدك له فما رأيك
صرخت سلوى : وماذا تعتقدين رأي هل سأطير فرحا لإن عريس طرق بابي
أرجوكِ يا أمي لقد تحدثنا في هذا الموضوع مطولا وأنتِ تعرفين رأيي ماما فلماذا نعيد فتحه مجددا
ثم أني لا أعرف من أين تأتين بكل هؤلاء العرسان هل وضعتِ إعلان في الجريدة
أم سلوى : هل هذا هو جزائي لأني خائفة عليكِ
وأريد أن اطمئن عليكِ قبل رحيلي من هذه الدنيا
تقاطعها سلوى وتقول : أمي لا داعي لمثل هذا الكلام
ستعيشين بإذن الله حتى ترين يارا عروس
أم سلوى : يارا نعم يارا , هل رأيتِ كيف أصبح سلوكها إنها بحاجة لرجل ليهذب خلقها
رجل تخاف منه وتحترمه
سلوى : لماذا وماذا فعلت يارا
هل أغضبتكِ في غيابي
تنحنحت أم سلوى وقالت: لا لم تفعل شيء ولكن تحسبا للمستقبل فهي مازالت صغيرة لكن غدا
ربما لا نستطيع ضبطها لوحدنا
سلوى : لماذا وهل تشكين في تربيتي ليارا
لا تقلقي لن يحدث شيئا ثم أني دوما مسيطرة على كل الأوضاع
أم سلوى : نعم بكل تأكيد بدليل وجهك الشاحب وعيناكِ المنتفختان
صدقيني يا بنيتي إنك بحاجة لرجل يساندكِ ويساعدكِ على هموم هذه الدنيا
رجل تشكين له همومك وتفضفين مافي قلبك
قامت سلوى من مطرحها وهي تقول : حسنا يا أمي إني مغادرة هل تريدين شيئا من الخارج اجلبه لكِ حين عودتي
أم سلوى : لا فائدة من الحديث معك
تخرج سلوى وتترك ورائها أمها
....................
في المساء حين عادت سلوى للبيت استقبلتها أمها وهي تقول : غيري ملابسك بسرعة واذهبي لغرفة الضيوف إن نهى بإنتظارك مع أني أخبرتها بأنك ستتأخرين لكنها أصرت على إنتظارك
ذهبت سلوى لتجد نهى جالسة في ركن من الغرفة والحزن باداً عليها
حيتها سلوى وجلست
وإنتظرت أن تبدأ نهى بالحديث لكنها ظلت صامتة
فبدأت سلوى بقولها : أخبريني كيف هو عملك بالمدرسة
لتجيب نهى : لا بأس به إنه جيد
سلوى : أخبريني هل تحسنت صحة إبنك مؤيد
نهى: نعم إنه بخير لكن المشكلة لا تكمن فيه
سلوى : ماذا تقصدين
نهى : إنه علي
صمتت سلوى واكتفت بالنظر لنهى
فتابعت نهى : إنه يريد الزواج
سلوى : ماذا هل حدث بينكما شيء ليتخذ قرار كهذا
نهى : لا أعلم لقد تغير كثيرا في الفترة الأخيرة وأخذ يتحدث بأنه بحاجة
لمرأة تستعمل عقلها ولا تحركها العواطف في كل المواقف
بحاجة لمرأة جذابة أنيقة....... تغوص في أعماق نفسه
لتعرف عن ماذا يبحث .......... لقد تغير كثيرا
صمتت نهى ونظرت لسلوى
أفطرقت سلوى رأسها وقالت : لن أخفي عليكِ شيئا يا نهى أن علي زوجك قد طلب يدي
صعقت نهى من الخبر وأخذت في الصياح هل هذا معقول
كنت أعرف بأن سكننا بجوار إمرأة شابة وعلى مستوى عالي من الثقافة لن يعود علي إلا بالشقاء
قاطعتها سلوى قبل أن يتفاقم الوضع لتقول : أرجوكِ يا نهى ليس هناك داعي لهذا الحديث فأنتِ تعرفين بأني وهبت حياتي لتربية إبنتي وعملي
وليس خطأي أن فكر زوجك بالزواج ثانية
أحست نهى بالذنب لحديثها السابق
فقالت : إعذريني يا سلوى فأنا فعلا لا أعرف ماذا أفعل
ابتسمت سلوى وقالت : بكل تأكيد أنا أعذرك فهذه الغيرة طبيعية
لنفكر معا كيف يمكنك أبعاد هذه الفكرة من عقل زوجك
قالت نهى : كيف
نظرت سلوى لنهى ثم قالت: ليس هناك أسهل من استخدام سحرك الأنثوي
نظرت نهى لسلوى متعجبة وهي تقول : ماذا تقصدين
سلوى : أخبريني كيف تعامليه في الفترة الأخيرة
نهى : لقد زاد إهتمامي به وأصبحت أتمنى رضاه فقط
سلوى : حسنا يبدو بأنه من أولئك الأشخاص الذين لا يشعرون بقيمة الشيء حتى يفقدوه
كل ماعليكِ عمله هو إهماله لبعض الوقت والتظاهر بأنك مشغولة
ولستِ مستعدة لسماع قصصه عن المرأة العاقلة
نهى : وهل تعتقدين بأن هذا الشيء سينفع
سلوى : بالحقيقة لا أعلم فأنا لا أعرف من أي الرجال زوجك
ولكن لنجرب هذه الطريقة
........................
بعد عشرة أيام إتصلت نهى بسلوى وهي فرحة لتخبرها بأن زوجها قال لها بأنه سيكون أغبى رجل في العالم لو فكر يوما بالزواج بآخرى
ضحكت سلوى وقالـت: وكيف حدث هذا
لتجيب نهى : بالحقيقة لا أعلم كل مافعلته بأني تجاهلته وأصبحت أخرج
وأكثر من قراءة بعض الكتب التي لم يكن لدي وقت حتى للنظر لها
فوجدت بأنه أخذ يحوم حولي ويراقب ماذا أفعل
ويحاول مقاطعتي من وقت لآخر ........ ويخترع أي قصة ليدخل الغرفة التي أكون فيها
حتى سألني في أحد المرات إن كان لدي شيء ليقرأه هو أيضا فأعطيته أحد الكتب وأخذت أسرد عليه مميزاته ومضمون الكتاب
فوجدته ينظر لي بإعجاب وكأنه اكتشف شيء جديد في
فعرفت بأنها الفرصة السانحة التي حدثتني عنها لأستغل فيها سحري
حتى إذا ما جاء مساء الغد وجدته يفاجأني بهدية ثمينة وسهرة رومانسية
ضحكت سلوى وقالت : أعتقد بأن مشكلتكِ قد حلت , فحافظي على زوجك
حتى لا يسرق منك
ضحكت نهى بدورها وقالت: ٍ سأتي لكِ لتنقذيني بأفكارك الرائعة
وليضحكا بعدها معا
تمت
دعواتي الصادقة وتحياتي العطرة
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
الله يسلمج حبيبتي
ومشكورة على المتابعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الرابعة
( هل أنا مريضة )
بينما سلوى تراجع قائمة المواعيد ليوم غد لفت نظرها الاسم الأخير
ريفاء مصطفى
لم تصدق سلوى عينيها وجلست تتأمل في ذلك الاسم وهي تقول هل من المعقول أن تكون هي أم هو مجرد تشابه أسماء
................
في اليوم التالي لم تكف سلوى عن النظر للساعة حتى حانت الساعة الرابعة مساءً
ودخلت الممرضة سحر وهي تقول : لقد حضرت السيدة ريفاء مصطفى هل أدخلها
فقالت سلوى : نعم أدخليها ..........وجلست تتأمل في الباب حتى دخلت منه سيدة تناهز الثلاثين بيضاء البشرة ممشوقة القوام
نظرت لسلوى بعينين حادتين
لكن سلوى قابلت تلك العيون بإبتسامة مشرقة وأشارت لها بالجلوس
تقدمت السيدة الثلاثينة لتجلس ببرود
لتحيها سلوى بتشكك : أهلا بأديبتنا الكبيرة
تفاجأت السيدة وقالت: هل عرفتني
ابتسمت سلوى قالت: إذن أنت هي
بالحقيقة لم اتوقع أن تجمعنا الصدفة الرائعة أنا معجبة بقصصك ورواياتك كلها الواحدة تلو الأخرى
ليأتيها صوت ريفاء تشوبه نبرة حزن: شكرا لكِ
نظرت سلوى للورق بين يديها لتنظر مطلوب إستشارة طبية
وتقول بعدها : أنا بالخدمة
صمتت ريفاء لبرهة وكأنها تفكر ثم قالـت: كيف بإمكاني معرفة إذا ما كنت مريضة أو لا
أعني نفسيا
أدارت سلوى عينيها في أرجاء الغرفة ثم صوبتهما باتجاه ريفاء وقالت: لماذا ما الذي جعلك تفكرين بالأمر
ريفاء : أوه لا تسأليني فأنا فعلا أشعر بأن شيئا قد إخترقني
وأجهشت بعدها في البكاء
قامت سلوى من مكانها وهي تقول : هدئي من نفسكِ
ولنبدأ من البداية ما الذي حدث
نظرت ريفاء لسلوى بعيناها المحمرتان وهي تقول : آسفة لم أكن أريد البكاء
ليجبها صوت سلوى الحاني : لا تقولي هذا الكلام , أنا كلي آذان صاغية
تنهدت ريفاء وقالت: صدقيني لا أعرف ماذا أقول
لكني أشعر بحزن عميق جدا
ولا أعرف سببه
أشعر بأني إنسانة أخرى
لتجيبها سلوى بصوت حاد : ما الذي حدث
ريفاء: هذا ماجئت لمعرفته
سلوى : حسنا سنبدأ من البداية هل تشعرين بخفقان شديد في قلبك
أجابت ريفاء : نعم كثيرا لدرجة أني أشعر بأن إمكان أي شخص سماع ضربات قلبي المتتالية بقوة
سلوى : هل تشعرين بفقد للشهية ونقصان مفاجىء لوزنك
ريفاء: نعم فقد خسرت ستة كيلو غرامات من وزني خلال شهر ونصف دون رغبة مني في ذلك وبات وزني ضئيل جدا كما ترين
سلوى : هل يجافيكِ النوم في أكثر الليالي
ريفاء: بل قولي جميع الليالي
أصبحت أسهر دون سبب وأتمنى النوم ولو للساعة واحدة
سلوى : هل تشعرين بضيق في صدرك
ريفاء : يا آلهي وكأنك تسكنين بقلبي , نعم كل ماذكرته صحيح
سلوى: وهل ترغبين بالبكاء وتشعرين بحزن غامر و مفاجىء
ريفاء: أن دموعي تأبى النزول لعلي أشعر بقليل من الراحة
لقد تعبت كثيرا , أنا على هذه الحالة منذ أكثر من ستة أشهر
لم أذق طعم النوم أو الراحة
ارجوكِ ساعديني , وهل أنا مريضة لأني راجعت طبيب عضوي وفحص كل جسدي
لكنه قال بأني سليمة
إذا لماذا كل هذا التعب الذي أشعر به
سلوى : لاتقلقي سنكتشف ذلك
هل تحبين الجلوس على الأريكة لتكوني مسترخية أكثر
لتجيب ريفاء : نعم أرغب بذلك
انتقلت ريفاء لتسترخي على الأريكة المريحة وبجوارها سلوى
ليأتيها صوت سلوى الهادىء وهي تقول : الآن تـحدثي عن أي شيء
ومن أي مكان
صمتت ريفاء لبرهة ثم قالت : رغم أني مشهورة واسمي يتصدر المجلات والصحف
إلى أني لا أشعر بسعادة كبيرة
فمازالت ذكريات الطفولة تعود لي عندما كنت طفلة صغيرة في بيت
متواضع ليس فيه سوى غرفتين بالكاد كانت تكفي عددنا الكبير
ورفيقاتي في المدرسة أني اكرههم
ونظرت لسلوى
لكن سلوى لم تبدي أي استجابة
فعادت للحديث : لقد كنا يتفاخرن كثيرا بمنازلهم الفارهة
وبملابسهم من المحال المشهورة
بينما أنا كنت أراقب كل ذلك بصمت وسكوت
وانتقلنا لمرحلة المراهقة , وكانت موضة الإحتفال بأعياد الميلاد
ففي كل أسبوع كانت إحدى الفتيات تحتفل بعيدها
وأنا لم استطع الذهاب لتلك الأعياد لعدم تمكني من شراء هدية وبالطبع لم أكن أملك الزي المناسب
مع ذلك لم يتركنني وشأني كانوا يتعمدن أحراجي
فتارة يسألنني عن موعد عيد ميلادي
وتارة عن المكان الذي سأقيم فيه الحفلة
لا أعرف لماذا كنا يردن مني الاحتفال بمولدي فأنا لم أكن سعيدة لأني سأكبر سنة وسيزداد شقائي فيها
بسببهن قررت لن أتزوج إلا رجل غني بل واسع الثراء
يحقق كل مطالبي ويجعلني انفق النقود بغير حساب وفي أي وجهة أريد
وفعلا تزوجت برجل ثري لا يهمه كم أنفق من المال
وكم أصرف وحسابي في البنك يتضاعف ويتضاعف دون أن أعمل شيئا
لكني فجأة شعرت بالفراغ يحيطني
فقد كبرت دون أن يكون لي صديقة أشكو لها مايختلج في صدري
أحدثها عن آمالي , عن أحزاني
وزوجي أنه دوما بعيدا عني في عمله الذي لا ينتهي
وهو دائم السفر
حتى في أحدى سفراته رافقته إلى حيث لندن الباردة
لكنه تركني في الفندق وحيدة كالعادة
وبينما أنا جالسة في ردهة الفندق انظر للمارة وللخدم وهم يتحركون كالنحل الذي لا يتعب
قررت أن أبدد الملل بالكتابة
وفعلا قمت بالكتابة لأنتج رواية في وقت قصير
وعدنا بعدها لأرض الوطن وقمت بطباعة الرواية لتنشر
وبعد أن رأت تلك الرواية النور
بدأت أشعر بقلق مفاجىء
ويجافيني النوم حاولت معرفة السبب لكني لا أعرف
هنا تحدثت سلوى : وماذا كان مضمون الرواية
صمتت ريفاء ثم قالت : كتبت عن حياتي , ظننت بأنني سأرتاح
إذا ما أفضيت ببعض من أسراري
لكن النتيجة جاءت عسكية
صمتت سلوى قليلا ثم قالت : لقد تعودتي أن تكنزي كل شيء بقلبك دون أن يكون هناك من تخبريه عن أي شيء
تعودتي أن تكوني صديقة ذاتك
ولكنك فجأة قمت بنشر أسرارك وكل أحلامك وآمالك للجميع
فنتابك خوف داخلي
خوف أن يعرف الجميع بأنك تتحدثين عن ذاتك عن نفسك التي طالما حفظتها وأخفيتها عن عيون الناس
فأجابت : ريفاء معك حق , أنا خائفة من ذلك , لكن ما الحل الآن
لتجيب سلوى: إنه سهل وبسيط
وقومي بكتابة قصة أخرى مناقضة تماما لشخصيتك
عندها ستشعرين بقليلا من الراحة
لتلمع عينا ريفاء وتقول : سأبدأ بذلك فورا
لتقاطعها سلوى : ولكن هناك شيء آخر أهم من الرواية
لتقول ريفاء : ماهو
لتجيب سلوى : ابحثي عن صديقة مخلصة تفضين لها بهمومك
لتجيب ريفاء : لقد وجدتها , هل تقبلين أن تكوني صديقتي
تبسمت سلوى وقالت: على الرحب والسعة .
تمت
دعواتي الصادقة وتحياتي العطرة
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
آسفة على التأخير بس كان النت مقطوع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الخامسة
( خُلقت قاتلاً )
بينما سلوى تغادر العيادة عند الساعة التاسعة كعادتها
رأت ذلك الشاب الأسمر واقف حائرا
وقفت للحظات تتأمله أنها ترا ه أكثر من ثلاث ليالي يحوم حول المكان
أخذتها الأفكار وحدثت نفسها هل من الممكن إنه يريد سرقة المكان , لكنها سرعان ما أبعدت الفكرة من رأسها وقالت : ماذا يسرق فأنا لا أملك سوى الملفات في العيادة
ولكن الأفكار عاودتها وحدثت نفسها لربما يريد سرقة أحد الملفات ليبتز صاحبه
يا إلهي ماذا أفعل
وقبل أن تفيق من أفكارها , جاءها صوت العم مرعي بواب العمارة : ماذا هناك يا دكتور هل نسيتي شيئا
لتجيب بشرود : لا يا عم مرعي لم أنسى شيئا , ارجوا أن تحرس المكان جيدا
ليجيب عم مرعي : لماذا هل هناك شيئا يا دكتورة
سلوى : أبدا , أنت تعرف أولاد الحرام قد كثروا هذه الأيام
العم مرعي: الله يبعدهم عنا وعنكِ وعن الجميع
سلوى : شكراً , تصبح على خير
العم مرعي : وأنتِ من أهله
....................
بعد أيام نست سلوى أمر الشاب
لكنها سرعان ما تذكرته وهي تراه في صفوف المنتظرين في العيادة
وبعد ثلاث ساعات حان دوره
كان شاب فاره الطول , له عينان عسليتان لا تتناسب مع بشرته السمراء
وقف حائرا مترددا
نظرت له سلوى وقالت : إجلس من فضلك
جلس على الكرسي وبلع ريقه
وحاول إبعاد بصره عن سلوى
باشرت سلوى بالحديث : استرخي وتفضل بماذا يمكن أن أخدمك
ليجيب : أنا , بالحقيقة
وصمت بعدها لتستحثه سلوى تكلم يا مرسي
لينظر لها ويقول : كيف عرفتي اسمي
تبسمت سلوى وقالت : من الإستمارة
مرسي : أها
وعاد للصمت
لتحاول سلوى معه مرة آخرى
وتقول : تحدث عن أي شيء, حتى لو لم تكن قد أتيت لتقوله
ليفرقع مرسي أصابعه ويقول : بالحقيقة أنا إنسان مهوس , واطلب منكِ مساعدتي , لقد وجدت إعلان في الصحيفة عن عيادتك وعرفت بأنك أفضل طبيبة في المنطقة
سلوى : أنا بخدمتك
إذا أحببت لننتقل للأريكة إن كنت تريد
مرسي: كما تريدين
كان مرسي طويل القامة بحيث إن رجليه تدلت من الأريكة
طلبت منه سلوى التنفس بعمق , وأخذ وقت قبل البدء في الحديث
وبعدها بدأ مرسي بالحديث
بالحقيقة لا أعرف ماهي مشكلتي فأنا إنسان ناجح في عملي فقد درست دبلوم محاسبة
وأعمل الآن في إحدى الشركات
والجميع يحبني
لكن هناك شعور داخلي يتملكني لا أعرف ماهو , فكلما رأيت شخصا أتخيل بأني أقوم بقتله
وبأني أمسكه من رقبته حتى يقع ميتا
لتتدخل سلوى : متى يتكرر هذا المشهد معك , هل يرتبط بوقت معين
أم في جميع الأوقات
ليجيب مرسي : لا أعرف تحديدا , لكن المشهد يتكرر إذا ما بقيت في نفس المكان كثيرا
فقد مكثت هنا ما يقارب الأربع ساعات
حتى تخيلت نفسي أقتل الممرضة القابعة بالخارج
لتشهق سلوى ولكنها سرعان ما تداركت خطأها وقالت : أسفة أكمل
ليقول مرسي : أرجوا إن لا تفزعي مني
لتجيبه سلوى باسمة : أنا لا أخاف أبدا , ولكن لكي أتمكن من مساعدتك يجب أن تكون صريحا معي ولا تخفِ شيئا
مرسي : صدقيني لن تري مني إلا الصدق
سلوى : حسنا , فلنبدأ , حدثني عن طفولتك
مرسي : لقد كانت طفولة عادية لم تكن سعيدة وليست شقية أيضا
فقد كنت الأخ الأصغر بين خمسة أخوة كلهم من الفتية
سلوى : كيف كانت العلاقة بينك وبين أخوتك
تردد مرسي ثم قال : لا بأس بها
سلوى : ووالدك ووالدتك , كيف هي علاقتك معهما
ولاحظت سلوى بأنه بدأ يتصبب عرقا , وبأن لونه قد تغير
فأعادت السؤال عليه مجددا
ولكنه صرخ بوجهها وتوجه ناحيتها وأخذ يعصر رقبتها بيديه لتدوي صرختها في أرجاء المكان
ولتحضر الممرضة سحر والعم مرعي مسرعين على آثر صرختها
ويخلصوها من بين يديه
وبعد أن تأكدوا من سلامتها , تلفتوا حولهم ليجدوا بأن مرسي قد غادر العيادة مسرعا
.........................
لم تنم سلوى ليلتها وهي تفكر بمرسي
والسبب الذي يجعله يقدم على هذا الفعل
و هل سيعود للعيادة مرة أخرى أم لا
و عادت بذاكرتها بالسؤال الذي جعله يثور ويغضب هكذا ربما يكون هو السبب
...................
في الصباح
راجعت سلوى ملف مرسي والمعلومات التي سجلها ولكنها لم تكن أكيدة بأنها معلومات صحيحة
ومع ذلك قامت سلوى بإلغاء جميع مواعيدها
وتوجهت نحو إحدى تلك العناوين التي سجلها مرسي
فأوصلها ذلك العنوان عند بيت متواضع
طرقت سلوى الجرس
لتخرج لها طفلة يبدو بأنها في عمر الثلاث سنوات
فاقتربت منها سلوى وهي تقول : حبيبتي , أين ماما , أين بابا
وقبل أن تقول سلوى شيئا آخر كانت الطفلة قد غادرت
ثم عادت بصحبة سيدة يبدو بأنها والدتها فهي تشبهها تماما
توجهت تلك السيدة ناحية سلوى وهي تقول : بماذا يمكنني أن أخدمك
لتجيب سلوى : هل هذا منزل إن السيد محمد راضي
لتجيب السيدة : نعم , إنه منزل راضي إبنه الأكبر
تلفتت سلوى حولها ثم قالت : هل بإمكاني الدخول
نظرت لها السيدة ثم قالت : لكِ ما شئت ِ, وأفسحت لها الطريق لتدخل
وبمجرد وصولهم لغرفة الضيوف , قالت السيدة : لم تقولي من أنتِ , ولماذا جئتي
صمتت سلوى ثم قالت : لقد أتيت بخصوص مرسي
صرخت السيدة مرسي وماذا فعل هذه المرة , سأذهب لأخبر زوجي إنه أخاه , فأنا ليس لي شأن بمرسي
ذهبت السيدة
وبعد فترة جاء رجل
نظرت سلوى له ثم حدثت نفسها لابد بأنه راضي أخ مرسي إنه لا يشبهه إنه متوسط القامة وملامحه أقل حدة من مرسي
وقبل أن تنطق سلوى
قال الرجل : نعم أنا راضي , ماذا فعل مرسي
فكرت سلوى بسرعة بأنها لو أخبرته بأنها طبيبة نفسية فسيتعامل معها بحذر
لذلك قالت : أنا أتيت من قبل المشفى فقد عالج مرسي أسنانه عندنا ولكنه لم يدفع المبلغ المطلوب عليه للآن
فتنهد راضي وكأنها أزاحت ثقلا عنه بكلامها
فقال : بالحقيقة مرسي لا يسكن هنا الآن لذلك , لا يمكنني مساعدتكِ
وصرخ بصوت عالي : أمينة , أمينة
فجاءت السيدة مرة آخرى
فقال : أوصلي السيدة , فقد إنتهت من مهمتها
شعرت سلوى بخجل فقامت من مطرحها
وبينما هي تسير مع أمينة قالت : لماذا , غادركم مرسي
أجابت أمينة : لقد تسبب لنا في كثير من المشاكل مع الجيران
وجدت سلوى بأن أمينة من النوع الثرثار فاستغلت ذلك بقولها : وكيف ذلك
لتجيب أمينة : لقد كانت تنتابه أحيانا حالات ......
ولكنها فجأة توقفت عن الكلام
فقالت سلوى : يا آلهي سأطرد من عملي إن لم أحصل على مكان مرسي وأتي من عنده بالنقود
نظرت لها أمينة ثم قالت : حسنا , سأعطيكِ عنوانه , لكن لا تخبري أحد بأنك حصلتي عليه مني
لتلمع عينا سلوى وتقول : كوني أكيدة من ذلك
وأخرجت سلوى من حقيبتها قلم وورقة وسجلت أمينة العنوان عليه
خرجت سلوى وهي تنظر لذلك العنوان أنها المرة الأولى التي تسمع فيها عن ذلك الشارع
ومع ذلك أعطت العنوان للسائق وهي تقول : هل تعرف هذا الشارع
نظر لها السائق وقال : نعم أعرفه
قالت سلوى : ممتاز , خذني إلى هناك
فزع السائق : هل تريدين الذهاب إلى هناك سيدتي , إنه مكان لا يليق بكِ
ضحكت سلوى وقالت: ألا يعيش هناك بشر , اذن هو يليق بي , تحرك إلى هناك
بعد فترة طويلة
وصلت سلوى للمكان المطلوب
لكنها لم تتوقعه بهذا السوء
فقد كانت المباني قديمة جداا , و الطرقات مزدحمة بالمارة
ومع ذلك خرجت من السيارة وأشارت لطفل بالإقتراب
وقامت بسؤاله عن منزل السيدة زهرة , حيث يسكن مرسي
قام الطفل بأيصالها لمنزل مهترىء مكون من طابقين
شكرت سلوى الطفل وكافأته بمبلغ من المال
وطرقت الباب بيدين مرتجفة , لتخرج لها سيدة تناهز الستين
حيتها سلوى وقالت : هل يسكن مرسي محمد هنا
أجابت السيدة نعم
لتقول سلوى : هل بإمكانك أخذي إليه
نظرت لها السيدة ثم قالت : تفضلي
وصلت سلوى مع السيدة لغرفة فوق السطوح
لتقول السيدة : هنا يسكن
طرقت سلوى الباب ولكن لم يجب أحد
فقالت السيدة : يبدو إنه ليس هنا , فأنا لم اسمع صوت عودته البارحة
وضعت سلوى يدها على المقبض فوجدت بأن الباب مفتوح
فلمعت عيناها وقالت : لقد طلب مني إنتظاره
نظرت لها السيدة بإستغراب ثم قالت : كما تحبين
وذهبت وهي تتمتم لا يبدو عليها بأنها من هذا النوع
......................
دخلت سلوى الغرفة وهي تقدم خطوة وتأخر الأخرى
لقد كانت الغرفة صغيرة وتحوي سريرا
ومكتب خشبي صغير
وكانت الملابس مبعثرة هنا وهناك
جلست سلوى على كرسي قريب من المكتب
وجلست تتأمل المكان , ثم إلتفت ناحية المكتب لتجد عليه أوراق مبعثرة
فأخذت إحداها لتقرأها
لتجد تلك الكلمات المكتوبة بخط غير مرتب
خنقاًً ماتت
تركت سلوى تلك الورقة وأخذت ورقة آخرى لتجد عليها نفس الكلمات
وهكذا حتى وصلت للورقة الأخيرة
لقد كانت مختلفا قليلا حيث كتب عليها
لم تمت غرقا إنما خنقا
طوت سلوى تلك الورقة ودستها في جيبها
وبعد مضي ساعتين
شعرت سلوى بالملل فقررت الذهاب والعودة غداً
وقبل إن تغادر المكان رأت إن تعرج على السيدة لتسألها بعض الأسئلة
و فور خروجها من الغرفة وجدت السيدة واقفة وعند رؤيتها لسلوى تظاهرت بالإنشغال بإطعامها لبعض الحمام
فاقتربت منها سلوى وهي تقول : ما أجمل الجو إنه مشرق
لتضحك السيدة : نعم , خصوصا بالنسبة للعشاق , ولتنظر لسلوى , لكن سلوى تجاهلت كلماتها الأخيرة وقالت: منذ متى تسكنين هنا يا عمة
لتجيب السيدة : زهرة اسمي زهرة
يتبع
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
مشكورين حبايبي على الردود
وكلامكم الحلو من ذوقكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
التكملة ...
لتجيب العمة زهرة : بالواقع منذ مدة طويلة جدا , فقد ولدت هنا , وحتى يومك هذا أعيش هنا
أخذت سلوى بعض الحبوب من السلة القريبة من العمة زهرة وأخذت تطعم الحمام وهي تقول : ومرسي ماذا تعرفين عنه وعن والديه
لتتنهد زهرة وتقول : والدته ليرحمها الله فقد ماتت موتةً بشعة
استمرت سلوى بإطعام الحمام وهي تقول : كيف ذلك
لتجيب زهرة : لقد انتحرت
لتفزع سلوى : انتحرت وكيف ذلك
صمتت زهرة ثم قالت : بالحقيقة لا أذكر جيدا , ولكني كنت اسمعهم يقولون بأنها ماتت غرقا بعد أن رمت نفسها لأمواج البحر
لكن تحليل الشرطة يقول بأن هناك آثار على رقبتها جراء محاولة أحدهم خنقها , مع ذلك فهي ماتت غرقا وليس خنقا
صمتت سلوى وقد شعرت بدوار
فغادرت مسرعة وهي تقول : أوه لقد تذكرت أمرا , وداعا الآن
وقفت سلوى عند ذلك المنزل
وجلست تفكر , تلك الحادثة حدثت منذ زمن بعيد ولابد إن مرسي كان عندها طفلا
ربما شاهد تلك الحادثة
نعم شاهد والدته تقتل
فربما بعدما حاول القاتل خنقها أغمي عليها فوجد بأن تلك فرصة جيدة فأخذها ليرميها في البحر فماتت غرقا
ولكن مرسي شاهد القاتل وهو يقوم بخنقها
لذلك كتب تلك الكلمات
وأخرجت الورقة من جيبها وجلست تتأمل فيها
ثم أعادتها وهي تشعر بالنصر
....................
حاولت بعد ذلك سلوى الاتصال بمرسي لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل
فقررت بأنه ستعود لمنزله أو بالأصح غرفته غداً
.....................
في اليوم التالي استيقظت سلوى منذ الصباح المبكر
وتناولت فطورها
ثم أخذت الجريدة لتقرأها
وأخذت تقلبها حتى فوجئت بالخبر
انتحار شاب في الثالثة والعشرين من العمر
فأخذت سلوى تتأمل صورة الشاب إنه مرسي
وتابعت القراءة وهي غير مصدقة
وقد وجد إلى جانب الجثة ورقة كُتب عليها
قتلت نفسي لكي لا أقتل أحداً
....................
أغلقت سلوى الجريدة وهي تشعر بالحزن لحال مرسي فقد أوشكت على مساعدته
فمرسي لم يدرك أنه كان يحاول تقليد ذلك القاتل الذي رآه يخنق أمه
فعقله الباطن يريد أن يستيقظ ويذكره بالقاتل
عن طريق تجسيد ذلك المشهد وهذا مالم يدركه مرسي
إنتهت
دعواتي الصادقة وتحياتي العطرة
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
سلام من الله عليكم
الحلقة السادسة
( الأنوركسيا )
تأملت سلوى المرأة التي تجلس في مواجهتها
والأوراق التي بين يديها لتقول : اعتقد بأن هناك خطأ , فالعمر الذي في الورق ....
ابتسمت المرأة وقالت قبل إن تكمل سلوى كلامها : بالحقيقة ليس هناك أي خطأ
فلست أنا المعنية به
أنها ابنتي إيمان وهي تجلس الآن بالخارج , أردت إن أحدثك على انفراد قبل إن تباشري معها
حركت سلوى رأسها إيجابا وقالت : تفضلي , أنا بالخدمة
تنهدت المرأة وقالت : بالحقيقة لا أعرف من أين ابدأ , ولم يكن الطبيب النفسي في حساباتنا أبدا ً
لكننا تعبنا مع إيمان ووجدنا بان مصلحتها فوق كل شيء لذلك تريني اليوم جالسة هنا
إيمان اليوم في الرابعة عشر من العمر كما قرأتِ
مشكلتها بدأت عندما كانت في الثانية عشر أي قبل سنتين
في البدء لم نلحظ شيئا كانت تفوت وجبات الغداء والعشاء
وبعدها تبعها الفطور وبعدها كل الوجبات الخفيفة
فأصبحت لا تأكل إلا بالإجبار وبالغصب
ثم زادت حالتها سوءاً وأصبح جسمها لا يتلقى الغذاء إلا في المتشفى من خلال الأنابيب التي تمدها بقليل من الجلوكوز
ومنذ ثلاثة شهور قمنا بإنقاذها من محاولة انتحار
ولم نعرف ماذا نعمل فوجدنا بأن السبيل الوحيد إن نلجأ للطبيب نفسي
فما رأيكِ يا دكتورة
تكلمت سلوى بكل هدوء : في البداية أهنئك بأنك أقدمتِ على هذه الخطوة , ولم تمنعك نظرة المجتمع من الحضور وأثرتي مصلحة ابنتك , سأحاول عمل جهدي لتتخلص إيمان من حالتها
فمرض فقدان الشهية منتشر كثيرا بين الفتيات , ولكن مما يبدو من كلامك بأن ابنتك قد وصلت لمرحلة متقدمة جدا منه ومع ذلك لن نيأس
فلتسدعي إيمان للدخول
تحركت أم إيمان من مكانها وخرجت
ولتعاود الدخول مع فتاة أقل ما يمكن القول عنها بأنها شبح إنسان
بوجهها المصفر الشاحب وجسمها النحيل جدا
تقدمت سلوى ناحيتها وقالت مبتسمة : تفضلي عزيزتي إيمان بالجلوس هنا لجواري
ونظرت لأم إيمان التي فهمت الإشارة وهمت بالخروج
وبمجرد خروج أم إيمان
التفت سلوى ناحية إيمان وقالت: اسمك جميل جدا فأنا أعشق هذا الاسم
لم تلتفت إيمان ولم تنطق بكلمة واحدة
فعاودت سلوى الحديث أخبريني يا إيمان , هل أجبرتك والدتكِ على الحضور
هنا التفت إيمان لسلوى وأشارت بحركة من رأسها ايجابيا
ضحكت سلوى وقالت : حسنا , سأخبرك سرا بيني وبينك ولا تخبري والدتك
لن أخضعك لأي فحص نفسي , وكل ما سنفعله هو التسلية مع بعضنا البعض
نطقت أخيرا إيمان : تسلية , وكيف سنتسلى
لتجيبها سلوى : ما هو الشيء الذي تحبين القيام به
لتجيب إيمان : ليس هناك شيء أحب القيام به
حركت سلوى رأسها يمينا ويسارا متأملة الغرفة حتى وقع بصرها على صندوق خشبي موجود أعلى خزانة الملفات
فتحركت من مكانها وأحضرته ثم تقدمت ناحية إيمان وقالت : سنتسلى بهذا , فما رأيكِ
نظرت إيمان لسلوى مستغربة وقالت : كيف
لتضحك سلوى : أنها لعبة قديمة , كل ما علينا إن نحضر ورقة وقلم
ونكتب شيء نعتقد بأن الشخص الآخر يفكر به , ونضع الأوراق في الصندوق ثم نبدأ بفتحها
ونرى من الذي يتمتع بحس التخاطر
تغيرت ملامح إيمان وبدت أكثر راحة وقالت : لم اسمع بهذه اللعبة من قبل , لكن يبدو بأنها مسلية
أشارت سلوى بحركة من يدها مسلية جدا , ومتأكدة بأني سأفوز عليكِ
ضحكت إيمان وقالت : لنرى
بدأت إيمان بالكتابة على الأوراق الصغيرة ومن ثم وضعها بداخل الصندوق وبالمثل سلوى
وبعد إن امتلئ الصندوق بالأوراق
قامت سلوى بخلط الأوراق جيدا ثم قدمت الصندوق لإيمان لتختار ورقة
أخذت إيمان ورقة وبمجرد فتحها اعتلت وجهها الحمرة
لتقول سلوى : اقرئيها
لتقول : إيمان أنتِ بارعة
لتضحك سلوى وتـأخذ الورقة من يد إيمان لتجد خطها وقد كتبت عليها
لم أتوقع إن تكون الطبيبة صغيرة في العمر فقد توقعتها عجوز ( ما تفكر به إيمان )
لتضحك سلوى وتقول : هيا جربي مرة أخرى
أخذت إيمان ورقة أخرى وهذه المرة كان الخط خط سلوى أيضا
وبدأت في قراءتها
هل تعتقد بأني غبية وبأنها ستهزئ مني وبأني لن اكتشف لعبتها وبأنها تريد استدراجي ( ما تفكر به إيمان)
نظرت إيمان لسلوى وقالت : أنتِ فعلا بارعة
ابتسمت سلوى وقالت : هيا جربي مرة أخرى أيضا
وسحبت إيمان ورقة أخرى وفتحتها لتجد هذه المرة خطها وقدمتها لسلوى وقالت : اقرئيها أنتِ
أخذتها سلوى وقرأتها : إلى أي نوع تنتمي هذه الفتاة ( ما تفكر به الطبيبة )
ضحكت سلوى وقالتِ أنتِ أيضا بارعة
واستمرت إيمان في سحب الأوراق الواحدة تلو الأخرى
فتارة تجد فكرتها وتارة فكرة سلوى
حتى وصلت إيمان للورقة التي كتبت عليها سلوى ( لماذا إيمان حزينة)
نظرت إيمان لسلوى ودمعت عيناها
ثم ازدادت دموع إيمان غزارة
اقتربت سلوى منها أكثر ومسحت دموعها بالمنديل
وقالت : لماذا تبكي يا حبيبتي , هدئي من نفسك
هيا الآن امسحي دموعك وأخرجي لوالدتك ولا تخبريها بسرنا
ابتسمت إيمان وأخفضت رأسها
وقامت مع سلوى لتوصلها لوالدتها التي تنتظر بالخارج
وفور خروجهما اتجهت أم إيمان ناحيتهما وعيونها معلقة على سلوى
قالت سلوى : إن إيمان ابنتك شخصية رائعة ولقد سعدت بالتعرف عليها , أرجو أن تحضريها غدا عند الساعة الرابعة مساء
فأطرقت أم إيمان رأسها ايجابيا وخرجت مع ابنتها
باليوم التالي حضرت إيمان مع والدتها على الموعد تماما
وتكلمت أم إيمان مع سلوى مستفسرة عن إيمان
فقالت سلوى : بالحقيقة مازال لدينا بعض الوقت , يجب اولا إن ابني جسرا بيني وبين إيمان حتى أستطيع إن أحوز على ثقتها , ثم نرى ماذا نستطيع فعله
وسوف اطلب منك طلب ارجوا ان لا تفهمي قصدي خطأ
أم إيمان : تفضلي
سلوى : لا أريدك إن تكلميني على انفراد أمام إيمان , وذلك حتى أحوز على ثقة إيمان الكاملة
أم إيمان : حسنا كما تشائين , ولكن كيف سأعرف عن تحسن حالتها
سلوى : يمكنك مهاتفتي وأخبرك أنا بكل التطورات
أم إيمان: حسنا , كما تريدين
خرجت أم إيمان ولتدخل بعدها إيمان
ابتسمت سلوى لها فور دخولها وقالت : أهلا وسهلا , تفضلي يا عزيزتي
أخبريني ماذا عملتي أمس بعد خروجك من هنا
لتجيب إيمان : لم أفعل شيئا
رفعت سلوى حاجبيها وقالت : معقول , إذا ماذا فعلتي اليوم في المدرسة , هل تحدثني مع رفيقاتك في المدرسة ولعبتي معهم
لم تجب إيمان ولم تحرك ساكنا
فعاودت سلوى الحديث : حسنا , مما يبدو إنه ليس هناك ما تخبريني به لذلك , سٍأخبرك بماذا حلمت البارحة
قالت إيمان : حسنا
ضحكت سلوى وقالت : حلمت بأني عدت فتاة صغيرة مشاغبة وبأن المعلمة قد وبختني لأني لم أنجز الواجب واستيقظت فزعة ولكني حمدت الله بأنه كان مجرد حلم
ضحكت إيمان
فقالت سلوى : وأنتِ بماذا حلمتي
تغيرت ملامح إيمان وقالت : لقد حلمت بكابوس
صمتت سلوى ثم قالت بحذر : وماذا كان
لتجيب إيمان : لقد حلمت باني فراشة جميلة زاهية الألوان حرة انطلق أينما أشاء بين سفوح الجبال والمروج الخضراء لأتمتع بجمال الطبيعة
وفجأة وبينما أنا أستريح على فرع شجرة جاء عصفور صغير والتهمني لأموت وتنتهي حياتي
نظرت سلوى لإيمان وقالت : ما الذي جعل العصفور يأكلك
لتجيب إيمان : إنه حب البقاء , لكي تعيش لابد إن تقتل الغير وأنا أكره إن يموت أي مخلوق حتى لو كان مجرد حيوان
لتقول سلوى : لهذا السبب أنتِ لا تـأكلي
أطلقت إيمان تنهيدة وقالت : أتعرفين الطائر المدعو أبو حن
لتجيب سلوى : بالحقيقة لا
لتقول إيمان : لهذا الطائر قصة مشهورة كان في يوم من الأيام يطير متجولا حتى مر ببحيرة يكاد يجف الماء فيها ووجد السمكات الجائعة
فذهب لاصطياد اليرقات وأحضرها ليطعم السمكات التي أكلت حتى شبعت
وبعد قليل جاء إنسان واصطاد تلك السمكات وبهذا يكون قد ضاع جهد الطائر هباء وبدل إن يساعد تلك السمكات على العيش جعلها أكثر سمنة ليستمتع بتناولها الإنسان
أتريدين مني إن أكون هكذا
صمتت سلوى التي فوجئت بحديث إيمان وحاولت إن تجد ثغرة تنفذ من خلاله
حتى قالت : ولكن يا إيمان أنتِ لم تفكري بتلك اليرقات التي أكلها السمك
أليس من حقها إن تعيش
لتجيب إيمان : إنها مجرد يرقات
ابتسمت سلوى وقالت : لكنها كانت ستكبر وتنتج حشرة
يا عزيزتي إيمان أنا أيضا لدي قصة سوف تعجبك فلتسمعيني جيدا
فأشارت إيمان برأسها علامة الإيجاب
وبدأت سلوى بالحديث : كانت هناك دجاجتان تعيشا في مزرعة
وقد سمعتا عن إنهما قد تذبحان وبذلك تكونان غذاء لإنسان فخافت إحداهما وهربت
ولكنها تعبت من التنقل فقررت العودة للمزرعة وعند عودتها شمت رائحة الشواء الشهي فسألت الكلب عن هذه الرائحة فقال لها : إنها رائحة شواء صديقتك
فقالت : أهذا ما يسمونه بالذبح هل عندما أذبح ستكون رائحتي جميلة هكذا وذهبت مسرعة تجري وراء المزارع وهي تقول أذبحني أذبحني لتكون رائحتي جميلة كهذه
ضحكت إيمان وقالت : يالها من غبية حمقاء
لتجيبها سلوى : لا أنها ليست غبية لكن لكل مخلوق هنا وظيفة فذهبت هي لتؤدي وظيفتها
فقالت إيمان : وكيف ذلك
لتجيب سلوى : تلك الدجاجة خلقها الله مهيئة لإنتاج البيض ليكون غذاء للإنسان وايضا جعل لحمها طري ولذيذ
فلو لم يأكل الإنسان بيضها أو لحمها لن يكون هناك معنى لوجودها وستحزن هي
لتصرخ إيمان : هل يعقل ذلك
لتقول سلوى : حسنا دعينا من تلك المسألة وأخبريني لو امتلىء دولابك بالملابس وكان فيه بعض الملابس القديمة فماذا ستفعلين
لتجيب إيمان : سأتخلص من الملابس القديمة
ابتسمت سلوى وقالت : بهذه الطريقة ذاتها يتم الحفاظ على الاتزان في الكون
لتقول إيمان : كيف لم أفهم ذلك
لتجيب سلوى : لو لم يأكل الإنسان الحيوانات ولم تأكل الحيوانات بعضها البعض لمتلىء الكون بهم وسيكون هناك تزاحم كبير
هزت رأسها إيمان ولكنها بقيت صامتة
يتبع
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
ابتسمت سلوى وقالت : يبدو بأنكِ لم تقتنعي , ولكن ذلك ليس مهم ألن تخبريني بالسبب الحقيقي
صعقت إيمان ونظرت لسلوى
ابتسمت سلوى وقالت : اعرف بأنك تريدي إن تختبري ذكائي وترين هل سأصدق حكايتك تلك
إيمان يا عزيزتي لنبدأ منذ البداية ولنعد لسنتين وكيف بدأ الموضوع
وحدث معكِ
صمتت إيمان ثم قالت بصوت مهزوز : لقد تعبت تعبت وأتمنى أن أجد حلا
لتقاطعها سلوى : سنحل المشكلة معا يا حبيبتي , هيا تكلمي
ترددت إيمان فاستحثتها سلوى : هيا تكلمي
فقالت إيمان : أني أرى البداية تماما وكأنها حدثت بالأمس كان يوما عاديا و كنت بالمدرسة مع صديقاتي كن يتحدثن بأن الفتاة يجب أن تكون رشيقة في كل وقت وكل عمر
وعند عودتي للمنزل فتحت التلفاز لأشاهد عروض الأزياء
فذهبت بعدها لغرفتي وقارنت بين جسمي وأجسام العارضات فشعرت بخيبة أمل
خرجت من غرفتي لأجد أمي تتحدث بالهاتف مع صديقتها عن حميتها الجديدة
فقررت الخروج لأتمشى قليلا لأقابل جارنا الذي كان يجري بأقصى سرعة محاولا تخفيف وزنه الزائد
وقبل إن أنام فكرت بكل الأمور فوجدت بأن تلك الاشياء لم تحدث صدفة في يوم واحد بل هي تنبيه لي لكِي أخفف وزني
وبدأت بمحاولات بسيطة لترك الشوكولا ثم الآيس كريم وبعدها أصبحت أفوت وجبة العشاء الثقيلة ومع ذلك كلما نظرت لنفسي في المرآة لم أكن أجد ما يسرني
وبعد مضي سنة أخبرني الجميع بأن وزني نقص جداا سعدت بالأمر وقلت لن أكتفي وسأنقص وزني أكثر
وبدأت محاولاتي الشاقة وكلما نظرت في المرآة فوجئت بنفسي التي أجدها سمينة فامتنعت عن الطعام كلياً
ثم بدأ الأرق معي وأصبحت أرى الطعام كابوسا يلاحقني وبأني لا يجب إن أكل شيئا
شعرت بالخوف من كل الأمور التي حدثت معي
حاولت إن أتراجع وأعود لتناول الطعام لكني لم أتمكن
الطعام بالنسبة لي كابوس وعدو
لذلك حاولت إن انتحر لكن أهلي قد انقذوني لأعود لمعاناتي
أنا تعيسة جداا وبدأت إيمان بالبكاء
أحتضنتها سلوى وقالت : لا تقلقي يا عزيزتي , أنا هنا لجوارك
سنتغلب على هذا المرض اللعين بأرادتك القوية
هيا يا إيمان أخبريني هل ذهبتِ لأخصائية تغذية
لتجيب إيمان : لا
سلوى : حسنا هذه أولى خطواتنا سأوصي عليكِ عند أحد الاخصائيات الممتازات وستذهبي وستصف لكِ جدولا حاولي إن تسيري عليه
وبدوري سأكتب لكِ بعض الحبوب التي ارجوا إن تتناوليها فما رأيكِ يا إيمان
مسحت إيمان دموعها وقالت : هل سأنجح
أجابتها سلوى بصوت واثق بأرادتك القوية ستنجحين
هيا اذهبي واخبري والدتك لتحضرلأعطيها عنوان الاخصائية الغذائية
هكذا ذهبت إيمان ووالدتها إلى حيث أرشدتهم سلوى على أن يعودا لزيارة سلوى بعد ثلاثة أيام
بعد ثلاثة أيام اتصلت أم إيمان بسلوى لتخبرها بأنهم لن يتمكنوا من الحضور بسبب إن إيمان ترقد في المشفى فهي لم تـاكل شيئا
توقعت سلوى هذا الشيء فأخذت عنوان المشفى
وعندما أفاقت إيمان وجدت سلوى لجوارها
فوجئت إيمان وشعرت بالخجل
حاولت إن تحدث سلوى لكن سلوى نظرت لها ثم خرجت
وبعد يومين اتصلت أم إيمان لتخبر سلوى بأن إيمان بدأت في تناول القليل من الطعام والاخصائية تقول بأنها ستتحسن إذا واضبت على ذلك
وبأن إيمان تريد زيارتها
وكالعادة حضرت إيمان مع والدتها
حيت سلوى إيمان ونظرت لها بفخر وقالت : أنتِ رائعة يا إيمان
لتجيب إيمان على استحياء : بفضلك يا دكتورة شعرت ما أنا فيه من مشكلة وحاولت إن أكون قوية لكي لا أخيب املك
ابتسمت سلوى وقالت : كنت متأكدة بأنك فتاة قوية والآن أخبريني هل ستواضبين على تناول الطعام أم ستعودين
لتقاطعها إيمان : لا لقد عدت لرشدي وجئت لأسلم عليكِ وأودعكِ لكني سأشتاق لكِ
لتقول سلوى : يمكنكِ زيارتي في أي وقت فانتِ صديقتي وسنلعب مجددا لعبة الصندوق
لتضحك إيمان وتقول : لكن كيف عرفتي بان تلك الورقة لن تظهر في البداية
ضحكت سلوى وقالت : لقد كتبتها مع الأوراق لكني أحتفضت بها في كم قميصي وبعد إن فرغ الصندوق وبقي فيه القليل من الأوراق وضعتها في موقع تختارينه وأنتِ غير منتبهة
ونجحت خطتي ولقد تأثرتي
ابتسمت إيمان لتبادلها سلوى الابتسامة وتقوم من مطرحها وتحضر علبة البسكويت وتقول لإيمان : تفضلي ولنقل وداعا للأنوركسيا
أخذت إيمان قطعة البسكويت لتلتهمها بسعادة
تمت
كل الشكر على حسن المتابعة والقراءة
تحياتي المحملة بعبق الزهور
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
سلام من الله عليكم
~¤§(§)§¤~(الحلقة السابعة )~¤§(§)§¤~
( نظرية الكمال )
وقف ذلك الشاب للحظات حائرا مترددا
نظرت له سلوى وهي تقول : ماذا ألا تريد الجلوس
فجلس على الكرسي المواجه لها
نظرت سلوى للأوراق التي بين يديها ثم قالت : جميل هندسة ديكور , إذن أنت فنان؟؟
ابتسم ابتسامة اظهرت أسنانه البيضاء
وقال : لا فقط مهندس
ابتسمت سلوى وقالت : حسنا , والآن ماهي المشكلة
أدار يديه على شعره الحريري وقال : بالحقيقة لا أعرف من أين أدأ
قاطعته سلوى : من المكان الذي يعجبك
فقال : حسنا , لقد فسخت خطبتي من خطيبتي منذ أسبوعين وخطيبتي هي سبب مجيئي إليك
لقد قامت برمي الدبلة في وجهي وقالت باني إنسان مجنون وعلي مراجعة طبيب نفسي فهي تعبت من نصائحي وارشاداتي
لم اعر كلامها أي اهتمام لكن كلماتها بقيت ترن في أذني حتى قررت المجيء إليكِ
قالت سلوى : وماهو سبب تركها لك
قال : لقد رسبت في الجامعة , وذلك أغضبني كثيرا فأنا كنت أطلب منها الإجتهاد دوما وأن تكف عن العبث
لكنها كانت تتجاهل كلماتي
وعندما رسبت أعطيتها بعض النصائح للإجتهاد ولتحسين استخدام وقتها
كما أني بصراحة تغيرت مشاعري نحوها فأنا أكره الفشل
فأنا أكره أي إنسان فاشل فما بالك من ستصبح زوجتي وأم أولادي
وهي لم يفتها فتوري وانقطاع زياراتي
حتى في يوما زرتها ففوجئت بوجومها وغضبها الواضح في عينيها وقالت : بأنها سئمت حديثي عن الكمال البشري وبأن الإنسان لابد أن يسعى للكمال في جميع الأمور
وبأنها تعبت من محاولة ارضائي دون جدوى ونزعت الدبلة من بنصرها وقالت : اخرج من هنا ولا أريد رؤيتك مرة أخرى وحاول علاج نفسك بالذهاب لطبيب نفسي
قالت سلوى : وأنت يا عمر هل تعرف ما هي مشكلتك
ليجيب : أنا كنت دوما أسعى لتهذيب نفسي وابتعادي عن الأخطاء في جميع الأمور
فالخطأ بالنسبة لي جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون كما يعاقب على السرقة
تداركته سلوى بقولها : ولكن الإنسان ليس ملاك وكل إنسان يخطأ
فقال : نعم ولكن إذا عمل كل شيء بشكل دقيق فلن يقع في الأخطاء
قالت سلوى: وهل تفصح عن هذا الشيء دوما
ليجيب : نعم لقد أصبحت اليوم وحيد حتى أفنان خطيبتي تركتني
واليوم أنا أريد أن أتغير فهل ستساعديني
قالت سلوى : حسنا ولكنك لم تخبرني , كيف تولد عندك ذلك الشعور
والخوف من الوقوع في الخطأ حتى بات هاجس بالنسبة لك
تقلصت عينا عمر وكأنه يتذكر شيء من الماضي وقال : بالحقيقة كانت والدتي مديرة في إحدى المدارس , وكانت حياتنا تسير تحت روتين معين فيجب أن أصحو عند الخامسة وأرتب سريري وأرتدي ملابسي
وعند السادسة أكون موجود على مائدة الفطور
ومن يتـأخر يحرم من الفطور
وكان لابد ان أكون الأول بالصف وإلى سأعاقب
هكذا كانت حياتي وحياة أخوتي فأصبح الأمر بالنسبة لي عادة
ففي أحدى المرات تعرفت على شاب رائع ولكن عندما عرفت بأنه لم يكمل تعليمه الثانوي أصبحت أتهرب منه
فأنا أكره الفشل أكره
قاطعته سلوى : وكيف عرفت بأنه فاشل
ضحك عمر وقال: ألم أقل لكِ بأنه لم يتم تعليمه
فقالت سلوى : صحيح بأن العلم مهم للإنسان لكن هناك احيانا ظروف تمنع المرء من التعلم ولكن ذلك لا يعني نهاية العالم وفشله فهناك العديد من البشر الناجحين وهم ذو نصيب بسيط من التعليم
نظر لها عمر : ثم قال , هل أنا غريب الأطوار
ابتسمت سلوى وقالت : لا أبدا , كلما في الأمر بأنك أصبحت متعود على الجد والإجتهاد وكل شيء يزيد عن حده ينقلب ضد الشخص
ثم قالت : أخبرني يا عمر , هل تعرف كيف يعالج المدمنين
ليصرخ عمر : أعوذ بالله مالنا ومالهم
لتبتسم سلوى وتقول : لإنك مدمن , نعم لست مدمن على الشراب والمخدرات والحمد لله
ولكنك مدمن على الجد و الاجتهاد ومدمن أبضا على الروتين
نظر عمر لسلوى وقال : معك حق يا دكتورة فأنا نادرا ما أغير من حياتي وأنا لا أغفر الأخطاء أبداً مهما كانت صغيرة ........ ولكن ما العمل الان يا دكتور؟؟
لتجيب سلوى : الأمر بسيط جدا , سنبدأ بالتدريج , اخبرني هل ترتب سريرك يوميا فور استيقاظك
ليجيب عمر : نعم
لتقول سلوى : حسنا , سنبدأ من هنا , عندما تستيقظ أترك سريرك كما هو واذهب للعمل
ليضحك عمر ويقول : وما دخل السرير في الموضوع
بادلته سلوى بابتسامة وقالت : سنرى , هل بإمكانك التوجه للعمل والسرير غير مرتب
ولان اذهب وسأعطيك موعد بعد أسبوع
خرج عمر وهو مستخف بما قالته سلوى
......................
بعد أسبوع عاد عمر
قابلته سلوى بابتسامتها المعهودة وقالت : أخبرني كيف جرت الأمور
علت وجنتي عمر حمرة خفيفة وقال : لم أتوقع أن يكون الأمر صعبا هكذا ففي اليوم الأول نسيت ورتبته وفي اليوم الثاني كان قلبي يرقص خوفا من شكله الغير مرتب فعدت فورا لترتيبه وفي اليوم الثالث تركته غير مرتب وخرجت من المنزل
لكني لم أستطع التوقف عن التفكير به فعدت ورتبته
وفي اليوم الرابع نجحت بعد عن قاومت كثيرا لكي لا أعود لترتيبه
ابتسمت سلوى وقالت : أخبرني هل حدث شيئا عندما تركته غير مرتب
قال : لا لم يحدث شيئا
فقالت سلوى : اسمعني يا عمر أنا هنا لاأدعوك للفوضى وعدم التنظيم , لكن ذلك الإختبار البسيط الذي أجريته يبين لك بأن مثل هذه الأشياء هي أمور طبيعية تحدث مع الجميع
ويجب عليك إن تتخذ الأمور ببساطة وإن لا تعقدها لتسهل حياتك وحياة من حولك
ليجيب عمر : صدقيني يا دكتورة رغم فكرة الإختبار البسيطة
إلا أني شعرت بأنه غير في الكثير
وعرفت بأن هناك بعض الأخطاء ليس هناك من ضرر من حدوثها فلن تنقلب الدنيا إذا ما فشل الإنسان في الإمتحان مرة واحدة وشعر بخطأه وحاول مرة أخرى مجتهدا
فكل نجاح يسبقه فشل
زادت ابتسامة سلوى لتظهر بياض أسنانها المتناسقة وتقول : رائع ياعمر لم أتوقع إن يؤثر فيك ذلك الاختبار بهذه الصورة أنت إنسان طموح
1.
ومشكلتك كانت بسيطة والآن وقد تغلبت عليها ماذا ستفعل
ليجيب عمر : سأتوجه فوراً لخطيبتي أفنان التي يعود الفضل لها لوجودي هنا وأطلب السماح منها وسأساعدها على النجاح
وبعدها سنتزوج لننجب أبناء غير مهوسون بالكمال البشري
ويضحك بعدها لتبادله سلوى بابتسامة جميلة من ثغرها .
انتهت
دعواتي الصادقة وتحياتي العطرة
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
تعليق