إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

علماء السنة والجماعة يصححون قصة الغرانيق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علماء السنة والجماعة يصححون قصة الغرانيق

    باسمه تعالى،

    اللهم صل على محمد وآل محمد الأطهار.

    أحببت أن أشارك بهذا الموضوع على هامش بحث قصة الغرانيق ونعاين من من علماء السنة صحح قصة الغرانيق,

    1 - مع الطبري في تفسيره المسمى " جامع البيان في تفسير القرآن "

    " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " سورة الحج الآية 52.

    نجده يفسرها بتوسط روايات كثيرة كلها تؤيد صدق واقعة الغرانيق:

    " قـيـل: إن السبب الذي من أجله أنزلت هذه الآية علـى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الشيطان كان ألقـى علـى لسانه فـي بعض ما يتلوه مـما أنزل الله علـيه من القرآن ما لـم ينزله الله علـيه، فـاشتدّ ذلك علـى رسول الله صلى الله عليه وسلم واغتـمّ به، فسلاّه الله مـما به من ذلك بهذه الآيات. ذكر من قال ذلك:

    حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنا حجاج، عن أبـي معشر، عن محمد بن كعب القُرَظيّ ومـحمد بن قـيس قالا: «جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فـي ناد من أندية قريش كثـير أهله، فتـمنى يومئذ أن لا يأتـيه من الله شيء فـينفروا عنه، فأنزل الله علـيه:
    { والنَّـجْمِ إذَا هَوَى ما ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَما غَوَى }
    فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتـى إذا بلغ:
    { أفَرأيْتُـمُ اللاَّتَ والعُزَّى وَمَناةَ الثالِثَةَ الأُخْرَى }
    ألقـى علـيه الشيطان كلـمتـين: «تلك الغرانقة العُلَـى، وإن شفـاعتهنّ لتُرْجَى»، فتكلـم بها. ثم مضى فقرأ السورة كلها. فسجد فـي آخر السورة، وسجد القوم جميعاً معه، ورفع الولـيد بن الـمغيرة ترابـاً إلـى جبهته فسجد علـيه، وكان شيخا كبـيرا لا يقدر علـى السجود. فرضُوا بـما تكلـم به وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيـي ويـميت وهو الذي يخـلق ويرزق، ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده، إذ جعلت لها نصيبـا، فنـحن معك قالا: فلـما أمسى أتاه جبرائيـل علـيهما السلام فعرض علـيه السورة فلـما بلغ الكلـمتـين اللتـين ألقـى الشيطان علـيه قال: ما جئتك بهاتـين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " افْتَرَيْتُ عَلـى اللَّهِ وقُلْتُ عَلـى اللَّهِ ما لَمْ يَقُلْ " فأوحى الله إلـيه:
    { وَإنْ كادُوا لَـيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أوْحَيْنا إلَـيْكَ، لِتَفْتَرِيَ عَلَـيْنا غَيْرَهُ... }
    إلـى قوله:
    { ثُمَّ لا تَـجِدُ لَكَ عَلَـيْنا نَصِيراً }
    فما زال مغموماً مهموماً حتـى نزلت علـيه: { وَما أرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِـيَ إلاَّ إذَا تَـمَنَّى ألْقَـى الشَّيْطانُ فِـي أُمْنِـيَّتهِ فَـيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُـلْقِـي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلـيـمٌ حَكِيـمٌ }. قال: فسمع من كان من الـمهاجرين بأرض الـحبشة أن أهل مكة قد أسلـموا كلهم، فرجعوا إلـى عشائرهم وقالوا: هم أحبّ إلـينا فوجدوا القوم قد ارتكسوا حين نسخ الله ما ألقـى الشيطان.


    حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن زياد الـمدنـيّ، عن مـحمد بن كعب القُرظيّ قال: لـما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تولِّـيَ قومه عنه، وشقّ علـيه ما يرى من مبـاعدتهم ما جاءهم به من عند الله، تـمنى فـي نفسه أن يأتـيه من الله ما يقارب به بـينه وبـين قومه. وكان يسرّه، مع حبه وحرصه علـيهم، أن يـلـين له بعض ما غلُظَ علـيه من أمرهم، حين حدّث بذلك نفسه وتـمنى وأحبه، فأنزل الله: { والنَّـجْمِ إذَا هَوَى ما ضَلَّ صَاحبُكُمْ وَما غَوَى }
    فلـما انتهى إلـى قول الله:
    { أفَرأيْتُـمُ اللاَّتَ والعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى }
    ألقـى الشيطان علـى لسانه، لـما كان يحدّث به نفسه ويتـمنى أن يأتـي به قومه: «تلك الغرانـيق العلَـى، وإن شفـاعتهن تُرْتَضى». فلـما سمعت ذلك قريش فرحوا وسرّهم، وأعجبهم ما ذكر به آلهتهم، فأصاخوا له، والـمؤمنون مصدّقون نبـيهم فـيـما جاءهم به عن ربهم، ولا يتهمونه علـى خط ولا وَهَم ولا زلل. فلـما انتهى إلـى السجدة منها وختـم السورة، سجد فـيها، فسجد الـمسلـمون بسجود نبـيهم، تصديقاً لـما جاء به واتبـاعاً لأمره، وسجد من فـي الـمسجد من الـمشركين من قريش وغيرهم لـما سمعوا من ذكر آلهتهم، فلـم يبق فـي الـمسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الولـيد بن الـمغيرة، فإنه كان شيخاً كبـيراً فلـم يستطع، فأخذ بـيده حفنة من البطحاء فسجد علـيها. ثم تفرّق الناس من الـمسجد، وخرجت قريش وقد سرّهم ما سمعوا من ذكر آلهتهم، يقولون: قد ذكر مـحمد آلهتنا بأحسن الذكر، وقد زعم فـيـما يتلو أنها الغرانـيق العُلَـي وأن شفـاعتهنّ ترتضى وبلغت السجدة من بأرض الـحبشة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقـيـل: أسلـمت قريش. فنهضت منهم رجال، وتـخـلَّف آخرون. وأتـى جبرائيـل النبـيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا مـحمد ماذا صنعت؟ لقد تلوت علـى الناس ما لـم آتك به عن الله، وقلت ما لـم يُقَلْ لك فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك، وخاف من الله خوفـاً كبـيراً، فأنزل الله تبـارك وتعالـى علـيه { وكانَ بِهِ رَحِيـماً } يعزّيه ويخفِّض علـيه الأمر ويخبره أنه لـم يكن قبله رسول ولا نبـيّ تـمنى كما تـمنى ولا أحبّ كما أحبّ إلا والشيطان قد ألقـى فـي أمنـيته كما ألقـى علـى لسانه صلى الله عليه وسلم، فنسخ الله ما ألقـى الشيطان وأحكم آياته، أي فأنت كبعض الأنبـياء والرسل فأنزل الله: { وَما أرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نِبَـيّ إلاَّ إذَا تَـمَنَّى ألْقَـى الشَّيْطانُ فِـي أُمِنـيَّتِهِ }... الآية. فأذهب الله عن نبـيه الـحزن، وأمنه من الذي كان يخاف، ونسخ ما ألقـى الشيطان علـى لسانه من ذكر آلهتهم أَنهّا الغرانـيق العُلَـى وأن شفـاعتهنّ ترتضى. يقول الله حين ذكر اللات والعُزّى ومناة الثالثة الأخرى، إلـى قوله:
    { وكَمْ منْ مَلَكٍ فِـي السَّمَوَاتِ لا تُغْنى شَفـاعَتُهُمْ شَيْئاً إلاَّ مِنْ بَعْدِ أنْ يَأْذَنَ اللَّهِ لـمَنْ يَشاءُ وَيَرْضَى }
    ، أي فكيف تنفع شفـاعة آلهتكم عنده. فلـما جاءه من الله ما نسخ ما كان الشيطان ألقـى علـى لسان نبـيه، قالت قريش: ندم مـحمد علـى ما كان من منزلة آلهتكم عند الله، فغير ذلك وجاء بغيره وكان ذلك الـحرفـان اللذان ألقـى الشيطان علـى لسان رسوله قد وقعا فـي فم كل مشرك، فـازدادوا شرّا إلـى ما كانوا علـيه.

    حدثنا ابن عبد الأعلـى، قال: ثنا الـمعتـمر، قال: سمعت داود، عن أبـي العالـية، قال: قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنـما جلساؤك عبد بنـي فلان ومولـى بنـي فلان، فلو ذكرت آلهتنا بشيء جالسناك، فإنه يأتـيك أشراف العرب فإذا رأوا جلساءك أشراف قومك كان أرغب لهم فـيك قال: فألقـى الشيطان فـي أمنـيته، فنزلت هذه الآية:
    { أفَرأيْتُـمُ اللاَّتَ والعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى }
    قال: فأجرى الشيطان علـى لسانه: «تلك الغرانـيق العُلَـى، وشفـاعتهن ترجى، مثلهن لا يُنسى». قال: فسجد النبـيّ صلى الله عليه وسلم حين قرأها، وسجد معه الـمسلـمون والـمشركون. فلـما علـم الذي أُجْرِي علـى لسانه، كبر ذلك علـيه، فأنزل الله: { وَما أرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نِبَـيّ إلاَّ إذَا تَـمَنَّى ألْقَـى الشَّيْطانُ فِـي أُمْنِـيَّتِهِ }... إلـى قوله: { وَاللَّهُ عَلِـيـمٌ حَكِيـمٌ }.


    حدثنا ابن الـمثنى، قال: ثنا أبو الولـيد، قال: ثنا حماد بن سلـمة، عن داود بن أبـي هند، عن أبـي العالـية قال: قالت قريش: يا مـحمد إنـما يجالسك الفقراء والـمساكين وضعفـاء الناس، فلو ذكرت آلهتنا بخير لـجالسناك فإن الناس يأتونك من الآفـاق فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النـجم فلـما انتهى علـى هذه الآية:
    { أفَرأيْتُـمُ اللاَّتَ والعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى }
    فألقـى الشيطان علـى لسانه: «وهي الغرانقة العلـى، وشفـاعتهن ترتـجى». فلـما فرغ منها سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والـمسلـمون والـمشركون، إلا أبـا أُحَيحة سعيد بن العاص، أخذ كفًّـا من تراب وسجد علـيه وقال: قد آن لابن أبـي كبشة أن يذكر آلهتنا بخير حتـى بلغ الذين بـالـحبشة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الـمسلـمين أن قريشا قد أسلـمت، فـاشتدّ علـى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ألقـى الشيطان علـى لسانه، فأنزل الله: { وَما أرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نِبَـيّ }... إلـى آخر الآية.


    حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مـحمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبـي بشر، عن سعيد بن جُبـير، قال: لـما نزلت هذه الآية:
    { أفَرأيْتُـمُ اللاَّتَ والعُزَّى }
    قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «تلك الغرانـيق العلـى، وإن شفـاعتهنّ لترتـجى». فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال الـمشركون: إنه لـم يذكر آلهتكم قبل الـيوم بخير فسجد الـمشركون معه، فأنزل الله: { وَما أرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نِبَـيّ إلاَّ إذَا تَـمَنَّى ألْقَـى الشَّيْطانُ فِـي أُمْنِـيَّتِهِ }... إلـى قوله: { عَذَابَ يَوْمٍ عَقِـيـم }.


    حدثنا ابن الـمثنى، قال: ثنـي عبد الصمد، قال: ثنا شعبة، قال: ثنا أبو بشر، عن سعيد بن جُبـير قال: لـما نزلت:
    { أفَرأيْتُـمُ اللاَّتَ والعُزَّى }
    ، ثم ذكر نـحوه.


    حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: { وَما أرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نِبَـيّ إلاَّ إذَا تَـمَنَّى ألْقَـى الشَّيْطانُ فِـي أُمْنِـيَّتِهِ } إلـى قوله: { وَاللَّهُ عَلِـيـمٌ حَكِيـمٌ } وذلك أن نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم بـينـما هو يصلـي، إذ نزلت علـيه قصة آلهة العرب، فجعل يتلوها فسمعه الـمشركون فقالوا: إنا نسمعه يذكر آلهتنا بخير فدنَوا منه، فبـينـما هو يتلوها وهو يقول: أفَرأيْتُـمُ اللاَّتَ والعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى }
    ألقـى الشيطان: «إن تلك الغرانـيق العلـى، منها الشفـاعة ترتـجى». فجعل يتلوها، فنزل جبرائيـل علـيه السلام فنسخها، ثم قال له: { وَما أرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نِبَـيّ إلاَّ إذَا تَـمَنَّى ألْقَـى الشَّيْطانُ فِـي أُمْنِـيَّتِهِ }... إلـى قوله: { وَاللَّهُ عَلِـيـمٌ حَكِيـمٌ }.


    حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: { وَما أرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نِبَـيَ }... الآية أن نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم وهو بـمكة، أنزل الله علـيه فـي آلهة العرب، فجعل يتلو اللات والعزّى ويكثر ترديدها. فسمع أهل مكة نبـيّ الله يذكر آلهتهم، ففرحوا بذلك، ودنوا يستـمعون، فألقـى الشيطان فـي تلاوة النبـيّ صلى الله عليه وسلم: «تلك الغرانـيق العلـى، منها الشفـاعة ترتـجى». فقرأها النبـيّ صلى الله عليه وسلم كذلك، فأنزل الله علـيه: { وَما أرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ }... إلـى: { وَاللَّهُ عَلِـيـمٌ حَكِيـمٌ }.

    حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنـي يونس، عن ابن شهاب، أنه سئل عن قوله: { وَما أرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِـيّ }... الآية، قال ابن شهاب: ثنـي أبو بكر بن عبد الرحمن بن الـحارث. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بـمكة قرأ علـيهم: { والنَّـجْمِ إذَا هَوَى } ، فلـما بلغ: { أفَرأيْتُـمُ اللاَّتَ والعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى } قال: «إن شفـاعتهن ترتـجَى». وسها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلقـيه الـمشركون الذين فـي قلوبهم مرض، فسلـموا علـيه، وفرحوا بذلك، فقال لهم: «إنَّـمَا ذلكَ مِنَ الشَّيْطانِ». فأنزل الله: { وَما أرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نِبَـيّ }... حتـى بلغ: { فَـيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُـلْقِـي الشَّيْطانُ }.

    فتأويـل الكلام: ولـم يرسل يا مـحمد مَنْ قَبْلك من رسول إلـى أمة من الأمـم ولا نبـيّ مـحدّث لـيس بـمرسل، إلا إذا تـمنى.

    واختلف أهل التأويـل فـي معنى قوله «تـمنى» فـي هذا الـموضع، وقد ذكرت قول جماعة مـمن قال: ذلك التـمنـي من النبـيّ صلى الله عليه وسلم ما حدثته نفسه من مـحبته مقاربة قومه فـي ذكر آلهتهم ببعض ما يحبون، ومن قال ذلك مـحبة منه فـي بعض الأحوال أن لا تذكر بسوء.

    وقال آخرون: بل معنى ذلك: إذا قرأ وتلا أو حدّث. ذكر من قال ذلك:

    حدثنـي علـيّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { إذَا تَـمنَّى ألْقَـى الشَّيْطانُ فِـي أُمْنِـيَّتِهِ } يقول: إذا حدّث ألقـى الشيطان فـي حديثه.
    حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: { إذَا تَـمَنَّى } قال: إذا قال.

    حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد، مثله.

    حُدثت عن الـحسين بن الفرج، قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: { إلاَّ إذَا تَـمَنَّى } يعنـي بـالتـمنـي: التلاوة والقراءة.

    وهذا القول أشبه بتأويـل الكلام، بدلالة قوله: { فَـيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُـلْقـي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ } علـى ذلك لأن الآيات التـي أخبر الله جلّ ثناؤه أنه يحكمها، لا شك أنها آيات تنزيـله، فمعلوم أن الذي ألقـي فـيه الشيطان هو ما أخبر الله تعالـى ذكره أنه نسخ ذلك منه وأبطله ثم أحكمه بنسخه ذلك منه.

    فتأويـل الكلام إذن: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبـيّ إلا إذا تلا كتاب الله، وقرأ، أو حدّث وتكلـم، وألقـى الشيطان فـي كتاب الله الذي تلاه وقرأه أو فـي حديثه الذي حدث وتكلـم. { فَـيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُـلْقِـي الشَّيْطانُ } يقول: تعالـى فـيذهب الله ما يـلقـي الشيطان من ذلك علـى لسان نبـيه ويبطله. كما:

    حدثنـي علـيّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس: { فَـيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُـلْقِـي الشَّيْطانُ } فـيبطل الله ما ألقـى الشيطان.

    حُدثت عن الـحسين، قال: سمعت أبـا معاذ يقول: أخبرنا عبـيد، قال: سمعت الضحاك يقول فـي قوله: { فَـيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُـلْقِـي الشَّيْطانُ } نسخ جبريـل بأمر الله ما ألقـى الشيطان علـى لسان النبـيّ صلى الله عليه وسلم، وأحكم الله آياته.

    وقوله: { ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ } يقول: ثم يخـلص الله آيات كتابه من البـاطل الذي ألقـى الشيطان علـى لسان نبـيه. { وَاللَّهُ عَلِـيـمٌ } بـما يحدث فـي خـلقه من حدث، لا يخفـى علـيه منه شيء. { حَكِيـمٌ } فـي تدبـيره إياهم وصرفه لهم فـيـما شاء وأحَبّ.".

    فالواضح أن الطبري اعتمد مجمل الروايات وتبناها بالمطلق ولم يردها.

    2 - ابن كثير في تفسيره المسمى " تفسير القرآن الكريم "

    نجده بعد أن عمد إلى تضعيف الروايات المتعلقة بقصة الغرانيق أشار إلى أن القاضي عياض صحح القصة.

    " وقد تعرض القاضي عياض رحمه الله في كتاب الشفاء لهذا، وأجاب بما حاصله أنها كذلك؛ لثبوتها. وقوله: { إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى ٱلشَّيْطَـٰنُ فِىۤ أُمْنِيَّتِهِ } هذا فيه تسلية من الله لرسوله صلوات الله وسلامه عليه، أي: لا يهيدنك ذلك، فقد أصاب مثل هذا من قبلك من المرسلين والأنبياء. قال البخاري: قال ابن عباس: { فِىۤ أُمْنِيَّتِهِ }: إذا حدث، ألقى الشيطان في حديثه، فيبطل الله ما يلقي الشيطان، { ثُمَّ يُحْكِمُ ٱللَّهُ ءَايَـٰتِهِ }. قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: { إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى ٱلشَّيْطَـٰنُ فِىۤ أُمْنِيَّتِهِ } يقول: إذا حدث، ألقى الشيطان في حديثه. وقال مجاهد: { إِذَا تَمَنَّىٰ } يعني: إذا قال، ويقال: أمنيته: قراءته ".

    3 - البغوي في تفسيره المسمى معالم التنزيل.

    " قوله عزّ وجل: { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِىٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى ٱلشَّيْطَـٰنُ فِىۤ أُمْنِيَّتِهِ } الآية. قال ابن عباس ومحمد بن كعب القرظي وغيرهما من المفسرين: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم توليَ قومه عنه وشقّ عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به من الله تمنّى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب بينه وبين قومه لحرصه على إيمانهم، فكان يوماً في مجلس لقريش فأنزل الله تعالى سورة " النجم " فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ قوله: (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) ألقى الشيطان على لسانه بما كان يحدِّث به نفسه ويتمناه: " تلك الغرانيق العلى وإنّ شفاعتهم لتُرتَجى " ، فلما سمعت قريش ذلك فرحوا به ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءته، فقرأ السورة كلها وسجد في آخر السورة فسجد المسلمون بسجوده، وسجد جميع من في المسجد من المشركين، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلاَّ سجد إلاَّ الوليد بن المغيرة وأبو أحيحة سعيد بن العاص، فإنهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلى جبهتيهما وسجدا عليها، لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السجود. وتفرقت قريش وقد سرّهم ما سمعوا من ذكر آلهتهم ويقولون: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر، وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيى ويميت ويخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده، فإذا جعل لها نصيباً فنحن معه، فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل فقال: يا محمد ماذا صنعت؟ لقد تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله عزّ وجلّ! فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً وخاف من الله خوفاً كثيراً فأنزل الله هذه الآية يعزيه، وكان به رحيماً، وسمع بذلك من كان بأرض الحبشة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبلغهم سجود قريش. وقيل: أسلمت قريش وأهل مكة فرجع أكثرهم إلى عشائرهم، وقالوا: هم أحب إلينا حتى إذا دنوا من مكة بلغهم أن الذي كانوا تحدثوا به من إسلام أهل مكة كان باطلاً فلم يدخل أحد إلا بجوار أو مستخفياً، فلما نزلت هذه الآية قالت قريش: ندم محمد على ما ذكر من منزلة آلهتنا عند الله فغيَّر ذلك. وكان الحرفان اللذان ألقىٰ الشيطان على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وقعا في فم كل مشرك فازدادوا شراً إلى ما كانوا عليه، وشدةً على من أسلم.

    قال الله تعالى: { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ } وهو الذي يأتيه جبريل بالوحي عياناً، { وَلا َنَبِىٍّ } ، وهو الذي تكون نبوته إلهاماً أو مناماً، وكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً.

    إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ } ، قال بعضهم: أي: أحب شيئاً واشتهاه وحدّث به نفسه مما لم يؤمر به. " ألقى الشيطان في أمنيته " أي مراده.

    وعن ابن عباس قال: إذا حدّث ألقى الشيطان في حديثه ووجد إليه سبيلاً، وما من نبي إلا تمنى أن يؤمن به قومه ولم يتمنَّ ذلك نبي إلا ألقىٰ الشيطان عليه ما يرضى به قومه، فينسخ الله ما يلقي الشيطان.

    وأكثر المفسرين قالوا: معنى قوله: (تمنى) أي: تلا وقرأ كتاب الله تعالى. " ألقى الشيطان في أمنيته " أي: في تلاوته، قال الشاعر في عثمان حين قتل:

    تَمَنَّىٰ كتابَ اللهِ أوّلَ ليلةٍوآخِرَهَا لاقَىٰ حِمَامَ المَقادِرِواختلفوا في أنه هل كان يقرأ في الصلاة أو في غير الصلاة؟ فقال قوم: كان يقرأ في الصلاة. وقال قوم: كان يقرأ في غير الصلاة. فإن قيل كيف يجوز الغلط في التلاوة على النبي صلى الله عليه وسلم وكان معصوماً من الغلط في أصل الدين، وقال جلّ ذكره في القرآن:
    { لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }
    [فصلت: 42] يعني إبليس؟


    قيل: قد اختلف الناس في الجواب عنه فقال بعضهم: إن رسول صلى الله عليه وسلم لم يقرأ، ولكن الشيطان ذكر ذلك بين قراءته، فظن المشركون أن الرسول قرأه.

    وقال قتادة: أغفىٰ النبي صلى الله عليه وسلم إغفاءةً فجرى ذلك على لسانه بإلقاء الشيطان ولم يكن له خبر.

    والأكثرون قالوا: جرى ذلك على لسانه بإلقاء الشيطان على سبيل السهو والنسيان ولم يلبث أن نبهه الله عليه.

    وقيل: إن شيطاناً يقال له الأبيض عمل هذا العمل، وكان ذلك فتنة ومحنة من الله تعالى والله تعالى يمتحن عباده بما يشاء.

    { فَيَنسَخُ ٱللَّهُ مَا يُلْقِى ٱلشَّيْطَـٰنُ } ، أي: يُبطله ويذهبه، { ثُمَّ يُحْكِمُ ٱللَّهُ ءَايَـٰتِهِ } ، فيثبتها، { وَٱلله عَلِيمٌ حَكِيمٌ لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِى ٱلشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } أي: محنة وبلية، شك ونفاق، { وَٱلْقَاسِيَةِ } ، يعني الجافية، { قُلُوبُهُمْ } ، عن قبول الحق وهم المشركون، وذلك أنهم افتتنوا لما سمعوا ذلك، ثم نُسخ ورفع فازدادوا عُتواً، وظنوا أن محمداً يقوله من تلقاء نفسه ثم يندم فيبطل، { وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ } ، المشركين { لَفِى شِقَاقٍ بَعِيدٍ } أي: في خلاف شديد."

    هو أيضا قائل بالقصة مع إثبات أن التلاوة كانت من فيه الرسول عليه الصلاة وعلى آله.


    وإنا لله وإنا إليه راجعون.


    للموضوع تتمة.


    والسلام.





  • #2
    باسمه تعالى،

    اللهم صل على محمد وآل محمد الأطهار.

    نكمل إن شاء الله تتمة البحث.

    4 - جلال الدين السيوطي في كتابه " الذر المنثور في التفسير بالمأثور "

    " أخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف، عن عمرو بن دينار قال: كان ابن عباس رضي الله عنه يقرأ " وما أرسلنا من قبلك من رسول، ولا نبي ولا محدث ".

    وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: إن فيما أنزل الله { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي } [ولا محدث] فنسخت محدث والمحدثون: صاحب يس ولقمان وهو من آل فرعون، وصاحب موسى.

    وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه قال: النبي وحده الذي يكلم وينزل عليه ولا يرسل.

    وأخرج عبد بن حميد من طريق السدي، عن أبي صالح قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال المشركون: ان ذكر آلهتنا بخير، ذكرنا آلهته بخير فـ { ألقى الشيطان في أمنيته }
    { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى }
    [النجم: 19- 20] إنهن لفي الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى. قال: فأنزل الله { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته }. فقال ابن عباس: إن أمنيته؛ أن يسلم قومه.


    وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى ففرح المشركون بذلك، وقالوا: قد ذكر آلهتنا فجاءه جبريل فقال: اقرأ عليَّ ما جئتك به، فقرأ { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى. فقال: ما أتيتك بهذا! هذا من الشيطان. فأنزل الله { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى } إلى آخر الآية.

    وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند صحيح، عن سعيد بن جبير قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة النجم، فلما بلغ هذا الموضع { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } ألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى. قالوا: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، فسجد وسجدوا، ثم جاءه جبريل بعد ذلك قال: اعرض عليَّ ما جئتك به. فلما بلغ: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى. قال له جبريل: لم آتك بهذا؛ هذا من الشيطان فأنزل الله { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي }.

    وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي، عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بينما هو يصلي إذ نزلت عليه قصة آلهة العرب، فجعل يتلوها، فسمعه المشركون فقالوا: إنا نسمعه يذكر آلهتنا بخير، فدنوا منه فبينما هو يتلوها وهو يقول: { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } ألقى الشيطان: إن تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى.
    فعلق يتلوها، فنزل جبريل فنسخها، ثم قال: { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي } إلى قوله { حكيم }.

    وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس ومن طريق أبي بكر الهذلي، وأيوب عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه، ومن طريق سليمان التيمي، عمن حدثه، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم وهو بمكة، فأتى على هذه الآية { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } فألقى الشيطان على لسانه: إنهن الغرانيق العلى. فأنزل الله { وما أرسلنا من قبلك }.

    وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق يونس، عن ابن شهاب حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قرأ سورة النجم، فلما بلغ { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } قال: إن شفاعتهن ترتجى، وسها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففرح المشركون بذلك فقال: " إلا إنما كان ذلك من الشيطان " فأنزل الله { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته } حتى بلغ { عذاب يوم عقيم } " مرسل صحيح الإسناد.

    وأخرج ابن أبي حاتم من طريق موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: لما أنزلت سورة النجم، وكان المشركون يقولون: لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه، ولكن لا يذكر من خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر آلهتنا من الشتم والشر. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد اشتد عليه ما ناله وأصحابه من أذاهم وتكذيبهم، وأحزنته ضلالتهم، فكان يتمنى كف أذاهم، فلما أنزل الله سورة النجم قال: { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } القى الشيطان عندها كلمات، حين ذكر الطواغيت، فقال: وانهن لهن الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لهي التي ترتجى. فكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب مشرك بمكة، وذلقت بها ألسنتهم، وتباشروا بها وقالوا: إن محمداً قد رجع إلى دينه الأوّل، ودين قومه. فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخر النجم سجد وسجد كل من حضر من مسلم ومشرك، ففشت تلك الكلمة في الناس، وأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة. فأنزل الله { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي }. فلما بيَّن الله قضاءه وبرأه من سجع الشيطان، انقلب المشركون بضلالتهم وعداوتهم للمسلمين، واشتدوا عليه.

    وأخرجه البيهقي في الدلائل، عن موسى بن عقبة، ولم يذكر ابن شهاب.
    وأخرج الطبراني، عن عروة مثله سواء.

    وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير، عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس قالا: جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناد من أندية قريش كثير أهله، فتمنى يومئذ أن لا يأتيه من الله شيء؛ فيتفرقون عنه. فأنزل الله عليه
    { والنجم إذا هوى }
    [النجم: 1] فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ
    { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى }
    [النجم: 19]. ألقى الشيطان كلمتين: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى. فتكلم بها، ثم مضى فقرأ السورة كلها، ثم سجد في آخر السورة وسجد القوم جميعاً معه، ورضوا بما تكلم به، فلما أمسى أتاه جبريل فعرض عليه السورة، فلما بلغ الكلمتين اللتين ألقى الشيطان عليه قال: ما جئتك بهاتين الكلمتين. فقال رسول الله: - صلى الله عليه وسلم - افتريت على الله وقلت ما لم يقل. فأوحى الله إليه
    { وإن كادوا ليفتنونك }
    [الإسراء: 73] إلى قوله
    { نصيراً }
    [الإسراء: 75] فما زال مغموماً مهموماً من شأن الكلمتين، حتى نزلت { وما أرسلنا من قبلك }. فسري عنه وطابت نفسه.


    وأخرج ابن جرير، عن الضحاك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة أنزل عليه في آلهة العرب، فجعل يتلو اللات والعزى ويكثر ترديدها، فسمعه أهل مكة وهو يذكر آلهتهم، ففرحوا بذلك ودنوا يسمعون، فألقى الشيطان في تلاوته: تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى، فقرأها النبي صلى الله عليه وسلم كذلك، فأنزل الله { وما أرسلنا من قبلك } إلى قوله { حكيم }.

    وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم بسند صحيح، عن أبي العالية قال: قال المشركون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو ذكرت آلهتنا في قولك قعدنا معك، فإنه ليس معك إلا أراذل الناس وضعفاؤهم، فكانوا إذا رأونا عندك تحدث الناس بذلك فأتوك. فقام يصلي فقرأ { والنجم } حتى بلغ { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } تلك الغرانيق العلى وشفاعتهن ترتجى ومثلهن لا ينسى، فلما فرغ من ختم السورة سجد وسجد المسلمون والمشركون. فبلغ الحبشة: ان الناس قد أسلموا، فشق ذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله { وما أرسلنا من قبلك } إلى قوله { عذاب يوم عقيم }.

    وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي العالية قال: نزلت سورة النجم بمكة، فقالت قريش: يا محمد، إنه يجالسك الفقراء والمساكين ويأتيك الناس من أقطار الأرض، فإن ذكرت آلهتنا بخير جالسناك، فقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة { النجم } فلما أتى على هذه الآية
    { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى }
    [النجم: 19] ألقى الشيطان على لسانه: وهي الغرانيق العلى شفاعتهن ترتجى. فلما فرغ من السورة سجد وسجد المسلمون والمشركون، إلا أبا احيحة [ ] سعيد بن العاص؛ فإنه أخذ كفاً من تراب فسجد عليها وقال: قد آن لابن أبي كبشة أن يذكر آلهتنا بخير، فبلغ ذلك المسلمين الذين كانوا بالحبشة: أن قريشاً قد أسلمت، فأرادوا أن يقبلوا واشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه ما ألقى الشيطان على لسانه، فأنزل الله { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي }.

    وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي عند المقام إذ نعس، فألقى الشيطان على لسانه كلمة فتكلم بها، وتعلق بها المشركون عليه فقال { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } فألقى الشيطان على لسانه، ونعس، وإن شفاعتهم لترتجى وإنها لمع الغرانيق العلى، فحفظها المشركون، وأخبرهم الشيطان: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قد قرأها فذلت بها ألسنتهم، فأنزل الله { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي }. فدحر الله الشيطان، ولقن نبيه حجته.

    وأخرج عبد بن حميد، عن مجاهد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قرأ النجم، فألقى الشيطان على فيه أحكم آياته.

    وأخرج عبد بن حميد، عن عكرمة قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم
    { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى }
    [النجم: 19 - 22] فألقى الشيطان على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك إذن في الغرانيق العلى تلك إذن شفاعة ترتجى، ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجزع! فأوحى الله إليه
    { وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً }
    [النجم: 26] ثم أوحى إليه ففرج عنه { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته } إلى قوله { حكيم }.


    وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد ليصلي، فبينما هو يقرأ، إذ قال: { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } فألقى الشيطان على لسانه فقال: تلك الغرانقة العلى وإن شفاعتهن ترتجى، حتى إذا بلغ آخر السورة سجد وسجد أصحابه وسجد المشركون لذكره آلهتهم، فلما رفع رأسه حملوه، فاشتدوا به بين قطري مكة يقولون: نبي بني عبد مناف، حتى إذا جاءه جبريل عرض عليه، فقرأ ذينك الحرفين، فقال جبريل معاذ الله أن أكون أقرأتك هذا! فاشتد عليه فأنزل الله يطيب نفسه { وما أرسلنا من قبلك }.

    وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس { إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته } يقول: إذا حدّث ألقى الشيطان في حديثه.

    وأخرج ابن أبي حاتم، عن الضحاك في قوله { إذا تمنى } يعني بالتمني التلاوة والقراءة { ألقى الشيطان في أمنيته } في تلاوة النبي { فينسخ الله } ينسخ جبريل بأمر الله { ما ألقى الشيطان } على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.


    فجلال الدين السيوطي يصحح قصة الغرانيق.

    للموضوع صلة.

    والسلام.

    تعليق


    • #3
      باسمه تعالى،

      اللهم صل على محمد وآل محمد الأطهار.


      نرفع الموضوع حتى يقف الجميع على عقيدة القوم في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.


      والسلام.

      تعليق


      • #4
        مساكين أهل السنة دوما" متهمون مع أن الرافضة هم الأولى بالاتهام

        يقول شيخ اسلامكم المفيد في رسالته عدم سهو النبي
        فصل على أن الرواية له من طريقي الخاصة والعامة ، كالرواية من الطريقين معا : أن النبي صلى الله عليه وآله سها في صلاة الفجر وكان قد قرأ في الأولة منهما سورة النجم ، حتى انتهى " إلى قوله :
        أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى فألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترتجى ثم تنبه على سهوه فخر ساجدا ، فسجد المسلمون ، وكان سجودهم اقتداءا به .
        وأما المشركون فكان سجودهم سرورا بدخوله معهم في دينهم . قالوا :
        وفي ذلك أنزل الله تعالى : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته يعنون في قراءته ، واستشهدوا على ذلك ببيت من الشعر وهو : تمنى كتاب الله يتلوه قائما وأصبح ظمآنا وقد فاز قاريا

        ويقول صاحب مجمع البيان
        ويجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وآله حين اجتمع إليه القوم ، واقترحوا عليه أن يترك ذكر آلهتهم بالسوء ، أقبل عليهم يعظهم ويدعوهم إلى الله ، فلما انتهى رسول الله إلى ذكر اللات والعزى . قال الشيطان هاتين الكلمتين رافعا بها صوته ، فالقاهما في تلاوته في غمار من القوم وكثرة لغطهم ، فظن الكفار ان ذلك من قول النبي ، فسجدوا عند ذلك

        فالتعب في البحث في كتبنا أنساك أن تبحث في كتبك أولا" يا صديقي الرافضي

        تعليق


        • #5
          باسمه تعالى،

          اللهم صل على محمد وآل محمد الأطهار.

          هل أفهم من كلامك يا ناصبي بأن علمائك يقولون بصحة القصة ؟ الواضح أنك ترى ذلك.

          لكن لا بأس نتناقش في رسالة العلامة المفيد وكذا في تفسير الطبرسي.

          في رسالة العلامة المفيد المسماة " عدم السهو النبي صلى الله عليه واله وسلم "
          تشير إلى دلالة قوية على أن العلامة المفيد يرى بعدم سهو الرسول عليه الصلاة وآله في العبادة والتبليغ ولك النص محل الشاهد بعدها إن شاء الله ننتقل إلى تحرير النزاع.

          " وإذا كان الخبر بأن النبي صلى الله عليه واله سها من أخبار الاحاد التي من عمل عليها كان بالظن عاملا ، حرم الاعتقاد بصحته ، ولم يجز القطع به ، ووجب العدول عنه إلى ما يقتضيه اليقين من كماله ( عليه السلام ) وعصمته ، وحراسة الله تعالى له من الخطأ في عمله ، والتوفيق له فيما قال وعمل به من شريعته ، وفي هذا القدر كفاية في ابطال مذهب من حكم على النبي ( عليه السلام ) بالسهو في صلاته ، وبيان غلطه فيما تعلق به من الشبهات في ضلالته . "

          فالواضح أن العلامة يقول بانعدام السهو لأن هكذا اعتقاد هو مسقط للعصمة سواء في عبادة أم في تبليغ.

          والآن ننتقل إلى محل النزاع:

          يا ناصبي عندما تجد كلمة فصل، عليك أن تعلم بأن العلامة يسوق تصريحات أحد المشايخ ويرد عليها،

          فإيراده لقصة الغرانيق ضمن عنوان فصل ليس قولا بها بل هي إيراد لما يراه الشيخ المنقوض قوله من حجج لإثبات السهو، ثم بعدها ينقضها العلامة المفيد.


          إيراد القصة كانت داخلة في مجموع النقولات التي تفيد بأن الرسول عليه الصلاة وآله وسلم بأنه سهى أو نام عن صلاة الصبح وقد نقضها العلامة المفيد. بل دفعها كما تم إيضاحه أعلاه، بل حتى أنه دفع الحكمة التي استقاها الشيخ للقول بالسهو.

          حيث يرى الشيخ المردود عليه:

          وليكون حجة على الغلاة الذين اتخذوه ربا . وهذا - أيضا - سببا لتعليم الخلق أحكام السهو في جميع ما عددناه من الشريعة كما كان سببا في تعليم الخلق حكم السهو في الصلاة ،وهذا ما لا يذهب إليه مسلم ولا ملي ولا موحد ، ولا يجيزه على التقدير في النبوة ملحد ، وهو لازم لمن حكيت عنه ما حكيت ، فيما أفتى به من سهو النبي عليه السلام ، واعتل به ، ودال على ضعف عقله ، وسوء اختياره ، وفساد تخيله .

          وينبغي أن يكون كل من منع السهو على النبي عليه السلام في جميع ما عددناه من الشرع ، غاليا كما زعم المتهور في مقاله : أن النافي عن النبي عليه السلام السهو غال ، خارج عن حد الاقتصاد . وكفى بمن صار إلى هذا المقال خزيا .


          بخصوص العلامة الطبرسي:

          لم أجد يا ناصبي ما تدعيه ففي تفسيره للآية الكريمة لم يشر لهكذا طرح، فمن أين استقيت الكلام حتى نفضحك في هذه الليالي المباركة، يا أصحاب قصة الغرانيق.

          فلا تكذب على الرجل.

          والسلام.

          تعليق


          • #6
            الأخ المستبصر خادم السجاد انا لم أكن أعلم ان النقاش معك يوصلك لدرجة من الغضب مايعلم بها الا ربنا

            انا اوردت لك استشهاد علمائك بهذه القصة فهي ليست مصححة عندنا نحن فقط بل أن كصير من علمائكم غلاتهم ومعتدليهم يقولون بالقصة والدليل قول المفيد الآتي
            فصل على أن الرواية له من طريقي الخاصة والعامة ، كالرواية من الطريقين معا
            فقل لي بالله عليك من هم الخاصة؟؟

            ثانيا" اذا ذهبت الطبرسي وجدته يقول
            ويجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وآله حين اجتمع إليه القوم ، واقترحوا عليه أن يترك ذكر آلهتهم بالسوء ، أقبل عليهم يعظهم ويدعوهم إلى الله ، فلما انتهى رسول الله إلى ذكر اللات والعزى . قال الشيطان هاتين الكلمتين رافعا بها صوته ، فالقاهما في تلاوته في غمار من القوم وكثرة لغطهم ، فظن الكفار ان ذلك من قول النبي ، فسجدوا عند ذلك
            لاحظ كلمة ويجوز
            لا تنس كلمة ويجوز
            انتبه لكلمة ويجوز

            تعليق


            • #7
              باسمه تعالى،

              اللهم صل على محمد وآل محمد الأطهار.

              أنا لم أغضب بل عاملتك بالمثل.

              يبدو أنك لم تفقه ما قلته لك، إيراد القصة كانت من باب نسف استدلال من يقولون بسهو الرسول عليه الصلاة وآله. والعلامة المفيد قدس سره الشريف نقض هذه الأدلة وردها بالجملة وفق مصاديق أوضحناها في المداخلة السابقة.
              فشبهتك كانت في أن العلامة المفيد قائل بقصة الغرانيق، فأوضحنا لك تهافت هذا الإدعاء.

              كما أن العلامة الطبرسي صاحب التفسير لم أجد له هذا الكلام، فمن أين أخذته ؟

              يا ناصبي.

              والسلام.

              تعليق


              • #8
                الأخ الرافضي الغضبان خادم السجاد تقول
                إيراد القصة كانت من باب نسف استدلال من يقولون بسهو الرسول عليه الصلاة وآله
                وأظنه نسف أو حاول نسف قول علماء الخاصة القائلين بذلك القول ونظرا" لأن أقل الجمع ثلاثة فأعتقد أن القائلين بذلك القول من علماء الخاصة كانوا أكثر من ثلاثة

                بالنسبة لادعائك بعدم وجود قول الطبرسي في مجمعه فهذا يدل على كسلك في البحث فلو انك بحثت جيدا" لوجدت قوله موجود في في الجزء السابع في الصفحة 164

                تفضل هات ماعندك أيها الرافضي المستبصر

                تعليق


                • #9
                  سؤال يا لاندمارك...في توقيعك

                  من هو مولى لعلي بن الحسن عليه السلام

                  ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                  ممكن تقول لي من هو

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة علي بن ناصر
                    سؤال يا لاندمارك...في توقيعك

                    من هو مولى لعلي بن الحسن عليه السلام

                    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                    ممكن تقول لي من هو
                    ماتطلبه خارج عن الموضوع ولكن أبشرك بأنه حتى لو ضعفت الرواية فالتواتر عندكم مشهور بكفرهما رضي الله تعالى عنهما

                    ومرة ثانية رجاء خلك في صلب الموضوع او افتح موضوع آخر لتناقشني في توقيعي

                    تعليق


                    • #11
                      باسمه تعالى،

                      اللهم صل على محمد وآل محمد الأطهار.

                      لماذا تقول عني غضبان ؟ هل بدر من كلامي ما يوحي بالغضب.

                      لاحظ بأنك نسبت القول للعلامة المفيد وأنا أوضحت بأنه لا يعتقد بالسهو مطلقا، فكان حريا بك أن تعتذر عن نسبة الكلام للعلامة المفيد بهذا الخصوص.

                      ثانيا، بخصوص الطبرسي والله أضحكتني عبارة الكسل.

                      هل تريد القول بأن العبارة موجودة في ذيل تفسير الآية الكريمة ؟ لأنني لم ألاحظ هكذا إشارة.
                      هاك النص : " ولما قصَّ الله سبحانه هذه الأقاصيص عقبها سبحانه بأن خاطب المشركين فقال { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى } أي أخبرونا عن هذه الآلهة التي تعبدونها من دون الله وتعبدون معها الملائكة وتزعمون أن الملائكة بنات الله. وقيل: معناه أفرأيتم أيها الزاعمون أن اللات والعزى ومناة بنات الله لأنه كان منهم من يقول إنما نعبد هؤلاء لأنهم بنات الله عن الجبائي. وقيل: إنهم زعموا أن الملائكة بنات الله وصوروا أصنامهم على صورهم وعبدوها من دون الله واشتقوا لها أسما من أسماء الله فقالوا اللات من الله والعزى من العزيز وكان الكسائي يختار الوقف على اللات بالتاء لإتباع المصحف لأنها كتبت بالتاء والعزى تأنيث الأعز وهي بمعنى العزيزة. وقيل: إن اللات صنم كانت ثقيف تعبده والعزى صنم أيضاً عن الحسن وقتادة. وقيل: إنها كانت شجرة سمرة عظيمة لغطفان يعبدونها فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فقطعها وقال:

                      يا عُزَّ كَفْرانَكِ لا سُبْحانَكِ إِنِّـي رَأَيْـتُ اللهَ قَدْ أَهانَكِعن مجاهد وقال قتادة كانت مناة صنماً بقديد بين مكة والمدينة، وقال الضحاك والكلبي كانت لهذيل وخزاعة يعبدها أهل مكة. وقيل: إن اللات والعزى ومناة أصنام من حجارة كانت في الكعبة يعبدونها والثالثة نعت لمناة والأخرى نعت لها أيضاً ومعنى الآية أخبروني عن هذه الأصنام هل ضرت أو نفعت أو فعله ما يوجب أن تعدل بالله فحذف بدلالة الكلام عليه. "


                      فهلا تفضلت مشكورا بإحالتي على موضع العبارة في التفسير، بمعنى تقول لي تجدها في مقام تفسير الآية الكدائية.

                      في الإنتظار.

                      لكنك لم تجبني بعد هل ترى صحة قصة الغرانيق ؟

                      والسلام.



                      تعليق


                      • #12
                        لماذا تقول عني غضبان ؟ هل بدر من كلامي ما يوحي بالغضب.
                        دليل غضبك تجده في مشاركاتك التي ملئتها بكلمة ناصبي فبين كل جملة وأخرى نعتني بالناصبي وما الى ذلك فهذا والله دليل غضبك

                        ثانيا" مازالت على كسلك يا هذا
                        أحلتك الى مكان القول عند الطبرسي وقلت لك الجزء والصفحة وهاك الآن الطبعة علشان يطمئن قلبك المستبصر

                        مجمع البيان في تفسير القرآن لأمين الاسلام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
                        تحقيق: لجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين
                        الطبعة الأولى 1415هجرية
                        المجلدات 10
                        الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت

                        تعليق


                        • #13
                          الوهابي لاند مارك....

                          بحثت طويلا في كتاب مجمع البيان ولم اجد ما تقوله...ان كنت صادقا... ضع لنا رابط الكتاب هنا... والا فانت كاذب اشر

                          تعليق


                          • #14
                            هذه صفحة تفسير آية 19 منم سورة النجم:

                            مَا كَذَب الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَ فَتُمَرُونَهُ عَلى مَا يَرَى (12) وَ لَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِندَ سِدْرَةِ المُْنتَهَى (14) عِندَهَا جَنّةُ المَْأْوَى (15) إِذْ يَغْشى السدْرَةَ مَا يَغْشى (16) مَا زَاغَ الْبَصرُ وَ مَا طغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَتِ رَبِّهِ الْكُبرَى (18) أَ فَرَءَيْتُمُ اللّت وَ الْعُزّى (19) وَ مَنَوةَ الثّالِثَةَ الأُخْرَى (20)


                            القراءة
                            قرأ أبو جعفر و هشام ما كذب بالتشديد و الباقون بالتخفيف و قرأ أهل الكوفة غير عاصم و يعقوب أ فتمرونه بغير ألف و الباقون «أ فتمارونه» و قرأ ابن كثير و الشموني عن الأعمش و أبي بكر و منائة بالمد و الهمزة و الباقون «و مناة» بغير همزة و لا مد و روي عن علي (عليه السلام) و أبي هريرة و أبي الدرداء و زر بن حبيش جنة المأوى بالهاء و عن ابن عباس و مجاهد و اللات بتشديد التاء.
                            الحجة
                            من قرأ كذب بتشديد الذال فمعناه ما كذب قلب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ما رآه بعينه تلك الليلة بل صدقه و حققه و من قرأ بالتخفيف فمعناه ما كذب فؤاده فيما رأى و قال أبو علي كذب فعل يتعدى إلى مفعول بدلالة قوله:

                            كذبتك عينك أم رأيت بواسط غلس الظلام من الرباب خيالا
                            ومعنى كذبتك عينك أرتك ما لا حقيقة له فعلى هذا يكون المعنى لم يكذب فؤاده ما أدركه بصره أي كانت رؤيته صحيحة غير كاذبة و إدراكا على الحقيقة و يشبه أن يكون الذي شدد أراد هذا المعنى و أكده.
                            «أ فتمارونه على ما يرى» أي أ ترومون إزالته عن حقيقة ما أدركه و علمه بمجادلتكم أو أ تجحدونه ما قد علمه و لم يعترض عليه فيه شك فإن معنى قوله «أ فتمارونه» أ تجادلونه جدالا تريدون به دفعه عما علمه و شاهده من الآيات الكبرى و من قرأ أ فتمرونه فمعناه أ فتجحدونه و مناة صنم من حجارة و اللات و العزى كانتا من حجارة أيضا و لعل منائة بالمد لغة و من قرأ جنة المأوى يعني فعله يريد جن عليه فأجنه الله و المأوى و هو الفاعل و المعنى ستره و قال الأخفش أدركه و عن ابن عباس قال كان رجل بسوق عكاظ يلت السويق و السمن عند صخرة فإذا باع السويق و السمن صب على الصخرة ثم يلت فلما مات ذلك الرجل عبدت ثقيف تلك الصخرة إعظاما لذلك الرجل.
                            المعنى
                            ثم بين سبحانه ما رآه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة الأسرى و حقق رؤيته فقال «ما كذب الفؤاد ما رأى» أي لم يكذب فؤاد محمد ما رآه بعينه فقوله «ما رأى» مصدر في موضع نصب لأنه مفعول كذب و المعنى أنه ما أوهمه الفؤاد أنه رأى و لم يربل صدقه الفؤاد رؤيته قال المبرد معنى الآية أنه رأى شيئا فصدق فيه قال ابن عباس رأى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ربه بفؤاده و روي ذلك عن محمد بن الحنفية عن أبيه علي (عليه السلام) و هذا يكون بمعنى العلم أي علمه علما يقينا بما رآه من الآيات الباهرات كقول إبراهيم (عليه السلام) و لكن ليطمئن قلبي و إن كان عالما قبل ذلك و قيل إن الذي رآه هو جبرائيل على صورته التي خلقه الله عليها عن ابن عباس و ابن مسعود و عائشة و قتادة و قيل إن الذي رآه هو ما رآه من ملكوت الله تعالى و أجناس مقدوراته عن الحسن قال و عرج بروح محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى السماء و جسده في الأرض و قال الأكثرون و هو الظاهر من مذهب أصحابنا و المشهور في أخبارهم أن الله تعالى صعد بجسمه إلى السماء حيا سليما حتى رأى ما رأى من ملكوت السماوات بعينه و لم يكن ذلك في المنام و هذا المعنى ذكرناه في سورة بني إسرائيل و الفرق بين الرؤية في اليقظة و بين الرؤية في المنام أن رؤية الشيء في اليقظة هو إدراكه بالبصر على الحقيقة و رؤيته في المنام تصوره بالقلب على توهم الإدراك بحاسة البصر من غير أن يكون كذلك و عن أبي العالية قال سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هل رأيت ربك ليلة المعراج قال رأيت نهرا و رأيت وراء النهر حجابا و رأيت وراء الحجاب نورا لم أر غير ذلك وروي عن أبي ذر و أبي سعيد الخدري أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل عن قوله «ما كذب الفؤاد ما رأى» قال رأيت نورا و روي ذلك عن مجاهد و عكرمة و ذكر الشعبي عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس أنه قال إن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) رأي ربه قال الشعبي و أخبرني مسروق قال سألت عائشة عن ذلك فقالت إنك لتقول قولا إنه ليقف شعري منه قال مسروق قلت رويدا يا أم المؤمنين و قرأت عليها و النجم إذا هوى حتى انتهيت إلى قوله قاب قوسين أو أدنى فقالت رويدا أنى يذهب بك إنما رأى جبرائيل في صورة من حدثك أن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى ربه فقد كذب و الله تعالى يقول «لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و من حدثك أن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلم الحس من الغيب فقد كذب و الله تعالى يقول إن الله عنده علم الساعة إلى آخره و من حدثك أن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) كتم شيئا من الوحي فقد كذب و الله تعالى يقول بلغ ما أنزل إليك من ربك و لقد بين الله سبحانه ما رآه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بيانا شافيا فقال «لقد رأى من آيات ربه الكبرى» «أ فتمارونه» أي أ فنجادلونه «على ما يرى» و ذلك أنهم جادلوه حين أسري به فقالوا له صف لنا بيت المقدس و أخبرنا عن عيرنا في طريق الشام و غير ذلك مما جادلوه به و من قرأ أ فتمرونه فالمعنى أ فتجحدونه يقال مريت الرجل حقه إذا جحدته و قيل معناه أ فتدفعونه عما يرى و على في موضع عن عن المبرد و المعنيان متقاربان لأن كل مجادل جاحد «و لقد رآه نزلة أخرى» أي رأى جبرائيل في صورته التي خلق عليها نازلا من السماء نزلة أخرى و ذلك أنه رآه مرتين في صورته على ما مر ذكره «عند سدرة المنتهى» أي رآه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و هو عند سدرة المنتهى و هي شجرة عن يمين العرش فوق السماء السابعة انتهى إليها علم كل ملك عن الكلبي و مقاتل و قيل إليها ينتهي ما يعرج إلى السماء و ما يهبط من فوقها من أمر الله عن ابن مسعود و الضحاك و قيل إليها تنتهي أرواح الشهداء و قيل إليها ينتهي ما يهبط به من فوقها و يقبض منها و إليها ينتهي ما يعرج من الأرواح و يقبض منها و المنتهى موضع الانتهاء و هذه الشجرة حيث انتهى إليه الملائكة فأضيفت إليه و قيل هي شجرة طوبى عن مقاتل و السدرة هي شجرة النبوة «عندها جنة المأوى» أي عند سدرة المنتهى جنة المقام و هي جنة الخلد و هي في السماء السابعة و قيل في السماء السادسة و قيل هي الجنة التي كان آوى إليها آدم و تصير إليها أرواح الشهداء عن الجبائي و قتادة و قيل هي التي يصير إليها أهل الجنة عن الحسن و قيل هي التي يأوي إليها جبرائيل و الملائكة عن عطا عن ابن عباس «إذ يغشى السدرة ما يغشى» قيل يغشاها الملائكة أمثال الغربان حين يقعن على الشجر عن الحسن و مقاتل و روي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال رأيت على كل ورقة من أوراقها ملكا قائما يسبح الله تعالى و قيل يغشاها من النور و البهاء و الحسن و الصفاء الذي يروق الأبصار ما ليس لوصفه منتهى عن الحسن و قيل يغشاها فراش من ذهب عن ابن عباس و مجاهد و كأنها ملائكة على صورة الفراش يعبدون الله تعالى و المعنى أنه رأى جبرائيل (عليه السلام) على ما صورته في الحال التي يغشى فيها السدرة من أمر الله و من العجائب المنبهة على كمال قدرة الله تعالى ما يغشاها و إنما أبهم الأمر فيما يغشى لتعظيم ذلك و تفخيمه كما قال «فأوحى إلى عبده ما أوحى» و قوله «ما يغشى» أبلغ لفظ في هذا المعنى «ما زاغ البصر و ما طغى» أي ما زاغ بصر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) و لم يمل يمينا و لا شمالا و ما طغى أي ما جاوز القصد و لا الحد الذي حدد له و هذا وصف أدبه صلوات الله عليه و آله في ذلك المقام إذا لم يلتفت جانبا و لم يمل بصره و لم يمده أمامه إلى حيث ينتهي «لقد رأى من آيات ربه الكبرى» و هي الآيات العظام التي رآها تلك الليلة مثل سدرة المنتهى و صورة جبرائيل (عليه السلام) و رؤيته و له ستمائة جناح قد سد الأفق بأجنحته عن مقاتل و ابن زيد و الجبائي و من للتبعيض أي رأى بعض آيات ربه و قيل إنه رأى رفرفا أخضر من رفارف الجنة قد سد الأفق عن ابن مسعود و قيل إنه قد رأى ربع بقلبه عن ابن عباس فعلى هذا فيمكن أن يكون المراد أنه رأى من الآيات ما ازداد به يقينا إلى يقينه و الكبرى تأنيث الأكبر و هو الذي يصغر مقدار غيره عنده في معنى صفته و لما قص الله سبحانه هذه الأقاصيص عقبها سبحانه بأن خاطب المشركين فقال «أ فرأيتم اللات و العزى و مناة الثالثة الأخرى» أي أخبرونا عن هذه الآلهة التي تعبدونها من دون الله و تعبدون معها الملائكة و تزعمون أن الملائكة بنات الله و قيل معناه أ فرأيتم أيها الزاعمون أن اللات و العزى و مناة بنات الله لأنه كان منهم من يقول إنما نعبد هؤلاء لأنهم بنات الله عن الجبائي و قيل إنهم زعموا أن الملائكة بنات الله و صوروا أصنامهم على صورهم و عبدوها من دون الله و اشتقوا لها أسماء من أسماء الله فقالوا اللات من الله و العزى من العزيز و كان الكسائي يختار الوقف على «اللات» بالتاء لاتباع المصحف لأنها كتبت بالتاء و العزى تأنيث الأعز و هي بمعنى العزيزة و قيل إن اللات صنم كانت ثقيف تعبده و العزى صنم أيضا عن الحسن و قتادة و قيل إنها كانت شجرة سمرة عظيمة لغطفان يعبدونها فبعث إليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خالد بن الوليد فقطعها و قال:

                            يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك
                            عن مجاهد و قال قتادة كانت مناة صنما بقديد بين مكة و المدينة و قال الضحاك و الكلبي كانت لهذيل و خزاعة يعبدها أهل مكة و قيل إن اللات و العزى و مناة أصنام من حجارة كانت في الكعبة يعبدونها و الثالثة نعت لمناة و الأخرى نعت لها أيضا و معنى الآية أخبروني عن هذه الأصنام هل ضرت أو نفعت أو فعلت ما يوجب أن تعدل بالله فحذف لدلالة الكلام عليه.

                            تعليق


                            • #15
                              الصفحة التالية:

                              أَ لَكُمُ الذّكَرُ وَ لَهُ الأُنثى (21) تِلْك إِذاً قِسمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِىَ إِلا أَسمَاءٌ سمّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَ ءَابَاؤُكم مّا أَنزَلَ اللّهُ بهَا مِن سلْطنٍ إِن يَتّبِعُونَ إِلا الظنّ وَ مَا تَهْوَى الأَنفُس وَ لَقَدْ جَاءَهُم مِّن رّبهِمُ الهُْدَى (23) أَمْ لِلانسنِ مَا تَمَنى (24) فَللّهِ الاَخِرَةُ وَ الأُولى (25) وَ كم مِّن مّلَكٍ فى السمَوَتِ لا تُغْنى شفَعَتهُمْ شيْئاً إِلا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللّهُ لِمَن يَشاءُ وَ يَرْضى (26) إِنّ الّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالاَخِرَةِ لَيُسمّونَ المَْلَئكَةَ تَسمِيَةَ الأُنثى (27) وَ مَا لهَُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتّبِعُونَ إِلا الظنّ وَ إِنّ الظنّ لا يُغْنى مِنَ الحَْقِّ شيْئاً (28) فَأَعْرِض عَن مّن تَوَلى عَن ذِكْرِنَا وَ لَمْ يُرِدْ إِلا الْحَيَوةَ الدّنْيَا (29) ذَلِك مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنّ رَبّك هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضلّ عَن سبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30)


                              القراءة
                              قرأ ابن كثير غير ابن فليح ضئزى بالهمز و الباقون بغير همز.
                              الحجة
                              قال أبو علي قوله «تلك إذا قسمة ضيزى» أي ما نسبتموه إلى الله سبحانه من اتخاذ البنات قسمة جائرة و قولهم قسمة ضيزى و مشية حيكى حمله النحويون على أنه في الأصل فعلى بالضم و إن كان اللفظ على فعلى كما أن البيوت و العصي في الأصل فعول و إن كانت الفاء مكسورة و إنما حملوها على أنها فعلى لأنهم لم يجدوا شيئا من الصفات على فعلى كما وجدوا الفعلى و الفعلى و قال أبو عبيدة ضزته حقه و ضزته أضوزه أي نقصته و منعته فمن جعل العين منه واوا فالقياس أن يقول ضوزى و قد حكي ذلك فأما من جعله ياء من قولك ضزته فكان القياس أيضا أن يقول ضوزى و لا يحتفل بانقلاب الياء إلى الواو لأن ذلك إنما ذكره في بيض و عين جمع بيضاء و عيناء لقربه من الطرف و قد بعد من الطرف هاهنا بحرف التأنيث و ليست هذه العلامة في تقدير الانفصال كالتاء فكان القياس أن لا يحفل بانقلابها إلى الواو.
                              المعنى
                              ثم قال سبحانه منكرا على كفار قريش قولهم الملائكة بنات الله و الأصنام كذلك «أ لكم الذكر و له الأنثى» أي كيف يكون ذلك كذلك و أنتم لو خيرتم لاخترتم الذكر على الأنثى فكيف أضفتم إليه تعالى ما لا ترضونه لأنفسكم «تلك إذا قسمة ضيزى» أي جائرة غير معتدلة بمعنى أن القسمة التي قسمتم من نسبة الإناث إلى الله تعالى و إيثاركم بالبنين قسمة غير عادلة «إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم و آباؤكم» أي ليس تسميتكم لهذه الأصنام بأنها آلهة و أنها بنات الله إلا أسامي لا معاني تحتها لأنه لا ضر عندها و لا نفع فهي تسميات ألقيت على جمادات «ما أنزل الله بها من سلطان» أي لم ينزل الله كتابا لكم فيه حجة بما تقولونه عن مقاتل ثم رجع إلى الأخبار عنهم بعد المخاطبة فقال «إن يتبعون إلا الظن» الذي ليس بعلم «و ما تهوى الأنفس» أي و ما تميل إليه نفوسهم «و لقد جاءهم من ربهم الهدى» أي البيان و الرشاد بالكتاب و الرسول عجب سبحانه من حالهم حيث لم يتركوا عبادتها مع وضوح البيان ثم أنكر عليهم تمنيهم شفاعة الأوثان فقال لهم «أم للإنسان» أي للكافر «ما تمنى» من شفاعة الأصنام «فلله الآخرة و الأولى» فلا يملك فيهما أحد شيئا إلا بإذنه و قيل معناه بل للإنسان ما تمنى من غير جزاء لا ليس الأمر كذلك لأن لله الآخرة و الأولى يعطي منهما من يشاء و يمنع من يشاء و قيل معناه ليس للإنسان ما تمنى من نعيم الدنيا و الآخرة بل يفعله الله تعالى بحسب المصلحة و يعطي الآخرة للمؤمنين دون الكافرين عن الجبائي و هذا هو الوجه الأوجه لأنه أعم فيدخل تحته الجميع ثم أكد ذلك بقوله «و كم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا» جمع الكناية لأن المراد بقوله «و كم من ملك» الكثرة «إلا من بعد أن يأذن الله» لهم في الشفاعة «لمن يشاء و يرضى» لهم أن يشفعوا فيه أي من أهل الإيمان و التوحيد قال ابن عباس يريد لا تشفع الملائكة إلا لمن رضي الله عنه كما قال و لا يشفعون إلا لمن ارتضى ثم ذم سبحانه مقالتهم فقال «إن الذين لا يؤمنون بالآخرة» أي لا يصدقون بالبعث و الثواب و العقاب «ليسمون الملائكة تسمية الأنثى» حين زعموا أنهم بنات الله «و ما لهم به» أي بذلك التسمية «من علم» أي ما يستيقنون أنهم إناث و ليسوا عالمين «إن يتبعون إلا الظن» الذي يجوز أن يخطىء و يصيب في قولهم ذلك
                              «و إن الظن لا يغني من الحق شيئا» الحق هنا معناه العلم أي الظن لا يغني عن العلم شيئا و لا يقوم مقام العلم ثم خاطب نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال «فأعرض» يا محمد «عن من تولى عن ذكرنا» و لم يقر بتوحيدنا «و لم يرد إلا الحياة الدنيا» فمال إلى الدنيا و منافعها أي لا تقابلهم على أفعالهم و احتملهم و لا تدع مع هذا وعظهم و دعاءهم إلى الحق «ذلك مبلغهم من العلم» أي الإعراض عن التدبر في أمور الآخرة و صرف الهمة إلى التمتع باللذات العاجلة منتهى علمهم و هو مبلغ خسيس لا يرضى به لنفسه عاقل لأنه من طباع البهائم أن يأكل في الحال و لا ينتظر العواقب و في الدعاء اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا «إن ربك» يا محمد «هو أعلم» منك و من جميع الخلق «بمن ضل عن سبيله» أي بمن جار و عدل عن سبيل الحق الذي هو سبيله «و هو أعلم بمن اهتدى» إليها فيجازي كلا منهم على حسب أعمالهم.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X