إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أسباب اتباع الباطل في نهج البلاغة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسباب اتباع الباطل في نهج البلاغة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يحتوي »نهج البلاغة« على بحوث كثيرة وعميقة عن اسباب إتباع الباطل والإدبار عن الحقيقة، ويتطلب شرح كل تلك المواضيع وتقويمها كتاباً مستقلاً.
    لذلك نكتفي في هذا الاستعراض القصير لأسباب إتباع الباطل ببعض تلك الأسباب: مثل:

    أولاً حب الحياة:
    بعض الناس يحبون الحياة والبقاء في الدنيا، وهذا هو الأصل عندهم، ونتيجة لذلك نراهم يرضخون للسكوت والسكون والتساوم والاستسلام، ويتجاهلون الحق مع أنهم يرونه ويعرفونه.
    فالذي يرى أن البقاء هو الأصل، لا يتورع من ارتكاب صنوف الرذائل الأخلاقية والكذب، والنفاق، والفساد، لكي يطيل أمد أيامه في الحياة، لذلك لا يبقى بعد ذلك لديه معنى للثورة ضد الظلم والإجحاف، والحق عند هؤلاء ثقيل وتطبيقه مر. يقول الإمام علي‏عليه السلام:
    »إنّ‏َ الحَقّ‏َ ثَقيلٌ مَرِيّ‏ٌ، وَإِنّ‏َ الباطِلَ خفيفٌ وَبيّ‏ٌ«(2).

    ثانياً حب الذات:
    ان من يحب نفسه ويبلغ به الأمر حد الإعجاب بالنفس، والعناد، وعدم الاكتراث باراء الاخرين وأفكارهم، يدبر عن الحق لأن ذاته هي محور معتقداته. ولو أردنا جر مثل هذا الشخص الى الحق أو تطبيق حكم من أحكام الحق عليه، لوجد ذلك مراً عليه ويتعارض مع ما يتوقعه وما تقتضيه أنانيته.
    إنه لفرط حبه لنفسه، لا يريد أن يصدق أنه اخطأ في القضية الفلانية وانه مدان فيها.
    إذا ما أخفق في تربية ولده، فإنه يبادر الى القاء ذلك على عاتق الزمان والدهر الفاسد، ولا يعترف بتقصيره وعدم اهتمامه.

    ثالثاً حب التحلُّل من القيود:
    يرغب بعضهم في التمتع بحرية مطلقة لا تحدها حدود ولا تحصرها قيود، وأن ينالوا كل ما يريدون، ويفعلوا كل ما يحلو لهم.
    ولكن الحق والحقيقة ترافقهما بعض الحدود والقوانين التي تقيد الانسان، وتزن الحرية الفردية في إطار حرية المجتمع، لذا فهي مُرّة ولا تنسجم مع روح التحلّل، لذا نجد جماعة من الناس يدبرون عنها ويتجاوزون الحق ويهربون منه، يقول الإمام علي:
    »مَنْ عَشِقَ شَيئاً أعشى بَصَرَهُ وَامرَضَ قَلبَهُ، فَهُو يَنظُرُ بِعَينٍ غَيرِ صَحِيحةٍ، وَيَسمَعُ بِإذنٍ غَيرِ سًمِيعةٍ«(1).
    ثم ينصحنا بالقول:
    »إنّ‏َ اللّه افتَرَضَ عَلَيكُم فَرائِضَ فَلا تُضَيِّعُوها، وَحدَّ لكم حُدُوداً فَلا تَعتَدُوها، وَنَهاكُم عَن أَشياءَ فَلا تَنتَهِكُوها«(2).

    رابعاً صعوبة اصلاح الذات وتربية النفس:
    يرافق بناء الذات واصلاح المجتمع بعض المشاكل والصعاب، كما ان تربية الأسرة والأبناء تخلق للانسان مصاعب ومتاعب يعجز الكثير عن مواجهتها، وبعضهم يحب الراحة فلا يريد الدخول في المشاكل، وبعضهم يفتقدون ما يلزم من التواضع والصبر والتحمل أمام المشاكل والصعاب، لذلك نراهم يهربون من الحق وهم يعرفونه لأنه مر وصعب.
    وفيما كتب الإمام علي عليه السلام الى مالك الأشتر قوله:
    »ولا يَدعُوَنَّكَ ضيقُ أَمرٍ لَزِمَكَ فِيهِ عَهدُ اللّهِ الى طَلَبِ انفِساخِهِ بَغَيرِ الحَقّ‏ِ«(2).

    خامساً الغرور:
    حب الذات والغرور يدعوان المرء الى أن يكون هو المتحكم وأن يرى الحق الى جانبه دائماً حتى وان ارتكب خطأ.
    فهو يسعى الى تسويغ اخطائه والتظاهر بأنه على حق، ولما كان قبول الإدانة لا يتلاءم مع صفة الغرور لديه لذلك فهو يبتعد عن الحق ويتجاهله.
    وهو يدين الاخرين ويلعن الدهر والزمان، ويتحدث عن الحظ والنصيب والطالع، ويسعى بالاف النعوت والمسوغات الكاذبة لإظهار كونه على الحق. يقول الإمام علي عليه السلام:
    »وَاحذَر كُلّ‏َ عَمَل يَرضاهُ صاحِبُهُ لِنَفْسِهِ ويكرهُ لِعامَّةِ المُسلِمين«(1).

    سادساً طغيان الغرائز النفسانية والحيوانية:
    كثير من الناس يعرفون ما هو الحق وما هو الباطل، بل ويؤيدون الحق أيضاً، لكنهم بسبب طغيان غرائزهم يقبلون على الباطل ويصبح قبول الحق ثقيلاً ومراً لديهم.
    والحل الرئيسي لذلك هو أن نعمل في بناء الذات وتربية النفس على الوقوف بوجه كل طغيان والسيطرة على أنفسنا وغرائزنا. يقول الإمام علي عليه السلام:
    »إنّ‏َ أَخْوَفَ ما أَخافُ عَلَيْكُم إِثْنانْ: إِتّباعُ الهَوى وَطُولُ الأمل، فَأمّا اتِّباعُ الهَوِى فَيَصُدُّ عَنِ الحَقّ‏ِ«(2).

    سابعاً جاذبية الباطل الطبيعية وظهوره تلقائياً وخداعه:
    ان الغرائز الحيوانية تظهر تلقائياً لدى الإنسان ومن الصعب تهذيبها والسيطرة عليها، لذا نرى كثيراً ممن انتهجوا نهج اللامبالاة وحب الراحة لا يرضحون لمصاعب بناء الذات، إذ إن للباطل والمفاسد والذنوب قوة جاذبة طبيعية فيها، وهي تظهر تلقائياً، فمن الصعب تربية العين لكي لا تنظر الى الحرام وهو أمرٌ مر )إلا أن ثمرته حلوه( ولكن لا صعوبة في النظرة المريبة والمحرمة ولا تخلق مشكلة. ولا صعوبة في الركض وراء الشهوات، ونهب أموال الناس، وتقاعس الموظف في العمل، وأكل الحرام.

    إذا تركنا الناس وشأنهم ولم نُربِّهم على الأخلاق والإيمان فانهم ينجذبون من تلقاء أنفسهم نحو المفاسد والذنوب.
    وعليه، فان السيطرة على الشهوة، واحترام اموال الناس وكرامتهم، وأداء الأعمال بميزان وبجودة، وتنفيذ القوانين بدقة، من الأمور الحسنة، ولكنها تتطلب التربية والتعليم وارسال انبياء الله صلى الله عليه و آله و سلم والأئمة المعصومين عليهم السلام وتنزيل الكتب السماوية.
    لذلك كله تجب السيطرة على النفس بالقوة والضغط، وعدم اطلاق العنان لها، وجرها بحزم نحو الفضائل، وتربية النفس، ومراعاة القانون، وبذلك تنقاد للطاعة، وتعتاد على الفضائل، فتزول الأخطار المحدقة بها.



    منقول

  • #2
    بارك الله فكيم


    ولنقــــــــــــلكم
    تم طبع المقاله احسنتم

    تعليق


    • #3
      اللهم صلي على محمد وال محمد

      نشكر اكم اخونا الفاضل لجنة الاستقبال على المرور الكريم
      وادام الله عليكم الصحة والعافية بحق محمد وال محمد

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
      استجابة 1
      11 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
      ردود 2
      12 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      يعمل...
      X