المشاركة الأصلية بواسطة Hadjadj
ومن جهة أخرى فإن النبي صلى الله عليه وآله على درجة كبيرة من الحياء والعفة ولن تكون حاله أدون من حال الكريم الذي عرض الرجل عليه ابنته ليتزوجها ، فانحرج من رده فتزوجها لا رغبة فيها وإنما لأن أباها قد صرف ماء وجهه في عرضها عليه فمنعا للحرج قبل الزواج منها ، وهذه الحالة كثيرا ما تحدث بين الناس .
هذا من جهة أصل الزواج ، فلو سلمنا جدلا أن النبي صلى الله عليه وآله تزوجهما رغبة فيهما ولتقواهما وورعهما (!!) فإن العبرة بما بعد الزواج ، وقد ذكر الله عز وجل في كتابه خبر زوجتي نوح ولوط عليهما السلام بما فيه عبرة للمعتبر من أن زوجات الأنبياء غير معصومات من النفاق والضلالة ، وقد قال تعالى :
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}(التحريم/10).
والأمر الملفت أن هذه الآية ذكرها الله في سورة التحريم النازلة أصلا لذم عائشة وحفصة فقال الله فيهما :
{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ}(التحريم/4).
{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا}(التحريم/5).
فبعد أن ذكر الله عز وجل لعائشة وحفصة إن الله عز وجل إن طلقكن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات (!!) مؤمنات (!!) وغيرها من الأوصاف ذكر مثال امرأتي لوط ونوح وكأنه عز وجل عنى عائشة وحفصة في تلك الآية العاشرة من السورة ، فلماذا نتمسك بالظنون والتأويلات ونترك القرآن وراء ظهورنا ؟!
تحياتي علي خير البشر ومن ابى فقد كفر
تعليق