بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وعجل فرجهم وهلك أعدائهم يا الله 00
قصة أعجب
قبل 15 عاماً سمعت من جمع من علماء قم والنجف الأشرف أن رجلاً في السبعين من عمره واسمه "كربلائي محمد كاظم كريمي الساروقي" كان أمياً فأصبح حافظاً للقرآن بشكل عجيب كالآتي:
ذهب "الساروقي"عصر يوم الخميس لزيارة أحد أولاد أهل بيت النبي (ص) المدفونين في منطقته، وعند دخوله يرى سيدين جليلين في المقام يطلبان منه أن يقرأ الآيات المنقوشة على أطراف المقام.
فيقول لهما: سادتي إني أمي ولا أستطيع قراءة القرآن.
فقالوا له: بل تستطيع ذلك.
بعد سماع هذا الكلام أصابه حالة إغماء وغاب عن وعيه وسقط في مكانه وبقي هكذا حتى عصر اليوم الثاني عندما حضر أهالي القرية لزيارة المقام وجدوه مطروحاً، فعملوا على إيقاظه، وعندما استيقظ ووقف نظر إلى الآيات المنقوشة حول المقام فوجد أنها آيات سورة الجمعة وقرأها، ثم علم فيما بعد أنه أصبح حافظا للقرآن، وكان كلما طلب منه قراءة أيّة سورة من القرآن كان يقرأها عن ظهر الغيب وبشكل صحيح.
***
وسمعت من حفيد الميرزا الشيرازي قوله: لقد امتحنته عدة مرات وكنت كلما سألته عن آية كان يجيبني فوراً من أيّة سورة هي، وأعجب من ذلك أنه كان يستطيع قراءة أيّة سورة شاء عكس ترتيبها أي من نهايتها إلى أولها.
وقال أيضاً: كان كتاب تفسير الصافي في يدي ففتحته وقلت له: هذا قرآن فاقرأ فيه.
أخذ الكتاب ونظر فيه وقال هذه الصفحة ليست كلها من القرآن، ووضع يده على مقاطع الآيات القرآنية وقال هذا السطر من القرآن ونصف ذلك السطر من القرآن وهكذا وما تبقى ليس من القرآن.
فقلت له: كيف تقول ذلك وأنت أمي لا تعرف القراءة العربية ولا الفارسية.
قال: كلام الله نور، فهذه الأقسام نورانية والأقسام الأخرى مظلمة (نسبة إلى نور القرآن).
وقد التقيت بعدة علماء آخرين جميعهم قال أنه امتحنه وأنهم استيقنوا من أن أمره خارق للعادة وأنه أفيض عليه بذلك من مبدء الفيض جل وعلا.
وفي مجلة نور العلم السنوية لعام 1957 في الصفحة 223 نشرت صورة "الساروقي" المذكور مع مقالة بعنوان "نموذج من الاشراقات الربانية" وذكرت في المقالة شهادات لكبار العلماء يؤكدون فيها أن أمره خارق للعادة إلى أن تقول المقالة: من مجموع الشهادات هذه فإن موهبة حفظه للقرآن تثبت بدليلين:
أ- كونه أميّاً وهذا ما شهد به جميع أهالي القرية، ولم يشهد أحد منهم خلاف ذلك، حيث قام كاتب المقال باستجواب أهل قريته الساكنين في مدينة طهران، وكذلك فإن خبر أميته ذكر في جميع الصحف المتداولة دون أن يكذبه أحد.
ب-بعض خصوصيات حفظه للقرآن الخارجة عن مستوى الدراسة والتحصيل وهي:
1. كلما ذكرت أمامه كلمة عربية أو غير عربية يجيب فوراً أنها من القرآن أو ليست منه.
2. كلما سئل عن أيّة كلمة قرآنية يجيب فوراً من أيّة سورة هي ومن أي جزء من القرآن هي.
3. كلما ذكرت أمامه كلمة قرآنية موجودة في عدة أماكن من القرآن كان يعدد أماكن وجودها ويكمل ما بعدها بشكل فوري ودون أي تفكير أو تردد.
4. كلما ذكرت أمامه آية أو كلمة و حركة خاطئة أو زيادة أو نقصان كان يلتفت مباشرة ويخبر بذلك.
5. كلما ذكرت أمامه عدة كلمات من عدة سور كان يبين مكان أيّة كلمة دون أي خطأ.
6. كان يشير إلى مكان أية كلمة أو آية تطلب منه في أي قرآن يقدم إليه.
7. كلما عرضت عليه صفحة من الكتابة العربية أو غير العربية وقد جاء فيها ذكر لآية وكان خطها مطابقاً لخط باقي الكلمات كان يميز الآية من باقي كلمات الصفحة، وهذا الأمر صعب حتى على أهل العلم والفضيلة.
هذه الخصوصيات لا يمكن لأشد الناس ذاكرة أن يجمعها لكتيب يتألف من عشرين صفحة، فكيف ذلك مع 6666 آية قرآنية؟
وبعد نقل المجلة لشهادات جمع من العلماء كتبت تقول: إن الموهبة القرآنية "للكربلائي" تعد أمراً عجيباً بالنسبة للناس الذين أطَّروا فكرهم اللامحدود بإطار الماديات المحدودة وأنكروا ما وراء الطبيعة، وكان ما حصل له سبباً في هداية العديد من الضالين، لكن هذا الأمر رغم أهميته لا يعد في نظر أهل التوحيد سوى إشعاع صغير من أشعة الفيض الإلهي اللامتناهي، ومن أقل مظاهر قدرة الحق تبارك وتعالى، وما ظهر مكرراً على أيدي الأنبياء والسفراء مما سجله التاريخ من الأمور الخارقة للعادة، بل ما يظهر في عصرنا الحاضر أيضا من أصحاب الكرامات التي تظهر منهم بسبب ارتباطهم وتعلقهم بالله سبحانه مُبدئ كل شيء هي أمور أهم وتعادل أضعاف ما حدث لحافظ القرآن هذا.
الحقيقة التي لابد لي من ذكرها في ختام هذه المقالة هي أنه نتيجة لانتشار خبر حافظ القرآن هذا واطلاع أهالي طهران على قصته، سمعت عدة متدينين في السوق أنه قبل عدة سنوات كان هناك رجل أعمى يسمى "بالحاج عبود" وكان يتردد على مسجد "عزيز الله" بسوق طهران المركزية، وكان حافظاً للقرآن بنفس خصوصيات "الكربلائي الساروقي" وكان رغم عماه يدل على مكان وجود الآيات القرآنية، وكان يستخير للناس بالقرآن.
قالوا: أنه في إحدى الأيام قدم له قاموس لغة فرنسي بحجم القرآن ليستخير به، فرماه فوراً وثارت عصبيته وقال لي: ليس بقرآن.
وفي مجلس كان يحضره حافظ القرآن أيّد أستاذ الجامعة "ابن الدين" خصوصيات الحاج عبود.
وقال: الرجل المذكور التقيته في منزل "الشيخ مصباح" في قم وبحضور آية الله "الشيخ عبدالكريم الحائري" وامتحنته.
هذه الأمور هي من آثار قدرة الباري عز وجل يظهرها في بعض الأحيان من أجل إرشاد الناس وإتمام الحجة الظاهرة عليهم ]... ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم [وكتب العالم المحترم "الشيخ صدر الدين المحلاتي" مقالة في العدد 1847 من صحيفة "باريس" في شيراز عام 1957 هذه القصة بعد تعليقه عليها وفيما يلي أنقل لكم مقتطفات منها:
هذا الرجل المسمى "بالكربلائي محمد كاظم كريمي الساروقي" عمره سبعون عاماً تقريباً وأبوه اسمه عبدالواحد، ويعمل راعياً، وكان أمياً ومن العامة ولا يستطيع القراءة ولا الكتابة لكنه أصبح حافظاً للقرآن في حادثة عجيبة أنقلها لكم تباعاً، ومطلعاً على إعرابه وبنائه بشكل تام، هذا الشخص يعرف عدد آيات جميع سور القرآن، والعجيب أنه ما أن يقرأ آية تكرر ذكرها في القرآن حتى يخبر دون تفكير أو تردد عدد تكرارها في أيّة سورة وأماكنها في السورة، والأعجب من ذلك أنه إذا طلب منه البحث عن آية ما فإنه يجدها فوراً في أي قرآن وأيّة طبعة قدمت إليه ويشير إليها.
هذا الرجل لعدم تظاهره وإظهاره لأمره لم يكن يطلع عليه الكثيرون وكان مجهولاً عنه ذلك ومشغولاً بالرعي لكن "آية الله زاده المازندراني" والد البروفسور "دانا الحائري" اطلع على أمره وعندما علم أنه قدم إلى قم للمعالجة من مرض، قام بدعوته إلى طهران بحجة تقديمه لطبيبه لمساعدته.
وكان مجلس "آية الله زاده المازندراني" ينعقد أيام الجمعة حتى الظهر ويحضره جمع غفير من أصدقائه ومريديه من طبقات مختلفة، فأحضر "الساروقي" إلى مجلسه ويتحدث عن الفن والموهبة الإلهية التي منَّ بها الله على "الكربلائي الساروقي" فيختبره جمع منهم ويقدمون له قرائين بطبعات مختلفة بل وحتى قرائين خطية صغيرة وكبيرة وقرائين الجيب ويشرع "الكربلائي" بقراءة آيات مختلفة من سور مختلفة في قرائين مختلفة، ويسألونه عدة أسئلة للاختبار كأن يسألوه "لعلكم تفلحون" في أيّة سورة وفي أيّة آية؟
وكان يجيبهم دون تفكير أو تردد أنها في آخر الآيات الفلانية وعدد تكرارها، وكان بعض الحاضرين يتعمّد التغيير في إعراب وبناء الآيات فكان يصحح لهم، وأيّة آية سئل عنها يستخرجها من أي قرآن يقدم له دون أي تردد.
في ذلك اليوم حتى الأشخاص الذين كانوا ينكرون الأمور الخارقة للعادة والطبيعة امتحنوه بعدة أساليب وعجبوا من أمره.
وقد امتحنته أنا بمختلف أنواع وأقسام الامتحانات والاختبارات، فقرأت له الآيات خطأ وكان يعترض ويصحح، سألته عن تعداد الجمل المكررة في السور وأجابني على الفور، أحضرت له عدة قرائين بطبعات مختلفة وسألته عن آيات في أواسط وأوائل وأواخر القرآن وكان يفتح عليها مباشرة ويدل عليها حتى كان لي عبرة، فأخذته إلى المصور وصورته، وعرضته على عدة أشخاص ليختبروه وتحيروا مما وجدوا فيه. حيث أنه وإن وجد الكثيرون من حفاظ القرآن الكريم لكنهم ليسوا بهذا النحو دون تفكير وتأمل يخبرون بترتيب الآية وفي أيّة سورة وعدد تكرارها في السور، والعثور فوراً على أيّة آية أرادوا، وكل ذلك رجل عامي أمي.
كيف حصل على هذه الموهبة:
عندما رأيت وضعه هذا ورأيت أنه غير ملتفت لأهمية الموهبة التي منَّ الله بها عليه، ولعله لأنه أمي كان يعتقد أن كل من يقرأ القرآن مثله، لذا طلبت منه أن يروي لي قصته فقال لي: قبل عدة سنوات كنت في القرية التي أرعى فيها سمعت واعظاً يقول في موعظته أن الصلاة في ملك الشخص الذي لا يؤدي الزكاة باطلة، تأثرت من كلامه لأني كنت أعلم أن صاحب القرية التي أرعى فيها لا يدفع الزكاة، لذا قلت لوالدي لا يمكنني البقاء هنا لأني أصلي وكل صلاتي باطلة ولابد لي من مغادرة هذه القرية.
وأصر علي والدي بالبقاء وقال لي من أين تعلم أنه لا يدفع الزكاة، لكنني كنت قاطعاً وعالماً بان صاحب الملك لا يعتني بدفع الزكاة فلم أعتنِ بإصرار والدي، فغادرت القرية مكرهاً ومجبراً ورضيت بالعمل في الطريق بين قم وآراك لتأمين معيشتي، وكنت أتقاضى يومياً "30 شاهياً" بدل أجوري وأعيش بهذا المبلغ، قضيت ثلاثة أعوام على هذا الحال.
وفي أحد الأيام أرسل إليّ مالك القرية التي كنت فيها شخصاً وقال أنه أصبح يدفع الزكاة فعد للعمل في أملاكه، وإذا كنت لا تريد العمل عنده في الرعي أعطاك أرضاً تزرعها لنفسك. فتحققت من دفعه للزكاة وعدت إلى ملكه، فأعطاني أرضاً وبذراً وحملاً من القمح، فبذرت ثلث القمح وتركت ثلثاً لطعامي ووزعت الثلث الآخر على فقراء القرية وأرحامي.
بارك الله لي في زراعتي وأنتجت 10 أحمال من القمح وفعلت كما في السابق قسم للزراعة وقسم لي والباقي وزعته على فقراء القرية.
وفي أحد الأيام كنت قد حصدت السنابل وجمعتها لأذروها فخرجت من المنزل إلى المزرعة ولكن كان الهواء ساكناً ولم أستطع ذرو القمح لاستخلاصه فعدت بيد خالية إلى المنزل وفي الطريق التقيت بأحد الفقراء الذي كان ينال سهماً من محصولي سنوياً وقال لي: ليس عندنا لهذه الليلة قمح وزوجتي وابني ليس عندهم خبز ليأكلانه. فخجلت أن أقول له ما وقع لي اليوم وقلت له: على عيني، وعدت إلى محصولي لكن دون جدوى فالهواء ساكن فاضطررت أن أفصل حبوب القمح عن سنابلها بيدي وأذروها في الهواء وبعد مشقة استطعت تأمين مقدار من القمح أخذته إلى بيت ذلك الشخص وأعطيته إياه، وبما أني كنت متعباً في الساحة المقابلة لمقام قبرين من أولاد أهل بيت الرسول (ص) اسمهما باقر وجعفر.
فناداني أحد هذين السيدين أن: يا كربلائي محمد كاظم ماذا تفعل هنا؟.
قلت: متعب وأطلب الراحة.
قال: تعال لنقرأ الفاتحة.
قبلت بذلك وسرت خلفهما إلى داخل المقام فشرعوا بقراءة بعض الأمور التي لم أفهمها وأنا واقف خلفهما وساكت.
فقال لي أحدهما: لم لا تقرأ يا كربلائي؟
قلت: سيدي إنني أميّ ولا أستطيع قراءة شيء.
وبقيت استمع وهم يقرءون الفاتحة على القبر الأول، ثم توجهوا إلى القبر الثاني وأنا خلفهما، فشرعوا بقراءة شيء لم أفهمه، وفي هذه الأثناء وقع نظري على سقف المقام فرأيت في أطراف المقام نقوشاً وكتابات لم يكن لها أثر من قبل فتحيرت، فتقدم إليّ أحد السيدين وقال لي: لم لا تقرأ؟
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وعجل فرجهم وهلك أعدائهم يا الله 00
قصة أعجب
قبل 15 عاماً سمعت من جمع من علماء قم والنجف الأشرف أن رجلاً في السبعين من عمره واسمه "كربلائي محمد كاظم كريمي الساروقي" كان أمياً فأصبح حافظاً للقرآن بشكل عجيب كالآتي:
ذهب "الساروقي"عصر يوم الخميس لزيارة أحد أولاد أهل بيت النبي (ص) المدفونين في منطقته، وعند دخوله يرى سيدين جليلين في المقام يطلبان منه أن يقرأ الآيات المنقوشة على أطراف المقام.
فيقول لهما: سادتي إني أمي ولا أستطيع قراءة القرآن.
فقالوا له: بل تستطيع ذلك.
بعد سماع هذا الكلام أصابه حالة إغماء وغاب عن وعيه وسقط في مكانه وبقي هكذا حتى عصر اليوم الثاني عندما حضر أهالي القرية لزيارة المقام وجدوه مطروحاً، فعملوا على إيقاظه، وعندما استيقظ ووقف نظر إلى الآيات المنقوشة حول المقام فوجد أنها آيات سورة الجمعة وقرأها، ثم علم فيما بعد أنه أصبح حافظا للقرآن، وكان كلما طلب منه قراءة أيّة سورة من القرآن كان يقرأها عن ظهر الغيب وبشكل صحيح.
***
وسمعت من حفيد الميرزا الشيرازي قوله: لقد امتحنته عدة مرات وكنت كلما سألته عن آية كان يجيبني فوراً من أيّة سورة هي، وأعجب من ذلك أنه كان يستطيع قراءة أيّة سورة شاء عكس ترتيبها أي من نهايتها إلى أولها.
وقال أيضاً: كان كتاب تفسير الصافي في يدي ففتحته وقلت له: هذا قرآن فاقرأ فيه.
أخذ الكتاب ونظر فيه وقال هذه الصفحة ليست كلها من القرآن، ووضع يده على مقاطع الآيات القرآنية وقال هذا السطر من القرآن ونصف ذلك السطر من القرآن وهكذا وما تبقى ليس من القرآن.
فقلت له: كيف تقول ذلك وأنت أمي لا تعرف القراءة العربية ولا الفارسية.
قال: كلام الله نور، فهذه الأقسام نورانية والأقسام الأخرى مظلمة (نسبة إلى نور القرآن).
وقد التقيت بعدة علماء آخرين جميعهم قال أنه امتحنه وأنهم استيقنوا من أن أمره خارق للعادة وأنه أفيض عليه بذلك من مبدء الفيض جل وعلا.
وفي مجلة نور العلم السنوية لعام 1957 في الصفحة 223 نشرت صورة "الساروقي" المذكور مع مقالة بعنوان "نموذج من الاشراقات الربانية" وذكرت في المقالة شهادات لكبار العلماء يؤكدون فيها أن أمره خارق للعادة إلى أن تقول المقالة: من مجموع الشهادات هذه فإن موهبة حفظه للقرآن تثبت بدليلين:
أ- كونه أميّاً وهذا ما شهد به جميع أهالي القرية، ولم يشهد أحد منهم خلاف ذلك، حيث قام كاتب المقال باستجواب أهل قريته الساكنين في مدينة طهران، وكذلك فإن خبر أميته ذكر في جميع الصحف المتداولة دون أن يكذبه أحد.
ب-بعض خصوصيات حفظه للقرآن الخارجة عن مستوى الدراسة والتحصيل وهي:
1. كلما ذكرت أمامه كلمة عربية أو غير عربية يجيب فوراً أنها من القرآن أو ليست منه.
2. كلما سئل عن أيّة كلمة قرآنية يجيب فوراً من أيّة سورة هي ومن أي جزء من القرآن هي.
3. كلما ذكرت أمامه كلمة قرآنية موجودة في عدة أماكن من القرآن كان يعدد أماكن وجودها ويكمل ما بعدها بشكل فوري ودون أي تفكير أو تردد.
4. كلما ذكرت أمامه آية أو كلمة و حركة خاطئة أو زيادة أو نقصان كان يلتفت مباشرة ويخبر بذلك.
5. كلما ذكرت أمامه عدة كلمات من عدة سور كان يبين مكان أيّة كلمة دون أي خطأ.
6. كان يشير إلى مكان أية كلمة أو آية تطلب منه في أي قرآن يقدم إليه.
7. كلما عرضت عليه صفحة من الكتابة العربية أو غير العربية وقد جاء فيها ذكر لآية وكان خطها مطابقاً لخط باقي الكلمات كان يميز الآية من باقي كلمات الصفحة، وهذا الأمر صعب حتى على أهل العلم والفضيلة.
هذه الخصوصيات لا يمكن لأشد الناس ذاكرة أن يجمعها لكتيب يتألف من عشرين صفحة، فكيف ذلك مع 6666 آية قرآنية؟
وبعد نقل المجلة لشهادات جمع من العلماء كتبت تقول: إن الموهبة القرآنية "للكربلائي" تعد أمراً عجيباً بالنسبة للناس الذين أطَّروا فكرهم اللامحدود بإطار الماديات المحدودة وأنكروا ما وراء الطبيعة، وكان ما حصل له سبباً في هداية العديد من الضالين، لكن هذا الأمر رغم أهميته لا يعد في نظر أهل التوحيد سوى إشعاع صغير من أشعة الفيض الإلهي اللامتناهي، ومن أقل مظاهر قدرة الحق تبارك وتعالى، وما ظهر مكرراً على أيدي الأنبياء والسفراء مما سجله التاريخ من الأمور الخارقة للعادة، بل ما يظهر في عصرنا الحاضر أيضا من أصحاب الكرامات التي تظهر منهم بسبب ارتباطهم وتعلقهم بالله سبحانه مُبدئ كل شيء هي أمور أهم وتعادل أضعاف ما حدث لحافظ القرآن هذا.
الحقيقة التي لابد لي من ذكرها في ختام هذه المقالة هي أنه نتيجة لانتشار خبر حافظ القرآن هذا واطلاع أهالي طهران على قصته، سمعت عدة متدينين في السوق أنه قبل عدة سنوات كان هناك رجل أعمى يسمى "بالحاج عبود" وكان يتردد على مسجد "عزيز الله" بسوق طهران المركزية، وكان حافظاً للقرآن بنفس خصوصيات "الكربلائي الساروقي" وكان رغم عماه يدل على مكان وجود الآيات القرآنية، وكان يستخير للناس بالقرآن.
قالوا: أنه في إحدى الأيام قدم له قاموس لغة فرنسي بحجم القرآن ليستخير به، فرماه فوراً وثارت عصبيته وقال لي: ليس بقرآن.
وفي مجلس كان يحضره حافظ القرآن أيّد أستاذ الجامعة "ابن الدين" خصوصيات الحاج عبود.
وقال: الرجل المذكور التقيته في منزل "الشيخ مصباح" في قم وبحضور آية الله "الشيخ عبدالكريم الحائري" وامتحنته.
هذه الأمور هي من آثار قدرة الباري عز وجل يظهرها في بعض الأحيان من أجل إرشاد الناس وإتمام الحجة الظاهرة عليهم ]... ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم [وكتب العالم المحترم "الشيخ صدر الدين المحلاتي" مقالة في العدد 1847 من صحيفة "باريس" في شيراز عام 1957 هذه القصة بعد تعليقه عليها وفيما يلي أنقل لكم مقتطفات منها:
هذا الرجل المسمى "بالكربلائي محمد كاظم كريمي الساروقي" عمره سبعون عاماً تقريباً وأبوه اسمه عبدالواحد، ويعمل راعياً، وكان أمياً ومن العامة ولا يستطيع القراءة ولا الكتابة لكنه أصبح حافظاً للقرآن في حادثة عجيبة أنقلها لكم تباعاً، ومطلعاً على إعرابه وبنائه بشكل تام، هذا الشخص يعرف عدد آيات جميع سور القرآن، والعجيب أنه ما أن يقرأ آية تكرر ذكرها في القرآن حتى يخبر دون تفكير أو تردد عدد تكرارها في أيّة سورة وأماكنها في السورة، والأعجب من ذلك أنه إذا طلب منه البحث عن آية ما فإنه يجدها فوراً في أي قرآن وأيّة طبعة قدمت إليه ويشير إليها.
هذا الرجل لعدم تظاهره وإظهاره لأمره لم يكن يطلع عليه الكثيرون وكان مجهولاً عنه ذلك ومشغولاً بالرعي لكن "آية الله زاده المازندراني" والد البروفسور "دانا الحائري" اطلع على أمره وعندما علم أنه قدم إلى قم للمعالجة من مرض، قام بدعوته إلى طهران بحجة تقديمه لطبيبه لمساعدته.
وكان مجلس "آية الله زاده المازندراني" ينعقد أيام الجمعة حتى الظهر ويحضره جمع غفير من أصدقائه ومريديه من طبقات مختلفة، فأحضر "الساروقي" إلى مجلسه ويتحدث عن الفن والموهبة الإلهية التي منَّ بها الله على "الكربلائي الساروقي" فيختبره جمع منهم ويقدمون له قرائين بطبعات مختلفة بل وحتى قرائين خطية صغيرة وكبيرة وقرائين الجيب ويشرع "الكربلائي" بقراءة آيات مختلفة من سور مختلفة في قرائين مختلفة، ويسألونه عدة أسئلة للاختبار كأن يسألوه "لعلكم تفلحون" في أيّة سورة وفي أيّة آية؟
وكان يجيبهم دون تفكير أو تردد أنها في آخر الآيات الفلانية وعدد تكرارها، وكان بعض الحاضرين يتعمّد التغيير في إعراب وبناء الآيات فكان يصحح لهم، وأيّة آية سئل عنها يستخرجها من أي قرآن يقدم له دون أي تردد.
في ذلك اليوم حتى الأشخاص الذين كانوا ينكرون الأمور الخارقة للعادة والطبيعة امتحنوه بعدة أساليب وعجبوا من أمره.
وقد امتحنته أنا بمختلف أنواع وأقسام الامتحانات والاختبارات، فقرأت له الآيات خطأ وكان يعترض ويصحح، سألته عن تعداد الجمل المكررة في السور وأجابني على الفور، أحضرت له عدة قرائين بطبعات مختلفة وسألته عن آيات في أواسط وأوائل وأواخر القرآن وكان يفتح عليها مباشرة ويدل عليها حتى كان لي عبرة، فأخذته إلى المصور وصورته، وعرضته على عدة أشخاص ليختبروه وتحيروا مما وجدوا فيه. حيث أنه وإن وجد الكثيرون من حفاظ القرآن الكريم لكنهم ليسوا بهذا النحو دون تفكير وتأمل يخبرون بترتيب الآية وفي أيّة سورة وعدد تكرارها في السور، والعثور فوراً على أيّة آية أرادوا، وكل ذلك رجل عامي أمي.
كيف حصل على هذه الموهبة:
عندما رأيت وضعه هذا ورأيت أنه غير ملتفت لأهمية الموهبة التي منَّ الله بها عليه، ولعله لأنه أمي كان يعتقد أن كل من يقرأ القرآن مثله، لذا طلبت منه أن يروي لي قصته فقال لي: قبل عدة سنوات كنت في القرية التي أرعى فيها سمعت واعظاً يقول في موعظته أن الصلاة في ملك الشخص الذي لا يؤدي الزكاة باطلة، تأثرت من كلامه لأني كنت أعلم أن صاحب القرية التي أرعى فيها لا يدفع الزكاة، لذا قلت لوالدي لا يمكنني البقاء هنا لأني أصلي وكل صلاتي باطلة ولابد لي من مغادرة هذه القرية.
وأصر علي والدي بالبقاء وقال لي من أين تعلم أنه لا يدفع الزكاة، لكنني كنت قاطعاً وعالماً بان صاحب الملك لا يعتني بدفع الزكاة فلم أعتنِ بإصرار والدي، فغادرت القرية مكرهاً ومجبراً ورضيت بالعمل في الطريق بين قم وآراك لتأمين معيشتي، وكنت أتقاضى يومياً "30 شاهياً" بدل أجوري وأعيش بهذا المبلغ، قضيت ثلاثة أعوام على هذا الحال.
وفي أحد الأيام أرسل إليّ مالك القرية التي كنت فيها شخصاً وقال أنه أصبح يدفع الزكاة فعد للعمل في أملاكه، وإذا كنت لا تريد العمل عنده في الرعي أعطاك أرضاً تزرعها لنفسك. فتحققت من دفعه للزكاة وعدت إلى ملكه، فأعطاني أرضاً وبذراً وحملاً من القمح، فبذرت ثلث القمح وتركت ثلثاً لطعامي ووزعت الثلث الآخر على فقراء القرية وأرحامي.
بارك الله لي في زراعتي وأنتجت 10 أحمال من القمح وفعلت كما في السابق قسم للزراعة وقسم لي والباقي وزعته على فقراء القرية.
وفي أحد الأيام كنت قد حصدت السنابل وجمعتها لأذروها فخرجت من المنزل إلى المزرعة ولكن كان الهواء ساكناً ولم أستطع ذرو القمح لاستخلاصه فعدت بيد خالية إلى المنزل وفي الطريق التقيت بأحد الفقراء الذي كان ينال سهماً من محصولي سنوياً وقال لي: ليس عندنا لهذه الليلة قمح وزوجتي وابني ليس عندهم خبز ليأكلانه. فخجلت أن أقول له ما وقع لي اليوم وقلت له: على عيني، وعدت إلى محصولي لكن دون جدوى فالهواء ساكن فاضطررت أن أفصل حبوب القمح عن سنابلها بيدي وأذروها في الهواء وبعد مشقة استطعت تأمين مقدار من القمح أخذته إلى بيت ذلك الشخص وأعطيته إياه، وبما أني كنت متعباً في الساحة المقابلة لمقام قبرين من أولاد أهل بيت الرسول (ص) اسمهما باقر وجعفر.
فناداني أحد هذين السيدين أن: يا كربلائي محمد كاظم ماذا تفعل هنا؟.
قلت: متعب وأطلب الراحة.
قال: تعال لنقرأ الفاتحة.
قبلت بذلك وسرت خلفهما إلى داخل المقام فشرعوا بقراءة بعض الأمور التي لم أفهمها وأنا واقف خلفهما وساكت.
فقال لي أحدهما: لم لا تقرأ يا كربلائي؟
قلت: سيدي إنني أميّ ولا أستطيع قراءة شيء.
وبقيت استمع وهم يقرءون الفاتحة على القبر الأول، ثم توجهوا إلى القبر الثاني وأنا خلفهما، فشرعوا بقراءة شيء لم أفهمه، وفي هذه الأثناء وقع نظري على سقف المقام فرأيت في أطراف المقام نقوشاً وكتابات لم يكن لها أثر من قبل فتحيرت، فتقدم إليّ أحد السيدين وقال لي: لم لا تقرأ؟
تعليق