سقط سعد الحريري ووليد جنبلاط !!
العملاء سقطوا والشمس ستشرق
شارل أيوب
كان ليل بيروت طويلاً، ومليئاً برائحة البارود والقنابل الذكية لقتل الناس، والتي أرسلها الرئيس بوش للعدو كانت تتساقط على العائلات من أطفال ونساء وشيوخ، لا توفر مبنى سكنياً ولا شارعاً مكتظاً بالناس، وكانت البوارج الإسرائيلية وطائرات العدو تستعمل كل انواع التكنولوجيا لذبح الناس وقتل شعبنا اللبناني، وكل من سكن لبنان.
صمود المقاومين كان الحدث الذي فاق طبيعة تحمّل الإنسان، ولكن ذلك لم يعجب سعد الحريري ولا جنبلاط ولا أكثرية 14 شباط ولا أعجب العدو، بل أذهله وبالطبع فاجأ اميركا وأوروبا، ولكن واحداً لم يكن متفاجئاً بما حصل، هذه الشخصية أو هذه الجهة كانت المقاومة وقائدها.
ليل بيروت كان طويلاً كما ليل الجنوب كما ليل البقاع كما ليل لبنان كله، طائرات تغير وبوارج تقصف واطنان المتفجرات تسقط على المدنيين، والوحش الإسرائيلي يحاول غرز مخالبه في أجساد الأطفال فينجح أحياناً عديدة، ولكن المقاومين لا يلبثون ويقطعون يد الوحش الإسرائيلي.
لكن الوحش الإسرائيلي معتاد على الافتراس، على ان يغرز مخالبه ويفترس ضحيته وبسهولة تامة، وكان حليفه الدائم دعماً اميركياً مطلقاً وصمتاً عربياً حيال جرائمه وتواطؤاً عربياً معه تحت الطاولة.
هذه المرة لم يكن الأمر كذلك، كانت حراب المقاومين تطعن جسم الوحش وتضربه هذه المرة على عنقه، فتنتفض وحشيته بغريزة كاملة وتهجم على الأطفال وتذبح المدنيين ولا ترتوي بدماء الأبرياء، وكانت أصوات مثل سعد الحريري ووليد جنبلاط يبررون أعمال القتل الاسرائيلية ضد المدنيين وقتل الأبرياء وكانت هموم الكثيرين في تيار المستقبل وهموم وليد جنبلاط تصفية حساباته الداخلية وضرب كل شيء عربي في لبنان وطعن المقاومة في ظهرها كما كان يفعل سعد الحريري في جولاته الخارجية، وكما كان يفعل وليد جنبلاط في تصريحاته وتعبئة الناس ضد المقاومة.
الخوف لدى سعد الحريري ولدى وليد جنبلاط استشرى واصبح اكبر من طاقتهم على التحمل، فاستنجدوا ببيان سعودي ضد المقاومة، ثم بحلف سعودي ـ مصري ـ أردني ففشلوا، واستعانوا بالرئيس بوش فلبّاهم وأعطى ضوءاً أخضر للعدو كي يستمر، وخذلتهم فرنسا لأنها عادت الى صحوتها، ورأت ان الطريق مع المقاومين افضل من الطريق مع العملاء، فاختارت وقف اطلاق النار وتعديل المشروع الأميركي ـ الفرنسي.
خسر سعد الحريري ووليد جنبلاط، ولم تنقذهما لا الرياض ولا باريس ولا واشنطن ولا تل أبيب، والأهم ان اتفاق الطائف سقط لأن اتفاق الهدنة بين لبنان والعدو سقط.
اتفاق الهدنة الموقع سنة 1949 يقول بإرسال ما بين الف وخمسمئة والفي جندي لبناني الى الحدود مع اضافة الف ومئتي جندي داعمين للقوة الأولى، واتفاق الطائف استند الى اتفاق الهدنة، فإذا بمبدأ السياسة الدفاعية ينتصر وترسل الحكومة خمسة عشر ألف جندي الى الجنوب بكامل اسلحتهم وعتادهم، ولم يكن ذلك ليحصل ويُسقط اتفاق الهدنة لولا بطولة المقاومة في الدفاع عن الجنوب وصد العدوان الإسرائيلي.
سعد الحريري طلب من السنيورة معاداة سوريا، لا بل أصبح خصم سعد الحريري نجاح الرئيس السنيورة، وباتت دمعة السنيورة شاهداً على سياحة سعد الحريري في الخارج على انها مسرحية مأساة.
أما وليد جنبلاط الذي طلب منه سعد الحريري شتم وليد المعلم فلم ينس الشعب اللبناني ان جنبلاط أخذ السلاح من سوريا للقتال ضد 17 أيار، واعتبر نفسه في حينه انه جندي في الجيش السوري، كما وانه رفض عند اتفاق الطائف تسليم سلاحه الا للجيش السوري، فإذا به لا يستعمل السلاح لإسقاط 17 أيار بل لذبح المدنيين الآمنين في قرى الجبل، ليأتي اليوم ويهاجم أي زيارة لمسؤول سوري إلى بيروت على أساس أن دمشق رفضت استقبال جنبلاط ومصالحته.
كل العالم حضر الى بيروت، كل المندوبين جاؤوا، كل الدماء سالت في لبنان، فاستشهد الأطفال واستشهدت النساء كما الرجال والشيوخ، وجاء العالم كله الى بيروت، وزراء من اوروبا ودول عربية ومن اميركا والعالم، سفراء بمستوى القرار، ومع ذلك لم يحضر مرة سعد الحريري الى لبنان، بل اختار رفقة النواب الموفوري الحظ الممثلين للشعب اللبناني والمتواجدين في الطائرات الخاصة والفنادق من الدرجة الأولى في العالم.
تلك هي شيم العروبة وتلك هي النخوة، تلك هي البطولة ان يصدر بيان سعودي بتغطية العدوان الإسرائيلي، وتلك هي النخوة العربية في محور سعودي ـ أردني ـ مصري يوافق ضمناً على العدوان الإسرائيلي ويستنكر علناً وعلى خجل.
سعد الحريري وتياره المستقبل دخل الى لبنان من دمشق، وجنبلاط حمى زعامته بالسلاح السوري، وهما يدعوان الناس اليوم للقتال ضد سوريا، وللقتال ضد زيارة وليد المعلم إلى بيروت، ونحن لا علاقة لنا بموقفهما، بل العجب انه في ظل العدوان الإسرائيلي على لبنان وكل جرائم القتل ضد المدنيين لا دور لسعد الحريري وجنبلاط الا العداء للعروبة.
تلك هي النخوة العربية واللبنانية أن تمتلك ثروات اللبنانيين وتوقعهم تحت الديون، وأن تستفيد من مال الإعمار والمهجرين وأن تهرب عند معركة الدفاع عن لبنان.
ليل بيروت كان طويلاً، ولكن الصباح بدأ ينبلج، واشراقة الشمس آتية، وبيروت لن تكون للسارقين ولا للعملاء ولا لتجار السياسة، ولا لمقتنصي الفرص على حساب دماء المقاومين والمدنيين.
بيروت ستكون لأهلها الحقيقيين الذين يعرفون قيمة التراب اللبناني، وأما الذين خانوا فسقوطهم كبير وقريب.
العملاء سقطوا والشمس ستشرق
شارل أيوب
كان ليل بيروت طويلاً، ومليئاً برائحة البارود والقنابل الذكية لقتل الناس، والتي أرسلها الرئيس بوش للعدو كانت تتساقط على العائلات من أطفال ونساء وشيوخ، لا توفر مبنى سكنياً ولا شارعاً مكتظاً بالناس، وكانت البوارج الإسرائيلية وطائرات العدو تستعمل كل انواع التكنولوجيا لذبح الناس وقتل شعبنا اللبناني، وكل من سكن لبنان.
صمود المقاومين كان الحدث الذي فاق طبيعة تحمّل الإنسان، ولكن ذلك لم يعجب سعد الحريري ولا جنبلاط ولا أكثرية 14 شباط ولا أعجب العدو، بل أذهله وبالطبع فاجأ اميركا وأوروبا، ولكن واحداً لم يكن متفاجئاً بما حصل، هذه الشخصية أو هذه الجهة كانت المقاومة وقائدها.
ليل بيروت كان طويلاً كما ليل الجنوب كما ليل البقاع كما ليل لبنان كله، طائرات تغير وبوارج تقصف واطنان المتفجرات تسقط على المدنيين، والوحش الإسرائيلي يحاول غرز مخالبه في أجساد الأطفال فينجح أحياناً عديدة، ولكن المقاومين لا يلبثون ويقطعون يد الوحش الإسرائيلي.
لكن الوحش الإسرائيلي معتاد على الافتراس، على ان يغرز مخالبه ويفترس ضحيته وبسهولة تامة، وكان حليفه الدائم دعماً اميركياً مطلقاً وصمتاً عربياً حيال جرائمه وتواطؤاً عربياً معه تحت الطاولة.
هذه المرة لم يكن الأمر كذلك، كانت حراب المقاومين تطعن جسم الوحش وتضربه هذه المرة على عنقه، فتنتفض وحشيته بغريزة كاملة وتهجم على الأطفال وتذبح المدنيين ولا ترتوي بدماء الأبرياء، وكانت أصوات مثل سعد الحريري ووليد جنبلاط يبررون أعمال القتل الاسرائيلية ضد المدنيين وقتل الأبرياء وكانت هموم الكثيرين في تيار المستقبل وهموم وليد جنبلاط تصفية حساباته الداخلية وضرب كل شيء عربي في لبنان وطعن المقاومة في ظهرها كما كان يفعل سعد الحريري في جولاته الخارجية، وكما كان يفعل وليد جنبلاط في تصريحاته وتعبئة الناس ضد المقاومة.
الخوف لدى سعد الحريري ولدى وليد جنبلاط استشرى واصبح اكبر من طاقتهم على التحمل، فاستنجدوا ببيان سعودي ضد المقاومة، ثم بحلف سعودي ـ مصري ـ أردني ففشلوا، واستعانوا بالرئيس بوش فلبّاهم وأعطى ضوءاً أخضر للعدو كي يستمر، وخذلتهم فرنسا لأنها عادت الى صحوتها، ورأت ان الطريق مع المقاومين افضل من الطريق مع العملاء، فاختارت وقف اطلاق النار وتعديل المشروع الأميركي ـ الفرنسي.
خسر سعد الحريري ووليد جنبلاط، ولم تنقذهما لا الرياض ولا باريس ولا واشنطن ولا تل أبيب، والأهم ان اتفاق الطائف سقط لأن اتفاق الهدنة بين لبنان والعدو سقط.
اتفاق الهدنة الموقع سنة 1949 يقول بإرسال ما بين الف وخمسمئة والفي جندي لبناني الى الحدود مع اضافة الف ومئتي جندي داعمين للقوة الأولى، واتفاق الطائف استند الى اتفاق الهدنة، فإذا بمبدأ السياسة الدفاعية ينتصر وترسل الحكومة خمسة عشر ألف جندي الى الجنوب بكامل اسلحتهم وعتادهم، ولم يكن ذلك ليحصل ويُسقط اتفاق الهدنة لولا بطولة المقاومة في الدفاع عن الجنوب وصد العدوان الإسرائيلي.
سعد الحريري طلب من السنيورة معاداة سوريا، لا بل أصبح خصم سعد الحريري نجاح الرئيس السنيورة، وباتت دمعة السنيورة شاهداً على سياحة سعد الحريري في الخارج على انها مسرحية مأساة.
أما وليد جنبلاط الذي طلب منه سعد الحريري شتم وليد المعلم فلم ينس الشعب اللبناني ان جنبلاط أخذ السلاح من سوريا للقتال ضد 17 أيار، واعتبر نفسه في حينه انه جندي في الجيش السوري، كما وانه رفض عند اتفاق الطائف تسليم سلاحه الا للجيش السوري، فإذا به لا يستعمل السلاح لإسقاط 17 أيار بل لذبح المدنيين الآمنين في قرى الجبل، ليأتي اليوم ويهاجم أي زيارة لمسؤول سوري إلى بيروت على أساس أن دمشق رفضت استقبال جنبلاط ومصالحته.
كل العالم حضر الى بيروت، كل المندوبين جاؤوا، كل الدماء سالت في لبنان، فاستشهد الأطفال واستشهدت النساء كما الرجال والشيوخ، وجاء العالم كله الى بيروت، وزراء من اوروبا ودول عربية ومن اميركا والعالم، سفراء بمستوى القرار، ومع ذلك لم يحضر مرة سعد الحريري الى لبنان، بل اختار رفقة النواب الموفوري الحظ الممثلين للشعب اللبناني والمتواجدين في الطائرات الخاصة والفنادق من الدرجة الأولى في العالم.
تلك هي شيم العروبة وتلك هي النخوة، تلك هي البطولة ان يصدر بيان سعودي بتغطية العدوان الإسرائيلي، وتلك هي النخوة العربية في محور سعودي ـ أردني ـ مصري يوافق ضمناً على العدوان الإسرائيلي ويستنكر علناً وعلى خجل.
سعد الحريري وتياره المستقبل دخل الى لبنان من دمشق، وجنبلاط حمى زعامته بالسلاح السوري، وهما يدعوان الناس اليوم للقتال ضد سوريا، وللقتال ضد زيارة وليد المعلم إلى بيروت، ونحن لا علاقة لنا بموقفهما، بل العجب انه في ظل العدوان الإسرائيلي على لبنان وكل جرائم القتل ضد المدنيين لا دور لسعد الحريري وجنبلاط الا العداء للعروبة.
تلك هي النخوة العربية واللبنانية أن تمتلك ثروات اللبنانيين وتوقعهم تحت الديون، وأن تستفيد من مال الإعمار والمهجرين وأن تهرب عند معركة الدفاع عن لبنان.
ليل بيروت كان طويلاً، ولكن الصباح بدأ ينبلج، واشراقة الشمس آتية، وبيروت لن تكون للسارقين ولا للعملاء ولا لتجار السياسة، ولا لمقتنصي الفرص على حساب دماء المقاومين والمدنيين.
بيروت ستكون لأهلها الحقيقيين الذين يعرفون قيمة التراب اللبناني، وأما الذين خانوا فسقوطهم كبير وقريب.
تعليق