تويت
إسرائيل خسرت حرب الصور
إسرائيل خسرت حرب الصور
الانتهاكات بلبنان هزت الصورة التي تروجها إسرائيل لنفسها كدولة ديمقراطية
فضلاً عن فشلها لمدة شهر تقريبا في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية من العدوان على لبنان، منيت إسرائيل أيضا بالهزيمة على الصعيد الإعلامي جراء صور المدنيين القتلى والمصابين والبنية التحتية المدمرة، حسبما توافقت العديد من الصحف الغربية.
صحيفة "لوكورييه إنترناسيونال" الفرنسية استعرضت في عددها الصادر الأربعاء 9-8-2006 أقوال العديد من الصحف، وخلصت إلى أن إسرائيل منيت إعلاميا بفشل ذريع.
وعزت الصحيفة هذا الفشل إلى أن إسرائيل، التي شنت حربها بدعوى القضاء على القدرات العسكرية لحزب الله الموصوف بـ"المنظمة الإرهابية" من قبلها ومن قبل العديد من القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، ترجمت أهدافها بأسلوب آخر، فبدلا من ضرب أهداف عسكرية لحزب الله استهدفت آلاف المدنيين وقطاعا كبيرا من البنية التحتية.
وأكدت "لوكورييه إنترناسيونال" أن "الصورة التي اتخذتها إسرائيل لنفسها على أنها الدولة الديمقراطية قد اهتزت بشدة على الصعيد العالمي بسبب انتهاكاتها في لبنان التي تتناقلها وسائل الإعلام المختلفة".
ومضت موضحة أن "وسائل الإعلام تتناقل صور مدنيين مدفونين تحت أنقاض المنازل، وصورا من المستشفيات لنحو 3 آلاف مصاب بجروح خطيرة، بجانب صور تؤكد تعرض المشردين لمحنة غذائية ونقص في المياه".
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن الإعلام تناقل أيضا "صور التلوث البيئي الذي أحدثه العدوان بسواحل لبنان السياحية المبهرة، وتدمير جزء من الثروة البحرية، فضلاً عن صور لحيوانات مصابة أو مقتولة" جراء القصف الإسرائيلي.
صور الانتهاكات
رضيع لبناني قتل في القصف
يومية "إيه بي سي" الأسبانية قالت أيضا: إن "إسرائيل انهزمت عسكريا أمام المقاومة اللبنانية، وإعلاميا على صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون التي تبث الانتهاكات الإسرائيلية اليومية بحق الشعب اللبناني".
وكذالك رأت صحيفة "ديلي نيوز" السيريلانكية "أن الصورة استطاعت، بجانب صواريخ حزب الله، تأكيد فشل إسرائيل عسكريا وعدم احترامها لأي قانون إنساني بعد أن نقلت على مدار الساعة وقائع الحرب الدائرة في لبنان".
صحيفة "ليدوف نوفيني" التشيكية قالت بدورها: "إننا لا نخدع جمهورا قرأ لنا إذا قلنا إن إسرائيل تحارب ليس فقط على الصعيد العسكري بل أيضا الإعلامي".
وأوضحت أن الصور، وخاصة التي تصور الجنود الإسرائيليين المصابين واستمرار حزب الله في إطلاق صواريخه على شمال إسرائيل، جعلت المحللين العسكريين الإسرائيليين يوجهون انتقادات حادة لحكومة إيهود أولمرت ولمبرراته لشن هذه الحرب.
وخلال الأسبوع الجاري أكد المفكر والمؤرخ الإسرائيلي "زئيف شترنهال"، في تصريحات صحفية، أن مقاومة حزب الله "دفعت حكومة أولمرت إلى خفض سقف الأهداف التي وضعتها للحرب".
وأوضح أنه "بعد أن أعلنوا (المسئولين الإسرائيليين) عن هدفين أساسيين، وهما: استعادة قوة الردع الإسرائيلية في مواجهة العرب، وتصفية حزب الله، نجد أن هذين الهدفين يتقلصان كثيرًا؛ ليصبحا مجرد إبعاد مواقع حزب الله الأمامية عن الحدود الشمالية لدولتنا، وإتاحة الفرصة لنشر قوات دولية".
وأعلنت إسرائيل الثلاثاء 8-8-2006 عن تعيين الجنرال "موشي كابلنسكي" قائدا جديدا لمجهودها الحربي بلبنان؛ وهو ما يعني فعليا تنحية القائد الحالي للعمليات الجنرال "أودي آدم"، وتنزيل رتبته بعد انتقادات شديدة تعرض لها لأسلوب تعامل أقوى جيش بالمنطقة مع الحرب المستمرة منذ أربعة أسابيع، وفشله في وقف هجمات حزب الله الصاروخية، إضافة الى إلحاق المقاومة خسائر بشرية ومادية كبيرة بلواء "جولاني"، وهو من جنود النخبة، خلال المعارك الدائرة بجنوب لبنان.
حرب على الهواء
جثث جنود إسرائيليين قتلوا في قصف لحزب الله
حرب الخطابات والتصريحات الإعلامية أيضا دفعت إلى القول بأن الإعلام شارك على مدى نحو شهر في مجريات الأحداث، ودللت العديد من الصحف العربية والغربية على ذلك بخطابات حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، التي تعهد فيها بالنصر وبصمود المقاومة.
ففي نهاية خطابه يوم 14 يوليو الماضي، توجه نصر الله للإسرائيليين قائلاً: "بما أنكم تعتبرونني أصدق من حكامكم، فإن بارجة حربية إسرائيلية ستدمر في الحال قبالة سواحل بيروت"، وبعد أقل من 3 دقائق أصيبت البارجة، وأكد الجيش الإسرائيلي فقدان 4 من جنوده على متنها؛ وهو ما اعتبره مراقبون حربا مباشرة على الهواء.
المعالجة الإعلامية
تدمير شامل لأجزاء من لبنان
وعن التناول الإعلامي للحرب، تحدث "جيدون راشمان"، الصحفي بـ"الفايننشال تايمز" قائلاً: إن معالجة وسائل الإعلام سواء العربية أو الغربية اتسمت بالتحيز.
ومضى "راشمان" موضحا أن الإعلام العربي ركز على صور الانتهاكات الإسرائيلية، بينما ركزت وسائل إعلام غربية على إبراز صور التدمير والخسائر البشرية التي تحدثها صواريخ حزب الله في إسرائيل.
ورغم ما ذهب إليه "راشمان"، على صعيد الإعلام الغربي، فقد اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم 23 يوليو الماضي وسائل الإعلام الدولية بالتحيز جراء إبرازها معاناة اللبنانيين، وعدم وصفها هجمات حزب الله بـ"الوحشية القاتلة".
"غياب التوازن"
الحيوانات لم تسلم من القصف الإسرائيلي
وصدقت "لوكورييه إنترناسيونال" على رأي "راشمان" بقولها: إن "مختلف وسائل الإعلام استخدمت حرب الصور حسب معتقداتها ومبادئها، وبشكل لم يحقق التوازن المطلوب لإحداث تأثير معين على قراء أو متابعي الوسيلة الإعلامية، ومن ثم أصبحت الصور تبث حسب توجه الوسيلة الإعلامية".
ومع مرور نحو شهر على الحرب الإسرائيلية قتل حوالي 1087 شخصا في لبنان، غالبيتهم العظمى من المدنيين، و30% منهم أطفال، كما أصيب ما يزيد 3568 بجروح، وشرد أكثر من مليون لبناني، ودمر قطاع كبير من البنية التحتية.
أما على الجانب الإسرائيلي فقد قتل أكثر من 100 إسرائيلي، بينهم 65 جنديا، وذلك في الاشتباكات الدائرة بالجنوب اللبناني أو القصف الصاروخي لحزب الله على شمال إسرائيل، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
رضوة حسن- إسلام أون لاين.نت
الانتهاكات بلبنان هزت الصورة التي تروجها إسرائيل لنفسها كدولة ديمقراطية
فضلاً عن فشلها لمدة شهر تقريبا في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية من العدوان على لبنان، منيت إسرائيل أيضا بالهزيمة على الصعيد الإعلامي جراء صور المدنيين القتلى والمصابين والبنية التحتية المدمرة، حسبما توافقت العديد من الصحف الغربية.
صحيفة "لوكورييه إنترناسيونال" الفرنسية استعرضت في عددها الصادر الأربعاء 9-8-2006 أقوال العديد من الصحف، وخلصت إلى أن إسرائيل منيت إعلاميا بفشل ذريع.
وعزت الصحيفة هذا الفشل إلى أن إسرائيل، التي شنت حربها بدعوى القضاء على القدرات العسكرية لحزب الله الموصوف بـ"المنظمة الإرهابية" من قبلها ومن قبل العديد من القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، ترجمت أهدافها بأسلوب آخر، فبدلا من ضرب أهداف عسكرية لحزب الله استهدفت آلاف المدنيين وقطاعا كبيرا من البنية التحتية.
وأكدت "لوكورييه إنترناسيونال" أن "الصورة التي اتخذتها إسرائيل لنفسها على أنها الدولة الديمقراطية قد اهتزت بشدة على الصعيد العالمي بسبب انتهاكاتها في لبنان التي تتناقلها وسائل الإعلام المختلفة".
ومضت موضحة أن "وسائل الإعلام تتناقل صور مدنيين مدفونين تحت أنقاض المنازل، وصورا من المستشفيات لنحو 3 آلاف مصاب بجروح خطيرة، بجانب صور تؤكد تعرض المشردين لمحنة غذائية ونقص في المياه".
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن الإعلام تناقل أيضا "صور التلوث البيئي الذي أحدثه العدوان بسواحل لبنان السياحية المبهرة، وتدمير جزء من الثروة البحرية، فضلاً عن صور لحيوانات مصابة أو مقتولة" جراء القصف الإسرائيلي.
صور الانتهاكات
رضيع لبناني قتل في القصف
يومية "إيه بي سي" الأسبانية قالت أيضا: إن "إسرائيل انهزمت عسكريا أمام المقاومة اللبنانية، وإعلاميا على صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون التي تبث الانتهاكات الإسرائيلية اليومية بحق الشعب اللبناني".
وكذالك رأت صحيفة "ديلي نيوز" السيريلانكية "أن الصورة استطاعت، بجانب صواريخ حزب الله، تأكيد فشل إسرائيل عسكريا وعدم احترامها لأي قانون إنساني بعد أن نقلت على مدار الساعة وقائع الحرب الدائرة في لبنان".
صحيفة "ليدوف نوفيني" التشيكية قالت بدورها: "إننا لا نخدع جمهورا قرأ لنا إذا قلنا إن إسرائيل تحارب ليس فقط على الصعيد العسكري بل أيضا الإعلامي".
وأوضحت أن الصور، وخاصة التي تصور الجنود الإسرائيليين المصابين واستمرار حزب الله في إطلاق صواريخه على شمال إسرائيل، جعلت المحللين العسكريين الإسرائيليين يوجهون انتقادات حادة لحكومة إيهود أولمرت ولمبرراته لشن هذه الحرب.
وخلال الأسبوع الجاري أكد المفكر والمؤرخ الإسرائيلي "زئيف شترنهال"، في تصريحات صحفية، أن مقاومة حزب الله "دفعت حكومة أولمرت إلى خفض سقف الأهداف التي وضعتها للحرب".
وأوضح أنه "بعد أن أعلنوا (المسئولين الإسرائيليين) عن هدفين أساسيين، وهما: استعادة قوة الردع الإسرائيلية في مواجهة العرب، وتصفية حزب الله، نجد أن هذين الهدفين يتقلصان كثيرًا؛ ليصبحا مجرد إبعاد مواقع حزب الله الأمامية عن الحدود الشمالية لدولتنا، وإتاحة الفرصة لنشر قوات دولية".
وأعلنت إسرائيل الثلاثاء 8-8-2006 عن تعيين الجنرال "موشي كابلنسكي" قائدا جديدا لمجهودها الحربي بلبنان؛ وهو ما يعني فعليا تنحية القائد الحالي للعمليات الجنرال "أودي آدم"، وتنزيل رتبته بعد انتقادات شديدة تعرض لها لأسلوب تعامل أقوى جيش بالمنطقة مع الحرب المستمرة منذ أربعة أسابيع، وفشله في وقف هجمات حزب الله الصاروخية، إضافة الى إلحاق المقاومة خسائر بشرية ومادية كبيرة بلواء "جولاني"، وهو من جنود النخبة، خلال المعارك الدائرة بجنوب لبنان.
حرب على الهواء
جثث جنود إسرائيليين قتلوا في قصف لحزب الله
حرب الخطابات والتصريحات الإعلامية أيضا دفعت إلى القول بأن الإعلام شارك على مدى نحو شهر في مجريات الأحداث، ودللت العديد من الصحف العربية والغربية على ذلك بخطابات حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، التي تعهد فيها بالنصر وبصمود المقاومة.
ففي نهاية خطابه يوم 14 يوليو الماضي، توجه نصر الله للإسرائيليين قائلاً: "بما أنكم تعتبرونني أصدق من حكامكم، فإن بارجة حربية إسرائيلية ستدمر في الحال قبالة سواحل بيروت"، وبعد أقل من 3 دقائق أصيبت البارجة، وأكد الجيش الإسرائيلي فقدان 4 من جنوده على متنها؛ وهو ما اعتبره مراقبون حربا مباشرة على الهواء.
المعالجة الإعلامية
تدمير شامل لأجزاء من لبنان
وعن التناول الإعلامي للحرب، تحدث "جيدون راشمان"، الصحفي بـ"الفايننشال تايمز" قائلاً: إن معالجة وسائل الإعلام سواء العربية أو الغربية اتسمت بالتحيز.
ومضى "راشمان" موضحا أن الإعلام العربي ركز على صور الانتهاكات الإسرائيلية، بينما ركزت وسائل إعلام غربية على إبراز صور التدمير والخسائر البشرية التي تحدثها صواريخ حزب الله في إسرائيل.
ورغم ما ذهب إليه "راشمان"، على صعيد الإعلام الغربي، فقد اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم 23 يوليو الماضي وسائل الإعلام الدولية بالتحيز جراء إبرازها معاناة اللبنانيين، وعدم وصفها هجمات حزب الله بـ"الوحشية القاتلة".
"غياب التوازن"
الحيوانات لم تسلم من القصف الإسرائيلي
وصدقت "لوكورييه إنترناسيونال" على رأي "راشمان" بقولها: إن "مختلف وسائل الإعلام استخدمت حرب الصور حسب معتقداتها ومبادئها، وبشكل لم يحقق التوازن المطلوب لإحداث تأثير معين على قراء أو متابعي الوسيلة الإعلامية، ومن ثم أصبحت الصور تبث حسب توجه الوسيلة الإعلامية".
ومع مرور نحو شهر على الحرب الإسرائيلية قتل حوالي 1087 شخصا في لبنان، غالبيتهم العظمى من المدنيين، و30% منهم أطفال، كما أصيب ما يزيد 3568 بجروح، وشرد أكثر من مليون لبناني، ودمر قطاع كبير من البنية التحتية.
أما على الجانب الإسرائيلي فقد قتل أكثر من 100 إسرائيلي، بينهم 65 جنديا، وذلك في الاشتباكات الدائرة بالجنوب اللبناني أو القصف الصاروخي لحزب الله على شمال إسرائيل، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
تعليق