بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان سوق طرح الألغاز حاراً جداً ، فقد كان يجلس اعضاء دولة هارون- الذين كان اكثرهم من أقربائه- يتبادلون بينهم طرح الالغاز بدلاً عن حل مشاكل المجتمع ويحصلون على الجواب فيما بينهم .
وذات يوم كان هارون في زورقه المصنوع على شكل الوزة وقد أخذ منه الغرور مأخذه ، فأمر باحضار بهلول ، ونزل بعض الخدم إلى الماء في زورق صغير ليأتوا ببهلول.
وعندما احضروا بهلولاً بين يدي هارون، سأله هارون قائلاً :
(( هل تستطيع ان تجيب عن هذا اللغز ؟ )).
قال بهلول : (( لو استطعت اجبتك )).
ضحك هارون بصوت عال ، وقال : (( إن أجبت عن هذا اللغز أعطيناك مئة دينار ذهبي ، وإن عجزت عن ذلك امرنا بإلقائك في ماء دجلة الهائج )).
لم يفقد بهلول سكينته ووقاره المعتادين ، وقال : (( لا حاجة لي بذهبك ، لكني اشترط عليك أني إن اجبتك عن هذا اللغز كان عليك اطلاق سراح مئة من السجناء ممن احب ، وان لم اجبك فأنا مستعد للإغراق في دجلة )).
كان يعتقد هارون أن بهلولاً عاجز عن الجواب ، لأنه سأل ذلك من كثيرين فلم يسمع منهم جواباً سوى السكوت ، لذا وافق على شروط بهلول بدون أي قلق ، ثم قال
- هارون - : (( لو كان عندنا خروف وذئب وعلف ، وأردنا نقلها واحدة من هذه الجهة من الماء إلى الجهة المقابلة ، كيف نصنع ، بحيث لا يأكل الذئب الخروف ولا الخروف يأكل العلف ؟ )).
قال بهلول : (( جواب ذلك عندي )).
تصور هارون بادئ الأمر أن بهلولاً يتكلم اعتبا طاً ، فقطع كلام بهلول وقال : (( قل ، بسرعة ماذا نصنع ؟ )).
قال بهلول : (( ننقل الخروف إلى تلك الجهة اولاً ، ثم ننقل العلف ونرجع بالخروف إلى مكانه الاول ، ثم ننقل الذئب إلى تلك الجهة ، ثم الخروف )).
قفز هارون من مكانه وجلس على ركبتيه ، وصاح : (( احسنت ، احسنت )).
انتظر بهلول حتى هدأ هارون ثم قال له : (( الآن أوف لي بوعدك )).
قال هارون : (( اكتب أسماء الذين تريد اطلاق سراحهم ))
فلما كتبهم ، عرف هارون أنهم من شيعة موسى بن جعفر عليه السلام ، فكيف يمكنه الموافقة على اطلاق سراح اعدائه الذين كانوا يجاهدونه بأنفسهم ، فإن اطلق سراحهم ماذا يمكن أن يخلقوا له من مشاكل ...؟!.
أخلف هارون وعلى عادته ما وعد به بهلول ، وقال : (( كلا ، كلا ، لا يمكن ذلك أبداً )).
قال بهلول : (( انك وعدتني بذلك )).
قبط هارون وجهه وقال بلهجة فيها غضب : (( إن أصررت على ذلك أكثر ألقيت بك معهن في السجن )).
لم يرتض بهلول ان يرجع خالي اليدين إلى الساحل ، فقد تمكن بعد اصرار شديد من اقناع هارون با طلاق سراح عشرة من الشيعة الذين كانوا في أسر هارون .
{ قصص بهلول تأليف : رضا الشيرازي ص:71 }
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان سوق طرح الألغاز حاراً جداً ، فقد كان يجلس اعضاء دولة هارون- الذين كان اكثرهم من أقربائه- يتبادلون بينهم طرح الالغاز بدلاً عن حل مشاكل المجتمع ويحصلون على الجواب فيما بينهم .
وذات يوم كان هارون في زورقه المصنوع على شكل الوزة وقد أخذ منه الغرور مأخذه ، فأمر باحضار بهلول ، ونزل بعض الخدم إلى الماء في زورق صغير ليأتوا ببهلول.
وعندما احضروا بهلولاً بين يدي هارون، سأله هارون قائلاً :
(( هل تستطيع ان تجيب عن هذا اللغز ؟ )).
قال بهلول : (( لو استطعت اجبتك )).
ضحك هارون بصوت عال ، وقال : (( إن أجبت عن هذا اللغز أعطيناك مئة دينار ذهبي ، وإن عجزت عن ذلك امرنا بإلقائك في ماء دجلة الهائج )).
لم يفقد بهلول سكينته ووقاره المعتادين ، وقال : (( لا حاجة لي بذهبك ، لكني اشترط عليك أني إن اجبتك عن هذا اللغز كان عليك اطلاق سراح مئة من السجناء ممن احب ، وان لم اجبك فأنا مستعد للإغراق في دجلة )).
كان يعتقد هارون أن بهلولاً عاجز عن الجواب ، لأنه سأل ذلك من كثيرين فلم يسمع منهم جواباً سوى السكوت ، لذا وافق على شروط بهلول بدون أي قلق ، ثم قال
- هارون - : (( لو كان عندنا خروف وذئب وعلف ، وأردنا نقلها واحدة من هذه الجهة من الماء إلى الجهة المقابلة ، كيف نصنع ، بحيث لا يأكل الذئب الخروف ولا الخروف يأكل العلف ؟ )).
قال بهلول : (( جواب ذلك عندي )).
تصور هارون بادئ الأمر أن بهلولاً يتكلم اعتبا طاً ، فقطع كلام بهلول وقال : (( قل ، بسرعة ماذا نصنع ؟ )).
قال بهلول : (( ننقل الخروف إلى تلك الجهة اولاً ، ثم ننقل العلف ونرجع بالخروف إلى مكانه الاول ، ثم ننقل الذئب إلى تلك الجهة ، ثم الخروف )).
قفز هارون من مكانه وجلس على ركبتيه ، وصاح : (( احسنت ، احسنت )).
انتظر بهلول حتى هدأ هارون ثم قال له : (( الآن أوف لي بوعدك )).
قال هارون : (( اكتب أسماء الذين تريد اطلاق سراحهم ))
فلما كتبهم ، عرف هارون أنهم من شيعة موسى بن جعفر عليه السلام ، فكيف يمكنه الموافقة على اطلاق سراح اعدائه الذين كانوا يجاهدونه بأنفسهم ، فإن اطلق سراحهم ماذا يمكن أن يخلقوا له من مشاكل ...؟!.
أخلف هارون وعلى عادته ما وعد به بهلول ، وقال : (( كلا ، كلا ، لا يمكن ذلك أبداً )).
قال بهلول : (( انك وعدتني بذلك )).
قبط هارون وجهه وقال بلهجة فيها غضب : (( إن أصررت على ذلك أكثر ألقيت بك معهن في السجن )).
لم يرتض بهلول ان يرجع خالي اليدين إلى الساحل ، فقد تمكن بعد اصرار شديد من اقناع هارون با طلاق سراح عشرة من الشيعة الذين كانوا في أسر هارون .
{ قصص بهلول تأليف : رضا الشيرازي ص:71 }
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.