فضيحة من العيار الثقيل
أسرار صفقة الأسلحة التي سميت صفقة القرن
السعودية تدفع ثمانية مليارات دولار لإعادة أعمار إسرائيل
بيروت/المدار من: نادية الحاج
لم تمض ثمان وأربعون ساعة على أسر الجنديين الإسرائيليين على يد مقاتلي حزب الله من على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، حتى التأَمَ شمل غرفة العمليات الخاصة المسماة (حلفاء 303) ونقلا عن شخصيات لبنانية واسعة الاطلاع نقلت أجواء الاجتماع إلى المدار شريطة عدم ذكر اسمها فإن غرفة العمليات ضمت هذه المرة ديفيد ولش مساعد وزير الخارجية الأمريكية وأحد كبار ضباط المخابرات الأمريكية إلى جانب الأمير بندر بن سلطان رئيس مجلس الأمن القومي السعودي الذي تربطه علاقات وثيقة مع آل بوش وديك تشيني والمخابرات الأمريكية وحاييم رامون وزير العدل الإسرائيلي يرافقه ثلاثة من كبار ضباط المخابرات الإسرائيلية فضلاً عن ثلاثة شخصيات لبنانية عرف منها سمير جعجع ومروان حمادة فيما بقيت الشخصية الثالثة غامضة.
بدأ ولش الاجتماع بنقل تحيات الرئيس الأمريكي جورج بوش ونائبه ديك تشيني ووزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، ثم أخرج من حقيبته ملفاً وضعه على الطاولة وخاطب المجتمعين بقوله: أيها السادة إنها اللحظة التي انتظرناها طويلاً.. لحظة الإجهاز على حزب الله ونزع سلاحه وتحويله إلى منظمة سياسية ليس لها تأثير قوي في الساحة اللبنانية.. وافترض أن هذا الهدف يجمعنا في (حلفاء 303) وتضيف الشخصية اللبنانية القريبة من قوى 14 آذار والتي هالها حجم التآمر على لبنان، أن الوزير الإسرائيلي حاييم رومان قاطع السفير ولش وطلب توضيحاً عن أدوار المجتمعين في غرفة العمليات وضمانات تأدية هذه الأدوار، أجاب ولش –حسب الشخصية اللبنانية- أن دور إسرائيل سيكون الإجهاز عسكرياً على حزب الله في مختلف المناطق اللبنانية بذريعة (تحرير) الجنديين الإسرائيليين، فيما ستوفر الولايات المتحدة غطاءً دولياً للعمليات العسكرية، أما السعودية فإن دورها سيكون توفير غطاء ومباركة عربية من خلال تحميل حزب الله مسؤولية بدء العدوان وتدمير لبنان، ودور حلفاء أمريكا وإسرائيل في لبنان سينحصر في طعن حزب الله من الخلف وتأليب الرأي العام اللبناني ضده باستخدام صور الدمار الذي ستحدثه الآلة الحربية الإسرائيلية.
فض الاجتماع بعد مناقشة التفاصيل وتحديد أدوار دول أخرى عربية وغربية، وتم الاتفاق على اجتماع آخر فور تحقيق الهدف العسكري الذي التزم الجانب الإسرائيلي أنه سينجزه خلال أسبوع بجهود ذاتية وخلال ثلاثة أيام إلى خمسة إذا ما قدمت له واشنطن أسلحة متطورة قد تلزمه لضرب المواقع المحصنة، ولاسيما في الضاحية الجنوبية من بيروت.
لم تأتِ رياح الحرب بما اشتهت سفن (حلفاء303) واستمرت الحرب ثلاثة وثلاثين يوماً ذاقت إسرائيل خلالها طعم الهزيمة والانكسار والفضيحة العسكرية والسياسية لأول مرة في حياتها، ولم تجد من يشاركها (أبوة) الهزيمة، بل على العكس، غاظها الوقوف الخجول لبعض الأطراف خلف النصر الكبير الذي حققته المقاومة اللبنانية، فتحركت خلال الحرب بشكل محموم من أجل الخروج بأقل قدر من الهزيمة، لكن رهان (حلفاء 303) على الحصان الإسرائيلي الأعرج، حاول الدفع به إلى نهاية الحلبة من أجل استنزاف طاقات حزب الله الحربية وإن كان على أشلاء الهزيمة الإسرائيلية.
إلا أن الإسرائيليين الذين يجيدون لعبة الابتزاز بدؤوا يطالبون بثمن الهزيمة هذه المرة أو قلب الطاولة على رؤوس المجتمعين، إذ هددوا جماعة 14 آذار بنشر الغسيل كاملاً ما لم يقوموا بدورهم وإن كان بعد وقف العمليات الحربية، ولذلك بدأ سعي 14 آذار المحموم للمطالبة بسحب سلاح حزب الله قبل أن تجف دماء شهدائه في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، بل تؤكد الشخصية اللبنانية واسعة الاطلاع للمدار، أن جعجع وجنبلاط والحريري والجميل بدؤوا تشكيل ميليشيات وتعزيز أخرى قائمة، للعمل خلال المرحلة القادمة على القيام بحملة اغتيالات يتهم بها حزب الله من أجل حرث الأرض اللبنانية أمام مجموعات إسرائيلية وأمريكية دخلت الأراضي اللبنانية بجنسيات أوروبية لتخطيط وتنفيذ سلسلة اغتيالات واسعة ضد قيادات حزب الله وفي المقدمة منها السيد حسن نصر الله.
أما السعودية فإنها تكلفت بدفع تعويضات لإسرائيل عن خسائرها العسكرية والمدنية خلال الحرب؛ وبالتفاوض حول المبلغ المطلوب، توصل الطرفان بحضور ولش وفي اجتماع عقد بينهم هذه المرة في قبرص ضم أعضاء غرفة (عمليات 303) إلى أن المبلغ المطلوب هو ثمانية مليارات وافقت الرياض على دفعها، ولكنها تساءلت عن كيفية دفع مبلغ كهذا في ظل غياب خيمة اقتصادية تبقي الأمر سراً، وهنا كان ولش جاهزاً لتحقيق هذه الخيمة، حيث أخرج من حقيبته عقوداً لشراء السعودية أسلحة من الولايات المتحدة وبريطانيا تصل قيمتها إلى أحد عشر مليار دولار، تتلقى السعودية منها ما قيمته ثلاثة مليارات دولار فيما يدفع الباقي وهو ثمانية مليارات دولار إلى إسرائيل كتعويضات عن حربها على لبنان.
وفعلاً أعلنت السعودية في اليوم الثاني عن صفقتي السلاح مع واشنطن ولندن بهذا الرقم الفلكي الذي جعل المراقبين والمحللين العسكريين يتساءلون إن كانت الرياض ستحارب العالم باجمعه، ولاسيما أنها ليست دولة مواجهة ولا تشهد علاقاتها مع جيرانها أي توتر قد يؤدي إلى حرب، كما أن الشارع السعودي لا يحتاج لمواصلة القمع سوى الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، لكن انكشاف الحقيقة يزيل اللبس ويضع الإجابات الشافية لتلك الأسئلة الحائرة.
أسرار صفقة الأسلحة التي سميت صفقة القرن
السعودية تدفع ثمانية مليارات دولار لإعادة أعمار إسرائيل
بيروت/المدار من: نادية الحاج
لم تمض ثمان وأربعون ساعة على أسر الجنديين الإسرائيليين على يد مقاتلي حزب الله من على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، حتى التأَمَ شمل غرفة العمليات الخاصة المسماة (حلفاء 303) ونقلا عن شخصيات لبنانية واسعة الاطلاع نقلت أجواء الاجتماع إلى المدار شريطة عدم ذكر اسمها فإن غرفة العمليات ضمت هذه المرة ديفيد ولش مساعد وزير الخارجية الأمريكية وأحد كبار ضباط المخابرات الأمريكية إلى جانب الأمير بندر بن سلطان رئيس مجلس الأمن القومي السعودي الذي تربطه علاقات وثيقة مع آل بوش وديك تشيني والمخابرات الأمريكية وحاييم رامون وزير العدل الإسرائيلي يرافقه ثلاثة من كبار ضباط المخابرات الإسرائيلية فضلاً عن ثلاثة شخصيات لبنانية عرف منها سمير جعجع ومروان حمادة فيما بقيت الشخصية الثالثة غامضة.
بدأ ولش الاجتماع بنقل تحيات الرئيس الأمريكي جورج بوش ونائبه ديك تشيني ووزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، ثم أخرج من حقيبته ملفاً وضعه على الطاولة وخاطب المجتمعين بقوله: أيها السادة إنها اللحظة التي انتظرناها طويلاً.. لحظة الإجهاز على حزب الله ونزع سلاحه وتحويله إلى منظمة سياسية ليس لها تأثير قوي في الساحة اللبنانية.. وافترض أن هذا الهدف يجمعنا في (حلفاء 303) وتضيف الشخصية اللبنانية القريبة من قوى 14 آذار والتي هالها حجم التآمر على لبنان، أن الوزير الإسرائيلي حاييم رومان قاطع السفير ولش وطلب توضيحاً عن أدوار المجتمعين في غرفة العمليات وضمانات تأدية هذه الأدوار، أجاب ولش –حسب الشخصية اللبنانية- أن دور إسرائيل سيكون الإجهاز عسكرياً على حزب الله في مختلف المناطق اللبنانية بذريعة (تحرير) الجنديين الإسرائيليين، فيما ستوفر الولايات المتحدة غطاءً دولياً للعمليات العسكرية، أما السعودية فإن دورها سيكون توفير غطاء ومباركة عربية من خلال تحميل حزب الله مسؤولية بدء العدوان وتدمير لبنان، ودور حلفاء أمريكا وإسرائيل في لبنان سينحصر في طعن حزب الله من الخلف وتأليب الرأي العام اللبناني ضده باستخدام صور الدمار الذي ستحدثه الآلة الحربية الإسرائيلية.
فض الاجتماع بعد مناقشة التفاصيل وتحديد أدوار دول أخرى عربية وغربية، وتم الاتفاق على اجتماع آخر فور تحقيق الهدف العسكري الذي التزم الجانب الإسرائيلي أنه سينجزه خلال أسبوع بجهود ذاتية وخلال ثلاثة أيام إلى خمسة إذا ما قدمت له واشنطن أسلحة متطورة قد تلزمه لضرب المواقع المحصنة، ولاسيما في الضاحية الجنوبية من بيروت.
لم تأتِ رياح الحرب بما اشتهت سفن (حلفاء303) واستمرت الحرب ثلاثة وثلاثين يوماً ذاقت إسرائيل خلالها طعم الهزيمة والانكسار والفضيحة العسكرية والسياسية لأول مرة في حياتها، ولم تجد من يشاركها (أبوة) الهزيمة، بل على العكس، غاظها الوقوف الخجول لبعض الأطراف خلف النصر الكبير الذي حققته المقاومة اللبنانية، فتحركت خلال الحرب بشكل محموم من أجل الخروج بأقل قدر من الهزيمة، لكن رهان (حلفاء 303) على الحصان الإسرائيلي الأعرج، حاول الدفع به إلى نهاية الحلبة من أجل استنزاف طاقات حزب الله الحربية وإن كان على أشلاء الهزيمة الإسرائيلية.
إلا أن الإسرائيليين الذين يجيدون لعبة الابتزاز بدؤوا يطالبون بثمن الهزيمة هذه المرة أو قلب الطاولة على رؤوس المجتمعين، إذ هددوا جماعة 14 آذار بنشر الغسيل كاملاً ما لم يقوموا بدورهم وإن كان بعد وقف العمليات الحربية، ولذلك بدأ سعي 14 آذار المحموم للمطالبة بسحب سلاح حزب الله قبل أن تجف دماء شهدائه في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، بل تؤكد الشخصية اللبنانية واسعة الاطلاع للمدار، أن جعجع وجنبلاط والحريري والجميل بدؤوا تشكيل ميليشيات وتعزيز أخرى قائمة، للعمل خلال المرحلة القادمة على القيام بحملة اغتيالات يتهم بها حزب الله من أجل حرث الأرض اللبنانية أمام مجموعات إسرائيلية وأمريكية دخلت الأراضي اللبنانية بجنسيات أوروبية لتخطيط وتنفيذ سلسلة اغتيالات واسعة ضد قيادات حزب الله وفي المقدمة منها السيد حسن نصر الله.
أما السعودية فإنها تكلفت بدفع تعويضات لإسرائيل عن خسائرها العسكرية والمدنية خلال الحرب؛ وبالتفاوض حول المبلغ المطلوب، توصل الطرفان بحضور ولش وفي اجتماع عقد بينهم هذه المرة في قبرص ضم أعضاء غرفة (عمليات 303) إلى أن المبلغ المطلوب هو ثمانية مليارات وافقت الرياض على دفعها، ولكنها تساءلت عن كيفية دفع مبلغ كهذا في ظل غياب خيمة اقتصادية تبقي الأمر سراً، وهنا كان ولش جاهزاً لتحقيق هذه الخيمة، حيث أخرج من حقيبته عقوداً لشراء السعودية أسلحة من الولايات المتحدة وبريطانيا تصل قيمتها إلى أحد عشر مليار دولار، تتلقى السعودية منها ما قيمته ثلاثة مليارات دولار فيما يدفع الباقي وهو ثمانية مليارات دولار إلى إسرائيل كتعويضات عن حربها على لبنان.

وفعلاً أعلنت السعودية في اليوم الثاني عن صفقتي السلاح مع واشنطن ولندن بهذا الرقم الفلكي الذي جعل المراقبين والمحللين العسكريين يتساءلون إن كانت الرياض ستحارب العالم باجمعه، ولاسيما أنها ليست دولة مواجهة ولا تشهد علاقاتها مع جيرانها أي توتر قد يؤدي إلى حرب، كما أن الشارع السعودي لا يحتاج لمواصلة القمع سوى الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، لكن انكشاف الحقيقة يزيل اللبس ويضع الإجابات الشافية لتلك الأسئلة الحائرة.

__________________
تعليق